|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
الأخ د. عبد المطلب صديق تجدني من أوائل المعنيين بموضوع هذا البوست الوفاء، ذلك أني قد حظيت بالعمل مع أستاذنا العزيز وصديقنا الدسم يحيي العوض، سنوات رئاسته لتحرير صحيفة الفجر اللندنية المعارضة، عندما أختارني كمحرر أول، مسئولاً عن تحرير الصفحة الأولى والثقافية إلى جانب عمودي ( هتاف الصامتين) و( قالو وقلنا)! ضمن نفر عزيز من الصحفيين السودانيين بلندن، ولقد أتيحت لي على المستوى الشخصي فرصاً نادرة في شأن الصحافة والعمل الصحفي، أولها شرف الاقتراب من صحفي يعد من جيل المخضرمين القلائل في الصحافة السودانية، فاقتربت منه قدر حدود استطاعتي واستطاعته، واستطعت ملامسة خبراته وتجاربه التي أتمنى أن أكون قد إستفدت منها كمنحة نادرة نلتها بعد أن إنتقلت للعمل بصحيفة الفجر من صحيفة ( صحارى) العراقية التي كنت أعمل بها في بودابست العاصمة الهنغارية، وثاني الحظوظ تلك السانحة التي توفرت لي على المستوى الشخصي، للتعرف على ذوق التحرير الصحفي وأبجدياته (بالنكهة) السودانية الخالصة!،فقد كانت صحيفة الفجر مدرسة صحفية بحق وحقيقة، تعرفنا خلالهاعلى كيفية المزج البارع بين أن تكتم - كصحفي - غضبك المشروع مما يجري في وطنك من مساخر، وتترجمه بمسئولية احترافية في ضبطك للمعاني والسمو بالكلمة الصحفية إلى مراقي عفة اللسان والابتعاد عن الجنوح للتهاتر والاستجابة لأستفزاز الواقع المرير لبلدك وشعبك، في ظل نظام ديكتاتوري ليس في عرفة أي تقدير لمثل هذه القيم والأعراف، بل يكشطها من قاموس تعامله مع الآخر، ( ككاشطة) المطر والمياه من زجاج السيارة أمامك، حسب تعبير أستاذنا يحيي العوض نفسه في إحدى مقالاته الرائة!، ومن جانب آخر فقد أثمرت دراساتي الصحفية بقربه، تحريري لعمود ( أرشفة الضحك) بصحيفة الميدان الحالية، وتطور العمود فيما بعد ليصدر في كتاب أنيق يؤكد على أهمية الطرفة والملحة السياسية في حياة السودانيين!،وبالطبع فإن حقوق التجربة محفوظة لاستاذنا يحيي كما أشرت في مقدمة الكتاب، إذن أنا ضمن أسعد الناس بهذا الخبر الذي تزفه لنا حول ما سيتحفنا به أستاذنا العزيز يحيي العوض بالسفر الذي يعكف على إصداره حاليا، الأمر الذي سيعين القارئ للوقوف على صدق ما أحكي حول صحفي سوداني برع في التأسيس لمنهج راقي في التعاطي الصحفي، له ولك التحية، وأشرق الله صباحك ومسائك بهذا الخبر المفرح.. ريثما أعود لأواصل في هذا البوست الذي نأمل أن يكون تعريفاً بواحد من قلائل الصحفيين الذين تبقوا لنا في ساحة الفكر والصحافة والسياسة السودانية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: حسن الجزولي)
|
يا دكتور عبد المطلب صديق لك التحية والتقدير وأول حاجة تحياتنا وسلاماتنا للعزيز الأستاذ يحى العوض الذي كان التواصل بيننا مستمراً وأنقطع مع لزوميات الحياة ... ورغم أنني لم ألتقيه مباشرة فقد عرفته قبل التواصل الأسفيري أيام إعدادي لكتاب "ببليوغرافيا الصحافة السودانية في قرن 1898-1998م" منذ بداية عملي عليه في العام 1998 حتى صدوره في العام 2001م، ثم لما عرفته كان أحد همومه التي ظل يحدثني عنها كثيراً هو أمر التوثيق للصحافة السودانية، وكما تعلم يا عزيزي عبد المطلب أن هناك الكثير الذي لم يكتب بعد عن الصحافة السودانية، رغم المجهودات الكبيرة التي ظلت تقوم بها لجنة توثيق تاريخ الصحافة السودانية بالمجلس القومي للصحافة، والتي عملت بداخلها لفترة من الزمن. ولا شك أن ما سيكتبه أستاذنا يحى سيكون خطوة واسعة في طريق التوثيق، وسيكون لبنة قوية ضمن لبنات بناء تاريخ الصحافة السودانية الذي نحتاج إليه أكثر من أجل استشراف مستقبلها عبر تطويره للحاضر ... سنكون من المنتظرين معك مجهودات الأستاذ يحى العوض ...
وله التحية والتقدير ولك ...
احتراماتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
أهلا يا دكتور
ندعو لأستاذنا يحي العوض بالتوفيق ليواصل مسيرته التوثيقية وهي لا تقتصر على الصحافة السودانية، فله صولات في ميادين أخرى بدأت بمجلة القوم ولن تقف عند الموقع التوثيقي الهام على الإنترنت للصوفية والتصوف في السودان.
هذا عمل ممتاز وملح، فرحلة الصحافة السودانية بحاجة للتوثيق والدراسة، فالرجوع إلى فترات الإزدهار لازمة في السعي للخروج من الوضع الراهن الذي لا أعتقد أنه يسر أحدا.
أشد على يد الأستاذ يحي العوض وأشدد على أن مساهمته هذه مطلوبة جدا، وهو جهد ينبغي أن يسهم فيه كل من يستطيع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: عثمان كباشي)
|
شكرا يادكتور على البوست التقيت مؤسس الفجر قبل اشهر في اسمرا حيث كنا في فندق واحد ووجدت الرجل يحمل الصحافة السودانية منهجا وتاريخا في قلبه الابيض ورجوته ان يكتب لنا وللاجيال الجديدة هذا الارث الضائع بقلمه البصير وهاهو الان ينتج ... ادام الله عليه الصحة والعافية... ومن هنا له التحية مزجاة ولشخصك الكريم. هناك عدد كبير من الاساتذة من شيوخ المهنة في مختلف اصقاع المعمورة نتمنى ان يكتبوا لتوثيق مسيرة الصحافة السودانية التي ضاعت معالمها التاريخية بسبب العراك السياسي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
أستاذنا و صديقنا عبدالمطلب صديق ،،،
طالعت لأكثر من مرة في سودانيل المقال الرصين لأستاذنا الجليل الصحفي المخضرم يحي العوض (السودان: المنارة أم الجسر؟) و قد كانت مطالعتي للمقال في المرة الأولي إلتهاما بنهم خوفا من فقدانه أو فقدان الموقع المنشور عليه، أو من أن يحدث أمر مفاجئ لا أتمكن معه إكمال متعة إلتهام المقال،،، أو أن يتلاشي المقال في حد ذاته و تتناثره مشاعر الشقف و الولع لدي القراء و تتفرق كلماته و متعته بينهم فلا أنال منه شيئا!!! و لعل هذا الشعور كان نابعا من فرحتي بفكاك قلم كاتبنا الجليل من مداد الصمت إلي ساحات البوح الصادق و القول الجرئ إعمالا لسنة الحياة و من أجل ديمومة التطور و إستمرارية لحظة التكوين ،،، و من أجل أن تمتزج زكريات أستاذنا الجليل و ما يسطره ضميره الناصع و قلمه الجامح ،،، بما يتيسر منها ،،، و تتداخل مع تطلعات و آمال الشباب من أبناء شعبنا الكريم جيلا بعد جيل ،،، خاصة و قد كنت دائما أشجعه و أرجوه أن يبدأ مشروعه الكبير كلما سنحت لي الفرصة للقائه في مكتبه العامر في الطابق الثاني بجريدة الشرق و تناول بعض أطراف الحديث معه و هو يستقبلني كعادته بوجهه الصبوح و فاله الطيب،،، و قد كان يتحفني و يكرمني دائما في مثل كل تلك سانحة بفنجالي المفضل من البن العجمي الأصيل ذو الرائحة الزكية و لازمته من كوب الماء البارد ،،، فقد كان دائما مكتبه و مجلسه يعج بالبن الجيد، و الماء الجيد، و الحديث الجيد، و الكتاب الجيد و الأفكار المستنيرة و بعض اللوحات الإعلانية للدورات التدريبية و السمنارات و الندوات الجادة المنشورة علي جوانب المكتب بترتيب و إنتظام و هي تطفي عليه نوعا من الجمال و السمات الخاصة التي تحيط الزائر أو الجالس بجو من الجدية و الإبداع و تجبره علي إحترام صاحب المقام و كل أهل المقام ،،، و تجعله يخرج و هو ملئ بصاحب المقام داعيا له "هنيئا لشخصه و هامته بجريدة الشرق" و ملئ أيضا بجريدة الشرق داعيا لها "هنيئا لها بشخص كاتبنا و هامته" ،،، يسعدني بالتأكيد نشر هذا التوثيق في فضاءات بكري أبوبكر التي هي منبرا للشرفاء من كل صوب و فج ،،، و يسعدني أن أكون فاعلا و مشاركا بإستمرار في هذا التوثيق ،،، فقد هدأت النفس قليلا و إطمأن القلب و أيقن الضمير أن ما تسطره الأقلام الشريفة كقلم كاتبنا الجامح ،،، كلمات لا متناهية، مدادها لا ينضب، غير قابلة للتناثر أو التلاشي و ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة ،،، جيلا بعد جيل ،،،
أجزل الشكر للدكتور عبدالمطلب صديق لفتحه هذا البوست التوثيقي الهام الذي هو في المقام الأول وفاءا لمهنة الصحافة و للأجلاء ممن سطروا تاريخا ناصعا في ميادينها و سنواصل معكم علي قدر ما نسطيع إليه سبيلا ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
الحديث عن (أبو التومة) شيخ العرب الدكتور عمر محمد نور الدائم حديث له شجون و يحتاج لمجلدات لثراء و عمق تجربة الفقيد و الذي برحيله دخلت النيل الأبيض بشكل عام و قبائل الحسانية و الحسنات و عموم قبائل الكواهلة ببحر أبيض أو (بحر جدنا كيوات علي حد قول الحسانية) بشكل خاص في مرحلة جديدة فقدت فيها دون أدني شك أو ريبة أحد أبرز شيوخها و قياداتها و ركائزها و أعمدتها و رموزها القبلية و الطائفية و الدينية و السياسية و الوطنية ،،، و لكل ذلك و فضلا عنه فقد كان الفقيد رمزا بارزا، (بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني)، من رموز العمل الوطني علي مستوي الوطن علي إتساع أرضه و تنوع شعبه و كامل عمقه و حدوده الجغرافية و السياسية و الإجتماعية ،،،
أبو التومة هو اللقب أو الإسم الذي إشتهر به عمر نور الدائم بين قبائل النيل الأبيض ،،، و التومة ليست إبنته كما يبدو من الوهلة الأولي و إنما هي خالته الحاجة التومة حاج محمد هباني التي ربته منذ نعومة أظافره بعد أن فقد والدته الحاجة الحرم حاج محمد هباني و هو في سن مبكرة ،،،
و نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
Quote: الاخ اشرف
متابعة هذا البوست تساعدك على معرفة من هو مؤسس الفجر اما الفجر فقد تاسست عام 1996 وكان من كتابها عدد غير قليل من الصحفيين والمفكرين والسياسيين السودانيين . ولك الشكر |
من الذي قال لك ان صحيفة الفجر تاسست عام 1996؟؟؟ علي حسب معلوماتي ومصادري الصحيفة تاسست في العام 1993 ولم يؤسسها الرجل الذي ذكرت بعد فترة من انشائها تم اغلاقها لظروف خاصة لكن لم يباع الاسم او عقد الجريدة الي اي شخص فمن الذي اعطي الرجل الذي ذكرت الحق بتسمية الصحيفة الفجر؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
الأخ د. عبد المطلب.... تحياتي، مع كامل الإحترام للاستاذ الصحافي المخضرم يحيى العوض وعُمر تجربته في الصحافة السودانية، فإنه ليس (شيخا)ً للصحافة السودانية، كما تقول. إذا أخذنا الأمر بحساب سنواته في دروب الصحافة، فإن هناك من ولجوا هذه الدروب قبل أكثر من خمسين عاما ولا تزال أقلامهم في قمة عنفوانها وتتحفنا يوميا بالمفيد. عبارة (مؤسس صحيفة الفجر اللندنية)، أو أي صحيفة، يعطي انطباعا بـ"عراقة" الصحفية وانتشارها الواسع واستمرار وجودها بين أيدي القراء، إلا ان ذلك لا ينطبق على "الفجر" التي تتحدث عنها. فقد كانت صحيفة (اسبوعية) محدودة التوزيع لم تعمّر طويلاً، والأعداد التي صدرت خلال "عمرها القصير" محدودة تماما. وكان من ضمن كتّاب "الفجر" (الأرترية) محمد محمد خير ومحمد إبراهيم الشوش. تحياتي،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: الهادي هباني)
|
الاخ أشرف تحياتي نعم 00 صدرت صحيفة باسم الفجر في لندن عام 1993 وكان رئيس تحريرها الدكتور خالد المبارك وقد توقفت بالغعل كما ذكرت ، الا ان القانون في بريطانيا يسقط التصديق في حال عدم التجديد ولذلك سمح لملاك الفجر الثانية بحمل الاسم عام 1996 ، وقد سبق الفجرين فجر اخر هو فجر عرفات محمد عبد الله . ( عرفات محمد عبد الله صاحب الفجر 1899-1936م ) وهو صاحب الحق ولكن للاسف لم يكن حينها قانون ينظم الملكيات ولا جهة تحفظ حق التسجيل ولو عدنا لهذه المشكلة لوجدنا عددا من الصحف صدرت باسماء يملكها اخرون ولربما كان هناك فجر سبق كل هؤلاء .. ما يهمنا هو التوثيق لهذه التجارب ولا مانع من التمحيص والتدقيق وهذا ما حدث بالفعل ونشكرك على الملاحظة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: الهادي هباني)
|
أما القصة الثانية لبنات تبيرة فاطمة و آمنة لها علاقة بزواج نون إبنة شيخ العرب ،،، و هي أن إثنتيهما قد رافقتا جيش المهدية بقيادة الأمير الزاكي طمل و الذي كانت وجهته الحبشة ،،، و قد أعادهن الأمير إلي ديارهن هن و حاشيتهن تحت حراسة بعض فرسان المهدية بقيادة أحد مقاتلي الأنصار من قبيلة الزغاوة و الذين أوصلوهن بسلام حتي مسقط رأسهن نعيمة ،،، و بعد مرور قرن من الزمان شاءت الظروف أن تتزوج حفيدة الحاجة آمنة بت تبيرة أحد أبناء الزغاوة الكرام الدكتور صلاح مناع المقيم حاليا هو و رفيقة حياته نون عمر محمد نور الدايم و أبناءهم بمدينة قوانقزو بجمهورية الصين الشعبية ،،، فعندما وافق شيخ العرب علي زواج دكتور صلاح مناع من بنته نون لكريم خصاله و حسن خلقه و كرم أهله و قبيلته كان أيضا وفاءا لذلك المقاتل الأنصاري الوفي من قبيلة الزغاوة الذي رافق هو و جنوده والدة شيخ العرب و خالته و حاشيتهن إلي بر الأمان ،،،
و لعل هذه القصة تدحض و تسقط قصة "الناس في شنو و الحسانية في شنو" المبنية علي الرواية القائلة بأن الحسانية إعتذروا عن تلبية نداء قبائل الوسط للإستعداد لمقاتلة جيش الدفتردار المتقدم ناحية النيل الأبيض بحجة أن لديهم سباق حمير ،،، فهاهن إمرأتان من أعيان قبايل الحسانية كن ضمن جيش المهدية بقيادة الزاكي طمل لنشر الدعوة المهدية في بلاد الحبشة و قد حضرن هزيمة الملك يوحنا ملك الحبشة في معركة القلابات الشهيرة ،،، فلا فرق إذن بين بنات تبيرة و مهيرة بت عبود ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
الاخ الفاضل دكتور عبد المطلب وضيوفه الكرام
سلامات
عبرك ايها النبيل احيي الصحافي القدير بيراعه الاصيل استاذنا العم يحي العوض على مشروع هذا السفر الوفائي النبيل في حق قامةوطنية تستحق هذاالوفاء بقدرما اوفت واجزلت العطاء لشعبها في اعلى معاني الايثار ونكران الذات اي اخي وصديقي ( بن عمتي وخالتي)الراحل دكتور عمر نور الدائم والذي بفقده فقد الوطن واحدا من اكثر ابنائه نبلا وشهامة وشجاعة وهو واحد من اخر رهط السودانيين النبلاء الشجعان مهمااختلفت معه تجده دوما اخا وابا وصديقا وفارسا يزود بصدقه وشهامته عنك في اعلى حالات البذل والعطاء ويكفي ان يوم رحيله قد ودعه كل الوطن بمختلف الوانه وسحناته واديانه وافكاره لانه بسودانيته كان يجسد كل تلكم الاطياف وقد كان صديقا واخا وابا للجميع وكان منزله في اسمرا ملاذا ومضيفة للختمي قبل الانصاري ويؤمهاثوار الحركة الشعبية والتحالف والشيوعي وحركة حق والاسود الحرة ومؤتمر البجا وكل عابر سبيل سوداني قصد الطريق الى تخوم ارتريا الحرة باحثا عن دروب النضال حيث كان في سكته الى اسمرا لا بد وان يمر على عرين ذاك الاسد الشيخ ( ابو التومات) اي بيته وهو قبلة كل الاحرار وهم سودانيون في بيت عمر السوداني قبل الانصاري.. الا رحم الله عمرا واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: هشام هباني)
|
الشكر الجزيل للاخ هباني على هذه الطلالة والكلمات المؤثرة في حق شيخ العرب الدكتور عمر نور الدائم لقد اوفى اهل النيل الابيض لشيخ العرب حقه حين منحوه اكثر من 31 الف صوت من اصل 32 الف صوت هم جملة المسجلين في الدائرة كحدث يوثق له في تاريخ الانتخابات السودانية 00 وعندما تولى حقيبة وزارة الزراعة وضع المصريون ايديهم على قلوبهم لما لهذا الملف من خطورة على الامن الغذائي المصري 00 والسؤال اين بقية الحسانية ، اخشى ان يكون لهم سباق روزالرويس .. ولم يسطر اكثرهم كلمة واجب في حق الرجل القامة والتاريخ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
الحاجة فاطمة علي عبد القادر هجيليج (أم العول) و شيخة العرب حرم شيخ العرب و رفيقة دربه علي طول سنوات نضاله و جهاده و التي عاشت معه في المرة و الحلوة و صبرت علي فراقه و هو في المنفي أو في المعتقلات لسنوات عدة ، و أيضا رافقته كذلك في بعض المنافي و تحملت معه عذاب المنفي و قسوته ،،، و حملت معه و لا زالت هموم الوطن و مآلاته ،،، و بجانب علاقة الود و الإلفة التي جمعت بين شيخ العرب و الحاجة فاطمة علي فهي أيضا قريبته من شحمه و لحمه ،،، فوالدة الحاجة فاطمة هي الحاجة هجوة نور الدايم توأم هجو نور الدايم و شقيقة الخليفة التوم نور الدايم (والد المهندس الزراعي إدريس التوم نور الدايم الذي كان مقيما بالدوحة/قطر و غادرها حديثا) و ثلاثتهم أعمام الدكتور عمر محمد نور الدايم أي أن الحاجة فاطمة علي حرم شيخ العرب هي بالنسبة له إبنة عمته و هو بالنسبة لها إبن خالها،،،، و لنور الدائم من زيجته الثانية من المحسية (نسبة لقبيلة المحس) الأبناء محمد نور الدايم والد شيخ العرب + عمه أحمد نور الدايم والد كل من الفاتح و أسامة و أخواتهم + عمه موسي + عمته الجنة ،،، و السيد أحمد علي عبدالقادر هجيليج هو الشقيق الوحيد للحاجة فاطمة علي و أخواتها و الذي تحمل معها كل ظروف المنفي و الحرمان بجانب شقيقتيها مريم علي زوجة الأخ حسن عبدالله إسماعيل و آمنة علي زوجة الأخ عباس الحدير ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
لشيخ العرب ثلاثة أشقاء هو الثاني في الترتيب بينهم بعد الأخ البكر أخونا الأكبر و إبن عمتنا الفاضل إدريس محمد نور الدايم الرجل الظريف المهذب المقيم حتي هذه اللحظة بنعيمة و الذي برع و أبدع و هو في ريعان شبابه في كرة القدم ،،، فقد ظلت سيرته في هذا الحقل مجدا تشهد له و تتبادله أجيال النيل الأبيض المتعاقبة،،،
و يأتي ثالثهما بعد شيخ العرب الأخ مصطفي محمد نور الدايم يرحمه الله الشهير بالنحاس أسوة بمصطفي النحاس ،،، و الذي تميز بالسخرية و خفة الدم و التهذيب و الوجاهة و النظافة ،،، فقد كان المرحوم جميلا، وجيها، محبا للنظام، النظافة، و التهذيب و متفاخر بهم علي الدوام،،،
أما الأخ الشقيق الرابع و الحتالة فهو الدكتور عبدالقادر محمد نور الدايم الذي يعتبر من أوائل الأطباء السودانيين الذين برعوا في مجال الطب البشري و ذاع صيتهم آنذاك ،،، و أرتبطوا أيضا بحركة الطبقة العاملة منذ أن تفتحت أذهانهم و تبلور وعيهم الطبقي مع بواكير الحركة الوطنية السودانية فصاروا من طلائعها و روادها الحاملين لفكرها التحرري و فكر العمال و الكادحين من جماهيرها و مبشرين به و هم في الصفوف الأمامية لسنوات طويلة ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السييرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
Quote: نعم 00 صدرت صحيفة باسم الفجر في لندن عام 1993 وكان رئيس تحريرها الدكتور خالد المبارك وقد توقفت بالغعل كما ذكرت |
الأخ عبد المطلب...تحياتي، أود أن اصحّح لك هذه المعلومة أيضاً.... لم تصدر في لندن أي صحيفة على الإطلاق بإسم الفجر عام 1993، ولم يترأس خالد المبارك تحرير أي صحيفة بإسم الفجر، أو بغيره، طوال أقامته في بريطانيا منذ مطلع التسعينات. لم تكن تصدر خلال تلك الفترة أي صحيفة سودانية، وكان السودانيون ينتظرون بفارغ الصبر الصفحة التي خصّصتها جريدة الوفد لأخبار السودان، إلى أن صدرت صحيفة الخرطوم من القاهرة عام 1994. تحياتي،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السيرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: Adil Ali)
|
الاخ عادل علي تحياتي نعم 00 توجد صحيفة باسم الفجر عام 1993 وللفصل في هذا الامر يمكنك مراجعة الدكتور خالد المبارك وهو الان موجود بلندن ، وكان له مقال راي في الفجرة الثانية عام 1996 بعنوان تلك الايام وللمزيد من المعلومات صدرت فجر اخرى بعد فجر عرفات محمد عبد الله وهي الفجر الجديد واصدرها وراس تحريرها زعيم الحزب الشيوعي السوداني عبد الخالق محجوب عقب انتفاضة اكتوبر . ولك الشكر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السيرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
نقلا عن سودانايل
Quote: الدكتور عمر نورالدائم نصف الآمه ... بقلم: عبد الرحمن حامد الجمعة, 30 أكتوبر 2009 12:17
في مثل هذا الشهر قبل ست سنوات رحل من عالمنا الحبيب (نصف الآمه) الدكتور عمر نورالدائم طيب الله ثراه الحديث يصعب عنه عندما يسبقك فيه علماء وسياسيون مثل السيد الصادق المهدي وصحافيون مثل الآستاذ يحي العوض ولكن الشخص البسيط يقبل كلام البسطاء . لقد شغل نصف الدنيا حيزا مرموقا من الانجاز والعطاء ومخلفآ من الصالحين مهدي وعابدين ومحمد ومن المستورات صفيه ونون وآمهم فاطمه الزهراء. السودانيون مدانون ل (عمر) كيف لا وهو الذي افني حياته في تقويه عناصر القوه الشامله للدوله وفي صراع الشموليات من الآنظمه تحقيقآ للديمقراطيه المستدامه والحكم الراشد لمجتمعه. كان صريح العباره وشجاع التوجه وآمين الدواخل في مخاطبته للاخر. كان جسرا للتواصل لترميم من تهدم ومنعشا للنفس للمواكبه. آدبيات حياته كانت هي سبب سعادته الدائمه وكانت هي سبب حب الناس فيه.
كان عمر آمه للآمه ورائعا في تعامله السياسي والحياتي وكان ذو شفافيه لا تعرف ما يفعله من جليل الآعمال كان لي شرف التواصل والتمتع بمشاهده جزء من وهج حياته الذي غطي المليون ميل مربع مجامله ، سياسه وآخلاق كما هو حال الكثيرين من الناس سواء كنت بالسودان آو خارجه وكان نصف الدنيا دائم الترحاب بآبي الزمل كما كان يلقبني ويطلعني علي ما يجري من آحداث في تلك الآيام مع التحليل ومنه كنت آخرج بدرس من مدرسه كامله الفصول والآدوات والمدرسين .ومنها نشآت موده آفخر بها كفخر الحسانيه والحسنات في نيلنا الآبيض وكواهله كردفان وحلفائهم في الديه والفزع قبائل (حمر) في الغره آم غره كانت مجالس آبو التومه مليئه بالاحترام والطعام والكلام المفيد وهو قبله كل الآحرار كما قال هشام هباني فقد كان ذو نكهه سودانيه خالصه وكان بمساهمته الفكريه طعم كل مؤتمر وبهارات كل اجتماع وبها صار ملح السياسه السودانيه مقبول . ومحبوب لدي الكل تهضمه بدون عسريا (نصف الامه)
أرى عــــــقد الأيــــام شد احتدامها
فـفي كل حين طاــــلع السعد يغرب
وفي كل حين راحـــــــل من رجالنا
إذا كوكب منهم بدا غــــــاب كوكب
هنـــــــــالك فلتمض الجيوش فإنها
متى انبعثت كانت إلى الفضل أقرب
(تسير علــــــى هدي النـــــبي محمد
فليس لــــــــــها أم ســـــواه ولا أب)
إذا ما ذكرنا المصطفى في جهاده
تهــــاوت بغاث الطير وأزور مرحب
***
ألا لـــــيت شعري والمنـايا مواثل
أرى موكـب الأبطال يتلوه موكب
وقد خرجوا للمـوت غرثى نفوسهم
فجبريل في ساح البطولات يخطب
يصيحون في وجه الردى بضوابح
وجرد لها بين الســــماكين مطلب
فذاك لعمري مشـهد العدل خالص
وذلك أدعـــــــى للســـلام وأرغب
آودعناك للآمين يا الآمين الي آن نلقاك فنم موقن الضمير ، مطمئن الفؤاد وقرير النفس فقد آديت الرساله وعلمت الآجيال وآنا من المداومين آدعو لك خمس مرات في اليوم عقب كل صلاه.
اللهم آغفر لي و لوالدي وعائشه وعيسي وحرم وحامد و(عمر) وعبدالله ومحمد
امين
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السيرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: الهادي هباني)
|
السودان: المنارة أم الجسر ؟ الحلقة الثالثة ... بقلم : يحيى العوض
كان الأستاذ يسن عمر الإمام محقا، عندما سألني مندهشا ... كيف أصبحت مديرا للإعلام والعلاقات العامة في بنك فيصل الإسلامي، وأنت القادم من ادارة وكالة أنباء تاس السوفيتية..؟ وبرحابة صدر أجبته لأني أعرفه : ...قلبه في لسانه ! مادار بيننا سأنقله للقراء لاحقا، يحكي تجربتي في "البحث عن أمن اليقين"!! والأسئلة وأجوبتها، مثل الدين وسداده، لابد من الإلتزام برده عاجلا أم آجلا ! ولكن ..عندما وصفني الأستاذ حسين خوجلي بالإلحاد والكفر ومعاداة الإسلام، لا أجد نفسي متسرعا، اذا قلت أنه لم ينم ليلته تلك قرير العين، ولا أحسبه قد أقنع نفسه وبرر ذلك بإلتزامات فقه الضرورة!! وبالتأكيد فهو من قراء الإمام الشافعي ورقائقه : ومامن كاتب إلا سيفني ويبقى الدهر ماكتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شئ يسرك في القيامة أن تراه الرجل يعرفني، أكثر من غيره، حق المعرفة. !! كان من المهتمين والمتابعين والمشيدين بمجلة "القوم" التي تشرفت بإمتيازها ورئاسة تحريرها... وعندما نشرت بحثي عن السادة أشراف،"الشرفة" ورفاعة ، إحتفى به مؤكدا انها الدراسة الوحيدة التي وثقت تاريخهم بإستفاضة وشرحت مواقف جدهم الشريف أحمد ود طه ووقفته البطولية مع الإمام المهدي ...ثم عاتبني برقة لأنني لم أذكر إسمه ضمن الأسرة الكريمة، وإعتزرت له،لسهوي .. فالرجل ينتمي لهم، وزاده شرفا وتيها،مصاهرته لخليفة السجادة ! فلماذا ... إذن هذا الإفتراء ! ؟ وحتى لا أنهي عن فعل وآتي مثله ... بعثت برسالة إلى الدكتور حسن الترابي تتضمن مسوغات منتقديه بفتح النيران عليه وسألته الرد عليها، للتوثيق وللتاريخ، وسلمتها أخلص تلاميذه وأنجبهم فقد وقف معه ليس في السراء،كما فعل غيره بل والضراء أيضا ومازال في مقدمة صفوفه، الأستاذ النابه المحبوب عبدالسلام والذي تكرم بزيارتي في مكتبي بالدوحة للمشاركة في ندوة أقمناها عن دارفور في سبتمبر 2008م ...وتتضمن الرسالة معلومات متداولة،فلم يعد في العالم إلا أقل القليل يندرج في أضابير الأسرار، والبراعة لم تعد في الحصول على المعلومة بل في تحليلها وإستقراء نتائجها ... وتكاد تجمع مراكز الدراسات الدولية، Think Tanks على قدرات الدكتور حسن الترابي ومهاراته في التخطيط الإستراتيجي، بغض النظر عن نتائجه سلبا أو إيجابا ... وأيضا تحمله مسؤوليات عظام تتصاعد من دأبه لصرف السودان عن دوره المحكوم بالتاريخ والجغرافيا كجسر ناقل للحضارتين العربية والإفريقية في الإتجاهين، وليس منارة لفرض توجه حضاري مهما كانت مسمياته .. والإتهام الأخطر والذي وجهه إثنان من ألمع رجال الفكر والدبلوماسية العربية، السفير غازي القصيبي سفير المملكة العربية السعودية السابق في المملكة المتحدة والدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك وخطورة الإتهام تكشف أنه كان المحرض لغزو الكويت ولوقوف التيارات الإسلامية مع الرئيس العراقي صدام حسين، وبدهاء ومكر، حتى يتم القضاء على التيار العروبي القومي ولترثه التيارات الإسلامية وفي مايلي نص الرسالة وعنوانها : ظاهرة د. الترابي سياسيا وفقهيا الإيجابيات والسلبيات والمستقبل ؟ تشكل ظاهرة الدكتور حسن الترابي ، تفرداً في خارطة السياسة السودانية منذ بزوغ نجمه عام 1964 فهو عامل فعال في مجرى التاريخ السوداني إيجابا وسلباً و يتجدد دوماً في إطار تكويناته الفكرية مهما كانت النتائج ضداً أو نفعاً لشعبه ، هكذا بدأ في حركة الأخوان المسلمين و انشق عنها وتطور خلف عدة مسميات وآخرها المؤتمر الشعبي.. وهو مؤسس المؤتمر الوطني الحاكم وهو أيضاً المبشر بالخلاص منه.. بمعنى أنه رقم فعال أيضاً إذا حدث التغيير بل ويعتبره مناصروه أمل الخلاص... و على الصعيد الفقهي فهو يحمل جينات أول من ادعى المهدوية في السودان و أعلنها في مكة المكرمة ، الشيخ حمد النحلان و هو الآن الحفيد ، من منظري التجديد و بلا تحفظ في الفقه بل وفي " المسلمات " مثل عذاب القبر و بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم... واجتهد الدكتور الترابي في التأصيل الإسلامي السياسي فدعا إلى فقه الضرورة وقال في حديث مع جريدة " القدس العربي": نحن لا نعرف شيئاً اسمه فقه الضعف نحن نعرف فقه الضرورة . والضرورة طبعاً تقضي بها الابتلاءات.. و التحديات التي أمامك منسوبة إلى قوتك... و المؤمن لا يحسب بحسابه الدنيا ويقول حسبنا الله ونعم الوكيل ويتوكل على الله .. لقد حدثنا القرآن الكريم أن المؤمن يمكن أن يقاتل عشرة إذا كان قوياً وإذ كان ضعيفاً فالواحد يقاتل اثنين ، أما أضعف من ذلك فليس بضعف الإيمان ، هو ضعف تحت الإيمان". و أسس الدكتور الترابي عام 1991 المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي الذي ضم أيضاً أحزاب و منظمات علمانيه ثم تحول إلى المؤتمر الشعبي الإسلامي عام 1992 إلى أن تم تجميده وقد تصدت بعض الشخصيات العربية المؤثرة لأطروحات د. الترابي خاصة بعد الغزو العراقي للكويت ... ونقل د. غازي القصيبي سفير المملكة العربية السعودية في حديث مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في فبراير 1991عن الدكتور الترابي قوله : إننا نريد أن تطول الحرب و أن يتعرض العراق لضربات مدمرة ، حتى يؤدي ذلك إلى رد فعل عنيف لدى الشعوب العربية ، و تحدث حالة من عدم الاستقرار الأمر الذي يعطي التيار الإسلامي قوة ودوراً على الساحة في مواجهة الأنظمة".. ونقل التلفزيون المصري ندوة بتاريخ 7-فبراير-1991 شارك فيها الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية قال فيها أن الدكتور الترابي تحدث مع شخصية أوروبية و أوضح لها أنهم -أي الإسلاميين- ، ضد الرئيس صدام حسين ويأثمونه على اعتدائه على الكويت ، لكنهم وجدوا في الأمر فرصة لخلخلة النظام العربي و يرون أن تطول الحرب و يحدث عدم استقرار في العالم العربي و أن يتحطم صدام حسين العلماني لدوره في إضعاف إيران و أنه بعد ذلك سيكون الأمر لصالح التيار الإسلامي ، الخارج عن السلطة الآن. - القضية المطروحة للحوار: كيف نقيم دور الدكتور الترابي في التاريخ السوداني المعاصر كسياسي و فقيه ؟وما هي العوامل التي ساعدت في صعوده و ماهي المكاسب أو الخسائر من تجربته السياسية وانعكاساتها على الحركة الإسلامية و مستقبل السودان و هل سيتواصل دوره في المرحلة القادمة ؟ ... إنتهت الرسالة .... وبالطبع ..كنت موقنا بأنني لن أتلقى ردا عليها !! والمعروف عنه قدرته الفائقة للخروج من المآزق الحرجة .. ويروي الدكتور منصور خالد أن شيخنا الأستاذ الطيب صالح،سأل الدكتور الترابي في منتدى للحوار بالأردن: - من الذي أعطاكم الصلاحية، لأن تحملوا أهل السودان على مايكرهون ؟ - قال الدكتور الترابي : "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم من الوارثين "(القصص). ويجيب الطيب صالح هذه لغة الآلهة ... لا البشر ! وعذرا ولعلها جينات المهدوية التي أول من بشر بها جده كما أسلفنا وأين في الحجاز وفي موسم الحج وبالطبع لم يكن الشيخ عبدالعزيز بن باز مولودا !! كما تتجلى عبقريته في مقولته الرائعة عندما رشحه صديقه الأعز الشيخ ابراهيم السنوسي الذي يكاد يطابقه سمتا وأسلوبا ليكون رئيسا للجمهورية ... فأجابه بهدوء ... ياشيخ ابراهيم، من يتذكر اسم الخليفة العباسي الذي كان يملك تلك الإمبراطورية المتسعة، أيام الشيخ عبدالقادر الجيلاني؟ صدق الرجل ! وكان بعيد النظر في المفاصلة مع تلاميذه، رغم أن الكثيرين منا حسبوها إعادة لتوزيع الأدوار ويروي الأستاذ أحمد عبدالرحمن محمد أن الدكتور كان قادرا ليصبح رئيسا للجمهورية لو أراد ذلك، لكنه كان مهموما بطغيان البزة العسكرية في جسد الإنقاذ وكان يحسب أن مرحلة جديدة قد تشكلت ولا مهرب من العودة إلى الديمقراطية وأعلن بعد ذلك في ندوة طلابية " أن عهد الإنقلابات العسكرية في السودان قد إنتهى لأنها لم تعد وسيلة مناسبة لقيادة التغيير وعزا ذلك إلى تمدد الإسلام في البلاد بصورة تصعب من مقاومته وفرض خيار آخر غير البرنامج الإسلامي وقال أن الشعوب تتجه ألان نحو الحريات والتواضع على طرق أخرى لتداول السلطة وقال أن إنقلاب الإنقاذ كان مرحلة إضطرارية وإنتهت مسبباتها بقيام الإنقاذ"الحياة 26 يناير 2001م وقد يكون الرجل محقا في قناعاته ولكننا أيضا من حقنا أن نستعصم بالحكمة القائلة : "لا نصدق من خدعنا ولو مرة واحدة"!! **** وكثيرا، ما نتسامر مع الأصدقاء حول إضافات الدكتور حسن الترابي لفقه الضرورة، بتغيير المصطلح شكلا ومضمونا وبسرعة تفوق ماسحات المطر في السيارة !! والأمثلة كثر من عرس الشهيد إلى دحض مضمونه !!! ورغم قدرات الشيخ على كظم غيظه إلا أنه لم يغضب بألم ممض كما يروي إلا عندما قرأ التصريح المنسوب للأستاذ مهدي ابراهيم، والذي قال أن الشيخ فقد حافظته من القرآن بالكامل بعد حادث كندا !!! وعرف الأستاذ مهدي ببلاغته وأيضا بطرائفه فعندما كان مرشحا للجبهة الإسلامية القومية بمدينة بحري منافسا للأستاذ محمد عبدالجواد بعث بمندوبيه إلى ديوم بحري وهي مشهورة بصناعة الخمور البلدية ليبلغهم أن مرشحه المنافس علماني وسوف يعمل على فتح البارات أما هو من دعاة الشريعة وسوف يبقى على إغلاقها !! وبالفعل فاز بالدائرة !!... ولا يخشى عبقري الحركة الإسلامية والدينمو المحرك للأحداث من وراء الستار ومنظم المسيرات المليونية والذي أجبر حزبه على المضي قدما في مشروع حل الحزب الشيوعي مستغلا حادثا صغيرا في معهد المعلمين وإستصغره في البداية الدكتور حسن الترابي بشهادة عبدالرحيم حمدي، وخرج بالمظاهرات دون أن يستأذن حتى أجبر قيادته للمضي معه إلى أن تم حل الحزب الشيوعي.. هذا الرجل،علي عبدالله يعقوب،دائما بعيدا عن الأضواء، ولم يعرف عنه تولى منصب سيادي، بل ويتردد إسمه نادرا في إعلام الجبهة بكل مراحلها ولا يعلم أحد أين موقعه !؟ وكما أسلفت لا يخشى شيئا إلا اذا كان متحدثا بعد الأستاذ مهدي ابراهيم المعروف بحنجرته الرحبة التي تتفوق على عزيزنا الأستاذ محمد الكبير الكتبي..!! والمعروف أن الأستاذ علي عبدالله بعقوب، عييى اللسان، ماهرا في التخطيط والكتمان.. وهو المخطط الأول لفكرة بنك فيصل الإسلامي، وكان يعمل في موقع متقدم مع الأمير محمد الفيصل.. وبعد عام واحد من تأسيسه تم إختطاف البنك من بين أيدينا في وضح النهار !!. وتلك قصة أخرى نفصلها في الحلقة المقبلة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤسس الفجر اللندنية يروي السيرة العطرة لخمسين عاما في دروب الصحافة والسياسة (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
رحم الله أخي تبيرة رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته مع الصديقين و الخالدين و غفر له ذنوبه و عظم أجره و طيب ثراه ،،،
و بناءا علي طلب أستاذنا الفاضل يحي العوض اليوم و الذي لا زال يوثق لسيرة الراحل عمر نور الدايم (أبو التومة) و الذي كانت تربطه صداقة و إلفة بشيخ تبيرة رحمهما الله جميعا نضيف إلي هذا البوست خطبة الجمعة التي ألقاهاالإمام الصادق المهدي بنعيمة أثناء وجوده بها للعزاء في وفاة صديقه و رفيق دربه شيخ تبيرة ،،، و التي عدد فيها الإمام الصادق بعض محاسن الفقيدين تبيرة و دكتور عمر ،،، فقد كانت هنالك علاقة صداقة وطيدة و مشهود لها تربط الثلاثة و قد ورد في الخطبة ما يعين أستاذنا الجليل يحي العوض في مسيرته التوثيقية
Quote: بسم الله الرحمن الرحيم الخطبة التي ألقاها الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة بنعيمة في يوم الجمعة الموافق 20 نوفمبر 2009م
الخطبة الأولى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد- أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ونقص في الأموال وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ #1751; وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) . الموت أيها الأحباب حقيقة ثابته نهاية للحياة الدنيا وبداية للحياة الآخرة، ومع ذلك فإننا نحن البشر لم نألفه ويحل دائما بيننا ضيفا ثقيلا مفاجئا لا خوفا على مصير أحبتنا الراحلين فهم إن شاء الله في جنات ونعيم (آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ) .. ولكن حزنا على ألم الفراق: أرق على أرق ومثلي يــــــأرق وجوى يزيد وعبرة تترقرق نبكي على الدنيا وما من معشر جمعتهم الدنيا ولم يتفــرقوا الخلق كلهم عيال الله لذلك فرض الله على نفسه نحوهم الرحمة والعدل لأنه اصطفاهم على خلقه ونفخ فيهم من روحه ومع ذلك أوجب عليهم استعمال عقولهم لتجنب المنكرات وفعل الخيرات. وأوجب عليهم السعي للصفاء الروحي للخروج من الظلمات إلى النور. إن الروحانية والعقلانية هما جناحان يطير بهما الإنسان من الطبيعة الحيوانية الطينية إلى الفضيلة النورانية التي يسعى إليها ويستحقها أحباب الله. ليس أحباب الله هم الأكثر صلاة أو صياما أو حجا بأداء الشعائر. أحباب الله هم الذين يؤدون الشعائر وتظهر في سلوكهم عشر خصال هي: • الثقة بالله حتى يرون أن العند السيد أقرب من الفي الإيد. المحبة لخلق الله كما قال نبي الرحمة: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" . • التواضع إذ قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا) . وقال رسولنا الكريم "أَحَبَّكُمْ إِلَى اللَّهِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ" . وعن عائشة (رض) "أَفْضَلَ الْعِبَادَةِ التَّوَاضُعَ" . • التراحم الذي دعا إليه الحديث: " ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ" . وقول النبي (ص) " مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ" . • الإيثار الذي هو أساس مكارم الأخلاق وامتدحه الباري سبحانه: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) . • التزام العدل، قال تعالى: (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىَ) ، وقال: إن (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) . • الصدق كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) . وقال المصطفى (ص) " إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ مَنْ لَا يُؤْمِنُ " . • علو الهمة (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )، وفي علو الهمة جاء في الأثر إذا تعلقت همة ابن آدم بالثريا لنالها. • ومن أهم دلائل الصلاح أن يكون باطن الإنسان خير من ظاهره مثلما أن من دلائل النفاق أن يكون الظاهر حسنا والباطن قبيحا. قيل لسقراط حكيم اليونان: أنت قلت أن الفضيلة وسط بين رذيلتين كالكرم وسط بين الإسراف والشح فأين يقع هذا الوسط؟ قال سقراط: هذا أمر لا يمكن وصفه نظريا فمن أراد فعليه أن يبحث عن حكيم ويقلده. نحن أمة الإسلام لدينا تجسيد للفضائل في سيرة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام فماذا كانت هذه السيرة؟ لقد عكفت على دراسة السيرة لأنني رأيت في أدبيات الغربيين هجوما مكثفا على شخص النبي صلى الله عليه وسلم. وصفوه بثلاث خصال جائرة: بالشهوانية، والعدوانية، واللا عقلانية. ووجدت أنهم بنوا هذه الصفات كلها على مفردات رواها بعض كتاب السيرة المحمدية بالغفلة حينا وبالجهل أحيانا. فهم الذين رووا أنه كان يتخير الجميلات وهم الذين رووا أنه كان يمر على نسائه كلهن في نهار واحد، وهم الذين سموا سيرته كلها بالمغازي. وهم الذين جاروا النصارى في ربط مفردات السيرة بالعجائبيات. لذلك قررت إعادة كتابة السيرة المحمدية بالصورة التي تنصف نبينا الذي عندما وصفته السيدة عائشة قالت كان خلقه القرآن. وفي رسم صورة شخصيته قارنت بينها وبين النماذج في حياتنا: هل كان أقرب لشخصية الفكي؟ أم المك؟ أم المستثمر أي التاجر؟ أم الجندي؟ أم المفكر؟ أم السياسي؟ أم المصلح الاجتماعي؟ أم رب الأسرة؟ وقد بدا لي واضحا كيف أن في شخصية نبينا جمعا لطيفا بين هذه الصفات بصورة فريدة تمثل دليلا عقلانيا على نبوته إذ قال تعالى: (اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَه)ُ . هذه الإحاطة هي التي جعلت كثيرا من المستشرقين المنصفين يعترفون بتفوق نبي الإسلام دون أن يكونوا مسلمين: - أشاد منتجمري واط في كتابه محمد: رجل دولة ونبي بهذا التفوق الفريد في عالمين. - وعندما قدم مايكل هارت دراسة عن أهم مائة إنسان في التاريخ وضع النبي (محمد) على رأس القائمة وقال إن السبب هو أنه تفوق في عالمي الروح والسياسة بصورة فريدة. هذه الصفات هي التي ترسم لنا صورة القدوة المحمدية التي ينبغي أن يجعلها الناس قدوة وأسوة. الفهم الصحيح للسنة المحمدية ليس هو حفظ الأحاديث بل هو ترجمة ما في القرآن والأحاديث من معان تجعل المسلم أقرب إلى القدوة المحمدية. تأملت هذه الحقيقة وأنا أنقب عن صفات حبيبنا الراحل تبيرة. فوجدت في سيرته كثيرا مما في القدوة المحمدية. أقول: كان الحبيب الراحل تقيا قوي الإيمان، وكان نقي السريرة باطنه أفضل من ظاهره. وكان قوي التمسك بمبادئه السياسية والأنصارية يعبر عنها ويدافع عنها دفاع المستميت مهما تحداه الطغاة. وكان متواضعا ليس في قلبه مثقال ذرة من كبر. وكان كريما رحيما بالمستضعفين. وكان متجردا لحل المشاكل بين الناس أميرا فطريا بلا وظيفة يرى أن أنفع الناس للناس أقرب الناس لرب الناس. وكان مواصلا للكافة كأنه يعتبر المشاركة في الأفراح والعزاء في الأحزان دينا عليه يؤديه ساريا بالليل ساعيا بالنهار. وكان رجلا عاملا يكافح لرزقه غير متكل على أحد. ومهما تقلبت به الظروف لم أسمعه يوما يشكو حاله بل يعمل في صمت ويواجه ما يضعه الطغاة من عراقيل كأنما وصفه شاعرنا: نـــدوس فـــوق الجــــــروح ماشين ونــــــــــــــموت زي الشجــر واقفين ولي يوم الله في عزة وثبات شامخين ما شان دنيا في شان الوطن والدين كان تجسيدا صادقا لتربية والده في الاحتفاء بكتاب الله وراتب الإمام المهدي عليه السلام الذي هو لوحة صادقة من وحي القرآن والسنة. كان الراحل من الموطئين أكنافا الذين يألفون ويؤلفون. حبيبا محبوبا للكافة. وكان لي صديقا حميما زاد التصاقه بي بعد وفاة حبيبنا الراحل عمر نور الدائم كأنه أراد أن يعزيني في فقده بهذه القربى فصار أقرب مني ومن أسرتي ورب أخ لك لم تلده أمك، وإن جمعت بينه وبين أمي شجرة الكاهلية الظليلة. ألا رحم الله الحبيب الراحل وأحسن عزاء أسرته الصغيرة أخوانه وأخواته وزوجه زهراء وابنته أماني وأبناءه إدريس وعبد القادر والواثق وأحمد وعلي وسائر الأسرة الهبانية وأهل نعيمة والحسانية والحسنات وقبائل النيل الأبيض بل كافة أهل السودان فقد كان للجميع نعم الحبيب ونعم العشير. وقرب وفاته رحل عن دنيانا الحبيب عبد الرحمن أحمد عديل نائبنا السابق الذي كان من أصلب رجالنا عودا ومن أخلصهم التزاما رحمه الله وأحسن عزاء أهله الأقربين وقبيلة حمر وعامة كياننا. كما غادر دنيانا الحبيب عبدالله حسين عضو المكتب السياسي المجتهد المخلص رحمه الله واحسن عزاء أهله وكيانه في فقده. وللحبيب الراحل تبيرة أقول: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي) . قال النبي (ص) " مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ" ألا إن حبيبنا الراحل كان معطونا بالخيرات فاحشره مع المتقين (إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا) . ولا حول ولا قوة إلا بالله و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) . استغفروا الله.
الخطبة الثانية الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على نبينا محمد وآله وصحبه مع التسليم، وبعد، أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز، إن للسودان خصوصيات أذكر منها أربع: الأولى: خصوصية تاريخية قال عنها المؤرخ الصقلي ديودورس: يجمع المؤرخون أن السودانيين هم أول الخليقة من البشر، وأول من عبد الله، وقرب القرابين، وأول من خط بالقلم. وذكرهم هوميروس شاعر اليونان التاريخي في قصيدته الشهيرة الإلياذة إذ تحدث عن رحلة زيوس وسائر الآلهة السنوية حجا إلى أرض السودان الذي خلا من اللوم أهله. الثانية: خصوصية دينية فقد كان دينه مشتركا مصريا سوادنيا ثم صار له دين قومي تعبدا لأبادماك ثم دخلته المسيحية واستقرت فيه سلميا كما دخله الإسلام واستقر فيه سلميا. وفي هذا الصدد جاء في تفسير بن كثير أن النبي (ص) قال "يَا عُمَر تَعَالَ فَاسْمَعْ مَا قَدْ أَنْزَلَ اللَّه ( ثُلَّة مِنْ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّة مِنْ الْآخِرِينَ) أَلَا وَإِنَّ مِنْ آدَم إِلَيَّ ثُلَّة وَأُمَّتِي ثُلَّة وَلَنْ نَسْتَكْمِل ثُلَّتنَا حَتَّى نَسْتَعِين بِالسُّودَانِ مِنْ رُعَاة الْإِبِل مِمَّنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ" . الثالثة: خصوصية حديثة: ففي القرن التاسع عشر كانت كل الشعوب في عالم الجنوب تواجه التمدد الاستعماري، وفي العالم الإسلامي انطلقت حركات جهادية كانت الدعوة المهدية أنجحها واستطاعت على حد تعبير د. عبد الودود شلبي المصري أن تجسد كل تطلعات المسلمين في القرن التاسع عشر. واستطاعت أن تجمع في تعاليمها أهم مبادئ الفرق الإسلامية الرئيسية: من أهل السنة التسمك بالكتاب والسنة، ومن الشيعة التمسك بالإمامية، ومن الصوفية التمسك بأن للأحكام الإسلامية جذور روحية. وأن تحرر الفكرة المهدية من التخصيص النسبي أي الثاني عشر من أحفاد الحسين عليه السلام، ومن التوقيت أي أن ينتظر الناس حتى آخر الزمان، وأن تقرن المهدية بوظيفة الهداية والتخلص من قيود اجتهادات الماضي، والتحرير من الهيمنة الأجنبية والتطلع لوحدة المسلمين. لذلك أيدها دعاة التحرير الديني أصحاب مجلة العروة الوثقى ودعاة التحرير الوطني العرابية كما عبر عنهم الشيخ أحمد العوام. ومن الخصوصيات الحديثة تحقيق استقلال السودان دون قيد أو شرط وتحقيق التحول الديمقراطي عبر آلية الانتفاضة الشعبية مرتين في عامي 1964م و1985م. هذه الخصوصيات ترشح الشعب السوداني لإنجاز فريد الآن أمام التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها الأمة العربية، والأمة الإسلامية، وأفريقيا. أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز أغلبية البلدان في عوالمنا تواجه تحديات مماثلة أهمها: • التوفيق بين التأصيل والتحديث. • التحول من نظم الحكم الاستبدادية لنظم تحقق المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون. • تحقيق التنمية الوافية والعادلة. • إقامة العلاقات الدولية الندية المستقلة. • وحيثما يوجد اقتتال أهلي إحتواء ذلك الاقتتال وتحقيق السلام العادل الشامل. بلدان كثيرة تواجه نفس هذه التحديات ولكن السودان ينفرد الآن بأن كافة قواه السياسية اتفقت على: 1. تنفيذ اتفاقية نيفاشا وإجراء تقرير المصير كأساس للوحدة الطوعية. 2. التفاوض بين أطراف النزاع لإنهاء الاقتتال في دارافور. 3. إجراء انتخابات عامة حرة لحسم قضية الولاية السياسية والسلطة. ومع ذلك فإن اتفاقية السلام اشتملت على بضع عيوب هيكلية جعلتها رهينة للاتفاق الثنائي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وجعلت الانفصال جاذبا لا الوحدة، ومكنت من التراخي في التحول الديمقراطي، ووسعت بنودها حمالة الأوجه فجوة الثقة بين الشريكين في الحكومة فاشتعلت بينهما حرب باردة واتهامات متبادلة. هذا التحفز العدائي المتبادل مع وجود نقاط كثيرة قابلة للالتهاب ينذر بالويل والثبور وعظائم الأمور ويعني أنه في نهاية الفترة الانتقالية لم يحدث ما كان متوقعا من جعل الوحدة جاذبة بل ما جعلها طاردة. وفي هذه الظروف إذا ما وقع الانفصال المتوقع فإنه سوف يقود لدولتين مشتبكتين في عداء يماثل ما هو الحال بين جارتينا أثيوبيا وإريتريا. وإذا وقعت الحرب القادمة فسوف تختلف نوعيا من سابقاتها وتكون أكثر وأوسع دمارا لا سيما وسلام الشرق ما زال هشا وسلام دارفور ولد ميتا، فإن تجددت الحرب الشمالية الجنوبية فسوف تزيد من المواجهات في دارفور مواجهات يمكن أن تمتد شرقا نحو كردفان وغربا عبر الحدود نحو تشاد ويتسع الخرق على الراتق. هذا في وقت يستمر فيه التوتر مع المحكمة الجنائية الدولية ومع مجلس الأمن. لا يمكن لعاقل أو وطني أن يدرك هذه الحقائق دون أن يتحرك بكل ما أوتي من قوة لاحتوائها وإنقاذ الوطن من ويلاتها. ويزيد الأمر سوءا تفاقم الحالة المعيشية التي ينذر محصول هذا العام بإفراز مجاعة خطيرة نعم تبشر الانتخابات بتمكين المواطنين من الحكم على أوضاعهم وانتخاب من يثقون بهم لإدارة الشأن الوطني، ولكن لا بد لإجراء الانتخابات من توفير مناخ مناسب ومن استحقاقات لا تتوافر نزاهتها إلا بها. منذ أول شهر نوفمبر الجاري بدأ التسجيل وهو أهم مراحل الانتخابات، ولكن التسجيل بدأ متعثرا ومشوبا بالعيوب ولا بد من إزالة تلك العيوب وإزالة العثرات وتمكين المستحقين للتسجيل من المواطنين أن يسجلوا أسماءهم. هذا يوجب إزالة العيوب وتمديد فترة التسجيل شهرا آخر. جرت محاولات حل للمشاكل ثنائيا بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وثلاثيا بينهما والمبعوث الأمريكي. وتجري محاولات لسلام دارفور في الدوحة بين المؤتمر الوطني وحركة العدل والمساواة. هذه المحاولات مهما صدقت النوايا غير مجدية. هنالك أجندة وطنية مكونة من: 1- عثرات اتفاقية السلام وأهمها قانون الاستفتاء، تعقيدات أبيي، مناطق التشاور، رسم الحدود، القضايا الأمنية. 2- مسألة دارفور. 3- استحقاقات التحول الديمقراطي. 4- استحقاقات الانتخابات. 5- ماذا يمكن عمله لإنقاذ الوحدة. 6- التعامل مع الأسرة الدولية. 7- استحقاقات انفصال الجنوب. إذا نحن أردنا للسودان أن يخرج من الأزمات التي تلاحقه ويحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي المنشود فالأمر يتطلب منا كافة الاعتراف بخطورة الموقف والتخلي عن الأجندات الحزبية والانفرادية والانتقامية، وعقد لقاء قمة سياسي يضم القوى السياسية المعترفة ببعضها والمعترف بها لإبرام اتفاق النجاة للوطن. ونحن قد أعددنا حلولا واقعية موضوعية سنطرحها أمام هذه القمة لتستطيع البلاد إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتقرير مصير يؤدي للوحدة الطوعية أو الجوار الأخوي. هذه سياسات قررتها أجهزتنا بعد دراستها ولكنني سوف أعرض عليها رأيا لدراسته عن كيفية عرض هذه الرؤية للقوى السياسية الأخرى وعما ينبغي عمله إذا استحال على الوطن لأية أسباب الإمساك بطوق النجاة. مع كل أزمة فرصة فالأزمات فرص لذلك قيل: إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل عاصفة سكونا أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز، )إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) ونحن نستنجزه وعده الحق راجين أن يأخذ بيد هذا الوطن وأهله الطيبين. اللهم هيئ لوطننا مخرجا، وارحمنا وارحم آباءنا وأمهاتنا، واهدنا واهد أبناءنا وبناتنا، واجعل لنا من أمرنا رشدا وارحم موتانا واشف مرضانا. أحبابي (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) . قوموا إلى صلاتكم رحمني الله وإياكم |
| |
|
|
|
|
|
|
| |