|
|
 جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير
|
جنوب كردفان تحتضر:
بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية
د. حامد البشير
[email protected]
كانت وما زالت سياسة الإنقاذ على الأرض وعلى الواقع الإجتماعي الإثني في جنوب كردفان تمثل أول المحاولات للدولة، بعد التجربة البريطانية الاستعمارية، لمصادرة ثقافة المجتمعات المحلية وعلاقتها البينية وتدمير عوامل ترابطها. و الهدف الأساسي من ذلك بالنسبة للإنقاذ، هو إحداث حالة من الفوضى والإرتباك الإجتماعي و الثقافي يتبعها إعادة الصياغة و التشكيل الاجتماعي حسب الرؤية العنصرية (عرب – غير عرب) والتي تحتفظ بها الدولة كمنظور أساسي يحدد سياستها تجاه المواطنين في هذه المنطقة. لقد كان من الضروري لمخيال السلطة الذي أصبح مفعماً بالشعوبية و العنصرية، أن يضع الأوضاع على ذلك النسق الحاد ( نوبة - عرب) و الذي تنعدم فيه التضاريس والوديان الثقافية التي غالباً ما تربط الناس ويتواصلون عبرها في واقع إجتماعي متشابك مثل ذلك الذي في جنوب كردفان. لكن ألآن، هذا الواقع يشهد تناميا وتجاذباً وتناطحاً بين القومية العروبية و الافريقانية (عند العرب والنوبة) على السواء.
إن هذا الواقع الجديد هو حتماً ليس نتاج لعوامل سوسيولوجية نابعة من داخل هذه المجتمعات المتساكنة لخمسة قرون خلت، لكنه نتيجة لمجهود خارق وجبار ومتأني ومدروس قامت به الدولة وأجهزتها المحلية وشاركت فيه حتى مؤسسات التنشأة ألحديثة مثل المدارس والتي أصبح النشاط بعد المدرسي الأوحد فيها خلال التسعينيات هو تدريبات الدفاع الشعبى والمجاهدين التى تتخللها الأهازيج وخطب إعادة صياغة الإنسان الرنانة التى تفعل فى عقول الصغار فعل النار في الهشيم.
لقد إلتهمت الإنقاذ أسس التعايش السلمى بين النوبة والعرب إلتهاماً وتركت رحابة ثقافتهم صحراء جرداء إلاّ من ذكريات تضرب بعيداً فى أعماق التاريخ وترويها قصص عن كرام المواطنين في المجتمعات المحلية من الطرفين. أما ألآن وبفعل سياسات الإنقاذ ممثلة في ذراعها السياسي المؤتمر الوطني، فقد أزكمت العنصرية الأنوف وأصبحت هى المزاج الغالب للحياة في جنوب كردفان:
فأصبحت النكتة عنصرية، وأصبحت الحكمة عنصرية وأصبحت قصص الأطفال عنصرية وكذلك حكاوى الحبوبات و حتى أغانى البنات ( يوسف كوة نسيت الخوة). ومن الطريف ان الدولة إستطاعت بسياستها الفاشية أن تصيب الثقافة المحلية بشلل (الاطفال) وأن تصيب العقل الجمعى في جنوب كردفان بالإعاقة الذهنية الجزئية وأن تقضى على الخير فى سفوح الجبال وعلى الوديان وأن تنصب للشر تمثالاً قائماً على البغضاء و الكراهية و الرغبة فى النيل من الأخر.
ونتيجة لكل ذلك، أُصيب المجتمع المحلي فى جنوب كردفان بحالة الدوار وانعدمت فيه الجرأة و المبادرة و الحيوية وأصبح فاقداً القدرة على إعادة إنتاج ذاته وتجدد خلاياه وتوثبه كما كان فى السابق حينما طور كل الناس فى المنطقة حميمية بينهم وبين المكان الجغرافي (جبال النوبة) ألذى ألفوه لسنوات وألفوا فيه قومية المكان الذي إحتضن في دفء فريد كل قوميات المنطقة وكل قوميات السودان. ووصلت تلك المساكنة جذوتها فى العصر الحديث في عهد السيد محمود حسيب الذي جسد ذلك الشعور خلال السبعينيات عند إنشاء هذه الولاية. وبالطبع ذلك ليس محل إستغراب من الحكام ذوى القامات الكبيرة وذوى الرؤى الثاقبة و البعيدة. وعلى النقيض من ذلك، إتبعت الدولة في عهد الانقاذ عدة إستراتيجيات لخلق الحواجز وبناء الجدران للفصل الإثني والعنصرى فى المنطقة. لقد أضعفت الدولة بصورة منهجية و منظمة سلطات الإدارات الأهلية القبلية والتى كانت تتمتع بقدر كبير من الكفاءة فى مجتمع ممعن فى التقليدية فأضحى بعيداً من تيارات الحداثة والتمدين، وكذلك لإرتباطه الوظيفى و العضوى بالأرض، وفى ذلك يستوى النوبة والعرب . وكان إضعاف سلطات الإدارة الأهليه قد تم عن طريق حل الكيانات القديمة وتشكيل كيانات جديدة ورُفعت أخرى كانت فى مستويات إدارية صغيرة ( عموديات ) إلى نظارات مما إقتضى ذلك تغيير تعريف القبيلة بحيث أن فرع القبيلة ( العمودية التى أضحت الان نظارة ) قد أصبح هو قبيلة. ان هذه العملية قد أحدثت إرتباكاً مع الطرف الاخر من النوبة الذى ظل لمئات السنين يتعامل ويتحالف مع هذا الكيان على أنه جزء من قبيلة.
والأمر الذي لا يقبل الجدل، ان الدولة في عهد الإنقاذ قد فعلت ذلك لهدفين: أولاً، لإضعاف الشعور القبلى عند القبيلة الكبيرة وشل قدرتها على الحركة (فى حالة المعارضة). وثانياً، قصد من خلق الكيانات القبلية الصغيرة تقوية المشروع الشعوبى العروبى حيث تضحى هذه المجموعات الصغيرة أكثر قبولاً لدعاية الدولة القاضية " بأن العروبة مهددة بالخطر الأفريقى" الذى يُشبّه بوحيد القرن او الغول الذى من شأنه أن يلتهم هذه الكيانات الصغيره إن لم تتوحد تحت راية "العروبة المستهدفة" بواسطة الغرب وعملاؤه من أفريقيا جنوب الصحراء.
وللاسف لقد خلق هذا المشروع الذي يقوده المؤتمر الوطني بعض المناصرين له من ذوى التعليم والوعى المحدودين الذين يكثرون الحديث عن أن العروبة الأن تحتضر فى مجاهل أفريقيا السمراء في جنوب كردفان و ضرورة الدفاع عنها أمر مُلحٌ. لقد تم التأسيس لهذا المشروع بعد أن رُتب له عن طريق إبعاد مثقفي المنطقة ذوى الشعور المتقد و المسؤلية الوطنية و فى ذات الوقت أصبحت الإنقاذ تحتضن فقط من يؤمن بأن السياسة "هي أن تخدم نفسك وتشوف مصالح عيالك" كما فسّرها لى احد العقلاء الغاضبين في مدينة الدلنج .
تلك هى النخب التى أنتجتها عصور من إنحطاط الشمولية التى مارست ترويضاً عنيفاً للنخب الطرفية حتى أعادت تشكيلها وتسخيرها بالصورة التى لاترى فيها أبعد من ذواتها و مصالحها الشخصيه و تسخير قبائلها، ومن قبل قد حُرَم عليها التفكير النقدي عن الواقع المزري الذى يعيشه رعاياهم في ريف جنوب كردفان الكالح. ولم يعد لهؤلاء النخب من حديث الاّ عن " تراث قبيلتنا الممعنة فى القيم العربيه الأصيله وعن عروبتنا الغالية التى ضحينا بملامحها المميزة بأختيارنا أن نكون حُراساً للعروبه فى مجاهل أفريقيا و فى خطوط التماس والواجهة الأولى مع النوبة ومع الدينكا في جنوب كردفان وفى شمال بحر الغزال". هذا الخطاب الاستجدائي الإعتزاري الممعن فى الإنبطاح والتمرق و العنصرية أيضا هو ناتج للدور الذى رسمته السلطة المركزية للنخب القبلية الطرفية في منطقة التماس كعربون لقبولها فى منظومة النخب القومية ومشاركتها السلطه مع قليل من الثروة ( فقط ما يكفى لفك الريق وسد الرمق). تلك كانت هى الآليات التى يتم عبرها إنتاج النخب الطرفية والتي وجدت نفسها في طريق ذو إتجاه واحد :
إما القبول بهذه الوظيفة "البوقية" لتكون جزءاً من السلطة المركزية أو لتأخذ مكانها تحت اشجار اللبخ في وسط الخرطوم الذى قررت الدولة "القومية" فجأة إستبداله بشجر النخيل الذي لا ظل له، لكن أشجار النخيل التى ملأت العاصمة تؤكد معاني دلالية أخرى هي الأحادية الإثنية للنخب القومية.
ومع مشروع التوجه الحضاري الذي شمل حتى الأشجار فإن النخب الطرفية من جنوب كردفان، التي تعمل بالوكالة ضد مصالح أهلها المحليين، حتماً ستجد نفسها في يوم من الأيام في عراء الخرطوم الساخن حيث لا ظل تحت أشجار النخيل والدليب.
بريمة
منقول من ٍSudanile.com
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Biraima M Adam)
|
الأن دعنى نقارن بين الموضوعين، الموضوع الأصلى والموضوع المدبلج.
الحكومة: تتبنى المشروع الحضارى
الحركة: مشروع السودان الجديد
الحكومة: العنصرية ضد المجموعات الأفريقية
الحركة: العنصرية ضد المجموعات العربية
الحكومة: التناحر الأثنى، تأليب العروبة ضد الأفريقية
الحركة: تأليب الأفريقية ضد العروبة
الحكومة: إستغلال أبناء القبائل العربية
الحركة: أستغلال أبناء النوبة.
الحكومة: التمسك باللغة العربية
الحركة: التمسك باللغة الأنجليزية
الحكومة: التمسك بالزى العربى (الجلابية)
الحركة: التمسك بالزى الأفريقي
الحكومة: التراث والثقافة العربية
الحركة: التراث والثقافة الأفريقية
الحكومة: الدين الأسلامى
الحركة: الدين المسيحى
الحكومة: إنفصال الشمال عن الجنوب
الحركة: إنفصال الجنوب عن الشمال
هذا التضاد يتحرك نحو نقطة محورة ثابته يتعادل جانبى حملها، وهذا ما نسمية بنظرية "خرج الموية"، لو وضعت دلو ماء فى الجانب الأيمن لا بد أن تضع نفس المقدار في الجانب الايسر حتى تتساوى حمولة جنبتى الخرج. وهذه النظرية الخرجية تقودنا على الأقل على مستوى جنوب كردفان إلى حتمية هى تمزيق جنوب كردفان بين الشمال الجنوب فى فترة الأنفصال القادمة.
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: sudani)
|
بريمة احمد ادم شخص متلقى حجج،
يحاول جادا التشويه، وخلق بلبلة و عدم التقاء ابناء المنطقة فكريا.
كيف بالله يحاول جادا تشويه المقال الممتاز الذى كتبه الدكتور حامد احمد البشيرالذى يجد التقدير و الاحترام من كل ابناء المنطقة و الذى يحاول جادا بكتاباته النيرة انتشال ابناء الاقليم من الوهدة التى هم فيها و التقارب فيما بينهم فكريا بمحاولة خلق ارضية مشتركة فيما بينهم؟؟.
من الذى اعطى بريمة هذا الحق فى تشويه المقال؟؟؟؟
اليس هذا نوع من التدليس و الغش و الخداع وتحريف الكلم عن مواضيعه؟؟
الا يدعم هذا ما زكرناه من قبل ان بريمة قد كان سببا مباشرا فى اجهاض فكرة التقاء ابناء المنطقة فى امريكا بعد الاجتماع الاول الناجح و الذى لم يحضره كله بعد ان اكد تامينه على ما يخرج به الاجتماع و الذى اصدر بيانا مقتضبايشيد بالروح التى سادت الاجتماع و يدعو الى اجتماع اخر، و لكن بكل اسف اجهضة البريمة هذا.
اليس ما يكتبه بريمة كتابات امنجى مهمته تشويه كل ما يصب فى خانة الاصلاح فى المنطقة و الدليل على ذلك تشويه هذا المقال القيم و تحويله الى هجوم على الحركة بدون مبرر.
اليس كاتب المقال القيم يدرى ما يريد ان يوصله الى انسان المنطقة حتى ياتى بريمة لنقل الحقد و الكراهية التى تتغمصان روحه الشريرة فى عقدة نفسية ضد النوبة فى هذا المقال بعد تشويهه؟؟؟
ما مصلحة بريمة فى محاولة خلق تباعد بين ابناء المنطقة؟؟؟
و الاهم من ذلك باسم اى تنظيم يتحدث بريمة ان لم يكن منطلقا من جهة امنية؟؟؟
نريد ان نعرف ما هو التنظيم الذى يتحدث باسمه بريمة؟؟
ان كان يتحدث باسمه سنبعد انفسنا من التعليق على مقالاته و مداخلاته تماما لان مثل هذا الانسان غير جدير بمجاراته فيما يكتب لان ذلك يعد مضيعة للوقت و تقلل من الشان، اما ان كان له تنظيم يتحدث باسمه سنعرف كيف نتعامل معه بعد ذلك؟
برضو فى النهاية هو انسان مننا سيكتشف ذلك لاحقا و نقول رد الله غربته.
طالب تيه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Biraima M Adam)
|
اكتب ما تشاء من تفنيد لانك سوف لن تاتى الا بكذب.
و ان كنت صادقا سوف لن تجد الا ما هو صدق و امانة و عفة فى اليد و اللسان، و اتحداك يا بريمة.
لقد حاول غير الانجراف فى هذا المستنقع و لكنه فشل.
و لانك كاذب، سوف لن تاتى الا بما هو كذب من مكاتب امنك..
قل لى من اين ستتحصل على معلومات عنى ان لم تك امنجى، خاصة و انه ليس بينى و بينك احتكاك واضح الا ذلك الاجتماع العارض الذى افسدته؟؟؟
اما انا فقد توصلت الى انك امنجى من خلال كتاباتك التى تقف دائما ضد مصلحة المنطقة، و هذا ما درج عليه الامن السودانى فى المنطقة طيلة الفترة الماضية حيث يقف حائلا دون التقاء ابناء المنطقة حتى و ان كان ذلك فى شكل رحلة ترفيهية.
طالب تيه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Biraima M Adam)
|
مقتطفات من مقال:
سليمــان مـوسى رحـال-لـنــدن
تعقيب على تعليق طالب حمدان تية على البيان :
تعقيب على تعليق طالب حمدان تية على البيان :
Naivasha Accord Fails to Address Nuba Grievances
تعقيب على تعليق طالب حمدان تية على البيان :
..
يقول طالب حمدان، "أن الجيل الحديث له فلسفة معينة تسير بها الأجيال اللاحقة، فهذه الاجيال لا تريد أن تحصر نفسها في جبال النوبة أو جنوب كردفان ....... و لكن نظرتها تتجه صوب العاصمة للسيطرة عليها و من بعدها السيطرة على بقاع السودان الأخرى." على الأستاذ الجليل أن يدرك أن إنسان جبال النوبة ليس في حاجة لنظرته الفلسفية هذه لكي يحقق مطالبه، فشعب جبال النوبة محتاج في المقام الأول للتعليم و التنمية لكي يلحق بركب الآخرين قبل أن يفكر في السيطرة على العاصمة و بقاع أخرى من السودان. فإذا كان هذا ما يدعو إليه الأستاذ الكريم، فلماذا لم يلجأ لحمل السلاح لتحقيق أمانية و أحلامه هذه. لقد كانت أمامه فرصة اللحاق بأخوته المناضلين الذين حملوا السلاح ، لكنه آثر أن يكون جزءاً من النظام حيث تبوأ أرفع المناصب في عهد الانقاذ في وقت كانت تستعر فيه نيران حملات الإبادة الجماعية في منطقة جبال النوبة – وقتها خوفاُ على منصبه لم تجود قريحة الأستاذ الهمام حتى و لو بمقال واحد يدين فيها الإبادة الجماعية التي كان يقوم بها النظام ضد أهله في جبال النوبة. و الآن بعد أن هدأت الأوضاع و جاء وقت تقسيم الثروة و السلطة سطع نجم طالب حمدان بمقالاته على الشبكة الالكترونية- و لكن ستظل الحقيقة أن طالب جزءاً من هذا النظام الدموي و لن تشفع له مقالاته هذه فالتاريخ لا يرحم. و ليس هذا فحسب، فلقد وجد فرصة مواتية أخرى عندما تمكن من الخروج من السودان و لكنه لم يذهب ليلتحق بأخوته في ميدان النضال بل فضل طلب اللجوء في الولايات المتحدة لتحقيق طموحاته المادية و ما زال قابعاُ فيها يستجدي الحركة بمقالات هذه لعله يجد نصيبه مما تبقى من نسبة ال45% التي هي نصيب الحركة من غنيمة جبال النوبة. هذا هو طالب حمدان الذي ظل يرمي الآخرين بالحجارة و هو لا يدري أن بيته من زجاج.
...
وهــنا أريد أن أ ســأل طالب حمــدان ماذا فعـل هــو تجاه قضية النوبة؟ ونحن نعرف أن طالب جــاء الى بريطانيا قادماً من السودان في بعثة دراسية من حكومــة الجبهــة الإسلأمية وذلك في آوائـل التسعينات وحينها كانت الممارسات الوحشية ضـد المـواطنين في جبال النوبة في ذروتهـا. ذهــبت لزيارته في منزله في ساوثهـا متـون / جنوب إنجــلترا . وكان هــدف الزيارة هــو التعرف عليه و الوقوف على صحة مـا نسمعـه في الإعلام الغربي من أعمــال وحشية و إنتهاكات لحقوق الإنســان تجرى في جبال النوبة ، إلا أن طالب خاف من أن يدلي بأى معــلومة أو يتحدث معي في هــذا الموضوع وهــو يعرف تمــامــاً أنني أقــود حمــلة واسعة في أوروبا لكشــف الممارسات الوحشية و إنتهاكات حقوق الإنسان التي تجرى في جبال النوبة للمجتمع الدولي. لقد كانت أمامه فرصة أن يخدم قصية النوبة كما فعلت وخاصة و هــو قادم من السودان وملم بالأحداث لكنه آثر أن يعود الي وظيفته في السودان بدلاً من أن يضيع وقته في قضية النوبة ، وكذالك ذهــب الي أمريكا ولم يفعل شيئاً كما ذكرت سابقاً. فلماذا إذن يشن طالب حملة شعواء ضدي و بعض قيادات النوبة في الحزب القومي السوداني المتحد ، و حين يقول أين كنا كل هــذه الفترة ، عندما كان أقراننا في المجتمعات الأخرى يكافحون و يناضلون ولم نخرج للكفاح المسلح لإستردادالمطالب كما فعل الجنوبين وغيرهــم وهــو يعلم علم اليقين أن جيلنا قدم تضحيات غالية رغـــم أنه لم ينعم بالتعليم مثل جيل طالب الذي يأتي مباشرة بعــد جيلنا و الفرق بيننا في الأعمار ليس كبيراًً و لم أ بلغ سن المعاش بعــد كما ذكر طالب. أتعجب كل العجب ما السبب الذي دفعه لتعليقه هــذا مدافعاً بقـوة عن الحــركة الشعبية في نفس الوقت لــم يتطرق البيان في زكر الحركة الشعبية أو الجنوبيين من قريب أو بعيد. هـذا الأسلوب لا يرقي أن يأتي من شخص يمثل الحزب القومي السوداني العريق ، وهــو يعلم أن الحزب القومــي السوداني ليس فصيلاً من فصائل الحركة الشعبية كما يريد طالب. كان من الأحسن أن يدافع عن قضيته إن كان يؤمــن بهـا بدلاً من التملق الشــديــد لبعض القيادات في الحركــة الشعبية و الجيش الشعبي.
سليمــان مـوسى رحـال
لـنــدن
المــملكـــة المتحــــدة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Biraima M Adam)
|
[:
مقتطفات من مقال:
سليمــان مـوسى رحـال-لـنــدن
تعقيب على تعليق طالب حمدان تية على البيان :
تعقيب على تعليق طالب حمدان تية على البيان :
Naivasha Accord Fails to Address Nuba Grievances
تعقيب على تعليق طالب حمدان تية على البيان :
..
يقول طالب حمدان، "أن الجيل الحديث له فلسفة معينة تسير بها الأجيال اللاحقة، فهذه الاجيال لا تريد أن تحصر نفسها في جبال النوبة أو جنوب كردفان ....... و لكن نظرتها تتجه صوب العاصمة للسيطرة عليها و من بعدها السيطرة على بقاع السودان الأخرى." على الأستاذ الجليل أن يدرك أن إنسان جبال النوبة ليس في حاجة لنظرته الفلسفية هذه لكي يحقق مطالبه، فشعب جبال النوبة محتاج في المقام الأول للتعليم و التنمية لكي يلحق بركب الآخرين قبل أن يفكر في السيطرة على العاصمة و بقاع أخرى من السودان. فإذا كان هذا ما يدعو إليه الأستاذ الكريم، فلماذا لم يلجأ لحمل السلاح لتحقيق أمانية و أحلامه هذه. لقد كانت أمامه فرصة اللحاق بأخوته المناضلين الذين حملوا السلاح ، لكنه آثر أن يكون جزءاً من النظام حيث تبوأ أرفع المناصب في عهد الانقاذ في وقت كانت تستعر فيه نيران حملات الإبادة الجماعية في منطقة جبال النوبة – وقتها خوفاُ على منصبه لم تجود قريحة الأستاذ الهمام حتى و لو بمقال واحد يدين فيها الإبادة الجماعية التي كان يقوم بها النظام ضد أهله في جبال النوبة. و الآن بعد أن هدأت الأوضاع و جاء وقت تقسيم الثروة و السلطة سطع نجم طالب حمدان بمقالاته على الشبكة الالكترونية- و لكن ستظل الحقيقة أن طالب جزءاً من هذا النظام الدموي و لن تشفع له مقالاته هذه فالتاريخ لا يرحم. و ليس هذا فحسب، فلقد وجد فرصة مواتية أخرى عندما تمكن من الخروج من السودان و لكنه لم يذهب ليلتحق بأخوته في ميدان النضال بل فضل طلب اللجوء في الولايات المتحدة لتحقيق طموحاته المادية و ما زال قابعاُ فيها يستجدي الحركة بمقالات هذه لعله يجد نصيبه مما تبقى من نسبة ال45% التي هي نصيب الحركة من غنيمة جبال النوبة. هذا هو طالب حمدان الذي ظل يرمي الآخرين بالحجارة و هو لا يدري أن بيته من زجاج.
...
وهــنا أريد أن أ ســأل طالب حمــدان ماذا فعـل هــو تجاه قضية النوبة؟ ونحن نعرف أن طالب جــاء الى بريطانيا قادماً من السودان في بعثة دراسية من حكومــة الجبهــة الإسلأمية وذلك في آوائـل التسعينات وحينها كانت الممارسات الوحشية ضـد المـواطنين في جبال النوبة في ذروتهـا. ذهــبت لزيارته في منزله في ساوثهـا متـون / جنوب إنجــلترا . وكان هــدف الزيارة هــو التعرف عليه و الوقوف على صحة مـا نسمعـه في الإعلام الغربي من أعمــال وحشية و إنتهاكات لحقوق الإنســان تجرى في جبال النوبة ، إلا أن طالب خاف من أن يدلي بأى معــلومة أو يتحدث معي في هــذا الموضوع وهــو يعرف تمــامــاً أنني أقــود حمــلة واسعة في أوروبا لكشــف الممارسات الوحشية و إنتهاكات حقوق الإنسان التي تجرى في جبال النوبة للمجتمع الدولي. لقد كانت أمامه فرصة أن يخدم قصية النوبة كما فعلت وخاصة و هــو قادم من السودان وملم بالأحداث لكنه آثر أن يعود الي وظيفته في السودان بدلاً من أن يضيع وقته في قضية النوبة ، وكذالك ذهــب الي أمريكا ولم يفعل شيئاً كما ذكرت سابقاً. فلماذا إذن يشن طالب حملة شعواء ضدي و بعض قيادات النوبة في الحزب القومي السوداني المتحد ، و حين يقول أين كنا كل هــذه الفترة ، عندما كان أقراننا في المجتمعات الأخرى يكافحون و يناضلون ولم نخرج للكفاح المسلح لإستردادالمطالب كما فعل الجنوبين وغيرهــم وهــو يعلم علم اليقين أن جيلنا قدم تضحيات غالية رغـــم أنه لم ينعم بالتعليم مثل جيل طالب الذي يأتي مباشرة بعــد جيلنا و الفرق بيننا في الأعمار ليس كبيراًً و لم أ بلغ سن المعاش بعــد كما ذكر طالب. أتعجب كل العجب ما السبب الذي دفعه لتعليقه هــذا مدافعاً بقـوة عن الحــركة الشعبية في نفس الوقت لــم يتطرق البيان في زكر الحركة الشعبية أو الجنوبيين من قريب أو بعيد. هـذا الأسلوب لا يرقي أن يأتي من شخص يمثل الحزب القومي السوداني العريق ، وهــو يعلم أن الحزب القومــي السوداني ليس فصيلاً من فصائل الحركة الشعبية كما يريد طالب. كان من الأحسن أن يدافع عن قضيته إن كان يؤمــن بهـا بدلاً من التملق الشــديــد لبعض القيادات في الحركــة الشعبية و الجيش الشعبي.
سليمــان مـوسى رحـال
لـنــدن
بريمة محمد ادم، انت انسان متلقى حجج،
انك لم تاتى بجديد، و لقد كنت اتوقع هذا منك ، فهذه قديمة،
و لقدد رددنا على هذه الاكاذيب و التلفيقات فى وقتها.
ابحث عن غيرها، نريد منك معلومات جديدة من مصادرك الامنية.
طالب تيه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Talb Tyeer)
|
تناقضات بريمة احمد ادم،
تعليق علي: تحليل وتوصيات برتكولات السلام للأستاذ طالب حمدان
بريمة محمد أدم/ واشنطن
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً أريد أثنى علي الأستاذ طالب حمدان تيه علي جهده الدؤوب في تمليك الشعب السودانى الحقائق بصورة مبسطة سلسة، فالرجل يمتلك مقدرة وبراءة في إنتشال الحقائق من بين الركام والحطام و(نفضها) مما علق بها من شوائب وتقديمها بصورة عقلانية متوازنه. ينظر أبناء القبائل العربية (البقارة) في جنوب كردفان لخطاب الأستاذ حمدان بكثير من التقدير، فالرجل ضمن طليعة سياسية تنظر إلي مشكل الأقليم بنظرة تتخطى الحدود الإثنية الضيقة والنعرات العنصرية التى ما زال يتمسك بها ويرجمنا بها الغاوون حتى بعد السلام.
تعليقى هنا علي تحليل وتوصيات الأستاذ حمدان في ترجمة النماذج التطبيقية لبرتكول المشاركة في السلطة والتى وقعت بتأريخ 13 ديسمبر 2004م، وتحديداً تحليله وتوصياته علي الفقرة التالية:-
(النشاط المتفق عليه: 4-تحسين المؤسسات و الترتيبات التى أحدثت (خلقت) فى صلب الاتفاقية لجعل وحدة السودان جذابة لسكان الجنوب.
-الزمن المتفق عليه فى تنفيذ هذا النشاط (الاتفاق): بعد المصادقة على دستور الفترة الانتقالية و انشاء مفوضية المتابعة و التقييم.
-الجهة المنفذة لهذا النشاط (الاتفاق): اطراف اتفاقية السلام الشاملة و مفوضية التقييم و المتابعة.
-الجهة الممولة لهذا النشاط (الاتفاق): حكومة الوحدة الوطنية و اطراف الاتفاقية و المجتمع الدولى.
-الاطراف المعنية بهذا النشاط (الاتفاق): لا يوجد.
-الموقع (المكان) الذى سيتم فيه تنفيذ هذا النشاط (الاتفاق): كل السودان.
-الاجراءات و المعالجات و المعايير المطلوبة لتنفيذ هذا النشاط (الاتفاق): يتم تحديد ذلك بواسطة اطراف الاتفاق و مفوضية المتابعة و التقييم.
-موقع الاشارة الى هذا الاتفاق فى الوثيقة: الفقرة (2-4-2).) إنتهت النطقة موضع التحليل.
وجاء تحليل الأستاذ طالب علي الفقرة السابقة في ثلاثة نقاط، تهمنى منها النقطة الأخيرة التى تقول الأتى:
(أن الممارسات الغير مسئولة فى مناطق التماس و فى وسط بعض القبائل العربية الرعوية فى كردفان و دارفور و المتمثلة فى عمالة السخرة و العمالة الرخيصة التى تستخدم فى الرعى و فى جلب المياه و اعمال المنازل ربما تؤدى الى انهزام هذه النقطة ايضا ان لم يتم الانتباه اليها جيدا. فبالتعامل الجاد مع هذه النقطة و اعطاء الاجير حقه قبل ان يجف عرقه مع احترام عقودات العمل الغير رسمية، سيؤدى ذلك الى الازدهار فى مهنة الرعى التى يقوم بها اجراء من الجنوب و جبال النوبة، و فى الجانب الاخر ربما ينصرف الجنوبيون و ابناء النوبة من هذه المهن تماما لما فيها من اسغلال الانسان لاخيه الانسان، و هذا هو المتوقع فى اغلب الاحوال، و سيودى ذلك حتما الى انهيار وشيك فى تلك المهنة) إنتهى
لا أري من بعيد أو قريب علاقة بين النشاط الذى أتفق عليه الطرفان (: 4-تحسين المؤسسات و الترتيبات التى أحدثت (خلقت) فى صلب الاتفاقية لجعل وحدة السودان جذابة لسكان الجنوب) ومسألة الرعى في جنوب كردفان ودارفور كعامل يهزم روح الفقرة الوارده. ومن هنا نخرج بالتحليل الأتى بأن الأستاذ طالب مبيت النية، إن صح التعبير، للخوض في علاقة العمالة بين المالك والأجير كضمن برامج التغيير التى يحملها للمنطقة، ونريد أن نلفت نظر الأستاذ إلي الأتى:
- لا أرى، وهذه حقيقة، علاقة عمالة أميز من علاقة المالك والأجير في جنوب كردفان، لعدة أسباب أولها أن الأجير يرعى عام ثم يأخذ حقه (عجله واحدة عمرها سنه) وذلك يتراءى قليل مقارنة بعدد رؤوس القطيع التى يرعاها الأجير، لكن نسى الأستاذ أن ذلك الأجير يأكل، يشرب، يلبس، ينوم ويقضى عطلته لزيارة أهله وأقاربه وكلها علي حساب المالك. فبالله بربك من الذى يستأجر فرداً ثم يتكفل بكل أمور حياته، ياليت وجدنا ذلك هنا في أمريكا أم الحضارة التى نحن فيها ونلهث ليل نهار لسداد فواتير الإيجار والمأكل والملبس.
- بطريقة الأستاذ طالب السهلة دعا أبناء الجنوب والنوبة للأنصراف عن الرعى للقبائل العربية بقوله في الفقرة السابقة (و فى الجانب الاخر ربما ينصرف الجنوبيون و ابناء النوبة من هذه المهن تماما لما فيها من استغلال الانسان لاخيه الانسان، و هذا هو المتوقع فى اغلب الاحوال)، ثم تنبأ الأستاذ بأنهيار حرفة الرعى بقوله (و سيودى ذلك حتما الى انهيار وشيك فى تلك المهنة). دعوة الأستاذ طالب في غير محلها لسبب بسيط فقد إنهارت العلاقة بين البقارة والنوبة منذ بداية الحرب الأهلية لعدة أسباب:
أولاً: صار أغلب الرعاة لا يأمنون أموالهم في أيدى أبناء النوبة في فترة التمرد لأن الرواعية يهربون بالقطيع جملة وليس نصيبهم فيه.
الثانى: صار أغلب النوبة لا يأمنون أبناءهم في أيدى القبائل العربية، ليس خوفاً من المالك، ولكن خوفاً من وجودهم داخل قبائل تعاديهم.
النطقتين السابقتين تؤكدان إن ما ذهب إليه الكاتب في الأستنتاج بأن حرفة الرعى سوف تنهار إستنتاج لا تسنده وقائع العقدين السابقين إبان الحرب الأهلية.
وأريد أن أنبه أن المدخل لتغيير البيئة الرعوية مدخل في غاية الصعوبة لا يستدركه إلا القليل من متعلمى أبناء الرعاة وذلك لأن الرعاة ضد أى نوع من التغيير في بيئتهم الرعوية (في نظرهم حرفة الرعى أفضل شئ) وبالتالى نقلهم من الأفضل إلي الأسوء، حسب نظرتهم، من الأمور شبه مستحيلة. ولكن هناك مدخل شبه غادر وهو أن يجارى الفرد طبيعتهم المعيشية حتى يتم قبوله تماماً ومن ثم يستطيع توجيه مسارهم، ومن هذا المنظور هنالك رؤيتين للتنمية: الأولى نظام تعلمى يجارى واقعهم المعيشى حتى يسحب البساط من تحت أقدامهم، الثانى: التأثير في القيادات القبلية المستنيرة بجرعات مقبولة حتى يتم التغيير المنشود. فالمواجهة (الأستقرار القسري) مرفوض تماماً وإما يواجهونه بعنف أو بالتنقل من مكان إلي إخر كأسلوب من أساليب التهرب المعروفه لديهم.
الأستاذ طالب بخبرته في مجال التخطيط التنموى وهمومه بحقوق المهمشين نأمل أن يأخذ قضية الرعاة في إطارها التأريخى وأرتباطاتها السوسولوجية في إطار ترتيب العلاقة بين القبائل العربية والنوبة والجنوبين في المنطقة لتحقيق التنمية والسلام في الأقليم.
والله ولى التوفيق.
بريمة محمد أدم
من أبناء الحوازمة بجنوب كردفان،
واشنطن دى سى، الولايات المتحدة الأمريكية.
12/02/2005
و شهد شاهد من اهله.
لا تعليق،
طالب تيه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Talb Tyeer)
|
مقالنا الذى علق عليه الدكتور سليمان موسى رحال، و ستلاحظون خروجه البين من التعليق على المقال بل قام بدلا عن ذلك بتوجه هجومى شخصى بالنسبة لى البرغم من انى لم اذكر اسمه فى المقال بل كنت اتعامل مع منظمته كشخصية اعتبارية و ليس بالضرورة ان يكون ما صدر عنها يمثل رايه الشخصى،
طالب حمدان تية على
مما لا شك فيه اطلاقا ان ( نوبا سيرفايفل) تعتبر واحدة من اولى منظمات المجتمع المدنى النوبى التى تعمل فى الخارج، بل هى المنظمة الرائدة التى عرضت قضية النوبة للعالم الخارجى و خاصة الاوروبى بصورة علمية و بدقة، بعد ان ترك ممثلها العمل كرئيس لتحرير مجلة النفير التى تصدرها الحركة و اتجه لاصدارها، مما جعل الكثير من ابناء النوبة يطلعون على ما يأتى فى اصداراتها بأنتظام. بل يمكن ان نقل انها من المنظمات التى قاتلت بقوة لابراز قضية النوبة الى حيز الوجود بالصورة التى نراها الان.
و لكن البيان الذى اصدرته (نوبا سيرفايفل) باللغة الانجليزية بتأريخ 5 يناير 2005م قد اجبرنا ان نعلق عليه لانه انهزامى و تشكيكى، ونحن كحزب قومى سودانى متحد معارض نعتقد ان معظم النقاط الواردة فيه تمسنا كحزب منحاز الى جانب الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان و أكثر من 60% من جماهير النوبة تقف مساندة لهذا الحزب كما ان الحزب قد شارك مشاركة فاعلة فى تلك المحادثات و يتحمل جانبا كبيرا من تلك النتائج، بل سيقف مدافعا عنها بكل ما يملك من قوة.
و لكن لكى يفهم النوبة و انصار الحزب و الشعب السودانى عموما ردنا على هذه المزكرة بوضوح، سنقوم بترجمة المقدمة و النقاط الثلاثة الاولى من المزكرة و من ثم الرد عليها، كما اننا قبل الخوض فى الترجمة و التعليق على البيان سنقوم بذكر النقاط التالية لاننا نعتقد بأنها مهمة لانها ستساعد بما تحويه من نقاط غائبة عن كثير من المهتمين بالشأن النوبى فى فهم ردنا على المزكرة، كما نريد من وراء ذلك ايضا التوثيق لبعض النقاط.
اولا نقاط مهمة:
1-ان الجنوبيون قد لجاوا الى الكفاح المسلح قبل الاستقلال، اى فى نوفمبر من العام 1953م احتجاجا على عدم مشاركتهم فى السلطة و عدم اعطائهم الفرصة لحكم انفسهم بأنفسهم بعد ان نكص الشماليون العهد. و قد استمرت تلك الحرب سبعة عشر عاما و اوقفت بناءا على اتفاقية اديسا ابابا التى اعطت الجنوبيين حقوقا اصبحت مشروعة بموجب تلك الاتفاقية، الا ان النميرى قد نقد تلك الاتفاقية مما ادى لقيام الحرب مرة اخرى فى العام 1983م لاسترداد تلك الحقوق التى سلبت.
2-انه فى تلك الفترة كان النوبة فى القوات المسلحة يساقون الى الحرب فى الجنوب لقتل بنى جلدتهم كما يساق العبيد للحرب للقتال نيابة عن اسيادهم بدون وعى و هذ1 ما كنا لا نقبله و لم نقبله و لا نريد له ان يتكرر مرة اخرى فى اى بقعة من بقاع السودان فى المستقبل. الا انه قد كانت هنالك محاولات فردية للأب فلب عباس غبوش فى السنوات الاولى من التمرد حيث ساهم فى تهريب سلاح الى الحركة المسلحة فى الجنوب عن طريق جبال النوبة الى بحر الغزال. كما اشترك بكتيبة رمزية فى الانانيا الاولى بعد قيام النميرى بأنقلاب 25 مايو 1969م و لم يعد الى السودان الا بعد المصالحة الوطنية.
3-ان الرعيل الاول من ابناء النوبة المتعلمين و الخرجين من الجيل الاول و الثانى و الثالث لم تكن لهم اهتمامات بالشأن النوبى كنظرائهم من الجنوبيين و الشماليين. بل قضوا جل شبابهم فى حياتهم الخاصة و لم يؤثروا فى مجتمعاتهم الاولية التى نشأوا فيها اجتماعيا او اقتصاديا او سياسيا. فقد اصبح معظمهم عبارة عن شخصيات اسطورية عندما تتزكرها الاجيال المتأخرة من مجتمعاتها الاولية التى نشأوا فيها لاى سبب من الاسباب.
و هذه الاجيال من الرعيل الاول من ابناء النوبة لم تطرق العمل العام الا بعد المعاش و اصبح وجودهم فى هذا العمل لتقضية الفراغ . لذا تجدهم فى اغلب الاحيان يمثلون خميرة عككنة عندما لا يستوعبون ما يدور حولهم من احداث. فمواقفهم دائما مهزوزة و مضطربة و ليس فيها فهم واضح للقضية و ينطلقون من ارضيات مختلفة حيث لا يجمع جيلهم فكر مشترك واحد. فجلهم قد انطلق من تنظيمات فكرية لم تكن قضايا النوبة تشكل اساسا فيها. فهم اما انتسبو لتنظيمات عقائدية يمينية او يسارية التوجه او الى احزاب طائفية دينية. و فى كلى الحالتين كانوا بعيدين كل البعد من قضايا النوبة الاساسية، فهم دائما مختلفون فيما بينهم و مع غيرهم من الاجيال التالية. فمعظم القضايا المطروحة على الساحة الان طرقتها الاجيال التى اتت من بعدهم، فأن طرقوها منذ فجر الاستقلال كما طرق الجنوبيون مشاكلهم لاختلف تناولها عما هو عليه الان و لما اصبحت مستعصية الحلول، و لكنها، اى تلك الاجيال قد فرطت كثيرا و يجب ان تعترف بذلك و تصحح هذا الخطأ و تتجه الى حيث يتجه معظم الاجيال التى اتت بعدهم و الا وجدوا انفسهم فى مزبلة التأريخ.
4-انه فى العام 1972م تكونت رابطة لابناء النوبة فى مدرسة كادقلى الثانوية العليا و قد كانت الرابطة تعمل تحت الارض لعدم سماح نظام نميرى بقيام مثل تلك الروابط فى الغرب و قد كان لا يسمح بأى نشاط الا من خلال الاتحاد الاشتراكى السودانى. و قد كانت اهداف تلك الرابطة اصلاحية اجتماعية سياسية و قد انعكس ذلك لاحقا على النشاط السياسى و الاجتماعى للنوبة. و انتسب الى تلك الرابطة و قتها الطالب عبدالعزيز ادم الحلو. و فى اول نشاط منظم لابناء النوبة فى مدرسة كادقلى الثانوية العليا اكتسح ابناء النوبة و الجنوبيون من منطقة ابييى اتحاد طلاب مدرسة كادقلى الثانوية العليا و اصبح الطالب عبدالعزيز ادم الحلو اول رئيس لها.
و بذلك يكون عبدالعزيز ادم الحلو اول رئيس فعلى للنوبة بعد تنظيم انفسهم. و قد استمر الطالب عبدالعزيز ادم الحلو مخلصا للعمل النوبى و هو طالب فى جامعة الخرطوم حيث التقى بزميله الطالب يوسف كوة مكى الذى شاركه فى الفكر و النضال و اصبحا من تلك اللحظة صديقين حميمين تجمعهما اهداف مشتركة.و الطالب يوسف كوة مكى بالرغم من انه كان يتقدم هذا الجيل كثيرا الا انه قد تشرب بأفكاره و ساندها، لذا اتته القيادة طائعة مختارة.
الجدير بالذكر ان روابط مثل السكوت و المحس كان مصرح لها بالعمل بينما تحرم مثلا روابط النوبة و الفور والمسيرية و الريزيقات ان ارادوا. و قد كان يعتبر قيام مثل تلك الروابط اتجاه عنصرى لانها من ابناء الغرب، اما تلك التى تنطلق من الشمال فهى روابط وطنية مصرح القيام بها تحت كل الظروف و بدون اية شروط. كما نحب ان نذكر ان روابط ابناء النوبة التى كان محرم لها العمل فى زمن النميرى، تعمل الان علنا و فى كل الجامعات و المعاهد العليا و الثانويات و بنفس تلك الاهداف التى كانت تعمل بها رابطة ابناء النوبة فى مدرسة كادقلى الثانوية العليا سرا فى السابق لعدم السماح لها بالعمل علنا. فقد كان العمل بهذه الاهداف فى تلك الفترة يعد بمثابة جريمة ضد امن الدولة يحاسب عليها القانون.
5-انه فى العام 1980م بعد تخرج الطالب/ يوسف كوة مكى فى جامعة الخرطوم، عمل استاذا للغة الانجليزية فى مدرسة كادقلى الثانوية العليا. و هو استاذ فى تلك المدرسة استطاع نقل العمل من النشاط الطلابى المدرسى الى الشارع النوبى. و قد كان الاستاذ/ عوض الكريم كوكو و احدا من اميز الناشطين فى ذلك العمل، بل قد كان هو الدينمو المحرك له بالفعل.
6-بهذا التنظيم استطاعت الاجيال التالية و المتعلمة من ابناء النوبة احداث ثورة سياسية فى وسط المجتمع النوبى فى مدينة كادقلى لم تك مألوفة من قبل، حيث استطاعوا السيطرة على السلطة عن طريق النشاط السياسى فى الاتحاد الاشتراكى فى المنطقة من القاعدة الى القمة مما جعل اجهزة امن النميرى ترصد حركتهم بالرغم من ان تلك الانشطة كانت تتم من خلال الاتحاد الاشراكى السودانى، التنظيم السياسى الاوحد.
7-فى مارس من العام 1983م بعد الانتخابات الاقليمية لما يسمى بالحاكم المرشح لاقليم كردفان انحاز الاستاذ/ يوسف كوة مكى الذى كان يمثل منطقة كادقلى فى مجلس الشعب الاقليمى الى القائمة التى كان يتصدرها السيد/ بكرى احمد عديل و السيد/ محمود حسيب و السيد/ الطيب المرضى و الدكتور/ التيجانى حسن امين. و قد فازت تلك القائمة بالفعل بنتائج تلك الانتخابات الا ان النميرى اراد لها غير ذلك مما ادى الى ان يبعث لها رسولا ا خاصا لذلك و هو الدكتور/ عون الشريف قاسم، فشهد تزوير تلك الانتخابات التى علقت عليها البى بى سى وقتها بعد ان تأخرت عن مواعيدها و اعلنت فى منتصف الليل بعد ان تفرقت جموع الجماهير التى كانت تنتظر تلك النتيجة.
8-بعد تلك الانتخابات اتخذ الحاكم المنتخب الفاتح بشير بشارة موقفا عدائيا من الاستاذ/ يوسف كوة مكى واصبح يلاحقه عن طريق رجال امن النميرى الى ان أضطر الشباب من الجيل الجديد اتخاذ قرار بالاجماع لخروجه من السودان و الركون الى الكفاح المسلح كخيار لا بد منه. و بناءا على ذلك تم تكليف الاستاذ/ يوسف كوة مكى للالتقاء بالدكتور/ جون قرنق دى مبيور و ان يعرض عليه رغبة ابناء النوبة فى الانضمام الى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان.
9-من خلال هذا التسلس فى الاحداث يتضح ان ركون ابناء النوبة للكفح المسلحة اقتضته ظروفا تختلف عن تلك الظروف التى اقتضت الجنوبيون من الركون الى الكفاح المسلح. كما يبين ذلك ان شريحة من ابنا النوبة قد انضمت للحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان بكامل وعيها، لذا فهى كانت تدافع بأنتظام عن الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان.
10-انه فى العام 1986م بعد انتفاضة ابريل و تكوين الاحزب، تكون الحزب القومى السودانى، و فى واحدة من لياليه السياسية فى ميدان المولد فى الخرطوم اعلن رئيس الحزب الاب فلب عباس غبوش على الملأ صراحة انضمام الحزب القومى السودانى الى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان و قد قال بالحرف الواحد " نحن فى الداخل ، اى يقصد بذلك الحزب القومى السودانى ، و ابني الدكتور جون قرنق و يوسف كوة فى الخارج". و منذ تلك اللحظة اصبحت تعامل اجهزة امن الحكومة الانتقالية و الحكومات التالية الحزب القومى كحزب خارج و قد اطلقوا على انصاره صفة " الطابور الخامس".
11-بعد الانتخابات البرلمانية و فوز حزب الامة، تعاملت حكومة الصادق المهدى مع الحزب بهذا الفهم و فى عهده كان اول شهداء الحزب و هو الاستاذ رمضان عجبنا المشهور بجكسا و التى اغتالته اجهزة امن حكومة الصادق فى ميدان الحرية بمدينة كادقلى بعد ضربه ضربا مبرحا. كما قامت اجهزة امن الصادق ايضا باحتجاز احد نواب الحزب و هو النائب هرون ادريس بالرغم من ان الحزب كان شريكا للسيد الصادق فى حكومته.
12-ان الجبهة القومية الاسلامية بعد ان قامت بأنقلابها، لم تغير شيئا فى تعاملها تجاه النوبة بل اخذت الامر بصورة اكثر تطرفا و قامت اجهزة امنها باغتيال كل ابناء النوبة الشباب الذين كانوا ناشطين فى الحزب القومى السودانى ، بل و قد اعلنت الجهاد على كل المنطقة بعد ان قننت للمليشيات التى انشأتها الحكومة الانتقالية و باركتها حكومة الصادق المهدى ، و قامت بتوزيع السلاع للعناصر العربية فى المنطقة و بذلك تم تنفيذ برنامج للابادة الجماعية و التصفية الجسدية لابناء النوبة، مما ادى الى التحاق مجموعة من شباب النوبة التى لم تؤمن بالكفاح المسلح الى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان للدفاع عن النفس و العرض و الارض.
13-ان مؤسس (نوبا سيرفايفل) قد كان واحدا من الذين انضموا الى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان فى ذلك الوقت احتجاجا على التصفية العرقية التى مارستها الجبهة فى جبال النوبة و قد كان يرأس تحرير مجلة النفير التى تصدرها الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان فى اقليم جبال النوبة، و من خلال عمله استطاع ان يفضح الجبهة و اعمالها المشينة فى جبال النوبة،الا ان خلافا قد نشب بينه و بين حاكم اقليم جبال النوبة الراحل المقيم القائد/يوسف كوة مكى نتيجة لتسريب معلومات عن برنامج اتفق عليه معه لعقد مؤتمر جامع لأبناء النوبة فى الخارج( و يبدو انه قد اصبح مؤتمر كاودا) للحكومة عن طريق رئيس المجلس الانتقالى لجبال النوبة المرحوم حمد عبالكريم السيد. و قد تبنت الحكومة ذلك البرنامج بعد ان نشرته فى وسائل اعلامها. و قد ادى ذلك بأن يقوم حاكم اقليم جبال النوبة بعزل مؤسس (نوبا سيرفايفل) من رئاسة اصدار مجلة النفير. و لكنه قد استفاد من خبراته السابقة فى تأسيس (نوبا سيرفايفل) و التى اتخذت خطا منائا للحركة بعد ان كان من اكبر مؤيديها و له بصمات واضحة فى العمل داخل الاراضى المحررة التى تسيطر عليها الحركة فى جبال النوبة الان لا ينكرها الا مكابر.
14-ان (نوبا سيرفايفل) قد رفضت الدعوة التى قدمت لها لحضور مؤتمر كاودا الجامع فى حين انها قد حضرت الورشة التى عقدتها (بان افركان) فى اوغندا و التى يعتقد بأن الحكومة قد كانت من وراء ذلك المؤتمر لشق صف النوبة خاصة و ان مؤتمر كاودا كان على الابواب، و ان ذلك المؤتمر قد اصدر من القرارات ما لا يتضمن تقرير المصير للنوبة فى حين ان مؤتمر كاودا كان يتضمن ذلك.
15-ان (نوبا سيرفايفل) على اتصال دائم بنواب الحزب القومى السودانى المتحد الذين تم عزلهم بواسطة اجتماع مشترك للامانة العامة و المكتب السياسى للحزب بعد رفعهم لمذكرة مشبوهة للايقاد لم تتضمن تقرير المصير او فصل الدين عن الدولة و هى المطالب الاساسية للنوبة، و قد قامت ( نوبا سيرفايفل) بنشر تلك المذكرة فى احدى اصداراتها دون ان تعلق على ذلك مما يعنى انها كانت تؤيد عدم تقرير المصير ضمنا.
16-ان النوبة ليسوا ضد الشماليين او العرب او اى مجموعة اخرى فى السودان و لا ينبغى لهم ان يكونوا كذلك، و لكن النوبة و الحزب بصفة خاصة يعتبرون ان مؤسسة الجلابة كواحدة من مؤسسات الحكم الفاسدة التى سادت من قبل العالم و بادت. فتلك الانظمة قد حولت انظمة الحكم الى انظمة ارسطقراطية تخدم مصالح شريحة معينة فى المجتمع فمثلا أنظمة مثل الاقطاع و الاستعمار الذى سيطر على كل العالم والفاشيه والنازية فى اوربا و التفرقة العنصرية فى امريكا و التمييز العنصرى او ما يسمى بالابارتهايد فى جنوب افريقيا، كلها قد كانت نظم حكم ارستقراطية فاسدة و لكنها انتهت و عادت شعوب تلك الدول للحكم الرشيد.
ففى السودان تعتبر مؤسسة الجلابة من اخطر انظمة الحكم، فهى شبية بالنظام الجنوبى افريقى المباد الا ان خطورتها انها تمييز عنصرى يطبق فى السر بينما الذى كان يدور فى جنوب افريقيا كان يطبق علنا، لذا فهذا يوضح خطورة هذا النظام الذى يجب ان يذهب لتنتظم البلاد انظمة حكم القانون و الدستور و يعيش الشعب السودانى حياتة العادية كبقية الشعوب.
17-اخيرا كلنا يعلم ان طرفى التفاوض هما الحكومة و الحركة، ولا يوجد طرف ثالث كان مسموح له الاشتراك فى تلك المفاوضات الا عن طريق احد طرفى التفاوض، لذا انتبه النوبة الى ذلك فى مؤتمرهم الجامع فى كاودا و قاموا بتفويض الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان لمناقشة قضيتهم نيابة عنهم بواسطة ابناءهم فى الحركة، لكن كانت هنالك مجموعة اخرى من ابناء النوبة و هى شخصيات لا يستهان بها، قد فوضت الحكومة للتفاوض نيابة عنها، و قد انحاز النواب الثلاثة لرئيس الحزب القومى السودانى المتحد المخلوعين لتلك المجموعة و توالوا مع الحكومة و من ثم فوضوها سرا دون ان تعلم قواعدهم بذلك للتفاوض نيابة عنهم فأثروا بذلك فى نتائج التفاوض النهائية بالنسبة للنوبة.
ان هذه النقاط المزكورة اعلاه مهمة كما زكرنا و التى هدفنا منها بأن تكون توضيحية عندما نرد على بيان ( نوباسيرفايفل) لتقريب الفهم عندما نتناول ما بين سطور ذلك البيان.
ثانيا ترجمة مقدمة البيان و النقاط الثلاثة الاولى:
و بما ان البيان قد صدر باللغة الانجليزية سنترجم االمقدمة والنقاط الاثلاثة الاولى فقط التى وردت فى البيان ومن ثم التعليق عليها لتعم الفائدة. اما بقية النقاط فهى مكررة و تشملها النقاط الثلاث التى سنترجمها. فقد كانا نتوقع ان تقوم ( نوبا سيرفايفل) بترجمة البيان للغة العربية حتى نعلق عليه كاملا.
اما الترجمة الحرفية للتقديم و النقاط الثلاثة الاولى فهى كالاتى:
" اتفاقية نيفاشا تفشل فى معالجة مشاكل النوبة
تحت هذا العنوان جاء الاتى:
اننا فى مؤسسة( نوبا سيرفايفل)، كممثلين لمجتمع النوبة نريد ان نعبر للمجتمع الدولى عن طريق الايقاد و الترويكا عن امتنانا للجهود العظيمة التى تمت لوضع نهاية للنزاع الطويل فى السودان. بينما نحن نرحب بنهاية الحرب المدنية الطويلة فى السودان و اتفاقية السلام النهائية التى من المتوقع توقيعها فى التاسع من يناير 2005م ، نريد ان نلفت انتباهكم الى الحقائق المهمة التالية والمتعلقة بمسألة جبال النوبة.
1-بعد الفحص المتأنى لكل اتفاقيات السلام الموقعة فى نيفاشا حتى الان بالاضافة الى ذلك الاتفاقية التى وقعت فى نهاية الاسبوع فى 13 ديسمبر 2004م بواسطة اطراف النزاع، لقد توصلنا الى نتيجة فحواها ان كل هذه الاتفاقيات قد فشلت فى معالجة الحقوق الاساسية لابناء جبال النوبة. ان ابناء جبال النوبة قد كانوا بأنتظام يطالبون بحقوقهم فى ان يقرروا مصيرهم و ان يحكموا انفسهم، و يتطلعون بعد الفترة الانتقالية ان يعطوا الحق فى ان يحافظوا و يسيطروا و يحكموا اراضى اجدادهم. ان طرفى النزاع المتفاوضين، بدلا من ان يعترفا و يقبلا بالحقوق الاساسية لابناء جبال النوبة بالاضافة الى ذلك حق تقرير المصير شبيه بذلك الذى اعطى لابناء جنوب السودان و منطقة ابيى التى وافقا عليها، حرما ابناء جبال النوبة نفس تلك الحقوق.
لقد توصل الطرفين الى ما يسمى ب "المشورة الشعبية" لابناء جبال النوبة، و الذى نعتبره عبارة مبهمة، لا تقود الى اى شى ما عدا حرمان ابناء جبال النوبة من حق تقرير مصيرهم كالاخرين فى السودان.
2-ان لابناء النوبة مطلب حول تقرير المصير لا يمكن انكاره ( دحضه ) كوسيلة اساسية لضمان حقوقهم. ان مطالبهم ( اى ابناء النوبة ) للحصول على تقرير المصير تعتمد على خبراتهم السابقة على سوء استخدام حقوقهم الانسانية و كبتهم ( قمعهم ) و تهميشهم و تمييزهم و استغلالهم المستمر بواسطة كل الحكومات التى كانت فى السلطة منذ العام 1956م. و هذا يجعلهم مؤهلين ( جديرين ) بعملية تقرير المصير، التى تعترف بها القوانين الدولية كحقوق اساسية لكل البشر تحت اتفاقية حقوق الانسان الذى كان السودان وحدا من الدول الموقعة عليها. و عليه فأن هذا الحق كان يجب ان يقبل بواسطة الطرفين المتفاوضين.
ان السلطة الحالية فى الخرطوم لم تبد من قبل اى شعور ودى تجاه ابناء النوبة و هذا يعنى انهم ( اى سكان جبال النوبة ) سوف لا يثقون فى اى حكومة مهما كان شكلها تتكون فى شمال السودان نتيجة لسجلها السى فى عدم العدالة و التمييز الذى تمارسه الحكومة عليهم. انه لهذا السبب فأن ابناء النوبة يطالبون الايقاد و الترويكا و الاطراف المتفاوضة بالاضافة الى المجتمع الدولى الاعتراف ب و قبول رغبة ابناء النوبة فى تقرير المصير الذى سيمارسه الجنوبيون على صناديق الاقتراع و التى ربما تقود الى انفصال القطر الى دولتين.
3-انه لشى مقلق جدا بأن نعلم ان طرفى التفاوض يستخدمون قضية جبال النوبة كمسألة توفيقية للوصول بها لتسوية مسائلهم المستعصية الحلول. ان الحكومة مستمرة فى التنكر لحقوق النوبة ، حتى الاسم التأريخى لاراضى اجدادهم " جبال النوبة" لا تريد الاعتراف به. ان الحكومة فى محادثات السلام الجارية الان متعنتة فى تغيير الاسم التأريخى لجبال النوبة و الذى يعنى الكثير لشعب جبال النوبة. و ان هذا يوضح بجلاء سوء نوايا الحكومة تجاه النوبة فى السودان. ان هذا يعتبر مناورة سياسية للحكومة حتى تضم قبائل البقارة العربية لغرب كردفان للاقليم لاحتواء مطالبهم. فى هذه الحالة نريد ان نلفت انظاركم الى السياسة الظالمة لحكومة السودان تجاه شعب جبال النوبة. "
هذه ترجمة المقدمة و النقاط الثلاثة الاولى كما جاءت فى المزكرة و نتمنى ان نكون قد وفقنا فى الترجمة الى حد ما.
ثالثا العليق على المقدمة و النقاط الثلاثة الاولى من البيان:
بالنسبة للمقدمة فقد نصبت( نوبا سيرفايفل) نفسها ممثلة للنوبة عندما تقول " نحن ك( نوباسيرفايفل) ممثلين للنوبة..."و هذا غير صحيح. ف(نوبا سيرفايفل) مثلها مثل تنظيمات المجتمع النوبى المدنية الاخرى يمكنها ان تتناول قضايا و مشاكل النوبة و تتحدث عنها حسب وجهة نظرها و لكنها لا يمكن ان تدعى انها بذلك تمثل النوبة، لان النوبة لم يفوضوها فى التحدث بأسمها.
اما بالنسبة لما جاء فى النقطة الاولى، فأننا نختلف مع (نوبا سيرفايفل) التى تقول ان كل الاتفاقيات قد فشلت فى تحقيق اى شىء للنوبة. فألاتفاقيات قد حققت الكثير للنوبة، اهمها المشاركة الفعلية فى السلطة على كل المستويان من المحلى حتى الاتحادى او الفدرالى. و نؤمن ان الممارسة الديمقراطية عن طريق المشورة الشعبية سوف تحقق للنوبة ما تبقى من مكاسب ان تفهموا ادوارهم جيدا فى المرحلة القادمة و شاركوا مشاركة فعلية و بفهم.
فالمرحلة القادمة تحتاج الى ترتيب الصفوف وليتفهم الجيل الاول الذى اتى للحياة العامة متأخرا، بأن هنالك فلسفة معينة تسير بها الاجيال اللاحقة. فهذه الاجيال لا تريد ان تحصر نفسها فى جبال النوبة او جنوب كردفان او كردفان او الغرب عموما، و لكن نظرتها تتجه صوب العاصمة، فبالسيطرة عليها يمكن السيطرة على اى بقعة اخرى من بقاء السودان، و هذا ماجعل زعيم الحزب ان يقترح اسم الحزب القومى بدلا من ان نحصر انفسنا فى اتحاد عام جبال النوبة كأتحاد مطلبى.
و قد صدق حسه عندما اصبح الحزب قوميا فعلا بعد ان فاز هو فى احدى دوائر العاصمة القومية. و بالتأكيد لم تكن تلك الدائرة فى جبال النوبة و لم يكن معظم سكانها من النوبة. كما كان ترتيب الحزب الثالث من حيث الكثافة الجماهيرية. ففى معظم الدوائر التى نافس فيها الحزب فى الشمال و الوسط قد كان ترتيبه الثالث بعد حزبى الامة و الاتحادى الديمقراطى. و هذه المرة سيكون الحزب اكثر صرامة بالفوز بدوائر فى الشمال و الوسط اكثر من تلك التى فى جبال النوبة و جنوب كردفان و هو مؤهل لذلك.
كما نريد ان نقول ل (نوباسيرفايفل) ان الحقوق لا تعطى و انما تنتزع انتزاعا. فأن كانت (نوباسيرفايفل) تنتظر من طرفى التفاوض بأن يعطياها حقوقها صاغرين طائعين فهى مخطئة فى ذلك. و هذا بكل اسف هى رؤئية معظم ابناء النوبة الذين لا يشاركون الحركة التوجوه. فهم يرون كأن يقوم النوبة بتفويض الحركة فى مؤتمر كاودا لمناقشة قضيتهم نيابة عنهم ضرب من الجنون كما زكر احدهم. و لكنهم لم يوضحوا لنا كيف كان يمكن ان نناقشا قضيتنا و طرفى التفاوض هما الحكومة و الحركة فقط؟ هذا سؤال يحتاج الى اجابة من هؤلاء. اما نحن الذين نؤمن بالحركة قد فوضناها على ذلك و نعلم تماما ان ابناءا فى الحركة قد بزلوا ارواحهم رخيصة فى الدفاع عن قضايانا لذا لا يمكن بأى حال من الاحوال فى ان يفرطوا فى مصالحنا.
فالقائد/ عبدالعزيز ادم الحلو قائد محل ثقة ابناء النوبة و هو اهل لذلك، و ان هذه الثقة لم تأتى من فراغ كما سردنا ذلك فى النقاط التوضيحية اعلاه. فعندما التحق بالحركة الشعبية التحق بتوجيه و تكليف بذلك لانه جزء لا يتجزء من النضال فى صفوف ابناء النوبة و كان يمكن ان يكون احد شهدائنا فى النضال. لذا فلا نقبل اطلاقا المساس بهذا القائد الهمام مهما كانت الاسباب. و ان اراد المتشككون من ابناء النوبة الوقوف على ما نقول، فليذهبوا الى الاراضى المحررة و لينظروا بأنفسهم و يقفوا على شعبية هذا القائد.
اما بالنسبة لما جاء فى النقطة الثانية، فكلنا يعلم ايضا ان طرفى التفاوض هما الحكومة و الحركة كما زكرنا سابقا. و ان كل منها لها اجندتها الخاصة التى تفاوض من اجلها. نريد ان نعرف الى الى طرف من طرفى النزاع كانت تميل ( نوبا سيرفايفل) ؟ و ما هى نوعية الدعم التى قدمته لمفاوضيها حتى يحققوا لها ما تريد؟ و هل يكفى ان تجلس (نوبا سيرفايفل) متفرجة ان لم تدعم احد طرفى التفاوض و ترجوا من احد الاطراف المتفاوضة ان تحقق لها ما تريد و عملية التفاوض فيها اخذ و رد؟ و الاهم من ذلك ما هى السقف التفاوضى الاعلى التى اعتمدتها( نوبا سيرفايفل) لكى تصل به الى حدها الادنى من التفاوض.
فكلنا يعلم ان عملية التفاوض اخذ و رد و تنازلات، خاصة و اننا نتعامل مع مجموعة لها مطالب جديدة و ليس لها حقوق سابقة تريد ان تسترده مثل الاخوة الجنوبيون الذين يعرف كل العالم قضيتهم من الالف الى الياء منذ الاستقلال حتى هذه اللحظة فى حين ان مطالب النوبة كانت نكرة و لم تظهر للسطح الا قريبا؟ و نقول يحفظ الله سيمبويا، فلولا اصراره لزيارة الاقليم لخرج النوبة من الموليد بدون حمص بعد المزكرة التى رفعها النواب الثلاثة لسيمبويا فى يونيو عام 2003م و تواليهم مع الحكومة و رفعهم لمذكرة سرية للايقاد فى فبراير عام 2004م؟
ابعد هذا كله نأتى و نقول ان الحركة قد ساومت الحكومة فى قضية جبال النوبة و نحن نعل علم اليقين ان باناء النوبة وحدهم هم الذين كانوا يتفاوضون نيابة عن النوبة كما كان الجنوبيون يتفاوضون تفاوضا مباشرا نيابة عن الجنوبيين و ترفع النتائج النهائية لقائد الحركة. كما ان الحركة قد قاتلت فى ان تشترك بقية القوى الاخرى فى التفاوض او على الاقل ان تراقب الا ان الحكومة رفضت ذلك، و لكن مع ذلك شارك الحزب القومى السودانى المتحد الجناح المعاض فى التفاوض و شكل حضورا مميزا، فى حين رفض النواب الثلاثة ان يشتركوا فى التفاوض. فقد وصلت دعوة رسمية للنائب الثانى فى الحزب المتوالى من القائد/ عبالعزيز ادم الحلو للمشاركة فى التفاوض و لكنه رفض ذلك.
و انا على علم بأن (نوبا سيرفايفل) على اتصال دائم مع النواب الثلاثة المتوالين و خاصة النائب الثالث، لماذا لم تقنعهم بالمشاركة فى التفاوض عن طرف الحكومة التى توالوا معها على الاقل، او ان يتضمن وفد الحكومة مفاوضا من ابناء المنطقة ان كان من القبائل العربية او الافريقية التى تقطن المنطقة و تثق فيهم. و لكن الحكومة لم تفعل و لن تفعل ذلك، خوفا من ان يصل ابناء المنطقة الى كلمة سواء، و لو فعلت الحكومة ذلك لكانت نتائج التفاوض غير تلك التى توصلت اليه.
اما فى النقطة الثالثة من البيان خلصت( نوبا سيرفايفل) ان طرفى التفاوض الحكومة و الحركة قد استغلا قضية جبال النوبة لتحقيق مكاسبهما الذاتية، و نحن فى الحزب فى هذا نختلف مع ما توصلت اليه ( نوبا سيرفايفل) جملة و تفصيلا. و لكى نكون اكثر موضوعية فى ذلك لا بد من الرجوع للوراء قليلا و الوقوف على الاسباب التى جعلت كل من الجنوبين و النوبة يلجأون الى الكفاح المسلح ( يمكن الرجوع فى ذلك الى النقاط التوضيحية اعلاه).
كلنا يعلم ان اتفاقية اديس ابابا قد وضعت حدا للصراع فى الجنوب بعد حرب دامت سبعة عشر عاما. و لكن بعد ان قوض النميرى الاتفاقية و قام بألغائها ادى ذلك فى ان تتمرد احدى الكتائب الجنوبية احتجاجا على ذلك مما جعل العقيد جون قرنق ان يلتحق بها و يقودها فى ذلك الكفاح بعد ان وضع و صاغ لها منهجا لذلك. و عليه نخلص ان الحرب فى الجنوب اندلعت لاسترداد حقوق تم اغتصابها. فلولا ذلك لما قامت الحرب فى الجنوب مرة اخرى و لما قامت فى جبال النوبة اصلا و لحكم النميرى السودان مدى الحياة. و لكن تلك الحرب كانت مسببة و هى ان الجنوبيون كانوا يطالبون بحقوق تم اغتصابها اغتصابا و هو ما عملوا على استردادها من خلال تلك الحرب.
اما فى الجانب الاخرففى جبال النوبة فقد كانت مسببات الحرب تختلف تماما عن تلك التى كانت فى الجنوب، و قد وضحنا ذلك بوضوح فى النقاط التى زكرناها لتقريب الفهم. فالنوبة قد اتخذوا قرارا للدخول فى هذه الحرب بعد اسباب كانت موضوعية دفعتهم دفعا الى ذلك. فحتى العام 1984م لم يتخذ النوبة قرارا بالانضمام الى النضال المسلح. فقد كانت الحياة السياسية فى جبال النوبة تسير بصورة طبيعة فى اوائل الثمانينات عندما بدأ النوبة السيطرة على الحياة السياسية و السلطة فى حاضرتهم مدينة كادقلى.
ففى تلك الفترة و مثلهم مثل الجعليين فى شندى او الشايقية فى الدبة و كريمة او المسيرية فى المجلد او الريزيقات فى الضعيين او الفور فى دارفور و قس على ذلك بقية التجمعات السودانية فى مجتمعاتها، اراد النوبة من خلال الاتحاد الاشتراكى السيطرة على الحياة السياسية فى جبال النوبة، و بالفعل قد تم ذلك. الا ان المستفيدين من الوافدين الى مناطق جبال النوبة و الذين كانوا يسيطرون على الحياة السياسية فى جبال النوبة قد فقدوا ذلك الامتياز فجأة لانتظام النوبة، لذا وصفوا تلك العملية بأنها تصرف عنصرى. و على ضوء ذلك شن رجال امن النميرى حربا عشواء على كوكبة من الشباب الناشط من ابناء النوبة فى كادقلى و قامت بذلك بأدخالهم فى المعتقلات و السجون.
وقد ساءت الاوضاع فى العام 1983م بعد الانتخابات الاقليمية لما كان يسمى بالحاكم المرشح و الذى وقف ممثل النوبة فى مجلس الشعب الاقليمى ضد قائمته. و لكن قد زورت تلك الانتخابات و اصبح الحاكم الفاتح بشارة و رجالات امن النميرى يشددون الخناق على ممثل النوبة فى البرلمان الاقليمى الاستاذ/ يوسف كوة مكى مما جعل ابناء النوبة الشباب يتخذون قرارا بالاجماع للركون الى الكفاح المسلح. و قد كان ذلك لتحقيق مطالب للنوبة لم تكن موجودة اصلا بالمقارنة بالجنوبيين الذين كانوا فى الميدان يناضلون لاسترداد مطالب هضمت.
اذا نخلص ان اسباب الصراع فى جبال النوبة تختلف جملة و تفصيلا عن اسباب الصراع فى الجنوب. و المطالب الحقيقية للنوبة يعرفها الذين قرروا و حملوا السلاح ضد النظام الذى كان موجودا وقتها و هو نظام مايو.
لذا فأن اى حديث بأن الجنوبيون فى الحركة و الحكومة قد استغلوا قضية النوبة لتحقيق اهدافهم حديث غير موفق، و المراد به خلق فتنة بين النوبة و الجنوبيين لصالح طرف ثالث هو المستفيد الاول و الاخير. خاصة اذا نظرنا الى المشاركة الفعلية لابناء النوبة فى الحركة و ابناء النوبة فى الحزب القومى السودانى المتحد المعارض فى هذه المناقشات.
اننا فى الحزب القومى السودانى المتحد نقول بذلك ل (نوبا سيرفايفل) و للنوبة الذين ساندوا الحكومة او وقفوا متفرجين ان يلوموا انفسهم لوحدهم ان كانوا يعتقدون بأن النوبة لم يكسبوا شيئا من هذه الاتفاقية، و يجب الا يبحثوا لانفسهم عن شماعة ليعلقوا فيها فشلهم الزريع، لانهم قد فرطوا فى فرصة تأريخية لتحقيق مرادهم ان أتحدوا و وقفوا صفا واحدا كما وقف الجنوبيون فى الحركة و الحكومة. ولكن فى ان نفرط و نأتى بعد ذلك و نحمل غيرنا اخفاقاتنا، نعتقد بأن ذلك غير سليم، فمثلا لم تحضر( نوبا سيرفايفل) مؤتمر كاودا بالرغم من الدعوة التى و جهت لها. و ان مؤتمر كاودا قد خرج بقرارات تأريخية ارهبت الحكومة نفسها و لكن النوبة لم يستفيدوا من قوة دفع مؤتمر كاودا فأصبحوا بعضهم على بعض يتلاومون و يتلاسنون.
حتى قياداتهم التأريخية قد تنكرت لمقررات كاودا بعد ان رجعت للخرطوم و قدمت مزكرة للجنرال سيمبويا لم تتضمن فيه تقرير المصير و انفصال الدين عن الدولة وهى نقاط جوهرية. و قد قامت (نوبا سيرفايفل) بنشر تلك المزكرة فى احدى اصداراتها فى الويب الخاص بها دون ان تعلق على ذلك مما جعلنا نعتقد بأنها تؤيد تلك المزكرة. و قد اشتمينا رائحة صياغتهم لتلك المزكرة من حيث اللغة التى اتت بها، او على الاقل قد كان لهم اسهاما واضحا فى تلك المزكرة . اذا بأى وجه تأتى (نوبا سيرفايفل) و تتحدث و تقول ان الجنوبيين فى الحركة قد باعوا النوبة و هم يعلمون علم اليقين بأن قيادات النوباة التأريخية قد باعت النوبة عندما تخلت عن مطالبهم الاساسية، مثل تقرير المصير و فصل الدين عن الدولة؟
أننا فى الحزب القومى السودانى المتحد المعارض لنا رأيا مغايرا تماما لما توصلت اليه ( نوبا سيرفايفل) و هو ان النوبة قد خرجوا بمكاسب ضخمة من هذه الاتفاقية و نعتقد جازمين بأنهم يمكن ان يضاعفوا من المكاسب اكثر فى المستقبل بعد التنظيم الجيد. كما نقول انه لولا الجنوبيون لما استطاع النوبة الركون الى الكفاح المسلحة و لما تحصلوا على اى شى لانهم ما كا نوا يستطيعون ان يركنون للكفاح المسلح و لما فكروا فيه. و الدليل على ذلك ان مؤسس (نوبا سيرفايفل) من الرعيل الاول من المتعلمين النوبة الذين لم تكن لهم اى بصمات واضحة على الحياة السياسية النوبية الا بعد وصول معظمهم الى سن المعاش.
و نحن بدورنا نسأل و نقول اين كانوا كل هذه الفترة عندما كان اقرانهم فى المجتمعات الاخرى يكافحون و يناضلون؟ لم لم يخرجوا للكفاح المسلح لاسترداد مطالب كما كان يفعل الجنوبيون و غيرهم، او للبحث عن مكاساب لم تتوفرللنوبة من قبل؟ و لماذا لم ينتبهوا الى تلك المطالب وقتها لتحقيقها كما انتبه الجنوبيون لمطالبهم قبل فجر الاستقلال؟ اذا بأى وجه يأتى (نوباسيرفايفل) وتقول بأن الجنوبيين قد باعوا النوبة؟
ان الهدف من وراء اثارة هذه النقطة بالذات هو احداث سوء تفاهم بين النوبة و الجنوبيين، ولكن هذا لا يمكن ان يفوت على النوبة خاصة، الطليعة منهم لادراكها الكامل لاسباب الصراع فى السودان.
طالب حمدان تية على
واشنطون دى سى،
الولايات المتحدة الامريكية،
يناير2005م
طالب تيه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Talb Tyeer)
|
مقالنا الذى علق عليه الدكتور سليمان موسى رحال، و ستلاحظون خروجه البين من التعليق على المقال بل قام بدلا عن ذلك بتوجه هجومى شخصى بالنسبة لى البرغم من انى لم اذكر اسمه فى المقال بل كنت اتعامل مع منظمته كشخصية اعتبارية و ليس بالضرورة ان يكون ما صدر عنها يمثل رايه الشخصى،
طالب حمدان تية على
مما لا شك فيه اطلاقا ان ( نوبا سيرفايفل) تعتبر واحدة من اولى منظمات المجتمع المدنى النوبى التى تعمل فى الخارج، بل هى المنظمة الرائدة التى عرضت قضية النوبة للعالم الخارجى و خاصة الاوروبى بصورة علمية و بدقة، بعد ان ترك ممثلها العمل كرئيس لتحرير مجلة النفير التى تصدرها الحركة و اتجه لاصدارها، مما جعل الكثير من ابناء النوبة يطلعون على ما يأتى فى اصداراتها بأنتظام. بل يمكن ان نقل انها من المنظمات التى قاتلت بقوة لابراز قضية النوبة الى حيز الوجود بالصورة التى نراها الان.
و لكن البيان الذى اصدرته (نوبا سيرفايفل) باللغة الانجليزية بتأريخ 5 يناير 2005م قد اجبرنا ان نعلق عليه لانه انهزامى و تشكيكى، ونحن كحزب قومى سودانى متحد معارض نعتقد ان معظم النقاط الواردة فيه تمسنا كحزب منحاز الى جانب الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان و أكثر من 60% من جماهير النوبة تقف مساندة لهذا الحزب كما ان الحزب قد شارك مشاركة فاعلة فى تلك المحادثات و يتحمل جانبا كبيرا من تلك النتائج، بل سيقف مدافعا عنها بكل ما يملك من قوة.
و لكن لكى يفهم النوبة و انصار الحزب و الشعب السودانى عموما ردنا على هذه المزكرة بوضوح، سنقوم بترجمة المقدمة و النقاط الثلاثة الاولى من المزكرة و من ثم الرد عليها، كما اننا قبل الخوض فى الترجمة و التعليق على البيان سنقوم بذكر النقاط التالية لاننا نعتقد بأنها مهمة لانها ستساعد بما تحويه من نقاط غائبة عن كثير من المهتمين بالشأن النوبى فى فهم ردنا على المزكرة، كما نريد من وراء ذلك ايضا التوثيق لبعض النقاط.
اولا نقاط مهمة:
1-ان الجنوبيون قد لجاوا الى الكفاح المسلح قبل الاستقلال، اى فى نوفمبر من العام 1953م احتجاجا على عدم مشاركتهم فى السلطة و عدم اعطائهم الفرصة لحكم انفسهم بأنفسهم بعد ان نكص الشماليون العهد. و قد استمرت تلك الحرب سبعة عشر عاما و اوقفت بناءا على اتفاقية اديسا ابابا التى اعطت الجنوبيين حقوقا اصبحت مشروعة بموجب تلك الاتفاقية، الا ان النميرى قد نقد تلك الاتفاقية مما ادى لقيام الحرب مرة اخرى فى العام 1983م لاسترداد تلك الحقوق التى سلبت.
2-انه فى تلك الفترة كان النوبة فى القوات المسلحة يساقون الى الحرب فى الجنوب لقتل بنى جلدتهم كما يساق العبيد للحرب للقتال نيابة عن اسيادهم بدون وعى و هذ1 ما كنا لا نقبله و لم نقبله و لا نريد له ان يتكرر مرة اخرى فى اى بقعة من بقاع السودان فى المستقبل. الا انه قد كانت هنالك محاولات فردية للأب فلب عباس غبوش فى السنوات الاولى من التمرد حيث ساهم فى تهريب سلاح الى الحركة المسلحة فى الجنوب عن طريق جبال النوبة الى بحر الغزال. كما اشترك بكتيبة رمزية فى الانانيا الاولى بعد قيام النميرى بأنقلاب 25 مايو 1969م و لم يعد الى السودان الا بعد المصالحة الوطنية.
3-ان الرعيل الاول من ابناء النوبة المتعلمين و الخرجين من الجيل الاول و الثانى و الثالث لم تكن لهم اهتمامات بالشأن النوبى كنظرائهم من الجنوبيين و الشماليين. بل قضوا جل شبابهم فى حياتهم الخاصة و لم يؤثروا فى مجتمعاتهم الاولية التى نشأوا فيها اجتماعيا او اقتصاديا او سياسيا. فقد اصبح معظمهم عبارة عن شخصيات اسطورية عندما تتزكرها الاجيال المتأخرة من مجتمعاتها الاولية التى نشأوا فيها لاى سبب من الاسباب.
و هذه الاجيال من الرعيل الاول من ابناء النوبة لم تطرق العمل العام الا بعد المعاش و اصبح وجودهم فى هذا العمل لتقضية الفراغ . لذا تجدهم فى اغلب الاحيان يمثلون خميرة عككنة عندما لا يستوعبون ما يدور حولهم من احداث. فمواقفهم دائما مهزوزة و مضطربة و ليس فيها فهم واضح للقضية و ينطلقون من ارضيات مختلفة حيث لا يجمع جيلهم فكر مشترك واحد. فجلهم قد انطلق من تنظيمات فكرية لم تكن قضايا النوبة تشكل اساسا فيها. فهم اما انتسبو لتنظيمات عقائدية يمينية او يسارية التوجه او الى احزاب طائفية دينية. و فى كلى الحالتين كانوا بعيدين كل البعد من قضايا النوبة الاساسية، فهم دائما مختلفون فيما بينهم و مع غيرهم من الاجيال التالية. فمعظم القضايا المطروحة على الساحة الان طرقتها الاجيال التى اتت من بعدهم، فأن طرقوها منذ فجر الاستقلال كما طرق الجنوبيون مشاكلهم لاختلف تناولها عما هو عليه الان و لما اصبحت مستعصية الحلول، و لكنها، اى تلك الاجيال قد فرطت كثيرا و يجب ان تعترف بذلك و تصحح هذا الخطأ و تتجه الى حيث يتجه معظم الاجيال التى اتت بعدهم و الا وجدوا انفسهم فى مزبلة التأريخ.
4-انه فى العام 1972م تكونت رابطة لابناء النوبة فى مدرسة كادقلى الثانوية العليا و قد كانت الرابطة تعمل تحت الارض لعدم سماح نظام نميرى بقيام مثل تلك الروابط فى الغرب و قد كان لا يسمح بأى نشاط الا من خلال الاتحاد الاشتراكى السودانى. و قد كانت اهداف تلك الرابطة اصلاحية اجتماعية سياسية و قد انعكس ذلك لاحقا على النشاط السياسى و الاجتماعى للنوبة. و انتسب الى تلك الرابطة و قتها الطالب عبدالعزيز ادم الحلو. و فى اول نشاط منظم لابناء النوبة فى مدرسة كادقلى الثانوية العليا اكتسح ابناء النوبة و الجنوبيون من منطقة ابييى اتحاد طلاب مدرسة كادقلى الثانوية العليا و اصبح الطالب عبدالعزيز ادم الحلو اول رئيس لها.
و بذلك يكون عبدالعزيز ادم الحلو اول رئيس فعلى للنوبة بعد تنظيم انفسهم. و قد استمر الطالب عبدالعزيز ادم الحلو مخلصا للعمل النوبى و هو طالب فى جامعة الخرطوم حيث التقى بزميله الطالب يوسف كوة مكى الذى شاركه فى الفكر و النضال و اصبحا من تلك اللحظة صديقين حميمين تجمعهما اهداف مشتركة.و الطالب يوسف كوة مكى بالرغم من انه كان يتقدم هذا الجيل كثيرا الا انه قد تشرب بأفكاره و ساندها، لذا اتته القيادة طائعة مختارة.
الجدير بالذكر ان روابط مثل السكوت و المحس كان مصرح لها بالعمل بينما تحرم مثلا روابط النوبة و الفور والمسيرية و الريزيقات ان ارادوا. و قد كان يعتبر قيام مثل تلك الروابط اتجاه عنصرى لانها من ابناء الغرب، اما تلك التى تنطلق من الشمال فهى روابط وطنية مصرح القيام بها تحت كل الظروف و بدون اية شروط. كما نحب ان نذكر ان روابط ابناء النوبة التى كان محرم لها العمل فى زمن النميرى، تعمل الان علنا و فى كل الجامعات و المعاهد العليا و الثانويات و بنفس تلك الاهداف التى كانت تعمل بها رابطة ابناء النوبة فى مدرسة كادقلى الثانوية العليا سرا فى السابق لعدم السماح لها بالعمل علنا. فقد كان العمل بهذه الاهداف فى تلك الفترة يعد بمثابة جريمة ضد امن الدولة يحاسب عليها القانون.
5-انه فى العام 1980م بعد تخرج الطالب/ يوسف كوة مكى فى جامعة الخرطوم، عمل استاذا للغة الانجليزية فى مدرسة كادقلى الثانوية العليا. و هو استاذ فى تلك المدرسة استطاع نقل العمل من النشاط الطلابى المدرسى الى الشارع النوبى. و قد كان الاستاذ/ عوض الكريم كوكو و احدا من اميز الناشطين فى ذلك العمل، بل قد كان هو الدينمو المحرك له بالفعل.
6-بهذا التنظيم استطاعت الاجيال التالية و المتعلمة من ابناء النوبة احداث ثورة سياسية فى وسط المجتمع النوبى فى مدينة كادقلى لم تك مألوفة من قبل، حيث استطاعوا السيطرة على السلطة عن طريق النشاط السياسى فى الاتحاد الاشتراكى فى المنطقة من القاعدة الى القمة مما جعل اجهزة امن النميرى ترصد حركتهم بالرغم من ان تلك الانشطة كانت تتم من خلال الاتحاد الاشراكى السودانى، التنظيم السياسى الاوحد.
7-فى مارس من العام 1983م بعد الانتخابات الاقليمية لما يسمى بالحاكم المرشح لاقليم كردفان انحاز الاستاذ/ يوسف كوة مكى الذى كان يمثل منطقة كادقلى فى مجلس الشعب الاقليمى الى القائمة التى كان يتصدرها السيد/ بكرى احمد عديل و السيد/ محمود حسيب و السيد/ الطيب المرضى و الدكتور/ التيجانى حسن امين. و قد فازت تلك القائمة بالفعل بنتائج تلك الانتخابات الا ان النميرى اراد لها غير ذلك مما ادى الى ان يبعث لها رسولا ا خاصا لذلك و هو الدكتور/ عون الشريف قاسم، فشهد تزوير تلك الانتخابات التى علقت عليها البى بى سى وقتها بعد ان تأخرت عن مواعيدها و اعلنت فى منتصف الليل بعد ان تفرقت جموع الجماهير التى كانت تنتظر تلك النتيجة.
8-بعد تلك الانتخابات اتخذ الحاكم المنتخب الفاتح بشير بشارة موقفا عدائيا من الاستاذ/ يوسف كوة مكى واصبح يلاحقه عن طريق رجال امن النميرى الى ان أضطر الشباب من الجيل الجديد اتخاذ قرار بالاجماع لخروجه من السودان و الركون الى الكفاح المسلح كخيار لا بد منه. و بناءا على ذلك تم تكليف الاستاذ/ يوسف كوة مكى للالتقاء بالدكتور/ جون قرنق دى مبيور و ان يعرض عليه رغبة ابناء النوبة فى الانضمام الى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان.
9-من خلال هذا التسلس فى الاحداث يتضح ان ركون ابناء النوبة للكفح المسلحة اقتضته ظروفا تختلف عن تلك الظروف التى اقتضت الجنوبيون من الركون الى الكفاح المسلح. كما يبين ذلك ان شريحة من ابنا النوبة قد انضمت للحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان بكامل وعيها، لذا فهى كانت تدافع بأنتظام عن الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان.
10-انه فى العام 1986م بعد انتفاضة ابريل و تكوين الاحزب، تكون الحزب القومى السودانى، و فى واحدة من لياليه السياسية فى ميدان المولد فى الخرطوم اعلن رئيس الحزب الاب فلب عباس غبوش على الملأ صراحة انضمام الحزب القومى السودانى الى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان و قد قال بالحرف الواحد " نحن فى الداخل ، اى يقصد بذلك الحزب القومى السودانى ، و ابني الدكتور جون قرنق و يوسف كوة فى الخارج". و منذ تلك اللحظة اصبحت تعامل اجهزة امن الحكومة الانتقالية و الحكومات التالية الحزب القومى كحزب خارج و قد اطلقوا على انصاره صفة " الطابور الخامس".
11-بعد الانتخابات البرلمانية و فوز حزب الامة، تعاملت حكومة الصادق المهدى مع الحزب بهذا الفهم و فى عهده كان اول شهداء الحزب و هو الاستاذ رمضان عجبنا المشهور بجكسا و التى اغتالته اجهزة امن حكومة الصادق فى ميدان الحرية بمدينة كادقلى بعد ضربه ضربا مبرحا. كما قامت اجهزة امن الصادق ايضا باحتجاز احد نواب الحزب و هو النائب هرون ادريس بالرغم من ان الحزب كان شريكا للسيد الصادق فى حكومته.
12-ان الجبهة القومية الاسلامية بعد ان قامت بأنقلابها، لم تغير شيئا فى تعاملها تجاه النوبة بل اخذت الامر بصورة اكثر تطرفا و قامت اجهزة امنها باغتيال كل ابناء النوبة الشباب الذين كانوا ناشطين فى الحزب القومى السودانى ، بل و قد اعلنت الجهاد على كل المنطقة بعد ان قننت للمليشيات التى انشأتها الحكومة الانتقالية و باركتها حكومة الصادق المهدى ، و قامت بتوزيع السلاع للعناصر العربية فى المنطقة و بذلك تم تنفيذ برنامج للابادة الجماعية و التصفية الجسدية لابناء النوبة، مما ادى الى التحاق مجموعة من شباب النوبة التى لم تؤمن بالكفاح المسلح الى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان للدفاع عن النفس و العرض و الارض.
13-ان مؤسس (نوبا سيرفايفل) قد كان واحدا من الذين انضموا الى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان فى ذلك الوقت احتجاجا على التصفية العرقية التى مارستها الجبهة فى جبال النوبة و قد كان يرأس تحرير مجلة النفير التى تصدرها الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان فى اقليم جبال النوبة، و من خلال عمله استطاع ان يفضح الجبهة و اعمالها المشينة فى جبال النوبة،الا ان خلافا قد نشب بينه و بين حاكم اقليم جبال النوبة الراحل المقيم القائد/يوسف كوة مكى نتيجة لتسريب معلومات عن برنامج اتفق عليه معه لعقد مؤتمر جامع لأبناء النوبة فى الخارج( و يبدو انه قد اصبح مؤتمر كاودا) للحكومة عن طريق رئيس المجلس الانتقالى لجبال النوبة المرحوم حمد عبالكريم السيد. و قد تبنت الحكومة ذلك البرنامج بعد ان نشرته فى وسائل اعلامها. و قد ادى ذلك بأن يقوم حاكم اقليم جبال النوبة بعزل مؤسس (نوبا سيرفايفل) من رئاسة اصدار مجلة النفير. و لكنه قد استفاد من خبراته السابقة فى تأسيس (نوبا سيرفايفل) و التى اتخذت خطا منائا للحركة بعد ان كان من اكبر مؤيديها و له بصمات واضحة فى العمل داخل الاراضى المحررة التى تسيطر عليها الحركة فى جبال النوبة الان لا ينكرها الا مكابر.
14-ان (نوبا سيرفايفل) قد رفضت الدعوة التى قدمت لها لحضور مؤتمر كاودا الجامع فى حين انها قد حضرت الورشة التى عقدتها (بان افركان) فى اوغندا و التى يعتقد بأن الحكومة قد كانت من وراء ذلك المؤتمر لشق صف النوبة خاصة و ان مؤتمر كاودا كان على الابواب، و ان ذلك المؤتمر قد اصدر من القرارات ما لا يتضمن تقرير المصير للنوبة فى حين ان مؤتمر كاودا كان يتضمن ذلك.
15-ان (نوبا سيرفايفل) على اتصال دائم بنواب الحزب القومى السودانى المتحد الذين تم عزلهم بواسطة اجتماع مشترك للامانة العامة و المكتب السياسى للحزب بعد رفعهم لمذكرة مشبوهة للايقاد لم تتضمن تقرير المصير او فصل الدين عن الدولة و هى المطالب الاساسية للنوبة، و قد قامت ( نوبا سيرفايفل) بنشر تلك المذكرة فى احدى اصداراتها دون ان تعلق على ذلك مما يعنى انها كانت تؤيد عدم تقرير المصير ضمنا.
16-ان النوبة ليسوا ضد الشماليين او العرب او اى مجموعة اخرى فى السودان و لا ينبغى لهم ان يكونوا كذلك، و لكن النوبة و الحزب بصفة خاصة يعتبرون ان مؤسسة الجلابة كواحدة من مؤسسات الحكم الفاسدة التى سادت من قبل العالم و بادت. فتلك الانظمة قد حولت انظمة الحكم الى انظمة ارسطقراطية تخدم مصالح شريحة معينة فى المجتمع فمثلا أنظمة مثل الاقطاع و الاستعمار الذى سيطر على كل العالم والفاشيه والنازية فى اوربا و التفرقة العنصرية فى امريكا و التمييز العنصرى او ما يسمى بالابارتهايد فى جنوب افريقيا، كلها قد كانت نظم حكم ارستقراطية فاسدة و لكنها انتهت و عادت شعوب تلك الدول للحكم الرشيد.
ففى السودان تعتبر مؤسسة الجلابة من اخطر انظمة الحكم، فهى شبية بالنظام الجنوبى افريقى المباد الا ان خطورتها انها تمييز عنصرى يطبق فى السر بينما الذى كان يدور فى جنوب افريقيا كان يطبق علنا، لذا فهذا يوضح خطورة هذا النظام الذى يجب ان يذهب لتنتظم البلاد انظمة حكم القانون و الدستور و يعيش الشعب السودانى حياتة العادية كبقية الشعوب.
17-اخيرا كلنا يعلم ان طرفى التفاوض هما الحكومة و الحركة، ولا يوجد طرف ثالث كان مسموح له الاشتراك فى تلك المفاوضات الا عن طريق احد طرفى التفاوض، لذا انتبه النوبة الى ذلك فى مؤتمرهم الجامع فى كاودا و قاموا بتفويض الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان لمناقشة قضيتهم نيابة عنهم بواسطة ابناءهم فى الحركة، لكن كانت هنالك مجموعة اخرى من ابناء النوبة و هى شخصيات لا يستهان بها، قد فوضت الحكومة للتفاوض نيابة عنها، و قد انحاز النواب الثلاثة لرئيس الحزب القومى السودانى المتحد المخلوعين لتلك المجموعة و توالوا مع الحكومة و من ثم فوضوها سرا دون ان تعلم قواعدهم بذلك للتفاوض نيابة عنهم فأثروا بذلك فى نتائج التفاوض النهائية بالنسبة للنوبة.
ان هذه النقاط المزكورة اعلاه مهمة كما زكرنا و التى هدفنا منها بأن تكون توضيحية عندما نرد على بيان ( نوباسيرفايفل) لتقريب الفهم عندما نتناول ما بين سطور ذلك البيان.
ثانيا ترجمة مقدمة البيان و النقاط الثلاثة الاولى:
و بما ان البيان قد صدر باللغة الانجليزية سنترجم االمقدمة والنقاط الاثلاثة الاولى فقط التى وردت فى البيان ومن ثم التعليق عليها لتعم الفائدة. اما بقية النقاط فهى مكررة و تشملها النقاط الثلاث التى سنترجمها. فقد كانا نتوقع ان تقوم ( نوبا سيرفايفل) بترجمة البيان للغة العربية حتى نعلق عليه كاملا.
اما الترجمة الحرفية للتقديم و النقاط الثلاثة الاولى فهى كالاتى:
" اتفاقية نيفاشا تفشل فى معالجة مشاكل النوبة
تحت هذا العنوان جاء الاتى:
اننا فى مؤسسة( نوبا سيرفايفل)، كممثلين لمجتمع النوبة نريد ان نعبر للمجتمع الدولى عن طريق الايقاد و الترويكا عن امتنانا للجهود العظيمة التى تمت لوضع نهاية للنزاع الطويل فى السودان. بينما نحن نرحب بنهاية الحرب المدنية الطويلة فى السودان و اتفاقية السلام النهائية التى من المتوقع توقيعها فى التاسع من يناير 2005م ، نريد ان نلفت انتباهكم الى الحقائق المهمة التالية والمتعلقة بمسألة جبال النوبة.
1-بعد الفحص المتأنى لكل اتفاقيات السلام الموقعة فى نيفاشا حتى الان بالاضافة الى ذلك الاتفاقية التى وقعت فى نهاية الاسبوع فى 13 ديسمبر 2004م بواسطة اطراف النزاع، لقد توصلنا الى نتيجة فحواها ان كل هذه الاتفاقيات قد فشلت فى معالجة الحقوق الاساسية لابناء جبال النوبة. ان ابناء جبال النوبة قد كانوا بأنتظام يطالبون بحقوقهم فى ان يقرروا مصيرهم و ان يحكموا انفسهم، و يتطلعون بعد الفترة الانتقالية ان يعطوا الحق فى ان يحافظوا و يسيطروا و يحكموا اراضى اجدادهم. ان طرفى النزاع المتفاوضين، بدلا من ان يعترفا و يقبلا بالحقوق الاساسية لابناء جبال النوبة بالاضافة الى ذلك حق تقرير المصير شبيه بذلك الذى اعطى لابناء جنوب السودان و منطقة ابيى التى وافقا عليها، حرما ابناء جبال النوبة نفس تلك الحقوق.
لقد توصل الطرفين الى ما يسمى ب "المشورة الشعبية" لابناء جبال النوبة، و الذى نعتبره عبارة مبهمة، لا تقود الى اى شى ما عدا حرمان ابناء جبال النوبة من حق تقرير مصيرهم كالاخرين فى السودان.
2-ان لابناء النوبة مطلب حول تقرير المصير لا يمكن انكاره ( دحضه ) كوسيلة اساسية لضمان حقوقهم. ان مطالبهم ( اى ابناء النوبة ) للحصول على تقرير المصير تعتمد على خبراتهم السابقة على سوء استخدام حقوقهم الانسانية و كبتهم ( قمعهم ) و تهميشهم و تمييزهم و استغلالهم المستمر بواسطة كل الحكومات التى كانت فى السلطة منذ العام 1956م. و هذا يجعلهم مؤهلين ( جديرين ) بعملية تقرير المصير، التى تعترف بها القوانين الدولية كحقوق اساسية لكل البشر تحت اتفاقية حقوق الانسان الذى كان السودان وحدا من الدول الموقعة عليها. و عليه فأن هذا الحق كان يجب ان يقبل بواسطة الطرفين المتفاوضين.
ان السلطة الحالية فى الخرطوم لم تبد من قبل اى شعور ودى تجاه ابناء النوبة و هذا يعنى انهم ( اى سكان جبال النوبة ) سوف لا يثقون فى اى حكومة مهما كان شكلها تتكون فى شمال السودان نتيجة لسجلها السى فى عدم العدالة و التمييز الذى تمارسه الحكومة عليهم. انه لهذا السبب فأن ابناء النوبة يطالبون الايقاد و الترويكا و الاطراف المتفاوضة بالاضافة الى المجتمع الدولى الاعتراف ب و قبول رغبة ابناء النوبة فى تقرير المصير الذى سيمارسه الجنوبيون على صناديق الاقتراع و التى ربما تقود الى انفصال القطر الى دولتين.
3-انه لشى مقلق جدا بأن نعلم ان طرفى التفاوض يستخدمون قضية جبال النوبة كمسألة توفيقية للوصول بها لتسوية مسائلهم المستعصية الحلول. ان الحكومة مستمرة فى التنكر لحقوق النوبة ، حتى الاسم التأريخى لاراضى اجدادهم " جبال النوبة" لا تريد الاعتراف به. ان الحكومة فى محادثات السلام الجارية الان متعنتة فى تغيير الاسم التأريخى لجبال النوبة و الذى يعنى الكثير لشعب جبال النوبة. و ان هذا يوضح بجلاء سوء نوايا الحكومة تجاه النوبة فى السودان. ان هذا يعتبر مناورة سياسية للحكومة حتى تضم قبائل البقارة العربية لغرب كردفان للاقليم لاحتواء مطالبهم. فى هذه الحالة نريد ان نلفت انظاركم الى السياسة الظالمة لحكومة السودان تجاه شعب جبال النوبة. "
هذه ترجمة المقدمة و النقاط الثلاثة الاولى كما جاءت فى المزكرة و نتمنى ان نكون قد وفقنا فى الترجمة الى حد ما.
ثالثا العليق على المقدمة و النقاط الثلاثة الاولى من البيان:
بالنسبة للمقدمة فقد نصبت( نوبا سيرفايفل) نفسها ممثلة للنوبة عندما تقول " نحن ك( نوباسيرفايفل) ممثلين للنوبة..."و هذا غير صحيح. ف(نوبا سيرفايفل) مثلها مثل تنظيمات المجتمع النوبى المدنية الاخرى يمكنها ان تتناول قضايا و مشاكل النوبة و تتحدث عنها حسب وجهة نظرها و لكنها لا يمكن ان تدعى انها بذلك تمثل النوبة، لان النوبة لم يفوضوها فى التحدث بأسمها.
اما بالنسبة لما جاء فى النقطة الاولى، فأننا نختلف مع (نوبا سيرفايفل) التى تقول ان كل الاتفاقيات قد فشلت فى تحقيق اى شىء للنوبة. فألاتفاقيات قد حققت الكثير للنوبة، اهمها المشاركة الفعلية فى السلطة على كل المستويان من المحلى حتى الاتحادى او الفدرالى. و نؤمن ان الممارسة الديمقراطية عن طريق المشورة الشعبية سوف تحقق للنوبة ما تبقى من مكاسب ان تفهموا ادوارهم جيدا فى المرحلة القادمة و شاركوا مشاركة فعلية و بفهم.
فالمرحلة القادمة تحتاج الى ترتيب الصفوف وليتفهم الجيل الاول الذى اتى للحياة العامة متأخرا، بأن هنالك فلسفة معينة تسير بها الاجيال اللاحقة. فهذه الاجيال لا تريد ان تحصر نفسها فى جبال النوبة او جنوب كردفان او كردفان او الغرب عموما، و لكن نظرتها تتجه صوب العاصمة، فبالسيطرة عليها يمكن السيطرة على اى بقعة اخرى من بقاء السودان، و هذا ماجعل زعيم الحزب ان يقترح اسم الحزب القومى بدلا من ان نحصر انفسنا فى اتحاد عام جبال النوبة كأتحاد مطلبى.
و قد صدق حسه عندما اصبح الحزب قوميا فعلا بعد ان فاز هو فى احدى دوائر العاصمة القومية. و بالتأكيد لم تكن تلك الدائرة فى جبال النوبة و لم يكن معظم سكانها من النوبة. كما كان ترتيب الحزب الثالث من حيث الكثافة الجماهيرية. ففى معظم الدوائر التى نافس فيها الحزب فى الشمال و الوسط قد كان ترتيبه الثالث بعد حزبى الامة و الاتحادى الديمقراطى. و هذه المرة سيكون الحزب اكثر صرامة بالفوز بدوائر فى الشمال و الوسط اكثر من تلك التى فى جبال النوبة و جنوب كردفان و هو مؤهل لذلك.
كما نريد ان نقول ل (نوباسيرفايفل) ان الحقوق لا تعطى و انما تنتزع انتزاعا. فأن كانت (نوباسيرفايفل) تنتظر من طرفى التفاوض بأن يعطياها حقوقها صاغرين طائعين فهى مخطئة فى ذلك. و هذا بكل اسف هى رؤئية معظم ابناء النوبة الذين لا يشاركون الحركة التوجوه. فهم يرون كأن يقوم النوبة بتفويض الحركة فى مؤتمر كاودا لمناقشة قضيتهم نيابة عنهم ضرب من الجنون كما زكر احدهم. و لكنهم لم يوضحوا لنا كيف كان يمكن ان نناقشا قضيتنا و طرفى التفاوض هما الحكومة و الحركة فقط؟ هذا سؤال يحتاج الى اجابة من هؤلاء. اما نحن الذين نؤمن بالحركة قد فوضناها على ذلك و نعلم تماما ان ابناءا فى الحركة قد بزلوا ارواحهم رخيصة فى الدفاع عن قضايانا لذا لا يمكن بأى حال من الاحوال فى ان يفرطوا فى مصالحنا.
فالقائد/ عبدالعزيز ادم الحلو قائد محل ثقة ابناء النوبة و هو اهل لذلك، و ان هذه الثقة لم تأتى من فراغ كما سردنا ذلك فى النقاط التوضيحية اعلاه. فعندما التحق بالحركة الشعبية التحق بتوجيه و تكليف بذلك لانه جزء لا يتجزء من النضال فى صفوف ابناء النوبة و كان يمكن ان يكون احد شهدائنا فى النضال. لذا فلا نقبل اطلاقا المساس بهذا القائد الهمام مهما كانت الاسباب. و ان اراد المتشككون من ابناء النوبة الوقوف على ما نقول، فليذهبوا الى الاراضى المحررة و لينظروا بأنفسهم و يقفوا على شعبية هذا القائد.
اما بالنسبة لما جاء فى النقطة الثانية، فكلنا يعلم ايضا ان طرفى التفاوض هما الحكومة و الحركة كما زكرنا سابقا. و ان كل منها لها اجندتها الخاصة التى تفاوض من اجلها. نريد ان نعرف الى الى طرف من طرفى النزاع كانت تميل ( نوبا سيرفايفل) ؟ و ما هى نوعية الدعم التى قدمته لمفاوضيها حتى يحققوا لها ما تريد؟ و هل يكفى ان تجلس (نوبا سيرفايفل) متفرجة ان لم تدعم احد طرفى التفاوض و ترجوا من احد الاطراف المتفاوضة ان تحقق لها ما تريد و عملية التفاوض فيها اخذ و رد؟ و الاهم من ذلك ما هى السقف التفاوضى الاعلى التى اعتمدتها( نوبا سيرفايفل) لكى تصل به الى حدها الادنى من التفاوض.
فكلنا يعلم ان عملية التفاوض اخذ و رد و تنازلات، خاصة و اننا نتعامل مع مجموعة لها مطالب جديدة و ليس لها حقوق سابقة تريد ان تسترده مثل الاخوة الجنوبيون الذين يعرف كل العالم قضيتهم من الالف الى الياء منذ الاستقلال حتى هذه اللحظة فى حين ان مطالب النوبة كانت نكرة و لم تظهر للسطح الا قريبا؟ و نقول يحفظ الله سيمبويا، فلولا اصراره لزيارة الاقليم لخرج النوبة من الموليد بدون حمص بعد المزكرة التى رفعها النواب الثلاثة لسيمبويا فى يونيو عام 2003م و تواليهم مع الحكومة و رفعهم لمذكرة سرية للايقاد فى فبراير عام 2004م؟
ابعد هذا كله نأتى و نقول ان الحركة قد ساومت الحكومة فى قضية جبال النوبة و نحن نعل علم اليقين ان باناء النوبة وحدهم هم الذين كانوا يتفاوضون نيابة عن النوبة كما كان الجنوبيون يتفاوضون تفاوضا مباشرا نيابة عن الجنوبيين و ترفع النتائج النهائية لقائد الحركة. كما ان الحركة قد قاتلت فى ان تشترك بقية القوى الاخرى فى التفاوض او على الاقل ان تراقب الا ان الحكومة رفضت ذلك، و لكن مع ذلك شارك الحزب القومى السودانى المتحد الجناح المعاض فى التفاوض و شكل حضورا مميزا، فى حين رفض النواب الثلاثة ان يشتركوا فى التفاوض. فقد وصلت دعوة رسمية للنائب الثانى فى الحزب المتوالى من القائد/ عبالعزيز ادم الحلو للمشاركة فى التفاوض و لكنه رفض ذلك.
و انا على علم بأن (نوبا سيرفايفل) على اتصال دائم مع النواب الثلاثة المتوالين و خاصة النائب الثالث، لماذا لم تقنعهم بالمشاركة فى التفاوض عن طرف الحكومة التى توالوا معها على الاقل، او ان يتضمن وفد الحكومة مفاوضا من ابناء المنطقة ان كان من القبائل العربية او الافريقية التى تقطن المنطقة و تثق فيهم. و لكن الحكومة لم تفعل و لن تفعل ذلك، خوفا من ان يصل ابناء المنطقة الى كلمة سواء، و لو فعلت الحكومة ذلك لكانت نتائج التفاوض غير تلك التى توصلت اليه.
اما فى النقطة الثالثة من البيان خلصت( نوبا سيرفايفل) ان طرفى التفاوض الحكومة و الحركة قد استغلا قضية جبال النوبة لتحقيق مكاسبهما الذاتية، و نحن فى الحزب فى هذا نختلف مع ما توصلت اليه ( نوبا سيرفايفل) جملة و تفصيلا. و لكى نكون اكثر موضوعية فى ذلك لا بد من الرجوع للوراء قليلا و الوقوف على الاسباب التى جعلت كل من الجنوبين و النوبة يلجأون الى الكفاح المسلح ( يمكن الرجوع فى ذلك الى النقاط التوضيحية اعلاه).
كلنا يعلم ان اتفاقية اديس ابابا قد وضعت حدا للصراع فى الجنوب بعد حرب دامت سبعة عشر عاما. و لكن بعد ان قوض النميرى الاتفاقية و قام بألغائها ادى ذلك فى ان تتمرد احدى الكتائب الجنوبية احتجاجا على ذلك مما جعل العقيد جون قرنق ان يلتحق بها و يقودها فى ذلك الكفاح بعد ان وضع و صاغ لها منهجا لذلك. و عليه نخلص ان الحرب فى الجنوب اندلعت لاسترداد حقوق تم اغتصابها. فلولا ذلك لما قامت الحرب فى الجنوب مرة اخرى و لما قامت فى جبال النوبة اصلا و لحكم النميرى السودان مدى الحياة. و لكن تلك الحرب كانت مسببة و هى ان الجنوبيون كانوا يطالبون بحقوق تم اغتصابها اغتصابا و هو ما عملوا على استردادها من خلال تلك الحرب.
اما فى الجانب الاخرففى جبال النوبة فقد كانت مسببات الحرب تختلف تماما عن تلك التى كانت فى الجنوب، و قد وضحنا ذلك بوضوح فى النقاط التى زكرناها لتقريب الفهم. فالنوبة قد اتخذوا قرارا للدخول فى هذه الحرب بعد اسباب كانت موضوعية دفعتهم دفعا الى ذلك. فحتى العام 1984م لم يتخذ النوبة قرارا بالانضمام الى النضال المسلح. فقد كانت الحياة السياسية فى جبال النوبة تسير بصورة طبيعة فى اوائل الثمانينات عندما بدأ النوبة السيطرة على الحياة السياسية و السلطة فى حاضرتهم مدينة كادقلى.
ففى تلك الفترة و مثلهم مثل الجعليين فى شندى او الشايقية فى الدبة و كريمة او المسيرية فى المجلد او الريزيقات فى الضعيين او الفور فى دارفور و قس على ذلك بقية التجمعات السودانية فى مجتمعاتها، اراد النوبة من خلال الاتحاد الاشتراكى السيطرة على الحياة السياسية فى جبال النوبة، و بالفعل قد تم ذلك. الا ان المستفيدين من الوافدين الى مناطق جبال النوبة و الذين كانوا يسيطرون على الحياة السياسية فى جبال النوبة قد فقدوا ذلك الامتياز فجأة لانتظام النوبة، لذا وصفوا تلك العملية بأنها تصرف عنصرى. و على ضوء ذلك شن رجال امن النميرى حربا عشواء على كوكبة من الشباب الناشط من ابناء النوبة فى كادقلى و قامت بذلك بأدخالهم فى المعتقلات و السجون.
وقد ساءت الاوضاع فى العام 1983م بعد الانتخابات الاقليمية لما كان يسمى بالحاكم المرشح و الذى وقف ممثل النوبة فى مجلس الشعب الاقليمى ضد قائمته. و لكن قد زورت تلك الانتخابات و اصبح الحاكم الفاتح بشارة و رجالات امن النميرى يشددون الخناق على ممثل النوبة فى البرلمان الاقليمى الاستاذ/ يوسف كوة مكى مما جعل ابناء النوبة الشباب يتخذون قرارا بالاجماع للركون الى الكفاح المسلح. و قد كان ذلك لتحقيق مطالب للنوبة لم تكن موجودة اصلا بالمقارنة بالجنوبيين الذين كانوا فى الميدان يناضلون لاسترداد مطالب هضمت.
اذا نخلص ان اسباب الصراع فى جبال النوبة تختلف جملة و تفصيلا عن اسباب الصراع فى الجنوب. و المطالب الحقيقية للنوبة يعرفها الذين قرروا و حملوا السلاح ضد النظام الذى كان موجودا وقتها و هو نظام مايو.
لذا فأن اى حديث بأن الجنوبيون فى الحركة و الحكومة قد استغلوا قضية النوبة لتحقيق اهدافهم حديث غير موفق، و المراد به خلق فتنة بين النوبة و الجنوبيين لصالح طرف ثالث هو المستفيد الاول و الاخير. خاصة اذا نظرنا الى المشاركة الفعلية لابناء النوبة فى الحركة و ابناء النوبة فى الحزب القومى السودانى المتحد المعارض فى هذه المناقشات.
اننا فى الحزب القومى السودانى المتحد نقول بذلك ل (نوبا سيرفايفل) و للنوبة الذين ساندوا الحكومة او وقفوا متفرجين ان يلوموا انفسهم لوحدهم ان كانوا يعتقدون بأن النوبة لم يكسبوا شيئا من هذه الاتفاقية، و يجب الا يبحثوا لانفسهم عن شماعة ليعلقوا فيها فشلهم الزريع، لانهم قد فرطوا فى فرصة تأريخية لتحقيق مرادهم ان أتحدوا و وقفوا صفا واحدا كما وقف الجنوبيون فى الحركة و الحكومة. ولكن فى ان نفرط و نأتى بعد ذلك و نحمل غيرنا اخفاقاتنا، نعتقد بأن ذلك غير سليم، فمثلا لم تحضر( نوبا سيرفايفل) مؤتمر كاودا بالرغم من الدعوة التى و جهت لها. و ان مؤتمر كاودا قد خرج بقرارات تأريخية ارهبت الحكومة نفسها و لكن النوبة لم يستفيدوا من قوة دفع مؤتمر كاودا فأصبحوا بعضهم على بعض يتلاومون و يتلاسنون.
حتى قياداتهم التأريخية قد تنكرت لمقررات كاودا بعد ان رجعت للخرطوم و قدمت مزكرة للجنرال سيمبويا لم تتضمن فيه تقرير المصير و انفصال الدين عن الدولة وهى نقاط جوهرية. و قد قامت (نوبا سيرفايفل) بنشر تلك المزكرة فى احدى اصداراتها فى الويب الخاص بها دون ان تعلق على ذلك مما جعلنا نعتقد بأنها تؤيد تلك المزكرة. و قد اشتمينا رائحة صياغتهم لتلك المزكرة من حيث اللغة التى اتت بها، او على الاقل قد كان لهم اسهاما واضحا فى تلك المزكرة . اذا بأى وجه تأتى (نوبا سيرفايفل) و تتحدث و تقول ان الجنوبيين فى الحركة قد باعوا النوبة و هم يعلمون علم اليقين بأن قيادات النوباة التأريخية قد باعت النوبة عندما تخلت عن مطالبهم الاساسية، مثل تقرير المصير و فصل الدين عن الدولة؟
أننا فى الحزب القومى السودانى المتحد المعارض لنا رأيا مغايرا تماما لما توصلت اليه ( نوبا سيرفايفل) و هو ان النوبة قد خرجوا بمكاسب ضخمة من هذه الاتفاقية و نعتقد جازمين بأنهم يمكن ان يضاعفوا من المكاسب اكثر فى المستقبل بعد التنظيم الجيد. كما نقول انه لولا الجنوبيون لما استطاع النوبة الركون الى الكفاح المسلحة و لما تحصلوا على اى شى لانهم ما كا نوا يستطيعون ان يركنون للكفاح المسلح و لما فكروا فيه. و الدليل على ذلك ان مؤسس (نوبا سيرفايفل) من الرعيل الاول من المتعلمين النوبة الذين لم تكن لهم اى بصمات واضحة على الحياة السياسية النوبية الا بعد وصول معظمهم الى سن المعاش.
و نحن بدورنا نسأل و نقول اين كانوا كل هذه الفترة عندما كان اقرانهم فى المجتمعات الاخرى يكافحون و يناضلون؟ لم لم يخرجوا للكفاح المسلح لاسترداد مطالب كما كان يفعل الجنوبيون و غيرهم، او للبحث عن مكاساب لم تتوفرللنوبة من قبل؟ و لماذا لم ينتبهوا الى تلك المطالب وقتها لتحقيقها كما انتبه الجنوبيون لمطالبهم قبل فجر الاستقلال؟ اذا بأى وجه يأتى (نوباسيرفايفل) وتقول بأن الجنوبيين قد باعوا النوبة؟
ان الهدف من وراء اثارة هذه النقطة بالذات هو احداث سوء تفاهم بين النوبة و الجنوبيين، ولكن هذا لا يمكن ان يفوت على النوبة خاصة، الطليعة منهم لادراكها الكامل لاسباب الصراع فى السودان.
طالب حمدان تية على
واشنطون دى سى،
الولايات المتحدة الامريكية،
يناير2005م
طالب تيه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Talb Tyeer)
|
ادناه رجنا على تعليق سليمان مويى رحال الذى غض بريمة الطرف عنه و ما كنا نريد ان نورده ما لم نجبر على ذلك للمرة الثانية.
طالب تيه.
المدير التنفيذى لنوباسيرفايفال و النفاق
1-قبل فترة ليست بالقصيرة كتبت نوبا سيرفايفال بيانا تنتقد فيها اتفاقية السلام بين الحكومة و الحركة و قمنا بالرد عليها بشخصيتنا الاعتبارية حيث لم نقم بالاشارة لا من قريب او بعيد الى اسم المدير التنفيذى لها، لذا لم يكن للتعليق اى صفة شخصية.
2-ان المدير التنفيذى لنوباسيرفايفال نفسه لم يقم بمهر البيان باسمه و انما تركه يحمل اسم مؤسسته.
3-ان من حق المدير التنفيذى لنوباسيرفايفال ان يعلق على تعليقنا و لكن كان يجب الا يحول الموضوع الى خلاف شخصى و الدخول فى اشياء شخصية لا علاقة لها بالموضوع خاصة و انى لم اذكر الاسماء.
4-لقد قمت فعلا بالرد الشافى و الكافى على كل نقطة ذكرها المدير التنفيذى لنوبا سيرفافال و لكنى لا اريد نشره و سأحتفظ به للوقت المناسب.
5-سأعلق فقط على النقطة الاخيرة التى تناولتنى شخصيا و هى كافية على تغطية كل ما جاء من تناول شخصى فى تعليقه.
6-لكى نقف على اكاذيب سليمان موسى رحال سنقوم بتثبيت ما جاء فى فقرته الاخيره و من ثم الرد عليها.
7-" لقد جاء فى هذه الفقرة ما يلى: اريد ان اسأل طالب حمدان ماذا فعل هو تجاه قضية النوبة؟ و نحن نعرف ان طالب جاء الى بريطانيا قادما من السودان فى بعثة دراسية من حكومة الجبهة و ذلك فى اوائل التسعينات و حينها كانت الممارسات الوحشية ضد المواطنين فى جبال النوبة فى ذروتها. ذهبت لزيارته فى منزله فى ساوثهامتون/ جنوب انجلترا. كان هدف الزيارة هو التعرف عليه و الوقوف على صحة ما نسمعه فى الاعلام الغربى من اعمال وحشية و انتهاكات لحقوق الانسان تجرى فى جبال النوبة الا ان طالب خاف من ان يدلى بأى معلومة او يتحدث معى فى هذا الموضوع و هو يعرف تماما اننى اقود حملة واسعة فى اوربا لكشف الممارسات الوحشية و انتهاكات حقوق الانسان التى تجرى فى جبال النوبة للمجتمع الدولى." كفى.
8-هذا الحديث كذب صريح و انا اتعجب من انسان بلغ من العمر عتيا يميل الى الكذب لتبرير مواقفه. و ما استشفيته من هذا، ان الدكتور الهمام يريد ان ينتقم عندما عجز عن الردود المقنعة على اسئلتنا فى تعليقنا على بيانه، كما انه ربما كان يتحدث عن طالب اخر و ليس كاتب هذه الاسطر. يبدو ان الدكتور قد اصبحت تلعب به تصاريف الزمن و اتجه الى الخرف المبكر.
9-سوف اقوم بذكر الاحداث و الملابسات التى جعلتنى اتعرف على موسى رحال من الالف للياء و ليقف القراء على كذب هذا الدكتور الهمام.
عندما قامت الجبهة بأنقلابها على السلطة الشرعية فى الثلاثين من يونيو من العام 1989م كنت قد اكملت كل الاجراءت الخاصة بمنحتى التى تفضلت بها المجموعة الاوربية. و قد كان يجب ان اسافر قبل الثلاثين من يونيو الا انى كانت لى رحلة عمل للاقليم الشرقى الحبيب مع برنامج الاغذية العالمى و عدت للخرطوم بعد فترة. فى تلك الفترة كان الاخوة الذين ابتعثنا معهم قد غادر معظمهم و اذكر على سبيل المثال لا الحصر الزميل جعفر ابكر على فى قسم الاقتصاد بوزارة المالية. اما انا فقد غادرت السودان فى السابع و العشرين من يوليو عام 1989م الى بريطانيا، اى بعد سبعة و عشرون يوما فقط من قيام انقلاب الجبهة الذى لم تعرف هويتها حتى تلك اللحظة. فقد كان الانقلابيون مازالوا يتحسسون مواقع اقدام لهم.
اذا من اين للدكتور الهمام المعلومة التى تقول بأنى قد ابتعث فى اوائل التسعينات بواسطة الجبهة. و هذا محض افتراء و كذب عظيم. و هذا توضيح للكذبة التى تقول ان الجبهة ابتعثتنى، و الصحيح انى ابتعث فى زمن الحكم الديمقراطى.
عند و صولى للندن فى نفس اليوم نزلت فى فندق بالقرب من محطة " بادنتونك" لمترو الانفاق و بعد ان استرحت قليلا ذهبت باحثا عن سليمان موسى رحال حسب وصية من عمى الزبير تية على الذى شدد عليى على مقابلته و التعرف به و ذكر لى بالحرف الواحد انه ابن عمك.
و بالفعل ذهبت الى حيث كان يعمل على حسب العنوان الذى لدى و هى مستشفى القديسة ميرى. و لكن عند ذهابى لتلك المستشفى علمت بأنه قد تحول لتوه الى مستشفى اخرى قريبة منها لا اذكر الاسم بالتحديد و بافعل ذهبت و وجدته و تعرفت عليه و تعرف على و اخبرته بأنى سوف اكون فى لندن لمدة اسبوع حيث سأغادر الى ثاوث امتون حيث مقر دراستى. فأتفقنا على ان نتقابل فى اليوم الثانى و ذهبت معه الى منزله قبل ان يرحل منه فى حى "حيز" جوار مطار هثرو حيث تعرفت بالاسرة و من هنالك رجعت الى حيث كنت انزل.
هذا تو ضيح فيما يتعلق بالكذة الثانية التى يقول فيها انى قد اتيت لندن فى اوائل التسعينات و لكن الصحيح انى اتيت لندن فى صيف عام 1989م.
اما الكذبة الثانية و هى التى تخص عمله فى كشف الممارسات الوحشية و انتهاكات حقوق الانسان التى كانت تجرى فى جبال النوبة للمجتمع الدولى. حتى تلك اللحظة لم تكن هنالك ممارسات لانتهاكات حقوق الانسان فى جبال النوبة بالصورة التى يتحدث بها سليمان رحال. فتلك الممارسات قد بدأ ت فى ديسمبر من العام 1990م، اى فى نفس الفترة الى عدت بها السودان. اذا ما قاله هذا الدكتور كذب فى كذب فى كذب!!!!!!
فى تلك الفترة كان الدكتور غارق و كوؤسه حوله لا هم له بما كان يدور حوله من احداث. فالنوبة او قضيتهم لم تغشى خياله الذى كان مشغولا بأشياء اخرى هو يعرفها و ندمائه.
أما عن الزيارة التى يتحدث عنها فهى صحيحة. فقد حدثت فى صيف عام 1990م عندما زارنى زيارة اسرية للتعزية فى وفاة والدة زوجتى و هى خالتى و قريبته ايضا. فهذا الموقف لا يترك مجالا لمناقشة اى من مثل تلك الموضوعات ان كانت حقيقة موجودة. الشى الثانى ان كان هو حقيقة كان يقوم بكشف ممارسات انتهاكات حقوق الانسان فى جبال النوبة كان بالضرورة من ان يكون له مخبر بالداخل، اذا لماذا اتى بعد عشرة اشهر من وجودى فى بريطانيا للحصول على معلومات قديمة؟ اذا ما هى الدوافع الحقيقية من وراء هذه الكذبة التى اتى بها الدكتور الهمام.
أنا شخصيا لا اريد ان اذهب اكثر من هذا.
كلما هنالك اختم هذا التوضيح ببيت الشعر العربى التالى:
ان سفاه الشيخ لا حلم بعده
وان الفتى بعد السفاهة يحلم.
اللهم اجعلنا من الحلماء فى اواخر ايامنا و لا حول ولا قوة الا بالله.
طالب حمدان تية على
الولايات المتحدة الامريكية
واشنطون دى سى
2 فبراير 2005م
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Talb Tyeer)
|
بريمة احمد ادم شخص متلقى حجج،
يحاول جادا التشويه، وخلق بلبلة و عدم التقاء ابناء المنطقة فكريا.
كيف بالله يحاول جادا تشويه المقال الممتاز الذى كتبه الدكتور حامد احمد البشيرالذى يجد التقدير و الاحترام من كل ابناء المنطقة و الذى يحاول جادا بكتاباته النيرة انتشال ابناء الاقليم من الوهدة التى هم فيها و التقارب فيما بينهم فكريا بمحاولة خلق ارضية مشتركة فيما بينهم؟؟.
من الذى اعطى بريمة هذا الحق فى تشويه المقال؟؟؟؟
اليس هذا نوع من التدليس و الغش و الخداع وتحريف الكلم عن مواضيعه؟؟
الا يدعم هذا ما زكرناه من قبل ان بريمة قد كان سببا مباشرا فى اجهاض فكرة التقاء ابناء المنطقة فى امريكا بعد الاجتماع الاول الناجح و الذى لم يحضره كله بعد ان اكد تامينه على ما يخرج به الاجتماع و الذى اصدر بيانا مقتضبايشيد بالروح التى سادت الاجتماع و يدعو الى اجتماع اخر، و لكن بكل اسف اجهضة البريمة هذا.
اليس ما يكتبه بريمة كتابات امنجى مهمته تشويه كل ما يصب فى خانة الاصلاح فى المنطقة و الدليل على ذلك تشويه هذا المقال القيم و تحويله الى هجوم على الحركة بدون مبرر.
اليس كاتب المقال القيم يدرى ما يريد ان يوصله الى انسان المنطقة حتى ياتى بريمة لنقل الحقد و الكراهية التى تتغمصان روحه الشريرة فى عقدة نفسية ضد النوبة فى هذا المقال بعد تشويهه؟؟؟
ما مصلحة بريمة فى محاولة خلق تباعد بين ابناء المنطقة؟؟؟
و الاهم من ذلك باسم اى تنظيم يتحدث بريمة ان لم يكن منطلقا من جهة امنية؟؟؟
نريد ان نعرف ما هو التنظيم الذى يتحدث باسمه بريمة؟؟
ان كان يتحدث باسمه سنبعد انفسنا من التعليق على مقالاته و مداخلاته تماما لان مثل هذا الانسان غير جدير بمجاراته فيما يكتب لان ذلك يعد مضيعة للوقت و تقلل من الشان، اما ان كان له تنظيم يتحدث باسمه سنعرف كيف نتعامل معه بعد ذلك؟
برضو فى النهاية هو انسان مننا سيكتشف ذلك لاحقا و نقول رد الله غربته.
طالب تيه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Adrob abubakr)
|
بريمة احمد ادم شخص متلقى حجج،
يحاول جادا التشويه، وخلق بلبلة و عدم التقاء ابناء المنطقة فكريا.
كيف بالله يحاول جادا تشويه المقال الممتاز الذى كتبه الدكتور حامد احمد البشيرالذى يجد التقدير و الاحترام من كل ابناء المنطقة و الذى يحاول جادا بكتاباته النيرة انتشال ابناء الاقليم من الوهدة التى هم فيها و التقارب فيما بينهم فكريا بمحاولة خلق ارضية مشتركة فيما بينهم؟؟.
من الذى اعطى بريمة هذا الحق فى تشويه المقال؟؟؟؟
اليس هذا نوع من التدليس و الغش و الخداع وتحريف الكلم عن مواضيعه؟؟
الا يدعم هذا ما زكرناه من قبل ان بريمة قد كان سببا مباشرا فى اجهاض فكرة التقاء ابناء المنطقة فى امريكا بعد الاجتماع الاول الناجح و الذى لم يحضره كله بعد ان اكد تامينه على ما يخرج به الاجتماع و الذى اصدر بيانا مقتضبايشيد بالروح التى سادت الاجتماع و يدعو الى اجتماع اخر، و لكن بكل اسف اجهضة البريمة هذا.
اليس ما يكتبه بريمة كتابات امنجى مهمته تشويه كل ما يصب فى خانة الاصلاح فى المنطقة و الدليل على ذلك تشويه هذا المقال القيم و تحويله الى هجوم على الحركة بدون مبرر.
اليس كاتب المقال القيم يدرى ما يريد ان يوصله الى انسان المنطقة حتى ياتى بريمة لنقل الحقد و الكراهية التى تتغمصان روحه الشريرة فى عقدة نفسية ضد النوبة فى هذا المقال بعد تشويهه؟؟؟
ما مصلحة بريمة فى محاولة خلق تباعد بين ابناء المنطقة؟؟؟
و الاهم من ذلك باسم اى تنظيم يتحدث بريمة ان لم يكن منطلقا من جهة امنية؟؟؟
نريد ان نعرف ما هو التنظيم الذى يتحدث باسمه بريمة؟؟
ان كان يتحدث باسمه سنبعد انفسنا من التعليق على مقالاته و مداخلاته تماما لان مثل هذا الانسان غير جدير بمجاراته فيما يكتب لان ذلك يعد مضيعة للوقت و تقلل من الشان، اما ان كان له تنظيم يتحدث باسمه سنعرف كيف نتعامل معه بعد ذلك؟
برضو فى النهاية هو انسان مننا سيكتشف ذلك لاحقا و نقول رد الله غربته.
طالب تيه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Talb Tyeer)
|
تناقضات بريمة احمد ادم،
تعليق علي: تحليل وتوصيات برتكولات السلام للأستاذ طالب حمدان
بريمة محمد أدم/ واشنطن
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً أريد أثنى علي الأستاذ طالب حمدان تيه علي جهده الدؤوب في تمليك الشعب السودانى الحقائق بصورة مبسطة سلسة، فالرجل يمتلك مقدرة وبراءة في إنتشال الحقائق من بين الركام والحطام و(نفضها) مما علق بها من شوائب وتقديمها بصورة عقلانية متوازنه. ينظر أبناء القبائل العربية (البقارة) في جنوب كردفان لخطاب الأستاذ حمدان بكثير من التقدير، فالرجل ضمن طليعة سياسية تنظر إلي مشكل الأقليم بنظرة تتخطى الحدود الإثنية الضيقة والنعرات العنصرية التى ما زال يتمسك بها ويرجمنا بها الغاوون حتى بعد السلام.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Talb Tyeer)
|
طالب
ارجو أن لا تكثر التكرار ما كتبه مكرر ..
| Quote: تناقضات بريمة احمد ادم، |
دعنى أقول لك، إننى قد خدعت خديعة لم يخدعها أحد في أمثالك، كان هدفى الأساسى هو أخراجكم من المطاحنة التى كانت دائرة بينكم حتى تتفرغوا لما هو مفيد، كانت الحروب الأسفيرية في ذلك الوقت تسير في ثلاثة أتجاهات: أنت ود. سليمان موسى رحال وسكرتير الحزب القومى المتحد أدم جمال من القاهرة الذى سافر أستراليا، وسوف أضع كتابات أدم جمال التى تكشف عن شخصك ايضاً ليقرأها القراء. فى تلك الفترة مع خلافى مع الرابطة كتبت ودافعة عنها، كما أنتقدت الأخوة في منبر جبال النوبة الديقراطى. مع تقدم الأيام اصبح ما قاله د. سليمان وأدم جمال تشكل رؤية حقيقة عن شخصك وعن الرابطة كنا لم ننتبه لها من قبل، وها أنا أقول لك لقد أصابا كبد الحقيقة.
مخدووووع أنا
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان تحتضر: بين فاشية الدولة وغفلة النخب المحلية بقلم د. حامد البشير (Re: Biraima M Adam)
|
الأستاذه نور تاور
تنزل بالبرشوت على التقيل في المدعى طالب حمدان
Quote: بما أنك تعتبرنى من الذين تهربوا من المسئولية..
يكفينى فى هذه النقطة بالذات..
أن هناك شعب بالكامل يعرفنى ويحكم على شخصى وعملى..
رأيك ليس بذى أهمية عندى..
ولكننى أعيد أسئلتى عليك..
لانك تهربت من الاجابة عليها..
....
وهى:
فى بداية التسعينات..
وحينما كان التطهير العرقى على أشده فى جبال النوبة..
وحينما كان النوباوى يعذب و يقتل لمجرد أنه نوباوى..
وحينما كان أبناء جبال النوبة من مختلف دول العالم...
يركزون على فضح ممارسات نظام الجبهة..
وكنا نحن نعمل فى منظمة أبناء جبال النوبة فى الخارج (نوب) من القاهرة..
كنت أنت تعمل فى وزارة المالية فى الخرطوم!
ثم أوفدتك حكومة الجبهة الاسلامية الى لندن لدراسة الماجستير!
فى لندن لم تشارك فى أى من تنظيمات النوبة العاملة فى مجال أنتهاكات حقوق الانسان فى جبال
النوبة فى تلك الفترة..
ثم عدت الى الخرطوم ووآصلت العمل مع نظام الجبهة الاسلامية..
ثم أوفدتك حكومة الجبهة الاسلامية مرة أخرى الى أمريكا!
ثم عدت الى الخرطوم..
ثم أوفدتك الجبهة الاسلامية للمرة الثالثة الى أميركا!
الامر الذى عقد حصولك على الاوراق الخاصة باللجوء لانه لا توجد بينك وبين حكومتك مشكلة!
....
حسنا..
ما الذى قدمته أنت لابناء جبال النوبة؟!
أنت قلتها مرارا وتكرارا بأننى كنت فى الرصيف..
و كنت خارج الحلبة..
وأنك داخل هنا مخصوص لتجريمى..
كل هذا مفهوم لدى..
وجميل ومنسق..
....
ولكن من حق القارئ أن يعرف من هو طالب حمدان الذى يقوم بتجريم أجيال واجيال من أبناء النوبة..
قلتها أنت من قبل حينما قرر أبناء جبال النوبة فى أمريكا تكريم الاب فيليب عباس غبوش..
قلت أنه كبير ومنتهى!..الخ...
أسأءت سليمان موسى رحال لمجرد الاختلاف فى الرؤية حول أتفاقية نيفاشا..
ومازلت أذكر الاساءات الشخصية التى وجهتها اليه فى أراء حرة ومقالات..
ثم كلت الكيل بمكاييل لكثير من أبناء جبال النوبة من قيادات الحزب القومى السودانى مثل
البروفسير الامين حمودة ويوسف عبدالله جبريل ومحمد حماد كوة...والقائمة طويلة..
ثم تناولت دكتور هنود أبيه...
ووآضح من القائمة التى تمتد من 1924 حتى 2006 أنه وعلى حسب رأيك ..
لم يخدم هذه القضية غيرك أنت..
و قيادت النوبة فى الحركة!
....
حسنا..
نحن بأنتظار أن نعرف عن التضحيات الجسام والاعمال الخارقة التى قدمتها أنت لجبال النوبة..
والتى جعلت جميع أبناء جبال النوبة أقزاما أمامك!...
|
تودى وجهك وين يا الكوز طالب حمدان، يا مناضل ورقى ...
تسلمى يا نور على تعرية الزيف ... ما قلنا ..
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Biraima M Adam
SAdo7
Talb Tyeer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست