في السعي نحو أسئلة مغايرة / في أخطاء الطبيعة .. في ضراوتها

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 05:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2007, 10:50 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في السعي نحو أسئلة مغايرة / في أخطاء الطبيعة .. في ضراوتها

    في السعيِ نحو أسئلةٍ مغايرة /
    في أخطاء الطبيعةِ .. في ضراوتها : "إلتباس الجندر" و"ظاهرة السيام" – مثلا ً


    كانت الحيْرة / السؤال تلازمني منذ أمدٍ بعيد .. وهو لم يزل - أعني السؤال / الحيرة ، لايبرحني : لمَ تتجنّى "الجيناتُ" على تلك المخلوقات الصغيرة وهي لم تزل في بطون أمّهاتها لتخرج الى الدنيا وهي محبوسة في قفص عاهاتها ، مُتهمَةً حيناً ومدعومةً حيناً ، إلا أنّها تظلّ في كلا الحالين مصعوقة بقرار ِ الطبيعة المُجحف حيالها .. !
    ما الذي فعلتْ ، وتفعل ، ولسوف تفعله الطبيعة بنا ؟!
    ما الذي سنفعله بأنفسنا وبالطبيعة في آن ؟!!

    *

    ذات أمدٍ بعيد قادتني خطاي الى معرض بكليّة الطب بجامعة الخرطوم كانت تقيمه جماعة "لإتجاه الإسلامي" . عزمت على التجوّل في المعرض العلميّ بروح ٍ علميّة صرفة ، مرجئاً توجساتي السياسيّة والأيديولوجيّة لسانحة أخرى . آه .. كان المعرض يعتمد على التصاوير الفتوغرافيّة والتخطيطيّة بشكل أساس ، مما سهّل مهمّتي في التجوال والبحلقة دون أن أعير كبير إهتمام بالشروحات وأوجع دماغي بالمصطلحات البيولوجيّة والفسيولوجيّة والكالو ... إستوقفتني إحدى الصور : طفلتان ملتصقتان بالرأس ( أو ذلك الشئ الذي تكوّن من رأسين ) ترقدان على مهد / محفّة الحضور والوداع ! كانت الصورة قد أخذت من عل ٍ : رأسين ( أو ذلك الشئ .. ) ملتصقتين باليافوخ ، سطح الرأس ، وجسدين ممددين في اتجاهين معكوسيْن . كانت الأيدي الأربعة والأرجل الأربعة تبدّل في الهواء بتلك الحركة الطفوليّة التي تُستقبل بها الحياة . ذهبت ُ الى البعيد :
    جدّتي الحاجة عاشة ، خرّيجة الدفعة الأولى لمدرسة الدايات بالسودان عام 1924 ، وعلى مدى نصف قرن كانت قد أخرجت الى هذه الدنيا العديد من البشر – أمّهات وآباء ، صعاليك ، دكتاتور ، فلانات وعلاّنات ، مسحّراتي ، وزراء ، جدّة "قُبلتي" الأولى ، عمّال وعاملات ، تجار ، موظفين ، معلمات ، مغنّين وضاربي طبل .. إلخ ، إلاّ أنّها كانت قد أخرجت ، أيضاً ، الى الدنيا بعض الأسرار .. كنت أعلم بذلك حين أضبطها تصمت فجأة لدى دخولي وهي تحكي لمن حولها عن الذي أتت به مُولّدتها الأخيرة . كانت في العادة تجيب عن السؤال : ( جابت ولد .. بت ) إلا أنّها حين تجيب بالغمغمة ، أو تتجهّم وتشيح بوجهها . كنت أعلم حينها أنّ عليّ أن أتحايل ، أتلصّص ، أشرئب نحو الكِوى ، ألصق أذني بالحيطان والأبواب الموصدة كي اتسمّع الى سرّ القادم الجديد ! ونجحتُ بعض المرات في التقاط بعض الأجوبة : ( وِلدتْ جن أحمر .. ) ، ( والله العظيم قرد .. قرد عديل كده ) ، ( أها قولو ليْ إنتو : كان ولد كان بت بعرفوهو كيفن ! مكتوب في جبهتو ؟! مُش بى سجم الرماد ده ؟! والله ِ .. ووالله ِ مافي أيّ ِ حاجة – لا ده .. ولا ده ! ) .. وفي إحدى المرات سمعتها تقول : ( عملتَ شنو يعني .. لفّيت المصيبة في ملاية وناديت الراجل قلتَ ليهو : أسمع يا راجل هُويْ – ما تفتح اللفّة دي وما تخلّي جنس مخلوق يشوفا ، خاصة النسوان ! وامشي من دربك ده عديل ادفنوها .. والبسألك قول ليهو طفل ناقص وخليقة .. ما محتاج لى برود ولا أيّ مسائل ) !
    التعليق المكتوب تحت صورة الطفلتين الملتصقتيْ الرأس أعادني من معرض الذكريات الى معرض كليّة الطب التي لا ثاني لها بالسودان ، في ذلك الزمان ، كان مكتوباً : ( مِن إبداعات ربّي ) .. ولبرهة ٍ خِلت أنّها مزحة . عدت ببصري نحو الصورة ، ووجدتني أردّد : ( قل أعوذ بربّ ِ الفلقْ * مِن شرّ ِ ما خلقْ ) . ولكنّني عدت مرّة أخرى وتذكّرت عزمي على التجوّل بروح ٍ علميّة صرفة ، وعزمي على إرجاء مسألة التوجّسات لسانحة ..
    رحتُ أفكر في إخفاق الطبيعة وهي تحاول أن تُخرج الى الوجود توأميْن ؛ إذ كان على البويْضة أن تنفلق الى نصفيْن ، فحاولتْ إلا قليلا .. ففي ظاهر الأمر أنّ الطبيعة إنتوتْ ، أغوت رجلاً وإمرأةً .. فنجحتْ ، واصطبرت تسعة أشهر ٍ وتسعة أيّام ٍ .. ولسبب ٍ نعلمه ، أو ، لا نعلمه نكصتْ – أعني أنّ الطبيعة أخفقتْ .
    وطفقتُ أفكر في أيّهما أكثرُ "تشوّها" : الجسديْن المُسجييْن على طاولة المحنة ِ ، أمْ العقل الذي سجّى لنا التعليق على المحنة ِ ؟!! كيف تسنّى لطالب علم الطبّ ِ ذاك أن تبخّرت من ذهنه إحدى مَهام إقامة المعرض : ( فكّ شفرة مؤامرة الطبيعة التي أفضت - بمجهود وأماني وحُلم ذكر ٍ وأنثى بطفل ٍ جميل ٍ - الى مسخرة ) لتسكنه فكرة الدفاع عن ، والمنافحة ِ عن صفاقة الطبيعة لينسبها لعمل ٍ ربّانيّ ٍ مُبدع – ليسكّن بها روَع نفسه هو – عندما عجز عقله عن إستيعاب احدى أعمال الربّ التي لا تمتّ الى الأبداع بصلة !
    ولعلّ "طبيبنا" هذا إذ سمِع بما قامت به "المملكة العربيّة السعوديّة" ملكاً وأطباء ، إذ تبرع الملك وأنجز الأطباء المَهمّة - بالتدخّل مستعملين المباضع ومستعينين بخبرة النصارى لتعديل وتسوية إحدى "إبداعات الربّ" إذ قاموا بفصل طفلتين سياميين من بلاد المسلمين "الأنادسة" ( تُطلق على الذين هم من أندونيسيا ) فهلّل لهم العالم لأنقاذ الطفلتين من براثن غَشم الطبيعة ، أن يقول لنا ( طبيبنا ) – مستعيناً ب"جاك دريدا" : ( يا له من عمل ٍ تفكيكيّ ٍ عظيم ) !

    *

    لماذا يا ربّي كلّما هممتُ بكتابة ِ عمل ٍ علميّ ٍ على شكل دراسة ٍ أو مقال داهمتني غواية الحكي وألمّت بي عاديات القصص .. ؟

    *

    ما حكت عنه جدّتي رأيته بأمّ عيني ذات طفولة ( وربما كِبَر – لم يعد في الأمر ما يهم ) . فنحن ( السودانيين ) مثل كلّ أطفال العالم نكشف عن سوؤاتنا ،، فلمّا أن جاء دور : { هل هو إمرأة / رجل ؟! – رجل / إمرأة } كنا قد دخلنا حوبة الحيرة ، وبدأنا في سؤال بعضنا البعض إن كنّا نعرف شيئاً عن هذا ، وشرعنا في الوقت نفسه ولعدّة أيام ِ وشهور ِ أجازتي ( هناك ) نبحث ل(حالتنا) عن رفقة ٍ مشابهة .
    كنّا قليلي الحيلة ، وما زلنا ، أمام الكثير من "مظاهر الطبيعة" . ولكنّني ، ومنذ أمد ٍ بعيد وطّنت نفسي على التحديق .. أن أحدّق , واحدّق في نفسي ، في الآخرين وفي الأشياء . ما الذي سنخسره ، إن كنّا لا نفهم أمراً ما ، لو نظرنا إليه ثانية – بعين ٍ ثانية ؟!
    لمذا أقول ذلك ؟ .. ببساطة ٍ لأنّني لم أقتنع بنظريّة "قلّة الأدب" أو "الفجور" أو "كفر" أو ما شاءت أن تطلقه العقول المستهزئة بمعضلة إنسانيّة ، بواحدة ٍ هي الأكثر دلالة على إخفاقات الطبيعة – أحايين كثيرة – في سعيها الدائم لخلق إنسان ٍ سوي :
    فطمع البُويْضة أن تصير الى إثنين ، وإخفاقها ، نجمت عنه معاناة إنسانيّة هائلة يعاني منها "السيام" الهائمين على ظهر الأرض . ( دعك من تفاصيل ذلك ) أمّا عجز الطبيعة في مسألة حسم هويّة الكائن القادم مِن حيث النوع ، فتلك هي الطامّة التي تعصفُ بروح ِ البشريّ ِ ال(مُلتبسْ الجندر) . فمسألة "الخناث" باتت قليلة الشأن فيما يخصّ مسألة حلّها ، ف(الإلتباس) هنا يمكن كشفه طبيّا – نفسيّاً وجراحيّاً .
    أما الوجه الآخر ل( إلتباس الجندر) ، المتخفّي ببراعة خلف قناعه / الجسد الآدمي – فهو الأشدّ إدماءً للنفس البشريّة ؛ جسدُ إمرأة وروح رجل ، أو روح إمراة ترتدي جسد رجل – فالأمر سيان ، إنّها المثليّة الجنسيّة ، إنّها ببساطة ما عبّرت عنه "إيزابيل الليندي" في روايتها العجيبة تلك وهي تزيل اللبس عن شخصيّة "الأم" : ( إنّها رجلٌ محشورٌ في جسد ِ إمرأة ) .
    إنّها الطبيعة تتحدّانا بأن نصلح أنفسنا ، ليس مجا زيّاً . إنّها الطبيعة فعلت بالإنسان ما يريد الإنسان أن يفعله بالكمبيوتر : صناعة ُ أجيال ٍ منه قادرة على إصلاح نفسها !

    *

    عندما يتفهّم الإنسان معضلةً ما فإنّه سريعاً ما يجد لها الإسم اللائق بها – الذي يعبّر عن سعيه الإنساني للتعامل معها . فلقد تخلّى الناس عن نعت "المعاقين عقليّاً" بالمجانين . لتبقى هذه الصفة حكراً على مَن يستحقها مِن الفنّانين المُتجوننينَ هنا وهناك ، مِن أمثال محمد مدني الذي هاتفني ، قبل أيام من السعودية ، متلعثماً مِن شِدّة ِ "جنّهِ" .

    فهل آن الأوانُ لتفهّم المثليّة الجنسيّة بالنظر إليها على أنّها شأنُ الطبيعة ِ في أبنائها / أخطائها ؟
    أما آن الأوان لتسمية الأشياء بأسمائها – بمثل مانقول : ( mental handicapped )
    ألا يمكننا أن نقول : ( gender handicapped )







                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de