في ليلة تشبه معزوفة عزة في هواك تماماً جلس الموسيقار يوسف الموصلي علي كرسي خيمة الصحفيين وهي تحتفي بتجربة الموسيقار (الموصلي) التجربة التي كان من المقرر أن يتحدث عن الموصلي فيها الدكتور الموسيقي كمال يوسف لكن الحقيقة أن من أدار الجلسة الأستاذ طارق شريف وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه فالكل كان ليلتها يتحدث عن رقم موسيقي وعن إنسان مختلف أنجبته أرض السودان ليوزع موسيقاها وينثر الحانها ويكتب كلماتها علي الطريقة التي تشبه وتشبه أهلها. يوسف الذي ولد في الإشلاق الغربي بمدينة الخرطوم قال إنه كان يرعي الأغنام في ذلك الوقت الباكر حيث إبتدر علاقته مع الموسيقيحين كان يحمل معه (راديو) يستمع فيه إلى ما تنقله هنا أمدرمان من أغنيات الرواد وهو الأمر الذي فتح مداركه حول ضرورة الإتجاه نحو دراسة الموسيقي ومت ثمة التخصص فيها يؤكد الموصلي علي دور كبير لعبته الموسيقي العسكرية في التجربة الموسيقية السودانية فقد كان العسكر الأقدر علي التعامل مع آليات النفخ والآلات الخشبية. في رائعته بلدنا نعلي شانا كان الموصلي يدشن مسار جديد للفن وهو الفن الذي يقود أهله إلي السلام والإستقرار يقول إن الأغنية إرتبطت بإرتفاع حدة المواجهات بين الشمال والجنوب والحرب لذلك جاءت عبارة (تحل القضية بلا صوت بمدقية) ومثلها إن شاء الله يسيل عرقنا بدل تسيل دمائنا. يقول الدكتور كمال يوسف وهو يحاول أن يغوص في أعماق تجربة الموصلي الإبداعية يمكنني القول أن الموصلي (موهبة من الدرجة الأولي) ويدلل كمال علي قوله من خلال معايشته لتجربة كتابة أغنية بلدنا نعلي شانا التي تم إنجازها في منطقة كنانة أثناء رحلة علمية لطلاب المعهد وقال إن الموصلي قام بكتابتها علي ورق ودون وجود آلات وهو أمر لا يمكن إنجازه إلا لصاحب خيال إبداعي خصب وهي الخصوبة التي برزت في القدرة الفائقة للموصلي علي إعادة توزيع الموسيقي السودانية لفنانين متعددين وبذات العمق والمقدرات الكبيرة، كما أن أهم ما يميز الموصلي هو قدرته علي المزاوجة بين الدراسة الأكاديمية وعن الإنفصال عن الواقع الموسيقي في البلاد القدرة علي توظيف الدراسة الأكاديمية في تطوير الموسيقي المحلية . بالنسبة للموصلي فان الموسيقي مثل الديمقراطية تتطور بالمزيد منها وأن السلاح الأهم للموسيقي هو أن يسمع أكثر يشير الموصلي هنا، إلا أن غرفة الملحن عمر الشاعر لم يكن فيها شي غير الموسيقي ويستعيد تجربته في أمريكا حين قال إن هناك لحن معين كلما إستمع إليه انخرط في موجة من البكاء المتواصل. كما أن النقد أيضاً يمثل عامل بناء وليس هدم كما يتصور البعض يتذكر الموصلي هنا المواجهات بينه والملحن برعي أحمد دفع الله والذي كثيراً ما غير له في نصوصه حتي ظننت أنه يقصدني لاحقاً إكتشفت أن برعي كان علي حق في كل ما قاله وأنا المخطئ. يرجع الموصلي رؤية البعض بعدم إنتشار الموسيقي السودانية في الخارج إلي ما أسماه حالة الخجل السوداني بل أن الموصلي يقول أنه وبعد العمر دة ما زال يخجل حين يضع رجله في المسرح ولا يمضي دون أن يشير إلي أن ثمة مشكلات جديدة ستواجه الموسيقي السودانية سماها وهي مشكلة تجهيل الموسيقي السودانية وذلك بإصرار الملحنين علي إدخال الدلوكة في أي تجربة لحنية وتمديح الغني السوداني وذلك بإعادتنا لمرحلة كنا قد خرجنا منها بوردي ومصطفي سيد أحمد وأبوعركي البخيت وهو ما يعني أن نعود إلي حقبة كنا قد تجاوزناها سلفاً. الموصلي الذي همل رئيساً لقسم التاليف الموسيقي بمعهد الموسيقي والمسرح يحكي عن ظروف مغادرته البلاد والتي تداخلت فيها عدة عوامل وعلي رأسها العامل السياسي يصف الموصلي المبدع بأنه متجاوز بوعيه السياسين لكونه يسعي نحو الحياة ويسعون في إتجاهات أخري يشير الموصلي إلي محاولات فرض رؤية أُحادية عليه في الوقت ذاك لم تعجبه كما أن الواقع برمته لم يكن يبشر بخير يعترف بأن تجربة طقل العالم الثالث التي كان من المفروض أن تقدم في يوم اللاجئ الإفريقي، هي التي عجلت بمغادرته للبلاد وإقامته في مصر قبل أن يغادرها إلي هجرة أخري إلي الولايات المتحدة الأمريكية. يؤكد الموصلي وعلي مسؤليته أن الغناء ليس حراماً، أن تحقن الأمة بالقيم النبيلة فهو المطلوب للحفاظ علي التماسك بين مكوناتها وهو الأمر الذي كان يفعله المغنون السودانين علي مر التاريخ ونجحوا فيه لحد كبير الموصلي يقول بأن العودة إلي القيم المبثوثة في الكلمات والألحان كافية لأن تضع الجميع أمام الحقيقة لكنه يقف أمام جقيقة أُخري تتعلق بالمغنيات السودانيات وفيما يشبه التحسر علي كل من حنان النيل وعافية حسن الأصوات التي كانت ستضع السودان في موقعه في خارطة التنافس الإقليمي والعالمي يتحسر الموصلي علي تسعة أعمال جمعته مع الفنانة عافية حسن وتم توزيعها ناثراً فيها كل خبراته كانت ستشكل نقلة في الموسيقي لو أن سيف التحولات الإجتماعية الذي يخص عافية رسم صورة اخري وهو أمر قد لا يرتبط بعافية وحدها وإنما يمكن أن يشمل أُخريات في ذات الحقل الإبداعي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
اخبار سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست