|
|
|
 Re: نخلة مريم: إلى روحه مع الحسرة (Re: الجندرية)
|
مقدمة
لم يكن الطيب صالح الروائي الأول في السودان، من حيث الترتيب التأريخي للروائيين، إلا أن ظهوره كروائي، يعد معلماً بارزاً ليس فقط في مسار الرواية في السودان، وإنما في مسار الرواية العربية ككل، إذ يندر أن نجد كتاباً عن الرواية العربية/ يتجاوز ذكر الطيب صالح وأعماله، حتى أن بعض النقاد لقبوه بعبقري الرواية العربية (1) . ويبدو أن أهمية أعمال الطيب صالح الروائية بالنسبة لدارس/ ة الرواية العربية، لا تكمن فقط في إثارته لموضوعات جذبت اهتمام النقاد في الشرق والغرب، مثل علاقة الشمال والجنوب في (موسم الهجرة إلى الشمال) ، وإنما أيضا لاشتغاله على تقنيات السرد مثل موقع الراوي ولعبه على الزمن وغيرها من التقنيات، وفق ما أبرزته كثير من الدراسات النقدية التي تناولت أعماله (2).
ورغماً عن الاهتمام الكبير من قبل النقاد العرب والغربيين بنتاج الطيب صالح القصصي والروائي ـ فقد كان مادة لعدد غير قليل من الدراسات النقدية ـ إلا أن الكثير من هذه الدراسات، ركزت بدرجة رئيسية على موضوعات محددة مثل: العلاقة بين الغرب والشرق كما فعلت مثلاً : دراسة سيزا قاسم في كتابها (روايات عربية قراءة مقارنة) (3) وروجر آلن في كتابه (الرواية العربية) (4) ، أو على تصوير البيئة السودانية وعلاقة الكاتب ببيئته أو على جزئياتٍ محددة من العناصر البنائية للرواية، كما فعل محمد خلف الله بتركيزه على الحـوار في دراسته (عرس الزين نموذجاً للحوارية النصية) (5) و يمنى العيد في كتابيها (في معرفة النص) (6) و (الراوي الموقع والشكل) (7) بتركيزها على موقع الراوي، ولكن حتى في الدراسات التي حاولت تناول روايات الطيب صالح في كل عناصرها البنائية، لم تتم دراسة أو محاولة استجلاء المفاهيم الجندرية، أو الشخصيات النسائية ـ حتى ـ إلا بشكل عرضي وأثناء بحثها في موضوع آخر، كما في دراسة الدكتور الخانجي (رؤية جديدة في روايات الطيب صالح) (8)، التي تحدثت عن الشخصيات النسائية بشكل عابر، عند تناولها لموضوع الشخصيات الدائرية في روايات الطيب صالح . ولذا اعتقد أن دراسة بعض إنتاج الطيب صالح الروائي من زاوية القراءة الجندرية يضيئه من جانب كان معتم لوقت طويل. و يتيح النظر لهذه الروايات بأكثر من زاوية خاصة و أن تنزلات مفاهيم الجندر في عناصر البناء الروائي من فضاء ولغة وشخصيات وغيرها لديه تبدو مثيرة للبحث .
تم اختيار هذه الروايات (عرس الزين ، بندر شاة بجزئيها : ضوء البيت ، مريود) التي تشمل إنتاجه الروائي باستثناء (موسم الهجرة إلى الشمال ) لاعتقاد الباحثة بأن هذه الروايات تعد مجموعة روائية متتجانسة تصلح لبحث هدفه استجلاء مفاهيم الجندر في هذه الروايات ، إذ ان فضاءها المكاني مشترك ، وكما هو معروف أن مفاهيم وأدوات الجندر تخضع كلياً لمتغير المكان بالإضافة لمتغيرات أخرى : كالزمان والعرق والطبقة والاختلاف الثقافي وغيرها.
ونظراً لتعدد الفضاء المكاني لرواية (موسم الهجرة إلى الشمال)وما انتجه داخل المتن الروائي من تعدد في الشخصيات وتباين في مفاهيم الجندر التي تحاول الباحثة استجلائها فقد تم اقصاءها عن دائرة البحث هذا ، وادخارها لمادة بحث منفصل.
ومثل ما استخدام الطيب صالح التناص الداخلي وأعاد إنتاج بعض شخصياته الرجالية في رواياته كالجد ومحيميد ، و بندر شاه ومريود ، الزين والحنين ، وبلال ونصر الله ود حبيب ومصطفي سعيد والراوي ، فقد فعل لشخصياته النسائية خاصة السودانية في رواية ( موسم الهجرة إلى الشمال ) فشخصية حسنى بنت محمود مثلاً في ( موسم الهجرة إلى الشمال ) تشبه إلى حدٍ كبير شخصية نعمة في (عرس الزين) وفاطمة بنت جبر الدار في ( ضوء البيت ) ومريم في (مريود) في تمردها وكسرها للصورة النمطية للمرأة الريفية ، ولكن حسنى هي من شخصيات رواية (موسم الهجرة إلى الشمال)، فكان هذا التناص الداخلي وإعادة إنتاج الشخصيات دافعاً اخراً لارجاء دراسة موسم الهجرة إلى الشمال ، وإفراد دراسة خاصة بها.
اقتضت طبيعة البحث أن يتكون من فصل تمهيدي يبين أهمية القراءة الجندرية واستجلاء مفاهيم الجندر في الروايات قيد الدرس، وتعريف بالمصطلحات المستخدمة . ثم فصل يتناول العتبات النصية في الروايات العينة، والتي رأت الباحثة تناولها بشكل كلي تفادياً للتكرار. أفرد الفصل الثاني للعناصر البنائية من فضاء مكاني و لغـة ، أما الزمـن وما سواه من عناصر البناء الروائي الأخرى، فقد ذكرت بشكل عابر، توخياً للإيجاز والتركيز على إبراز الرؤية الجندرية، التي انشغـل بها البحـث و التي تظهر بوضوح في عنصري اللغة والفضاء المكاني خاصة . وتناول الفصل الثالث الشخصيات النسائية من حيث : بناؤها وهويتها وصورتها وموقعها داخل البناء السردي وحضورها وفاعليتها ، وفي الأخير أُختتم البحث بالنتائج .
ولا شك في أن الباحثة قد واجهت صعوبة كبيرة في الاعتماد على المراجع خاصة تلك المتعلقة بمنهج القراءة الجندرية للنصوص، لندرة هذه المراجع في هذا المجال لحداثته و جدته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجاء النقاش وآخرون ، الطيب صالح عبقري الرواية العربية ، دار العودة بيروت ، الطبعة الأولى 1976م ، ثم صدرت أربع طبعات عن دار العودة.
(2) أنظر / ي مثلاً : يمنى العيد ، في معرفة النص ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، 1983م . يمنى العيد ، الراوي الموقع والشكل ، مؤسسة الأبحاث العربية ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1986م . سيزا قاسم ، روايات عربية قراءة مقارنة .، شركة الرابطة ، الدار البيضاء ، الطبعة الأولى ، 1997م . روجر آلن ، الرواية العربية ، ترجمة حصة إبراهيم المنيف ، المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة ، 1997م . محمد رشدي ، الإبداع الفتي في قصص الطيب صالح ، د ت ، د ط . وغيرها .
(3) سيزا قاسم ، روايات عربية قراءة مقارنة ، مرجع سابق .
(4) الرواية العربية ، روجر آلن ، مرجع سابق .
(5) محمد خلف الله عبد الله ، عرس الزين نموذجاً للحوارية النصية ، مجلة مواقف ، العدد 72 ، صيف 1993م
(6) يمنى العيد ، في معرفة النص ، مرجع سابق .
(7) يمنى العيد ، الراوي الموقع والشكل ،مرجع سابق .
( 8 ) إبراهيم الخانجي ، رؤية جديدة في روايات الطيب صالح ،. د ت ، د ط .
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نخلة مريم: إلى روحه مع الحسرة (Re: الجندرية)
|
تمهيد
1 . أهمية استجلاء مفاهيم الجندر في الرواية :
يعرف بعض النقاد الرواية بأنها " ذلك النوع من الأدب الذي يتناول أساساً علمية التغيير، كمرآة عاكسة لهذه العملية و / أو كداعية لها " (1). فإذ كان التغيير هو الموضوع الأول بالنسبة لكتاب وكاتبات الروائية، فإنه يصبح من الأهمية بمكان استجلاء مفاهيم الجندر عند قراءة الرواية . إذ أنها المفاهيم التي تنهض من خلال البنية الثقافية والاجتماعية موضع التغيير ومنشده ، وتكون غالباً هي المحك الرئيسي لقياس ومعرفة درجة التغيير في المجتمعات. ويترشح الفن الروائي باعتباره الجنس الأدبي الأكثر قدره على التعبير عن التغيير الاجتماعي كعاكس أو داعي له كما ذهب بعض النقاد ، ليكون مادة وفيرة لمثل هذه القراءات والدراسات.
واستجلاء مفاهيم الجندر في الرواية يتم ليس فقط على مستوى القول السردي، وإنما أيضاً بالبحث في العناصر البنائية للرواية ككل، من شخصيات ومكان وزمن وأحداث ولغة وغيرها، لتبين ما إذا كان العمل السردي يقدم ويعكس تلك المفاهيم، على متنه على الروائي كما هي على الواقع، أم أنه يقدم صورة أخرى تساهم في عملية التغيير، سواءً كانت الرواية محاكية للواقع أو مغايرة له .
2 ـ مبرر القراءة وفق رؤية جندرية :
لما كان الغرض الرئيسي من البحث هو استجلاء مفاهيم الجندر في روايات الطيب صالح قيد الدرس ، فإنه كان لزاماً على الباحثة أن تقوم بقراءة هذه الروايات من زاوية القراءة الجندرية ، باحثةً عن إشكاليات التمايز الجندري وكيفية معالجتها فنياً داخل النصوص ، أي في البناء الروائي نفسه ، من خلال المكان ، اللغة، والشخصيات والبحث عما إذا كانت هذه الشخصيات نمطية أو مغايرة ، وعن كيفية رسمها ، ونموها ، ومدى فعاليتها، وغيرها من عناصر البناء الروائي، ، إذ أن الأسئلة التي يثيرها البحث، تصعب الإجابة عليها بغير هذه القراءة؛ ليتم وفي الأخير التعرف على هوية الخطاب لدى روائي مرموق مثل الطيب صالح، من خلال إنتاجه الروائي وليس من خلال أحاديثه أو مواقفه.
وفي غمرة انشغال البحث بأهدافه هذه لم يهتم كثيراً بتأملات الكاتب أو أقواله فيما يخص (البنية الاجتماعية المحاذية للمتن الروائي) ، إلا بالقدر الذي اعتقدت الباحثة أن النصوص أحالتها إليه. ورأت أنها لن تساعد في الإجابة على تساؤلات بحثها الرئيسية ، وفي سعيه لتسليط الضوء على إشكاليات التمايز الجندري وأسئلة الجندر الأخرى المتعلقة بالهوية الجندرية ومفاهيمها والأدوار والفجوة الجندرية وغيرها ؛ وفي معرفة كيف تمت معالجة كل ذلك فنياً داخل النصوص المبحوثة .
لكن رؤية القراءة الجندرية لم تبتكر منهجها المتكامل بعد ، لذا لم يكن من الممكن الالتزام بمنهج واحد نقدي واحد، فتم استخدام أكثر من منهج، بما يعزز إضاءة تلك القراءة، وللتعبير عن زاوية الرؤية . بل أحيانا يلجأ البحث لنحت أدواته الخاصة في التحليل، حتى وإن وإن أوقعه ذلك في شرك التوفيقية والانتقائية. فلحين إبداع منهج متكامل، يمكن من خلاله تحليل النصوص، وفق رؤية جندرية، ليس ثمة مفر من إتباع مثل هذه الطرق..
3 ـ تعريف المصطلحات المستخدمة :
يُختلف كثيراً في استخدام المصطلحات الأدبية والنقدية ويعود ذلك بدرجة أساسية إلى أن هذه المصطلحات أنتجت أصلاً في الثقافة الغربية وبلغاتها مما جعل مشاكل الترجمة والتعريب تنسحب عليها ، والزم هذا الاختلاف ، الباحثة بتحديد وتعريف المصطلحات التي سوف تستخدمها في هذا البحث على النحو المبين أدناه :
أ ـ السرد. Narrative:
يعرف الدكتور مجـدي وهبة الســرد ( narrative ) في معجم مصطلحات الأدب بأنه " المصطلح العام الذي يشتمل على قص حدث أو أحداث أو خبر أو أخبار سواءً كان ذلك من صميم الواقع أم من ابتكار الخيال " (2) . ويعــرف الأدب القصصي كما جـاء في معجمه ( وأظنه يقصــد الأدب السردي ) ( narrative literature ) بأنه " ذلك الأدب الذي يكون موضوعه قص حوادث أو مغامرات حقيقية أو خيالية . وقد كان في بادئ الأمر ينشأ نظماً كما هي الحال في الملاحم القديمة والقصص الشعبي ، ثم شاع إنشاؤه نثراً ، وخاصة بعد العصور الوسطى الأوربية في قصص المغامرات التي نشأت في أواخر القرن السادس عشر ، وأصبح الفن الغالب للأدب القصصي منذ أوائل القرن الثامن عشر حتى يومنا هذا . وقد اتخذ الأدب القصصي عند العرب أحد شكلين منذ القرن الرابع الهجري تقريباً يمثل أحدهما مجموعة القصص المشتقة من مصادر مختلفة في " ألف ليلة وليلة " ، بينما يمثل ثانيهما القصص الشعبية التي يمتزج فيها النثر بالنظم من أمثال " سيرة عنترة " والزير ســالم " وغير ذلك . أما الــرواية النثرية القصصية بمعناها الحديث فلم تظهر عند العرب إلا في أوائل القرن العشرين تحت تأثير الآداب الغربية " (3) .
ويعرف الدكتور عز الدين إسماعيل السرد بأنه " نقل الحادثة من صورتها الواقعية إلى صورة لغوية " (4)، بينما يعرفه عبد الله إبراهيم بأنه " الفعل الذي تنطوي فيه السمة الشاملة لعملية القص . وهو : كل ما يتعلق بالقص "(55) . ويعرفه الدكتور عبد الملك مرتاض بأنه "الطريقة التي يختارها الروائي أو القاص أو حتى المبدع الشعبي ( الحاكي ) ليقدم بها الحدث إلى المتلقي . فكأن السرد إذن هو نسج الكلام ولكن في صورة حكي " (6) .
ويتبنى البحث التعريف الذي يقدمه الأستاذ عبد الله إبراهيم لاعتقاده بأنه التعريف الاشمل والأدق لمصطلح السرد .
ب ـ الهوية الجندرية Gender Identity :
عرفت الأستاذة زليخه أبو ريشه مصطلح الهوية الجندرية Gender Identity بأنه " ما نحس انه جنسنا بغض النظر عن جنسنا الفسيولوجي والبيولوجي . وهي تختلف عن الدور الجندري حيث انه وبحسب الهوية الجندرية ـ ليس موضوع ممارسة . فهو ما تقدمه الأنثى أو الذكر من دور في عالم الواقع " (7) ، ويمكن تعريف الهوية الجندرية بأنها الصفات والسلوك والأدوار والمظهر التي يعرف الفــرد بنفسه من خلالها ويصنفه المجتمع (ذكر / أنثى) عبرها بما في ذلك : طريقة الحديث والإيماءات واللهجة ، الزي ، الدور الاجتماعي والاقتصادي .
ج ـ الصورة النمطية Stereo type :
يعرف غـردون البورت الصورة النمطية Stereo type بأنها " اعتقاد مبالغ فيه يرتبط بفئة ، وظيفته تبرير السلوك إزاء تلك الفئة " (8)
ويعرف عبد المنعم حنفي الصورة النمطية بأنها " نمط مكرر مبتذل ، أو فكرة شائعة أو تقليدية في طريقة تصرف أو تفكير بعض الناس من طبقات معينة " (9) .
بينما يعرفها السيد ياسين بأنها " السمات الشائعة الثابتة التي تسري على شعب ما من جانب شعب آخر ، والتي تأخذ شكل العقيدة الجماعية والتي تصاغ على أساس غير علمي أو موضوعي ، تأثراً بأفكار متعصبة تتسم بالتبسيط في تصورها للآخر ." (10).
وتعرف إرادة الجبوري الصورة النمطية بأنها " حكم قيمة ـ سلبي أو إيجابي ـ بالغ البساطة والتعميم يقترن بفئة من الناس ( قومية ، ديانة ، جنس ، جماعة معينة … الخ ) متجاهلاً الفروق الفردية بين أعضاء تلك الفئة ويصعب تغييره في معظم الأحيان " (11). وهو التعريف الذي يتبناه هذا البحث .
د ــ الشخصية النمطية : character type
يعرف د . مجدي وهبه في معجم مصطلحــات الأدب (12) الشخصية النمطـية بأنها " شخصية القصة أو المسرحية التي تظهر فيها صفات مجموعة من الناس متماثلين في السمات ، كالإنجليز مثلاً ، أو فئة من الناس يتصفون بصفات واحدة كالبخلاء مثلاً . على أن لا تكون هذه الشخصية ذات أعماق تميز أفرادها عن غيرهم من آحاد الناس " .
وهذا التعريف يتبناه البحث ولكنه يضيف بأنها شخصية القصة أو المسرحية أو الرواية التي تظهر فيها صفات مجموعة ما ، قد تكون هذه المجموعة مصنفة على أساس المهنة أو الجغرافيا أو النوع (ذكر / أنثى ) والجندر …. الخ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) روجر آلن ، الرواية العربية ، مرجع سابق ، ص 19 .
(2) مجدي وهبة ، معجم مصطلحات الأدب ، مكتبة لبنان، بيروت ، ص 341 .
(3) مجدي وهبة ، معجم مصطلحات الأدب ، ، مرجع سابق ، ص 341 .
(4) د . عز الدين إسماعيل ، الأدب وفنونه ، ص 187، نقلاً عن آمنة يوسف ، تقنيات السرد في النظرية والتطبيق ، دار الحوار ، دمشق ، الطبعة الأولى ، 1997م ، ص 28 . .
(5) عبد الله إبراهيم ، البناء الفني في رواية الحرب العربية في العراق ، رسالة ماجستير ، ص 176 ، نقلاً عن آمنة يوسف ، تقنيات السرد في النظرية والتطبيق ، مرجع سابق ، ص 28 .
(6) عبد الملك مرتاض ، ألف ليلة وليلة ، تحليل سيميائي ، تفكيكي لحكاية حمال بغداد ، ص 84 ، نقلاً عن آمنة يوسف ، تقنيات السرد في النظرية والتطبيق ، مرجع سابق ، ص 28 .
(7) زليخه أبو ريشه ، أزمة المصطلح ودور المعجم ، ورقة مقدمة إلى ندوة المصطلحات في الدراسات النسوية بمركز البحوث التطبيقية والدراسات النسوية بجامعة صنعاء ، 23 ـ 27 ديسمبر 1998م ، ورقة غير منشورة ، مكتبة مركز دراسات المرأة بجامعة صنعاء .
( 8 ) Gordon W. Allport, The Nature of Prejudice, New York: Doubleday 1954, p. 141. ، نقلاُ عن إرادة الجبوري ، كلية الإعلام ، جامعة صنعاء ، مذكرات لطلاب كلية الأعلام بعنوان الصورة النمطية ، ص 11 .
(9) عبد المنعم الحنفي ، موسوعة علم النفس والتحليل النفسي ، الجزء الثاني ، القاهرة ، مكتبة مدبولي ، 1978 ، ص 343 . نقلاُ عن إرادة الجبوري ، كلية الإعلام ، جامعة صنعاء ، مرجع سابق ، ص 15 .
(10) السيد ياسين ، الشخصية العربية بين صورة الذات ومفهوم الآخر ، بيروت ، دار التنوير للطباعة والنشر ، 1981م ، ص 41 . نقلاُ عن إرادة الجبوري ، كلية الإعلام ، جامعة صنعاء ، مرجع سابق، ص 16 .
(11) إرادة الجبوري ، الصورة النمطية ، مرجع سابق ، ص 17 .
(12) مجدي وهبه معجم مصطلحات الأدب ،، مرجع سابق ، ص 66 .
يتبــــــــــــــع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نخلة مريم: إلى روحه مع الحسرة (Re: الجندرية)
|
الفصل الأول
العتبات النصية في : عرس الزين ، ضوء البيت ، مريود
العناوين :
يعتبر العنوان أول عتبة للنص ، وهو بالإضافة لتأديته لعدد من الوظائف فأنه أيضاً يعتبر اسماً للنص . وتتم عملية اختياره بقصدية تامة من قبل المؤلف / ة لتحقق ثلاث وظائف رئيسية (1) هي :
• التسمية
• التعيين
• الإشهار
وعنوان رواية ( عــرس الزين ) هو عــنوان استباقي إخباري يتضمن العمل الأدبي و يجعل القارئ أو القارئة يتوقع وينتظر عملاً يروي ويحكي حكاية عرس الزين أي قصة زواج شخص اسمه الزين وبالفعل تحقق الرواية أفق الانتظار هذا منذ الصفحات الاستهلالية عندما حاولت حليمة بائعة اللبن إلهاء آمنة عن غشها اللبن " قالت حليمة بائعة اللبن لآمنة … سمعت الخبر ؟ الزين مو داير يعرس " (2) و عندما حاول التلميذ الماكر الطريفي ود بكري أن ينجو من عقاب ناظر المدرسة لحضوره متأخراً عن موعد الدرس :
" ـ سمعت الخبر يا أفندي
ـ خبر بتاع إيه يا ولد يا بهيم ؟
ـ الزين ماشي يعقدو له بعد باكر " (3)
وأيضاً عند محاولة شيخ علي التهرب من دفع الدين الذي يدين به لحاج عبد الصمد
" يمين قروشك حاضرات . كدي اقعد احكي ليك حكاية عرس الزين "
" قصت عرس منو ؟ "
" عرس الزين " (4) ،
وتتأكد القصدية في اختيار العنوان بتكراره في أكثر من مقطع سردي وحواري داخل الرواية، بل يكون التكرار أحيانا في الصفحة الواحدة ، ومن ذلك : " حكاية عرس الزين مو كدي ؟ صحيح وأبوه صحيح كما " (5) " لكين المعجزة الكبرى هي موضوع زواج الزين " (6) ، " هل تظن أنها سترده في عرس الزين " (7) ، " فكان عرس الزين مناسبة قطعت ألسنة الشامتين " (8 ) ، " قالت حليمة بائعة اللبن لآمنة كأنها تغيظها بمزيد من أنباء عرس الزين " (9) ، " هذه عشمـانة الطـرشاء ، قلبها الأصم عربد بالحب في عرس الزين " (10) ، " لم تبق امـرأة لم تزغرد في عرس الزين " (11) ، " النحاس يقول الزين عرس الزين عرس " (12) . ويستمر التأكيد على القصدية وتحقيق أفق انتظار القارئ / ئة إلى نهاية الرواية وختمها بمشهد من ذلك العرس .
و إن كان المؤلف قد ربط بين اسم روايته التي تحكي قصة زواج البطل أو الشخصية الرئيسية فيها وبين اسم البطل الزين ، بالرغم من أن الزواج هو فعل أو حدث مشترك بين رجل و امرأة وبالرغم من الدور الذي لعبته ( نعمة ) الشخصية الشريكة لفعل الزواج من تغيير وتأثير في شخصية البطل نفسه ، فإن ذلك يمكن أن يفسر ـ بالاضافة إلى واقعيته ـ بأكثر من سبب ، سيتم تناوله بالتفصيل في الفصل الأخير الخاص بالنتائج .
أما العنوان في روايتي ( ضوء البيت ) ( 13) و ( مريود ) ( 14) فيحمل الكثير من الغموض الذي يكتنف هذه الشخصيات نفسها والذي دعمته الروايتان بتعدد الروايات داخلها حول هاتين الشخصيتين ، فضوء البيت هو تارةً أحد الجنود الأتراك ـ مع عـدم تأكيد هذا القول ـ خرج من النيل حاملاً اثر الحروب على جسده فاقدا للذاكرة واسماه أهل ود حامد بضو البيت حسب رواية مختار ود حسب الرسول عن أبيه ( 15) " قلنا لابد عسكري من جيش الترك هارب لكن تلك الأيام ما سمعنا بأخبار أي معارك في الصعيد " ( 16) ، وتارةً أخرى وهو رجل من الأشراف جاء من الحجاز وتوطن في ود حامد حسب رواية إبراهيم ود طه وهو راوية ثقة في تاريخ ود حامد كما قالت بذلك رواية مريود ( 17) " ومعروف أن ضو البيت أبا عيسي كان رجلاً من الأشراف ، وفد على ود حامد من الحجاز وتوطن فيها وتزوج فاطمة بنت جبر الدار الأولى من قبيلة الحوامدة أصحاب الأصل والفصل " ( 18) ، أما ( مريود ) وهو عنوان الرواية الثانية فهو أيضاً تختلف الروايات حوله فهو مرة حفيد بندر شاه كما ورد في روايتي (ضوء البيت ) و (مريود ) في أكثر من موقع " كان بندر شاه حين يحضر إلى عرس أو مأتم يحيط به أبناؤه الأحد عشر وحفيده مريود " ( 19) " لم يكن عجبنا ينتهي من التشابه الغريب بين بندر شاه وحفيده مريود " ( 20) " و أشار بندر شاه إلى الكرسي الخالي …. ابتسم الجالس على العرش ونظر عن يمنيه إلى حفيده مريود " ( 21) ، ومريود هو ابن بندر شاه وليس حفيده كما رواية سعيد عشا البايتات عن الشيخ الحنين " قلت له بندر شاه منو ؟ قال لي واحد من سلاطين الدنيا الزائلة ….. كان عنده ولد واحد وحداشر عبد " (22 ) ، و مريود أيضا هو الاسم الذي أطلقته مريم على محيميد " تسميه مريود ويسمها مريود " (23 ) " في برهة لمح وجه مريم وسمع صوتها ينادي يا مريود يا مريود " ( 24) " وكانت هبوب أمشير تردد نداء مريم يا مريود …….. يا مريود أنت لا أحد . أنت لا شيء يا مريود " ( 25) ، أما بندر شاه وهو العنوان الذي حملته الروايتان في صفحاتها الداخلية فتعددت الروايات حوله أيضاً فهو مرة مجرد لقب لعيسي ود ضؤ البيت " يروي حمد ود حليمة أن عيسى ود ضو البيت خرج عليهم ذات يوم وكانوا صبية صغاراً في لباس كأنه لباس العيد ولم يكن الوقت عيداً …. ويقول حمد أن هيئة عيسى كانت شاذة حقيقة وسط صبية بينهم العاري والذي لا يلبس غير خرقه حول وسطه ، والمقطع الثياب . أول ما رأيته صرخت بندر شاه وأخذنا جميعاً نردد بندر شاه ، بندر شاه وطاردناه حتى أدخلناه داره ، ومن يومها و لا أحد يناديه بغير بندر شاه . " ( 26) ، ويقول " إبراهيم ود طه إن بندر شاه كان لقباً عرف به عيسي ود ضو البيت في صباه ، وهو نوع من مزاح الصبيان ، أطلقه عليه ابن خالته حمد ود عبد الخالق ود حمد المعروف بولد حليمة " (27 ) . وهو أيضاً أحد سلاطين الدنيا الزايلة حسب رواية عشا البايتات عن الشيخ الحنين ( 28) ويقول بعض رواه الأخبار في ود حامد بأن بندر شاه " كان ملكاً نصرانياً من ملوك النوبة ( 29) وفي رواية أخرى أن ذلك الملك لم يكن نصرانياً بل كان " ملك وثنياً غزا ذلك الإقليم بجيش عظيم من الجنود السود من أعالي النيل ، وانهم أقاموا في نواحي ود حامد وما جاورها مملكة سوداء قوية " ( 30) ، " ويرجح بعض المؤرخين أن بندر شاه أمير حبشي " (31 ) وفي رواية أخرى أن بندر شاه كان " رجلاً ابيض اللون وفد على ود حامد من حيث لا يعلم أحد أيام الغارات والهيجات أواخر أيام ملوك سنار " ( 32)
والعناوين الثلاثة لروايتي ( ضوء البيت ومريود ) بما فيها العنوان الثانوي لهما ( بندر شاه ) هي أسماء لشخصيات رئيسية رجالية في الروايتين مع تضارب الأقوال والروايات حولهما وعدم الجزم بهويتهما ، ومن هنا أي من اهتمام الطيب صالح بالشخصيات و تصدرها للعناوين يبين اتجاهه الواقعي ، وبالرغم من الفعالية والدور الإيجابي الذي لعبته الشخصيات النسائية المقابلة لها ( فاطمة بت جبر الدار زوجة ضو البيت وأم بندر شاه ، و مريم حبيبة مريود) فقد تم تجاهل هذه الشخصيات عند عنونه النصوص لعدة أسباب سوف نناقشها بالتفصيل في الفصل الخاص بالنتائج .
الإهداءات :
تعتبر الإهداءات أيضاً إحدى العتبات النصية ، و يعتبرها بعض النقاد جزءاً من النص ومن ضمن موجهات القراءة الأخرى ( 33) ، ولكن رواية (عرس الزين ) جاءت خالية من أي إهداء ، بعكس روايات الطيب صالح الأخرى وأيضا مجموعته القصصية الوحيدة ( دومة ود حامد ) ، وقد أهدى الطيب صالح رواية ضوء البيت " إلى أبويّ ، محمد وعائشة والى أخويّ علوية وبشير " ( 34) وأهدى رواية مريود " إلى روح أبي ، محمد صالح أحمد . كان في فقره غنى وفي ضعفه قوة . عاش محباً محبوباً ومات راضياً مرضياً " (35 ) . ونجد هذين الإهدائيين متشظيين داخل الروايتين باهتمام المؤلف في إبراز العلاقات الأسرية ، التي أهدى إلى أفرادها رواياته ومن ذلك : علاقة حواء بنت العربي بابنها الطاهر ود الرواسي الذي يقول " ما رأيت حباً مثل حب تلك الأم ، وما شفت حناناً مثل حنان تلك الأم . ملت قلبي بالمحبة حتى صرت مثل نبع لا ينضب . و يوم الحساب ، يوم يقف الخلق بين يدي ذي العزة والجلال ، شايلين صلاتهم وزكاتهم وحجهم وصيامهم ، وهجودهم وسجودهم ، سوف أقول : يا صاحب الجلال والجبروت ، عبدك المسكين ، الطاهر ود بلال ، ولد حواء بنت العريبي ، يقف بين يديك خالي الجراب مقطع الأسباب ، ما عنده شي يضعه في ميزان عدلك سوى المحبة " . وأيضاً علاقة مريم بأخيها محجوب الذي كان أحد أعز شخصيين لديها " لكننا كنا أعز إنسانين لديها ، أنا قطب أحلامها مستقبلاً في المدينة ، ومحجوب أخوها الأوحد بين أربع بنات"(36) ، ذلك الأخ الذي رأى معها الأفق البعيد أفق أن تحصل النساء على حظهن في التعليم وفي الحياة مثلهن مثل الرجال " وقلنا أنا ومحجوب بصوت واحد وقد بدأ ذلك الأفق البعيد يتراءى لنا نحن أيضاً : صحيح . ليش لا ؟"(37) وحاول معها التحايل على الواقع الاجتماعي الظالم والذي يرفض منحها ذلك الحق بتحويلها إلى " ولد " إلى أن اكتشف ناظر المدرسة تلك الخدعة وعجزا عن مواجهة ذلك الظلم (38) . بل أن الإهدائيين يمكن قراءتهما باعتبارهما تكفير عن العلاقة بين الأجداد والأحفاد الممتدة على طول الروايات والتي راح ضحيتها الأبناء ومن ذلك علاقة محيميد بجده وعلاقة بندر شاه بحفيده مريود ، كإشارة إلى دورة العذاب الإنساني ومرور كل فرد بها فكل جد كان أباً وكل حفيد سيصير أباً ، خاصة إذا ما تأملنا ذلك التنويه على الغلاف الثاني لرواية ضوء البيت " أحدوثة عن كون الأب ضحية لأبيه وابنه " ، و المشهد الذي اختتمت به رواية مريود " ثم ابتعدت . وسمعت صوتها كأنه ينزل من السماء ، ويحيط بي من النواحي كافة ، تطويه رياح وتنشره رياح :
يا مريود . أنت لا شيء . أنت لا أحد يا مريود . انك اخترت جدك وجدك اختارك لأنكما أرجح في موازين أهل الدنيا . وأبوك ارجح منك من جدك في ميزان العدل . لقد أحب بلا ملل ، وأعطى بلا أمل ، وحسا كما يحسو الطائر ، وأقام على سفر ، وفارق على عجل . حلم أحلام الضعفاء وتزود من زاد الفقراء ، وراودته نفسه على المجد فزجرها و لما نادته ….و لما نادته الحياة …" ( 39) .
ـــــــــــــــــ
(1) عبد الفتاح الحجري ، عتبات النص : البنية والدلالة ، شركة الرابطة ، الدار البيضاء ، الطبعة الأولى ، 1997م ، ص 18 .
(2) الطيب صالح ، عرس الزين ، دار الجيل ، بيروت ، الطبعة الأولى 1997م ، ص 3 .
(3) المصدر السابق ، ص 4 .
(4) المصدر نفسه ، ص 5 .
(5) عرس الزين ، الطيب صالح ، مصدر سابق ، ص 66 .
(6) نفسه ، ص 67 .
(7) نفسه ، ص 96 .
(8 ) نفسه ، ص 96 .
(9) نفسه ، ص 97 .
(10) نفسه ، ص 100 .
(11) نفسه ، ص 100 .
(12) نفسه ، ص 102 .
(13) الطيب صالح ، ضوء البيت ، دار الجيل ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1997م .
(14) الطيب صالح مريود ، دار الجيل ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1997م .
(15) ضوء البيت ، الطيب صالح ، مرجع سابق ، ص 111 ـ 124 .
(16) نفسه ، ص 120 .
(17) مريود ، الطيب صالح ، مصدر سابق ، ص 53 ـ 54 .
(18) نفسه ، ص 53 ـ 54 .
(19) ضو البيت ، مصدر سابق ، ص 23 .
(20) نفسه ، ص 23 .
(21) نفسه ، ص 58 .
(22) نفسه ، ص 74 .
(23) مريود ، مصدر سابق ، ص 16 .
(24) نفسه ، ص 20 .
(25) نفسه ، ص 65 .
(26) ضو البيت ، مصدر سابق ، ص 40 .
(27) مريود ، مصدر سابق ، ص 54 .
(28) ضو البيت ، مصدر سابق ، ص 74 .
(29) مريود ، مصدر سابق ، ص 48 .
(30) نفسه ، ص 49 .
(31) نفسه ، ص 49 .
(32) نفسه ، ص 50 .
(33) أنظر : عبد الفتاح الحجمري ، عتبات النص : البنية والدلالة ، مرجع سابق .
(34) ضو البيت ، مصدر سابق ، ص 5 .
(35) مريود ، مصدر سابق ص ، 5 .
(36) مريود ، مصدر سابق ، ص 71 .
(37) مريود ، نفسه ، ص 76 .
(38) مريود ، نفسه ، ص 71 ـ 76.
(39) مريود ، نفسه ، ص 85 .
يتواصــــــــــــــــل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نخلة مريم: إلى روحه مع الحسرة (Re: الجندرية)
|
الفصل الثاني
بعض العناصر البنائية
أولاً : الفضاء المكاني :
يرى الناقد البنيوي " يوري لوتمان " أن النماذج الاجتماعية والدينية والسياسية والأخلاقية في عمومها تتضمن ـ وبنسب متفاوتة ـ صفات مكانية ، تارة في شكل تقابل السماء / والأرض . وتارة في شكل نوع من التراتبية السياسية والاجتماعية ، حين تعارض بوضوح بين الطبقات ( العليا )و الطبقات ( الدنيا ). وتارة أخرى في صورة صفة أخلاقية حين تقابل بين ( اليسار ) و ( اليمين ) أو بين المهن ( الدونية ) و ( الراقية ) …. وكل هذه الصفات والأشكال تنتظم في نماذج للعالم تطبعها صفات مكانية بارزة . وتقدم لنا نموذجاً أيديولوجياً متكاملاً يكون خاصاً بنمط ثقافي محدد معطىً " ( 1) .
ونجد أن الفضاء المكاني يأخــذ أهمية اكبر من تلك التي اسبقــها عليه الناقد البنيوي " يوري لوتمان " في منظور القراءة الجندرية ، إذ أن هذه القراءة تهتم أساساً، بمفاهيم الجندر وتنزلاتها في النصوص المدروسة، وإشكاليات التمايز الجندري وكيفية معالجتها فنياً داخل تلك النصوص؛ وهو موضوع متصل أصلا بالفضاء المكاني، وما تنتجه علاقات ذلك الفضاء الاجتماعية والاقتصادية من منظومة قيم ومفاهيم ، حول مكانة مفاهيم الجندر ، ادواره وهويته …. الخ ، وهذه المنظومة تختلف من مكان للآخر ومن ثقافة لأخرى ، بل أنها تختلف في المكان المؤطر ضمن مفاهيم الجغرافيا السياسية باعتباره مكاناً واحداً أي في الدولة الواحدة من حضر لريف ، وثقافة لأخرى في الدول متعددة الثقافات ، ومن عرق لآخر في الدول متعددة الأعراق ، ومن اثنية لأخرى في الدول متعددة الاثنيات وحتى من طبقة لأخرى .
الفضاء المكاني في رواية (عرس الزين) لم يتحدد بدقة بقرية (ود حامد)، ولكن تمت تسميته بوضوح، وتكرار، وإعادة في كل من روايتي (ضوء البيت ومريود ) :
"كنا أمام دكان سعيد والليل يزحف حثيثاً على ود حامد " (2 )
" يا زول . إنت عاوز حصة طويلة على شان نفهمك النظام الجديد في البلد . إنت فاكر ود حامد هي ود حامد ال إنت عارفها ؟ " (3 )
" ضحك ضحكته البريئة التي أذكرها من أيام طفولتي في ود حامد " ( 4)
الكلام أنت يا محيميد ضيعت عمرك في التعليم ولفيت ورجعت لي ود حامد السجم دي بخفي حنين " ( 5)
" يعني هسع جيت لي ود حامد المسجمة دي على شان فيها الحقيقة ؟ والله حكاية " (6 )
" رجعت عشان أندفن هنا . أقسمت ما أعطي جثماني أرض غير أرض ود حامد "( 7)
" إنت يا محيميد اما شاعر أو مجنون ، أو خــرف الشيخوخة . لكن اهلاً بيك ومرحبا . ود حامد مسجمة ومرمدة " ( 8)
" والدنيا في ود حامد فجر قرب يطلع " (9 )
" لم يكن عجيباً أنهم تسامعوا بنبأ الاحتفال الكبير في ود حامد " (10 )
" عصارة الحياة كلها في ود حامد " (11 )
" محيميد مما رجع لي ود حامد وهو يسأل وينشد تقول عاوز يؤلف تواريخ " (12 )
" يزعم بعض رواة الأخبار في ود حامد " (13 )
" كان رجلاً أبيضاً وفد على ود حامد " (14 )
" وهو راوية ثقة في تاريخ ود حامد " (15 )
" وفد على ود حامد من الحجاز " ( 16)
" سادة ود حامد الذين سميت البلد باسمهم ، وهي غير ود حامد الأخرى ، في الصعيد الموجودة قرب مدينة شندي " (17 )
" تحس كأن ود حامد كلها، بأنسها وحيوانها وشجرها، وحجارتها، ورملها وطينها، من أسفلها إلى أعلاها من برها إلى بحرها، قد اهتزت وارتجت وأصابتها قشعريرة " (18 ).
ويتضح لنا أن الفضاء المكاني للروايات الثلاث ـ محل الدرس ـ هو فضاء مشترك للأسباب التالية :
1- تكرر ظهور الشخصيات ـ خاصة الرجالية ـ (محيميد، محجوب، الطاهر ود الرواسي، الطريفي ولد بكري، الزين، سعيد عشا البايتات، سعيد القانوني، سيف الدين، شيخ الحنين، حاج عبد الصمد، وغيرهم )؛ وتطور تلك الشخصيات والتغيرات التي طرأت عليها على امتداد الروايات الثلاث، ليس على مستوى الاسم فقط كحال سعيد البوم الذي كان " بوماً" في رواية عرس الزين وأضحى " عشا البايتات" في رواية بندرشاة بجزيئها، بل أيضاً على مستوى التحولات الجوهرية في مكانتها الاجتماعية وانتمائها الفكري وإسهامها في السرد والأحداث والمصائر التي آلت إليها، كحال الزين الذي أصبح من الأعيان، وسيف الدين الذي أوشك أن يكون نائب في البرلمان، واتجاه عبد الكريم ود أحمد إلى التصوف:
" ما دام عبد الكريم ود أحمد بقى متصوف، والزين من الأعيان، وسيف الدين على وشك يعمل نائب في البرلمان، ايه الغريب سعيد البوم يكون اسمه سعيد عشا البايتات " (19 )
" أما أن سعيد البوم يصبح صهراً للناظر بجلالة قدره فهذه هي المعجزة " (20 )
" سيف الدين حصل عليه شنو ؟ ارتد تأني ولا إيه ؟ " (21 )
2- تتبع الشخصية منذ طفولتها وحتى شبابها ودورها الذي تلعبه على طول الروايات المدروسة، كما حدث لشخصية (الطريفي ود بكري ) التي كبرت ونضجت ثمرة تمردها في روايتي ضوء البيت ومريود ، بعد أن كانت مجرد بذرة عند ظهوره طفلاً في رواية عرس الزين.
"قدرت أن الطريفي لابد أن يكون في السادسة والثلاثين ، أو السابعة والثلاثين ، فقد كان في نحو الثانية عشر في عام عرس الزين" ( 22) .
" أيام عرس الزين أوكله محجوب بتوفير العلف لحمير الضيفان وكان هو أميل لتوفير الخمر لشاربين ...... محجوب انتهره وصفعه ولم يسكت الطريفي وقال له << أنت فاكر نفسك مين ؟ >> وترك العرس ولم يشارك فيه " (23 )
3- الكثير من الإحالات في روايتي ضوء البيت ومريود إلى بعض الأحداث، التي حدثت في رواية عرس الزين مثل :
" علي الحرام أخوك عرس عرساً خلى ناس هالبلدة تنسى عرس الزين " (24 )
" عرس الزين كان أعجوبة " (25 ).
" عرس الزين بقى جنبه زي الطهورة " ( 26)
ما سبق ذكره من أسباب، يكاد يجعلنا نجزم بان الفضاء المكاني لروايتي ضوء البيت ومريود هو ود حامد كما في عرس الزين ، وهو مكان متخيل شمال مدينة شندي بشمال السودان ، فقاطنو ذاك المكان يعتبرون شندي (صعيد) أي جنوبهم. وكما ذكر محمد خلف الله في مقاله (الحوارية النصية في عرس الزين) أن المؤلف يجعلنا " ندرك بصوره كافية أن ود حامد هو اسم تلك القرية الصغيرة عند منحنى النيل : مسرح رواياته وبعض قصصه القصيرة والإطار المكاني العام لمتنه الروائي المفتوح" ( 27).
ويبدو من ناقلة القول ذكر أثر الفضاء المكاني كمحمول ثقافي على الشخصيات من حيث بناؤها .. هويتها .. وفعاليتها ، وعلى لغتها على وجه الخصوص ؛ وأيضاً أثره على مفاهيم الجندر ، لذا تمت قراءة هذه المفاهيم ، وتنزلاتها الفنية في النصوص المدروسة ، على أساس أنها تلك السائدة في المنطقة الريفية في شمال السودان أي المنطقة ( ود حامد) .
إلي جانب الفضاء المكاني العام (ود حامد) فهناك حضور لأمكنة خاصة ترمي بظلالها الجندرية على الأحداث ، كتلك الساحة الرملية أمام دكان سعيد القانوني.. ملتقى شلة محجوب ونادي حوارهم .. هزلهم وجدهم .. مكان الاحتفاء بالقادمين وتناول العشاء الجماعي على شرفهم .:
" بعد ذلك تحرك محجوب وجلس قبالة الدكان . ليس على الكنبة ولكن على الرمل مكانهم المفضل "(28 )
" كان محجوب مثل نمر هرم ، جالساً جلسته القديمة رغم السنين والعلة ..... كنا أمام دكان سعيد ، والليل يزحف حثيثاً على ود حامد "(29 ).
وهذا المكان رجالي خاص بالرجال فقط ؛ لم تجرؤ أي من شخصيات الروايات النسائية على الحضور فيه .. وهنا يبرز مجدداً أحد ملامح واقعية الطيب صالح ...بتطابق الواقع خارج وداخل المتن الروائي .. فهذا المكان موجود في الواقع وهو مكان اجتماع الرجال في كثير من القرى بشمال ووسط السودان .. وغير مسموح للنساء بارتياده ، يمكنهن فقط السلام والكلام العابر .. لكنه نادي رجالي ... وأرجح أنه لهذا السبب عندما فكرت جماعة الطريفي .. في عزل شلة محجوب اختارت مكاناً آخر .. مكان يسمح للنساء ـ القادمات حديثاً للحياة العامة والمشاركة فيها ـ بأن يحضرن ويكن فاعلات.
" تصدق البنات عملن مظاهرة في ود حامد وهتفن بسقوط محجوب وشلة الحرامية ؟"( 30).
اختارت مكان ينقلهن من الهامش، من (جناح الحريم)، ليس فقط كجزء من هندسة ومعمار البيت السوداني، بل كمحمول ثقافي وتاريخي يشيئ بدونية النساء وانحصار أدوارهن الجندرية في الأدوار التقليدية المتمثل بالعمل المنزلي، بموضع ومكان (التكل) داخل ذاك الجناح:
" الحريم في التكل أدني لحيمات أكلتها "(31 )
أو دورهن في رثاء وبكاء الموتى " ولما وصل النبأ بقدومه إلى أمه في الجناح الآخر وهي وسط الحريم على ( فراش البكاء ) ولولت من جديد كأن زوجها مات لتوه ، وولولت أخوات سيف الدين ، وعماته ، وخالاته ، وفار جناح الحريم في البيت وماج" ( 32)،
أنتقلت بنات (ود حامد) من التكل وجناح الحريم، إلى وسط البلد حيث السيالة الكبيرة، من الهامش إلى المركز حيث أمكنة صنع القرار والمشاركة فيه مع باقي المهمشين: الصعاليك والأطفال..
" تحت السيالة الكبيرة ، وسط البلد ، نص النهار ، محجوب انهزم. محجوب النمر هزمته الضباع . أطفال وصعاليلك وبنات فارغات "(33 ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1 ) حسن بحراوي ، بنية الشكـل الروائي ، ص 34 . نقلاً عن آمنة يوســف ، تقنيات السـرد في النظرية والتطبيق ، مرجع سابق ، ص 25 .
(2 ) ضوء البيت ، مصدر سابق ، ص 9 .
( 3) ضوس البيت ، مصدر سابق ، ص 12 .
( 4) نفسه ، ص 30 .
(5 ) نفسه ، ص 93 .
(6 ) نفسه ، ص 93 .
( 7) نفسه ، ص 98 .
(8 ) نفسه ، ص 98 .
(9 ) نفسه ، ص 114 .
( 10) نفسه ، ص 133 .
( 11) مريود ، مصدر سابق ، ص 12 .
( 12) نفسه ، ص 23 .
(13 ) نفسه ، ص 48 .
(14 ) نفسه ، ص 50 .
( 15) نفسه ، ص 53 .
( 16) نفسه ، ص 53 .
( 17) نفسه ، ص 54 .
( 18) نفسه ، ص 56 .
( 19) ضوء البيت ، مصدر سابق ، ص 12 .
( 20) نفسه ، ص 31 .
(21 ) نفسه ، ص 13 .
(22 ) نفسه ، ص 99.
( 23) نفسه ، ص 101 .
( 24) نفسه ، ص 30 .
(25 ) نفسه ، ص 31 .
(26 ) نفسه ، ص 38 .
(27 ) محمد خلف الله ، عرس الزين نموذجاً للحوارية النصية ، مرجع سابق ، ص 94 .
(28) عرس الزين ، مصدر سابق ، ص 84 ، 85 .
( 29 ) ضوء البيت ، مصدر سابق ، ص 9 .
( 30)نفسه ، ص 52، 53 .
(31)عرس الزين ص ، 11 .
(32) نفسه ، 56 .
(33) ضوء البيت ، مصدر سابق ، ص 54 .
يستمر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نخلة مريم: إلى روحه مع الحسرة (Re: الجندرية)
|
| Quote: ونجد أن الفضاء المكاني يأخــذ أهمية اكبر من تلك التي اسبقــها عليه الناقد البنيوي " يوري لوتمان " في منظور القراءة الجندرية ، إذ أن هذه القراءة تهتم أساساً، بمفاهيم الجندر وتنزلاتها في النصوص المدروسة، وإشكاليات التمايز الجندري وكيفية معالجتها فنياً داخل تلك النصوص؛ وهو موضوع متصل أصلا بالفضاء المكاني، وما تنتجه علاقات ذلك الفضاء الاجتماعية والاقتصادية من منظومة قيم ومفاهيم ، حول مكانة مفاهيم الجندر ، ادواره وهويته …. الخ ، وهذه المنظومة تختلف من مكان للآخر ومن ثقافة لأخرى ، بل أنها تختلف في المكان المؤطر ضمن مفاهيم الجغرافيا السياسية باعتباره مكاناً واحداً أي في الدولة الواحدة من حضر لريف ، وثقافة لأخرى في الدول متعددة الثقافات ، ومن عرق لآخر في الدول متعددة الأعراق ، ومن اثنية لأخرى في الدول متعددة الاثنيات وحتى من طبقة لأخرى . |
| Quote: ما سبق ذكره من أسباب، يكاد يجعلنا نجزم بان الفضاء المكاني لروايتي ضوء البيت ومريود هو ود حامد كما في عرس الزين ، وهو مكان متخيل شمال مدينة شندي بشمال السودان ، فقاطنو ذاك المكان يعتبرون شندي (صعيد) أي جنوبهم. وكما ذكر محمد خلف الله في مقاله (الحوارية النصية في عرس الزين) أن المؤلف يجعلنا " ندرك بصوره كافية أن ود حامد هو اسم تلك القرية الصغيرة عند منحنى النيل : مسرح رواياته وبعض قصصه القصيرة والإطار المكاني العام لمتنه الروائي المفتوح" |
| Quote: إلي جانب الفضاء المكاني العام (ود حامد) فهناك حضور لأمكنة خاصة ترمي بظلالها الجندرية على الأحداث |
| Quote: وهذا المكان رجالي خاص بالرجال فقط ؛ لم تجرؤ أي من شخصيات الروايات النسائية على الحضور فيه .. وهنا يبرز مجدداً أحد ملامح واقعية الطيب صالح ...بتطابق الواقع خارج وداخل المتن الروائي .. فهذا المكان موجود في الواقع وهو مكان اجتماع الرجال في كثير من القرى بشمال ووسط السودان .. وغير مسموح للنساء بارتياده ، يمكنهن فقط السلام والكلام العابر .. لكنه نادي رجالي ... وأرجح أنه لهذا السبب عندما فكرت جماعة الطريفي .. في عزل شلة محجوب اختارت مكاناً آخر .. مكان يسمح للنساء ـ القادمات حديثاً للحياة العامة والمشاركة فيها ـ بأن يحضرن ويكن فاعلات. |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (Re: كمال ادريس)
|
شكرا يا أماني على الدراسة القيمة، وتقدير كبير للجهد المتميز المبذول فيها ولموضوعها الجديد.
واصلي الإنزال.
أخشى أن تكوني قد استثنيت "موسم الهجرة إلى الشمال" هروبا مما تفرضه من صعوبات على الدراسة، خاصة أن فيها شخصيات نسائية مهمة غير سودانية، مثل مسز روبنسن، والجميلات: آن همند، وشيلا غرينود، وازبيلا سيمور، وجين مورس.
كان وسيظل إضافة "موسم الهجرة" إلى موضوع هذه الدراسة إثراء مهم، يفتح إمام المنهج والمنطلق الجندري المتبعان آفاقا رحبة للتطبيق على شخصيات من ثقافة مختلفة نوعيا عن ثقافة الشخصيات المدروسة في "عرس الزين" و"بندر شاه" بجزأيه.. هذه فضلا عن أن موسم الهجرة تضم شخصية نسائية لم يتكرر مثيلها في بقية الروايات المذكورة، هي بنت مجذوب. كما أن فعل حسنة بت محمود تجاه زوجها ود الرئيس معطى جديد هام، رغم التشابه الكبير بين سيرتها في الطفولة مع شخصيات أخرى مثل النعمة في "عرس الزين" وفاطمة بنت جبر الدار في "ضو البيت" ومريم في "مريود" وهذا بدوره موضوع بحث شيق.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (Re: تراث)
|
ٍشكراً يا عثمان على وقوفك على البوست
اوافقك تماماًبأن:
| Quote: إضافة "موسم الهجرة" إلى موضوع هذه الدراسة إثراء مهم، يفتح إمام المنهج والمنطلق الجندري المتبعان آفاقا رحبة للتطبيق على شخصيات من ثقافة مختلفة نوعيا عن ثقافة الشخصيات المدروسة في "عرس الزين" و"بندر شاه" بجزأيه.. |
لذلك قلت في الجزء المنشور بأني ادخرت موسم الهجرة لبحث قادم تعلم بانه حلمي لانجاز الماجستير.
نسمع منك عند اكمال نشر الدراسة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
يا حزني عليك يا صالح (Re: الجندرية)
|
| Quote: دفناها عند المغيب كأننا نغرس نخلة، أو نستودع باطن الارض سراً عزيزاً سوف تتمخض عنه في المستقبل بشكل من الأشكال" ( مريود ص 66) |
الجندرية الرحمة لهذا الجبل ...الصالح
عزائنا في كل من كتب حرف عنه
يا حزني عليك يا صالح ...يا طيب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا حزني عليك يا صالح (Re: الجندرية)
|
امانى الجندرية
Quote: لذلك قلت في الجزء المنشور بأني ادخرت موسم الهجرة لبحث قادم تعلم بانه حلمي لانجاز الماجستير.
|
وادخارك لموسم الهجرة يكتمل بادخارك لثلاث تمرات ايضا
وبالتوفيق انشاءالله تقبلى تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا حزني عليك يا صالح (Re: مدثر محمد ادم)
|
Quote: ومثل ما استخدام الطيب صالح التناص الداخلي وأعاد إنتاج بعض شخصياته الرجالية في رواياته كالجد ومحيميد ، و بندر شاه ومريود ، الزين والحنين ، وبلال ونصر الله ود حبيب ومصطفي سعيد والراوي ، فقد فعل لشخصياته النسائية خاصة السودانية في رواية ( موسم الهجرة إلى الشمال ) فشخصية حسنى بنت محمود مثلاً في ( موسم الهجرة إلى الشمال ) تشبه إلى حدٍ كبير شخصية نعمة في (عرس الزين) وفاطمة بنت جبر الدار في ( ضوء البيت ) ومريم في (مريود) في تمردها وكسرها للصورة النمطية للمرأة الريفية ، ولكن حسنى هي من شخصيات رواية (موسم الهجرة إلى الشمال)، فكان هذا التناص الداخلي وإعادة إنتاج الشخصيات دافعاً اخراً لارجاء دراسة موسم الهجرة إلى الشمال ، وإفراد دراسة خاصة بها.
|
الجندرية
تحياتي الحزن كثبف
حضور ومتابعة ..
وواصلي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا حزني عليك يا صالح (Re: باسط المكي)
|
اطلعت على أجزاء من هذه الدراسة في نواحي نشر أخرى
وكم نسعد برؤيتها هنا كاملة.الذين يتمنون تمديد الدراسة لتشمل أعمال
الكاتب الكبير الراحل يمكنهم أن ينبهوا ل (رسالة إلى إيلين) ايضاً ول (مقدمات) .لكن في رايي إن مريود تكفي وزيادة لموضوع بحث اماني. ضمن سلسلة مقالات تضاريس التي اكتبه في ملحق عيسى الحلو بالاربعاء بلاراي العام نشرت قبل حوالي سنتين قراءة لمريود باعتبار ان هناك مريمين مريم الأولى هي المتعينة بنت ودحامد المشاكسة لنيل حقوقها ومريم الأخرى المتخيلة التي حملها الراوي في خياله طوال سني غربته تتكلم العربية الفصحى.( كان هذا هو لب مداخلتي في الندوة التي اقامها اتحاد الكتاب وقدم لهاالأخ فضيلي جماع (عام 1987م؟) وكانت بعنوان (محاكمة الطيب صالح) حضرها الكاتب وناقشه لفيف من القراء.
تحياتي لاماني وعثمان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا حزني عليك يا صالح (Re: كمال علي الزين)
|
العزيزات والاعزاء
شكراً لكن / م
ساعود ـ حين ميسرة ـ لاكمال انزال المادة
والرد عليكن / م تفصيلاً
شاكرة اهتمامكن/ م وصبركم/ ن واتطلع لاراءكم / ن حين اكتمال انزال المخطوطة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نخلة مريم: إلى روحه مع الحسرة (Re: الجندرية)
|
| Quote: "دفناها عند المغيب كأننا نغرس نخلة، أو نستودع باطن الارض سراً عزيزاً سوف تتمخض عنه في المستقبل بشكل من الأشكال" |
لايعلم مداها الا من عاشها حقيقة ( صورة البروفايل تكفي )
تحياتي يا اماني وفي انتظار اي شكل من اشكال المستقبل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نخلة مريم: إلى روحه مع الحسرة (Re: عبدالله ود البوش)
|
الأستاذة أماني
حديثك عن الطيب صالح و أدب الطيب صالح يفتح نوافذا جديدة على عالمه ( عالمنا)
الفريد‘ دعيني اعاود القاءة مرات حت يتسنى لى استيعاب الرؤية كما ينبغي ‘ او
أقرب قليلا
لك التحية
و الفرح بعودتك الى المنبر
الملك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نخلة مريم: إلى روحه مع الحسرة (Re: الجندرية)
|
امانى يا حبيبة الضلمة
الحزن عميق بعمق ابداعات فقيدالوطن والامه العربية
حزنا عليه سيبقى مخيم على اعمالة العتيقة
كل ما جات الذكرى كل ما بكت العيون والقلوب حتى الحروف الفى الكتب
متابعه معك بشغف هذا العمل الجبار
دائما بترفعى راسنا
شىء جميل .. جميل .. جميل
واصلى ... بجيك صاده بى رواقة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الجندرية
خضر حسين خليل
Emad Abdulla
ASHRAF TAHA
كمال ادريس
تراث
khatab
ناهد بشير الطيب
Tumadir
باسط المكي
Bushra Elfadil
محسن خالد
Tagelsir Elmelik
كمال علي الزين
عبدالله ود البوش
جعفر محي الدين
Siham Elmugammar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست