|
|
 الأمين العام لجامعة الدول العربية: السودان سلة غذاء العالم العربي) لم يعد شعاراً)
|
الأمين العام لجامعة الدول العربية في حوار قطعه الرئيس :
أنا جئـــت في التــــوقيت الخطــــأ
السودان سلة غذاء العالم العربي) لم يعد شعاراً)
متى كانت الجامعة العربية قوية؟
حاوره : فتح الرحمن شبارقة
مساء أمس الأول، أخذ الجميع مواقعهم داخل قاعة الصداقة ، فلم يكن هناك إلا بضعة دقائق فقط ليصل بعدها الرئيس البشير ويفتتح مع د. نبيل العربي الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي بجامعة الدول العربية.. كنت أعرف مسبقاً أن العربي سيغادر إلى مؤتمر جنيف بشأن الأزمة السورية عقب الجلسة الافتتاحية مباشرة، لذلك لم يكن أمامي فرصة أخرى للقائه والتحاور معه غير تجاوز رجال الأمن والمراسم بملامحهم الصارمة إلى حيث يقف نبيل في انتظار الرئيس.
ليس هذا فحسب، بل كان علىّ استئذان وزير الخارجية علي كرتي و وزير المالية بدر الدين محمود والوزير بالمجلس الأعلى للإستثمار د. مصطفى عثمان إسماعيل الذين كانوا يتجاذبون أطراف الحديث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية للإنفراد به لبعض الوقت، و وسط دهشة وترحيب اثنين منهم، وما يشبه الاستياء من الثالث، انفردت بالعربي الذي حياني بطريقة ودودة ، وبدا متذكراً جيداً لأول حوار أجريته معه عندما كان وزيرا لخارجية مصر بعد ثورة 23 يناير، ومثلما كان ذلك الحوار هو الأول الذي يجريه العربي لصحيفة عربية، كان هذا الحوار هو الأول له مع صحيفة سودانية بصفته الأمين العام لجامعة الدول العربية، فإلى ما قاله العربي في هذا الحوار الذي قطعه وصول رئيس الجمهورية وقتها، قبل طرح المزيد من الأسئلة المهمة:
*إلى أي مدى برأيك يمكن أن تجعل مثل هذه الاجتماعات للمجلس الاقتصادي للجامعة العربية في الخرطوم من (شعار السودان سلة غذاء العالم العربي) واقعاً يمشي على الأرض؟
-أولاً أعتقد أن الحديث عن أن السودان سلة غذاء العالم العربي لم يعد شعاراً بعد هذا الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية..
*كيف ذلك ونحن نعلم أن إنزال هذا الشعار على الأرض يحتاج لإرادة عربية قوية يبدو أنها غائبة نوعاً ما؟
- الآن هنالك إرادة وهنالك تصميم سواء من الرئيس عمر البشير أو من الدول العربية عندما أطلق مبادرته في المملكة العربية السعودية في يناير من العام الماضي للبدء في التنفيذ، وأعتقد ان هذه فرصة للبدء في مشروع عملاق في جميع الدول العربية.
* لكن كثيرا من الحديث عن تحقيق الأمن الغذائي العربي ودعم السودان للإضطلاع بهذا الدور ظل حديثاً إنشائياً فقط في ظل احجام رساميل الأموال العربية عن الاستثمار في السودان؟
- أعتقد ان هذا سوف ينتهي، وعندما يبدأ التنفيذ سيشعر الجميع بلا شك ان هذا مشروع عملاق لفائدة جميع الدول العربية.
*الخرطوم تشكو من قلة الإستثمارات العربية الحكومية تحديداً عدا استثناءات قليلة وأغلب الاستثمارات الأخرى هي استثمارات خاصة لماذا تعزو ما يشبه الاحجام الحكومي العربي من الدخول في الاستثمار بالبلاد؟
- رأيي ان رأس المال دائماً يبحث عن فرص، وعندما يجد الفرصة يذهب إلى هناك.
* وإلى أي مدى يمكن أن تكون الفرصة متاحة الآن برأيك؟
- أعتقد أن إطلاق مثل هذه المبادرة تعطي أمانا للمستثمر.
*هنالك عتاب من قبل بعض النخب في السودان للجامعة العربية لضعف دورها وقلة دعمها للبلاد في كثير من المنعطفات التي مرت بها؟
- أكبر مشكلة كانت مشكلة دارفور، وجامعة الدول العربية لعبت دورا رئيسيا كجامعة وكتنسيق بين مساعدات الدول، فهذا حصل..
*ولكنه قليل فيما يبدو؟
- الجامعة إمكاناتها محدودة.
*هل إمكاناتها محدودة بالقدر الذي لم يجعل لها دوراً مسانداً للخرطوم في قضية الجنوب التي انتهت بالانفصال مثلاً؟
- شوف.. أنا كنت وزير خارجية قبل الانفصال، وذهبت إلى الجنوب قبل الانفصال مع رئيس وزراء مصر، ونحن كنا مع السودان مائة في المائة في هذا الموضوع.
* عندما تقول: (نحن كنا مع السودان مائة في المائة) هل تقصد هنا أنتم كمصر أم كجامعة عربية؟
- كمصر وكجامعة عربية.
*هل دولة الجنوب الآن هي عضو مراقب في الجامعة العربية كما رشح في وقت سابق؟
- لا هي ليست مراقباً..
*لكن فيما أعلم أن اتصالات تمت بينكم في هذا الخصوص؟
- نحن حاولنا أن نتعرف على وضعهم وطلبنا منهم تحديد المركز القانوني لهم في الجامعة ولكنهم رفضوا أن يقولوا أي حاجة، وأنا تكلمت مع وزير الخارجية وأنا وزير خارجية، وتكلمت مع الرئيس سلفا كير، وآخر مرة قابلته كان في الكويت قبل شهر ونصف الشهر في وجود فخامة الرئيس عمر البشير ولكنه لم يقل شيئاً في هذا الموضوع.
*على ذكر الموضوعات التي لم يتحدث فيها لماذا لم تتابعوا قضية ضرب مصنع اليرموك في الخرطوم رغم حديثكم عن تكوين لجان وخلافه؟
ارتفعت نبرة صوته قليلاً وهو يقول:
- نحن بحثناه ولكن ما فيش دولة قررت، هو نحن عندنا جيش؟ الجامعة العربية ليس لديها جيش، فالموضوع طُرِح ودُرِس ولم يصدر شىء.
*بعد أحداث الربيع العربي في عدد من دول المنطقة يبدو أن الجامعة العربية أصابها الكثير من الضعف؟
- أولاً متى كانت الجامعة العربية قوية؟ الجامعة العربية هي منظمة إقليمية تخضع للأمم المتحدة.
*ألهذا لم تستطيعوا أن تفعلوا شيئاً في سوريا؟
- في موضوع سوريا نحن اشتغلنا حوالي ستة أو سبعة شهور، ثم طبقاً لميثاق الأمم المتحدة أرسلنا الملف إلى مجلس الأمن ولكنه لم يفعل شيئاً.
*ولماذا لم تفعلوا شيئاً في موضوع فلسطين كذلك؟
- في موضوع فلسطين لا نستطيع أن نفعل شيئا لأننا ليست لدينا علاقة بإسرائيل.
*يبدو أنكم تأثرتم في الجامعة العربية بالانقسام بسبب موقف الدول من التغيير في بلدان الربيع العربي بين المعسكر الداعم للتغيير والمتمسك بالمحافظة على الوضع القديم؟
- لا ..هذا ليس صحيحاً إطلاقاً.
*لكن لماذا أصبح صوتكم خفيضاً في الآونة الآخيرة؟
- صوتنا ليس خفيضاً أبداً، وأرجو أن تقرأ البيانات والقرارات التي تصدر..
*لكن هي تظل بيانات وقرارات فقط؟
بشىء من الحدة قال:
- والمنظمة الدولية بتُصدِر إيه؟، والأمم المتحدة بتُصدِر إيه؟).. هي تصدر بيانات وقرارات وهذا هو ما يصدر، وفي كل موضوع هناك رأي واجتماعات تشارك فيها جميع الدول العربية لأن الجامعة العربية كأمانة عامة ليست هي التي تقرر كل شىء وإنما هناك قرارات تصدر من الدول.
*هل تشعر بأنك غير محظوظ كونك جئت لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية في هذا الوقت الملئ بالاشكالات العربية؟
- ليست غير محظوظ، ولكن أقول أنا جئت في وقت غلط.
*بوصفك الأمين العام لجامعة الدول العربية ما هو انطباعك عن الشعب السوداني؟
- أنا شخصياً اعتبر الشعب السوداني شعب شقيق، وأنا عشت سنة في بيت سفارة جمهورية مصر العربية في ذلك الوقت هنا في السودان ولي صداقات عديدة في السودان، واعتقد إن الشعب السوداني هو شعب طيّب ومن أكثر الشعوب أدباً ولديه رجولة في تصرفاته.
|
|
  
|
|
|
|
اخبار سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست