قال الحزب الشيوعي بالعاصمة القومية بحسب(صوت العاصمة) انه يتابع بإهتمام شديد تطورات وتداعيات قضية التعدي علي حق عمل بائعات الشاي والأطعمة، وحقهم في ممارسة العمل كنشاط إجتماعي يرتبط إرتباطا وثيقا بحقوق الإنسان التي تكفلها مواثيق الحقوق العالمية والدساتير والقوانين الوطنية، وتعمل السياسات الحكومية على ضمان ممارستها على أفضل وجه بالقدر الذي لا يؤدي إلى حرمان أي شريحة إجتماعية من حقها في الحصول على فرص العمل التي تناسب قدراتها الذهنية أو البدنية، بحيث لا يصبح تدني مستوى التعليم أو التدريب سببا لحجب هذا الحق، لأن من واجب الدولة إشاعة فرص التعليم الإجباري والإختياري وإتاحة التدريب من خلال العمل أو توفير مؤسسات التدريب المناسبة كجزء من سياساتها التعليمية، وإذا وقفت الدولة عاجزة عن القيام بمهامها المذكورة أو غيرها فليس لها الحق في منع مواطنيها ذكورا كانوا أم إناثا من التكسب بالإستثمار أو العمل في المجالات المتاحة بالنسبة لهم كحق كفله لهم دستور سلطة الأمر الواقع القائمة في البلاد الآن بسياسة إلغاء التوظيف الناجمة عن تصفية وتجفيف القطاع العام من ناحية، وتحجيم دور القطاع الخاص في الإنتاج الزراعي والصناعي، ومن الناحية الأخرى صفرية الضمان الإجتماعي الذي يكفل للمواطنين العاطلين عن العمل الحد الأدنى من أسباب الحياة وأضافت لذلك عبئا آخر بتحميل ذات المواطن كلفة تلقيه وأسرته للتعليم والعلاج والحصول على السلع الأساسية بسعر تجاري يتجاوز الأسعار العالمية لنظيرات تلك السلع، ولم يعد مقنعا إدعاء السلطة ضخ أي دعم يخفف من غلواء الأسعار ... إزاء ذلك يصبح إنخراط المواطنين/ات في أعمال خدمية هامشية ليس مجرد حق كفله دستور البلاد و قانون العمل الساري فيها بما يجعل الإعتداء عليه وعلى ممارسيه جريمة بحكم المخالفة الصارخة لنصوص تلك التشريعات الوطنية، ناهيك عن المواثيق والعهود الدولية، كما تصبح ممارسة هذا الحق في تفاعلاته الجدلية وإمتداداته مسألة حياة أو موت لا يجدي معها تبريرات السلطة عن المظهر العام والنظام العام والجذب السياحي وتجميل المدن ... الخ، تلك المبررات التي لا تسد رمق طفل ولا تفي حاجته إلى التعليم أو الدواء ولا سبيل إلى توفير الحد الأدنى من تلك الضروريات إلا بعمل من يكفلهم ذكرا كان او انثى كيفما أتفق، بإعتبار أن عشوائية وصور العمل المتاحة ليست ناتجة عن سلوكه أو قيمه أو حتى أفعاله، وإنما أفرزها السلوك والقيم والسياسات الطفيلية الممنهجة وتطبيقاتها في الواقع اليومي المعاش للمواطنين وهي ذاتها المسئولة عن إغراق الأسواق بالبضائع الهامشية منعدمة الجودة رخيصة الأسعار، فتتحول سريعا وبذهنية جالبها ذو السطوة إلى أيدي الباعة المتجولين بشروط لاتقل إجحافا عن أنماط الاستغلال الطفيلي الأخرى .. وهي أيضا المسئولة عن دفع أرامل من إبتلعهم غول الحرب للعمل غير المنظم وغير المعترف به إداريا على مستوى المحليات في مجالات بيع الشاي والأطعمة وغيرها وتخلق الحكومة مسهلات توسيع الجيش العامل في هذه المجالات وغيرها بإستمرار الحرب الأهلية وعدم الرغبة في إنهائها ومواصلة سياسة التشريد من القرى وإجبار الأهالي على النزوح، بل وإمعانها في مضايقة النازحين في معسكراتهم حتى بعد إدعائها إنهاء الحرب في دارفور لإكراههم على هجر الإقليم نفسه بلا إمكانيات تذكر بعد أن خسر الجميع أنعامهم وأراضيهم الزراعية والرعوية تحقيقا لأهداف بعضها معلن والآخر لا يزال خافيا عن أهالي الإقليم، وفي هذا الصدد نجد أن السلطة تصم آذانها عن معاناة مواطنيها، مما يزيد من حجم الغبن الواقع عليهم جميعا والتي لا تختلف ضراوتها هنا في الخرطوم عنها في الفاشر أو بورتسودان أو حلفا أو غير ذلك من مدن السودان المختلفة، ولكن الأوضاع تزداد تأزما في الخرطوم بعد الإجراءات الشرسة التي نفذتها السلطة في أعلى مستوياتها المسئولة عن الرعاية الإجتماعية بحسبما يقول إسم الوزارة بالإشتراك مع جهات محلية أخرى في طرد وإخلاء بائعات الشاي من شارع النيل وتتابع حملاتها في مناطق أخرى من العاصمة وفق خطة شاملة تستهدف منع العمل في هذا المجال الخدمي المشروع دونما حساب لنتائج هذه الحملة وما تمثله من تقديم معطيات محفزة للإنحراف الإجتماعي غير محدود العدد ولا الأشكال، وبالمقابل ينهض تيار يضعه الحزب الشيوعي السوداني بالعاصمة القومية في مقدمة همومه وإهتماماته بالعمل الإيجابي الدؤوب وسط القطاع غير المنظم والذي يشمل شرائح أخرى واسعة تضم مختلف الحرفيين لتنظيم جموعهم وحركتهم، ويدعم بقوة جميع المبادرات التي قادت إلى تكوين إتحادات وجمعيات وأشكال نقابية بسيطة لأجل تطويرها وتوسيع نفوذها مستفيدة من كل أشكال الدعم والتضامن التي تقدمها الفئات المنظمة من قوى سياسية وتنظيمات حقوقية وعدلية ومنظمات مجتمع مدني للضغط على النظام للإعتراف بالأجسام التي تعبر عن إرادة العاملين في هذا القطاع كخطوة أساسية للإعتراف بالنشاط الإقتصادي الذي يؤديه أفراده، ويمتد طموحنا كحزب إلى رفع قدرات الطلائع القائدة في القطاع من خلال محو أمية من يحتاج إلى ذلك وتأهيلهم نقابيا وسياسيا وحقوقيا ترسيخا لواجبنا الثوري في العمل وسط جماهير شعبنا ونشر الوعي بينهم وإكتسابه منهم ما أستطعنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أخبار الحركة الجماهيرية السودانية
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست