جواباً علي رسالة البعثيين السودانيين بغرض الاعتزار للشعب العراقي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-03-2003, 00:48 AM

elmahasy
<aelmahasy
تاريخ التسجيل: 03-28-2003
مجموع المشاركات: 1049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جواباً علي رسالة البعثيين السودانيين بغرض الاعتزار للشعب العراقي

                  

05-03-2003, 00:50 AM

elmahasy
<aelmahasy
تاريخ التسجيل: 03-28-2003
مجموع المشاركات: 1049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواباً علي رسالة البعثيين السودانيين بغرض الاعتزار للشعب العراقي (Re: elmahasy)

    جواباً على رسالة حزب البعث السوداني

    زهير كاظم عبود

    أستلمت رسالتكم التي تشرحون فيها موقفكم من الحكم البائد وترغبون في تقديم الأعتذار للشعب العراقي عما صدر من حزب البعث من أساءة .

    أخوتنا في السودان دعوني أدخل في تفاصيل الشأن العراقي أولاً :

    لم يكن يدور في بال ( ميشيل عفلق ) مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي حين كان في سورية في نهاية الأربعينيات هذا الإحباط الذي حققه حزبه للأمة العربية ، وهذه المآسي التي قام بها حين تسلم الحزب السلطة في العراق أكثر من مرة .

    وبصرف النظر عن البحث في نشأة التنظيم من خلال التنظيم الطلابي الوافد من الجامعة الأمريكية ، وبصرف النظر عن نشأة التنظيم المتواضع وعدم وجود تنظيم جماهيري لأفكاره طيلة حقبة التأسيس وبداية الخمسينات .

    وحين تشكل التنظيم في العراق فقد رفع شعار قضية الوحدة العربية وانبعاث الأمة، وتعكز على تنظيمات الأحزاب الوطنية متلمساً له موقع من المواقع السياسية في تنظيم الجبهة الوطنية .

    وبالنظر لبروز تأثير الفكر الماركسي – اللينيني والمتجسد في الحزب الشيوعي العراقي الذي أنشأ في 31/آذار /1934 وبقية الحركات الماركسية في الساحة العراقية ، فقد ظهرت للوجود بعض التيارات المعادية للفكر الماركسي ولفكرة الشيوعية في العراق كرد فعل .

    تعاونت الكثير من القوى القومية والرجعية والمشبوهة والعميلة في تنظيم صفوفها المعادية للفكر الشيوعي ، أضافة الى أنقسام المعسكر الشيوعي الذي يقوده الاتحاد السوفيتي والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد أنضوى تنظيم حزب البعث العراقي ضمن هذه التشكيلات المعادية للفكر الشيوعي والاتحاد السوفيتي ، أذ كانت من أولويات أهداف الحزب غير المعلنة محاربة الشيوعية .

    ومع أن الحزب كان يرفع شعار الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة ، فانه كان ينادي بتطبيق أهدافه المتمثلة بالوحدة العربية وبالحرية وبالاشتراكية .

    وبعد قيام ثورة 14 تموز 1958 وقيام الجمهورية ، عرف العديد من أبناء العراق حزب البعث بعد أن سمعوا بأسمه من خلال الوزراء الذين تم أستيزارهم في أول وزارة بعد قيام الجمهورية من خلال فؤاد الركابي الأمين القطري للحزب .

    ونتيجة للخلاف القوي بين التيار المعادي للفكرة الشيوعية وبين الحزب الشيوعي بدأ التعكز على مطلب الوحدة العربية الفورية الذي رفضه الحزب الشيوعي طارحاً شعار الوحدة الفيدرالية بديلاً عن ذلك .

    وبوقوع الخلاف وأنفصام عرى الجبهة الوطنية وأنسحاب الوزراء القوميين والبعثيين من وزارة عبد الكريم قاسم ، بدأت خيوط العمل السري والتكتلات والمؤامرات تلعب دوراً مهماً في عملية التناحر والتباعد التي حصلت بين أطراف الحركة السياسية في العراق .

    أقدم حزب البعث في العراق على أول عملية أغتيال سياسي في العراق في العام 1959 بغية التخلص من الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء ووزير الدفاع كطريق للوصول الى السلطة ، وقد فشلت العملية بإصابة الزعيم والقبض على بعض منفذي العملية وفرار البعض الآخر .

    وتعمقت الشروخ وحدث الافتراق بين حزب البعث والحزب الشيوعي حتى عد كل طرف مناوء للطرف الآخر .

    وأستطاع حزب البعث أن يستقطب كل القوى المعادية لعبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي وتحالف مع قوى أخرى ، وأستطاع أستغلال وجود العناصر المتعاونة معه في مراكز السلطة المهمة ، وبالنظر لنضج ظروف أنقلاب قال عنه أحد منفذيه الأمين القطري للحزب علي صالح السعدي من أنهم جائوا الى الحكم بعربة قطار أمريكي .

    وقد تطورت العلاقة بين حزب البعث وبين المخابرات المركزية من خلال ( أيليا زغيب ) الأستاذ في الجامعة الأمريكية ببيروت المرتبط بالمخابرات الأمريكية او من خلال ( بيل ليكلاند ) مسؤول محطة السي أي أيه ببغداد الذي كان يرتبط مباشر بصالح مهدي عماش ( لاحظ شهادة طالب شبيب في الصفحة 273 من كتاب الدكتور علي كريم عراق 8 شباط ) أو من خلال المقدم محمد المهداوي الخط الثاني لعماش مع المخابرات المركزية واستنادا الى شهادة الملك الحسين بن طلال التي أدلى بها الى الكاتب محمد حسنين هيكل من وجود علاقة مباشرة بين بعث العراق والمخابرات الأمريكية .

    كما أن العلاقات التي كان تربط ( ناصر الحاني ) وزير خارجية حكومة البكر – صدام بالمخابرات المركزية ، حيث كان ناصر يرتبط بصدام شخصياً في القاهرة من ناحية الارتباط بالمخابرات وليس بالتنظيم وقد عمل صدام على تصفيته في سني الانقلاب الأولى للتخلص من الدليل الذي يشير الى ارتباطه بالمخابرات المركزية .

    وبالنظر للتعاون الداخلي والخارجي والتقاء مصالح عديدة استطاع حزب البعث العراقي أن يقوم بانقلاب في صبيحة الثامن من شباط عام 1963 ضد عبد الكريم قاسم ، وبنجاح الانقلاب سيطر الحزب على السلطة مبتدءاً بعملية تصفية دموية للحزب الشيوعي ومؤيدية وكذلك لمؤيدي قاسم لم يسبق لها مثيل .

    وأرتكب حزب البعث في العراق أثناء أستلامه السلطة مجازر أنسانية لم يسبق لها مثيل ، ولم تمر بتاريخ العراق السياسي فترة من القتل العشوائي ودولاب الموت وأنتعاش السجون والمقابر مثلما مرت بالعراق في حكم البعث الأول الذي أمتد يتسابق من أجل تغييب العراق عن الزمن ، وأستطاع أن ينجز المهمة الدولية ضمن صراع الأقطاب الموكلة له في شن أشرس الحملات القمعية والمجازر البشرية في العصر الحديث هادفاً مسح أسم الحزب الشيوعي العراقي من ذاكرة العراقيين ، وقد فشل فشلاً ذريعاً في هذه المهمة بما أثبتته الوقائع والتاريخ العراقي ، ولم يمتد به العمر سوى بضعة أشهر بالنظر لفداحة الخسائر الجسام التي حلت بالعراق وبالنظر للخلافات التي نخرت بين قياداته وكوادره مما أدى الى الإطاحة به بحركة داخلـــية في 18 تشرين الثاني 1963 أي بعد حوالي تسعة أشهر .

    وبالنظر لبقاء الهدف الكبير المشترك بين السلطات الجديدة وبين حزب البعث وهو محاربة المد الشيوعي ، فقد أستمر الطرق على الحزب الشيوعي مستمراً أكثرمن توجه السلطات نحو أنهاء البعث .

    وبعد مناورات والتفافات لأستلام السلطة وبطرق لم تكن مقبولة أخلاقياً مع وجود الامتداد الأمريكي والبريطاني ضمن الحزب ، استطاع الحزب مرة أخرى العودة الى حكم العراق مستعملاً شتى الطرق والأساليب ليخفف من نظرة الشعب العراقي له والتي بقيت في ذاكرة العراقيين منذ عام 1963 .

    وبعد عام 1968 أستلم الحزب السلطة ولم يزل القطار الأمريكي البريطاني يطلق صيحاته في محطات العراق ، وعبثاً حاول أنهاء الرموز المفضوحة وأبقاء العناصر المتخفية لكن مسيرته دللت على أختلاف مخططاته ونهجه التكتيكي في العمل متطوراً مع تطورا لزمن والحال في العراق .

    فبدأ بالتوجه نحو تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي – القيادة المركزية لتصفيتها و ليمارس ضدها أبشع أنواع التعذيب والقتل والتصفية السياسية ، مستغلاً الخلاف بين شطري الحزب ليمد الجسور نحو الحزب الشيوعي العراقي – اللجنة المركزية وهو يبيت النية مسبقاً للعودة والعمل على تصفية جـــــذور الفكر اليساري في العراق .

    عمد حزب البعث ووفق محاولة أستغلال الظرف أن يقيم جبهة بينه وبين الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكردستاني ، لكنه وخلال قيام الجبهة يوجه فرقه الأمنية لممارسة الاغتيالات والأعتقالات لعناصر هذه الأحزاب ومن ثم أعدام العديد من عناصرها وتصفية الكثير من كوادرها .

    وأنفرطت الجبهة فأنكشف الوجه الحقيقي للبعث في العراق ، عاد لمحاربة الفكر اليساري والشيوعي دون هوادة وبشراسة مستغلاً قوته في السلطة وإمكانياته المادية في ملاحقة عناصر هذا الفكر وأعدام من يتم القبض عليه أو تصفية من يمكن ملاحقته ودفع البقية للهروب الى الخارج وأيجاد ملاذ آمن .

    وأستطاع البعث في العراق من خلال وجود البكر أو صدام في السلطة أن يثبت للشعب العراقي أنه لم يزل ذلك الفكر اليميني الفاشي الغير قادر على فهم الواقع العراقي و مسايرة الجماهير العراقية بأي شكل كان ، وغير ممكن له أن يستوعب الرأي الآخر .

    وعلى عكس الأهداف والشعارات فقد عمل الحزب جاهداً لتحقيق العكس منها ، فلم تتم الوحدة العربية ولم ينادي ويعمل الحزب من أجل الوحدة الفورية بل عمل الحزب من خلال السلطة على بث الفرقة في الجسد العربي ، وتدخل كثيراً في الشأن العربي ليستفيد من حالة الفرقة والانشطار العربي محاولاً أيجاد محاور وكتل ضمن الجسم العربي ، لاغياً فكرة الوحدة التي كان يرفعها والتي بدأت خلافاته مع القوى الوطنية بسببها ، ومتناسياً كل مفردات هذه الكلمة .

    أما الحرية فقد مارسها على الضد فعلاً من خلال حفلات الإعدام والتصفية الجسدية وقطع الألسن واعتقال ذوي المعارضين والأنفاق الهائل على المؤسسات الأمنية والمخابراتية وشراء الذمم والضمائر للصحف والكتاب ومحاولة أيهام المواطن العربي بضياع الحقيقة ، وأشاعة الفكر الواحد وممارسة القمع الفكري حتى داخل تنظيم الحزب ، واستغلال القضايا العربية استغلالا دعائياً ، وقتل كل معنى من معاني الحرية في الفكر .

    أما الاشتراكية فقد أثبت التراجع العكسي للاقتصاد العراقي والتخلف الذي ناله العراق على يد السلطة البعثية وضياع معالم الثروات البشرية والمادية ، ولجوء السلطة الى بيع ممتلكات الدولة والتفريط بالمؤسسات الخدمية التي تقدم خدماتها منذ عشرات السنين للمواطن وألغاء الخزينة والميزانية وأعتماد الهبات والعطايا والبذخ على أمور لم تكن في قاموس العراق ، وبناء القصور الخيالية لأشباع رغبات ونهم الجوع الروحي الذي يتلبس روح السلطان الأوحد ، كل هذا أفقد الاشتراكية معالمها وطريقها حتى نسي الناس هذه الكلمة وأعتبروها وبالاً عليهم .

    أما الشعار الذي طالما تغنى به ونشره متباهياً في الأمة الواحدة التي لم يعمل فعلاً لوحدتها ولاحتى الى أدنى من وحدتها ، بل وظف كل طاقاته وإمكانياته من أجل فرقتها وخلافاتها ، أما الرسالة الخالدة فقد أثبتها لشعب العراق حين تمكن من أستلام السلطة لمرتين فيحقق ما عجزت عنه أقوى السلطات المعادية للأنسان في التاريخ من بعثرة وضياع وخراب العراق .

    والآن وبعد كل هذا فماذا بقيت في ذاكرة العراقيين من حزب البعث العربي الاشتراكي ؟

    بقيت في ذاكرتهم حمامات الدم والقتل والتعذيب والموت وقطع الآذان وكتم الرأي حتى داخل حزب السلطة ، بقيت في ذاكرتهم المخابرات والأمن العام والأمن الخاص والاستخبارات والمحاكم الخاصة والطرق الخاصة والقصور الخاصة والهبات والعطايا وشراء الضمائر والذمم وأشاعة روح التجسس والتلصص على الأهل والأقارب ، بقيت في ذاكرة العراقيين القصور الخيالية والأنفاق المجنون والحروب العبثية التي حققها الحزب ، بقيت في ذاكرتهم التفريط بسيادة العراق وكرامة العراقي والعمل بكل الوسائل ودفع الأموال من أجل إذلال العراقي ومحاصرته ، بل والتفنن في إذلاله وتجويعه وبعثرته والتفريط بثروات العراق البشرية والمادية وبسمعة العراق الدولية .

    بقيت في ذاكرة العراقيين القوانين الاستثنائية والقرارات الآنية والرغبات الشخصية التي تصير قانوناً والدستور المعلق والعائلة التي تجلس فوق الدستور والقوانين .

    أقترن أسم البعث في العراق بكل الجرائم ودولاب الموت وحفلات المجازر والدم والتبعثر والضياع العراقي في الشتات وأمراض نفسية مزمنة لم ندرك كنهها وعمقها ، وقيم جميلة تبعثرت وأحلال قيم هجينة وبذيئة تعم مجتمعنا .

    بقيت في ذاكرة العراق البعثيين أنفسهم الذي أكلتهم مطحنة الموت ودولاب السحق اليومي ، وبقيت في الذاكرة كل سلبيات العراق وكل أمراض العراق وكل خطايا العراق وكل ماحل بالعراق كلها تقع على عاتق حزب البعث الذي تهشم مثل الزجاج في ذاكرة العراق وتم كنسه الى مزبلة التاريخ العراقي ، ليبقى مقترنا بكل ما أستطاعت القواميس أن تجمع من كلمات رديئة وبذيئة وسيئة .

    وأذا تلفظت بكلمة حزب البعث أمام أي مواطن عراقي ستجد أن جسمه يقشعر وترتجف أوصاله ويمتقع لونه ، لذا فأن الذاكرة العراقية وأن شطبت من خزينها وتاريخها أسم البعث ، الا أنه بقي في الذاكرة السلبية والتوصيف الرديء لما جره على العراق من ويلات ونكبات وشرور وتضييع خلال حقبة تاريخية ليست بالقصيرة .

    وأذا كان ثمة من يقول أن صدام حــسين لم يكن يمثل حزب البعث ولافكر البعث نقول .

    بلى كان صدام الممثل الأمين لفكر البعث في كل أمراضه المكشوفة والتي لم تنكشف بعد ، وحزب البعث الذي تأسس في العراق ردأ على الفكر الماركسي وتمت قولبته وتقويمه ليحارب هذا الفكر وأمتداداته في الخمسينيات من هذا الزمن ، فأنه سواء بصدام ودون صدام حقق ما أنيط به من مهام ، وتكشف للتاريخ ولكل المطلعين من أبناء العراق أن الحزب سواء بصدام أو دون صدام كان يطمح لأستلام السلطة بأي ثمن وأكرر مهما كان الثمن ، فلاحــساب للوطن وللوطنية في قواميس الحزب القائد ، مثلما لاحساب للبعث للسيادة ولكرامة الإنسان ، فالبقاء في الحكم غاية تبررها جميع الوسائل ، ومن يركب القطار الأمريكي مرة يتحول للركوب في الطائرة الأمريكية ومن ثم بالصاروخ الأمريكي وفي كل الأحوال لا تتغير سوى السرعة في الوصول .

    لقد حملت ذاكرة العراقيين ثقلاً من الهم الوطني والتاريخ المفعم بالمآسي والكوارث وممتلئ بالحزن والقنوط ، ومر الزمن ثقيلاً وبطيئاً وكئيباً على العراق تحت راية البعث ، الحزب الأوحد والقائد والحزب الذي سيحقق السعادة للعراق وللأمة العربية والحزب الذي سيحقق الاشتراكية والحرية وكل المعاني الإنســـانية الجميلة قولاً فقط ، فهل حقق حزب البعث ذلك ؟

    من الثابت لكل العراقيين هو عجز البعث عن تحقيق أي جزء من أجزاء أهدافه وشعاراته رغم أستلامه السلطة في زمنين مختلفين ، وعجز عن أن يستقطب الجماهير العراقية أو أن يجعلها على الحياد بطواعيتها ، ولم يستطع أن يعكس الجانب السردي في أد بياته الى عمل ملموس فأضاع نفسه بعد أن حاول أن يضيع العراق ، ولذا فقد رحل مع الذاكرة السلبية للتاريخ .

    وفي الذاكرة الوطنية في العراق كان البعث ملوثاً بالكثير من الألغاز والإبهام والارتباطات المشبوهة في العمل ، وقد تكلل ذلك في الاتفاقيات السرية التي عقدها صدام بأسم سلطة البعث حول قضية شط العرب والحدود ومقايضة ذلك بقضية أسناد القوى الكردية المسلحة ، ومعاهدة الجزائر والمعاهدات التي تمت مع بعض أنظمة الجوار والتي لم تعلن ولم تأخذ صيغتها القانونية التشريعية .

    وفي زمن البعث خاض العراق حرباً عسكرية داخلية مدمرة وطاحنة لمقاتلة الشعب الكردي بسبب عدم أيمانه بالحلول أو المطالب الكردية العادلة ، وقد طرح البعث مفهوم الحكم الذاتي كحل للقضية الكردية ، غير أنه أثبت بالتفافه عليه عدم أيمانه بأي حق من حقوق الأكراد ، بدليل أستمرار السياسة الشوفينية البعثية ضد الأكراد والتركمان والعمل بكل نشاط من أجل الإيقاع بين الفصائل الكردية والوطنية بشتى الأساليب والطرق .

    وفي زمن البعث تم أدخال العراق في حروب عبثية لم يتم التعرف على أسبابها الحقيقية زاعماً حدوث قصص من وحي الخيال تبرر الاحتلال ، ولم يتم الأعلان عن نتائجها الحقيقية ، مثلما لم يتم الأعلان عن الأسباب الحقيقية وراء غزو الكويت ومن ثم ما تقرر مع نظام البعث في خيمة صفوان عام 1991 من مقررات سرية لم تعلن ولم تعرفها جماهير العراق .

    ولم يتم تقييم صادق وواقعي نابع من مفاهيم العمل الوطني يلخص أسباب الانتفاضة التي حدثت في العراق عام 1991 ، بل العكس فقد تم أبادة الجماهير وأعتقال الالاف وأعدام الالاف وسجن الالاف ، وأعادة السيطرة البوليسية وسلطة القمع والأمن والمخابرات على العراق .

    بل والعودة الى نفس النهج دون وجود مراجعة ذاتية أو نقد للمرحلة السابقة ، مما يشكل أعتقاداً ان البعث لم يزل مصراً على النهج السابق في السياسة الحزبية وهي لاتملك نهجاً غيره ، ومن غير المقبول التبرير على استحواذ صدام لسلطة الحزب وهو صنيعة البعث والمخابرات الأمريكية على الحزب .

    وللأنصاف نقول ثمة أفراد في العراق من الممكن أن تنطلي عليهم حكاية المبادئ والقيم التي جاء بها عفلق أو أكرم الحوراني والتي تستند على استنهاض الأمة وبعث مجدها وتأجيج المشاعر العربية ، وتحويل الهزيمة الى انتصارات وتفعيل الوحدة العربية وجميع هذه الأحلام تحلق في خيال الوطن ، الا أنها تصطدم بالواقع العربي المرير وبالمفاهيم الأيدلوجية التي أستطاعت أن تسيطر على العقل العربي الذي أصبح بحاجة ماسة الى الصراحة والنقد والتفكيك والمكاشفات أضافة لماتقوله فلسفة التكوين التاريخي والمجايلة التاريخية من التأخر العربي في الأيدلوجيات وأجترار الأفكار والمحددات ذوات الخطوط الحمر كما يقول المفكر الدكتور سيار كوكب الجميل .

    ثمة أعداد من العراقيين لم تزل تعشش في أذهانهم فكرة البعث ومفاهيم البعث ، قد يكونوا من ضمن المتعارضين مع تطبيقات السلطة أو بالضد مع سياسة الدكتاتور ، لكنهم بالنتيجة يعتقدون بهذا الفكر ، الا أن الحقيقة التي ينبغي أن تقال أنهم رغم قلتهم سيواجهون محنة الأسم .

    فأسم حزب البعث غير مرغوباً به في العراق ، وقد لا أغالي أذا قلت أن مجرد أطلاق الكلمة على شخص ما تعتبر سباب مشين يدافع به الشخص بنفــيه عن نفسه .

    ولذا سوف يصار الى حذف أسم البعث من العمل السياسي باعتباره أسماً مقترناً بالعنف والدماء وتراكم الأخطاء وتبني السياسات الدكتاتورية والنهج المخابراتي والبوليسي وفرق الأغتيالات وأسكات الصوت الآخر ، وأسماً مليئاً بالأخفاقات في تحقيق الشعارات أو خدمة الوطن بالنظر لما تركه البعث من جروح وشروخ في جسد العراق .

    وسوف تفكر المجموعة بأسم آخر يتناسب مع عدم خدش أسماع العراقيين ، وعدم تكرار الأسم المقترن بالكثير من السلبيات في أذهانهم ، ومع الأسم لن تكون للبعث فرصة في الظهور والتعايش حتى ضمن الحياة الديمقراطية والحرية التي يمنحها العراق الجديد .

    ولذا سيكتب التاريخ العراقي حقائق ما أقترفه البعــث العراقي من خطايا بحق العراق ، وسيذكر التاريخ العراقي ما أرتكبه البعث العراقي بحق العراق ، بل وما أحدثه البعث العراقي من شروخ وجروح بليغة للأمة التي كان يريدها أن تصبح واحد وخالدة فأضحت نتيجة أعماله وسياسته متعددة وطافية على نهر من التخلف والضياع والضعف .

    وهكذا أيها الأخوة ترون أن الخطايا التي أقترفها البعث تتعدى حدود الوطن فتمس السيادة والشرف والكرامة والقيمة الأنسانية ، وهكذا أيها الأخوة ترون أن حزباً يتكون على أساس فكرة معاداة الشيوعية والعمل تحت جناح المخابرات الأمريكية والبريطانية ، وحزباً يحكم العراق كل هذا الزمن فيترك من بعده جروحاً وندبات لايمكن أن تلتئم أو تلتحم ، وحزباً لايمثل فعلاً الفكر الحقيقي للأمة ولالتطلعات الشعب وآمانية يحق لنا أن نمسحه من ذاكرة العراق شعباً ووطناً .

    أخوتي السودانيين ان الأعتذار يكون قبوله من المجني عليه أو ممن يقوم مقامه قانوناًُ ، وفي بعض الجرائم والجنايات لايتم قبول الأعتذار ولاالصلح أحياناً وخاصة أذا كانت الجريمة تمس الحق العام ، وهكذا تمس الجرائم التي أقترفها البعث في العراق الحق العام والشرف العام والمفهوم الوطني العام .

    أن مسح أسم البعث من ذاكرة العرب والأجيال القادمة خير دواء لنسيان ما أحدثه هذا الحزب من مآسي بحق العراق .

    أن شطب أسم البعث من ذاكرة العرب والأجيال القادمة خير مانعمله لأطفالنا الذين يرعبهم الأسم وترتعد فرائصنا مع حروفه .

    أخوتي الأعزاء أتمنى أن لاأكون قد أطلت عليكم ولكنها رسالة مني فقط أقول لكم لن أقبل الأعتذار الذي لن يعيد ماسحقه البعث من عظام أخوتنا ولن يعيد لنا بهجة أولادنا المدفونين أحياء ولن نستعيد طاقاتنا وكفاءاتنا التي فرت منه مهاجرة الى أصقاع الأرض ولن يعيد لنا زمننا المقتطع من حياة العراق .

    والسلام عليكم .



                  

05-03-2003, 00:58 AM

elmahasy
<aelmahasy
تاريخ التسجيل: 03-28-2003
مجموع المشاركات: 1049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواباً علي رسالة البعثيين السودانيين بغرض الاعتزار للشعب العراقي (Re: elmahasy)
                  

05-03-2003, 08:39 PM

elmahasy
<aelmahasy
تاريخ التسجيل: 03-28-2003
مجموع المشاركات: 1049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواباً علي رسالة البعثيين السودانيين بغرض الاعتزار للشعب العراقي (Re: elmahasy)

    مافي زول عندو نص رسالة البعثيين السودانيين ؟؟
                  

05-21-2003, 00:14 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواباً علي رسالة البعثيين السودانيين بغرض الاعتزار للشعب العراقي (Re: elmahasy)

    انا عندى وهذا نصها مصحوبا بتعليق مكتب الاعلام الخارجي نقلا عن القدس العربي
    السيد رئيس التحرير
    بعد التحيه
    نشرت القدس العربي ( عدد 6/5 ) مقابلة مع الاستاذ قاسم سلام عضوالقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ( بغداد ) اكثر مايلفت النظر فيها خلوها من أي نقد للقيادة العراقيه. وكانت صحيفة الشرق الاوسط قد نشرت قبل ذلك ببضعة ايام مقابلة مع الاستاذ تيسير حمصي الامين العام لحزب البعث الاردني تقع ضمن نفس التصنيف.
    نتوجه الي القدس العربي برجاء نشر نص الرسالة المرفقة التي وجهها حزب البعث العربي الاشتراكي السوداني الي مجموعة من المثقفين والناشطين العراقيين تطرح تفكيرا ورؤية مختلفتين حول التطورات الاخيرة في العراق وذلك استكمالا لصورة موقف البعثيين العرب منها.
    ======================================================
    نص الرساله

    من خلالك كمثقف وناشط عراقي نقدم اعتذارنا للشعب العراقي علي ان محاولة البعثيين السودانيين الوصول بتوجهاتهم الديموقراطية والتجديدية الي بعث العراق وتجنيب بلدكم الطيب المعطاء الاحداث الجسيمة التي يشهدها الان لم تنجح. لانفعل ذلك تبرئة للذمه ولكن مساهمة في ارساء تقاليد وروحية جديده في العمل السياسي العربي لاتخجل من الاعتراف بالقصور والاخطاء ونبقي مستعدين بطبيعة الحال للدخول في مناقشة مفتوحة مع الجميع حول هذا الموضوع وغيره.
    النص ادناه جزء من مقابلة مطوله كان قد اجراها امين عام حزب البعث السوداني محمد علي جادين في يوليو 2000 ونشرت حينها في جريدة الزمان. هي تعطي فكرة جزئيه عن التوجهات المشار اليها ومن شاء يمكننا تزويده بالنص الكامل عبر هذه الوسيله او غيرها. بعث السودان مركز قومي بعثي مستقل عن سوريا والعراق منذ علم 1998 .


    -------------------------------------------------------
    --------------------------------------------------------
    ++ كيف اذن حال علاقتكم بالقيادة العراقية الحزبية والقيادة القومية موجودة في بغداد ؟
    == البعث – في – السودان نشأ متأخرا نسبيا منجذبا الي الجانب الوجداني والرؤيوي في كتابات الاستاذ عفلق الاولي انعكاسا لتطلعات وروحية شباب لم يتجاوز سن اكبرهم عندها منتصف العشرين. واستوي عوده منحازا الي القيادة التاريخية للحزب ممثلة في عفلق حينما بدت محاصرة ومهددة بالصراع تجاه ماسمي بالقطريين في الساحة السوريه لذلك فأن البعث – في – السودان نضج ونما في ظل صلة وثيقه بقيادة عفلق وانسحب ذلك علي التجربة البعثية العراقية عندما تبنتها هذه القياده لاسيما وان النمو المضطرد لتجربة البعث- في- السودان في فترة انحسار بعثي وضمن بيئة مختلفة قليلا او كثيرا عن البيئات العربية الاخري جعله موضع تفاؤل وفخر و اهتمام خاص من عفلق والعراق. مثل هذا الوضع يخلق تشابكات تتجاوز الفكري والتنظيمي الي العاطفي والشخصي مع الرفاق العراقيين والعراق نفسه كشعب وبلد، لاتقل كثيرا عن التشابكات بين الرفاق السودانيين ومع السودان كشعب وبلد لذلك فأن المعاناة كانت صعبة للغايه عندما اصبح الخيار بين الاستجابة لدواعي التطوير والتغيير اوالمحافظة علي هذه العلاقه امرا لامفر منه. علي الصعيد النفسي والذهني كانت هذه الفتره، ولاتزال الي حد ما، تعسة ومؤلمه وبذلنا جهدا خارقا وكبيرا لتجنب وقوع التباين في وجهات النظر بالتركيز علي اهمية فتح حوار داخلي بعثي –بعثي، الي حد جر اتهامات لقيادات تيار التجديد عبر الديموقراطيه بالتردد والتأخير في المبادره. ماحسم الامر في النهاية وبعد ان فشلت تلك الجهود هو تبلور القناعه بأن اطلاق هذا التيار موصول بأنجاح جهود كسر الحصار المفروض علي هذا البلد الذي احببناه واهله كما احببنا بلدنا واهلنا، لقد اصبح بمثابة وطننا الاول الثاني ويستحق ان نضحي من اجله بكل شئ مهما كان غاليا وعزيزا تاركين للمستقبل والسير الفعلي للتاريخ ان يحكم لنا او علينا او للرفاق الاخرين او عليهم.

    كامل معروف
    ع /حزب البعث العربي الاشتراكي السوداني
    مكتب الاعلام الخارجي / لندن
    27/4/2003

    [email protected]
                  

05-04-2003, 10:19 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جوابا على (Re: elmahasy)

    قرأت تعليقالاستاذ جمعة اللامى وهو ماركسى عراقى على رسالة من البعثين السودانين وهم يعتذرون للمثقفين العراقين على ما اقترفة حزب البعث ضدهم
    سعدت بهذا النقد الذاتى الشجاع والذى يعبر عن بعد نظر ويعمل على ترسيخ مفاهيم راقية فى العمل السياسى
    وهذا ليس بغريب على البعثين السودانين الذين عرفتهم مناضلين ضد الديكتاتورية الاولى والثانية
                  

06-20-2003, 06:57 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواباً علي رسالة البعثيين السودانيين بغرض الاعتزار للشعب العراقي (Re: elmahasy)

    السيد رئيس التحرير

    متي / هل يعلنون وفاة البعث ؟ … اجابه سودانيه

    محمود الريماوي ( الحياه الاثنين 2/6/03 : لماذا يصمت البعثيون ؟ ). لاندري اذا كنا في بعث السودان مؤهلين للاجابة علي تساؤل الكاتب حول صمت البعثيين العرب (العراقيين ) عن ردود فعل " تنم عن مراجعة اولي للتجربه " تجاه سقوط النظام العراقي. السبب : ان القسم الذي نمثله من بعثيي السودان ( العراقيين ) كانوا قد طرحوا منذ بضع سنوات تساؤلات عن مسيرة التجربة العراقيه بما أنبأ عن المصير الذي الت اليه علي يد قوات التحالف من ما ادي الي فصم علاقتهم بالقيادة العراقيه والقيادة القومية. صوتنا كان ضعيفا علي قدر امكانياتنا الماديه .. اضعف كثيرا من حجم التساؤلات التي اثرناها داخل الحزب ثم خارجه والاعباء التي تحملناها. نؤمل الان ان تصل رسالتنا النقدية والمراجعية لمجمل مسيرة الحزب في السلطة وخارجها الي قناعات بقية الاوساط البعثيه ال( عراقية )، وال( السورية ) ايضا، محمولة علي اجنحة الاثباتات العملية لضرورة تلك التساؤلات وسلامتها اثر الحرب الامريكية - البريطانيه ونتائجها العراقيه.
    وفي انعكاس للروحية والعقليه التي يحاول بعثيو السودان ترسيخها في الحزب اقدموا بعد الحرب علي ماقد يكون اول ممارسة سياسية عربية من نوعها بتوجيه رسالة اعتذار الي الشعب العراقي نشرت في بعض الصحف داخل العراق وخارجه وارسلت مباشرة الي مجموعة من المثقفين والناشطين العراقيين.

    كامل معروف
    ع/ مكتب الاعلام الخارجي
    حزب البعث العربي الاشتراكي السوداني
    لندن 2/6/2003
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de