تلك الأيام في سجون نميري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-22-2009, 12:49 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تلك الأيام في سجون نميري

    تلك الأيام في سجون نميري (1) .. بقلم: صدقي كبلو
    الجمعة, 22 مايو 2009 10:28

    ذكريات معتقل سياسي 1971-1983


    [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته


    إهداء


    إلى ذكرى:


    قاسم أمين


    عبد المجيد النور شكااك


    حسن قسم السيد،مصطفى أحمد الشيخ، مبارك بشرى، سليمان هباش، عمر الطيب الدوش، الفاتح المواطن، فرانكو أوكيل قرنق،آنتيباث ملوال، مكي عبد القادر، الجزولي سعيد، الحاج عبدالرحمن، إبراهيم جادالله، عبدالرحمن النور، عبدالماجد أبوحسبو، عبد الرحيم محمد خير شنان، بشير محمد سعيد، محمد ميرغني نقد، ألياس صعيل، الخاتم عدلان، الرشيد نايل، السر الناطق، السر أحمد البشير،صديق محمد شريف، محمد أحمد طه، أحمد البشير الماحي، الأمين حامد الأمين (البوستة)،الأمين حامد (السجانة)، عثمان جسور، صبري جسور، عبد العزيز الرفاعي، بدر الدين مدثر،أسامة عبدالرحمن النور، عبيد إدريس، صالح عبدالرحمن (بيرة) وآخرين فارقوا الحياة وتركوا لنا ضمن ما تركوا ذكريات تلك الأيام.


    وإلى الرفاق والرفيقات والمناضلين من أجل الديمقراطية


    الذين صمدوا في معتقلات نميري وساعدونا على الصمود.


    تقديم


    وصية الخاتم وهو على فراش الموت


    عندما زرت الراحل الخاتم عدلان وهو يقاوم المرض بشجاعة نادرة، شعرنا، إخلاص الخليفة زوجتي وشخصي، بانه منهك ومتعب، فقررنا أن نختصر الزيارة حتى لا نرهقه، ولكنه في ود واضح وصادق طلب منا ألا نذهب ونجلس معه في الغرفة حتى ولو غفى قليلا من أثر الدواء، وكان كلما يصحو يفتح موضوعا ويتحدث بود عن رفاق من السودان، إتصلوا به، ولا أدري كيف جاءت سيرة المعتقلات في الحديث، فقلت له فرحا "لم أخبرك يا خاتم، فأنا أكتب مذكرات المعتقل"، فقال لي "هذا عمل مهم ويجب أن تعطيه عنايتك، فتاريخ تلك الفترة كاد أن يندثر" ثم صمت قليلا ، وواصل في صوت خافت ولكنه مشحون بالشجون "تلك فترة خبرنا فيها معادن الناس، ولا بد أن تكتب بتفصيل عنهم" قلت "لعل هذا هو أحد أسباب كتابتي للمذكرات، ففي تقديري كل ما كتب عن المعتقلات لم يوف المعتقلين حقهم" ثم بدأنا نذكر أسماء: محمد ميرغني نقد، خليل ألياس، خالد حسن التوم، إبراهيم جادالله وغيرهم وغيرهم. ثم دار النقاش حول قضايا كثيرة أخرى والخاتم يغفو ثم يعود لمواصلة الحديث، وتناولنا طعام الغذاء، وبذلت تيسير جهدا مع الخاتم ليأكل، وأستمر الحال كذلك بعد الغذاء، ثم أستأذنا لأنني جئت سائقا من بيرمنجهام، وكانت آخر وصايا الخاتم "لآزم تكمل المذكرات" ووعدته وعدا قاطعا، وأرجو أن يكون هذا الكتاب فيه وفاء لذلك الوعد.


    لماذا أكتب هذه المذكرات

    خطر ببالي كتابة هذه المذكرات منذ عام 1985 بعد انتفاضة مارس أبريل ولكن ظروف العمل السياسي والأكاديمي ونشاط حقوق الإنسان الغني في تلك الفترة وما تلاها من أحداث لم يسمح بذلك. وكتابة المذكرات هي جزء من تسجيل التاريخ وذلك في تقديري واجب على كل من يعمل بالعمل العام، ذلك أنه رغم أن المذكرات تتسم في الغالب بوجهة نظر شخصية إلا أنها تمثل مادة خامة للمؤرخ الذي سيبحث في تلك الفترة وتساعد ذلك المؤرخ في الاطلاع على وجهة نظر من ساهموا أو عايشوا أحداثها. وهي من وجهة نظر أخرى ضرورية في نقل التجربة للأجيال القادمة مثلها في ذلك مثل كل كتب التاريخ وسير من صنعوه أو ساهموا في صناعته أو يمكنهم تقديم شهادة ذاتية. وفي حالة مذكرات المعتقلين بالتحديد فهي تقدم سيرة للتضحيات وصمود المعتقلين وحفظ وتسجيل أدوار أناس صمدوا من أجل ما يرونه صحيحا لوطنهم ومبادئهم ولأنفسهم كبشر وناس عاديين. ومن جهة رابعة فهي تساعد في كشف تاريخ انتهاكات حقوق الإنسان وتحفظ سجلا لذلك حتى لا ينسى أو يسقط بالتقادم.
    و في كتابة هذه المذكرات لا أود أن أدعي بطولة، بل أريد أن أحفظ لزملائي من المناضلين حقهم بما في ذلك جعلهم صمودي ومساهمتي وتطوري كمناضل وإنسان شيئا ممكنا، إذ بدون تضامنهم وقدرتهم الفذة على العطاء وتقديم المساعدات الرفاقية والإنسانية لبعضهم البعض لكانت المعتقلات ستكون أكثر صعوبة ووحشة ولما أمكن لبعضنا أن يقضي تلك الفترة فيها دون أن يصاب بالاكتئاب أو المرض النفسي أو حتى ينكسر أمام وحشية الجلادين، وأحد أهداف هذه المذكرات أن يسلط الضوء على عظمة هذا التضامن بين المعتقلين.


    كما تهدف المذكرات على إبراز أهمية التضامن مع المعتقلين من أسرهم وتنظيماتهم السياسية والنقابية ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية والرأي العام المحلي والعالمي وأثر ذلك في صمود المعتقلين وروحهم المعنوية.


    وفي هذا الصدد سيتردد كثيرا الدور العظيم الذي لعبه الحزب الشيوعي السوداني وجريدته السرية الميدان وفروعه في الخارج في نشر قوائم المعتقلين وتنظيم التضامن معهم وتوصيل المعلومات عنهم لمنظمات حقوق الإنسان والرأي العام المحلي والعالمي. كما سيتردد الدور الفعال والمدهش لتنظيمات أسر المعتقلين ومواكبهم ومذكراتهم في سبيل إطلاق سراح المعتقلين أو إعادة المبعدين منهم للسجون البعيدة في أطراف البلاد. وسيتردد أيضا الدور الفعال والعظيم لمنظمة العفو الدولية، والتي تشرفت بأن أكون أحد الذين تبنتهم كسجين رأي منذ 1980 وحتى إطلاق سراحي في نوفمبر 1983.


    الخلفية السياسية للاعتقال بين 1971- 1983


    أنشأ انقلاب 25 مايو سلطة ديكتاتورية بمعنى الكلمة، فهي لم تكتف بتعطيل الدستور الديمقراطي فقط، بل أصدرت مراسيم جمهورية، أنشأ المرسوم الأول منها سلطة عسكرية تحت قيادة مجلس عسكري سمي بمجلس الثورة وكبل الثاني الحريات العامة وصادر الحقوق الأساسية وجعل التعرض لأحد أعضاء مجلس الثورة حتى بالإشارة جريمة يعاقب عليها القانون. وأنشأ منذ شهره الأول المحاكم العسكرية تحت اسم محاكم الثورة ثم عمت المحاكم العسكرية.


    ولم تبدأ الإعتقالات في فترة سلطة مايو 1969-1985 في عام 1971، بل هي بدأت منذ اليوم الأول في 25 مايو 1969 باعتقال قادة أحزاب حزب الأمة (عدا السيد محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء الأخير في الديمقراطية الثانية الذي لم يعتقل مطلقا خلال فترة مايو، والسيد الإمام الهادي المهدي الذي كان موجودا بالجزيرة أبا والسيد الصادق المهدي الذي أعتقل بعد فترة من بداية الانقلاب) وقادة الحزب الاتحادي الديمقراطي وقادة جبهة الميثاق الإسلامي والوزراء، ذلك أن الأمر الجمهوري الثاني أباح الاعتقال التحفظي وشدد الأمر الدستوري الرابع الصادر في أبريل 1970 من سلطات الاعتقال والقهر ولم تشمل الإعتقالات أي شيوعيين حتى يناير 1970 عندما أصدر الحزب الشيوعي بيانا هاجم فيه خطاب الميزانية فتم اعتقال بعض أعضاء الحزب في مدينة كوستي، ولكن الهجمة على الشيوعيين بدأت بعد أحداث الجزيرة أبا عندما تم اعتقال الأستاذ عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي حينئذ وتم أبعاده لمصر في آخر شهر مارس 1970. وخلال الحملة التي شنها الحزب الشيوعي لإطلاق سراح عبد الخالق وعودته للسودان تمت بعض الاعتقالات المتفرقة في أنحاء مختلفة من بينها سنجة وسنار حيث قدم المعتقلون لمحكمة عسكرية. غير أن الهجمة الحقيقية على الحزب الشيوعي بدأت بعد قرارات 16 نوفمبر 1970 والتي تم بموجبها إبعاد المقدم بابكر النور والرائد هاشم العطا والرائد فاروق حمدالله من مجلس قيادة الثورة واعتقال عبد الخالق محجوب ودكتور عز الدين علي عامر والأستاذة سعاد إبراهيم أحمد والسيد صلاح مازري من أعضاء اللجنة المركزية ومن ثم توترت العلاقات بين الحزب الشيوعي وسلطة مايو، وأعتبر الحزب ما حدث في 16 نوفمبر انقلاب عسكري يمهد للنكوص عما أعلنته مايو من برنامج ويهدف لتصفية الحزب الشيوعي. وسرعان ما تلاحقت الأحداث التي تؤيد ذلك التحليل فأصدر نميري بيان 12 فبراير الذي خصصه للهجوم على الحزب الشيوعي السوداني وتم التراجع عن قانون العمل الموحد وتم الاعتداء على استقلال الجامعة في مارس 1971 وتم حل اتحاد الشباب والاتحاد النسائي في مايو 1971 وتبع ذلك اعتقال حوالي 30 شيوعيا في آخر مايو، وأعلن نميري عن تشكيل اتحاد نساء السودان وكون لجنة تمهيدية للتنظيم السياسي، قبل أن تنهي لجنة الميثاق المكونة للنظر في ميثاق ذلك التنظيم مداولاتها.


    وحدث انقلاب 19 يوليو 1971 وتبعه انقلاب مضاد في مساء 22 يوليو أعاد نميري للسلطة فأمر باعتقال الشيوعيين وملاحقتهم وحذر من إخفائهم وإيوائهم فامتلأت السجون بالمعتقلين من الشيوعيين والديمقراطيين، وهكذا بدأت فترات جديدة في الاعتقال والتشريد استمرت حتى انتفاضة مارس أبريل.


    قوانين الاعتقال التحفظي خلال حكم نميري


    كان أول قانون يبيح الاعتقال التحفظي غير المحدد بزمن هو الأمر الدستوري الثاني الصادر في 25 مايو 1969 ثم جاء الأمر الجمهوري الرابع الصادر في أبريل 1970 الذي أعطى سلطات أوسع للاعتقال والمحاكمة. و أستمر العمل بالأمرين حتى 15 مايو 1973 عندما أقر دستور نميري المسمى بالدستور الدائم لعام 1973 وأطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وصدر قانون أمن الدولة لعام 1973 ولكنه لم يحتو أي مادة تسمح بالاعتقال التحفظي، ذلك أن النظام رأى أن يعدل قانون الإجراءات الجنائية فيضيف المادة 96 (ه) التي تسمح لوزير الداخلية أو مدير جهاز الأمن العام أو مدير جهاز الأمن القومي أن يعتقل أي شخص لمدة 10 أيام، على أنه يجوز لأي منهم أن يطلب من مجلس الأمن القومي أن يجدد اعتقال ذلك الشخص لفترتين طول كل منهما ثلاثة شهور وعند انتهاء الفترة الثانية يجب إطلاق سراح الشخص. وطبق هذا القانون حتى عام 1974 وكان الشخص المعتقل يعرف عند اعتقاله متى سيطلق سراحه فالفترة أقصاها 6 شهور وعشرة أيام ولكن تصاعد الحركة الشعبية والنهوض النقابي الذي تبع انتفاضة أغسطس 1973 وأستمر حتى انقلاب حسن حسين في سبتمبر 1975 جعل سلطة نميري تتلاعب بقانونها نفسه، فكانت تاخذ الشخص المعتقل من السجن لجهاز الأمن وتخبره بأنه أطلق سراحه ثم تعيد اعتقاله في نفس اللحظة وتعيده للسجن، فتقدم الأستاذ خليل الياس وشخص آخر (اتحادي) بطلب للمحكمة العليا يطلبون فيه إبطال ذلك الإجراء ويطعنون في دستورية المادة 96 (ه) من قانون الإجراءات الجنائية، وبينما المحكمة تتداول في الأمر، حدث انقلاب حسن حسين، فاستغل نميري حدوث الانقلاب ليجري تعديلا في الدستور يبيح الاعتقال التحفظي ويلغي المادة 96 (ه) ويدخل الاعتقال في صلب قانون أمن الدولة وحافظ على سلطة وزير الداخلية ومدير جهاز الأمن العام ومدير جهاز الأمن القومي في اعتقال أي شخص لمدة عشرة أيام ثم سلطة مجلس الأمن القومي في تجديد الاعتقال لفترات غير محددة تبلغ كل منها ثلاثة أشهر. وأستمر العمل بقانون أمن الدولة حتى تم إلغاءه بعد انتفاضة مارس أبريل 1985.


    فترات اعتقالي


    اعتقلت خلال فترة نميري خمس مرات، كان أطولها 52 شهرا وأقصرها شهرين، تم نقلي خلالها من سجن كوبر مرتين مرة إلى زالنجي في يناير 1972 ثم شالا في يوليو 1972ا ومرة إلى سجن بورتسودان في سبتمبر 1981، وقد بلغ مجمل ما قضيته في المعتقلات حوالي 8 سنوات قضيت فيها فترات مختلفة في الحبس الانفرادي قاربت في مجملها حوالي الشهرين ونصف. وتقريبا عشت في كل أقسام كوبر (بما في ذلك زنازين الإعدام الملاصقة للمشنقة وحمام غسيل الذين تم إعدامهم) عدا المدرسة والكرنتينة (أ) و الكرنتينة (ج). فقد عشت في السرايا والشرقيات والبحريات وزنازين الإعدام والغربيات الجديدة والقديمة والكرنتينة أ وقد كانت وقتها مفتوحة على الكرنتينة ب ولا تقفل إلا وقت التمام، وحوش الطوارئ الذي اصبح فيما بعد يسمى بساحة العدالة الناجزة وفيه أعدم الأستاذ محمود محمد طه، وفي مستشفى السجن وقسم المديرية الذي اصبح فيما بعد تابعا لجهاز الأمن.

    تعرفت خلال فترات اعتقالي على أناس كثيرين من أحزاب مختلفة، ونشأت بيني وبين بعضهم علاقات متينة وصداقات استمرت حتى بعد فترة الاعتقال وقد حاولت أن أتذكر أسماء معظم من كنت معهم فجعلت بأسمائهم ملاحق في نهاية هذا الكتاب وليعذرني من سهوت فلم أذكر أسماءهم فأنا أكتب من الذاكرة بعد 31 عاما من أول اعتقال وبعد قضاء 14 عاما خارج الوطن
    Sudanile 22/05/09

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 05-23-2009, 11:51 AM)

                  

05-22-2009, 07:47 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    بوست يستحق القراءة ....









    متابعين....
                  

05-22-2009, 08:28 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: BAKTASH)

    العزيز بكتاش
    شكرا جزيلا على المتابعة
                  

05-22-2009, 10:19 PM

عبد الخالق عابد
<aعبد الخالق عابد
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 675

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    السلامات استاذ كبلو

    امنياتى لك بالتوفيق فى رصد وتوثيق تلك الفتره من التاريخ والذى يجهله جيل عريض

    من ابناء وبنات شعبنا وجاء هذا التوثيق فى وقت فعلا نحتاجه جميعاومتابعين معاك بشكل دقيق

    تحياتى الى الاسره الكريمه





    كن بخير
                  

05-22-2009, 10:28 PM

عبد الخالق عابد
<aعبد الخالق عابد
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 675

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: عبد الخالق عابد)

    استاذ كبلو

    مساء الخير

    ارجو رصد المواقف الفكاهيه هنا وهناك واعتقد عمنا الاستاذ خليل الياس

    ذاكرته متقده بالمواقف والذكريات الفكاهيه داخل سجون ومعتقلات النميرى

    واملى فى التوفيق فيما تصبو اليه وما يفيد الناس ..





    كن بخير
                  

05-22-2009, 11:41 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: عبد الخالق عابد)

    Quote: حسن قسم السيد،مصطفى أحمد الشيخ، مبارك بشرى، سليمان هباش، عمر الطيب الدوش، الفاتح المواطن، فرانكو أوكيل قرنق،آنتيباث ملوال، مكي عبد القادر، الجزولي سعيد، الحاج عبدالرحمن، إبراهيم جادالله، عبدالرحمن النور، عبدالماجد أبوحسبو، عبد الرحيم محمد خير شنان، بشير محمد سعيد، محمد ميرغني نقد، ألياس صعيل، الخاتم عدلان، الرشيد نايل، السر الناطق، السر أحمد البشير،صديق محمد شريف، محمد أحمد طه، أحمد البشير الماحي، الأمين حامد الأمين (البوستة)،الأمين حامد (السجانة)، عثمان جسور، صبري جسور، عبد العزيز الرفاعي، بدر الدين مدثر،أسامة عبدالرحمن النور، عبيد إدريس، صالح عبدالرحمن (بيرة) وآخرين فارقوا الحياة وتركوا لنا ضمن ما تركوا ذكريات تلك الأيام.


    العزيز كبلو
    تحياتى
    لكل من ذكرت الرحمة والمغفرة
    فهم تيراب هذا الدرب بل عصب اصيل فيه

    كنت قد الححت على الاخ الغالى بدر الدين عبد التام والدكتور حمودة فتح الرحمن
    ان يكتبا عن تجربتهما فى معتقلات النميرى ومابعد النميرى
    لكن يبدو انه لم يحن الوقت بعد
    اتمنى ان تتابع هذا المشوار
    واعرف انه احيانا يستعصى
    لكن لابد من الكتابة
    لك التقدير والاحترام
                  

05-22-2009, 11:58 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: عبد الخالق عابد)


    يا سلام يا صدقي
    وتحياتي وكلنا آذان.أنت واحد من الناس الذين قدموا تضحيات جسيمة لشعبنا فثماني سنوات فترة ليست بالهينة على الإطلاق.كنت رصدت الفترة التي قضاها الراحل خاتم بالمعتقلات والاختفاء من أجل العمل السري وهو شبه اعتقال مقارنة بعمره فوجدت أن الديكتاتوريات إنما تاخذ من بعض الناس أعمارهم.سبع أو ثمن عمرك يا صدقي قضيته في السحون وكم في المنفى؟ علماً بان بندقيتك كانت القلم والفكرة.
    كنت في عهد الديمقراطية في أعقاب الانتفاضة؛ وخلال الدقائق القليلة التي منحتها الحكومة للمتنافسين كي يطلوا من الشاشة للدعاية الانتخابية قد شاهدت الأستاذ التجاني الطيب صامتاً وهو يستمع لمنافس انتخابي يحكي بتفاصيل مسهبة عن فترة اعتقال ذلك المنافس ؛ التي ربما تكون كلها قد امتدت لشهرين بينما التجاني الذي قضى أكثر من عشر سنوات في المعتقلات منذ أيام عبودولم يخرج في اعتقاله الأخير إلا على اكتاف جماهير الانتفاضة ؛ لا تتاح له الفرصة لعرض فقرات برنامجه الانتخابي ناهيك عن التعرض لفترات اعتقاله. في تلك اللحظات شعرت بأن المعلومات عن المعتقلات والسجون التي تحجب عن الشعب السوداني بفعل الظلم أو ضيق الوقت أو زهد من عانوامن مثل هذه المعتقلات هي معلومات شحيحة.ونظرت للفترة التي تقل عن شهر التي قضيتها بحوش الطواريء بكوبر في منتصف السبعينات بخجل شديد مقارنة بما تعرض له شجعان وصناديد من كل الاحزاب من أمثال الاستاذ التجاني ؛ والشعب السوداني يعلم ان الشيوعيين السودانيين كانوا أكثر من قاسوا وقدموا التضحيات في المعتقلات.
    فيما بعد في القاهرة ذكرت للأستاذ التجاني الطيب تلك المقابلة التلفزيونية المجحفة واكتفى بالابتسامة وقال لي هذا هو دوركم انتو كأدباء.
    لكن المشكلة هي أننا ككتاب لم يعش معظمنا مرارة التجربة وهي تجربة أكبر من الخيال ولذا فنعول على الكتاب من امثالكم ممن عاشوها.وعلينا أن نتأسى بالتجربة المصرية في رصد كل ما تعرض له الوطنيون في مصر (المؤمّنة) بتشديد الميمفالادب المكتوب هناك أكثر بما لا يقاس.حسناص ان تسرد انت هنا لكنني اقترح عليك أن تدعو لفريق يساعدك ويرصد من السودان التجربة كلها من أولها إلى آخرها على أن يتم رصد دقيق لفترات السجن التي قضاها كل مناضل من هؤلاء اياً كان حزبه أو موقعه الحالي من النضال وأن نخرج من كل هؤلاء بقائمة نرى فيها من هو شبيه على عبداللطيف الذي هو في نظري أطول سجين سياسي سوداني وقد قضى نصف عمره تقريباً إما بالسجن أو بالمستشفى بالعباسية بمصر وقد كتبت مقالاً في ذلك ونشرته بالخرطوم.أما في المعتقلات الحديثة فمن هو شبيه على عبداللطيف الذي هو شبيه مانديلا في الحبس الطويل؟
                  

05-23-2009, 02:20 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Bushra Elfadil)

    العزيز عبدالخالق العابد
    شكرا على المرور والتشجيع
    الأستاذ خليل نشر كتابا عن السجن وهو يستحق القراءة.
                  

05-23-2009, 02:25 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    العزيزة سلمى
    شكرا على المرور
    استمري في الضغط فبدالدين وحمودة لهم ذكريات غنية في المعتقلات، وطبعا حمودة يمتدإعتقاله بواسطةالسلطة الحالية وتعذيبه وإجباره على عمل عملية بدون بنج أو أدوات
    طبية!
                  

05-23-2009, 02:29 AM

Asma Abdel Halim
<aAsma Abdel Halim
تاريخ التسجيل: 05-01-2006
مجموع المشاركات: 1028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    ذكريات
    والذكرى تنفع المؤمنين
                  

05-23-2009, 02:36 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    شكرا يا بشرى
    لو إستطعنا فقط أن نقنع الناس من خلال كتابتناألا حاجة لنا بالمعتقلات أو الإعتقال التحفظي، ونتفق عل إحترام الحرية الشخصية والحقوق الأساسية وحكم القانون وإستقلال القضاء.
    أظن أن أفضل طريقة هي ان يتحول سجن كوبر إلى متحف وطني حتى يتذكر الجميع الفظائع ويكفوا عن إرتكابها.
    لقد إقترح علي الأستاذ الصحفي مصطفى سري في رسالة تشجيعية كريمة أن أدعو لإقتراح تحويل السجن لمتحف وطني وأن نقيم حملة من أجل ذلك.
    كل خوفي أن يفكر الطفيليون في إقتسام أرض سجن كوبر ليقيموا عمارات وفيلات! أو يبيعوها لمستثمر خليجي !
                  

05-23-2009, 02:30 AM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    نتابعك باهتمام
    لك الاحترام والتقدير
                  

05-23-2009, 02:29 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Bushra Elfadil)

    لك التحية وفائق الاحترام

    ومتابعين ونتمنى ان تكتب مذكراتك ولا تتوقف...

    مع الاحترام
                  

05-23-2009, 02:39 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: د.نجاة محمود)

    أسماء
    أنا صاحي بسببي إنت المصحيك شنو؟
    جميل أن اسمع منك بدل ما أسمع عنك
    شكرا على المرور وتحياتي لأهلي وأصحابي بطرفك.
                  

05-23-2009, 02:41 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    عبدالمنعم أيها الصحفي الشجاع
    شكرا لك
                  

05-23-2009, 02:45 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الدكتورة نجاة محمود بيان سابقا
    مرحب بيك وشكرا
    وشايف صاحبي قاشر بجنبك دة قبل الترشيح ولا بعدو، فاتني لقاءه في الخرطوم ولكن تحدثنا بالتلفون!
    وسيرته قطع شك جاية في المذكرات فليبل صلعته!
                  

05-23-2009, 02:53 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: د.نجاة محمود)

    العزيز دكتور صدقي

    لك التحايا

    هذا سرد مفيد لنا وللأجيال القادمة فلا تتوقف

    فقط أرجو منك تصويب التالي :

    Quote:
    غير أن الهجمة الحقيقية على الحزب الشيوعي بدأت بعد قرارات 16 نوفمبر 1971 والتي تم بموجبها إبعاد المقدم بابكر النور والرائد هاشم العطا
    والرائد فاروق حمدالله من مجلس قيادة الثورة واعتقال عبد الخالق محجوب ودكتور عز الدين علي عامر والأستاذة سعاد إبراهيم أحمد والسيد
    صلاح مازري من أعضاء اللجنة المركزية ومن ثم توترت العلاقات بين الحزب الشيوعي وسلطة مايو


    وأظنك تقصد توفمبر 1970 بدلا عن 1971

    صحيح أن الجميع أدركوا ما تقصده ولكن لأنه سردا تأريخا فتعديلها الآن أفضل من بعد عشرات السنين .
                  

05-23-2009, 03:19 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: عاطف مكاوى)

    شكرا أستاذ صدقي
    فنحن نحتاج فعلا للتوثيق ومعرفة التفاصيل وتمرير التجارب للأجيال
    ولكم تمنيت أن يتم الحكي في واقع أفضل تصبح فيه تلك الأعتقالات مجرد
    ذكري أندثرت وليست واقعا معاشا يتكرر ويتجدد اليوم بمختلف الأشكال ,واقع
    يكتسب "مشروعيته" من إستمرار القوانين المقيدة للحريات ومصادرة الرأي
    الاخر وتكميم الافواه وسيف الرقيب الأمني علي الصحافة وحظر حق التظاهر
    وتغول جهاز الأمن علي حقوق الناس ومواصلته للأعتقالات التعسفية ولكن فلتكن
    تلك التجارب زادا لمعتقلي اليوم تلهمهم مزيدا من الصلا بة والصمود
    والتحدي والثقة بأن بعد كل دولة ظلم وليل أستبداد فجرا جديدا للحرية
    يبدد دياجير الظلام وسيأتي يوما تسود فيه دولة الحرية والديموقراطية
    والعدالة.........واصل فالتوثيق حق أصيل لمن سيا تي وفيه قوة ملهمة في الحاضر وسهاما
    تنغرس في صدور جلادي اليوم ....
                  

05-23-2009, 05:31 AM

saif addawla
<asaif addawla
تاريخ التسجيل: 12-07-2006
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: كمال عباس)

    الاستاذ صديق كبلو

    هذا عمل رائع وجهد مقدر فالتحية لك وللرجال الذين صمدوا امام دولة الظلم والطغيان

    سيف الدوله
                  

05-23-2009, 05:52 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: saif addawla)

    نتابع لهذا التوثيق المهم
                  

05-23-2009, 06:21 AM

ABU QUSAI
<aABU QUSAI
تاريخ التسجيل: 08-31-2003
مجموع المشاركات: 1863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: elsharief)

    الأخ صدقي

    لك التحية

    متابعين شديد يا صاحبي ، وكما قال عاطف مكاوي الانقلاب فعلا كان في نوفمبر 1970 وقد كنا وقتها طلابا في مروي الثانوية وخرجت المظاهرات ضد القرار بقيادة المناضل الراحل عابدين صديق وعدد من قيادات الجبهة الديمقراطية في ذاك الوقت ...

    لك ولاسرتك التحية

    أبو قصي
                  

05-23-2009, 06:36 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: ABU QUSAI)

    Quote: وشايف صاحبي قاشر بجنبك دة قبل الترشيح ولا بعدو،


    القاشر قربها دي ست الناس زوجته اللطيفة الاخت العزيزة محاسن


    منتظرين المذكرات اتمنى اكثر لو كتبت لنا عن احداث الجامعة
    حيث لدي "الفيرجن" الاخر ونريد نسمع منك..

    دكتور حسن مكي كتب مذكراته في تلك المرحلة..

    احترامي
                  

05-23-2009, 06:56 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: ABU QUSAI)

    عمل كبير ومحترم ما تقوم به أ/صدقي كبلو ، نحتاج لقراءة كهذه ولتوثيق حقيقي لتلك الفترة المظلمة
    من تاريخ شعب السودان ونضالات بنيه وبناته الشرفاء ، تحضرني الآن ما قاله الأديب عبدالرحمن منيف في روايته الخالد الان هنا أو شرق المتوسط مرةً أخري قال منيف علي لسان أحد أبطاله : (ليس المهم أن تقرأ بل المهم أن تكتب )، ومحق الراحل العظيم الخاتم عدلان في مناشدته لك بالتوثيق فالواضح جداً ان كثير أحداث ومواقف لم تخرج للناس بعد ، كثير رجال قهروا الموت ومضوا بثبات من أجل مبادئهم وقناعاتهم وايمانهم بشعبهم كثير شهداء لا وجود لهم في تاريخنا الوطني كثير الفجيعة .
    هذا سهم جيد عزيزي صدقي وحتماً بذلك ستفتح الطريق أمام الكثيرين لملئ الشاغر في صفحات تاريخنا الوطني وهو عمل عظيم وجليل . تحية كبيرة لك ولمجايليك ولرفاقك في الشرقياتت والبحريات واقسام كوبر وتحية كبيرة للذين غادرونا للضفة الاخري قبيل أن يكتبو لنا تجاربهم . شكراً لهم وشكراً لك كونك الان تشركنا في الاطلاع علي تاريخ تلك الحقبة السوداء من تاريخ شعبنا البطل .


    احترامي الاكيد أ/ صدقي كبلو
                  

05-23-2009, 07:16 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: خضر حسين خليل)

    واصل يا دفعة .. اكتب فلقد ملت اجيال سودانية كثيرة ان يكتب واقعها غيرها ... اكتب عن اي حق لفلان علي علان ليسجنه ويعذبه ويقتله وهو لا يملك في الوطن الشاسع حدادي مدادي مليمترا واحد اكثر منو و لا حبا اكثر منو ...اكتب حتي تنته عقود صكوك الغفران وتعيش اجيالنا القادمة سلما وتسامحا ومساواة وتعمل للجميع ومن اجلهم وتزدهر البلاد ويامن العباد انفسهم ....اكتب ياااخ
                  

05-23-2009, 08:03 AM

حسن طه محمد
<aحسن طه محمد
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 3653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: abubakr)

    العزيز دكتور صدقي

    التاريخ جزء أصيل في تقدم الشعوب والاوطان

    لا غني عنه خاصة ممن عايشه وممن يعرف عنه مثلكم

    الكتابة عن التاريخ وعن من صنعوا هذا التاريخ هو ما نفتقده في سوداننا الحبيب

    واصل والله يعطيك العافية

    مع خالص المودة والتقدير

    ود البوب
                  

05-23-2009, 08:26 AM

دوت مجاك
<aدوت مجاك
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: حسن طه محمد)

    متابعين لمعرفة تلك الاحداث
    حقيقة الفترات التى قضيتها فى المعتقلات كبيرة جدا
    ربنا يعوضك فيها

    وتلاقيهم يوم الحساب الكبير

    يوم لا ينفع فيها رجل امن يحرسك او طبال يلون الحقائق


    واصل
                  

05-23-2009, 02:14 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: دوت مجاك)

    أهلين صدقي
    جميل أن تشرع في كتابة مثل هذه الموضوعات
    الوطنيون السودانيون الذين مروا بمثل هكذا تجارب
    لهم مشكلة تتلخص في ( التواضع ) الزائد عن اللزوم
    عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الذات وابراز التجارب
    ( البطولية ) النادرة من التي واجهها الشخص! ..
    وهو داء كم أشرنا وكتبنا من قبل بأنه يصيب ذاكرة الشعوب في مقتل!
    أنظر للوطنيين المصريين - كما أشار بشرى الفاضل - كيف سجلوا
    تجاربهم في معتقلات أبو زعبل والواحات وغيرها من المعتقلات
    والسجون الكالحة عبر صراعهم المرير مع الديكتاتوريات منذ
    عصر محمد علي.. فحفظوا للأجيال اللاحقة سجلاً ضخماً
    حوى الكثير من التجارب والعبر لعل وعسى ..
    وارصد كيف كان انفعال المشاهد للحلقات
    التي روى فيها الضابط المغربي أحمد المرزوقي
    تجاربهم المريرة في سجن الصغيرات فترة الملك المغربي محمد الخامس!

    ضمن مشاكلنا في هذه الجبهة تكمن في أن الذين يتحدثون أو تفتح لهم صفحات الجرائد
    أو شاشات التلفزة حول مثل هذه الموضوعات
    إنما هم من المحسوبين على المؤسسات الرسمية التي لا تفعل سوى
    تشويه الموضوعات ولي عنق الحقائق في محاولة يائسة لتجميل المواقف
    التي ما كان لها أن تُتخذ!.( لمزيد من التفاصيل في هذا الشأن
    راجع حلقات عمر الجزلي أسماء في حياتنا كما راجع كميات الفرص التي تتيحها
    برمج قناة الجزيرة لبعض الذين نعنيهم لكي يتحدثوا ويتحدثوا!!).
    لذا جميل جداً أن تتحدثوا أنتم أنتم أيضاً!
    وتسجلوا كل صغيرة وكبيرة .. والله يشهد على ما تقولون!
    سررنا جداً بجهدك هذا وإنا له لمنتظرون.

                  

05-23-2009, 02:46 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: حسن الجزولي)

    العزيز عاطف مكاوي
    شكرا ليك، صحيح 16 نوفمبر 1970 وهذا خطأ طباعة وليس خطأ ذاكرة.
                  

05-23-2009, 03:00 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    العزيز كمال عباس
    شكرا جزيلا
    وأرجو أن نساعد قدر المستطاع في تسجيل تلك الفترة ورفع الوعي وسط جيل لم يعشهاوحرمتهم الديكتاتوريات من معرفة التاريخ. النضال من أجل حقوق الإنسان يحتاج أيضا لمثل هذه الأمثلة المعاشة حتى يقدم حجة لاتهزم.
                  

05-23-2009, 03:02 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    العزيز سيف الدولة
    تشكر وسنواصل
    لك أفحترام ذاته.
                  

05-23-2009, 03:05 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    شكرا يا الشريف
    صحيح التوثيق مهم ونتمنى أن نوفق في القيام بدورنا.
                  

05-23-2009, 03:07 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    هلا أبا قصي
    شكرا والتصحيح تم
    دعنا نتواصل يا صديق فلك في القلب مكان وفي الذكريات الخاصة نصيب.
                  

05-23-2009, 03:11 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    العزيزة دكتورة نجاة
    آسف للخبطة فأنا لم أقبلك ولا السيدة محاسن وحسبت خاطئا أنها ندوة مشتركة. قلت ارفع الكلفة فإذا بي أخطئ فلك العتبى ولمحاسن وعبدالله، وشكرا على التصحيح. لم أقرأ مذكرات حسن مكي: من الناشر؟
                  

05-23-2009, 03:15 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    عزيزنا الأستاذ حسن محمد طه
    شكرا ليك يا حسن والبركة في الإنترنت التي تجمعنا بك بعد طول فراق!
                  

05-23-2009, 03:18 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    عزيزنا الأستاذ خصر حسين خليل
    شكرا جزيلا.
    نحاول جهد المقل ونرجو أن نوفق وأن يكمل الآخرون كما قلت.
                  

05-23-2009, 03:20 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    أبوبكر يا دفعة
    مراحب وسنواصل بفضل تشجيعكم.
                  

05-23-2009, 03:23 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    عزيزي دوت جاك
    شكرا جزيلا على المرور.
                  

05-23-2009, 03:24 PM

الواثق تاج السر عبدالله
<aالواثق تاج السر عبدالله
تاريخ التسجيل: 04-15-2004
مجموع المشاركات: 2122

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    د.صدقى كبلو

    نعلم الصعوبة فى نحت الذاكرة لتستعيد احادث لها ثلاثون عاما
    فالتوثيق ليس بالسهل ولكنه ضرورى جدا
    نتابع معاك باهتمام

    لك خالص التقدير
                  

05-23-2009, 03:26 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: الواثق تاج السر عبدالله)

    مراحب حسن
    رسالة أعتز بها من عالم بأمور التوثيق
    .
                  

05-23-2009, 03:29 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    العزيز تاج السر الواثق عبدالله
    شكرا ليك
    وكما قلت فنحت الذاكرة صعب ولكن أملنا أن يصححنا الذين عاصرونا في المعتقلات.
    شكرا مرة أخرى
                  

05-23-2009, 03:53 PM

مزمل التريكى

تاريخ التسجيل: 03-18-2006
مجموع المشاركات: 709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    التوثيق لكل هؤلاء
    وبعد كل هذه السنوات
    عمل ضخم وشاق فعلا
    اتمنى ان تجد من يساعدك فى ذلك من رفاق الدرب والسجون
    ممن عاشوا وعاصروا تلك الفتره
    عن طريق الايميل مثلا

    بالتوفيق استاذ كبلو
    فائق الاحترام
                  

05-23-2009, 04:06 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: مزمل التريكى)

    هي تجارب عظيمة دون شك..
    فيها المر الكثير في لحظتها..
    المراره من الحجر علي الحريات والتعقب والمعاقبه علي ممارسة الحق الانساني في حرية التعبير..
    لكن أيضا فيها الجانب العظيم ..جانب السمو..القوه في اغضاب من يحاول قهرنا..في تجارب معرفة الآخرين..
    التواصل مع الموجودين بالسجن..التفاكر معهم..
    في الاعتقال نضج انساني كبير وايضا مرح..
    مرحب بمذكراتك سنسعد بقراءتها باذن الله..
                  

05-23-2009, 04:12 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Muna Khugali)

    الأخ التريكي
    شكرا على المرور
                  

05-23-2009, 04:21 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الأخت منى
    شكرا على المرور
    الإعتقال تجربة مركبة فيها كل ما قلتي، ولكن في النهاية هي تجربة غير ضرورية، عبثية، الأصل ألا يعتقل الإنسان إلا وفقا لتهمة لجريمة يعاقب عليها القانون ويكفل له حق المثول أمام قاضيه الطبيعي في محاكمة عادلة تتوفر له فيها كل الحقوق بما في ذلك حقه في الدفاع عن نفسه أو تعيين محامي للدفاع عنه.
    نحن عشنا التجربة بكل أبعادها ولكننا نعمل لكي لا يعيشها غيرنابسيادة حقوق الإنسان في مجتمعاتنا.
    وكمناضلة حقوق إنسان وأخت لشهيد أظنك تفهمين ما أقصد: هل نحتاج لشهداء وأبطال معتقلين ومختفين؟ هذا عبث تاريخي تفرضه الديكتاتوريات علينا.
                  

05-23-2009, 04:18 PM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Muna Khugali)

    عمل غير مسبوق تستحق عليه الإنحناءة وعظيم التقدير. وددتُ أن أعرف من خلال مذكراتكم هل كان
    معكم أ. وردي، محجوب شريف ودكتور عبدالقادر الرفاعي، حتى تكتمل الصورة للقارىء...

    مع كثيف الود والإحترام..
                  

05-23-2009, 04:20 PM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    العزيز د.صدقي...
    أشكرك على هذا الجهد الكبير...هذا تاريخ نحتاجه بشدة...
    وإن كنت أعتب على جيلكم وحزبكم عدم المبادرة في مثل هذه التواثيق...
    أرجو أن تكون مذكراتك هذه شاملة لكل شاردة وواردة يستفيد منها الجميع...

    كامل مودتي وإحترامي
    أنور
                  

05-23-2009, 04:26 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: AnwarKing)

    عبدالإله زمراوي يا عزيز
    شكرا لك
    من خلال المذكرات ستعرف من كان معي وطبعا سترد بالتحديد سيرة محجوب شريف وعبد القادر الرفاعي ومحمد وردي ومحمد الأمين وإدريس إبراهيم وحدربي محمد سعد وعبدالله علي إبراهيم وكمال الجزولي وكثيرين آخرين فصبرا يا عزيزي.
                  

05-23-2009, 04:31 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    العزيز أنور كينٌٌق
    شكرا على المرور
    المهام المطروحة على حزبنا أكبر من قدراتنا الفعلية، نتمنى أن يساعدنا الجميع على إنجازها.
    تصور يا أنور بعد ثورة أكتوبر أصدر الحزب الشيوعي كتاب ثورة شعب حيث وثق فيه للنضال ضد عبود توثيقا رائعا.
    للأسف لم يحدث ذلك بعد إنتفاضة مارس أبريل ولا بعد نيفاشا القاهرة. وهذا قصور كبير نرجو أن نتمكن في مستقبل الأيام في تجاوزه.
    شكرا ليك
                  

05-23-2009, 05:24 PM

عبد الخالق عابد
<aعبد الخالق عابد
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 675

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الاستاذ كبلو

    السلامات

    نعم قرات قبل سنه تقريبا كتاب عمنا خليل الياس واسمه كوبنهاجن

    وفيه رصد لتجربة سجن كوبر وادعو عبرك كل الناس بالاطلاع عليه

    وهو جدير بالقراءه ..

    ثانيا اعتقد فيما رافقوك فى فترة الثمانينيات فى سجن كوبر

    اخونا عبدالله على الفكى وعمنا رمضان سعيد




    نتابع معك ومزيدا من التوفيق



    كن بخير
                  

05-23-2009, 06:25 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: عبد الخالق عابد)

    هيا بنا استاذ صدقي
                  

05-23-2009, 06:52 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: BAKTASH)

    سلام يا صدقي وباقي الأعزاء..

    هذه بعض يوماتي في تجربة مدة الشهر التي قضيتها بسجن أمدرمان للنساء..
    بالطبع هي فترة قصيرة للغاية مقارنة بالسنين الطويلة التي قضيتها انت في السجن..
    الا انها تعبر قليلا عن المشاعر وورحها..
    وتجارب الالتقاء بالغير ...الخ..

    تحياتي..



    لحـظـة مـن فضـلك!
                  

05-23-2009, 07:14 PM

Salah Yousif
<aSalah Yousif
تاريخ التسجيل: 01-24-2004
مجموع المشاركات: 176

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: BAKTASH)

    عزيزي الدكنور صدقي كبلو

    دارت عجلة الزمان وتباعدت الخطى ولكن المعالم لا تزال واضحة0
    أتابع عبر هذا الموقع كتاباتك وتعلقياتك وقد أعجبت
    بفكرة التوثيق التي تعمل جاهدا على إصدارها بشفافية
    أنت القادر على عكسها بصدق0

    عندما كنا في السرايا بكوبر عقب 19 يوليو 1971 كان بيننا
    الصديق عوض الصافي وهو من موظفي الأرصاد الجوية0
    وبعد خروجنا وتشردنا وجلوسنا اليومي بمقهى روضة المدينة
    طرأت له فكرة إصدار كتيب عن ذكريات المعتقل0
    وقد نشر الكتيب الذي حوى كثيرا من الذكريات النضالية الجميلة من المكافأة
    التي صرفها وكانت وقتها 950 جنيها0 قلنا له ثم ماذا ستعمل بعد نقاذ المبلغ 00
    أذكر أنه قال سيصرف كل يوم جنيها من ذلك المبلغ ولا يتوقع أن يظل نميري 950 يوما
    غير أن نميري بقي لمدة 16 سنة0

    آمل أن تكون قد إطلعت على هذا الكتاب، فقد يعين رغم يقيني بأن
    ذاكرتك تحفل بالكثير إضافة إلى قدرتك على عكس الصورة كمعايش
    للتجارب السابقة واللاحقة ومكتوي بنارها0

    اتمنى لك التوفيق مع صادق ودي

    صلاح يوسف
                  

05-23-2009, 09:25 PM

Shiraz Abdelhai
<aShiraz Abdelhai
تاريخ التسجيل: 09-21-2003
مجموع المشاركات: 1556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Salah Yousif)

    الأستاذ صدقي كبلو.....
    تحياتى
    عندى الكثير لأقوله بصدد كتابة المذكرات والتوثيق....
    والكثير من الأسئله التى أشعلتها مذكراتك...........
    ولكن سأنتظر على أحر من الجمر ان تواصل فى السرد ونقرأ المزيد....
    ثم نبدأ فى التحاور والسؤال..........
    لذلك أرجو المواصله....ففى انتظارك...على أحر ما يمكن...



    ............تقبل احترامى وكامل تقديري
                  

05-23-2009, 10:55 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Shiraz Abdelhai)

    أخونا الشاعر صلاح يوسف
    وأنت أول المعتقلين من دفعة 1971 في البوست، هذه الذكريات أنت جزء أصيل منهاتفضل وخذ مقعدك وأشحذ ذاكرتك لمراجعة أخطائي.
    صلاح يا شاعر أغنية رأس السنة التي غناها بصوت أبو داؤد المدهش السر تابر (والد زوجة حمودة فتح الرحمن وأيمن السر تابر عضو البورد المقيم بكندا).
    مراحب صلاح وتحيانا لعوض الصافي وكل أهل اليم المناضلين.
                  

05-23-2009, 11:02 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الأستاذة شيراز عبد الحي
    ألف مرحب بيك لسببين: ما تكتبينه في البورد والذي يثير إعجابي وتستحقي عليه كل تهنئة وإحترام، والثانية أنك إبنة صديقي الشاعر محمد عبد الحي وطبعا المعتقلات لم تساعدنا في أن نلتقي بحياة الوالد.
    ولك أن تسألي ما بدا لك علنا أو عبر الإيميل فمن حقك علي أن أجيب كل أسئلتك بصراحة وقدر ما أعرف.
                  

05-24-2009, 03:57 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الأستاذ والدكتور صدقي كبلو


    الإحترام والسلام



    هذه فكرة كتابة جميلة منك توقد في أجيال الحزب المختلفة معنى الإحتراق لإضاءة الطريق
    كتابة ضرورة لمواجهة ما سال من الكلام في الثقافة السائدة عن التوافق وتوازن القوى والممكن والواقع والمتاح ونهاية التاريخ مماإنتهى إلى أزمات مضافة دون أن يعالج شيئاً.

    ميزة كثير من التقدميين والشيوعيين في ظلمات الربا المالي والإقليمي الذي نعيشه كانت هي تعليم الأجيال اللجديدة فضيلة إحتراق سنوات من الحرية والحياة اليومية لأجل مستقبل أفضل للبشرية

    لكن بالله عليك لا تتخذ من كل كتابة الرفاق المصريين دليلاً إذ يكفي ما فعله أديب مصر البارع الرفيق صنع الله إبراهيم حين مزج الحقيقة والخيال في شكل رواية صارت مذكرات مما إنتقده بالتفصيل الدقيق رفيقنا القائد الدكتور أحمد القصير في أخبار الأدب.

    بعض الرفاق المصريين والبشر فيهم نزعة إلى التكالب على الجمال وأدوار البطولة فلا تتخذهم نبراسا


    وأن كان من شيئ جديد أوده هو الكتابة أيضاً عن الخبرة النفسية للمعتقل في الفترات الثلاثة الرئيسة الأولي والوسطى والأخيرة للإعتقال الواحد..عن معاناة أن يتوفي لك قريب ولا يحضرك ذلك إلا متأخراً وأن لا تتمكن من عزاء عزيز لديك أو أن يمرض طفلك أو يتوفى وكذا عن الخبرة الجميلة لا بكلمة منيرة من رفيق فحسب بل بتعزية من سجان أو غض نظر عن مخالفة أو إبلاغ خبر نجاح.

    خبرنا عن نكوص الأصدقاء وإقتراب الأغرباء وعن "محن السودانيين" وعن برد الشتاء وحر الصيف ومكر الأعادي ومكر الأصدقاء ولطف اللقاء أو خط الشقاء

    لا تكتب يا رفيق بشاكلة أمريكا الجنوبية أو كأدب المعتقلين العرب أو الأتراك

    بل أكتب لنا وفق ما نهوى في السودان ما تشاء ركز لنا على إرادة الصمود والتحدي ضد إرادة الفناء

    وعن الرؤية المتقدمة للحقيقة من مركز ما في السلطة من غباء

    حدثنا عن الحرية الأولى

    وعن الحرية الثانية


    والثالثة


    والبهجة المميزة في كل واحدة


    وطبيعة ما لحقها من إحتفاء


    أنت لست شاعراً كرفيقك محجوب شريف

    لكن بلا شك

    لك إمكان في تصوير


    ما شع في روحك لحظات مارس أبريل من بهاء

                  

05-24-2009, 04:18 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Al-Mansour Jaafar)

    سلام عليك يا صدقي
    وتحياتي
    فرحت كثيرا لهذه المذكرات
    ده عمل كبير قطعا سنستفيد منه وكثيرا
    وسنعرف ونشوف بعين كاتب صادق وامين ما حدث في تلك الايام الغبراء
    وستزال كثير من الغشاوات والاسئلة لتلك الفترة الحالكة
    التي كنتم ابطالها بحق وحقيقة وصمودكم العظيم كان حجر الزاوية لازالة الطاغية
    اتصل بي قبل قليل الاستاذ ياسر الطيب وهو يبلغك تحاياه ويشيد بهذا العمل الكبير
    لك مني كل الود

    (عدل بواسطة خالد العبيد on 05-24-2009, 04:22 AM)

                  

05-24-2009, 07:49 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: خالد العبيد)

    أخونا المنصور جعفر
    شكرا ليك
    وصاياك في العين وعى الرأس بس فضل فصل واحد تحت الكتابة والباقي كتب خلال سنين من معاناة التذكر والبحث عن وقت في نص مشاكل الدنيا والإسهامات الأخرى التي تدعي العجلة. ولكن رغم ذلك أعتقد أنني طبقت وصاياك قبل أن تقولها فالتواصل الفكري والروحي بيننا متين.
    لك الود
                  

05-24-2009, 07:53 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الرفيق العزيز خالد العبيد
    شكرا ليك ولصديقي العزيز الفنان المبدع الأستاذ ياسر الطيب (طبعا تكون ما عارفين حكاية فنان دي، بس أقرأ المذكرات وحتدعوه لإقامة إحنفالك بتأسيس الحزب في أغسطس).
    قول لياسر بالله يصححني لو أخطأت أو نسيت.

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 05-24-2009, 11:07 PM)

                  

05-24-2009, 07:55 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    تلك الأيام في سجون نميري (2) .. بقلم: صدقي كبلو
    الأحد, 24 مايو 2009 10:02

    ذكريات معتقل سياسي 1971-1983



    الاعتقال الأول 23 يوليو 1971 -15 مايو 1973



    بينما كنا مجموعة من أعضاء اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية بالجامعات والمعاهد العليا والمدارس الثانوية العليا[1] على وشك أن نبدأ إجتماعا في مباني المعهد الفني سابقا، دخل علينا أحد الزملاء ممن يسكنون بري وحدثنا عن أنه تأخر لأن الطريق قفل وهناك جنود منتشرون في سور القوات المسلحة وسلاح الأسلحة، وهو يخشى أن يكون إنقلابا قد حدث، كان ذلك حوالي الرابعة والنصف من بعد ظهر التاسع عشر من يوليو 1971. رفعنا إجتماعنا وذهبنا لداخلية من داخليات المعهد نترصد الأخبار فوجدنا المذياع يردد الموسيقى العسكرية ويعلن بين الحينة والأخرى أن الرائد هاشم العطا سيوجه بيانا للشعب. ولم نمكث كثيرا وتوجهنا إلى دار إتحاد المعلمين لنترصد الأخبار وننتظر البيان. وجاء بيان الرائد هاشم متأخرا فتحلقنا حول التلفاز بدار المعلمين لنستمع إليه يتحدث عن ثورة تصحيحية هدفها تصحيح مثار "ثورة مايو".
    عدت بعد سماع البيان لمنزلنا بأمدرمان لأجد والدي صاحيا في إنتظاري، فقلت له ها قد تخلصنا من نميري، مشيرا لحديث سابق حذرني فيه من أن "ما سيفعله بكم نميري لم يفعله الاستعمار من قبل"، فقال لي "بعد كدة ربنا يستر".



    وفي الصباح توجهت لمكتب الحزب قرب مطبعة التمدن في محاولة لمعرفة الأخبار وعرفت أن اللجنة المركزية ستجتمع خلال اليوم وذهبت للجامعة ونادي الأساتذة وأنا هناك جاءت مظاهرة تهتف لهاشم فخطبت فيهم قائلا نحن لا نؤيد أفرادا إنما نؤيد برامج فأهتفوا للبرامج وللشعارات الوطنية الديمقراطية ولكن ذلك لم يكن مزاج الجماهير فأستمروا في هتافهم: هاشم هاشم بطل منا. ونحن هناك سمعنا بصدور بيان من الحزب فذهبنا لدار إتحاد المعلمين حيث وجدنا نسخا منه. وسمعنا بقرار تسيير موكب النقابات يوم 22 يوليو فتحركت لأمدرمان لأبدأ مع الرفاق في حي البوستة في التحضير للموكب. وفعلا إستطعنا تسيير بصين لموكب 22 يوليو.



    كان الموكب كبيرا ولكنه لم يكن بحجم موكب 2 يونيو 1969 الذي نظمه إتحاد النقابات لتأييد 25 مايو، ولكن خطاب هاشم العطا كان خطابا جديدا لقائد إنقلاب عسكري قال في خطابه



    "ان الديمقراطية كحق سياسي للشعب، حق يتمتع به الشعب ويستعمله في خدمة ثورته الاقتصادية هو شرط لا بديل له لكي يستكمل شعب السودان ثورته ويصون استقلاله. ان هذه حقيقة معروفة لاي شخص لان تاريخ شعبنا ملئ بالنضال من اجل الحقوق السياسية، خاصة خلال ثورة اكتوبر العظيمة...



    نحن في القوات المسلحة نعد جماهير شعبنا باننا سنعمل على انشاء نظام سياسي ديمقراطي يقوم على المشاركة الفعلية للجماهير بكل الاشكال وبمختلف الوسائل الممكنة في ادارة شئون البلاد- صغيرها وكبيرها- بروح من المسؤولية الوطنية نحو قضايا التنمية والتقدم الاجتماعي" (اعادة ترجمة من ألانجليزية، سجل افريقيا المعاصر 1970/1971 ص 159C) .



    وفي الموكب إلتقيت الشاعر على عبد القيوم ومحمد الجاك (الطويل وهو خلاف دكتور محمد الجاك الأستاذ بمعهد الدراسات الإضافية وكانا يمثلان مشكلة بإعتبار أن الإثنين بكلية الزراعة) والشاعر كامل عبدالماجد وقررنا بعد الموكب أن نذهب إلى منزل عبد العظيم محمد عبد الحفيظ بالسجانة. وبعد نقاش حول تقييم الموكب، إتفقنا أنه لم يكن في مستوى موكب يونيو، بدانا نلعب الكوتشينة ونسمع بعض الأغاني وندردش في مختلف المواضيع، وتناولنا طعام الغذاء وأنضم إلينا عبد الباسط سبدرات والذي كان يشارك عبد العظيم السكن ويعمل قاضيا بالخرطوم جنوب، وحوالي الرابعة بعد الظهر قال لنا كامل عبد الماجد وكان يتحدث لخطيبته بالتلفون أنها تقول له أن هناك أصوات رصاص ودانات تأتي من ناحية القصر الجمهوري، فأوقفنا الكاسيت وتحولنا للراديو الذي أذاع بيان هاشم العطا الأخير حول إرغام طائرة المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمدالله للهبوط في ليبيا وأن هناك تدخلا أجنبيا وطلب من الجماهير الخروج لحماية البلاد. وكانت تلك آخر مرة ألتقي فيها علي عبد القيوم ذلك الشاعر الرقيق الفذ والإنسان المهذب والمثقف والشيوعي الممتاز


    خرجت مع محمد الجاك وحاولنا أن نجد ما نركبه للذهاب إلى منتصف الخرطوم ولكن البصات كانت ترجع وتقول هناك ضرب في وسط الخرطوم فمشينا بأرجلنا حتى منزل الأستاذة سعاد إبراهيم أحمد، حيث وجدنا مجموعة من الزملاء وكان نقد يتحدث بالتلفون، وبعد نهاية المحادثة قال لنا أن هناك هجوم على القيادة العامة ومازالت هناك مقاومة وقال يجب علينا مساعدتهم بخروج مظاهرات، وقال المسألة المهمة تأمين عبد الخالق، فخرجنا من عنده متجهين بأرجلنا إلى إتحاد المعلمين وقابلتنا جيوب مظاهرات تهتف لمايو وعودة نميري وعند صينية الحركة قرب دار إتحاد المعلمين رأينا أبوالفاسم محمد إبراهيم و زين العابدين محمد أحمد عبد القادر وعرفنا حينها بخروج نميري، فقلت لمحمد الجاك نذهب لأمدرمان ولكن الكبري كان مغلقا وكانت هناك معركة دائرة في سلاح المهندسين عندما كان الملازم أول البطل صلاح بشير يقاوم ببسالة تعرفنا فيما بعد على قصتها في المعتقل وتعرفنا على ذلك البطل العظيم من أبناء السودان المدهشين. وعندما وجدنا أن الطريق لأمدرمان مقفول دعاني محمد الجاك للذهاب معه لأحد أصدقائه في السجانة. ولم نكن نعرف أننا ذهبنا لشخص كان مهموما ب 19 يوليو على المستوى العام والخاص وكانت هزيمتها تعني هزيمة شخصية له قد تكلفه حياته، لم أكن اعلم أنني قضيت ليلتي في عرين الأسد حسن قطان، ذلك الرجل المدهش والصامت والباسم في احلك الظروف والذي لعب دورا كبيرا في تأمين عثمان محمد احمد عبد القادر، عريف مصنع الذخيرة الذي هرب عبد الخالق محجوب من المعتقل، وبالطبع إلتقيت الإثنين فيما بعد في كوبر وقد حوكما بالسجن المؤبد لدورهما في تلك العملية.
    كانت ليلة حالكة ظلماء ممطرة وكنا نتحلق حول المذياع الذي يعذبنا بصوت نميري وهو يأمر بإعتقالنا جميعا ولم ننم ليلتها وعند الصباح خرجت في محاولة ثانية للوصول لأمدرمان ولكني لم أنجح فقررت الذهاب للخرطوم ثلاثة فأخذت بص السجانة، فإذا بأحد طلاب الجامعة ظل يتابعني بنظره وعندما قررت النزول عند طرف ميدان عبد المنعم (نادي الأسرة) عند الخرطوم الجديدة صاح ذلك الشخص "هذا شيوعي هارب أنا أعرفه من الجامعة لا تتركوه يفلت" وإنقسم البص بين من يقول مالك وماله وبين الذي يؤيده، وفي تلك اللحظة كانت عربة جيش تمر فصاح مناديا العسكر فتوقفت العربة وحملوني وأصر الضابط أن يأتي معنا للقسم الجنوبي الذي لا يبعد كثيرا.



    كنت شابا متحمسا ولا يأتيني الخوف من يميني أويساري، فعندما دخلنا البوليس الشرقي وفتح العسكري المحضر، قلت لهم نعم أنا شيوعي وسكرتير إعلام الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم. فتقرر حبسي وتفتيش منزلي وعرضي على قاضي. عند المساء أخرجت من الزنزانة ومن القسم وبينما أنا أهم بركوب عربة البوليس إذا بعربة أخرى (لآندروقر جيش لو لم تخني الذاكرة) تظهر وبها الأستاذة سعاد إبراهيم أحمد وهي معتقلة فرفعت لي يدها بالتحية وعلامة النصر وصاحت بي "شدو حيلكم".



    وأخذت لمنزلنا بأمدرمان حيث تم تفتيش المنزل وأخذت الكتب الماركسية وكان بعض الناس قد تجمعوا عندما وقفت عربة البوليس التي تحملني وعند خروجي خرجت أمي معنا وعندما وجدت تجمع الناس أطلقت زغرودة قائلة "الحمدالله يا ولدي أعتقلوك راجل في السياسة لا حرامي لا بتاع بنقو". وقد كانت كلماتها تلك وزغرودتها هما ضمن زادي خلال 22 شهرا قضيتهم في الإعتقال الأول.



    وأخذت لقاضي الخرطوم جنوب بمنزله بأمدرمان، وكان هو القاضي بشارة حيث أوضح لي حقوقي وأصريت على أقوالي رغم تحذيره لي، فأمر بحبسي لمدة أسبوع قضيته بالقسم الجنوبي، حيث وجدت مجموعة فاضلة من أبناء السجانة من بينهم أستاذ مدرسة وسطى إسمه محمد إبراهيم، يده مقطوعة، وأحمد عبدالله وهو عامل بالمخازن والمهمات أصبح فيما بعد ترزيا أفرنجيا يشار له بالبنان. وأخذت ساعتي وخاتمي أمانات وأتصلت بقريبي الذي كنت أقصد منزله المرحوم عمر الحاج بشارة وهو والد المحامي كرم الله عمر الحاج والنطاس البارع الدكتور خلف الله عمر الحاج بشارة أخصائي جراحة الدماغ والجهاز العصبي بالولايات المتحدة، وقد جاءني المرحوم حاج عمر بمرتبة وبطانية من منزله وسندوتشات، وظل يأتيني بالأكل يوميا حتى تم نقلي للأمن وفقا لتوجيهات صديقي القاضي حينها عبد الباسط سبدرات الذي عندما عرض عليه أمر الحبس قال للعسكري "يأ اخي دا وديه الأمن، ما تبعنا!" فتنازل عن ولايته القضائية دون أن يطلب منه أحد ذلك!



    كان الأسبوع الذي قضيته بالقسم الجنوبي مريحا من ناحية جسمانية فكنا نرقد في مراتب ويأتينا طعام من المنازل خاصة الأسرة الكريمة اسرة أحمد عبدالله. ولكن من ناحية نفسية كان ذلك من أصعب فترات حياتي على الإطلاق فسمعنا بالإعدامات: العسكريين أولا ثم الشفيع وجوزيف ثم عبد الخالق، وخلافا للحزن عليهم كقادة سياسيين ومفكرين ومناضلين وطنيين، فقد تعرفت على هاشم العطا ومحجوب طلقة من العسكريين وحملت رسالة مرة للشفيع وإلتقيته بمكتبه بإتحاد نقابات عمال السودان ومعي صديقي وزميلي فيصل يوسف سيدأحمد، وكان جوزيف قرنق هو محامي في قضية أحداث الأربعاء، بينما ألتقيت عبد الخالق عدة مرات في عمل حزبي. وساحكي هنا حكايات قد لا تمثل للكثيرين ممن يعرفون هذه الشخصيات أكثر مني شيئا كثيرأ ولكني في تلك اللحظات كنت أستعيدها كل مرة.



    عندما سألني شيدي جاغان: هل هذا عسكري؟




    كان ذلك في عام 1970 عندما عقد مجلس السلام العالمي دورته بالخرطوم وكان شيدي جاغان الزعيم الغياني اللاتين امريكي (اصبح فيما بعد رئيسا لجمهورية غيانا بامريكا اللاتينية) سكرتيرا عاما لمجلس السلام العالمي، فأقامت القوى الإشتراكية بالبراري ندوة تحدث فيها الرائد هاشم العطا وكان عضوا بمجلس الثورة وشيدي جاغان وذهبت للندوة كمستمع ولكن عند باب دار القوى الإشتراكية تلقاني الزميل المهندس (البروفسير الأن) عبد المنعم عطية وطلب مني أن أجلس قرب شيدي جاغان لكي أترجم له ما يدور لأن الأستاذ المرحوم عمر مصطفى المكي، الذي وافق على الحضور للترجمة لم يحضر بعد، فحاولت التخلص ولكن منعم كما يعرفه زملاؤه وأصدقاؤه لا يقبل أي إعتذار في التكليفات الثورية، فجلست قرب شيدي جاغان وكان هاشم قد أصر أن يكون أول المتحدثين لأن لديه إجتماع مجلس ثورة، فترجمت لشيدي ما قاله الرائد هاشم الذي كان حديثه منظما وعميقا، فكان شيدي يبدي دهشته ويسألني: هل هذا عسكري؟ وكنت أبتسم وأقول بكل فخر نعم! وكان سؤال شيدي جاغان، وهو سياسي تقدمي يعبر عن إعجابه بكلمة هاشم لدرجة أنه عندما وقف متحدثا (ووقتها كان عمر قد وصل وأنقذني من الترجمة الفورية أمام الجماهير) كان شيدي يشيد بهاشم ويشير لمقتطفات من حديثه، حتى أن مولانا البداني رحمه الله (وهو قاضي شرعي حضر مهرجان الشباب بموسكو وأصبح قائدا بارزا لحركة السلام السودانية) عانقني بحرارة بعد الندوة شاكرا لي ترجمتي. ولم أكن لحظة سماع إعدام هاشم أتذكر غير تلك الندوة! فالسودان لم يفقد فقط رجلا "إستلم السلطة نص النهار"[2] كما قال شيخ الخير زعيم مزارعي النيل الأزرق يرحمه الله وإنما فقد عسكريا مفكرا !



    محجوب طلقة يحمل طفلا ويتحدث في الإقتصاد



    كنا في فرع الحزب الشيوعي بجامعة الخرطوم قد عكفنا على دراسة مقترحات لجنة تطوير الجامعة التي أعلن نميري نتائجها في إحتفال حنتوب، فأثارت ما سمي بأحداث مارس 1971 بجامعة الخرطوم، وأعددنا دراسة عميقة وشاملة، وطلبنا من الصديق الخاتم عدلان أن يأخذها للحزب لطباعتها، وعندما أعتقل الزميل الخاتم وكان يسكن مع صديقه المرحوم خالد الكد، قام خالد، والذي لم يكن حينها عضوا في الحزب الشيوعي بتسليمها لقريبه الفقيد المقدم محجوب طلقة ليسلمها ضمن أوراق أخرى للخاتم للحزب، وكنت قد كلفت بالإتصال بخالد للحصول على الدراسة، خاصة أن إدارة الجامعة قد أعلنت عن فتحها في يوليو. ذهبت لخالد فوجدت معه صديقنا، الذي فاجأنا فيما بعد بنشر روايات في غاية الإبداع، الدكتور مروان حامد الرشيد وكان طالبا حينها بقسم اللغة الإنجليزية والذي أصبح فيما بعد محاضرا به. قال لي خالد أنه قد سلم كل أوراق الخاتم للمقدم محجوب إبراهيم، ونصحني أن أبيت معه وأذهب لمحجوب في الصباح الباكر لأخذها وتطوع مروان لأخذي لمنزل محجوب.


    وقضينا ليلة من ليالي كرم خالد المعروفة لأصدقائه: أنسا تثقافيا مدهشا، لا حدود له يترجح بين السياسة والشعر والذكريات والقفشات، وطعاما وشرابا، وفي الصباح أتى لي بفرشة الأسنان وطلب أن أكتب عليها إسمي وأضعها في الدولاب مع عشرات من فرش الأسنان فيها أسماء أصدقاء كثر، كانوا يترددون على البيت ويبيتون ويأكلون وسشربون ويلعبون الشطرنج ويتحدثون في أمور الأدب والسياسة والفنون والدنيا.
    في صباح اليوم الثاني أخذني مروان لمنزل محجوب ببيت المال. فوجدنا عمالا يصونون المنزل لأن محجوب كان قد أخلى منزل الجيش بمصنع الذخيرة بعد إحالته للمعاش في 16 نوفمبر 1970. جاءنا محجوب يحمل طفلا (لا أذكر الآن إن كان ولدا أم بنتا) ورحب بنا ترحيبا حارا وقدم لنا البيبسي كولا وسألني عن ماذا أدرس بالجامعة وعندما قلت له أنني أدرس الإقتصاد سألني هل سمعت خطاب الميزانية بالأمس؟ فقلت نعم كانت ميزانية تقليدية، فبدأ المقدم محجوب إبراهيم طلقة يقدم نقدا للميزانية، كان بالنسبة لي وأنا طالب ثالثة إقتصاد بحت درسا في الإقتصاد مدهشا.



    بعدها لم التقي محجوب ولكني رأيته باللبس الرسمي صباخ يوم 20/7/1971 وهو يخرج من قصر الضيافة بينما كنت في طريقي من الجامعة لدار المعلمين. وظللت أتذكر محجوب وهو يحمل طفله ويتحدث في الإقتصاد وهو يخرج من بيت الضيافة بقية عمري، إنه شخص لا ينسى.



    عبدالخالق محجوب: ذكريات متفرقة




    كانت جامعة الخرطوم قد أغلقت لفترة بسيطة بعد أحداث الأربعاء عندما إعتدى الأخوان المسلمين بقيادة حاج نور على حفل الفنون الشعبية الذي نظمته جمعيتا الثقافة الوطنية والفكر التقدمي، وعندما فتحت الجامعة جاءنا من يبلغنا أن عبد الخالق يريد أن يجتمع مع قيادة فرع الجامعة فذهبنا لمكان الإجتماع الذي كان منزل المرحوم الدكتور سنادة. خاطبنا عبد الخالق قائلا أن الشيوعيين كانوا دائما في خانة الدفاع وأن أحداث الفنون الشعبية تتيح لهم فرصة للإنتقال للهجوم في قضية هامة هي قضية المرأة فيجب أن ننقل المعركة إلى معركة فكرية تلحق هزيمة فكرية كاملة بالأخوان المسلمين والفكر الرجعي فيما يتعلق بقضية المرأة وأقترح أن نصدر كتيبا عن قضية المرأة وهو مستعد لمراجعته معنا وكلف عدد من الزملاء لكتابة الكتاب وهم الخاتم وكمال عووضة و حسن كباشي وشخصي. وكان اليوم خميسا فذهبت للمنزل لقراءة وجلب بعض المراجع عن الموضوع وعندما عدت يوم الجمعة مساء لم أجد الزملاء المكلفين وعلمت يوم السبت أنهم أعدوا الكتيب وهو في الطباعة وكان ذلك اول منشور لفرع الحزب حول القضية تحت إسم "الشيوعيون وقضية المرأة" لو لم تخني الذاكرة.



    أذكر أن الجبهة النقابية بالسكة حديد بالخرطوم قد دعت عبد الخالق محجوب لإلقاء محاضرة عن الإشتراكية العلمية، فذهبت لحضور المحاضرة وكان عبد الخالق مدهشا كعادته قادرا على مخاطبة الطبقة العاملة في قضاياها وفي عقر دارها وقال أنه لن يحدثهم عن مبادئ الإشتراكية العلمية فتلك موجودة في الكتب (التي كانت متوفرة في المكتبات) ولكنه سيحدثهم عن كيف أستلهم الشيوعيون السودانيون تلك المبادئ لدراسة الواقع السوداني وتنظيم الطبقة العاملة وإستلهام نظرية وبرنامج للثورة في السودان.



    أذكر أنه في مارس 1970 أقامت وزارة الشباب (وكان وزيرها الدكتور منصور خالد ووكيلها الأستاذ أحمد عبد الحليم) ملتقا فكريا للمفكرين العرب وقد تطوعت للعمل كمرافق للوفود الزائرة وقد كلفت بمرافقة وفد الجبهة الديمقراطية وكان يتكون من نايف حواتمة وصالح زيدان، وسرعان ما تعرفت على أعضاء الوفود العربية الأخرى فعرف معظمهم أنني شيوعي، فذات يوم جاءني الأستاذ الدكتور عبدالله الرمادي وهوفلسطيني أردني وقال لي أنهم مجموعة من الوفود العربية ويريدون الإجتماع بعبد الخالق محجوب فهل يمكنني نقل رغبتهم له وتنظيم إجتماع، فأتصلت تلفونيا بعبد الخالق ونقلت له رغبتهم فمازحني قائلا "شايف لهجتك بقت مشرقية أثروا فيك الجماعة ديل ولا أيه يا كبلو؟" ثم قال أنه متابع برنامجهم وانهم سيزورون الجزيرة فسيلتقيهم في إستراحة الجزيرة. وبعد اللقاء سألت الرمادي كيف كان اللقاء فقال لي "تقول ملتقى فكري يا كبلو والفكر كله خارج الملتقى" وكان يقصد كيف أن عبد الخالق لم يدع للملتقى! وكان نايف قد إشترك في ندوة في الجامعة مع عبد الخالق وآخرين وكنت أجلس بالقرب منه، وتحدث عبد الخالق فقال أن الحزب الطليعي لا يولد طليعيا ولا يكتسب طليعيته بتبنيه للنظرية الماركسية اللينينية، ولكنه يكسب تلك الطليعية بقدرته على تنظيم الجماهير وأن يكون دائما في طليعتها في طرح قضاياها والدفاع عن مصالحها وقيادتها في النضال اليومي، فهمس نايف حواتمة في أذني قائلا "هذا ثوري حقيقي ... هذا ثوري حقيقي"


    أذكر أيضا أنه ذات مرة وأنا أدخل مكاتب الميدان القديمة قرب مطبعة التمدن والتي تحولت لمكاتب للحزب بعد مصادرة الميدان، أن وجدت عبد الخالق ومعه المرحوم الدكتور عبدالله محمد الحسن وكان يعمل في هيئة تحرير الشيوعي، أن ناداني عبد الخالق وقال لي أجلس حتى أخلص فجلست وكان عبدالله يستعرض معه محتويات عدد جديد من الشيوعي، وسأل عبدالله عبد الخالق عما يفعل بطلب عبدالله علي إبراهيم للتفرغ هل ينشره كله أم يلخصه فقال عبد الخالق هذه قطعة في الأدب الثوري يجب أن تنشره كله ولكن إستأذن عبدالله علي إبراهيم أولا. وعندما إنتهى عبد الخالق من عمله مع عبدالله محمد الحسن إلتفت لي قائلا "أيه المذكرة الكتبتوها للمكتب السياسي دي؟"" وكنا في قيادة الجامعة قد كتبنا مذكرة ننتقد فيها موقف الحزب من مبادرة روجرز وكان الحزب قد أيد عبد الناصر في قبوله للمبادرة ولم ينتظر عبد الخالق إجابتي وواصل قائلا "دي قدرة النظام الوطني في مصر ونحن بندعم النظام الوطني لأننا عارفين قدرته وبعدين مصر فيها 2 مليون طبقة عاملة لكن غير قادرين على تنظيم حزب شيوعي فعال هل سنقوم بدور الحزب الشيوعي المصري" فلم أرد فقال "على أية حال المكتب السياسي حيرد على مذكرتكم".
    اذكر انه في سبتمبر او اكتوبر عام 1970 قد كلفت بترتيب اجتماع بين عبد الخالق ومجموعة من الطلاب الاثيوبيين هربوا إلى السودان حينها وان عبد الخالق جاء متأخرا واعتذر بانه كان في اجتماع مع فاروق حمد الله وساله المرحوم الجزولي سعيد عن كيف سار اجتماعه فقال انه ايجابيا وانهم ازالوا سوء التفاهم وان فاروق اكد له ان لا علاقة له بابعاد عبد الخالق إلى مصر وانه وعد باطلاق سراح بعض الزملاء في سنجة وكوستي ممن اعتقلتهم قوات الامن. وبدأ عبد الخالق بالإستماع للطلبة الأثيوبيين بإهتمام، ثم قال لهم أنا سأقول لكم رأيي وأنتم غير ملزمين بالأخذ به، سأعطيكم وقت لمناقشته، ثم نجتمع مرة أخرى وما ستقررونه سنبذل جهدنا لمساعدتكم. وقال لهم أن رأيه أن يمكثوا بالسودان وألا يذهبوا للدراسة بالخارج، حتى ولا شرق أوربا والإتحاد السوفيتي، وأن الحزب سيساعدهم في الإلتحاق بالجامعات والمعاهد العليا السودانية، وأنهم يمكن أن يتنظموا في السودان ويقيموا صلة بزملائهم في أثيوبيا، قال البديل أن يذهبوا ويتفرقوا في الخارج، صحيح انهم سيتعلمون ولكن لن يسهموا في تنظيم حركة ثورية في أثيوبيا. وكان عبد الخالق يتحدث بلغة إنجليزية سلسة. وأتفق عبد الخالق أن يقيم معهم صلة مباشرة دون وساطة فرع الجامعة وتركتهم لتنظيم تلك الصلة.



    كانت كل تلك الذكريات وغيرها كثير وعدد من الندوات والمحاضرات التي حضرتها لعبد الخالق تتداعى أمامي وأنا أقضي فترة عصيبة من حياتي ويتملكني غضب شديد وحزن عميق وأنا أسمع خبر تنفيذ حكم الإعدام في أحد مؤسسي حزبنا وقائده الفذ والمفكر الثوري السوداني الذي الهمنا جميعا وساهم في جعلنا ما نحن الآن وكان ذلك في 28 يوليو 1971 وأنا في زنزانة البوليس بالفسم الجنوبي بالخرطوم.



    Sidgi Kaballo [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته






    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] لقد نشأ هذا التنظيم بمبادرة من الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم وبإقتراح من شحصي في 1970 وكان الغرض منه تنسيق جهود الجبهة الديمقراطية في الجامعات والمعاهد العليا والمدارس الثانوية العليا وقد إنفصلت عنه الثانويات العليا بعد قشل إنقلاب يوليو 1971 وكنت وقتها بالمعتقل ولا أعرف حيثيات الفصل.



    [2] قيل أن شيخ الخير يرحمه الله سأله ضابط البوليس وكان يأمل في إجابة بالنفي حتى يطلق سراحه بإعتباره شيخا جليلا "هل أيدت هاشم العطا" فرد دون أن يرمش له جفن "بلحيل يا ولدي دحين في راجل إستلم البلد نص النهار قباله"
                  

05-24-2009, 09:10 AM

ماضي ابو العزائم
<aماضي ابو العزائم
تاريخ التسجيل: 09-07-2007
مجموع المشاركات: 3598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الاستاذ صدقى
    سنتابع بصمت و لنترك الذكريات تتداعى
    فمن رأئ ليس كمن سمع
    لنقص التدوين فى التاريخ السياسى الحديث
    خلق الكثير من الاقزام بطولات لانفسهم
    اكتب صدقى و اليكتب غيرك من واقع التجارب المعاشة
    و ليستكمل الآخرون الرواية حتى تكتمل فصولها
    تحياتى
                  

05-24-2009, 12:40 PM

Saber Abdelhadi
<aSaber Abdelhadi
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 1397

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: ماضي ابو العزائم)

    شكرا دكتور كبلو لهذا الإسهام المقدّر

    الرجاء مراجعة الإيميل

    نقرأ بشغف
                  

05-24-2009, 02:21 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Saber Abdelhadi)

    د. صدقي .. تحياتي
    نتابع تجارب من ضحوا
    من أجل عيون وطن
    مالك زمام أمرو
    ومتوسد لهيب جمرو
    وطن غالي
    نجوموا تراري في العالي
                  

05-24-2009, 02:21 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Saber Abdelhadi)

    د. صدقي .. تحياتي
    نتابع تجارب من ضحوا
    من أجل عيون وطن
    مالك زمام أمرو
    ومتوسد لهيب جمرو
    وطن غالي
    نجوموا تراري في العالي
                  

05-24-2009, 04:35 PM

محمد حيدر
<aمحمد حيدر
تاريخ التسجيل: 10-17-2003
مجموع المشاركات: 1063

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الاستاذ د/ صدقي كبلو

    تحياتي لك
    و إجلال و إحترام كبيرين لوالدتكم حيثما كانت
    والتي
    Quote:
    أطلقت زغرودة قائلة "الحمدالله يا ولدي أعتقلوك راجل
    في السياسة لا حرامي لا بتاع بنقو".


    لما قريت الحته دي تحديداً
    جاني إحساس إني أقيف و أبشّر و أسلم علي رأسها
                  

05-24-2009, 06:20 PM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: محمد حيدر)

    Quote: كان ذلك في عام 1970 عندما عقد مجلس السلام العالمي دورته بالخرطوم وكان شيدي جاغان الزعيم الغياني اللاتين امريكي (اصبح فيما بعد رئيسا لجمهورية غيانا بامريكا اللاتينية) سكرتيرا عاما لمجلس السلام العالمي، فأقامت القوى الإشتراكية بالبراري ندوة تحدث فيها الرائد هاشم العطا وكان عضوا بمجلس الثورة وشيدي جاغان وذهبت للندوة كمستمع ولكن عند باب دار القوى الإشتراكية تلقاني الزميل المهندس (البروفسير الأن) عبد المنعم عطية وطلب مني أن أجلس قرب شيدي جاغان لكي أترجم له ما يدور لأن الأستاذ المرحوم عمر مصطفى المكي، الذي وافق على الحضور للترجمة لم يحضر بعد، فحاولت التخلص ولكن منعم كما يعرفه زملاؤه وأصدقاؤه لا يقبل أي إعتذار في التكليفات الثورية، فجلست قرب شيدي جاغان وكان هاشم قد أصر أن يكون أول المتحدثين لأن لديه إجتماع مجلس ثورة، فترجمت لشيدي ما قاله الرائد هاشم الذي كان حديثه منظما وعميقا، فكان شيدي يبدي دهشته ويسألني: هل هذا عسكري؟ وكنت أبتسم وأقول بكل فخر نعم! وكان سؤال شيدي جاغان، وهو سياسي تقدمي يعبر عن إعجابه بكلمة هاشم لدرجة أنه عندما وقف متحدثا (ووقتها كان عمر قد وصل وأنقذني من الترجمة الفورية أمام الجماهير) كان شيدي يشيد بهاشم ويشير لمقتطفات من حديثه،



    شكرا د. كبلو
    فبمثل كتابتك هذه تاخذ المنابر زينتها و يغدو التاريخ و وقائعه كائنا حيا لطيفا
    كانه لم يبارحنا الا منذ لحظات
                  

05-24-2009, 11:12 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: عوض محمد احمد)

    عزيزنا ماضي
    مرحب بيك وببري الجابتك، روق وشوف بطل بري العظيم مصطفى أحمد الشيخ حيرد في المذكرات كيف!
                  

05-24-2009, 11:17 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    صابر
    شكرا الأميل وصلت وحأرد عليك
    خليك معانا
                  

05-24-2009, 11:19 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    عزيزنا محمد عبد الجليل
    وين إنت يا راجل! مشتاقون!
    شكرا ليك وأرجو أن أكون عند حسن الظن!
                  

05-24-2009, 11:26 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    أبشر يا محمد حيدر
    يرحم الله الوالدة نفيسة بت محمد أحمد ود كبلو فقد كانت إمرأة شجاعة ومؤمنة وصابرة وسودانية حقيقية.
                  

05-24-2009, 11:28 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    عزيزنا العوض محمد أحمد
    شكرا ليك والمنابر تتوين بأمثالكم.
                  

05-24-2009, 11:51 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    وصية الخاتم وهو على فراش الموت


    عندما زرت الراحل الخاتم عدلان وهو يقاوم المرض بشجاعة نادرة، شعرنا، إخلاص الخليفة زوجتي وشخصي، بانه منهك ومتعب، فقررنا أن نختصر الزيارة حتى لا نرهقه، ولكنه في ود واضح وصادق طلب منا ألا نذهب ونجلس معه في الغرفة حتى ولو غفى قليلا من أثر الدواء، وكان كلما يصحو يفتح موضوعا ويتحدث بود عن رفاق من السودان، إتصلوا به، ولا أدري كيف جاءت سيرة المعتقلات في الحديث، فقلت له فرحا "لم أخبرك يا خاتم، فأنا أكتب مذكرات المعتقل"، فقال لي "هذا عمل مهم ويجب أن تعطيه عنايتك، فتاريخ تلك الفترة كاد أن يندثر" ثم صمت قليلا ، وواصل في صوت خافت ولكنه مشحون بالشجون "تلك فترة خبرنا فيها معادن الناس، ولا بد أن تكتب بتفصيل عنهم" قلت "لعل هذا هو أحد أسباب كتابتي للمذكرات، ففي تقديري كل ما كتب عن المعتقلات لم يوف المعتقلين حقهم" ثم بدأنا نذكر أسماء: محمد ميرغني نقد، خليل ألياس، خالد حسن التوم، إبراهيم جادالله وغيرهم وغيرهم. ثم دار النقاش حول قضايا كثيرة أخرى والخاتم يغفو ثم يعود لمواصلة الحديث، وتناولنا طعام الغذاء، وبذلت تيسير جهدا مع الخاتم ليأكل، وأستمر الحال كذلك بعد الغذاء، ثم أستأذنا لأنني جئت سائقا من بيرمنجهام، وكانت آخر وصايا الخاتم "لآزم تكمل المذكرات" ووعدته وعدا قاطعا، وأرجو أن يكون هذا الكتاب فيه وفاء لذلك الوعد.










    شكرا دكتور صدقي

    كنت اتمتع بمقالاتك الاقتصادية وصديق عبد الهادي

    والتوم النتيفه
    وتلك الانجم الزرقاء الخاتم

    وتحليلات الحاج وراق وود الفكي



    يا له من طعم جميل

    ومذاق طعم ريحة الاصدقاء البواسل
    لقد وضعتوا بصمات في التاريخ يضي العمر كلو


    سلامي ومحبتي
                  

05-25-2009, 00:05 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sabri Elshareef)

    شكرا صبري على المرور
                  

05-25-2009, 01:36 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    سلام يا صدقي
    وتحياتي

    Quote: عزيزنا ماضي
    مرحب بيك وببري الجابتك، روق وشوف بطل بري العظيم مصطفى أحمد الشيخ حيرد في المذكرات كيف!

    سأظل ندمان طول عمري لعدم توثيقي لسيرة العظيم مصطفى احمد الشيخ
    مصطفى معلمي الحزبي وجاري في السكن تعلمت على يديه الكثير
    لم اكن ادري انه بكل هذه الاهمية والتاريخ المجيد
    فقد كان انسانا متواضعا وبسيطا
    ليت الزميل الصادق مصطفى احمد الشيخ
    قام بجمع كل اوراق وتاريخ مصطفى
    ليت
    ويا له من فقد عظيم
                  

05-25-2009, 08:29 AM

أم سهى
<aأم سهى
تاريخ التسجيل: 09-29-2002
مجموع المشاركات: 1435

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: خالد العبيد)

    اكتب يا صديقي
    ودعنا نسترجع الماضي الجميل
    اكتب
    ويا ناس خلوهو يتم ما تقطعوا حبل افكاره
    اكتب وبعدين نناقش
    ام سهى ( اقبال ابراهيم على)

    تحياتي لبنت الخليفة
                  

05-25-2009, 11:05 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: أم سهى)

    مراحب أم سهى
    شكرا على المرور
    لقاء الخرطوم لم يبل الشوق
    ولكن سنلتقي أنت وزهير وأصدقاء الفرع جددتم حياتي بعد الإنتفاضة فتعرفت عن قرب على جيل مناضل!
    التحاياللجميع لمن تقابلين منهم ومنهن!
                  

05-25-2009, 01:48 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    Quote: وبينما أنا أهم بركوب عربة البوليس إذا بعربة أخرى (لآندروقر جيش لو لم تخني الذاكرة) تظهر وبها الأستاذة سعاد إبراهيم أحمد وهي معتقلة فرفعت لي يدها بالتحية وعلامة النصر وصاحت بي "شدو حيلكم".
                  

05-25-2009, 04:57 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    تلك الأيام في سجون نميري (3) ... بقلم: صدقي كبلو
    الاثنين, 25 مايو 2009 17:30


    [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته



    ذكريات معتقل سياسي 1971-1983



    الاعتقال الأول 23 يوليو 1971 -15 مايو 1973




    النقل الى الأمن




    قلت أن صديقي عبد الباسط سبدرات تخلى عن ولايته القضائية وطلب أن أنقل إلى جهاز الأمن، فتم نقلي إلى جهاز الأمن في حوالي 30 يوليو 1971 وبينما العسكري الذي يصحبني يحاول أن يجد المكتب الذي يسلمني أياه دخل خطأ مكتب السيد خليفة كرار والذي تعرف علي للتو وقال للعسكري تعال جيب كبلو دة هنا فقد قرأت إسمه في أوراق وجدت في منزل عبد الخالق وكتب ورقة للعسكري ليحملها لمكتب الأرشيف وأمسك بسماعة التلفون وطلب الأوراق التي كانت في منزل عبد الخالق وعندما جاءه الورق، فتش فيه قليلا ثم أخذ ورقة بدأ يقرأها بصوت عال:" مشروع قرار حول الجبهة الديمقراطية – صدقي كبلو" وفي هذه اللحظة دخل العسكري الذي صحبني للأمن وحياه قائلا الأرشيف بيقول ما فيش حاجة باسم صدقي كبلو، فقال له خليفة كرار "طيب خذه للجنة في الطابق الأول المبنى الثاني وخذ معه هذه الأوراق".



    أخذني العسكري ومعي الأوراق إلى لجنة برئاسة العميد أمن أحمد عبد العزيز وكان ضمن أعضائها عبد المنعم محمد علي بخيت، شقيق الدكتور جعفر بخيت، وقد دافع عبد المنعم عني قائلا أنني عضو في الجبهة الديمقراطية وهي تنظيم طلابي وأنني ما زلت طالبا ، ولكن أحمد عبد العزيز أصر على إعتقالي وإرسالي إلى كوبر، وحاول عبد المنعم تطميني بعد الخروج من اللجنة وقال لي كلها أيام وسنطلق سراحك. ولكني بقيت في المعتقل لإثنين وعشرين شهرا وكنت ضمن المجموعة الأخيرة التي أطلق سراحها من كوبر في مايو 1973 بعد إضراب الطعام وإجازة دستور نميري الذي سمي دستورا دائما وهذا ما سنأتي لذكره فيما بعد في هذه المذكرات.


    ولكن قبل الإنتقال إلى كوبر دعني أحدثكم عن قصة الأوراق التي وجدت في منزل الأستاذ عبد الخالق وعن سبب تذكر خليفة كرار لشخصي.كانت الأوراق عبارة عن مجموعة من مشروع قرارات لمؤتمر لفرع الحزب الشيوعي بالجامعة كان من المتوقع عقده في أكتوبر 1970 ولكن الأستاذ عبد الخالق إجتمع بنا عشية عقد المؤتمر وقدم لنا ملاحظات من المكتب السياسي تصف التحضير للمؤتمر ووثائقه بالضعف وطلب تأجيله لتحسين الإعداد له، وقد رفضنا أولا ذلك فقال لنا "أنتم أحرار فهو فرعكم فإذا قررتم عقد المؤتمر سنحضره وسنخاطبه" وخرج وتركنا مجتمعين مع الأستاذ سليمان حامد الذي أدار حوارا مع أعضاء لجنة الفرع وقد إحتدم النقاش وأجري التصويت ففاز الإقتراح المؤيد لتأجيل المؤتمر وكنت ضمن المعترضين. ولم تمض سوى أيام حتى أصدر نميري قرارات 16 نوفمبر 1970 وأعتقل الأستاذ عبد الخالق. ويبدو أن تلك الأوراق ظلت في منزل عبد الخالق حتى الإنقلاب المضاد ل 19 يوليو والبحث عن عبد الخالق وتفتيش منزله للبحث عن أي أوراق لها علاقة ب 19 يوليو، وقد علمت فيما بعد في كوبر أنهم قد وجدوا ورقتين: الأولى رسالة كتبها له ثلاثة أصدقاء جاءوا لمنزله لزيارته فلم يجدوه فتركوا رسالة يقولون فيها "قنطرناها يا ريس وشتها ما تنسانا" والثلاثة كانو مهندس إسمه بشير إدريس وضابط بوليس سابق يسمى فاروق هلال وأحد أبناء المرحوم محمد نور الدين (أحد قادة الحزب الوطني الإتحادي وحزب الشعب ومن السياسيين المشهورين بنزاهتهم). أما الورقة الثانية فكانت عبارة عن مقترحات بالتشكيل الوزاري ويبدو أن الدكتور مصطفى خوجلي الأستاذ حينها بكلية الطب كان مرشحا لرئاسة الوزراء.
    لقد إلتقيت خليفة كرار أول مرة في مدينة الفاشر وأنا طالب بالفاشر الثانوية كنت أتردد على مكتبة الجماهير التي كان يملكها ويديرها الأستاذ صديق أحمد البشير، وكنت قد سألت صديق عن مكان أجد فيه حجرا لفلاش كمرتي ولكن صديق قال أن مثل الحجر الذي أسأل عنه غير موجود في الفاشر ولكنه موجود في نيالا فعرض السيد خليفة وكان نقيبا بالشرطة خدماته بأن يطلب من عربة لهم ذاهبة في مأمورية نيالا أن يحضر لي الحجر، ولم أقابله بعد ذلك إلا في ذلك اليوم رغم أنه تم أستدعائي من قبل للأمن والتحقيق معي ولكن كان من حقق معي وهددني بالإعتقال هو السيد مكي حسن أبو. لذا كنت مندهشا أن يتعرف علي خليفة كرار بعد 8 سنوات من لقائي به أول مرة ولكنها عقلية رجل الأمن. وسترد سيرة خليفة عدة مرات في هذه المذكرات.



    النقل الى كوبر




    بمجرد نقلي لكوبر أخضعت كغيري لتفتيش دقيق ثم صرف لي بطانيتين وبرش وكورة وأدخلت إلى السرايا من خلال باب صغير يضطر الشخص للإنحناء عند الدخول والخروج.


    دخلت السرايا فوجدت عدد كبير من المعتقلين من شيوعيين وديمقراطيين من مختلف الأعمار والمهن، محامين، سفراء، أطباء، زراعيين، إقتصاديين، أساتذة جامعة، موظفي خدمة مدنية، موظفي بنوك، مهندسين وعمال فنيين، ضباط سابقين في الجيش والبوليس، إذاعيين ومخرجي تلفزيون، صحفيين وكتاب وشعراء ونقاد، نقابيين وقادة شباب وناشطين سياسيين. وهذا ما دفع البعض من المزاح مرددا أن كل الجبهة (يقصدون الجبهة الوطنية الديمقراطية)، اصبحت في يد السلطة، بينما كانت المظاهرات في 22 يوليو تقول كل السلطة في يد الجبهة.
    وجدت عدد كبير من المعتقلين ممن أعرفهم من قبل: صديقي المرحوم مصطفى أحمد الشيخ، المرحومين عبد الوهاب الشيخ وأخيه إبراهيم الشيخ وخليل ألياس وثلاثتهم من قادة إتحاد الشباب، الصحفي والقاص محمود محمد مدني والقاص محجوب الشعراني والشاعر صلاح حاج سعيد والشاعر صلاح يوسف، وأستاذي الكبير فرانكو قرنق شقيق الأستاذ جوزيف قرنق الأكبر والذي التقيته عندما كان مدرسا بالفاشر الثانوية والأستاذ الكبير عباس علي والأستاذ ياسر الطيب سكرتير رابطة المعلمين الإشتراكيين والأساتذة محمد سعيد القدال ومبارك حسن خليفة والأستاذ إسحاق القاسم شداد والأستاذ بدر الدين مدثر من قادة حزب البعث والأخ محي الدين يوسف وعبد المجيد بطران و عبد القادر الرفاعي والبروفسير علي محمد خير والدكتور فاروق محمد إبراهيم والأستاذ محجوب الحارث والمرحوم برير الأنصاري وشقيقه الأستاذ قريب الله الأنصاري والأستاذ حسن شمت والأستاذ حسنين حسني والذي كنت أعرفه من أيام النهود والسيد المرحوم محمد خلف الله والذي كنت قد تعرفت عليه قبل أسابيع قليلة من الإعتقال وغيرهم عدد كبير.


    وتعرفت في السرايا على عدد كبير لم أعرفه من قبل أو كنت اعرفه ولم أقابله من قبل مثل الأستاذ الكبير المرحوم عبد الكريم ميرغني الذي إمتدت علاقتي معه لما بعد المعتقل وتعلمت منه الكثير خاصة فيما يتعلق بتاريخ وأسرار الفترة الأولى من حكم نميري كما تعرفت عن طريقه على تمارين اليوغا والتي تعمقت فيها فيما بعد بمساعدة الصديق المرحوم الفاتح المواطن والأستاذ الكبير محمد محجوب شورة والدكتور الحارث حمد والأستاذ الرشيد نايل والأستاذ محمد ميرغني نقد والأستاذ إبراهيم الجزولي المخرج التلفزيوني االمدهش والأستاذ ذو النون بشرى الإذاعي المعروف وتعرفت على آل النور الذين أصبحت علاقتي معهم أسرية: أسامة عبد الرحمن النور صديق شقيقي الأكبر محمد وإبراهيم النور وقد اصبحنا أصدقاء من أول يوم إلتقينا فيه و المهندس صديق يوسف و المحامي عثمان يوسف وتعرفت على الأستاذ الكبير جلال السيد والدكتور خالد حسن التوم والأستاذ الفنان التشكيلي جرجس نصيف وتعرفت على الفنان الكبير محمد وردي والذي توطدت علاقتي به فيما سيأتي من حديث في حوش الطوارئ والأستاذ الفنان محمد الأمين والفنان إدريس إبراهيم والشاعر الكبير حدربي محمد سعد وشقيقه الأكبر الأستاذ أحمد محمد سعد. والمدهش النقابي سعودي دراج وأحمد عبدالله هلال وأبو الحسن بله الشاذلي والذي صار صديقي وصديق عائلتي والمرحوم عبد المجيد النور شكاك ذلك الرجل المتواضع صاحب القلب الكبير. وتعرفت على كمال كمبلاوي والمرحوم عبد الرحمن كمبلاوي والإقتصاديين فاروق كدودة وحمزة زروق وعبد المنعم عثمان. كما تعرفت على العم المرحوم الحاج عبد الرحمن القائد النقابي البارز والمرحوم العم محجوب سيداحمد والمرحوم علي الماحي والنقابي سليم أبو شوشة وعلى المرحوم عثمان جسور والنقابيين محجوب الزبير وفضل أحمد فضل. وتعرفت على السر تابر وأصبحنا أصدقاء رغم فارق العمر. كما تعرفت على إسماعيل المبارك وأصبحنا أصدقاء وأمتدت صداقتنا لما بعد المعتقل. كما تعرفت على المرحوم خليل أحمد علي الذي امتدت صداقتي له خارج المعتقل وتعرف على عائلتي وتزوج شقيقتي الصغرى فتحية. كما ألتقيت في المعتقل الأستاذ نور الهدى محمد نور الهدى وكان يتجول في الأيام الأولى بلبسه العسكري فقد كان متطوعا بكتائب مايو، وقد توطدت معرفتنا بعد ذلك بعد عمله في دار النشر بجامعة الخرطوم قبل أن يؤسس دار عزة للنشر بعد فصله تعسفيا من عمله أيام حكم الجبهة الإسلامية.
    ولعل الإعتقال قدم لي خدمة كبيرة بالتعرف على شخصين ساعداني في الإلمام بطرف من تاريخ الحزب وهما الأستاذان صلاح مازري ومعلم الأجيال المرحوم عباس علي.



    وكنت ضمن أصغر خمس معتقلين طالب ثانوي من بحري يسمى حسن التوم و رمضان سعيد شقيق الجزولي سعيد وكمال وعبدالله عطية والذاكرة لا تساعد فمعذرة على المئات من المعتقلين الذين لم أذكرهم هنا.



    وبينما نحن في السرايا كان يتوافد علينا معتقلون جدد ولكن ثمة أربع معتقلين كان وصولهم موضوعا لإهتمام المعتقلين. وأول هؤلاء كان وصول المرحوم الأستاذ إبراهيم جادالله الوكيل السابق لوزارة شئون الجنوب والخبير والعالم في مجال الغابات. كان إبراهيم جادالله قد حاول الخروج من السودان عن طريق الشرق وقضى الليلة في إستراحة للغابات في سوبا ثم سافر إلى الشرق وقضى أياما ماشيا وهو مطارد وأضطر لتسليم نفسه قرب قلع النحل ونقل إلى القضارف ومن ثم بطائرة هليكوبتر إلى الخرطوم وكانت قصته مليئة بالمغامرة مما جعله ضيفا على المنتديات المختلفة بالسرايا.



    أم الشخص الثاني الذي كان حضوره موضوعا للإهتمام فهو الزميل الخاتم عدلان، والخاتم دفعتي في الجامعة وتزاملنا في العمل القيادي في مجال الطلبة لسنوات عديدة وقد خضنا أول تجربة إختفاء في حياتنا السياسية سويا بعد ندوة شهيرة تحدثنا فيها في إتحاد طلاب جامعة الخرطوم بعد إنقلاب 16 نوفمبر 1970، إنقلاب القصر الذي دبره نميري والمخابرات المصرية لإبعاد فاروق حمدالله وهاشم العطا وبابكر النور من مجلس الثورة وإعتقال الأستاذ عبدالخالق محجوب والدكتور عزالدين علي عامر وسعاد احمد ابراهيم وصلاح مازري وإحالة عدد من الضباط الشيوعيين والديمقراطيين للتقاعد ومن بينهم المقدم محجوب إبراهيم والعقيد محمد محجوب عثمان والرائد خالد الكد. وكانت تلك الندوة معلما بارزا في بداية الصراع العلني ضد إتجاهات مايو الديكتاتورية والقومية العربية وإتجاهات نميري للإنفراد بالسلطة. وقد إضطرنا للإختفاء داخل الجامعة لصدور قرار بإعتقالنا. ولم يتم إعتقال أي منا حتى إغلاق الجامعة بعد احداث مارس، غير أن الخاتم قد أعتقل في 30 مايو 1971 مع عدد آخر من الشيوعيين شمل الدكتور محمد سليمان وصلاح مازري ومحمد مراد وخالد حسن التوم.



    وكان الخاتم عدلان قد توجه لزيارة أهله بعد إطلاق سراحه بالجزيرة في 19 يوليو وفاجأه الإنقلاب المضاد وعودة نميري فسعى عبر محاولة فيها كثير من المغامرة الشجاعة أن يشق طريقه للخرطوم ولكنه حوصر مما أضطره لتسليم نفسه بمدني. وكانت قصة محاولته مثيرة وموضوع للسمر في السرايا.



    أما الشخص الثالث الذي كان حضوره للسرايا مثيرا فكان الزميل المرحوم مكي عبد القادر والذي أضطر لتسليم نفسه لصعوبات قابلها في تأمين نفسه فأختار في شجاعة نادرة أن يسلم نفسه بدلا أن يعرض الآخرين للخطر.



    أما الشخص الرابع فكان هو الأستاذ عبدالله علي إبراهيم الذي إضطرته ظروف مشابهة لتسليم نفسه بدلا من تعريض الآخرين للخطر. وقد كان لحضوره للسرايا أثر كبير في إثراء الحياة الثقافية والفنية في السرايا.



    جو المعتقل في السرايا




    تتكون السرايا من طابقين بهما ثماني عنابر تفتح العنابر شمال جنوب وبها شبابيك كبيرة بها سياج حديدي وللعنابر أبواب حديد وبين كل عنبرين يوجد ممر سمي بالجرة وفي العادة تكون السرايا مقاما للمسجونين المعاقبين بعقوبات طويلة ومعظمهم من أصحاب السوابق وقد تم ترحيل كل المساجين لسجن بورتسودان لتفريغ سجن كوبر للمعتقلين.



    أقام المعتقلون في العنابر والجرة ونصبت خيم خلف المبنى الرئيسي. وكان من سكان الخيم المرحوم عبد الكريم ميرغني والمرحوم حسنين حسني (وهو الشيوعي الذي عذبه الأميرآلاي زين العابدين حسن الطيب حاكم عسكري كردفان أيام عبود) والدكتور على محمد خير العميد السابق لكلية العلوم والعميد صلاح إبراهيم أحمد والأستاذ الكبير أحمد محمد سعد والأستاذ الكبير محمد محجوب شورة وكان من سكان الجرة (أي الممر بين العنابر) الأستاذ عباس علي والدكتور قريب الله حامد الأنصاري.



    بمجرد وصولي قادني المرحوم مصطفى أحمد الشيخ إلى عنبر 5 حيث يسكن وفسح لي مجالا وأنضممت لمجموعته في الأكل التي كانت تضم إبراهيم النور وعبدالوهاب وإبراهيم الشيخ وإسحاق القاسم شداد وعبد المجيد بطران.



    كان من بين المعتقلين في عنبر 5 أستاذي فرانكو أوكيل قرنق وهو شقيق القائد الشيوعي الجنوبي الراحل جوزيف قرنق وزير شئون الجنوب وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي والذي تم إعدامه شنقا بسجن كوبر بعد محاكمة صورية، وقد حكى لي المرحوم الزميل عبد العظيم حسنين أن جوزيف كان معتقلا معه في المدرسة (وهي قسم بالمعتقل في الشمال الغربي لسجن كوبر) وكانا يرقدان قرب بعض عندما فتح باب المدرسة ونادى السجان جوزيف قرنق فودع جوزيف المعتقلين وقال سأعود لا بسا البردلوبة وهي لبس المساجين كناية على أنه سيحاكم بالسجن.



    كان فرانكو قد تخرج من الكلية الحربية ضابطا بالقوات المسلحة السودانية ولكنه إستقال واصبح نائبا في البرلمان في إنتخابات 1958 وبعد إنقلاب عبود ذهب لبيروت حيث التحق بالجامعة الأمريكية وتخرج ببكالوريوس الآداب قسم اللغة الإنجليزية وعمل بالتدريس في الشمال والجنوب وقد كان أستاذا بالفاشر الثانوية عندما ألتقيته المرة الأولى عام 1964 بالفاشر الثانوية ورغم أنه لم يدرسني فإني أعتبره أستاذي. لهذا السبب عندما رأيته يمشي حافيا ولا يرتدي حذاءا عرضت عليه ""سفنجتي" فرفض بحزم شاكرا وأوضح أنه لا يرتدي حذاءأ لأنه في فترة حداد ووفقا لتقاليد الجور فأهل الميت لا يلبسون حذاء لمدة أربعين يوما.



    بداية العمل الثقافي



    كانت أول صداقاتي في المعتقل تلك التي نشأت مع إبراهيم النور وهو أخ مولانا عبد الرحمن النور القاضي السابق ووزير الإعلام في حكومة الصادق المهدي الأولى عام 1966 ، وإبراهيم درس بمصر الإقتصاد وكان قد تخرج لتوه. وشكلنا تيما للقراءة وبدأنا بقراءة الكتابين المتوفرين لدينا: المصحف وكتاب في التنمية الإقتصادية كان قد أدخله معه الأستاذ يوسف همت أحد قادة حزب البعث وكان الكتاب من تأليف البروفسير هجنز. ورغم أننا كنا نعلم أن هناك خطوات تسير في سرية وبطء لتنظيم العمل في المعتقل، غير أننا كنا نشعر بالملل والخوف أن يؤدي الفراغ وعدم دخول الكتب إلى جو الأحباط والشللية إلخ فقررنا أن نحاول كسر ذلك الجو بتنظيم محاضرات وخاصة بيننا علماء ومثقفين وقررنا تنظيم سلسلة من المحاضرات فكانت أول محاضرة تحدث فيها الدكتور فاروق محمد إبراهيم عن الإصلاح الزراعي وقد كانت خطتنا، أنا وإبراهيم النور أن يتحدث فيها أيضا المرحوم برير الأنصاري لأننا كنا نعرف أن الإثنين يحملان وجهتي نظر مختلفة حول الإصلاح الزراعي، ولكن برير كان حينها يؤخذ لجلسات المحكمة العسكرية التي حكمت عليه فيما بعد بالسجن عشرين عاما. وكانت تلك المحاضرة هي بداية العمل الثقافي الذي أستمر في كل المعتقلات زمن نميري.
    وأذكر طرفتين تتعلقان بهذه المحاضرة: الأولى إني قدمت الدكتور فاروق محمد إبراهيم تقديما مفصلا حول دوره في ثورة أكتوبر وحول إسهامه الأكاديمي والسياسي، فقال لي فاروق بعدها وأنني كنت أقدمه كأنني أنعيه لأن الإعدامات والمحاكمات ما زالت قريبة، وأنا أتذكر ذلك لا بد لي أن أقول أن البروفسير فاروق محمد إبراهيم رجل مفكر شديد الذكاء وواسع الثقافة وقد ظللت على خلاف فكري معه في كثير من قضايا العمل السياسي، ولكني ظللت وسأظل دائما أنظر إليه بإحترام وتقدير يستحقه فهو رجل شجاع يعبر عن فكره بشجاعة متناهية وهو رجل مخلص لشعبه ولما يراه صحيحا ولا يبحث عن مجد أو منفعة شخصية. وقدم البروفسير فاروق في المعتقل سلسلة من المحاضرات حول علم الوراثة (لاحظ ذلك حدث في عام 1971 قبل أن يصبح الحديث عن علم الوراثة على كل لسان).



    وجاء عبدالله علي إبراهيم




    ثم جاء عبدالله علي إبراهيم للمعتقل فأعطى العمل الثقافي في المعتقل أبعادا جديدة. وعبدالله علي إبراهيم جاء إلى المعتقل بنفسه ولم تعتقله سلطات الأمن فهو كان مختفيا إذ أنه أصبح ضمن حلقة المتفرغين عام 1971 وقد كان خطاب طلب تفرغه للعمل الحزبي قطعة أدبية رائعة، ولكن عبدالله شعر بأن إختفائه ربما سبب مشكلة للعائلة التي كان مختفيا لديها فخرج من الإختفاء وسلم نفسه. وأختلف الناس حول تقييم ذلك الموقف ولكني ظللت أعتبره موقفا شجاعا ويتصف بحساسية وشعور إنساني عالي.


    قلت أن عبدالله أعطى العمل الثقافي أبعادا جديدة وقد ساعد في ذلك موهبته وقدرته على العمل الإبداعي وتفجير طاقات الآخرين والتعاون معهم وكان المعتقل مليئا بالمبدعين مثل المخرج المبدع إبراهيم الجزولي والأستاذ المرحوم الموسيقار جمعة جابر والرسام والفنان على الوراق والصحفي والقصاص محمود محمد مدني والشعراء صلاح يوسف وصلاح حاج سعيد وحدربي محمد سعد والفنان التشكيلي جرجس نصيف والقصاص محجوب الشعراني والمذيعين حمدي بولاد و ذو النون بشرى والفنانين الكبار الأستاذة محمد وردي ومحمد الأمين وإدريس إبراهيم وأعداد أخرى من الذين كشف عبدالله عن مواهبهم مثل الصديق الأستاذ ياسر الطيب الذي كان سكرتيرا لرابطة المعلمين الإشتراكيين.ويمكنني القول بدون تردد أن وجود عبدالله علي إبراهيم في المعتقل في كوبر وزالنجي وشالا ثم كوبر مرة أخرى جعل المعتقل أكثر إبداعا وفنا وثقافة، ومع آخرين سيأتي ذكرهم، جعل المعتقل أكثر إحتمالا.
                  

05-25-2009, 06:58 PM

محمد حيدر
<aمحمد حيدر
تاريخ التسجيل: 10-17-2003
مجموع المشاركات: 1063

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الاعزاء

    د. صدقي كبلو
    Quote:
    "قنطرناها يا ريس وشتها ما تنسانا"

    بلنتي غريب أضاع علي السودان بطوله الامم

    نقرأ بشغف
    أيام الله لا عادها
                  

05-25-2009, 09:36 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: محمد حيدر)

    أخونا محمد عبدالجليل
    وهكذا سعاد دائما شجاعة في كل الأوقات.
                  

05-25-2009, 09:39 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الأخ محمد حيدر
    حتى لا تعود تلك الأيام لا بد من تشديد النضال من أجل سلام دائم ديمقراطية راسخة وتنمية متوازنة ومستمرة
                  

05-25-2009, 10:56 PM

khatab
<akhatab
تاريخ التسجيل: 09-29-2007
مجموع المشاركات: 3433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    عزيزى د. صدقى


    هذا توثيق يكتب بحبر ٍ


    ناصع البيان ..


    .


    لك خالص المعزه


    .



                  

05-26-2009, 08:22 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: khatab)

    العزيز خطاب الجد
    شكرا
    لو ملكنا بعض بيانكم لكان أجمل
                  

05-26-2009, 11:17 AM

راشد فضل

تاريخ التسجيل: 05-18-2009
مجموع المشاركات: 363

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    بسم الله نبدأ رحلتنا في المنبر بالشكر الكثير للمهندس بكري وصديقي نادر عباس وزوجته مريم بت الحسين فهم اتاحوا لي هذه المداخلة .. وجميل جدا أن تبدأ عبر هذا العمل الجبار للدكتور كبلو
    الذي اختار ان يعرض جهده وفكره عن طريق النقاش .. اعتقدأن الخمسة الذين وصفتهم بانهم كانو الاصغر بين المعتقلين يحتاجون لتعريف اكثر كونهم دخلوا كوبر وهم في بداية حياتهم وهل كمال عطية هو الدكتور كمال عطية.
                  

05-26-2009, 12:00 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: راشد فضل)

    العزيز راشد
    مرحب بيك في المنبر
    ثلاثة من الخمسة كانوا طلاب بالثانوي: رمضان سعيد وحسن وعبدالله عطية. أما كمال عطية فقد كان طالبا بجامعة الخرطوم وكذلك شخصي
                  

05-26-2009, 02:44 PM

Yousif A Abusinina
<aYousif A Abusinina
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 2003

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الاخ د كبلو

    التحيه لك وان توثق الاحداث

    لقد نال والدنا سته شهور فى كوبر من سعادة المشير دون دليل او قرينه ابان الانقلاب العسكرى للسيد هاشم العطا فقد افترى عليه عندما اعلن سعادة المشير ان كل من له علم باى شخص ينتمى للحزب الشيوعى ان يبلغ عنه دون ادنى مسئوليه عليه فتم تحرير بلاغ كاذب عليه
    فعلى الرغم من انتماء الوالد للحزب الاتحادى وبا عتبارة احد قيادات المزارعين المغضوب عليهم تم القبض عليه من زبانيه مدنى وبعدها الى كوبر وممنوع كل شى حتى السلام من على البعد .
    اما الادلة التى كانت ضدة انذاك انه لم يخرج مع مسيرة التايد التى تحركت من الخرطوم الى مدنى والتى كانت فى فترة شهدت البلاد امطارا غزيره توقفت فيها الحركة تماما حتى سيارة رجال الامن التى اخذت الوالد من المنزل توحلت فى الطين وكان ذلك بعد اسبوع من توقف الامطار .

    ان لم تخنى الذاكرة كان معهم انذاك محجوب شريف خالد الكد الذى تتمتع بخفه الدم والنكات الكثيرة داخل كوبر فقد تحدث الوالد عنه كثيرا
                  

05-26-2009, 03:35 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Yousif A Abusinina)

    سلامات يا دكتور

    لقد اتاح لك الزمان فرصة نادرة ان تلتقي هذا الجمع العظيم الذي سطروا
    التأريخ...

    اقرا بكثير من الحسادة لفرصة ذهبية ان تكون مع هذه العقول المستنيرة الجميلة..وانت في تلك السن المبكرة. تعجبني قدرتك على قبول الاخرين واحسب هذه الخاصية اتتك من السجن السياسي
    مع مختلف الاتجاهات ,

    وشتان ما بين السجن زمان وبيوت الاشباح..

    ولك الود واتمنى الا تتوقف ابدا عن الكتابة وياريتها تكون بالتفاصيل المملة
    فائق الاحترام والتقدير الذي تستحقه..
                  

05-26-2009, 04:22 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Yousif A Abusinina)

    العزيز أبو سنينة
    شكرا على المرور
    معظم أبناء جيلنا يعرفون أبيك فقد كان أحد قادة المزارعين، لكن للأسف أنا لا أتذكره في فترة الإعتقال الأولى، وقطعا قد يكون في قسم آخر من السجن خلافا للسرايا، محجوب كان في المدرسة ثم نقل لحوش الطوارئ حيث كنا قد رحلنا بعد الإمتحانات وهذه أشياء سيأتي ذكرها، أما خالد فقد جاء السجن في تلك الفترة محاكما ومكث بعض الوقت في الشرقيات، وسيأتي ذكر ذلك، ثم نقل للكرنتينة ب.
    لربما يعيننا بعض المعتقلين السابقين كصلاح يوسف.
    ولربما جاء والدك إلى كوبر من مدني بعد ترحيلنا لإلى شالا وزالنجي، وفي هذه الحالة لن يكون قد قابل محجوب شريف لأنه نقل لشالا.
    المهم أن والدك قد ادى دره في مقاومة النظام في ذلك الوقت!
                  

05-26-2009, 04:38 PM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    Quote: وكان المعتقل مليئا بالمبدعين مثل المخرج المبدع إبراهيم الجزولي والأستاذ المرحوم الموسيقار جمعة جابر والرسام والفنان على الوراق والصحفي والقصاص محمود محمد مدني والشعراء صلاح يوسف وصلاح حاج سعيد وحدربي محمد سعد والفنان التشكيلي جرجس نصيف والقصاص محجوب الشعراني والمذيعين حمدي بولاد و ذو النون بشرى والفنانين الكبار الأستاذة محمد وردي ومحمد الأمين وإدريس إبراهيم وأعداد أخرى من الذين كشف عبدالله عن مواهبهم مثل الصديق الأستاذ ياسر الطيب الذي كان سكرتيرا لرابطة المعلمين الإشتراكيين.ويمكنني القول بدون تردد أن وجود عبدالله علي إبراهيم في المعتقل في كوبر وزالنجي وشالا ثم كوبر مرة أخرى جعل المعتقل أكثر إبداعا وفنا وثقافة، ومع آخرين سيأتي ذكرهم، جعل المعتقل أكثر إحتمالا.
                  

05-26-2009, 04:41 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    العزيزة الدكتورة نجاة
    حتى السجن بيحسدو فيه! (وجه ضاحك)
    بالجد ملاحظتك عن تسامحنا لا تشملني وحدي فهي سمة لأجيال كثيرة قبل توالد العنف في الجامعات وهذا موضوع آخر لن أخوض فيه الآنز وقد تربينا نحن وأمامنا جيل الإستقلال والأجيال التي تلته حتى ثورة أكتوبر وهؤلاء كان يطبقون حرفيا إختلاف الأرأي لا يفسد للود قضية.
    لهذه أندهش للغة الإساءات الشخصية في الحورات بين بعض الناس.
    لقد ساهمت الإنقاذ في خلق غبائن بإدخالها التعذيب كمرادف للإعتقال. تعرفي خلال حكم عبود كله تعرف قضية تعذيب واحدة: زين العابدين حسن الطيب الذي عذب حسنين حسني في الأبيض.
    على أيام نميري يوجد تعذيب جماعي لكل مشنرك أو منهم بالإشتراك في إنقلاب: التعذيب بدأ بيوليو 1971 للعسكريين ومصطفى خوجلي والشفيع وهي مسلك أبو القاسم بالضرب والركل الخ، ثم عند إنقلاب حسن حسين ثم بشكل أوسع بعد حركة 2 يوليو ثم تعذيب البعثيين. أما في الإنقاذ ف 90% من المعتقلين تعرضوا للتعذيب خلاف للمصادمات في الجامعات (كالتعدي الشهير على طلاب وأساتذة كلية الهندسة)! هذا الجو من العنف لا يترك مجال للتسامح والعلاقات الإنسانية التي تتخطى الخلاف السياسي: الأخوان لديهم فقه كامل حول عدم صحبة ومخاواة أعداء الله، بل أذكر مرة في السجن لا حظوا علاقة طيبة مع بعض كوادرهم فأجبروهم على إفتعال مشكلة!
    وفي تقديري ما فات شئ ويمكن تنقية الأجواء إذا أقتنع الجميع بسلوك ديمقراطي.
                  

05-26-2009, 06:08 PM

أحمد طراوه
<aأحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    بوست زاخر بفضيلة:

    - الوفاء و الإنصاف
    - حفظ حقوق جيل مضى، جيل حاضر .. و اجيال قادمة
    - إبقاء جذوة النضال متقدة

    لا امة بدون ذاكرة و بدون تاريخ مكتوب .. إنتصاراتنا القادمة كامنة في حقائق ذاك الماضى
    شكرا جزيلا لك يا صدقي ..

                  

05-26-2009, 09:21 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: أحمد طراوه)

    عزيزنا عوض محمد أحمد
    شكرا للتركيز وإبراز وجود المبدعين
                  

05-26-2009, 09:24 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    شكرا عزيزي الدكتور أحمد طراوة على الكلمات الطيبات.
    وكما قلت يا صديقي فلنحفظ ذاكرة الأمة متقدة ووعيها بذاتها وبحقوقها هو مقدمة التغيير الحقيقي المستمر والجذري والذي لا رجعة منه.
                  

05-27-2009, 03:05 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    صدقي كبلو
    تلك الأيام في سجون نميري (4)
    ذكريات معتقل سياسي 1971-1983
    الاعتقال الأول 23 يوليو 1971 -15 مايو 1973
    محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع
    إن الشخص منا معشر المعتقلين على أيام نميري، لينظر للوراء ويستعيد الذكريات ويسأل نفسه كيف كان يكون المعتقل بدون بعض الزملاء والزميلات الذين جعلوا المعتقل محتملا إما بصمودهم نفسه أو بحكمتهم وقدرتهم على إمتصاص الغضب والحزن ومواجهة المشاكل العامة والخاصة للمعتقلين أو بقدرتهم التنظيمية في تنظيم حياة المعتقلين كلجان المفاوضات، لجان الطعام والكميون، اللجان الثقافية ولجان المجلات الناطقة ولجان الإحتفالات بالأعياد الوطنية والثورية والدينية، أو كيف كان يكون المعتقل بدون وجود بعض المبدعين من الفنانين والشعراء والممثلين ومخرجي المسرح والمعلمين في كافة مجالات المعرفة. ولكن يظل السؤال الخاص جدا ماذا كان سيكون المعتقل لو لم يكن محجوب شريف وشعره يرفرفان على جو المعتقل في الحفلات وعند الترحيل وعند وداع مطلقي السراح؟ محجوب كان حاضرا في كل المعتقلات حتى وهو غير معتقل فلمحجوب رواة شعره ولمحجوب أناشيده وأغانيه التي تم تلحينها وأداءها داخل المعتقلات.
    إلتقيت محجوب شريف أول مرة مع صلاح العالم وعمر الدوش أمام ميدان سينما برمبل بأمدرمان (البوستة) عام 1970 وكنت قادما حينها من الجنوب بعد الإشتراك في معسكر الجبهة الديمقراطية بواو وهو أحد ثلاث معسكرات أقامتها الجبهة الديمقراطية بالجامعات والمعاهد العليا لدعم قيام حركة ديمقراطية في الجنوب في كل من واو ملكال وجوبا. وعندما عرفني صلاح بكليهما، قلت لمحجوب لقد قضينا وقتا طويلا في واو نتناقش في: حارسنا وفارسنا وأتفقنا كم هي جميلة وشاعرية وكيف أن في شاعريتها وجمالها خطورتها لأن معانيها إنقلابية وتسئ لنضال الشعب وقواه الثورية فنحن لم نكن ننتظر مايو ولا نفتش عنه "كنا زمن نفتش ليك وجيتنا الليلة كايسنا" فضحك ثلاثتهم وقالوا لقد كان ذلك موضوع نقاشهم على الغداء عند صلاح العالم ومن يومها أصبحنا أصدقاء. ولم يكن محجوب يومها شيوعيا.
    وتعددت لقاءاتنا بعد ذلك ولكنها تكثفت في الفترة بين أبريل 1971 ويوليو 1971 حيث كنا نلتقي كثيرا إما عند صلاح العالم أو في الأمسيات الثقافية التي تعج بها أم درمان وأنديتها الثقافية التي كان يدير معظمها إتحاد الشباب السوداني. وهذه هي القترة التي كتب فيها محجوب قصيدة لا أذكر إسمها ولكنه يقول فيها يا مايو لا أو لا حارسنا ولا فارسنا ، وكتب فيها قصيدة كنت أحبها وأرددها في المظاهرات والندوات وأتذكر منها:
    الشعب كتاب نقرأ فيه
    نتعلم منه
    كي نجتاز دروب التيه
    ولأنه أصل الأصل
    القول الفصل
    والد جيل
    منه أنا وبه أعتز
    تهتز الأرض ولا يهتز
    جيل قيامة
    عليه علامة
    جيلي جيل الحرية
    جيل يكبر يوميا
    جيل يمتد بعرض الأرض
    كمنشورات ثورية
    جيل يمتد بعرض البحر
    كشلالات نارية
    وطريق جهنم أن تختار طريقا لا يمشيه
    وطريق جهنم أن تختار طريقا لا يمشيه

    ثم جاءت يوليو وكان اللقاء الشهير بين وردي ومحجوب الشريف الذي إستضافه المذيع الممتاز ذو النون بشرى وقدم فيه محجوب ما دوامة وقدم وردي نشيد حنتقدم.
    وكان طبيعيا أن يعتقل محجوب شريف بعد إنقلاب 22 يوليو المضاد وعودة الديكتاتور نميري. ولكنه أخذ بعيدا عن أغلبية المعتقلين المكتظين في السرايا لقسم إسمه المدرسة كان من بين معتقليه الأستاذ جويف قرنق، قبل أن يساق بليل للشجرة ثم للمشنقة، والأستاذ المرحوم عبد العظيم حسنين (رئيس سابق لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم). وكان أن سرب لنا من المدرسة قصيدته الرائعة:

    يا شعبنا
    يا والداً أحبنا
    يا من وهبت قلبنا
    ثباتك الأصيلا
    إليك هذه الرسالة القصيرة الطويلة
    إليك من زنزانة تخاصم الفصولا
    إليك رغم أنف كل بندقية
    وطعنة شقية
    وحقد بريرية
    إليك الحب والسلام والتحية
    إليك يا حبيبنا وبعد
    أدبتنا
    أحسنت يا أبي
    فلم نتابع الهوى
    لكنما قابيل ما أرعوى
    كالذئب في حظيرة عوى
    وكم غوى
    وتابع الهوى
    وتاه في الأنا
    أراد للدماء أن تسيلا
    ونحن مثلما عرفت يا أبي
    بفضلك الكريم
    من أشرس الرجال حينما نقاوم
    نموت لا نساوم
    ندوس كل ظالم
    ونفتح الصدور للمدافع الثقيلة
    ومن هنا
    أبناءك الرفاق أقسموا
    فصيلة فصيلة
    أن يثأروا لحرمة الأمومة الجليلة
    لطفلة جميلة
    تنفست قليلا
    تمددت قتيله
    رصاصة في قلبها
    وطعنة في جنبها
    ولم تعش طويلا
    لكنما
    مليون مثلها سينجبوا
    النضال يا أبي حقيقة
    وكم حطام نخلة هوت على جذورها فزادت إرتفاعا
    وأجمل الأطفال قادمون ساعة فساعة
    عيونهم أشد من عيوننا بريقاً
    صدورهم بما وهبت أكثر إتساعا
    سيوفهم تزيد من سيوفك الطوال طولا
    محجوب شريف ودخولي الحبس الإنفرادي للمرة الأولى
    من بعد ظهر يوم في أغسطس 1971 فتح باب السراي وصاح الرفاق محجوب شريف، أسرعنا جميعا من كل العنابر لنستقبل محجوب معتقدين أن محجوب شريف قد تم تحويله من قسم المدرسة إلى السرايا، بينما الجميع يعانق ويسلم، قال محجوب أنه أتى من زيارة ويبدو أنهم أدخلوه خطأ، فقاده بعض الزملاء لعنبر 7 في الطابق الأول من السراي وألتف الجميع ولكن الفرحة لم تتم فسمعنا الصفارة وقالوا تمام ولكن الوقت كان مبكرا للتمام فالسجن يقفل في حوالي الرابعة بعد الظهر.
    نزلنا جميعا لنصطف للتمام فإذا بشاويش السر ينادي محجوب ويصطحبه خارجا به من السرايا تاركنا مصطفين خمسة خمسة في إنتظار التمام. كانت ظهيرة أغسطس حارة تحرق وقفنا ووقفنا ولم يأت التمام فقررنا العودة لعنابرنا. وما أن إستقر بنا المقام حتى سمعنا الصفارة مرة أخرى، فنزلنا غاضبين، وأصطففنا من جديد خمسات للتمام وجاء شاويش السر وأخذ التمام فتصديت له متسائلا لم تركنا نقف لنصف ساعة من قبل بينما هو كان يريد محجوب شريف فأحتد معي ورددت عليه بنفس الحدة قائلا ينبغي أن يحترمنا كبشر ويجب ألا يتركنا نقف تحت الشمس لنصف ساعة فطلب خروجي للمكتب. والشاويش السر (الذي ترقى بعد ذلك لصول) هو من عساكر السجون الذين إنضموا للإتحاد الإشتراكي وكان يعرف بيننا بأنه من عناصر مايو المخلصين. وعند خروجي للمكتب قدمت للضابط النبطشي وكان خريجا جديدا وهو أول دفعته إسمه أبنعوف، فتحدث معي في لغة جافة سائلا لماذا أعمل مشاكل، فقلت له يبدو أنك وصلت لحكمك قبل أن تسألني ما حدث؟ فقال متهكما "انت مفتكر نفسك وين؟ في محكمة مدنية؟ إنت هنا في سجن والعسكري دائما صحيح وإنت بتحاول تحرض المعتقلين" قاطعته قائلا "هذا غير صحيح!" فقال هائجا "ما تتكلم إلا أذن ليك إنت عارف أنا ممكن أعمل فيك شنو؟" فأستفزني ذلك فقلت "يعني حتعمل أيه؟ حتوديني الزنازين يالا وديني" فقال هائجا "ما حتشوف الشمس أبدا" فقلت ليه، وقد استعدت هدوئي فجأة "إنت فاكر نظامك ده حيقعد إلى الأبد" فصاح في هياج "أرميه في زنازين الإعدام" فأخذوني في رتل من العساكر كأني مجرم حرب إلى زنازين الإعدام وطلبوا أن أخلع نعلي قبل الدخول ثم أغلقوها وذهبوا. وفد إلتقيت الضابط أبنعوف بعد ذلك وتذكرنا تلك الحادثة وضحكنا كثيرا.
    كانت زنازين الإعدام مجاورة للمشنقة وهي زنزانتان يحول لهم المحكوم بالإعدام قبل 24 ساعة من إعدامه وتوجد بالقرب منهم غرفة كبيرة بها ماسورة مياه تستعمل لغسيل الأموات وهي من الزنازين القلائل التي تفتح شرق و شباكها يطل غربا، بمعنى أن الشمس تدخلها طوال النهار (الزنازين الأخرى التي تفتح شرق غرب هي زنازين الشرقيات وهي مجموعة من عشرين زنزانة في صفين يفتحان على بعضهما وبينهم حوش ضيق كنا نسميه حوض السباحة وقد عشت في تلك الزنازين مرات عديدة كما ستجد في هذه الذكريات في مكان آخر).
    قضيت الليل نائما كما لم أنم منذ دخولي المعتقل وصحوت على صوت الباب يفتح للتمام والعسكري ينقر على زنزناتي حتى أنهض فيتأكد أنني ما زلت حياً، وكان السجن يفتح في الغالب بواسطة الصول لوج (وهو شخصية مدهشة سأحدثكم عنها) وبلوك أمين السجن (وهو عسكري كاتب وكان إسمه عبد اللطيف وهو شخص مهذب ولطيف) وشاويش القسم فلكل قسم شاويش مسؤول عنه (وكان القسم الشرقي هو الوحيد الذي يديره أمباشى أو عريف هو أمباشى سيداحمد والذي ترقى لشاويش بحكم معاملته القاسية للمعتقلين ولكنه كمعظم من في كوبر تحسنت معاملته عندما تكرر تردد المعتقلين).
    وبعد إنسحاب تيم التمام جاءني عسكري القسم وكان إسمه "عجب سيدو" وكنت أناديه "عم عجب". جاء عم عجب وهو يحمل شاي في كورة (والكورة كما قال أستاذنا الكبير محمد محجوب شورة هي أعظم إكتشاف في السجون ففيها تأكل وتشرب الساخن والبارد) وفتح لي الباب وطلب مني أن أذهب للحجرة المجاورة لغسل وجهي وعندما غسلت وجهي ناولني كورة الشاي فأعتذرت شاكرا أنني لا أشرب الشاي فلامني قائلا في هذا الجو الممطر (وكانت المطرة قد نزلت مساءا وما زال هناك بعض الرزاز) لا بد لي أن "اتقوى بشئ ساخن" فلما رفضت قال بحزم "حرم تشربه" فنزلت عند رغبته وأخذت الكورة منه وسألته "الجماعة ديل كانوا هنا" فقال دون أن يسأل من أقصد "نعم" فقلت حضرتهم كلهم فقال "لا أنا حضرت الشفيع فقط الله يرحمه" فقلت كان كيف؟ فقال ورنة حزن في صوته "عايزو يكون كيف يا والدي راجل حياته كلها بيعمل البيعمل فيه تفتكر ما توقع موقف مثل هذا" ثم دمعت عيونه وأسرع خارجا دون أن يغلق زنزناتي وعاد بعد خمس دقائق بعد أن تماسك نفسه وأخذ الكورة وأغلق الزنزانة.
    وحوالي العاشرة صباحا جاء عم عجب ليصطحبني للمكتب ووجدت أمباشي سيدأحمد في إنتظاري عند بوابة الشرقيات وصرف عم عجب وأخذني هو لمكتب حكمدار السجن وكان العقيد البشير مالك وكان يقف إلى جانبه الملازم أبنعوف فطلب مني البشير أن أحكي ما حدث ثم قال لي خطبة عن طاعة التعليمات في السجن وأبلغني قراره بحبسي أسبوعين في الحبس الإنفرادي. فعدت إلى زنزانتي لأقضي العقوبة.
    قضيت باقي اليوم وأنا احاول أن أتذكر بعض معلوماتي الإقتصادية فأخذت قطعة حجر صغيرة من أرض الزنزانة المتهالكة وبدأت أستعيد نموذج كينز الإقتصادي من خلال معادلاته ورسومه البيانية وشعرت بصفاء ذهن لم أشعر به منذ وقت طويل ثم سرحت أستعيد ذكريات الشهر الأخير وبدايات قصص لم أكملها (كنت حينها أحاول كتابة القصة القصيرة) ويومها ألفت قصة ظللت أرويها شفاهة حتى قال لي كمال الجزولي بعد سنوات في معتقل جمعنا أن تلك تجربة جديدة القصة القصيرة المروية وإنها إستفادة من تراث الحكاوي السودانية.
    وقبل مساء ذلك اليوم إذا بباب حوش الزنازين يفتح ويدخل شخص وسيم الطلعة في ملابس نظيفة وقفل في الزنزانة القريبة مني. وصحت مناديا بعد خروج العساكر "مرحباً أنا صدقي كبلو فمن أنت؟ فقال "أهلا كبلو أنا السر النجيب" وبدأنا نحكي لبعض واصبحنا أصدقاء من يومها، بل أنني أصبحت صديقا لكل عائلة النجيب.
    بعد يوم جاءوا وأخذوا السر إلى السرايا فترك لي ساعته حتى أستطيع معرفة الزمن. ومكثت يومين قبل أن أشهد حركة غير عادية في القسم وأمباشي سيدأحمد يدخل ويخرج فعرفت أن شيئا ما سيحدث. وفعلا دخل رهط من الضباط عرفت من بينهم العميد محمد عوض الله مدير السجن (القومندان) والعقيد البشير مالك حكمدار السجن والرائد عثمان عوض الله المأمور وشخص آخر في رتبة عميد لم أعرفه حينها وعرفت فيما بعد أن إسمه ميرغني أبو الروس وهو نائب مدير السجون. فقال الأخير وإنت مالك هنا فقلت " مسالة غير مهمة المهم إني طالب بجامعة الخرطوم وأريد أن أجلس للإمتحانات" فقال "وكمان طالب أفتكرت رباط" ثم تغيرت سحنته وبدأت عليه الجدية والإهتمام وسأل القومندان "عندكم طلبة كثيرين هنا" فقال القمندان "أربعة أو خمسة" فقال أبو الروس لعثمان عوض الله المأمور "أخذ أسماء كل الطلاب وكلياتهم وسنينهم الدراسية وأرسلها لي" فقال عثمان "حاضر أفندم".
    وبعد يومين تقريبا جاءوا وأخذوني لقسم الشرقيات للتحضير للإمتحانات وأحضروا من السرايا الخاتم عدلان وكمال عطية ومن كوستي محجوب عباس وحمودة فتح الرحمن ومن الأبيض النور ماو وميرغني شمس الدين وميرغني الشايب (وكان محكوما بالسجن لهتافه ضد نميري عند زيارته للأبيض) وعوض السيد الكرسني و الطيب الأمين والأقلع وزميل إسمه آدم ومن الجنوب جورج ماكير و زميل اسمه أروب.
    الشرقيات أغسطس سبتمبر 1971
    دخلنا الشرقيات فوجدنا بها بعض العسكريين والمدنيين ممن حوكموا في 19 يوليوا فكان هناك المقدم يحي عمر من سلاح المظلات والذي كان ضابطا عظيما ليلة خروج عبد الخالق محجوب من سلاح الذخيرة في 30 مايو 1971 والمقدم بيومي والرائد عبد المتعال إبراهيم والذي كان بالجبهة الشرقية واحضر من هناك وحوكم والنقيب حسين ضرار والمقدم مبارك فرجون والسيد برير الأنصاري ثم جاءنا الرائد خالد الكد بعد محاكمته.
    وطلبت إدارة السجن منا أن نعطي عناوين لأشخاص أو تلفونات يمكن عن طريقها أن نطلب كتبنا، ولم يقبل الزميل الخاتم عدلان ذلك فأعيد للسرايا ولم يجلس للإمتحانات، وأكتشفوا أن حمودة فتح الرحمن قد جلس لإمتحاناته قبل قفل الجامعة فأعيد لكوستي. أما البقية فقد بدأت الإستعدادات الجدية للإمتحانات ولكن كانت هناك مشكلة أن لا نور في الشرقيات وأثرنا المسألة مع السيد اللواء أحمد صالح مدير السجون عند مروره، فرفض أولا إدخال أي نور للزنازين ثم وافق على لمبتي نيون في الحوش مصرا أنه لا يمكن إنارة الزنازين وقد قال أثناء المناقشة معي "أنهم قد علموهم أن يقولوا لا لأي طلب وعلينا أن نقنعهم بتغيير وجهة نظرهم" و عندما أحتجينا على نور الحوش قال أنه شخصيا كان يذاكر تحت عمود الكهرباء في الشارع فقال برير الأنصاري ساخرا لذا أصبحت عسكري سجون فضحكنا جميعا ولم يسمع المدير التعليق ولم يعرف لم ضحكنا. واليوم وأنا أتذكر كيف كنا ننظر لضباط السجون والعسكريين عموما بتعالي، أشعر بالأسف الشديد ذلك أن الحياة قد أوضحت لي أن هناك مثقفون وسط ضباط السجون وهناك من واصل تعليمه بعد تخرجه من كلية السجون لدراسة القانون أو علم الإجتماع أو علوم الإدارة، وقد كان لي شرف مساعدة بعضهم في دراسته بعد عملي بالمجلس القومي للبحوث، وقد إلتقيت منهم شعراء وأدباء ومثقفين وهذا صحيح بالنسبة للعسكريين من القوات النظامية الأخرى، بل أن الحياة أثبتت لي أن هناك من ضيقي الأفق والجهلة من خريجي الجامعات وحاملي الشهادات العليا، فمسألة الثقافة وأتساع الأفق ليس لها علاقة بتخصص الشخص والمعهد العالي الذي تخرج منه وقد يكون ذلك عاملاً مؤثراً ولكن هناك عوامل أخرى.
    المهم بدأنا إستعدادنا للإمتحان وتم تجهيز مكان خاص لنا وهو كان مكاتب الشئون الرياضية بالجامعة في مكان مركز الدراسات الإنمائية وكان المشرف على إمتحاناتنا من الجامعة الأستاذ الشاعر السر دوليب وكان مساعدا للمشرف على شئون الطلاب وكانت الجامعة تعد لنا وجبة طعام. وكانت المفاجأة للأمن أن نجحنا جميعا عدا إثنين أحدهما ملحق ومر ملحقه فيما بعد والآخر كان عليه ان يعيد إمتحاناته. وقد أكد إثنان منا نجاحهم بتفوق لدرجة الشرف. وكان رد فعل جهاز الأمن أن منعت الإمتحانات من السجن مستقبلا ولم يغير هذه السياسة إلا عام 1979 وتلك قصة أخرى نعود إليها في حينها.
    خلال فترة الشرقيات تعرفت عن قرب على المقدم يحي عمر وهو من سلاح المظلات وهو شخص هادئ، مهذب، قليل الحديث وكان ثابتا في السجن كالجبل الشامخ، وكان يحى لا يقبل الإساءة لزملائه من العسكريين المايويين رغم ما فعلوه به وكان يقول بشموخ "خلافنا معهم سياسي وهم كبشر ناس كويسين" وكنت أحترم فيه ذلك. والتقيت أيضا بالرائد عبد المتعال إبراهيم وهو من سلاح المهندسين وهو شاب متفتح وشجاع وطيب المعشر.
    خالد الكد
    وألتقيت أيضا بالصديق خالد الكد وهو شخص من طراز فريد فهو صديق صدوق وأخو أخوان وكما قلت من قبل تعرفت عليه بواسطة زميلي وصديقي الخاتم عدلان.
    أول مرة أسمع فيها بخالد الكد كان عندما قان بإنقلابه عام 1966 ولذلك قصة:
    كانت الدنيا رمضان وكنا بعض طلاب الداخلية معزومين فطور رمضان عند آل كرم الله بالفاشر، وبعد تناولنا للفطور سمعنا في الأخبار وأظنها كانت تذاع في السابعة أن المحكمة العليا بالخرطوم برئاسة القاضي صلاح حسن قد حكمت ببطلان حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان وأورد الراديو أن تعليق السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء أن الحكم تقريري وغير ملزم للحكومة ولا الجمعية التأسيسية.
    في صباح اليوم التالي غادرنا الفاشر لنبدأ إجازتنا الشتوية، وعندما وصلت النهود سمعت بأن ضابطا برتبة ملازم إسمه خالد الكد قد حاول أن ينفذ إنقلابا عسكريا ولكنه أعتقل. وعندما أتصلت بفرع الحزب بالنهود قالوا لي أن المسألة مؤامرة من حكومة الصادق لضرب الحزب لأن الضابط المعتقل هو قريب عبد الخالق محجوب.
    وأصدرنا بيانا من فرع الحزب في ذلك المعنى (وهذه مسألة سنعود لها فيما بعد بعد لقاء خالد بعد أكثر من أربع سنين)
    وحوكم خالد. ومرت الأيام والتحقت بجامعة الخرطوم ثم حدث إنقلاب مايو وأطلق سراح خالد وأعيد للجيش وأصبح رائدا ثم أحيل للتقاعد في 16 نوفمبر 1970 ومعه العقيد محمد محجوب عثمان والمقدم محجوب إبراهيم طلقة(وقد أعدم فيما بعد لدوره في إنقلاب 19 يوليو). وكانت الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم قد نظمت ندوة في 17 نوفمبر 1970 تحدث فيها الخاتم وشخصي عن القرارات وأنتقدناها وأنتقدنا التوجه نحو الديكتاتورية وطالبنا بإطلاق سراح عبد الخالق محجوب وعزالدين علي عامر وسعاد إبراهيم أحمد وصلاح مازري الذين أعتقلوا فور صدور القرارات.
    كان الخاتم عدلان أحد ممثلي الطلاب في لجنة الميثاق وكان هناك نقاش طويل حول ما حدث في 25 مايو 1969 وهل هو إنقلاب أم ثورة وكان المتحدث الأعلى صوتا في تلك المناقشة هو عبد القدر الرفاعي ممثل أساتذة التعليم الفني (وقتها كان أستاذا بمعهد شمبات الزراعي) وممثل الزراعيين، فأصبح هو والخاتم عدلان أصدقاء. ولما كان عبد القادر الرفاعي وخالد الكد جيران وأصدقاء طفولة عرف عبد القادر الخاتم بخالد وأصبحوا يطلعون وينزلون مع بعض، فتعرفت أنا، بل وتعرف معظم قادة فرع الجامعة وقادة الجبهة بخالد وكان من بين هؤلاء أصدقاء الخاتم محجوب عباس (شقيق جعفر عباس) ومحمد الحسن محيسي.
    وعندما أغلقت الجامعة عقب إحتلال الجامعة الشهير في مارس 1971 ، إنتقل الخاتم للسكن مع خالد في أبي روف. وقد أعتقل الخاتم في 30 مايو 1971 من هناك. وقد حكيت عند حديثي عن محجوب طلقة كيف قضيت ليلة عند خالد قبل 19 يوليو.
    لم ألتق خالد خلال أيام يوليو الثلاث فقد كان مسئولا عن حراسة المطار.
    لم ألتق خالد بعد ذلك إلا وهو يدخل علينا في زنازين الشرقيات بسجن كوبر يرتدي البردوبة، وكان خالد هو أحد السجناء الذي يقابله الناس مسجونا فيفرحوا لأننا كلنا كنا خائفين أن يقتله نميري.
    وكانت تلك أول حكايات خالد لنا في السجن.
    حكى خالد عن لقائه لنميري قال أنه أدخل على نميري بعد تسليمه لنفسه، فطلب نميري من الجميع الخروج ثم قال لخالد أنه يريد أن يسأله سؤال واحد "بس"، لماذا كان ينوي تعيينه رئيسا لمجلس إنقلابه في عام 1966 ؟ فقال خالد رددت عليه ببساطة: لأني كنت أثق فيك لدورك في أكتوبر الذي حضرته في الشجرة. ولم يلتزم نميري بوعده أنه سؤال واحد "بس" بل أردفه بالثاني "يعني مش عبد الخالق قاليك ختوا رئيس؟" فقال خالد أنه أقسم صادقا بأن عبد الخالق ولا أي سياسي كان يعرف بإنقلابه وأنه قرر كل شيء وحده. قال خالد فجأة بدأت الراحة على نميري وقال له آخر مرة شفت أهلك متين فقال خالد يوم 19 يوليو، فأشار نميري للتلفون وقال لخالد "أتصل بيهم وطمنهم". وخرج من المكتب.
    وحكى لنا خالد في هذه الفترة قصة إنقلابه وهي تقريبا ما كتبه في الميدان. ولكن ثمة شئ قاله لنا وهو كيف أن العميد حينها عمر حاج موسى حضر إليه بعد إعتقاله مباشرة بسلاح المهندسين ونصحه ألا يقل كلمة لأي حد إلا في حضوره وبعدها بأيام سمع عبد الخالق يتحدث في ندوة بالقرب من مكان إعتقاله وكأنهانظمت هناك لكي يسمعها قال فيها أن إنقلاب خالد مؤامرة من الصادق المهدي وقد أختير خالد لصلة القرابة بينهما فخالد أستدرج لمباني مجلس الوزراء القديم وأعتقل هناك وتساءل عبد الخالق في سخرية: خالد إبن أم درمان لا يعرف أين مجلس الوزراء. قال لنا خالد أنه فهم أن عبد الخالق يوحي له بدفاعه. فتمسك بالقصة ونصحه عمر الحاج موسى ألا يتراجع عنها إطلاقا.
    تعرف خالد في الشرقيات بمزيد من الأصدقاء ممن استمرت صدافته لهم حتى آخر يوم من حياته ومن بينهم الطيب الأمين وهو ببنك التنمية الأفريقي بتونس الآن وكمال عطية وأظنه بالسعودية والنور ماو وهو بالدوحة.
    برير الأنصاري الإقتصادي الساخر
    وكان من حظي أن أتعرف عن قرب في ذلك المكان على المرحوم الأستاذ برير الأنصاري والذي تواصلت معرفتي السياسية والإجتماعية به حتى وفاته المأساوية في حادث حركة وهو في طريقه للدويم. وبرير رجل عالم ومرح وساخر له حكاوي كثيرة فقد درس بمصر وأعتقل وحوكم وأبعد للسودان، ولو لم تخني الذاكرة فقد وصل السودان يوم 17 نوفمبر 1958 فأحترف وعمل وسط مزارعي النيل الأبيض، وذهب لدراسة الإقتصاد بلينينجراد فأكمل كورس 5 سنوات في 3 سنوات وعاد فعمل مستشارا إقتصاديا لنميري قبل يوليو 1971 وكان يحكي قصص طريفة عن علاقته مع نميري التي بدأت بحنتوب وعن عمله كمستشار إقتصادي عندما سأله نميري هل سيقبل الحزب الشيوعي عضوية نميري وهل سيكون عضوا في اللجنة المركزية، فعندما أجابه برير بأن ذلك ليس بالسهولة التي يتصورها قال نميري الشيوعيين الكوبيين عملو كاسترو زعيما لهم فرد برير أنه ليس كاسترو فغضب نميري وقال "إنتو قايلين نفسكم أيه!"
    وكان أبرز ما يميز برير حبه للقراءة والبحث ومعرفته الإقتصادية الموسوعية وشجاعته وسخريته.
    والتفيت أيضا بالمقدم فريجون وهو رجل مهذب وطيب وألتقيت بالمقدم بيومي ولم تعجبني شخصيته ولا ما حكاه زملاؤه عن كيفية عودته للجيش بعد نجاح 19 يوليو وكيف أنه كان حريصا على شكليات رجوعه. والتقيت أيضا بالنقيب حسين ضرار وكان رفاقه يحملونه مسئولية إستيلاء صف الضباط على دبابات اللواء الثاني والتي قادت الإنقلاب المضاد.
    وسمعت في تلك الفترة عن البطولات الشخصية لبعض ضباط يوليو أمثال العقيد البطل عثمان أبوشيبة والعقيد عبد المنعم الهاموش والمقدم محجوب طلقة والذي ظلت الصورة التي رسموها لي بعد عودته من المحاكمة ونومه نوما عميقا حتى نودي عليه لتنفيذ الحكم وكيف أنه أخذ سيجارة وأوقدها وترك الباقي لزملائه قائلا "سيجارة واحدة كفاية لغاية الدروة"، ظلت تلك الصورة تمر بذهني عدة مرات في تاريخ حياتي وتلهمني صمودا وشجاعة ومثابرة. إن خلافنا مع ضباط يوليو حول تكتيكهم الإنقلابي لن ينسينا أبدا شجاعتهم وبسالتهم.
    العريف عثمان محمد أحمد عبد القادر يروى قصة:
    خروج عبد الخالق من معتقله بمصنع الذخيرة بالشجرة
    إلتقيت عثمان محمد أحمد عبد القادر في قسم الشرقيات بكوبر، وعثمان عبد القادر ليس هناك ما يدل على عسكريته سوى بنيته الجسمانية المتينة التي لا تخطئها عين، خلافا لذلك فهو شخص وديع وعاطفي ومثقف ويتحدث الإنجليزية والدنماركية وهو وطني غيور قدمت له إغراءات من عائلة ثرية في الدنمارك أن يمكث ويتمتع بحياة باذخة في الدنمارك ولكنه رفض وآثر العودة بعد فترته التدريبية للسودان ومواصلة عمله بمصنع الذخيرة. وكنا عثمان وشخصي قد بدأنا صداقة بمجرد أن التقينا في الشرقيات حكينا فيها لبعض كثير من الحكايات الشخصية وقد حكى لي عثمان حينها قصته مع خروج عبد الخالق محجوب من المعتقل في الشجرة.
    قال عثمان أنه كان حكمدار نوبة الحراسة في ذلك اليوم وأنه دخل غرفة عبد الخالق قبل التنفيذ ليتأكد من أن عبد الخالق جاهز فبادره عبد الخالق قائلا "إنتو لسة مصرين على مسالتكم دي" فقال عثمان"أنا عندي تعليمات بنفذها" فرد عبد الخالق "كلنا حنفذ التعليمات لكن المسألة دي حتنهيكم في الجيش!" وقال عثمان أنه خرج وجمع الحرس واوقفهم طابور بحيث يكون ظهرهم للمبنى والباب الذي يخرج منه عبد الخالق وألقى عليهم خطبة طويلة عن الظبط والربط وعن ضرورة عدم إختلاطهم بالمعتقل وعدم الحديث معه وعندما تأكد أن عبد الخالق قد إختفى خلف المبنى، صرف الجنود وقال أنه ذاهب لشراء سجاير، رغم أنه لا يدخن وخرج ولحق بعبد الخالق وصحبه إلى الباب الخلفي لمصنع الذخيرة حيث كانت هناك عربتان في إنتظارهما أخذت احداهما عبد الخالق بينما أخذت الثانية عثمان.
    النقل لحوش الطوارئ مع وردي ومحجوب شريف
    وبمجرد أن إنتهينا من الإمتحانات تم نقلنا لحوش الطوارئ (والذي أسمي فيما بعد بميدان العدالة الناجزة وكانت تقطع فيه الأيادي وتم فيه إعدام الأستاذ محمود محمد طه). وكانت مجموعتنا أول الذين وصلوا فبدانا نحاول إستكشاف المحل ومعرفة موقعه من خريطة السجن فجرينا نحو الأبواب فإكتشفنا أنه يجاور الزنازين البحرية من الشرق والكرنتينة ب و ج من الجنوب والمديرية من الغرب، وكانت البحريات مخصصة للمحكومين بالإعدام حتى يأتي تأكيد حكمهم أو ينقض الأستئناف الحكم ولكن في تلك الأوقات كان بها مجموعة من المناضلين خرجوا لنميري عندما زار السجن وطلب أن يخرج له الشيوعيون فخرج له:
    عبد المجيد النور شكاك، صلاح مازري،مصطفى أحمد الشيخ، الرشيد نايل، محمد خلف الله، سعودي دراج، الحاج عبد الرحمن، حسن قسم السيد، عوض الصافي، عوض شرف الدين
    إبراهيم الشيخ

    وكانت الكرنتينة ج بها بعض معارضي الجبهة الوطنية والأخوان المسلمين والجدير بالذكر أن معاملتهم كانت أفضل من معاملة معتقلي يوليو.
    بدات المجموعات تتوافد فجاء من السرايا ومن المدرسة كل من:
    مولانا صلاح حسن عبدالرحمن والذي عينته يوليو رئيسا للقضاء، الأستاذ محمد وردي، الأستاذ عبدالرحمن سوركتي من مصلحة الضرائب، الأستاذ محمد عثمان طه من البنك الزراعي، الشاعر محجوب شريف، مولانا محمد ميرغني نقد- قاضي، الأستاذ محمد إبراهيم معلم من السجانة، النقابي محجوب الزبير، النقابي فضل أحمد فضل (والد الدكتور على فضل الذي مات تحت تعذيب سلطة الجبهة الإسلامية)، الأستاذ مكي عبد القادر صحفي، الأستاذ ذو النون بشرى مذيع، الأستاذ الفادني قائد في إتحاد المعلمين، الأستاذ حسن التاج من شركة الخليج، المقدم حسن مكي، الأستاذ يوسف همت من حزب البعث.
    وبالطبع قد نسيت بعض الأسماء فليعذرني من نسيت فقد طال الزمن وضعفت الذاكرة. وإلى جانب هؤلاء مجموعتنا من الطلاب التي ذكرتها وقد أضيف إليها الزميل عبدالله عطية شقيق كمال وأظنه وقتها ما زال طالبا بالثانوية.
    وقضينا في حوش الطوارئ حوالي أربع شهور قبل إعادتنا في ديسمبر للسرايا مرة أخرى. كنا نسكن في خيم نصبت لنا ونفترش الأرض على برش وبطانيتين، واحدة نضعها على البرش والأخرى نستعملها كغطاء. وكنا كطلاب نسكن في خيمة واحدة.
    وكانت هذه الفترة من الفترات الغنية بالسمر وغناء محمد وردي وشعر محجوب شريف والعمل الثقافي والترفيهي والرياضي.
    وكان أول ضحايا نشاطنا في الحوش مولانا المرحوم محمد ميرغني نقد الذي إصطدم مع الملازم ابنعوف أثناء تنظيمنا لمهرجاننا بمناسبة ثورة أكتوبر فأرسل للزنازين مما جعلنا نضرب عن الطعام وبعد يومين من الإضراب جاء الطبيب مع القمندان الذي حملنا مسؤولية إضرابنا بينما حمله الطبيب وكان إسمه الدكتور صلاح الكردي، وهو رجل شجاع، مسؤولية ما يحدث لنا. وفي الحقيقة كان القمندان محمد عوض الله رجلا طيبا و لا يريد مشاكل فذهب للجنة المعتقلين في السرايا والذين توسطوا في النزاع (كانت لجنة السرايا بها الدكتور خالد حسن التوم وكيل وزارة الصحة الذي فصله نميري بقرار جمهوري قبل يوليو، والأستاذ بدر الدين مدثر القائد البعثي المشهور والذي أصبح فيما بعد عضوا في القيادة القومية لحزب البعث خلفا للأستاذ محمد سليمان الخليفة الذي مات في الطائرة القادمة من العراق لدعم 19 يوليو). وكانت نتيجة الوساطة أن أخرج محمد ميرغني نقد من الزنازين ولكنه لم يعاد لحوش الطوارئ وإنما أرجع للسرايا. كان محمد ميرغني نقد من مثقفي السودان النادرين فإلى جانب معرفته المهنية بالقانون كان يحفظ الشعر العربي والغناء السوداني خاصة أغاني الشفيع وأغاني الحقيبة، كان محدثا بارعا ويملك قدرة على الحكي والتذكر مدهشة، كان قارئا ممتازا وقد توفى بالسرطان عام 1975 وهو لم يزل شابا. وقد أبعد ضمن من أبعدوا إلى شالا في عام 1972 .
    وبينما كنا نحضر للإحتفال بإكتوبر كنت أتجول مع محجوب مشيا (وكانت رياضة المشي منتشرة في المعتقل) وكنا نتناقش حول ما يقال تلك الأيام وسط بعض اليائسين عن أن الشعب السوداني قد ضرب ضربة قاضية وأستسلم وكنا محجوب وأنا نفند مثل تلك الأقوال في مناقشاتنا وفجأة توقف محجوب وقرأ:
    شعبنا يمكن يمهل يوم
    ومش عل طول
    وما حيطول
    أهى الخرطوم صاحية تصحي
    ما بتنوم
    تغلي نجوم
    تغلى هموم
    ريح وسموم
    وكل حقيقة المبدأ
    إرادة الشعب
    إرادة الشعب
    لا تهدى
    ومنها ننتهي ونبدأ
    أكتوبر ديناميتنا
    ديناميتنا ساعة الصفر
    ركيزة بيتنا
    وكانت تلك هي أكتوبر ديناميتنا التي لحنها وردي في حوش الطوارئ بدون عود ودرب عليها المعتقلين وأنشدها أمسية أكتوبر بصوته القوي فسمعته كل الخرطوم بحري.
    كان البرنامج يشمل منافسات في الشطرنج وألعاب الكوتشينة من ويست وكنكان والعاب الفولي والجري وغيرها، إلى جانب ليلة السمر التي قرأ فيها محجوب الشعر وغنى فيها محمد وردي.
    وعقب الإحتفال قررت سلطات السجن نقل محمد وردي إلى مستشفى السجن حيث بقي هناك حتى إطلاق سراحه.
    محمد وردي: معرفة عن قرب
    وقد تعرفت على محمد وردي عن قرب في فترة الطوارئ وكنا قد بدأنا تعارفنا في السرايا وكان يجمعنا حب المتنبئ، وقد إختبر محمد حبي للمتنبئ بعد أن أسمعته قصائد أحفظها وهو يمسك بديوان المتنبئ ومنها ميمية المتنبئ الشهيرة "واحر قلباه ممن قلبه شبم" والتي كان يعجبني قوله
    ما لي أكتم حبا قد برى جسدي وتدعي حب سيف الدلة الأمم
    أن كان يجمعنا حب لغرته فليت أنا بقدر الحب نقتسم
    ومحمد وردي فنان مثقف محب للقراءة والإطلاع ويجيد الإستماع ويحفظ غناء كثيرا لكثير من الفنانين، غير أنه معجب بشكل خاص بابراهيم عوض. ولقد كان أحد أسباب صمود المعتقلين في الأيام العصيبة للسجن وكان عندما يطلق صوته بنشيد علي عبد القيوم نحن رفاق الشهداء أو درة محمد المكي جيل العطاء فإنه يسمع الخرطوم بحري ويعيد الإطمئنان والأمل للمعتقلين.
    العودة للسرايا
    ومثلما نقلنا فجأة لحوش الطوارئ، أعدنا مرة أخرى فجأة للسرايا، وكان العدد قد قل. و كان ذلك في ديسمبر 1971 فوجدنا أهل السرايا يستعدون للإحتفال برأس السنة وأعياد الإستقلال فأنخرطنا نستعد معهم. وكان الأساتذة علي الوراق وعبدالله علي إبراهيم وجمعة جابر والمخرج إبراهيم الجزولي يعدون ويخرجون فقرات الإحتفال وكتب صلاح يوسف أغنية إسمها رأس السنة يقول مطلعها
    يا رأس الستة
    يا الكلك سنا
    ولحنها وغناها السر تابر سكرتير نقابة سواقي الحكومة بصوت يشبه صوت عبد العزيز محمد داؤد وكتب محجوب شريف رائعته
    أهلا أهلا بالأعياد
    مرحب مرحب بالأجداد
    أكتب أكتب يا تاريخ أمجاد أمجاد
    أكتب محضر بإسم الشعب
    ورسم الشعب
    وخط الشعب
    ديل الشهداء اتخطوا الزاد
    وبينهم وبين الموت خطوات
    الجايين من قلب الشارع
    والجايين لقلب الشارع من سكنات
    سجل أنحنا
    برغم جرحنا
    إجتزنا المحنة ونحن الليلة أشد ثبات
    ونحن بخير
    ونحن وراكم في الجايات
    وشعبنا ليكم بالمرصاد

    وكالعادة لحنها وردي من داخل مستشفى السجن ولقن اللحن للأستاذ ياسر الطيب سكرتير رابطة المعلمين الإشتراكيين والذي أداها مع المجموعة في السرايا. ولهذه القصيدة قصة فقد أرسلت اللجنة المركزية بيانها الشهير عن 19 يوليو (19 يوليو تهمة لا ننكرها وشرف لا ندعيه) والذي كان له فعل السحر وسط المعتقلين "الحزب بخير، اللجنة المركزية إجتمعت وأصدرت بيانا" وكانت القصيدة إحتفاء محجوب بذلك البيان الذي كان هدية اللجنة المركزية في أعياد الإستقلال.
    وأخرج عبدالله على إبراهيم مشهدا مسرحيا من قصيدة لمحجوب يقول فيها
    صدقنى أنا لا قيتو امبارح
    لا بحلم كنت ولا سارح
    كان باسم وشامخ كالعادة
    نفس الخطوات البمشيها
    نفس الكلمات الوقادة
    كان فاتح قلبه على الشارع
    صحيح أنا قبلك صدقت
    جريت وبكيت لما سمعت
    يوم نفذوا حكم الاعدام
    لكنه بكل تفاصيلو
    جسمو .. لونو .. ضحكو .. صوتو
    مشيهو وطولو
    لاقانى وبحلف متأكد
    لا طيف لا واحد من جيلو
    فوجئت حقيقة وبصراحة
    لو مش أبعادو الشخصية
    والسوق .. الحركة هدير الكارو
    حديث المارة مع الباعة
    والناس ، الداخل للبوسته
    الطالع منها ، والساعة
    زى سبعة صباحا ، والشارع
    مليان عمال وأفندية
    وفى طول الوقت وكنت بفكر
    امكن بحلم
    امكن كل الحاصل اشاعة
    بس لكنى جريدة قريت أيام المحنة
    سمعت اذاعة
    وكل الزملا الشهدا ، شرفنا
    صانو شرفنا بكل شجاعة
    واستبسالهم كان فى الدنيا
    حديث الساعة
    وشفت بعينى
    فتشو بيتنا وبيت جيرانا
    رفعت ايدى
    مرة الدبشك ، ومرة السنكى
    ومرة زناد ما بين عينى
    دا كلو تمام انا وعشتو
    لحظة بلحظة مشاهد حيه
    بس لكنو هداك قدامى
    كمان شايفنى بعاين لى
    وفي طول الوقت .. كنت بفكر
    امكن بحلم
    امكن امانى
    امكن بشبهو واحد تانى
    وفجأة الصوت اياه .. عرفتو
    عرفتو الما بغبانى
    "يااخينا ازيك"
    اهلا مرحب .. ايوه اتفضل" نادانى
    مشيتلو.. مصدق وما مصدق
    سلمت بقلبى واحضانى
    وشعرت كأنه بيعرفنى
    شعرت كأنه بيقرانى
    راجل نكته عميق ومهذب
    رائع جدا وانسانى
    ولما جمعنى وشجعنى
    سألتو بدهشة عن الحاصل
    قاطعنى .. "بتعنى الاعدام؟
    اعدامنا .. بتقصد اعدام؟
    الموت لو شنقا حتى الموت
    الموت .. لو رميا بالرصاص
    ما هو الموت"
    "الشعب يقرر مين الحى والميت مين
    الشعب يقرر مين الحى والميت مين
    ونحن عمرنا القدام
    الحزب .. اليقظة .. الاقدام
    الحزب .. اليقظة .. الاقدام
    الحزب .. اليقظة .. الاقدام"
    وبسرعة انكسر الميدان بالناس
    عشرات العشرات
    أطفال .. عمال .. وطليعيين
    وبنات طيبات
    ومنشورات

    وقد أديت فيها من خلف الكواليس فقرة من دفاع الأستاذ عبد الخالق محجوب أمام المحاكم العسكرية والتي قال فيها:
    "اليوم عندما أنظر من وراء هذه السنوات الطويلة أشعر بالسعادة والفخر بفكر تقبلته مختارا وبمنهج سلكته عن اقتناع تام وارتاع لمجرد التفكير في أنني لو لم أكن شيوعيا ماذا كنت أصبح؟"
    وقد سبق العرض المسرحي موكبا كان من المفترض أن يكون صامتا، ولم أعرف ذلك إلا بعد الموكب بوقت طويل، لكني، وبفعل حماس الشباب وتحديه لواقع المعتقل بدأت بالهتاف، فردد المعتقلون الهتافات بصوت داو لا شك انه سمع في أرجاء الخرطوم بحري وتناولته أحاديث العاصمة و كانت النتيجة أن إختار جهاز الأمن وإدارة السجون 44 معتقلا لترحيلهم إلى شالا وزالنجي.
    عندما تسببت في إرسال الخاتم للزنازين
    ذات يوم من أيام يناير الباردة وقبل ترحيلنا لشالا وزالنجي، تقرر تحويل بعضنا لعيادة السلاح الطبي وكنت ضمن المحولين لعيادة العيون، وتم إستدعاؤنا فخرجنا للمكاتب، ولم يكن لدي فنلة شتوية وأصر الزملاء على أن أرجع وأستعير فنلة من الزملاء وقال أحدهم أذهب للخاتم ولكن الحرس أصر على الذهاب وإحضار الفنلة من الخاتم وكان عند الخاتم سويتر، فعندما ذهب إليه الحرس لم يعطه وقت لتفتيش جيوبه فخلعه وعند الخروج أصر الحرس في الباب أن يفتش السويتر فوجد بعض الأوراق في الجيب كانت عبارة عن خطابات متبادلة بين الخاتم وخالد الكد، فأصريت أن الورق يخصني ولكن الحرس الذي أتى بالسويتر أصر أن الورق يخص الخاتم فأخذ الخاتم للزنازين الغربية ولم نلتقيه إلا عندما تقرر ترحيلنا حيث ضم لنا في المعاملة. ولم يغفر لي محمد ميرغني نقد ذلك إطلاقا. وكان كلما يلقاني يقول لي "وديت صاحبك الزنازين!"
    صداقات سجن كوبر قبل الرحيل:
    أتاح لي الإعتقال في سجن كوبر أن اتعرف على عدد كثير من الرفاق عن قرب وكنت أسمع بهم أو إلتقيت بهم لماما في عمل سياسي أو مناسبات إجتماعية ولكن السجن أتاح لي التعرف عن قرب مثل الأستاذ خليل الياس الذي كان رئيسا لإتحاد الشباب السوداني وهو شخصية فريدة متعددة المواهب والقدرات، قائد فذ وفنان ذو صوت شجي ويملك قدرة على السخرية والنكتة وفوق كل ذلك فهو شخص متواضع وصديق صدوق. وقد قابلته بعد ذلك في معتقلات كثيرة وفي الحياة العامة وببساطة ظللنا أصدقاء حتى الآن.
    إلتقيت على الماحي السخي وهو مثال للقائد النقابي الصامد المتواضع والذي أعطى شعبه وطبقته وحزبه ورفاقه حياته وسليم أبو شوشة (ولي قصة معه سأحكيها فهو له اليد العليا في دراستي الإقتصاد السياسي) وعلي بخاري وقد حزنت حزنا عميقا لما حدث له فيما بعد مما أدى لفصله من الحزب.
    وقد إلتقيت في المعتقل بالمذيع الرائع ذو النون البشرى وقد كنت أعرفه عن بعد منذ أيام المدرسة الوسطى من خلال رواية كتبها ولا أذكر إسمها الآن في مجلة الإذاعة "هنا أمدرمان في مطلع الستينات وكان حينها مذيعا جديدا، وقضينا أيام نتناقش حول الإذاعة والغناء السوداني.
    تعرفت أيضا على المهندس صديق يوسف إبراهيم النور، ذلك المنظم الرائع والمناضل الصامد، والذي أسهم في وضع الأسس السليمة للبناء والعمل الحزبي في المعتقل، فإذا كنا نحمد للرفاق خارج المعتقل أمثال نقد والجزولي سعيد وسليمان حامد ويوسف حسين وفاروق زكريا وعبدالجليل وعبد الحميد وغيرهم من المناضلين مأثرة تجميع الحزب في الخارج، فصديق دون شك يحفظ له تجميع الحزب في المعتقل.
    وأتاح لي المعتقل أن أعرف عن قرب الدكتور خالد حسن التوم، ذلك الرجل الشجاع والحكيم والذي حمل همومنا جميعا خلال فترة إعتقال 1971-1973 فقد كان رئيسا للجنة المعتقل ومفاوضا بارعا صبورا ومهذبا وحازما وهو دون شك من الذين جعلوا صمودنا في المعتقل ممكنا. بل أن خدماته لنا تخطت حدود المعتقل فكان قبل وبعد تصفية المعتقل هو من يسعى لعلاجنا وعلاج أفراد عائلاتنا.
    وكان شرف لي وسعادة كبيرة أن تعرفت في المعتقل على الأستاذ الكبير عبد الكريم ميرغني السفير والوزير السابق والموسوعة العلمية المتحركة وكنا نلتف حوله ليحكي لنا عن رحلاته وتجاربه وعن فترة عمله كوزير مع نميري وعلمنا اليوقا وفنونها. وقد حافظت على علاقتي الشخصية معه بعد خروجي من المعتقل وتطورت لصداقة متينة خلال الديمقراطية الثالثة وقد حملت إليه ومنه رسائل لقيادة الحزب. وأذكر أبان الديمقراطية الثالثة أن الرفيق نقد قد حملني رسالة له لترتيب لقاء مع مولانا محمد عثمان الميرغني وعدت راجعا إليه فحملني رسالة بالمواعيد والمكان. وكنت أسرق الوقت في الأمسيات لأشرب شاي المغرب لديه وأسأله عن أسرار فترة نميري الأولى وقد كنت أترجاه أن يكتب ذكرياته لأنها ستكون مصدرا من مصادر تاريخ السودان الحديث وقد سمعت نعيه في الغربة وقد كان ذلك من أقسى أيام غربتي الطويلة.
    وشرفني المعتقل بالجلوس طويلا بصحبة صديقي ياسر الطيب مع أستاذ الأجيال عباس علي، وهو مؤسسة حزبية وتعليمية كاملة، ولعل حكاياته لنا عن تاريخ الحزب ونضالاته ساعدتنا، ياسر الطيب وشخصي، على الصمود وعلى معرفة كنه معنى التراجع والدفاع والهجوم، وهذا ما كنا نحتاج، ونحن شباب صغار السن حديثي العهد بالإعتقال، لفهمه فهما عميقا في تلك الفترة الكالحة من تاريخ شعبنا وبلدنا وحزبنا. وسيظل الأستاذ عباس علي يلهمني ما بقي لي من عمر.
    ورغم أن المعتقل لم يتح لي وقتا كافيا للإقتراب من الأستاذ المهندس صلاح مازري ولكن يكفي أنه عرفني به مما أتا ح لي فيما بعد، خاصة خلال الديمقراطية الثالثة، أن أجلس أليه وأرد نبع تجربته ومعرفته بتاريخ الحزب و اتعرف على آرائه حول بعض الأحداث الهامة في تاريخ الحزب وآرائه حول بعض المناضلين مثل عبد الخالق وإبراهيم زكريا وعمر مصطفى المكي وفاروق محمد إبراهيم، وقد حدثني كيف أن عبد الخالق كان يقيم فاروق محمد إبراهيم تقييما عاليا وأن صلاح مازري أبدى رغبة في مناقشة عمر مصطفى أيام الإنقسام نسبة لعلاقة طويلة وعميقة نشأت بينهما في العمل السري أيام عبود فقال له عبد الخالق إذا أراد أن يبذل مجهودا فليبذله في مناقشة فاروق فهو رجل مستقيم ومفكر ومستقل في تفكيره!
    وقضيت وقتا مرحا مع من هم أقرب إلى سني في المعتقل فتوطدت علاقتي بإسماعيل المبارك وإبراهيم النور وعثمان يوسف و خليل أحمد علي (والذي أصبح نسيبي فيما بعد) وأبو الحسن بلة الشاذلي وياسر الطيب وطبعا الخاتم عدلان رفيق عمري.
    أما فترة حوش الطوارئ فقد وطدت علاقتي بمحمد عثمان طه ذلك المناضل الصامد المرح وذو القدرات التنظيمية المدهشة، كما تعرفت عن قرب بعبد الرحمن سوركتي والدكتور حزمر ومحجوب الزبير و العم فضل أحمد فضل وحسن التاج وحضرت مجالس القاضي صلاح حسن وقضيت وقتا في نقاش يوسف همت وتعرفت على العقيد حسن مكي الذي حكى لنا كثيرا عن صديقه فاروق حمدالله وقد حكى لنا كيف أن فاروق وكان نقيبا قد تقدم أيام ثورة أكتوبر وحيا اللواء عوض عبد الرحمن صغير وقال له أن النقيب فاروق عثمان حمدالله يرفض ضرب جماهير الشعب العزل.
    وكانت فترة حوش الطوارئ هي من فترات تطور علاقتي بالفنان الكبير وردي، وكنا أنا ومحجوب شريف لا نفترق.
    سمحت فترة الطوارئ بتوطيد علاقتي مع زملائي الطلاب حينها الطيب الأمين، أقلع، النور ماو، ميرغني شمس الدين، كمال عطية، عبدالله عطية، وجورج ماكيير، وآدم. وكنا أنا ومحجوب عباس أصدقاء قبل المعتقل وكان محجوب يبهرني بحسه المرهف وقدرته على كتابة وتذوق وحفظ الشعر الجيد.
                  

05-27-2009, 11:47 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    تصلني رسائل عبر بريدي وعبر الماسنجر حول الموضوع.
    وأرجو أن أناشد زملاء المعتقل وعائلاتهمان يضيفوا أو يصححوا ما ورد من معلومات فنحن نهدف لتسجيل فترة تاريخية مهمة.
                  

05-28-2009, 00:38 AM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الشاب صدقى :)
    دى على الشاب صاحبنا أبودقن طويلة داك.
    ما داير أقاطع سردكـ ..لكن مادام صاحى لحد دولقت قلت أسلم عليك.
    تحياتى وبجيك بعد ماتخلص.


    ..........................
    طلب صغير
    لو قدرت تكتب شوية عن سيرة عمى الراحل أستاذ عباس على عبدالكريم..عارفك ما قدرو, لكن لاقيتو فى واحد من السجون.

    التعديل للتصحيح..

    (عدل بواسطة محمد مكى محمد on 05-28-2009, 01:46 AM)

                  

05-28-2009, 00:40 AM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    Quote: وكما قلت فنحت الذاكرة صعب ولكن أملنا أن يصححنا الذين عاصرونا في المعتقلات.



    هذا العمل يحتاج لنحت ذاكرة اكثر صعوبة!


    فحياة السجن سياسية اجتماعية ثقافية ابداعية لمصلحة التجربة والاجيال

    نرجو كتابة هذه الرواية كاملة ومفصلة وكان الجميع يسرد دوره بنفسه

    وليس علي لسان صدقي !




    ـــــــــــــــــــــــــــــ

    شطحة طبعا شاقة لكنك لها!
                  

05-28-2009, 11:53 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: عبداللطيف حسن علي)

    حباب محمد مكي
    يا خي عايز تتطير باقي الذاكرة الشاغال مالك: إنت قاصد عباس عبدالكريم ولا عباس علي؟
    أقرب ليك الأستاذ عباس علي من الخرطوم بحري لة حمد
    والأستاذ عباس عبدالكريم من بيت المال؟
                  

05-28-2009, 11:57 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    الأخ عبد اللطيف
    حبابك
    تصور لا أستطيع إلا أن أنظق بلساني في هذه المذكرات لأن ما تطلبه إما أن تكون رواية ولا أستطيع تأليف رواية الآن، أو بحث ميداني يجلس للناس ويأخذ أقولهم ويرويها بلسانهم، أنا ببساطة أحاول أو أروي شهادتي وأدعو الآخرين لفعل نفس الشئ!
                  

05-28-2009, 12:04 PM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تلك الأيام في سجون نميري (Re: Sidgi Kaballo)

    Quote: يا خي عايز تتطير باقي الذاكرة الشاغال مالك: إنت قاصد عباس عبدالكريم ولا عباس علي؟
    أقرب ليك الأستاذ عباس علي من الخرطوم بحري لة حمد
    والأستاذ عباس عبدالكريم من بيت المال؟

    ياخوى راسك مالو مجهه وصحيان لى أنصاص الليالى..?
    طبعا قاصد المرحوم أستاذ عباس على (بتاع بحرى).. اسمه بالكامل عباس على عبدالكريم صالح,لكن الناس بيعرفوه ب عباس على..(خوجلى ماحمد)..
    تحياتى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de