القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2009, 08:55 AM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز ...

    القاصة السودانية الشابة ( سارة الجاك ) قاصة واعدة صدر لها عن دار الحضارة المصرية مجموعة حملت اسم ( صلوات خلاسية)، وهذه المجموعة تعتبر أول الإصدارات التي اختارت القاصة قصصها لتكون مجموعة واحدة ، فللقاصة العديد من القصص الأخرى أتمنى أن تتاح لها فرصة التدوين في شكل كتيبات حتى نستطيع من خلالها التعرف على مقدرة هذه القاصة في توظيف السرد لخدمة ما تؤمن به ، وما تبشر به من خلال سردها الشيق الجميل .
    تتنوع تجارب قصص ( صَلَوَات خُلاسِيَّة ) للقاصة سارة الجاك ؛ بين القصة القصيرة والأقصوصة ، وتضم المجموعة بين ضفتيها سبعة عشر نصاً كُتِبت في الفترة الممتدة من 2006 – 2007م ، وقد حُظِيتُ من القاصة بمسودات النصوص ، فلها شكري وتقديري .
    من حيث الترتيب الموضوعي انحصرت المجموعة بين عنصري من عناصر الطبيعة المبهجة والمفرحة ألا هما : ( الوردة الحمراء ) كنص أول وختمتها القاصة ب (زهرة اللوتس ) .
    الإنسان والطبيعة محورا قصص هذه المجموعة ، ومن هنا كان التوقع بأن نصوص المجموعة ستخلق لنا أفقا عاماً نستطيع من خلاله أن نلمس الربط ما بين دلالة اختيار اسم المجموعة ( صَلَوَات خُلاسِيَّة ) وبين النصوص المكونة لها ، وذلك بأن نرى في نصوص المجموعة ما يؤكد هذه الصلوات الهجين أو الدعوات الهجين حيث أن الصلاة لغة : هي الدعاء ، وأن تكون قادرة على إعطاء المتلقي مبرراً لاختيار ذلك الاسم مثل أن يكون هناك نص بالمجموعة يحمل اسم ( صَلَوات خُلاسِيَّة ) ، ولكن يمكن اعتبار أن الهجين يأتي في هذه المحموعة من كونها شملت مواضيع عدة : الطبيعة ودلالاتها ، والحاكم الذي يأتي إلى الحكم بمحض الصدفة كما في قصة ( البروز البري ) و فلسفة شفافية النور في ( انكسار اللون الأبيض ) وتجليات ظهور اللون الأخضر في كثير من النصوص وفي قصة ( تراتيل المتاهة ) نجد أن القاصة قسمتها إلى تراتيل ثلاث : بدءأ من ترتيل ( الهبوط ) ثم ( ترتيل المتاهة ) ف (ترتيل العروج ) في ترتيب عكسي تحمل رحلة أنثى مع نفسها ونصفها الآخر في إطار لا يخرج من كونه حوار فلسفي بمنولوج داخلي ؛ بيد أن القاصة في قصتها ( حوارية الحنين ) تتجلى بوضوح المسحة الصوفية والصراع الحاد ما بين الرؤى والواقع ، وهموم الإنسان الذاتية وسعيه لتجاوز واقعه المهترئ نحو عالم القيم ، وتجسيد ( الكرامات ) في التغيير إلى ما هو أفضل أو ما هو مأمول ، وتسير القاصة في نفس الدرب ذي البعد الصوفي فنطالع قصتها (ديناميكا الأرض.... إستاتيكا الارتحال ) ففيها تنتصر الكاتبة للخلوة والمسيد والشيخ عندما تحلق ببطلها عاليا في لحظة تمنى فيها لو أن الأرض اختفت ليكون هناك ، وبذلك يكون عنوان القصة (ديناميكا الأرض.... إستاتيكا الارتحال ) مبررا ومناسبا .. لتفتح المجال للقارئ ليحدد بنفسه أي مكان هذا الذي سما إليه بطل القصة وكيف حاله الآن ؟ وكيف .. وكيف .. وكيف .. ؟ أسئلة ما تطفق تطوف بخيال القارئ عند الانتهاء من قراءة القصة ،ونبقى مع هذا الفيض الصوفي ونحن نقرأ النص الذي يحمل اسم (حُلُولات القَمَر عندَ فَاطْنَة تِـرْ ) ، وبالمجموعة أيضاً قصص أخرى غاية في الروعة والتصوير المدهش سأكتفي بالإشارة إلى مسمياتها حتى لا أفسد على القارئ حاسة التوقع ،ومن هذه القصص : ( خضاب الدم ) و( ونشيج ) و( قاطرة ) و ( ذات خسوف ) و (اشتراق ) و (اهتزاز في شبكيَّة البصيرة ) وأخيراً زهرة اللوتس ، ويمكنني القول إن القاصة قد نجحت في هذه التجربة ويمكننا من خلال قراءة هذه المجموعة أن ندرك خصائص هذه القصص من ناحية الرؤية ، والأداة ، والتكنيك الفني ؛ حيث نجد أن رؤية القاصة تتسم بالمثالية والروح الشفافة والمبادرة للتغيير ، والتطرق لكثير من الأشياء التي تمسك بخناق الإنسان وتكاد تعصف به ، ومحاولة علاجها برؤيتها الخاصة ذات الطابع المثالي الذي كله انتصار للخير واستشراف للحلم ، ونصب حربٍ للواقع المادي بما فيه من جشع وتحلل ، وهناك ظاهرة في لغة القاصة بجانب اهتمامها بالجمل الشعرية ، هي توظيفها للتراث الديني والشعبي ، خاصة الألفاظ ذات الدلالة الصوفية ، والمقولات المأثورة التي يزخر بها المجتمع السوداني مثل بعض الأشعار السائدة في جلسات الزار (يَا مَرْحَبَاً بِالخَوَّاجَةْ يَا مَرْحَبَاً دُوْدْ مَاجَهْ ) كما في قصة (اهتزاز في شبكيَّة البصيرة ) ، وهي اقتباسات قد قصدت بها القاصة التعبير عن الخط الدرامي لسردها ، والكشف عن التضاريس النفسية لشخوص نصوصها ، محاولة منها لاستبطان شخوصها أو بعضها وسبر أغوارها ومعايشة وضعها الداخلي من قلق وتوتر ومعاناة ؛ أما التكنيك الفني لهذه المجموعة القصصية نجد أن القاصة قد مازجت في نصوصها ما بين السرد والحوار ، وأحياناً تلجأ لاستخدم أسلوب الارتداد في بعض النصوص ، وقد وضح أن المجموعة بها عدد من القصص يعرف بالأقصوصة ، وهي التي تحتل مساحة ضئيلة قد لا تتجاوز الصفحة الواحدة مثل (الوردة الحمراء) ، (البروز البري ) ، وكما هو معروف فإن هذا النوع من القصص يحتاج في شكله الفني إلى قدر كبير من التكثيف والسيطرة المحكمة على البناء الفني ؛ أما قصة (تراتيل المتاهة ) إذا أخذنها كما أرادت القاصة مقسمة إلى أقصوصات نكون قد تعرفنا إلى شكل فني حديث استخدمته القاصة حيث أنها نوَّعت المشاهد داخل القصة الواحدة ، بحيث تبدو في الظاهر مُجزأة ، منفصلة ، ولكنها في النهاية تكون رؤية واحدة ، هي تعميق الموقف بكل تفاصيله في حياة الإنسان عموماً .
    إذاً هي دعوة للجميع للإطلاع على هذا السفر الذي حاولت فيه القاصة الاستفادة من الحداثة في كتابة القصة القصيرة وتطوير أدواتها الفنية ، وعرض بعض التقنيات الحديثة ، كتوظيف الحلم كما في ( حوارية الحنين ) ، واستخدام تيار الوعي كما في (خِضَابٌ مِنْ دَم ) وغموض الرمز كما في ( الوردة الحمراء ) ، ( وزهرة اللوتس ) .
                  

12-12-2009, 10:09 AM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز (Re: عروة علي موسى)

    تمارس القاصة في هذه المجموعة القصصية قدراً من نداء الطبيعة ، وتؤكد على تراص عناصرها من أجل البقاء ، وكل هذا يكون بدلالات رمزية كبيرة بدءًا من العنوان كما في أقصوصة ( الوردة الحمراء ) دلالة الحب وتدله الأنثى ، ورمز( القطف ) بمعنى التعدي عموماً ، ويكون الغرض من تراص عناصر الطبيعة( الأنثوية ) مع بعضها البعض هو حماية نفسها ، وهنا إشارة من القاصة على أن مجتمع الأنثى له القدرة على حماية بعضه البعض ، وذلك بالتنادي حين تكون أحدهن في موقف يمكن أن يصيبها مكروه من بعض المارقين على قانون الأخلاق والعرف الاجتماعي ، وذلك مثلما فعلت ( النحلة ) الصديقة المخلصة وبذلت ما في وسعها لإنقاذ صديقتها ( الوردة الحمراء ) رغم إصرار المارق على (القطف ) الذي هو هنا رمزاً للتجني وعبور الخط الفاصل ما بين الفضيلة ونقيضها . لتشرق الحياة بين عناصر الطبيعة ( الإناث ) ويحلِّقن مع قوس قزح كرفيقين .
                  

12-13-2009, 10:26 AM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز (Re: عروة علي موسى)

    هذه القصة باسم ( ظلال ) ليست ضمن مجموعة ( صلوات خُلاسية ) ولكني أردت بها أن أقف معكم على قدرة القاصة على السرد ..
    فنقرأ جميعاً هذا النص ثم سأعود من بعد لتقديم قراءتي حوله :
    :
    :

    ظلال
    بحثتُ عني ، دخلتُ عليّ ، أغلقتُ البابَ خلفي ، توجهتُ إليه ابتسم صمتُ ولم أكنْ شيئاً ... المسافة ُ بيننا ممتدةُ وبعيدة ، أتمعنُ فيه بلا حراك ، أرفعُ قدمي لأسعى إليه لكنها تأبى ...
    هو يبتسم ...
    أنا أكدح إليك : لأًلاقيك ، اعنّي خففني مني ، ارفعني ، ارفع قدمي لأبلغك ، أُحادثه لكنه ...
    بل يبتسم ...
    لابد لي من بقائي أَمامك وإياك أماني ، دونك هلاكي ، أيا أنت ...
    أنام بتناهيدى ، أُطبق جفني تُضئ روحي ، الضوء بعيد وخافت ، أخضر ينبعث من شمعة ٍ زيتونة ٍ محايدة ، تصبحه رائحة القرنفل ، أرفع قدمي ...، أخطو ..، أسمو ... أكاد أبلغه ...
    أبحث عنى تسيل دموعي تعزف موسيقى حزن ، شموع تتراقص على أنغام سيمفونية الدموع ، ظلال تنعكس من ضوء الشموع ، الشموع ترسم ظلالي وكذلك دموعها ...
    دخلت علىّ أغلقت الباب خلفي ، حلمت بأني الميرم ، افترشت الحرائر والتحفت أرياش النعام في غرفتي الجميلة المعطرة ، أردت مليكي ، استنسخت مني أخرى ، انتظرتها انكمشت ، ضمرت ، تحولت لضلع أيسر ، انشطر فكان عظام قفص صدري ، سويتها من اعوجاجها ، كسوت العظام لحماً، صارت أدمى ومليكي ، دخل عليّ أغلق الباب خلفه ....أمامنا الأنواع المنوعة من الخمر والعجة ، أخذنا منهما زادنا لإبحارنا فينا ، راق مزاجه راق مزاجي ، واقعني كنت مهرته التي لا تروض .
    وكان فارسي شديد المراس اشتد أوار النزال هناك وجدناه حيانا ، وابتسم ومضى . نزل منى حييته على نزاله حي ّجيوش الحروف في دمى ، كتبت القصة ، تمنيت مقارعة الشعر ، صحوت برأس مثقل ، نشوة ناقصة مالحة ، عظام حوضي تؤلمني ، أوقدت الشمعة كتبت : ( رسمتني ظلالها على الجدار بنهدين رحيبين ، خصر ناحل ، صدر ناحب ، خد متلألئ بالدموع ... )
    أنا دمية تحركها خيوط ، يعيرها محركها صوته ، يجرى قوله على قولها تتراقص طربانة تُضحك رواد مسرحها ، تبكي بلا صوت لأنها منزوعة الحُنجرة ، يتبعها فني الإضاءة بالشموع ليريها ظلها في الجدار لكن هيهات لأنها أيضاً منزوعة الصوت ...
    أطفئت الأنوار ، أوقدت الشموع ، ذاب خيط الشمعة الكبيرة ، تفلطحت كقبعتي ، انسربت الدمعات وتراكمن ، عرضت الشمعة فكانت كتفاي ، رسمتني الشموع في الجدار المقابل ، طفلة ترتدي قبعة تتباهى بها أمام صديقاتها المتحلقات حولها لاعبت ظلها والشمعة ، ثم وقفت ولم يقف ظلها ، لان الهواء يراقص لهبات الشمعة أضيئت ألأنوار ، هُنئت بعيد ميلادي الرابع ....
    أبحث عني ،أدخل علىّ أغلق الباب خلفي ، أطبق جفني تضئ روحي ، أرفع قدمي ، أخطو ، أسمو ، أبلغه هو داخلي ...
    وجدتني عندي لبرهة ، سالت دموعي فرحاً ، عزفت موسيقى صاخبة ، تراقصت الشموع على أنغام سيمفونية الدموع ، الشموع رسمت ظلالي كذلك دموعها !

    سارة الجاك ،،،
    23-8=2008
                  

12-13-2009, 12:32 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز (Re: عروة علي موسى)

    Quote: اعنّي خففني مني
                  

12-13-2009, 05:11 PM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز (Re: حمور زيادة)

    يا هلا ومرحب بالأستاذ :
    حمور زيادة
    وحتماً موعود هذا البوست بإشراقات نقدية راقية
    تقبل تحياتي
    رغم إن دخولك كان من دونها
    عروة ،،،
                  

12-17-2009, 11:06 AM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز (Re: عروة علي موسى)

    القراءة للنص ( ظلال )


    تبدأ القاصة قصتها بالبحث عن نفسها / البطلة ، فتبدو الغرابة التي تجعل هذا البحث والدخول إلى أسرار الذات عنصراً مهماً وجذاباً وشاداً للمتلقي ، فيسعى خلف السطور لسبر أغوار هذا البحث الغريب ، وهنا تكون القاصة / البطلة قد استطاعت أن تستولي على القارئ منذ الوهلة الأولى وجعلت له دافعاً للتعرف على الشيء الغريب .
    الشخوص في القصة تتمثل في البطلة / القاصة كشخصية محورية ورئيسة ، وشخصية ثانوية تتمثل في صديقات البطلة بيد أنه لا بد من الإشارة إلى شخصية محورية ومهمة تستنتج استناجاً ، وقد استطاعت القاصة وبحكنة وبمهارة عالية على إبرازها ألا وهي شخصية ظل البطلة المنعكس من ضوء الشموع .
    المكان واضح لا غموض فيه تعرفنا عليه من خلال حديث البطلة / القاصة (أغلقتُ البابَ خلفي ) إذاً هو مكان مغلق ومحدد المعالم وصفته القاصة جيداً (والتحفت أرياش النعام في غرفتي الجميلة المعطرة ) وبذا نكون قد عرفنا ليس هناك في القصة من شخصية محورية إلا شخصية البطلة وذاك الظل من الشخوص غير الحقيقية ولكنه مؤثر وحوله تدور أحداث القصة .
    الموضوع يتمثل في رغبة القاصة العودة للوراء إلى عالم الطفولة ، والنقاء حيث لا ذم ولا ثم اعتداء ، وتلك هي أماني النفس للهروب من واقع اليوم المليء بالرتابة المتسخ من رغائب النفس وسوء حالها .
    البناء القصصي محكم ومتين إذ أن القاصة ما زالت تحكم قبضتها على المتلقي وتجره إلي نصها جراً ، وهنا تمارس القاصة قدراً كبيراً من الإيهام فتلجأ إلى العرض ذي الدوافع الأيروسية عند لقائها من تبحث عنه ، فتقول على لسان بطلتها : ( واقعني كنت مهرته التي لا تروض ) ومن ثم أكثر تحديداً عن قولها : (وكان فارسي شديد المراس اشتد أوار النزال هناك وجدناه حيانا ، وابتسم ومضى . نزل منى حييته على نزاله حي ّجيوش الحروف في دمى ، كتبت القصة ، تمنيت مقارعة الشعر ، صحوت برأس مثقل ، نشوة ناقصة مالحة ، عظام حوضي تؤلمني ، أوقدت الشمعة كتبت : ( رسمتني ظلالها على الجدار بنهدين رحيبين ، خصر ناحل ، صدر ناحب ، خد متلألئ بالدموع ... )
    وهنا يظل المتلقي في حالة من حالات الترقب والانتظار لما سيحدث ، فيبقيه ذلك مشدوداً ومتحفزاً لحل العقدة ، ومعرفة هذا الذي أُدعت له النمارق وأبيحت له الأسرار .
    تخيب القاصة ظن المتلقي عندما يدرك أن ما ظل طوال لحظات متابعته للنص منتظراً لمعرفته ما هو إلا انعكاس صورة القاصة على الجدار عندما كانت طفلة تلهو وتلعب دون رقيب ، وأن ذلك اللقاء الذي استخدمت القاصة الأسلوب الأيروسي في أبرازه كان من أجل ذلك الظل البريء ، وهذا يؤكد قولنا بأن البعد الأيروسي كان الدافع منه شد انتباه القارئ وقد نجحت القاصة في ذلك تماماً ، بيد أنها صاغته من وحي خيالها في لحظة يتمنى الإنسان كثيراً أن لو يرجع به الزمان القهقرى ليهرب ولو للحظة من واقع حياته الحالية ، وللأمانة فقد استطاعت القاصة تصوير ذلك المشهد بحرفية عالية وخلقت منولوجاً داخلياً مع ( الذات الصغيرة ) يتميز عن غيره من الحوارات الذاتية بأنه مصحوب بحركة ومؤثرات ضوئية وغيرها مما يتيح الفرصة لتخيل واقع مسرحي بديع .
    أميل إلى أن تعمد القاصة إلى عدم إظهار كلمة طفلة في مشهدها الأخير وتكتفي فقط بهذه العبارة : ( هُنئت بعيد ميلادي الرابع ) ليكتشف المتلقي أين كان وماذا اكتشف حينما وصل إلى نهاية القصة ، وهذا بلا شك سيخلق بعداً خيالياً رحباً للمتلقي لإدراكه وعند الاستغراق فيه سيكون هو من يبحث عن ذلك الظل البريء الذي هو بين جنبيه وساكناً فيه .
    بالنسبة لنا انتهى الأمر وأصبحنا في صمت نحدق في البعيد علنا نستشرف ملامح ذلك الظل البريء ، ولكن الأمر بالنسبة للقاصة ما أنفك يمارسها ويجول بها حنيناً ودموعاً وبحثاً مضني تحاول الانعتاق والتحرر لأنها تدرك أين مكانه وتعرف فيض ابتساماته .
    لا يفوتني أن أشير إلى أن القاصة في بداية السرد خلقت نوعاً من اللبس في تداخل الضمائر مثل ضمير المتكلم وياء المتكلم (بحثتُ عني ) فلو تم الاستعاضة عنها ب ( بحثتُ عن ذاتي ) لسلمنا من محاولة قراءتها بحثتَ عني ( فيكون المقصود أنت ) وحتى لو حدث ذلك من الوهلة الأولى وتم تداركه بعد ذلك ، إذ أن ذلك ربما يؤدي إلى خلق هوة ما بين المتلقي وما بين حبسه لمتابعة النص .

    عروة،،،

                  

12-17-2009, 03:13 PM

ثروت همت
<aثروت همت
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 397

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز (Re: عروة علي موسى)

    Quote: ، تبكي بلا صوت لأنها منزوعة الحُنجرة


    يااا كيف تأتيها العبارة.
                  

12-19-2009, 07:46 PM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز (Re: ثروت همت)


    الأستاذة ثروت همت
    سلام ومحبة
    وجزيل الشكر على المرور من هنا
    :
    :
    عروة ،،،
                  

12-20-2009, 06:57 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز (Re: عروة علي موسى)

    للحبيبة سارة
    اولا مبروك الانجاز الرائع"لازم تجيبى لى هديتى من الكتاب "
    اعجبتنى اللغة التى تعنى انها شابة مزدانة واحتها بالاطلاع
    واضح من سياق الكتابةانها مهتمة بالمفردة وتركيبها الى حد كبير
    لكن هذا لم يحدث خللا فى سياق النص نفسه
    فى القصة التى اتيت بها اخى عروة من خارج المجموعة احسست انها تحدث ذاتها من اول وهلة
    لذلك لم تقم بكتابة "ذاتى " فى النص
    وهذا ما جعلنى استمتع بالقراءة فى هذا النص الذى تتحدث فيه عن ذاتها
    واستخدمت الضمير "انا" وبات المخاطب هنا "هى نفسها " حيث تنسب الاحداث وتنقلها الينا عبر "حالة ذاتية "
    مما اكسب النص مذاقا خاصا
    ربما لانى استخدم تلك الطريقة فى زمان كنت اكتب فيه القصة
    ما علينا
    لكنى معجبة بطريقتها فى السرد واللغة العالية والتماهى بين الذات والاخر
    سارة الجاك كاتبة واعية لانسانيتها وانوثتها الكتابية
    تحياتى لكما
                  

12-22-2009, 09:50 AM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    Quote:

    للحبيبة سارة
    اولا مبروك الانجاز الرائع"لازم تجيبى لى هديتى من الكتاب "
    اعجبتنى اللغة التى تعنى انها شابة مزدانة واحتها بالاطلاع
    واضح من سياق الكتابةانها مهتمة بالمفردة وتركيبها الى حد كبير
    لكن هذا لم يحدث خللا فى سياق النص نفسه
    فى القصة التى اتيت بها اخى عروة من خارج المجموعة احسست انها تحدث ذاتها من اول وهلة
    لذلك لم تقم بكتابة "ذاتى " فى النص
    وهذا ما جعلنى استمتع بالقراءة فى هذا النص الذى تتحدث فيه عن ذاتها
    واستخدمت الضمير "انا" وبات المخاطب هنا "هى نفسها " حيث تنسب الاحداث وتنقلها الينا عبر "حالة ذاتية "
    مما اكسب النص مذاقا خاصا
    ربما لانى استخدم تلك الطريقة فى زمان كنت اكتب فيه القصة
    ما علينا
    لكنى معجبة بطريقتها فى السرد واللغة العالية والتماهى بين الذات والاخر
    سارة الجاك كاتبة واعية لانسانيتها وانوثتها الكتابية
    تحياتى لكما



    أم العروس سلمى الشيخ سلامة
    سلام ومحبة
    أسعدني هذا السرد الشيق والقراءة الممعنة في الكشف لما بين السطور
    أعرفك جيداً واعرف قدرتك على الكتابة منذ التسعينات عندما كنت طالباً بمصر ؛ لذا لا بد أن تكون لك رؤية قد نختلف عليها ولكني أكن لها كل التقدير والاحترام ؛ حيث أن نظرتي كانت في تداخل الضمائر ( المخاطب والمتكلم ) والتي ربما أحدثت قطيعة بين القارئ والنص قد يتجاوزها من له القدرةة على الاستدراك سريعاً كما في حالتك ، وقد تغيب على البعض ..
    وعموماً كما قلتي ( ما علينا )
    فقد سبقنا الخليل حين لاح :
    (يا دهر أهوالك تسارق ... منا كم كم شابت مفارق
    ما علينا ... الفات كلو فارق .. رُقنا ولا نعيد الملام )


    عروة ،،،
                  

12-22-2009, 02:57 PM

حامد بخيت الشريف

تاريخ التسجيل: 12-28-2007
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز (Re: عروة علي موسى)

    رغم شهادتي المجروحه في حق ساره إلا انني لا أذيع سراً اذ اعلن اعجابي بكتابتها وتقنيتها في السرد فهي في بحث مستمر عن تقنيات جديدة في السرد مما أكسبها قدرة عالية على توريط السرد في حالات من الشعرية وعلو اللغة . وربما - وهذه على مسؤليتي- هي من بين القلائل الذين يجيدون تقنية تدوير الزمن في الكتابة السردية
                  

12-24-2009, 11:11 AM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز (Re: حامد بخيت الشريف)

    Quote:

    وربما - وهذه على مسؤليتي- هي من بين القلائل الذين يجيدون تقنية تدوير الزمن في الكتابة السردية



    أبو التومات سلام
    وايضاً أنا على مسؤليتي ...
    من أجل ذلك كان افتراع هذا الخيط ..


    عروة ،،،
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de