فاروق أبو عيسي:الشعب السوداني شعب عظيم ومعلم ...زمن البلبصة واللعب علي الدقون انتهي

سودانيز اون لاين
حسين سعد-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

فاروق أبو عيسي في حواره مع الايام

الانتفاضة قادمة

النظام يتهاوي وفقد البوصلة

حوار قاعة الصداقة لاقيمة له ولاتشرفنا المشاركة فيه

مستقبل الاسلام السياسي انتهي

محاولات إصلاح الاقتصاد لن تنفع والقصة وصلت الميس

زمن البلبصة واللعب علي الدقون انتهي

قال رئيس الهيئة القيادية لقوي الاجماع الوطني الاستاذ فاروق ابوعيسي ان الانتفاضة الجماهيرية الثالثة قادمة وان معالمها باتت واضحة جراء فشل سياسات النظام السياسية والاقتصادية والاجتماعية وصراعاته العميقة وسط قياداته وتمدد الفساد وتحطيم المشاريع الزراعية وتدمير وسائل كسب العيش،واعتبر ابوعيسي في حواره مع الايام الحوار المنتج والحقيقي والذي اشترط لقيامه بتهيئة المناخ ووقف الحرب واطلاق سراح المحكوميين والسياسين واغاثة المتضررين واتاحة الحريات أعتبره بأنه الطريق الأقل تكلفة للخلاص من نظام الحزب الواحد،واتهم فاروق الحكومة بالتحايل والمراوغة بشأن الحوار وزاد(زمن البلبصة واللعب علي الدقون انتهي) مؤكدا فشل الاسلام السياسي بالسودان وان الشعب لن ينسي ما فعله الاسلام السياسي وقطع بأستحالة اعادة توحيد الحركة الاسلامية مستقبلياً،وأوضح ابوعيسي انهم لن يجتمعوا برئيس الالية الافريقية رفيعة المستوي ثامبو امبيكي خلال زيارته الحالية الي الخرطوم وقال انهم سبق وان قابلوا امبيكي أكثر من عشرة مرات وتسليمه عدد من المذكرات بشأن الحوار خلال زياراته العديدة السابقة الي السودان ،وأوضح فاروق ان أمبيكي ظل يردد علي ان قوي الاجماع الوطني غير راغبة في الحوار وهذا غير صحيح وأعتبر فاروق الحكومة بأنها في حالة توهان وزاد(حوار قاعة الصداقة لا قيمة له ولا تشرفنا المشاركة فيه)

حوار :حسين سعد

بنهاية هذا الشهر وبداية ابريل القادم تحل الذكري (31) لانتفاضة مارس أبريل 1985م التي اطاحت بنظام مايو ،ماهي العظات والعبر بعد هذه المسيرة الطويلة في مواجهة النظام الشمولي؟

هذه الذكري ذكري عظيمة لدي الشعب السوداني المعلم الذي علم شعوب دول الجوار الثورات الجماهيرية والهتاف في وجه الانظمة الديكتاتورية والقمعية واسقاطها وفتح الباب امام بناء نظام ديمقراطي مدني، والشعب السوداني لديه تاريخ حافل بالبطولات ويمكننا ان نشير الي ثورتي أكتوبر،وأبريل التي تمثل لوحة بارعة علي جدران نضالات الشعب السوداني ضد الديكتاتورية والتسلط والقمع واليوم شعبنا يستعد لرسم اللوحة الثالثة وفي الطريق هناك انتفاضة جماهيرية ثالثة قادمة تشكلت كل ملامحها ومعالمها جراء الحروب التي أشعلها النظام بدارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وغياب الحريات والأزمة الاقتصادية الخانقة.

مقاطعة من أين لك بهذه الثقة الكاملة بشان اندلاع انتفاضة جماهيرية ثالثة والحكومة (فرتقت) النقابات والاتحادات المهنية وأجرت العديد من التعديلات القانونية؟

رد بسرعة ثقتي اولا في رب العباد ومن ثم في الشعب السوداني لاحدود لها وطوال عمري السياسي لم اكن يوما ما متشائماً وعلمنا التاريخ ان الشعب السوداني شعب مقدام ولم يخذلنا بالرغم من ان الحركة الاسلامية ومنذ اول يوم علي إنقلابها علي النظام الديمقراطي (كسرت وهدمت) النقابات والاتحادات لكن حالة الغليان وتسخين الملعب واضحة تماما فالاوضاع الاقتصادية كم ذكرت مسبقاً لن تنفع معها كل محاولات الحكومة البالية والفاشلة والخاصة بقطع علاقاتها مع ايران والدخول في عاصفة الحزم ومن ثم رعد الشمال والتقرب الي السعودية والخليج فالحكومة تمارس السمسرة مع تلك الدول وتحاول ان تتزاكي وتمارس الفهلوة في انتظار هبات وهدايا دولارات السعودية والخليج لكن تلك الدولارات لن تأتي وان جاءت سيكون ثمنها غالي جدا علي كرامة الشعب السوداني، اما التغيير القادم فملامحه واضحة بالنسبة لي كما قلت وشعبنا سيعيد أكتوبر وابريل مرة أخري والشاهد علي ذلك هو ما يرشح من انباء عن حراك المعلميين الحالي في انتخابات المعلميين الاخيرة وكلنا شاهدنا وسمعنا هلع الحكومة وتدخلها غير الحميد لصالح منسوبيها النقطة الثانية التي يمكن ان نشير لها هي اتجاه الحكومة لتعيين اللجان الشعبية بالاحياء فالتجربة الماضية نجحت من خلالها القوي الديمقراطية من اسقاط كوادر الحكومة كذلك يمكن النظر الي حراك الاطباء والصحفيين والزراعيين والطلاب الذين ظلوا يقدموا جسارة رائعة في مواجهة االبطش والقمع وكذلك ،تحالف المزارعيين والصيادلة ومتضررو السدود اللذين زلزلوا الارض تحت اقدام الحكومة بالعاصمة ومناطق السدود بمساعدة من القوي الحزبية المناهضة والراغبة في التغيير،عموما حراك المجتمع المدني بكافة أشكاله من منظمات حقوقية ومطلبية وثقافية وفئوية وجماهيرية وغيرها فهذه هي الاليات التي لجاء لها شعبنا في السابق فهي أليات مجربة وناجحة صحيح ان الثورة تأخرت كثيرا لكنها قادمة بدليل دخول فعاليات وقوي ذات مصلحة حقيقة في التغيير وهي قوي الهامش،النموزج الاخر هو فشل المشروع السياسي للحركة الاسلامية والسقوط اللامتناهي للاسلام السياسي حيث صار الشارع رافض لاي محاولات ترقيع لهذه الحكومة والتجربة الفاشلة التي مزقت الوطن وقسمته واشعلت الحروب في اطرافه واشعلت الحروب القبلية والصدامات الجهوية وتحرير الاسعار وجنون السوق والراسمالية الطفيليةلذلك لابد من تصفية هذا النظام والعودة لما قاله مولانا محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي ابان تراسه للتجمع الوطني الديمقراطي لابد من تصفية هذا النظام وإجتثاثه من الجذور. وهذا ناتج لرفض الحكومة للحوار الجاد والشفاف باعتباره الطريق الاقل تكلفة فنحن جزء من الحراك المناطقي والمهني وهناك نهوض وسط هذه القوي وهي الاقدر علي تحقيق تغييز جزري بالبلاد فالنظام ضعيف ويتهاوي وكل سياساته فاشلة،علي القوي السياسية والقوي المدنية ترتيب صفوفها فالتغيير قادم،والتغيير هذه المرة لن يكون من الخرطوم وحدها بل سيكون من القري والفرقان والارياف والاطراف وقريبا سيخرج المارد من قمقمه وستضج الشوارع بالهتافات لكسح النظام،شعبنا عانا كثيراً وعلمنا التاريخ ان الشعب السوداني مصادم ومنتصرعلي اعدائه من الطفيليين الذي عاثوا فسادا في الارض ونهبوا خيرات البلاد وصرفوها في تعزيز سلطانهم وحمايتهم عودنا دائما الانتصار،شعبنا عود العالم علي المفاجات السارة والمدهشة،فالمشهد السياسي كما قلت حافل بتغيرات كبيرة؟

الحديث عن الاقتصاد أستاذ فاروق سؤال لوحده،لقمة العيش صارت قاسية؟

فعلا لقمة العيش باتت قاسية في ظل انعدام وسائل كسب العيش فالشعب السوداني يعيش أوضاع اقتصادية قاسية ومعاناة لاوصف لها جراء تلك السياسات الفاشلة القائمة علي روشتات المؤسسات الراسمالية العالمية وشعبنا كان في الماضي يهتف رافضاً لتلك السياسات بقوله لن يحكمنا البنك الدولي لكن الحكومة الحالية تركت الباب مفتوحا للراسمالية الطفيلية وظلت تنفذ ما تمليه عليها تلك القوي بحذافيره حتي صار لدينا جيوش من العطالة والفقراء وتدمير وتحطيم المشاريع الزراعية وتشريد العمال والموظفين واغلاق المصانع بالعاصمة والولايات واليوم لدينا أكثر من 90% من الشعب السوداني فقراء بينما تتمتع فئة قليلة لا تتجاوز نسبتها 5% بخيرات بلادنا وكل يوم يزداد الفقراء فقرا والاغنياء غنناً هذه متوالية مستمرة ولن تنتهي الا بزوال هذا النظام،الازمة الاقتصادية اتسعت والعجز في الموازنة يقدر بأكثر من (11) مليار بجانب تفاقم الصراعات وسط قياداته وتمدد الفساد كل ما الحكومة (تنزنق) تلجاء الي جيب المواطن المغلوب علي امره، وزيادة الضرائب والجبايات وانفلات السوق،كل المحاولات التي تقوم بها الحكومة لاصلاح الاقتصاد لن تنفع القصة خلاص وصلت (الميس)

وصل الي الخرطوم رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوي ثامبو امبيكي لاجراء مشاورات مع الحكومة وبعض القوي السياسية حول اللقاء الاستثنائي الاستراتيجي المقرر اجرؤه الاسبوع المقبل، هل ستقابل قوي الاجماع الوطني امبيكي ؟

قوي الاجماع الوطني لن تقابل امبيكي خلال زيارته الحالية بالخرطوم، وموقفنا من الحوار واضح وكررناه له مرارا لكنه –اي امبيكي- ظلل يردد بان قوي الاجماع الوطني ليس مع الحوار وهذا غير صحيح،وسبق وان اجتمع امبيكي بممثليين لقوي الاجماع الوطني لأكثر من عشرة مرات كما تم تسليمه عدد من المذكرات بشأن الحوار،هذه المذكرات قالت قوي الاجماع الوطني رأيها فيه بوضوح تام وأكدت إنها مع الحوار الحقيقي والمنتج والذي يتطلب تهئية المناخ من خلال وقف الحرب واغاثة المتضررين واطلاق سراح المعتقليين والمحكوميين في قضايا سياسية وان يفضي الحوار الي حكومة انتقالية وتفكيك دولة الحزب الواحد،وان تشرف علي الحوار حكومة انتقالية وبنهاية الفترة الانتقالية يتم التوافق علي تشكيل لجنة لعقد المؤتمر الدستوري بمشاركة الجميع لوضع دستور دائم لبلاد تتم إجازته من خلال إستفتاء شعبي واسع،امبيكي في زيارته الحالية لم يوجه لنا دعوة لمقابلته بالخرطوم ولم يدعونا ولسنا نادمين علي المشاركة في هذه الاجتماع،فالحكومة في حالة توهان وحوار قاعة الصداقة لا قيمة له ولا تشرفنا المشاركة فيه ونحن كما ظللنا نكرر مع الحوار المنتج والمفيد للشعب للسوداني.وهذا هو الطريق الاقل تكلفة للخلاص من نظام الحزب الواحد لكن الحركة الاسلامية تحاول ان تتزاكي وتتحايل في اجراء حوار شكلي ليس القصد منه حل أزمة السودان التي باتت عصية علي الحل مع حلفاؤها وبعض الانتهازيين لالحقائهم في السلطة الحركة الاسلامية انكشفت اجندتها تماما ومرحلة الضحك علي الدقون والبلبصة انتهت وليس هناك فرصة لتوحيد اطراف الحركة الاسلامية لا اليوم وفي المستقبل فالشعب لن ينسي ما فعله الاسلام السياسي، من حرب وضرب بالطيران واغلاق المستشفيات وغياب الحريات وحرية الصحافة وحرية التعبير وحرية التنظيم وغياب مجانية العلاج ومجانية التعليم

ظلت الساحة السياسية بين كل ليلة وضحاها تشهد ميلاد تحالف سياسي جديد في تقديرك هل تخدم هذه التحالفات الشعب السوداني الذي قلته ان ظهره الهبته سياط جنون السوق المنفلت وارتفاع الاسعار،والضائقة المعيشية التي ضاعفت من أعداد الفقراء الكبيرة؟

نحن لدينا مبداء واضح وهو ان الحرية لنا ولسوانا ونحن لا نحجر علي فئة او مجموعة او قوي سياسية تريد تنظيم نفسها ونحن لا نقول للناس افعلوا هذا ولا تفعلوا ذاك حق التنظيم هو حق مكفول للناس،العمل الثوري والنضالي ضد الانظمة المستبدة لاسيما الشريرة منها تحكم عمله ومساراته نظريات علمية،اسقاط وتصفية هذه النظم لا يحتاج الي اذن لكن من خلال تجارب تظل وحدة المعارضة هي الهدف والغاية وان أحد هذه الشروط الرئيسية والهامة في طريق إسقاط النظام وكسح الانظمة المستبدة قد يتأخر ويتعجل جراء ظرف محدد كلما كانت المعارضة موحدة الفكر والعمل نجحت في مهمتها الخاصة بأسقاط النظام وقد تتأخر هذه المهمة في مجتمع أخر جراء ضعف المعارضة وتعدد مراكزها لكننا نعمل علي وحدة مركز المعارضة لان تعددها يعيق الوصول الي الهدف المنشود ويطول من عمر النظام فتحالف قوي الاجماع الوطني يعتبر هو التحالف الاكبر الموجود في الساحة وهو الاكثر فعالية من غيره قاد تحالف قوي الاجماع الوطني معارك عديدة ضد النظام انتصر في كثير منها وخسر بعضها،ومع ذلك نحن في قوي الاجماع الوطني نعمل علي وحدة المعارضة لتتسع وتشمل اكبر قوي ممكنة وتشكيل جبهة واسعة تضم الراغبين والحادبين علي تغيير النظام بشرط ان لا تكون هذه العملية مفتوحة للاجهزة الامنية وتحالف المعارضة دخل في تحالف واسع لغرس بذور وحدة المعارضة وذلك في تكوين نداء السودان الذي ضم الي جانبنا الجبهة الثورية وحزب الامة القومي ومنظمات المجتمع المدني.

أحدث المقالات