نددت الجالية السودانية في الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرة أن الخطوة تمنح «مجرم حرب»، فرصة «تضفي شرعية غير مبررة للانقلاب العسكري». وحسب إعلام المجلس السيادي السوداني، توجه البرهان، الأربعاء إلى مدينة نيويورك على رأس وفد السودان المشارك في أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يرافقه وزير الخارجية المكلف علي الصادق. وسيلقي البرهان، اليوم الخميس، خطاب السودان أمام الجمعية، فضلا عن «مشاركته في اجتماعات لبحث تعزيز التعاون متعدد الأطراف فيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية المطروحة، إضافة إلى التحديات التي تواجهها المجموعة الدولية على غرار التغيرات المناخية وأزمة الغذاء وتبعاتها، خاصة على الدول النامية والأقل نموا»، وفق البيان. كما «سيلتقي على هامش الدورة (77) بعدد من الرؤساء من مختلف دول العالم وممثلين من المنظمات الدولية والإقليمية، لبحث سبل التعاون الثنائي ودور التعاون متعدد الأطراف في إطار منظمة الأمم المتحدة لبناء مستقبل أكثر استقرارا». وفي وقت ينخرط البرهان في اجتماعات تناقش التعاون من أجل الاستقرار الدولي، يواجه السودان نذر انهيار اقتصادي وسياسي وأمني، متفاقم منذ انقلاب الجيش على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ولا تزال الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكم العسكري تتصاعد، بينما راح ضحية قمع الأجهزة الأمنية للتظاهرات الرافضة للانقلاب 117 سودانيا، معظمهم بالرصاص، حسب إحصاءات لجنة الأطباء المركزية. وأعلنت الجالية السودانية في الولايات المتحدة الأمريكية، رفضها لزيارة البرهان ومشاركته في جلسات الجمعية، واصفة إياه بـ«الدكتاتور»، والدبلوماسيين المرافقين له بـ«المزيفين». وقالت في بيان: «إن أي تمثيل من هذا القبيل للديكتاتورية العسكرية سيئة السمعة»، سواء كان ذلك من قبل البرهان أو من قبل أي من الدبلوماسيين الموالين له في القمة السنوية للجمعية العامة، يعتبر إهانة سافرة للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها البلد المضيف». وأكدت أن ذلك «يحمل رسالة مزعجة للشعب السوداني الذي ظل يناضل من أجل الحرية والسلام والعدالة منذ اندلاع ثورة كانون الأول/ديسمبر 2018، التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير»، ووصفت، الانقلاب الذي قام به الجيش السوداني بقيادة البرهان ضد الحكومة انتقالية ذات القيادة المدنية، بـ«الوحشي» و«المناهض للتطلعات «المشروعة» للشعب السوداني».
قمع المحتجين السلميين
وأشارت إلى «التظاهرات المتصاعدة في البلاد، منذ ذلك الوقت والتي تطالب بالإنهاء الفوري للانقلاب العسكري دون شروط»، لافتة إلى «قمع قوات الأمن والميليشيات التابعة للنظام العسكري للمحتجين السلميين بوحشية»، ذلك أن هذه الميليشيات «تتعمد استخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع بشكل منهجي، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، بينما تجاوز عدد الاصابات الخطيرة 550 إصابة، حيث تستهدف قوات الأمن الأعضاء الحيوية للمتظاهرين، الرأس والرقبة والصدر، فضلا عن عمليات الاختطاف والاعتقال والإخفاء القسري للمعارضين»، وفق البيان.
يلقي كلمة اليوم ضمن اجتماعات الجمعية العامة… ومعارضون سينظّمون وقفتين احتجاجيتين
علاوة على ذلك واصلت «قوات الدعم السريع»، التي يقودها نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو «حميدتي»، «هجمات التطهير العرقي العنيفة في عدة مناطق في دارفور، وقاموا بإحراق أكثر من 16 قرية وقتلوا أكثر من 700 مدني في جبل مون وقرى أخرى في غرب دارفور». واتهمت الجالية، البرهان و«حميدتي» وقادة آخرين في قواتهم الأمنية، إلى جانب عناصر من الميليشيات التابعة لهم «بتنفيذ مجزرة القيادة العامة للقوات المسلحة في 3 يونيو/ حزيران 2019»، مشيرة إلى مقتل مئات المدنيين العزل بـ«وحشية» أثناء اعتصامهم للمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي في محيط المقر العسكري في العاصمة الخرطوم.
مجرم حرب
وتابعت: «إننا نشعر بالغضب والاستياء من حقيقة أن الأمم المتحدة تقدم للبرهان منبرا رفيع المستوى بمشاركته في فعاليات الجمعية العامة»، مشددة على أن ذلك «لا يمثل ولن يمثل أبدا التطلعات والرغبات المشروعة للسودانيين للعيش في ديمقراطية تتوافق مع المبادئ الأساسية للحرية والسلام والعدالة». ووصفت البرهان بـ«مجرم الحرب»، مؤكدة أن «منحه والموالين له فرصة مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يجعل السودانيين ينظرون إلى هذه الجلسة بأنها تضفي شرعية غير مبررة للانقلاب العسكري، وتمنحه دعما دبلوماسيا مزعجا لن يقبله الشعب السوداني ولن يتسامح معه». في السياق، قالت منسقة لجنة الإعلام لمجموعة ثوار أمريكا، أنوار عبدالوهاب لـ«القدس العربي» إنهم بصدد تنفيذ وقفتين احتجاجيتين، الأولى ستكون اليوم، بالتزامن مع تقديم البرهان لخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والثانية ستكون السبت، والتي يتوقع أن يشارك فيها السودانيون القادمون من الولايات الأخرى إلى نيويورك. وأشارت إلى أن الوقفات الاحتجاجية، ستطالب بإدانة ما وصفتها بـ«مجازر النظام الانقلابي الدموي»، وقتل المتظاهرين السلميين خلال احتجاجهم من أجل مطالبهم العادلة، فضلا عن الدعوة لتحقيق العدالة، محاسبة المسؤولين عن الانقلاب وكل المجازر التي ارتكبت خلال حكم العسكر. وتهدف الوقفات الاحتجاجية كذلك، حسب أنوار، إلى فضح البرهان ونظام الانقلاب أمام المجتمع الدولي والكشف عن كل الجرائم والانتهاكات التي حدثت في البلاد منذ انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وشددت على إدانة السودانيين لكل سلوك يمنح الانقلاب الشرعية، بعد تقويضه الانتقال المدني الديمقراطي في البلاد، مشيرة إلى شروعهم في تقديم مذكرة للأمم المتحدة تطالب بالقصاص لضحايا الانقلاب ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات ودعم السودانيين لتحقيق تطلعاتهم للحرية والسلام والعدالة. وتدعو المذكرة، المجتمع الدولي لعدم الاعتراف، بانقلاب البرهان، مشيرة إلى أن استمراره يهدد استقرار البلاد ويبدد مواردها. وتندد كذلك باتفاق السلام الموقع بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، مؤكدة أنه لن يحقق سلاما حقيقيا بإيقاف الحرب والنزاعات ولم يحقق تطلعات النازحين في العودة إلى مناطقهم والتنمية والاستقرار الحقيقي.
تنديد بالموقف الدولي
وتدين كذلك، موقف المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة من الانقلاب العسكري، مشيرة إلى أنها منحته الشرعية بدلا عن تحقيق مطالب السودانيين بمحاسبة الضالعين في الانقلاب، مرتكبي الانتهاكات فى حق الشعب السودانى. وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية ضمن آلية دولية تضم بريطانيا ودول في الإقليم لحل الأزمة الراهنة في البلاد منذ انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. والثلاثاء عاد البرهان من بريطانيا عقب مشاركته في مراسم تشييع الملكة إليزابيث الثانية، وسط ردود فعل رافضة للجالية هناك التي نفذت وقفات احتجاجية ورفعت لافتات تندد بانتهاكات الانقلاب. كما شرع عدد من الناشطين الحقوقيين السودانيين في المملكة المتحدة، في رفع دعاوى قضائية، ضد البرهان وقادة انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق قانون الولاية القضائية العالمية والقانون الجنائي الدولي، مطالبين بالتحقيق في مزاعم ارتكابه جرائم جسيمة منذ توليه رئاسة المجلس العسكري.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست