استغرب الحزب الشيوعي السوداني دعوة والي الخرطوم له للحوار حول الأزمة، مشيرا إلى الرأي الواضح من عدم اللقاء مع النظام إلا اذا قبل التنازل والتنحي عن السلطة وتسليمها لممثلي الشعب كما جاء في كل البيانات والمواقف المعلنة. واعتبر الدعوة ذر للرماد في العيون في وقت تبدو فيه الحقيقة ساطعة كالشمس . وأبدى فتحي فضل الناطق الرسمي دهشته من أن يصدر مثل هذا التصريح من أحد مسؤولي حكومة الانقاذ خاصة والي الخرطوم، والكل يعلم أن الحزب الشيوعي بالعاصمة القومية قد بادر بالدعوة لموكب سلمي لتسليم عريضة احتجاج حول الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيشه سكان الولاية، وتقديم حلول حول المعضلة التي فرضتها الميزانية الأخيرة لحكومته، وكان الرد واضحاً للجميع. وأضاف فضل بأن مقترحاتهم لحل الأزمة واضحة، ولن تثنيهم الاعتقالات المستمرة والإرهاب، وجددا مطالبتهم بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وتوجه إلى جماهير الشعب البطل بالاستمرار في النضال من أجل هزيمة ميزانية الجوع،عن طريق تسليم العرائض والمسيرات والمظاهرات السلمية، ولف أكبر قدر من الجماهير حول هذه المطالب العادلة. وقال إنهم يطرحون امام الجميع واعضاء حزبهم ضرورة الاستمرار في تكوين لجان المقاومة الشعبية، على مستوى القواعد وتصعيد التعبئة والعمل المشترك مع كل المعارضة، استعداداً لإعلان الإضراب السياسي والعصيان المدني في اللحظات والساعات والإيام التي يصل فيها الكفاح في كل أنحاء السودان إلى نقطة الإنفجار، التي تؤدي إلى إسقاط النظام وإزالته من جذوره وإقامة البديل الديمقراطي حسب ما اعلنته قوى الإجماع الوطني . وفي حديثه حول الاعقالات قال فتحي:إن جهاز الأمن اعتقل حتى امس الأول 9 من قيادات الحزب وهم ( محمد مختار الخطيب وصديق يوسف ،محيى الدين الجلاد صدقي كبلو , كمال كرار , هاشم ميرغني ،الحارث التوم, هنادي فضل ومختار عبدالله) ، ومن عضوية الحزب خارج اللجنة المركزية بلغ عدد المعتقلين(15)من كوادر الحزب داخل العاصمة وخارجها، أما من القوى السياسية الأخرى فقد بلغ عدد المعتقلين(400)معتقلا على مستوى مدن السودان المختلفة. وحول أوضاع المعتقلين أضاف فتحي: أن جهاز الأمن يرفض الكشف عن مكان المعتقلين أو توجيه أي تهمة لهم ويمنع الزيارات عنهم أو أي اتصال من أفراد أسرهم ويمنع أيضا إيصال الأدوية لهم. وأوضح أن الخطيب وصديق يوسف يعانيان من أمراض مزمنة مثل الضغط ويحتاجان لاستخدام الأدوية بشكل منتظم. وأشار إلى أن وحدة قوى المعارضة كونت لجنة للمتابعة والدفاع عن المعتقلين الذين تم أخذهم لمراكز الشرطة في يوم المسيرة التي دعا لها الحزب يوم 16يناير حيث تم اعتقال(50)ناشط وتم توجيه تهمة الإزعاج العام لهم وأطلق سراح نحو (40)منهم وبقى(10)معتقلين من بينهم صحفيين والصحفي كمال كرار وعضو اللجنة المركزية للحزب، وطالب فتحي فضل الحكومة بالإفراج الفوري عن المعتقلين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة