البراد فوق الكعبة .. !!...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 08:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-22-2008, 07:39 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البراد فوق الكعبة .. !!...

    ...

    البراد فوق الكعبة!!

    إهداء:
    إلى
    الظلال،
    والأنوار، ...
    التي غذت حياتنا، ..
    كالأم!!..

    ***

    بعد أن تغمض الشمس عينها العوراء عند الغروب، وقد أحمرت من بؤس ما رأت على ظهر الأرض، وهي تنفث آخر زفير لها، دم برتقالي، شاعري، حزين، حنن الأفق، ، يحتل ظل الأرض، المسمى مجازا الليل، أركان القرية، ويمسح ببشاورته البيوت والحوائط، حتى المئذنة العالية وصلها، وأخفاها في جيبه الضخم، كل ابواب وشبابيك القرية يلونها الليل بريشته، وبضربه فرشاة واحدة يحيلها للون رمادي قاتم، وأسود، لا نشاز في ألوانه، ولن تجد بقعة قاتمة وأخرى فاتحة، ما أتقن ريشته، كم كان ماهراً، وسريعا في إخفاء قريتي كلها، أتحدى من يغلبه في الدسوسية..

    وحدها النجوم لم تصل إليها ريشته، ..

    أشعلت أمي الفانوس في التكل، تسرب ضوء منه عبر الطاقة، فكشف شريط مستطيل من الحوش، وألتمعت عيون الدجاج بطيف ازرق وبنفسجي، إثار قشعريرة خوف صغيرة، وسريعة في بدني، وتسرب جزء من الضوء من الباب، وعكس صلب أمي، وهي منحنية، ضخما، وكأنه صلب فاطنة الصومالية،، فضحكنا انا واختي حتى كدنا ان نقع على قفانا، أمي دوما تفرحنا، حتى بظلها الكاريكاتيري..

    وتخرج أمي من التكل، وهي تحمل الفانوس بيدها اليسرى، وقد خلق حولها هالة دائرية، كمسيح متجول، نذر نفسه لكشف قناع الظلام عن الترابيز والكانون والسراير، والملايات، فتعود الألوان للشبابيك، والعناقريب، والمخدات، ولكن بصورة أقرب للحلم، فأين الفانوس من الشمس، وأين وهج القلب من إحصاء العقل!!..

    دخلت أمي الأوضة، فملأ الليل الحوش في رمشة عين، لا أدري اين يختفي الظلام، ويعود بهذه السرعة، واين يمضي، وهو بهذه الضخامة، فقد غطى القرية كلها، والخلاء، والسماء، وماوراء ذلك، من مساحات، حين احاول تخيلها، أحس بهوان، هوااااااااااااااااان، حتى تمنيت أن أكون أسرع من الضوء، بحيث لو تسابقنا، أكون أنا في الظلمة وهو يجري خلفي، وارى حد الظلمة والنور..

    وحين علمت "بعيد حين"، أن الكون يتمدد، إلى يوم الناس هذا، تمنيت أن أرى الحد بين نهايته، وذلك الخلاء الذي يتمدد فيه، إليس هو كون ايضا..

    تقدم الشعاع الفاتر أمي، وهي تخرج من الاوضة، وبيدها كبابي، وصينية لشاي المساء، ثم اجتازت عنقريبي وعنقريب اختي، حتى جلست شمالنا، والاوضة جنوبنا..

    وضعت امي الكانون، والصينية والكبابي، ثم اشعلت الفحم، ووضعت البراد فوق الكانون، ثم جلست فوق البنبر صابرة، راضية، لا أدري فيما يغني وجدانها الآن..

    انا واختي كنا نرى كل ذلك على الحائط الطيني للاوضة، كنا نضحك من رسومات الظل لأمي والبراد، والكبابي، لم تترك الظلال شئ لم تسخر منه، وكأنها تلميذ نجيب لشارلي شابلن..

    وفجأة اتخذ الكانون شكل الكعبة المشرفة، "هي .. هي"، شكل معكب جميل على الحائط، وبصورة مكعبة، وذات الابعاد، والمساحات للكعبة المشرفة، وذات اللون الاسود، ..

    صرخنا، أنا، وأختي في وقت واحد (الكعبة الكعبة)، لشدة اتقان الظل رسم شكل الكعبة، وكأنه رسمها في عتمة الليل مئات المرات، وكأنه حج مع أبي، وحج مع أمي، وحج مع علي ودالسالم، ورأى الكعبة، عشرات المرات، واختزنها في عقله، ورسمها بتلك الدقة المتناهية، في ظلمة الليل....

    كانت امي تحرك الفحم فوق رأس الكعبة، وقد اشتعل جيدا، وبصورة شاعرية، لهب برتقالي وازرق بشكل ورق شجر الليمون، ورق من نار ونور، يتلوى من فحمة لأخرى، مثل طرح فوق رؤس نساء يولولن، لرحيل فارس قبيلة،.. ثم وضعت أمي البراد فوق اللهب، فوق الكانون.

    صرخنا أنا وأختي معا، ونحن ننظر للحائط ، "للشاشة الطينية".
    (البراد فوق الكعبة، البراد فوق الكعبة)!!..

    نظرت أمي إلينا، وقالت..
    بس.. مجانين...

    شربنا الشاي، الكباية دافئة في يدي، والليل اسود كشعر "آمنة"، وأنزلت امي البراد من سقف الكعبة..

    فرشت امي المصلاية، لصلاة العشاء، صحنا أنا وأختي لأمي:
    يمه يمه القبلة كدي..كدي..
    أشرنا للكعبة الصغيرة التي تزين الحائط..

    مصمصت امي شفتيها، وهي تهزء رأسها بهدوء، وتعجبََ!!
    ثم شرعت في الصلاة، وفي قلبها رضى عجيب، لله، الذي اصبغ لعيالها سينما صامتة، "أبيض وأسود" على وجه الزبالة، وهي مسدلة على الحائط الطيني..

    فيما ظللنا انا واختي نرقص وننطط من البراد والكعبة وفاطنة الصومالية وامي ورائحة الشاي المقنن، وأكتشاف قبلة ثالثة، وحلاوة الليل العجيبة!!..

    ...

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 12-31-2008, 05:43 AM)
    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 01-04-2009, 06:39 AM)
    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 01-13-2009, 09:46 AM)

                  

12-22-2008, 08:47 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    عبد الغني

    تحاياو مودة لشخصكم

    دي كتابة فارهة و فخيمة

    ( دي حالتا مسودة ؟؟؟ ) ...

    سننتظر أصل القصة على أحر من جمر
                  

12-22-2008, 09:04 AM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: ابو جهينة)

    يااااا عبد الغني ..

    مافي امتع ولا أرحب من هنا عشان .....

    نسلم عليك
    و
    نعيد عليك



    وأضاء الله جبينك .. هل طمعنا في المذيد فنحن
    ظمئ ..


    اعوامك والاسرتين انضر وابهى ..
                  

12-22-2008, 09:38 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: محمد الجزولي)

    ...

    عزيزي ابو جهينة..

    خطرت لي فكرتها قبيل شهور، وتركتها في مخزن الذاكرة (وما اعجبه وما اغربه)، يكفي انو ماكينة الجسد تشتغل بتلك الخبرة المدخرة في العقل الباطن، فنتذكر ونشم ونرى، بتلك القدرة الداخلية العجيبة..

    مشيت اجازة للوطن، ولم يخطر البراد والحائط على ذهني، كعادة (الذكريات)، فهي تغيب وتظهر (بقوى ذاتية يظهر)...

    وعدت من الوطن بذكريات ثمان، كان لي نعم العون، والعزاء، والحنين..

    وأمس كنت مسجون في الغرفة، البرد قارس جدا في الدوحة، قرأت قصة منشورة في أخبار الأدب، وقرأت كتيب صغير، كتيب سياحي (دليل الجيب إلى الهند)..

    وفجأة، وبلا سابق دعوة، سمعت طرق على باب الذاكرة، قلت تفضل..

    فإذا بطفلين وأم، وبراد وكانون، وكعبة مشرفة صغيرة، تدخل غرفتي، وللحق حدث لي فناء، مثل أي فناء حين تنسى نفسك وتغرف في تأمل، أو سماع قصة أو اغنية..

    وتغرف منها ما يسمى حلم، خيال، تداعي، تلككم الحالات الغامضة..

    وللحق طرح الطفلين اسم جديد للقصة وهي
    (قبلة جديدة، قبلة ثالثة)، فقد اكتشف الطفل واخته قبلة جديدة، بعد الأقصى ومكة المكرمة، وهم رجال شعجان لا يخافون من سيف الهوس والتكفير الساذج.. فقلت لهم
    والفقهاء... الجهلة، السذج، ما بزعلو منكم..

    قالوا: اين ما تولي ثمة وجه الله..
    للحق قلوبهم ناضجة، وثرية، وعجيبة، هززت رأسي، بالحيل، لدرجة أنو النبي، عليه السلام قال (اعلم عالم امام الله احمق من بعير)، لكن، دحين، ثم تركنا الجانبي الديني..

    الطفل اكد لي بأن الظل رسام عجيب، يرسم أي شئ بشكل ساخر، أكتر من محمود كحيل، ومن نيازي، ومن عزيز، ..

    اخته كانت مستغربة من غرفتي (كيف يعيش انسان مع كتب فقط)، فأر كتب، كما قال زوربا، وهي تحس بأن الحياة، لمن يفهمها كلها كتب، بل هناك ذرة صغيرة، لا ترى بالعين، جعلت عقل وذهن وقلب البرت انشتاين مأخوذ بها، حتى قال (انا اسجد لعظمة الكون، لدقة الكون، لسحر الكون)، كل هذا في ذرة، لا ترى بالعين الشحمية..

    للبت حبي، فهي صادقة.. ولكن البرد قارس، ياصغيرتي.. وبين السطور للكتب، مثل مافي القبور، تتراءى ساكنة، ميته، ولكن هناك حياة، حياة خصيبة وعجيبة، تخفي نفسها، خلف السطور، خلف القبور..

    الام كانت صامتة، صمت حزون، وهي ترى سينما طينية تعرض افلام مجانية لأبنها العظام، بدون ألوان...

    هي دايرة الظلال تكون ليها ألوان.. مثل قوس قزح، كي تتزخرف عيون عيالها الصغار...

    كنت سعيدا بضيوفي..
    وعزومني شاي مكرب، من الكعبة، من الكانون الحالم الجميل..
    ولا تزال رائحة الشاي تملأ غرفتي.. ومحبتي..
    وأنا أدعو الله، بأن تكون للظلال ألوان، وصوت كمان،. كي يشاهد الاطفال افلام حية، صوت وصورة..

    مش اسود وابيض وصامته...

    ولكن بيني وبينك الاطفال مش عباقرة، ويسمعو صوت الصمت زاتو، ولون الظلمة.. بيني وبينك..


    ظهيرة الاثنين 22/12/2008
                  

12-22-2008, 10:21 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    عافاك الله و حفظك يا عبد الغني

    كما تفضلت أخي العزيز
    أنا أيضا أقف تعجبا من أمر الذاكرة ...
    ففي السودان ... تتراجع تفاصيل و أحداث ..
    بينما في مدينة ( ضبابية ) مثل لندن .. و التي أكرهها لأشياء في نفسي .. تصطفق كل مجريات أحداث .. حتى الدقيقة منها ... تندلق دونما إستئذان ... منهمرة كموية السبلوقة ...شخوص و مواقف و أشياء كان من المفترض أفعلها و عبارات تاهت مني ...

    ثم ... أكرر .. تمتعت بالقراءة و أنا أتخيل البراد ... ثم إقتراح الطفلين لهذا الإسم الجميل ..

    سلام حتى رؤيتك
                  

12-22-2008, 10:52 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: ابو جهينة)

    ..

    عزيزي، , وأخي
    ابو جهنية،


    سلامي لكم، حتى بلاد البرد، والضباب، ليت لهب كانون هذه الأم يصلكم، ويدفئ وجدانكم، وليس ذلك على الله بكثير...

    ما الكتابة؟..
    حين احدق في الحافلة، وأنا في طريقي لجنوب الخرطوم الجديد (فقد كانت جنوبها قديما الصحافة، وجبرة)، والآن صارت من احياء الوسط، أقصد في طريقي لحي الازهري الحبيب..

    كنت احدق في فتاة مليحة، وهي تكتب بخفر على شاشة الموبايل، ثم تضعط الزر، فتضمي الرسالة جزلى لمويال آخر..

    ماذا كتبت، الخفر، يبدو عليها، وجهها مشع مثل شاشة الموبايل التي ضغطتها، هل تلك الرسالة، حملت على ظهرها، مشاعرها الدفينة بقلبها الغض؟، وهو ينبض، ويهيم بالذهاب لحي الأزهري..

    إذن الكتابة هي أوامر تأتي من القلب، من الحب، من الاعجاب، من الحزن، كي نرتمي في احضان الكتابة، بلا حول أو قوى..

    والحنين..
    يقول شيخنا العظيم (رغم مواقفه السياسية المخجلة، والساذجة)، الطيب صالح، بأن الحنين مادة للكتابة..
    حقا..
    ومن الشباك، أرى شباب يحدقون في صحف رياضية، ذات عنوانين حمراء، مثيرة، ماذا تخبئ هذه الحروف، قبيل قليل نقلت مشاعر فتاة، والآن ماذا تخبئ عن الكرة، ولغط الهوس الكروي..
    يا لقدرة الحروف، واللغة، رغم مسكنتها، في نقل طيف واسع من المشاعر..

    وأنا أكتب محاولتي، هذه، توقف الذهن، كيف تنتهي القصة (من يوحي لها بنهاية)،..

    ولم عنوان (البراد في الكعبة)، مر بخاطري ان اسميها (قبلة ثالثة، قبلة جديدة)، شعرت بأنه مناسب، مناسبة لقصة لم تكن في بالي، أهي قصة، أم حنين جميل، فرض نفسه على الخيال، وأصر على الخلق، والإيجاد، رغم عني.. بل برضاي، فقد كنت أسير الحنين، وبراد الشائ، وشقاوة الأطفال، وللحق أحسسني لهب الكانون بدفء جميل، في غرفتي هسي، وللكتابة مغامرات مثل هذه، وكما يقال، اذا اهتز جناح "فراشة"، في الصين، اثارت رياح في اليابان، واظن دي حقيقة علمية، طالما الكون يكره (الفراغ)، يعني كل ذرة بتلاصق اختها، وهكذا، حتى تنتقل ذبذبة جناح الفراشة لاصقاع بعيدة، وينتقل دفء لهب الفحم، من الماض الجميل، للحاضر، لغرفتي الباااااااااااااااردة، جدا..

    ولكن لم يجد الانسان متعة في الخيال، بل يغوص فيه كأنه واقع، وحينها لا يدري، أين الخيال، أهو الحوش والكانون والبراد، أما الحياة برة الخيال، حيث غرفة بااااااااااردة في مدينة الدوحة..

    والله لم اكون مسكون إلا بتخيل وجه الام الصابرة، والتي لم تظهر في النص إلا بشكل موراب، حتى صلبها (أفيه سؤ أدب معها)، وربي حين كتباتها، لم بخاطري، . ولكن هناك قارئ قال لي بذلك، فيا لطقوس الكتابة الغريبة، ألها (فقه معين)، ..

    حين أقوم بطقوس الكتابة، بداخلي، وأن تجعل بصرك يحاول جاهدا رؤية شئ داخلي، ان تراه امامك، واضح .. وإلا سيكون الوصف فاتر، وفاقد الرؤية لا يصف.. بلا حياة..

    ولكن مع هذا، هل اللغة جسر قوي لحمل الاحاسيس، طبعا لا.. والف لا..

    وقفت في اسم (قبلة ثالثة)..
    هل سيحرك ا لمسلمين اعناقهم غدا، ببساطة، كي يصلوا لبيت فيه أمي، ألا يستحق ذلك..

    والفقهاء، وربي لم أكره بشر في الحياة مثل الفقهاء، أحس بأنهم ابعد الناس عنه، وعن جماله، وسحره، وذاته، مساكين يظنون انهم يعرفونه، ويدافعون عنه، تخيل (ضيف يدافع عن قوي)، بلا حس، ولا حدس في اليقين، إن كان النبي قال (أعلم عالم، امام الله، أحمق من بعير)...


    ضحكة الاطفال شلتني في غرفتي، بكيت معهم، بسطاء، محننة ايديهم برغوة الشاي واللبن، ينامون تحت غطاء السماء، وبمعية أم فقيرة، حنونة، صابرة، تحول اليقين بالله إلى قلبها، إلي نظرة وقورة لتحديات، ونظرة ذات مغزى للسماء، حين تمر بها الكرب، وما أكثرها..

    في الفجر، صلى الاطفال تجاه الحائط الطيني، رغم عدم وجود الكعبة الصغيرة،... أ هي صلاة اصالة جديدة..


    يظل البراد، وبلبنه الطازجة، يفور، مطلقا في الاثير رائحة لبن مقنن، تمور في سماء مزخرفة بخوار وغناوي شفع، واصوات اذاعات واهنة هنا وهناك، ورائحة طمي، يتسلل من ضفة النهر، ونسيم مشبع بالقش

    والبرسيم النائمة في عتمة الليل الساكن الهادئ..

    كيف أنهي القصة، لست أدري..
    اخترت هذه الفقرة (وبلع الليل القرية، والاطفال والكانون، والقبلة)، معا..

    (هل تصدق، وأنا اكتب لك الآن، انا اسمع في اغنية جميلة، وهي "في هواك ياجميل العذاب سراني، "...

    فتذكرت الابطال الذين دخلوا السجون، والتشرد، من أجل الوطن، من أجل السودان، والعذاب سراني..

    لا تزال نهاية القصة ضائعة علي يا ابوجهنية، وأحس بألمك، مثلي، حين تغيب لحظات الختام، وأنت تحسها بداخلك، ولكن كيف تولد..

    لاتزال الاغنية، ..مستمرة..



    22/12/2008م..
                  

12-22-2008, 11:19 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: محمد الجزولي)


    الحبيب، الجميل، النسيب، عزيزي محمد الجزولي..

    ياخي وينكم، شوق لا يضارع، مرة جيت داخل البيت، في الاجازة القبل الفاتت، اقبال قالت لي هسي، محمد ضرب تلفون هسي، وسأل عنك، امتعض القلب، كيف اخباركم.. وحسوني الامير الجميل، حفظه الله، وجعله سراجا، بخياله الخصب، وطيبته العجيبة، اضحكنا كثيرا، حين مضينا لزيارة اخوك الجميل، الودود، الشاعر والكاتب، والسياسي كمال الجذولي، كان يوم لا ينسى..

    كيف مع الغربة، وجمع الله شتات الاهل، في خرطوم وقد عادت لها صفات العز، والحرية، والبركة، والله مشتاق، وكل عام وانتم بخير وصحة وعافية، .. نعمل شنو يامحمد قلنا نكتب نكتب نكتب، بس من قهر الحنين، وخلق وطن بديل...


    سلامي لاقبال، وحسوني، وندى كمان، والامورة الصغيرة، وان شاء نشوفكم قريب..


    وعام ميلادي سعيد، وهادئ، وسعيد..



    اخوك ابدا
    عبدالغني كرم الله
                  

12-22-2008, 11:15 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    عبد الغني
    يا صاحب
    *
    *
    *

    *


    *

    *

    عافاك الله وبس
                  

12-22-2008, 12:04 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: فيصل عباس)

    عبد الغني
    من ( كرم الله ) أن جعلك تكتب هنا و نحن نقرأ .. دون مبالغة ... فأنت تدلق الحنين ... بينما هي في الأصل كتابة.. و تدلق الكتابة بفعل الحنين .. أيهما أقرب ..

    أليس :

    Quote: إذن الكتابة هي أوامر تأتي من القلب، من الحب، من الاعجاب، من الحزن، كي نرتمي في احضان الكتابة، بلا حول أو قوى..

    ؟؟؟

    Quote: والحنين..
    يقول شيخنا العظيم (رغم مواقفه السياسية المخجلة، والساذجة)، الطيب صالح، بأن الحنين مادة للكتابة..


    سؤال يؤرقني يا عبد الغني :

    أتنتهي الكتابة بضمور الحنين ؟
    بمعنى ... الحنين إلى بقعة معينة .. شخص معين ... زمن معين ... لو إنتفت أسباب الحنين لهذه الأشياء ... هل يجف مداد الكتابة؟ أم ممكن نكتب بإعتبار ما كان ؟

    بخصوص نهاية القصة ... النهاية في بداية الصفحة بها نكهة ( الحليب المقنن ) و الفرجة على شرارات الفحم الذي يطقطق هربا من أتون الكانون

    دمت
                  

12-22-2008, 12:20 PM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: فيصل عباس)

    حياكم الله يامن تختزنون الصور والبلاغة وطينة الجرف في حقول العقول المنيرة وإذ شرفتنا بتلك الكعبة وبراد شاي فاطمة الصومالية ووجوه الشبه الأفريقية حتي تخوم موريتانياالمسلمه لك حقاً
    صديقي عبدالغني كرم الله كرم موية الطين وقشرة حياكة الزباله عليها وهي تعطي ذاك البروجكتر لتعكس لنا هذة الصوره البديعة وكما عهدناك لا تقارع في سبك المفرده بحس من الماضي لتشيد لنا
    غياهب الحاضر وبها نستشرف شروق المستقبل علي بخار البراد فوق كعبة العشق واصل لنا وأمطر فينا
    من رحمانيات ذاك الحنين حتي نستقبل القبلة الثالثة معك ، وأنني ممن تشدهم بملكاتك التي تقبع أنت
    داخل كعبة المخيلة الخصبه لك مودة وتحية تناطح السحاب من أعالي الكعبة المشرفة وتلك الإشراقات
    مع نهاية العام الهجري الحالي ونستقبل معك العام الهجري الجديدة ونحن نتمني أن نهجر غربتنا ولو
    كانت في بلاد الحرمين وكعبة العشق الصفوي الجميل .
    كل عام وأنت بخير ياصاحب ،،،

    ،،،،أبوقصي،،،،
                  

12-23-2008, 05:20 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)


    عزيزي، وأخي مجدي عبدالرحيم فضل..

    كم سررت، بكلماتك الخصبة، المترعة بالحنين، والشاعرية، واللطف، وتأمل سني الحياة، ما كان وما سيكون، فمجرى الحياة وريف وعجيب، وتظل الحياة،حلوة رغم مرارات العيش، والكبد..

    الله على وصفك الشاعر، المفعم بالسحر:


    Quote: نستشرف شروق المستقبل علي بخار البراد فوق كعبة العشق



    Quote: موية الطين وقشرة حياكة الزباله عليها وهي تعطي ذاك البروجكتر لتعكس لنا هذة الصوره



    عميق محبتي، وكل عام وانتم بخير، صحة وفرح وسعادة أبدية...

    اخوك
    عبدالغني
                  

12-22-2008, 04:34 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: فيصل عباس)




    الحبيب
    فيصل. .. ود عباس..

    أنتم توجزوا، ونحن نطييييييييييل..
    و...الشوق والريد، (ثم تلك الوصلة الموسيقة في اغنية الشهيد الكاشف)..
    صحي الكاشف شهيد؟..

    من أفنى حياته وسط الحيشان، يبحث عن لحن لقصيدة، فيصغي للنغمات المخفية في القلب، ألا يعتبر شهيد، واليوم اغنياته الخالدة تهدهد قلوب فتيات صغار في القرى والريف والحضر، وتغسل عن مئات الآلاف من المهاجرين غبار الغربة، وتسقي بماء الحنين، قلوبنا الحزينة..
    وتفتح فتيات معهد الموسيقى مناقيرهن، كي يقلدن ذاك الحي، الشهيد، ود مدني، الكاشف..

    كيفك يالفيصل....
    والله اخوك من جيت من الوطن، ونفسي محزونة شديد، وحاسي بوحشة عصية الفهم والعلاج..

    وكمان جاء الشتاء، تم الباقي، وخلى الزول رهين المحبسين، الغربة، والغرفة..

    اعماق محبتي، ونتشاوف في معرض الكتاب، ..
    ودي (قبلة ثالثة)، لاطفال صغار، يرون الله، أنى توجهوا.. زي جدك الحلاج، ألم يقل:
    وأي أرض تخلو منك، حتى تعالوا يطلبونك في السماء..

    تراهم ينظرون إليك جهرا، وهم لا يبصرون من العماء...

    نسأل الله البصر، ونعوذ من عماء البصر والبصيرة..

    محبتي..
                  

12-22-2008, 12:20 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    Quote: وتخرج أمي من التكل، وهي تحمل الفانوس بيدها اليسرى، وقد خلق حولها هالة دائرية، كمسيح متجول، نذر نفسه لكشف قناع الظلام عن الترابيز والكانون والسراير، والملايات، فتعود الألوان للشبابيك، والعناقريب، والمخدات، ولكن بصورة أقرب للحلم، فأين الفانوس من الشمس، وأين وهج القلب من إحصاء العقل!!..





    الي العارف بالله عبد الغني كرم الله
    تصدق يا الحبيب من الصباح وأنا حايم هنا أقرأ ، أتأمل ، إندهش لإتقاد ذاكرتك أيها الزول
    المليئ بحكاياالهامش (موش هامش بالله ياعبد الغني) .
    أعجني برداك للغاية وأرجعني لنص قديم أنت كاتبه ، عدت له محملاً بذات الأجواء التي جاءت في
    هذا السفر العظيم بذات الأحلام والأمنيات والحنين بذات أي شيئ .
    يهمني أن أقول أنك يا عبد الغني تحمل ذاكرة لا تنضب ضف لذلك قلباً عامراً بحب التفاصيل الصغيرة
    وما أجملها من تفاصيل . الا شفاك الرب من داء الحنين
    ألا شفاك الرب ياعبد الغني
    الا شفاك الرب أيها الزول السمح



    شكري وإحترامي عبدالغني
                  

12-22-2008, 05:20 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: خضر حسين خليل)



    عزيزي،
    أبو جهنية..

    الحنين.. أعنه نحكي، وياله من إحساس غامر، دافئ، ومبكي!!..

    تأمل سنى الماض البعيد، والأبعد..والأقرب..
    تأمل الحيوات الاولى في كوش، ومروي.. وعلوة، واو، والدلنج..
    الحنين للماض السحيق يستدرج السياح من باريس ولندن وموسكو لزيارة خان الخليلي، وتوت عنخ أمون، والحنين الروحي يستدرج مسلمي النيبال وداكار لزيارة قبر الفقير العظيم الأمي، بسماء المدينة، والحنين، ..

    الحنين، يجعل مجرد ثوب لبسته ملكة نوبية، مزارا، وسلعة تباع بأعلى الاثمان..

    والحنين، للأصل القديم، فتح شهية المتصوفة، عبر التاريخ، وعبر كالأديان، لظمأ النهار، وقيام الليل، بحثا عن مثل أعلى مخبأ في الإيهاب، عن مثلى أعلى، وأغلى في سراديب النفس، تحسه النفس حينا، وهو يرواغ ويماطل في الظهور..

    فقال عن ذلك الحنين، ابن العربي (وتحسب انك جرم صغير، وفيك أنطوى العالم الأكبر)...
    قال عنه افلاطون (صورة المثال، في القلب الإنساني)، والتي نسعى بخريطها الداخلية لقطف ثمار التطور الشخصي، والذاتي لكل فرد، فكل منا يحمل خريطة داخلية، تقوده بلطف وخفاء، لأصله وفصله، وتلك هي النفس، وبمرادها تتعب الاجساد، بل هناك اجساد تتعذب وتشنق، وهي راضية، في سبيل ذاك القدس المخبأ في الذات..

    للحنين، ألوان، وأشكال وسحنات..

    حنين، للأمل..
    للأيام الخوالي..
    للأصدقاء
    لدفء حبيب..

    الحنين، ذلك الانفعال الداخلي الحنون، ذلك الوهج اللامرئي للماض، لوقائع دفنت في مقابر الذكرى، الحنين، ككف المسيح، يحي أموات الذكرى، تلكم الوقائع التي تشرب بها الجسد، حين كان طفلا، كان شابا، كان معافى، أيا كان من الاوصاف لبطل الذكرى...

    الحنين، ذلك النهر الازلي، للماض السحيق، ما قبل الولادات، إنه حنين عظيم لما قبل آدم، وحواء، وتشق الذكرى نهر الحاضر، بحثا، عن صبي، غير مسئول، يصنقع الصبح كي يشرب الشاي، ويلبس ملابس جاهزة، ومحكوية بمكوة فحم، ولا يبالي، بل يتصور ان الام والاب خقلوا من أجله، إنه بطل المسرح، وللحق هذه الحقيقة، وكما يقول المفكر النفسي يونج (يجب ان نعطي الطفل بأنه غاية في نفسه)، ففي ذلك عظيم النفع له، وللحق للحياة مكر عظيم، وقدرة اسطورية في جعل (الفرد غاية في نفسه)..

    الحنين.. ليتني شاعر، كي اعبر عنه..
    ولكن حين يعتريني، حين اثمل به، أحس بنشوة، وبأني غير محتاج لحواسي لرؤية الخارج، بل اتكاءة، واجترار، بألق لاحداث ووقائع، ومرارات، وافراح قديمة، شقها قارب المرء، في بحر غير، واحلام ساذجة وبسيطة وعوالم لا تحصر..


    وللحنين بقية، وللحديث عنه بقية،..

    ..
                  

12-22-2008, 05:57 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    الحنين (2)

    نعود للحنين..
    لدفء الحنين،
    لسر الحنين..

    لم تكبر البذرة، وتغادر هويتها الصماء، الصغيرة، وتتمرغ في التراب، وتمص الماء، ثم ترفع هامتها فوق التراب، وتتسامى، حتى تصير شجرة، إنه الحنين، الكامن فيها لأصل ترسب في جيناتها، حتى موتها، هو حنين، لتجربة أخرى تخوضها الشجرة، وتغيب عن حواسي،... فاللغز عصي، ونبيل، وجمل الضلال،...

    حنين عجيب، يعجل سهم الزمن يسعى حثيثا للمستقبل، من أطلق سهم الزمن، من دفر عجلته، كي تتدحرج بلحظات صغار، تجري حثيثا للآتي، وتجعلنا نركب قطار الزمن، من محطة الماض لمحطة الغد، ونحن نلوح، بلا فكاك.. كحال ابي العلاء، هل يأبق الانسان من ملك ربه، فيخرج من أرض له وسماء..

    يحن العقل لضلال، فيفند الافكار والعقائد..
    يحن القلب للإيمان، فيمتلئ يقين وإشراق..

    وتدور الرحى، في كل فرد، بين تجليات الإشراق، وبروق الشك الجميل.. والإلحاد..

    تنام الأجساد في القبور مئات السنين.. تتمرغ في التراب، تفنى في التراب، في حضن الام، الارض، وهي تدور مخمورة بقوانين الطرد والجذب المركزي..

    حنين، للكتب القديمة، للتراث، لابن بطوطة، والسيرافي، وماركو بلو، ووليم تيل، وشكسبير، والشيخ ادريس ودالارباب، ونفر، عمروا الحياة، بالفكر، والذكر..

    حنين لطرق تفشت فيها شقاوتنا..
    حنين لمدن، وبيوت ومآرب..
    حنين لنزوات، وهفوات..

    ويمتد نهر الحنين، بلا ضفاف، ولا نبع، أو مصب.. مجهول الهوية، ..

    يرنو جدي، بعينيه الكليلة، وهو يحدثني عن الماضي، وعن الجرف، والودي، والحج، يكاد يبكي، لو لا تربية صارمة، تأنث البكاء في عينيه..

    الامام علي، قال (من لا ماض له، لا مستقبل له)...
    يقول رسول حمزتون، (إن اطلقت مسدسك على الماضي، أطلق المستقبل مدفعه عليك)...

    أي كائن هذا الزمن..
    في الداخليات تتقرفص البنات، للحكي عن الحنين، شوق لمدن بعيدة عن الداخلية، ام واهل واب واطفال، وعشاق..
    في المقاهي، يجتر الناس أحداث الأمس، ورؤى الغد، معا..


    ويأتي سؤالك الهام..

    أيموت الحنين؟....
    ياريت يجود الخاطر بمدد، ياواسع الكرم..
    غدا، نلتقي، في سؤالك الجميل، أيموت الحنين؟..

    وللحنين بقية
                  

12-23-2008, 06:23 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)


    (3)

    الحنين، والذاكرة!!..




    الذاكرة، كضوء القمر، ...
    يأتي من بعيد، واهن، عذب فقد ضرواته، وقسوته!!

    الذاكرة كائن أناني جميل، تلتهم الحاضر على عجل، تقضمه سريعا، ثم تسحبه لمعدتها، بل قلبها، ، ثم تجتره كعنزة فرحة، في ركن الدار، تجلس على جنبها، وترنو لداخلها، متوجة بقرون مسالمة، وقد ألتهمت بقلبها الحنون، عشب ذكريات، ووقائع بيت صغير بسيط، (خطوط المكشاشة على الارض كشلوخ غزيرة، في خد حبوبة، أطربها "الشاب كرومة"، والفتى زنقار، وبركة وضوء خالي، وضوء ماهل، تخلل اصابعه من غدر الخطايا، ومسح رأسه الاشيب، هكذا خالي يتوضأ، من هم الرزق، والرازق كريم وأصيل.. فلم الهم والخوف، و(كيف يكون طلبك اللاحق، سببا في عطائه السابق)، كما يقول السعيد ابن عطاء الله..

    الحاضر قاهر، حار، وحين يبتعد عن ارنبة الانف، ويمضي ويتداعى للأمس، ويتخذ لقب (الماضي)، يبدو أحلى، وأنضر، فالحاضر يفسده الخوف من الغد..
    أسكين بيد الغد؟،
    أم وردة؟
    لم نخافه؟
    أليس حسن الظن بالحياة، فعل ذكي، ومرح (فالغد يدس وجهه، فلم نظنه قبيحا، مدمرا، كابوسا)....

    ولكن الماضي مضى، لا قدرة على الغد باغتياله، أو تشويهه، مضى ملكا، وشحاذا، وتعود الذكرى كنهر من مشاعر، حتى الوقائع المريرة، والحزينة، تعود بأكسير الذكرى أكثر بهاء، وتألق... وبحزن نبيل، يكسى المتذكر حلاوة التذكر.. فالوقائع تختمر في قدر الذاكرة، تتفاعل، ينام الفرح مع الحزن، تطبخ برتقالات الأسى، مع موز الترقب، والذاكرة صبورة، تطبخ ما التهمته، ببطء، وتروي، كفنان أصيل، مستغرق في عمله، في جنه، في شعره، في رسم، لا يعلم هل خلق الله الزمن أم لا، الذاكرة ذكية، كالمعدة، تلتهم البطاطس، واللحمة والجرير، ثم بهدوء ذكي تحيلها لجسد الإنسان، بلا دعوى أو غرور..

    هكذا الذاكرة، معدة كبرى، لا ضفاف لها، تلهتم خبز الحاضر، بل توقعات الغد، ثم تجلس في معلمها العظيم، وتضع بهدوء جميل قوارير الواقع كلها، ثم تخلق اكسير عجيب، يسمى مجازا (الذاكرة)!!...

    ملح هي.
    سكر هي
    وكلبك يطارد (فالذكرى السيئة)، كالظل، تطاردك، حيث كنت..
    والذكرة النبيلة)، كأرنبه أنف فتاة جميلة، تتقدمها، وتلفت العيون إليها..
    الذاكرة بركة من بركات السماء....
    الخرف عدو الذاكرة..
    والذكرى نهر ممدود بعيد، لا حد للذكرى، نحن أقدم مما نتصور، لم يتذكرنا الإله بغته، بل كنا في عقله القديم الحنون منذ الأزل، فهل من (مدكر)، قل سيروا في الارض، فإنظروا كيف بدأ الخلق، بدأ الخلق بنا، كل على حدا، العقل القديم لا ينسى، كي يتذكرنا (في لحظة الخلق، بتلك الشهوة بين الأم والأب)، فوجودنا (في علمه سابق سابق سابق تلك الشهوة المباركة)..

    وذاك الوجود القديم هو الذي يسوق خرافنا، أنا هناك، وهنا، ومرأة قلبي تود عكس حقيقتي هناك، لذ تسوق النفوس الجسد، وتعبت بمرادها الأجساد، الجسد مسيكن تقود النفس، يجوع فيتألم، يعشق فيتألم، يطرب فيقشعر، مسكين ابن مسكين، أسير لروح قديم، يحس، ولا يوصف..

    الذاكرة كائن غريب، عالم من غرابة ودهش وإطلاق، في جرابها ارانب خضراء وبنفسجية وخضراء، وافاعي تطير، وتنفث العطر، الذاكرة كالخيال، كالحلم، تصيغ علسها من وقائع عادية، كما تخلق الزهرة عطرها من الصلصال النائم تحتها، هكذا الذاكرة..

    كم احبها، كم احترامها، هذه الذاكرة، انها الكراس القديم، الذي دونا عليه خربشة الماضي، وغرور الحاضر، شريط سينمائي بطله أنا، والكاميراء متوجه نحوي، طوال الوقت، بطل أنا في عين الذاكرة، فأي مسرح هذا، بطل كل فرد، يا لعدالة الذاكرة، انجزت ما عجز عنه العقل الحالم والعقل الذكي في الوجود الماثل، والماض..

    الذاكرة تعيد حلاوة الاحداث، وتعيد الاحزان بدموع أقل، وشعور أعمق بالحزن، وتترك اسى جميل، وخبرة رصينة، تشد العضل، وتقوي الحس، وتصحنك من عوادي الحياة، كرقية ولي، في عنق الحاضر والغد...

    بارك الله في الذاكرة، والتي تمتد كنهر من حياة، لا نبع له، سوى هناك، حيث لا حيث، وعند لا عند...


    وللحنين، بقية..

    ...
                  

12-23-2008, 07:19 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: خضر حسين خليل)



    خدر الحبيب، اخوي كيفنكم..

    كم مرة أود رؤيتكم، والتمتع بصحبة خلاقة بالبلد، ولكن..

    كلامك في محلو، نحن في قلب (المركز)، جغرافيا، ولكن هو الهامش بعينه، للحق، ذهني لا يربط الهامش بالجغرافيا، فأنا مع اي سوداني غلبان، ولو ساكن جنب القصر الجمهوري، أو ضواحي نيالا، فضآءلة الانسان امام حقوقه هي الشغل الشاغل، وقلبي يحس بمعاناة اي جعلي، او دينكاوي، أو شايقي، أو فلاتي مسكين ومظلوم وجائع، وأمي، ومسلوب الثروة والسلطة..

    لا شك هامش، ظل عبر قرون، يمد الخرطوم بالخضار والعجور والطماطم، والموز، وكل ما لذ وطاب، ومع هذا، لا تتوفر به أبسط الخدمات الطبية والتعليمية والخدمية... وهو على بعد خطوات من أهمالها، وتقصيرها، وجهلها، أقصد "السلطة"، وليست الخرطوم، فالخرطوم حاليا هي "قلب الهامش)، ف 95 من سكانها، عايشين على الدين والهم والغم وبلا كهرباء او ماء، بل اطراف قروية، على بعد من برج الفاتح، وساقية منتزة المقرن العائلي..

    لابد من ثورة من اجل الريف، والبسطاء، في كل الوطن، بمنظور وطني، خلاق، يحس بالإنسان المظلوم، بعيدا عن اصله وفصله ومعتقده، وتلك هي ا لثورات الخلاقة في تاريخ الشعوب..

    أعمق السلام، وتفضل معانا شاي..

    المحبة الكبيرة..
                  

12-23-2008, 07:30 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    عزيزي، ابو جهنية..
    والسرب الجميل..
    سلام ومحبة..

    يسعدني، اهدائك هذه الاغنية، لا لشي، سوى ان سمعتها مرة في الغربة، في الطابق الثالث، قبالة الخليج الفارسي، في مساء، بارد، شتوي، فبكيت من قلبي، وللحق احتشدت ذاكرتي بأي بيت ذكره المغني والشاعر، ناس الحلة، بنات الجيران، الاهل، الام..

    http://www.youtube.com/watch?v=g3-55rMdNhE

    فزي الاغنية دي بثير الحنين، والتذكر، وحلاوة التذكر، والذكريات، كما يغني الشفيع، وبرضو زيدان..
                  

12-23-2008, 10:59 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    عبد الغني

    سلام ممدود بإمتداد الحنين في كل أرجاء المعمورة

    هنا :

    Quote: فقال عن ذلك الحنين، ابن العربي (وتحسب انك جرم صغير، وفيك أنطوى العالم الأكبر)...
    قال عنه افلاطون (صورة المثال، في القلب الإنساني)، والتي نسعى بخريطها الداخلية لقطف ثمار التطور الشخصي، والذاتي لكل فرد، فكل منا يحمل خريطة داخلية، تقوده بلطف وخفاء، لأصله وفصله، وتلك هي النفس، وبمرادها تتعب الاجساد، بل هناك اجساد تتعذب وتشنق، وهي راضية، في سبيل ذاك القدس المخبأ في الذات..

    للحنين، ألوان، وأشكال وسحنات..


    للحنين ألوان و أشكال و سحنات .. و كمان لغة يا عبد الغني

    تصدق ... كما فعلتْ بك أغنية حمد الريح على أطراف الخليج الفارسي ..
    فقد جلست ذات صيف على سطح ( يخْتٍ ملكي ) متجه من شواطيء الأندلس إلى مرسى ( طنجة ) بالمغرب مرورا بجبل طارق..
    على السطح وجدتُ ( مسجلا ) كمسجل السيارات ضمن ما يحتويه اليخت من أنواع الرفاهية ...
    حشرتُ فيه شريط أغنية للموسيقار وردي يتغنى فيها باللغة النوبية ...
    فأختلط حنين أشياء ترقد في سفح الذاكرة ... و إختلط بما أراه أمامي .. مقولة طارق بن زياد تحولتْ بقدرة قادر ( الغربة أمامكم ... الحبيبة هناك خلفكم ... فأين المفر و أين المستقر ) ... و تحول صوت طنبور وردي إلى إيقاع بربري و كلماته إنسربتْ بلغة أمازيغية .. و تخيلتُ ( فاطمتي السمحة ) ترقص الفلامنكو بدلا من خطوات الدليب الرتيبة ...
    جاطت كل هذه الأشياء يا عزيزي في لحظات إنسراب اللحن و الكلمات لتكون هذا البورتريه بكل ما يحوي المكان و تجلبه الذاكرة من تاريخ هذه الأمكنة.

    للحنين، ألوان، وأشكال وسحنات

    شفت كيف ؟؟؟

    إذن فليتواصل حنينك
                  

12-23-2008, 11:07 AM

Salah Musa
<aSalah Musa
تاريخ التسجيل: 03-29-2004
مجموع المشاركات: 891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: ابو جهينة)

    المبدع عبد الغني المجنون المسكون بالجن الذي يسكن بوادي عبقرا أقول لك تب تبرا
                  

12-23-2008, 04:43 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: Salah Musa)



    هذه تداعيات زيارة مباركة للأهل في العسيلات، نزلت كذكرى، في (منتدى العسيلات)، والاسماء هنا حقيقية، هم أهلي، وأحبة، وعشيرة، ابعدتنا عنهم الغربة، وكبد الحياة..

    (1)

    أنا بت الحارث ود إبراهيم)..
    وهي تلبس زي الصاقعة، زي مدرسة الدومة الثانوية بنات، مع أخواتها من بنات قريتي، لم أعرفها، بل لم أعرف بت صالح ود بابكر الاحمر، بل اكتفيت بالملامح، هذه تشبه بنات حمدان، وهذه بنات الجوجو، وتلك بت؟..

    (أجي ما بتعرف دي)، هكذا ترد التومات الشقيات بنات محاسن أختي، وهن معي،...

    كان هذا شمال شرق طاحونة على ود السالم، رحمهما الله معا، الطاحونة وصوتها الموزون، والرجل الصالح البار علي ود السالم، تاريخ كبير، كنا نجلس على حجر كبير بالقرب من الطابونة ونحن في طريقنا للتمرين، أو القلابات، أو مجرد ونسة، ولا شئ يحيط بالميدان سوى بيوت "ميل"، والأن ذلك الشريط، أو قول الفسحة التي تفصل القلابات عن الحسناب كادت تختفي، بل اختفت في بعض المناطق، فتداخل الأهل معا، فلم تعد ترى أفواج وأسراب من النساء والرجال في طريقهم إلى ومن الحسناب، للقلابات، كما اختفت تلك الهوة بين القويز وودبخيت وودسرار، والدلتية، وصارت الدومة على بعد حجر، من مدينة العسيلات، لاحقا، كما تقول طبيعة الحياة، ووصول شارع الزلط، وما يتمخض عنه، من تلاقح، وتطور، ومعاشرة..


    ميدان الكورة اختفى، بيوت معاوية جلي وهشام وعلى حمدان، حجبته عني، اهداف سجلها عبالفتاح، واعترض عليها عبدالوهاب، مطرة أوقفت الكرة، كان الميدان بعيدا عن القرية، في ركنها الجنوبي الشرقي، والآن في بطنها، بل أختفى تماما عن الوجود، أذكر حين حملنا الطوراي والكواريك لتخطيطه، ومعنا صفيحة رماد، من فرن طيفور، لعمل الخطوط، فقد كانت لنا مباراة مع فريق المحس، على ما أذكر...لقد ضعت في طريقي للبيت،؟.. تصور؟ أى عار هذا، خريطة القلب كخريطة القرية؟.. ولكنها اتسعت، ولكنها كبرت وشابت، و؟..

    هوى قلبي، هل غبت عن الحلة كثيرا، وعميقا، هذه القرية التي اعرفها كراحة يدي، أي سريقة تبنى كنت على علم بها، وأي هزيمة في السيجة لخالي دفع الله أو عتار، كنا نسمع صيحة الفرح، وقرقرة السخرية، امام بيت خالي بخيت، والذي كان عاريا من الحيشان،.. كيف تضيع ملامحها مني، ونحن نعرف معزات سعد، عن معزات خالتي سكينة، بل نعرف كل دجاجة، أو فروج..

    وصوت الرادي، ذو الحجارة المربوطة بالدبارة، كان يرتفع عاليا من بيت طيفور ود الحاج، وهو يتابع اخبار الكوكب وكأنه اوباما، وكان يعلق بطريقته المعهودة المحببة على الاحداث بسخرية تعرفها القرى جميعا، فطيفور غني عن التعريف...(كم أحبه حيا، وحيا، فلا موت في الفكر الديني، بل رياض جنة، ترتع فيها الحور العين)..

    حين تتجمع السحب، كانت امي تناديني، (أطلع كب تراب فوق القدود، وصلح السبلوقة)، وكنت من عل كنت أرى قريتي، بيوت بسيطة تتلاصق كتوفها كي تسمع حكوة، أو حجوة، والنيل يجري غربها، والناس هادئة وادعة، والابقار والخراف جزء من الكيان والوجدان، تبدو القرية صغيرة من عل، وأغلب السقوف مليئة بالقش (من الجرف)، وأدوات الزراعة، الملود، وكواريك، وسلوكة...


    التويمات، أميرة وسميرة، ليوم الناس هذا لا استطيع التفريق بينهما، وهم الجارات الرائعات، وهن جزء من ذاكرة القلب والعقل، لهن روح شفيفة، وفطرة في التعليق على الاحداث، حين أمر ببيت المرحوم خالد وانا جاي من اختي محاسن أجدهم يملأن البرميل ويدور حديث اخوي، يسعدني،...

    ماهذا؟ أين أنا، بيت جميل، سور مزخرف بالرسومات، وزهور وتلفزيون فلات، ولاب توب، وغرف تتداخل، وهدوء عظيم، كل هذا في قلب الحسناب القرية الجميلة، البسيطة، أنه بيت؟...

    كانت البيارة شرق الحلة، بص المحس يمر بها، وبص اللبن، والقندرانات التي تحمل الملوص والعسل، والذي كنا نركع كي نلحسه بشفاة غضة، غلباوية، فنمص العسل من بين فرجات الحصى والتراب، فرحين، ونحن نلعب في غابة السنط والطلح، والعليف شرق القرية، قبل ان تجرفها ماكينات مشروع الواحة والعسيلات..

    ناس عبدالفتاح رحلو جنوب القرية، على بعد ذراع من ترعة المشروع (مشروع العسيلات)، مش مشروع الواحة، وكلا المشروعين يحيط بالحسناب كالسوار، مشروع الواحة مزورع قصب هسي، تغيرت أماكن، وأسر، وصارت القرية أكبر، وأروع، وأحلى...




    (2)


    ذكرى، ويالها من ذكرى..
    طيفور الحاج، خالي، وعمي، وصديقي، وأبو أحب اصدقائي، (سواء الراحل المقيم عبدالواحد، أو محمد واحمد، والصادق، وبقية سربه المبارك، آل طيفور)،...
    شخص احبه من الطفولة، حين كان ابي حيا، قبل ان يسافر لابسرورة، حيث الحياة الأكمل، كان يصيح من خارج باب الزنكي الازرق، ..
    حاج كرم الله.. "يشدد على كلمة الحاج"..

    ادخل ياطيفور..

    فيدخل، فأطرب لمرآه، احب شكله، عيونه، صلعته، ملاحته، وكأن محمد رضا، الممثل المصري زارنا، ..

    يكون الوقت صباح، والسفر ببص المحس، وبيتنا (حينها)، كان شرق الحلة (وبيت سعد، وما بعده، لم يخلقهم الله بعد).. وبيتنا بناه البشير، المهندس الطيني الباسل.. بنى بيت كبير، سريقه، سريقه.. اذكر ذلك لمحا، كان الطين يسقى بالكارو عصرا، وفي الصباح يلخوا ناس خالي دفع الله وبخيت وعتار..

    والفجر يأتي المهندس البشير، ويحمل الطين بالشوال، ثم يقذف للأعلى، في شكل كور، جدعه جدعة، كنت اخاف على البشير من السقوط، يالها من أيام.. وكان هو لايخاف، فالإنسان يرقص على الحبل، حين يجيد الترمين..

    يجلس طيفور كعادته، وسط السرير، ويجذب سرواله، فتبدو الارجل رقيقة، لا علاقة لها ببقيه جسمه، فتزاد الصورة بهاء..
    شخصية كارزمية، بحق... الصوت، التعليقات الساخرة، الجنسية، المباغته، المحبة، الكرم، ثم (الفرن).. وهو عالم قائم بذاته..

    حاجة بنت المنى الشاي.. (وأنا متأكد بأنه شربه مع التحن، وعياله)..
    ومن الجرائد التي جلبها عبدالعزيز، تدخل امي جزء منها في فتحة الكانون، وتشعل الفحم، فيتصاعد الدخان الاسود، وتنقله الرياح للجنوب، لناس خالي الصديق، ثم ناس رحمته، ثم يتبدد حين يصل ترعه المشروع، وكأنه لم يخلق أبدا، كل الاشياء تموت، حتى الدخان، يفنى في الاثير.. ظاهرة الموت والاختفاء ظاهرة جماعية..


    طيفور عالم.... عالم كبير، عالم جميل، كيف يوصف، الفرن، والحطب الذي يأتي من بعيد، من قبايل بدوية، يأتي بالحمير، عشرات الحمير تنزل حملها من الحطب في الفرن، ثم تذهب لدكان ود السالم لشراء السكر والقهوة والزنجبيل والاسبرو..
    وعرب الحطب، (كان عبدالرحيم يسمي الزول المجرح "حمار حطب)، كان عرب الحطب حين يفدون للحلة، يسألهم عبدالواحد أخي (قبيل تدينه الشديد)، :
    أنت مرخياب ولا هلالاب، ولا ماركسيين..
    لا ... لا...نحن من عرب ال....
    ببساطة متناهية، وحين يسألهم رئيس السودان منو؟
    دحين ما عبود..
    لا (رادي/مذياع معهم)، ولا يعرفون شي اسمه الجرائد،
    حياتهم في الغابة والفأس وحلب الشاة..


    ثم يأتي البص، محمل برأسه بشوالات بيضاء، هي الدقيق..
    ثم رؤية سقيان الاشجار الكبير، والتي كنا نجلس عليها قدام الفرن..
    ثم رائحة الفرن، والتي تسافر للقرية، مبشرة برزق كريم، وتهدد وتشعل اللعاب في الغدد (عيش حااااااااااااااااااااار)..
    ثم صوت الصواني، ثم (الكوريك الخشبي)، كما نمسيه، وهو يستخرج العيش المنفوخ من الفرن..

    ثم لخ الدقيق، في الحوض الخشبي الكبير، "هارون، العوض، وإبراهيم)، وآخرون كثر، من شرق البلاد وغربها.. استدعى الفرن للقرية حيوات وبشر من ثقافات أخرى.. فكان الفرن بمثابة (مسرح قائم بذاته)، وكان مكان السهر الوحيد بالنسبة لنا، فالقرية قبل دخول الكهرباء، تنام قبل الدجاج..
                  

12-23-2008, 05:27 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    عبدالغنى يامن تحسن القصص ...
    وقصصك ما احسنها وانت تقصها لناوعلينا
    هذا الذى فوق الكعبة البراد أم البُراق .............
                  

12-23-2008, 08:01 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: بدر الدين الأمير)


    البدر، بدر الدين الامير


    الزميل والصديق والانسان..

    سلامي ومحبتي، في غربة صرنا نحكي للنفس، نعزيها، علها؟..

    الدين صار موضوع اتهام، فالعقول كبرت، وشبت عن الطوق...

    أهي قبلة ثالثة، ؟

    لست أدري، ولكن بعد اطفأت الأم الفانوس، لم تعد هناك قبلة، في الحائط، بل ليل بهيم يحكي حال العقول، وتلك الحيرة المباركة، لكون خلاق، إليست هذه هي الكعبة الحقيقية، كعبة الدهش، والضلال....



    Quote: هذا الذى فوق الكعبة البراد أم البُراق .............




    بل البراق، وتلكم الومضات الذهنية، لفجر آت، فجر فردي..

    كيفنكم..

    كيف اخبار العريس فائز...

    ياربي وصل الدوحة، ولا لسه، قابلته صدفة، جنب عفراء، في مركز لإصدار تأشيرات السفر...



    ويظل البراق... مكبلا، في العقول،وهو يحن لمعراج آخر، كعبة أخرى..


    ويظل سؤالك:

    هذا الذى فوق الكعبة البراد أم البُراق .............
                  

12-23-2008, 06:15 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: Salah Musa)


    أخي صلاح موسى..

    مساء جميل، أو صبح حنون، كحال الكرة الأرضية، في عرض نصفها للشمس، والباقي لعتمة الليل الشاعري،...

    قلنا نحكي للنفس، وربي أكتب لنفسي، يتوقد الذهن ببرق فكرة، أو ذكرى، ثم يحس قلبي بحنان دفئ لها، أأقول أكتب بحنان، لا أكذب عليك، لم تسعدني في الكون كلمة أرق وأجمل من حنان، تلك الدفء العجيب، الذي يحس المرء حين يغمر بالحنان، الحنان الصادق الدافئي، لكأني احس بأن الجاذبية الارضية هي حنان، هي يد الارض لضم صغارها من الانهر والاشجار والبشر والمدن، من يد الريح، وهي تسبح جذلى في ملكوت مجهول الابعاد..

    شديد حبي، واحترامي.


    قبل شوية كنت استمع، وأردد، هذه الاغنية، والتي اطلت عليه فجأة من عالم اليوتيوب.

    زيدني في هجراني
    الشاعر عبدالرحمن الريح

    زيدني في هجراني
    وفي هواك يا جميل
    العذاب سراني
    على عفافك دوم
    سيبني في نيراني
    لمتين تطراني
    أنظرك في النوم
    جوز نواعسك راني
    طرفي قصدو يراك
    و ما قصدت تراني
    ما بسيب حبك
    و الله لو ضراني
    يا نعيم أزماني
    يا حياة روحي
    و بهجة أمدرماني
    في الحياة غيرك
    مافي زول هماني
    و في بعادك أزاي
    و في وصالك أماني
    بلبل الأغصان
    غنى بي ذكراك
    و بالنويح أوصاني
    الجمال خصاك
    و العذاب خصاني
    و الدلال أوصاك
    علي دوام تعصاني
    يا درر ألحاني
    يا أزاي و دواي
    يا راحي يا ريحاني
    إنت نايم
    و أنا ألم البعاد صحاني
    حن عليّ بغرامك
    و الله كان يمحاني
    مال فريعك باني
    فيه بدر و ظلمه
    و فيه ردفاً باني
    حين نسيم الليل
    بي روايحك أتاني
    زاد عليّ الشوق
    و دمعي سال هتاني
    و على عفافك دوم
    زيدني في هجراني


    سلامي ومحبتي.



    .
                  

12-23-2008, 07:02 PM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    Quote:
    مسودة قصة، في رحم الخلق...2008م

    سبحان من خلق وأبدع !

    لاحولا ياعبدالغنى !

    إستقبلت قبلتها وصليت من كل أعماق قلبي !

    ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ،، صدق الله العظيم .
                  

12-23-2008, 09:01 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    Quote: بل البراق، وتلكم الومضات الذهنية، لفجر آت، فجر فردي..


    وللإخلاص (سورة) والخلاص دومافردى والمُخلص فرد
    وهذا الكوكب اتينا له افراد ونغادره افراد
    ونبعث منه افراد ـ وبين القصص والقاص أثر
    وتأثر والحكى شىء والحكمة اشياء اخرى بس
    كيف ومتى نفرق بين من هو تحت التراب ومحمود
    سيرة وسلوك ومحاسن اخلاق ومن هو فوق التراب ولكنه
    متنكر الآن لنفسه و لفكره وتفاكره وافاكره وبالمقابل
    انكره تلاميذه لانهم غرسه وكما زرعت تحصد
                  

12-25-2008, 07:26 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: بدر الدين الأمير)


    البدر الحبيب... بدر الدين

    الموت كائن ذكي، جدا..
    وهو ملاك.. يعني جميل، يعني رؤيته تقتل، مش بنقول قاتلاني فلانة وعلانة، أحتمال، ثم فكرة الكارما الهندية، ثم احياء عاذر، ثم سلام النبي الودود لأهل البقيع، ثم وهم احياء عند ربهم يرزقون..


    من الاغاني، والتي تذكرني بأخي الراحل، عبدالعزيز، وهو اخ عجيب، حبوب، اغنية عش معاي الحب، وتلفتني كلمة (وحداني)، يعني كأن الكون بحب الوحدة، وسوف يعج من التعدد للوحدة، ان تكون براك، عشان كدي حتى في الكتابة، في الرسم في الخطابة، في النقد، الواحد داير يكون براهو، (أسلوبي)، وبتشقى النفس من أجل التخلص من التناص والتقليد، حتى التقليد الذكي..

    فغياب العظماء، هو إشارة موافقة للحج للذات في غيابهم، وإن كان لا يوجد غياب، فالكون حمال أوجه، ومتداخل، وزي لغز عصي..

    وطبعا من طرق احياء الموتى (تذكرهم)، والتذكر يختلف من عقل لآخر، فهناك عقول تتذكر الحدث كأنه حادث، يعني بحذافيره، بل تعيده عديل، ولعلهم يتذكرون، والعلة في تذكر السحر القديم الكامن، وزي ما الحاضر حياة، الذكرى حياة..

    أحب زيارة المقابر، أحس بغموض الراقدين تحتها، بأزلية الراقد، بغرابة الكون، وينتابني احساس خلاق حين انظر للمقابر، للكائن الانسان في أعتى استسلامه للقدر للكمياء للطبيعة..

    حاليا (النبي/والرسول)، هو الفكر، الفكر الناصع، العقول البشرية العظيمة هي أكبر رسول للكمال..

    محبتي، وللحديث بقية..
                  

12-24-2008, 07:31 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: مامون أحمد إبراهيم)


    العزيز مامون..

    الباحث عن طفولة خلاقة، طفولة كاملة، تعيد الاستغراب للعقول الجامدة، وتعيد مصباح ديوجين، اليوناني، الباحث عن (إنسان حقيقي).. ياخي حكاية البراد ده امتداد لبوستك الاسثنائي، سوف الاسم الاستثنائي

    (حينما عدنا... كما كنا، كبار، كما الأطفال)..

    حينما عُدنا كما كُنا ،، كِباراً ،، كما الأطفال !

    اعمق محبتي... فالصلاة الحقيقية، في كل اتجاه، حقا، وليس حصرا، في مكان وزمان، بل مع الانفاس، بل تخرج عن ومض الزمن، ولمح المكان..


    المحبة والشوق
                  

12-25-2008, 08:59 AM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

                  

12-25-2008, 11:07 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)


    أخي العزيز مجدي عبدالرحيم فضل...

    شكرا العميق بإدراج الاغنية الرائعة، نار الغربة.. وللحق هي نار، نار الحنين للاهل والاحبة، نار الشوق للمدراس القديمة،

    يا الله..

    شوق لي كل جميل في الحي، هذا المشهد، بل هذه اللوحة تأوي بقلبها مشاعر وصور ووجوه واحداث لا تنسى.. تزخرف القلب...


    عميق شكري لك، ولحمد الريح، والشاعر، وكل مستمتع، وكل غريب عن الديار..

    محبتي..
                  

12-24-2008, 03:27 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    الأشياء هي نفسها أمام النور و لكن تختلف أذواق "الشوافين".
    مبروك الشوف يا عبد الغني.
                  

12-24-2008, 08:08 AM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: Masoud)

    الأخ : عبدالغنى ..!!

    كل سنة وإنت طيب !!

    أكتب يازول ..

    أكتب ...!!

    وما تنسى ضل الشاتى وبيت الغنم ...

    والجداد وديك الجيران !!

    لك ودّى
                  

12-24-2008, 08:14 AM

عواطف ادريس اسماعيل
<aعواطف ادريس اسماعيل
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 8006

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: صلاح أبودية)

    كرم الله يا رائع ..

    لا فض فوك ..

    سعدت بهذه الكتابة اليانعة حتى الثمالة ..

    وبي سكر تملكني ..

    وأعجب كيف بي سكر ..
                  

12-24-2008, 09:29 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عواطف ادريس اسماعيل)


    (4)

    ... ... ... (فحن إلى المغنى!!)

    ينشد، ابي مدين الغوث:

    (أما تنظر الطير المقفص يافتى، إذا ذكر الأوطان "حن إلى المغنى"..)

    حن إلى المغنى!!..

    حين تغمر الذكرى الإنسان، ويلفه وهج الماض، يحس، وكأنه يحتسي شعاع الغروب الزائل، تلك الأحداث التي تتوارى، وتنزلق، كالشمس الغاربة، خلف أفق الماضئ، أتعود؟..
    ياليتنا عدنا، أو عادت الأيام..

    ومن طيف الحنين، ذلك الحنين الخلاق..
    الحنين الخلاق، تذكر سنى العصور الغابرة، والتأملات الخلاقة لماركس والطبري، وتيونبي، ويونج، سارتر، وغيرهم، فهو اجترار خلاق لمسيرة الإنسان الطويلة على ظهر البسيطة، وتقلبه في العصور والممالك والافكار والمعتقدات، والحروب، "فمن لا يدري من أين جاء، لا يدري إلى أين يمضي"!! فنحن "الآن"، نقرب في الشبة، من سهم انطلق منذ مدة، فمن أطلقه؟، وبأي قوى، وإلى أين؟ ولهذا يسيل الزمن من نبع الماضي، لمصب المستقبل، بلا حول منا، سوى الاستسلام له، وإلا لمكث الناس في الشباب والطفولة، ولما كانت هناك شيخوخة، وخرف، وتجاعيد، فتلك سنة هذا النهر الاستنثائي، "الزمن"....
    فمن أطلقه، ليته مثل وليم تلك، الصياد الماهر، وقصته المشهورة، للأطفال، حين وضع الملك الغاشم، التفاحة فوق رأس ابنه، وأمر إبعادة مسافة طويلة، وقال له، أرمى التفاحة فوق رأس ابنك..

    فأنطلق السهم، وبين النشاب ورأس الطفل، يجري سهم الزمن الآن، فليتكه يكون دقيقا، ماهرا، كسهم وليم تيل، بل أجمل وأدق، كي لا يقتل الطفل، لا يقتل الأمل..

    الحنين طاقة خلاقة..
    لوحدك، أو في مجلس أنس، تتقهقهر النفس والروح، لإجترار ماضي بعيد، شخصي، أو أسري، أو وطني، حين قرأت حياتي، درة الشيخ العجيب "بابكر بدري"، كنت مسكون بتاريخ السودان المهدوي، والتركي، والانجليزي، عقائد عجيبة، في المهدي، وخليفته، وحلم ساذج باحتلال الارض، وخواجات، بعيون خضراء وزرقاء، يتجولون بالحصين والاردية في طرق الخرطوم، ابسن، ومحمد الختم، وتمثال كتشنر، بحصانه، يبشر السمر، بشئ اسمه التطور، وشئ اسمه الاستغلال، وشئ اسمه إرادة الله (التاريخ هو إرادة الله، كما يقول شيخ المؤرخين الطبري)، فأشم رائحة الخرطوم قديما، وأشم جلباب الشيخ بابكر بدري، فيرتد بصر كياني القديم، وأحس بأن نجلاء وريماز، المعاصرات اسما، وفهما، لم يكن متعلمات، لو لا مغامرة، وشجاعة هذا الشيخ الوقور..

    وحين قرأت (الزيني بركات)، للغيطاني، رغم قسوته، فقد كنت مسكون بماضي المماليك، ووقع حوافر خيلهم في الطرق الحجرية للقاهرة القديمة، وفي "سمر الفتنة"، للحسن البكري، أحسست بأني "حمال نوبي"، في مدينة سوبا العظمى، يصنقع رأسي المحبب كي يرى صلبان الكنائس، واتسكع في احياء الامراء النوبيون، والاحياء الشعبية لليهود والتكرور، والعرب، واراقب القوافل الطويلة، المنهكة المقبلة من تمبكتو، محملة بالسلع، والسحر، والحكايات...

    للماض أسى جميل، والنفس تحبه، لا شعوريا، بالذكرى..

    الحنين حياة متخيلة، لواقع جرى، واشتدت نضارته، وقلت حراراته، وصار حلو التذوق، حلو التأمل، حلو التدبر، مهما قسى،..



    ولحنين بقية..
                  

12-25-2008, 11:48 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عواطف ادريس اسماعيل)

    العزيزة استاذة عواطف ادريس

    بل رقتك الشفيفة هي من خلق للنص روح، وللحق الانسان يسقط روحه لكل شئ يشاهده، ويراه، ويسمعه، فروحك هي المحلقة دوما..


    عميق احترامي ومحبتي..
                  

12-25-2008, 10:48 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: صلاح أبودية)


    عزيزي، وأخي صلاح ابودية..

    لاشك البيئة تسكننا، أكثر من أن نسكها، هي تصيغنا، وتسبينا، فنحن لطلل، كشعراء الجاهلية..

    للحق، سبتني اشياء وكتبت عنها، عسى نجد الوقت، لصقلها، ومراجعتها، بحنو، فالكتابة هي نبض، حي...

    سبتني الطابونة، والنيل الازرق، والجرف، والمكشاشة، وحلقات ذكر المسيد، والمشروع الزراعي والترع، وزارعة البرسيم، والقمح، وعباد الشمس، وخرير الجداول، وووووو ...وبص الحلة، وسرب آخر...

    ولا ازال مسكون ببيئة ريفية بسيطة، غنية، وعبقرية

    على ضفاف

    النيل الازرق العظيم..


    عميق حبي، وشكري، وتقديري
    وكن بخير وصحة وعافية.

    ..
                  

12-24-2008, 10:51 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: Masoud)



    عزيزي، استاذ مسعود..

    من الدوحة... سلام ومحبة...

    قبيل قليل، كنت في حديث مع اخي الجميل بدرالدين الأمير، ودار الحديث عنكم، وعن (أيام الدوحة)، ولياليها، وكم شدني حنينه لتلك الايام الخوالي، ...

    قلنا نسجل (شوف العين)،... المغسول بماء الحنين العذب..

    عميق تحياتي لكم، هناك، حيث الليل الآن..
    ونحن في ظهيرة باردة..


    تقبل تحياتي، واحترامي .
                  

12-24-2008, 11:12 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    غني يا صديق،

    اكتب ... و اكتب و احكينا ..

    ولك مودتي التي تعرف
                  

12-24-2008, 12:58 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عزاز شامي)

    العبد الغني....الفقير أنا لمودتك

    قرأت بل يا يا سيدي تجولت في هذه اللوحة، تأملت الألوان وانتقالاتها، وانكسار الضوء ووخفوته، لوحة الأم وهذه الهالة
    التي تتسربل حنان الأم، وهي -الأم- لا تحتاج لهذا الفانوس، والضوء وقلوبنا تتبعها أينما رحلت...كعادتك تأتي رسوماتك مترعة بالألوان والحنين، ضاجة بالجمال...
    أرسم ..أرسم...أنثر ألوانك حروفك، أعيد تشكيلها بعد التمام، دون صفا انتباه، أأمرها بان تجتمع، فحتما ستشكل متعة بصرية ومتعة ذهنية...بعدين منو القال أنه المتع يمكن أن تنفصل وتتجزأ وتتباين....فمن يظن ذلك فعليه بتلاوة ما تيسر من حبرك وعرقك المدلوك هنا....

    شكرا جميلا...
                  

12-24-2008, 01:06 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: nadus2000)

    Quote: مسودة قصة، في رحم الخلق...2008م




    يا لك من مجنون!!
                  

12-25-2008, 07:35 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: Ishraga Mustafa)

    مجنون الكتابة
    عبد الغني كرم الله
    رسالة لك من ود دفع الله
    منتظرينك تعال وسجل معانا
    يا حبيب الروح

    www.sudanawi.com
                  

12-26-2008, 09:14 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عزاز شامي)



    عزاز...

    صديقتي، التي تعاني بصدق، من (أسئلة الوجود)، وهي ترنو لها بعقل وقلب بديع...


    كوني بخير، فالحكي، صار تقليب الطرف، في دفق الزمن، وهو يجري بحول وقوة، لنا فيها سهم صغير، والباقي، الله اعلم، العقل القديم اعلم، الطبيعة أعلم..

    أعمق احترامي، وتقديري..
                  

12-25-2008, 09:01 AM

Nana


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    الأديب ،، غني المفرده فاره الحرف

    اتيت هنا ، وكنت اعلم، وبي يقين ، اني سأرى حروف تتلون وتتشكل صوراً

    تأخذنا إليها حيث تكون

    فكانت هذه المرة تطوف وتخشع وتأدي صلوات طهر من وجدان طفل وشقيقته

    مازال رنين ضحكاتهم وصوت صلواتهم يملأ سمعي ويخرص ما تبقى من ضؤضاء حولي

    ارتميت بكامل ذهني على تلك اللوحة البديعة فتعذر عودتي حيث انا

    هي حالة سُكر يا غني،، اوهنت قواي ،، وجعلتني اترنح بين الحروف

    ابحث عن طريق للعوده ،، فهلا اعنتني ؟؟

    لك الود
                  

12-25-2008, 11:54 AM

ناهد بشير الطيب
<aناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: Nana)

    استاذ عبدالغنى كرم الله
    علمت ان لديك كتابا باسم
    الام ظهر حادة لم اتمكن بعد من الاطلاع عليه
    ليتك لو قمت بمحاولة نشره هنا
                  

12-25-2008, 04:18 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: ناهد بشير الطيب)

    غني ياغني,,

    صباحك ضو ..وبرادك بي شاي لبن مغنن ..ابهجتنا وقطّع مصاريني ..بالضحك
    لامن دموعي سالت..فعلا كنت محتاج لي "فن" زي دا ..فن دي بالعربي والانجليزي..
    تصدق سقتني معاك لاعند طفولتي ..وزورتني كل المشاهد المبهجة الكانت زمان..
    مسرح الظل المقصود والعفوي ..وإجتريت مشاهدي المطوية بي أطفالك ديل
    وأمهن ..وطريتني حكاية قديمة بطلها الضل ..جونا ضيوف مرة بالليل
    بعد الطبق عدم الطرقي ..زي حال كل يوم بعد العشاء أمي الله يرحمها
    تشيل باقي الكسرة تكبها في "المواصه" وتديها الغنم في الفجر
    ساعة الحلب..أها أبوي الله يرحمه أداني قروش وقال لي:
    - أمش صحي حاج محجوب خليهو يديك دقيق "فينا"..
    دكان حاج محجوب ود العجيل ما بعيد مسافة نص ميل الساقية الجنبنا طوالي
    ..بس المشكلة في الشدر والدرب الوعر ..قبل يومين ناس "العجولة" كاتلين
    ليهم "أصله".. وأنا عمري يادوبك..لكن القمره كانت
    معقوله..قلت في نفسي أمشي أصحي صاحبي "عمر بدّه" اخليهو يرافقني
    - ياعمر ! ياكرجو!
    دا كان لقبه زمان..
    العناقريب بره فاضية قدام "الكرفه" صوت اخته نجاة
    من جوه قطع العشم :

    - عمر بايت بره مع ناس الفادني..

    - الليلة النصيبه الوقعت فيها دي شنو ياساتر!
    كلمت نفسي وبصري يتمدد ناحية الدكان ..الدرب ضيق
    والتمرهندي بتاع محمد سيدنا ما مكبور ..
    الدبايب وابو الدربانات هينة اليحلنا من الأصله
    دي شنو؟..

    وأنا في سرحتي ديك كلب ناس جدي مصباح يلمسني
    بي نخرتو الصاقطة ديك في يدي ويخلعني الخلعه
    ياها :
    - جر ينعل أبوك..

    هو ذاتو انخلع ونط بعيد..
    أها بعد ما نهرتو بقيت أحنس فيهو
    عشان يمشي معاي الدكان حاننتو شوية
    لغاية ما تابعني..

    ربع ميل مامشيناه أشوفلك الأصلة متمدده في
    الشارع..وملوية في قعر التمره..نخله
    واقفه الله ورقبتها في حته فاضية
    محازية الشارع ..وقفت شلت كم درابات
    أول ما فلعت تجاه الأصلة ..الكلب
    اتمعط صوف تجاه البيوت..وانا وراهو:

    - كلب جبان زي دا اصلو ماشفتا..دا كلب شنو دا
    ساعنو للنبيح بس؟ ..ماياهو لليوم الأغبش الزي
    اللحظة دي..

    إتلفت وراء ..ماشايف حاجة
    زاكانه..وقفت إتأكدت سمح مافي حاجة..
    رجعت أجّدع في الأصلة بالدّراب..لكن جنس
    غتاتة عليها ..ولا حركه..

    - باللاهي دايراني أجي قريب ..وفنترب تنطوي
    فيني ..
    ربك رب الخير أشوفلك حمدناالله ود وراق ..جايي
    من نفس الشارع بتاع الدكان بي حمارتو السوده
    متعدّي من فوق للأصلة الضل ..ضل التمره !!

    فكيت الضحكة..الراجل اتعقد:

    - ولاد ماعندها أدب..

    لكن مع الغبش القمري داك مافرزني..أها
    ياغني شايف محنة الضل ..

    الكلب جرى مفتكرني عايز أضربه بالدرابة..

    ـــــــــــــــــــ

    جاي راجع للنص لك التحية
                  

12-26-2008, 09:24 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)



    عب .. جليل نادوس

    الصديق الفاهم..


    كيفنكم، وشوقي لا يضارع، لا يستوي... انت عارف لمن احس نصوصي بقراها زول زيك بخاف من عرض البضاعة المزجاة..
    ......وينتابني شك عظيم..


    اعمق المحبة، ولا ازال في طلب ذلك (السي دي)، بتاع الحقيبة.. ساري المفول..
    والله اشتهينا نقاشات (حارة، في صالونكم العامر)..




    الشوق والريد، إلى نهاية انشودة الكاشف العظيمة..



    محبتي..
                  

12-26-2008, 09:36 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    اشراقة مصطفى...

    بلا رتوش ألقاب، بل كإنسانة...

    كتبت عنك مقال، وددت أن اكون صادقا فيه، وأنا أقلب طرفي في شأن فتاة سودانية، تحج من مقام لمقام، فيها شئ من تمرد، وشئ من طيبة، وشئ من غرور، وشئ كفاح مضئ، وشئ من هم إنساني وتضامن للغلابة، والمسحوقين..

    وكل يوم أحس بالتقصير، ياخي فهم الناس عملية صعبة شديد، بل مستحيلة، فمن الأدب ان نقول والله ما عارف...



    كيفنكم..
    أعمق احترامي..
                  

12-26-2008, 09:45 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)



    السني، أخوي

    استاذنا الكبير وقدير...


    ياخي الموضوع سلا روحي، ولكن محموم به، والايام دي ضارب خيمتي في مملكة الفونج والعبدلاب، اراقب القوافل، وهي مقبلة من تمبكتو، ودنقلا، والحبش، واضاني تسمع صراخ سليمان الزغراد سافل رفاعة، وحلق ادريس في العليفون، وشميم محبة واضة ترقص طربا من خف دوريش داعبها بخفته، وسحرة..


    مكنون القلوب، في تلكم المملكة، والمنجز في فك طلام النفس السودانية، يرجف العقل، ودورس في الباراسيكولوجي المجاني..

    ياخي اللنك ابى يدخل معاي اصلو..


    محبتي...
                  

12-27-2008, 09:02 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)


    أخوي المبدع..

    عبدالمنعم ابراهيم الحاج..


    الله يقطع طاري الشدرة وضلها، وأصلتها، والله ضحكت من جووووووووووة قلبي، اكتر من الشفع في الحجوة..

    والله الضل البعملها فينا ماهو ساهل، مرة يخوف، ومرة يضحك، ومرة نتعجب..

    عندي اختي الكبيرة، الحبوبة، علوية كرم الله، وهي تربية مدينة، يعني اسرتنا قصتها عجيبة، ابوي كان شغل في شركة انجليزية حايمة السودان، وهي عروسها، ومشت بورسودان، ونحن انتهى بنا المطاف في العسيلات، ابوي بحب الريف...

    أها علوية دي لم تجي الحلة، وبارك الله في الجداد، فهو بنوم في الحيطة، وهي تظنه حرامي، او زول فضولي، أو جن، وتقعد تكورك..

    ونحن عارفين الجدادات، بل نعرف اسمائهم، اي حيوان في قريتي له اسم، بل أي غنماية عندها اسم، ...

    وللظل حكاوي، كمان اخوك تأمل ظله، وسأحكي عنه..

    حكاوي الضل عجيبة، والله الاصلة والكلب ضحكت لمن تعبت، وكمان المفردات الحنونة التي استعملتها..

    وياما لعبنا بالضل، وبايدينا الصغيرة خلقنا اشكال وكلاب وجمال على الحائط، على السينما الصامتة واسود وابيض..
    وفي انتظار البقية...
                  

12-27-2008, 08:30 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: ناهد بشير الطيب)



    الاستاذة العزيزة، ناهد بشير الطيب..


    صبح مسور ومتوهج بالأمل..

    بالحيل، كتبت محاولة، تسمى مجازا آلام ظهر حادة، حين شرعت في كتابتها لم لا اتصور ان عدد القراء يتجاوز محمد الربيع وعماد البليك والشبلي، وسيد رجب، ونسرين عبدالله، وأمين احمد ابراهيم، واحمد جون وعاصم حامد، وطبعا اخوي عبدالواحد كرم الله وعبدالعزيز، ومعهم اختي الحبوبة علوية كرم الله....

    كتبتها، كتزجية لفراغ داخلي، شعرت بأن هناك شئ بداخلي ضامر، هش، وهو (تأمل نفسي، وماجرى لي)، من طفولة فطولية، وأحلام عظام، لموظف مسجون في وظيفة يمقتها، وبلاد ذات نظام سياسي واخلاقي وفكري أمقته، وكون ذو اسلوب امقته، وما الحل؟..

    لست مناضل عظيم، وتحت حزب عظيم، وايدولوجياء، كي أغير العالم بعصى موسى..
    ولست..
    ولست..

    وهل ارغب في تغيير العالم، بلى،،،، نحن اطفال سذج في الحلم والادعاء، وحين تكون ثملا، مخمورا، (بالمعنى أقصد)، أقصد تلكم الخمر الذي يخمرها الفكر والشعور العميق، حينها تحس بطفولة، بأن عليك تغيير العالم،،،، فتفشل، وينتابك احساس هوان عظيم، وجميل..

    وتركع لقوى داخلية... وتصيح بصمت (فلنغير نفسي)، ويأتي السؤال المباغت ، كجدي سقراط (من أنا)..

    فجلست، أكتب وأكتب وأكتب، هل تصدقي، وجدت الكتابة علاج عجيب، بل لها بشاورة تسمح بها ما ترسب في سبورة النفس من غبار واخطاء، وتفتح في القلب كوة للتأمل، بل تشد من أذري، وعضدي، وتجعلني مليئ بالغرائب، كحاوي، كناسك يأمر البحر الهائج، كما يأمر الطفل..

    جلست أتأمل حالي؟..

    وكتبت محاولة، وللحق لم اجد بطل سوى (حذاء)، فكتبت عنه، باستحياء، لأنني احسس بأن باطن قدمي يقتل ملايين الحيوات الصغيرة، وأنا أغني لعثمان حسين وانا في طريقي لبيت خالي، حرب عالمية رابعة تدور تحت الحذاء، وأنا (الإنسان)، لا أبالي بها، ليتها اشتكت كنمل سليمان.

    ثم أحسست بهوان الحذاء، فهو أسير للأرجل البشرية، للجاذبية الارضية، للموت، للجوع، أسير غرائز، حتى تشابه على الانسان والحذاء، هناك أرجل غير مرئية تمضي الانسان، كالحذاء، فرجل الجوع ورجل الخوف، ورجل الجهل ورجل الطموح، تمضي قدما بالإنسان لحتفه، لمجده، ايا طريق تختار..

    كنت اود نشر القصة هنا، ولكن هي في طريقها للطبعة الثانية، وحقوق الطبع وما شابه..


    للحق، وربي، لا ادري لم اكتب، ولكن الكتابة كالجوع، غريزة من الغرائز المجهولة، والعجيبة..



    ويظل الانسان جاهلا، صغيرا، مدى الدهر...

    أعمق الاحترام والشكر...
                  

12-26-2008, 11:20 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: Nana)


    العزيزة جدا،نانا...

    أشواق وتحايا، واحترام

    يا لخمر حروفك الصادقة، بل اثملنتني، هل تصدقي، حين أكتب أحس بمتعة فائقة، متعة عجيبة، وأتمنى أن تلامس قلوب أسرتي الإنسانية، وحين أحس بأن الحروف تعجز عن بث متعتي، حين أكتب، بل حين أغرق فيها، وهي تكتبني، بقهر لذيذ، واستسلام عجيب، لسطوة تلك اللوامع الداخلية، وبروق الشعور، والحنين، أحس بحزن داخلي، وحينا، أحس بأن الحروف تومض بتلك اللذة للأسرة الجميلة، أسرةالإنسان..


    بليغ محبتي، وتقديري، أختي الرائعة...

    اخوك
    كرم الله
                  

12-26-2008, 11:35 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    تحياتي استاذ عبد الغني المكرمو الله فينا

    Quote: وللحنين بقية

    هذا الصباح اكتشفت انو الحنين ليهو برضو " اوتار "
    شاهدت برنامج في تلفزيون الشروق اظن ان اسمه " اوتار الحنين "
    مستضيف احد رواد السكة الحديد و داك يا دهجي في سيرة عطبرة و السكة حديد و النقل النهري و بوليسو و تندلتي و الضعين و كوستي الحبيبة
    غنوا لعطبرة و قطرا و حكوا عن الناظر مادبو و حكمة الناس الكبار
    الحديث . . .
    الناظر كان بينظر في قضية طرفها الراوي عن السكة حديد و غرماؤه ثلاث مجارمة سطحوا فوق القطر ببلاش
    لخص الناظر حكمه و حكمته في توجيه خطاب صغير للجناة " الحكومة جايبة لينا القطر دا تجربة و كان خسر و ما جاب قروش بقوموا بودوه محلة تانية و بي حرمنتكم دي ياهو الخسران . دحين تمشوا تخشوا السوق و كل واحد يشوف اهله يجيب منهم حق القطر . "

    كان ربنا سهلها في المكتب عندي صورة للكعبة زمان قبل ما تحاوطتا مدن الاسمنت و اظنها الاقرب لظل الكانون
                  

12-28-2008, 05:39 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: قيقراوي)

    العزيز، الحبيب الاخ قيقراوي..

    كيفنكم، وكيف الصحة، وياخي سعيد بلقاء "القرشي"، "الرياض"،
    وكنا نمني النفس بلقاءات تانية، لكن دوامة الحياة، وكل عام وانتم بخير،
    قبل يومين اتصل الاخ ابو وليد، وبلغته تحياتي لكم..

    كيف اخباركم، وبخصوص ظل الكعبة كنت داير من الشبلي"، لو عندو، الشبلي مصور وفنان عظيم، كدي ببحث عنها...


    أعمق تحياتي، وشوقي،..
                  

12-27-2008, 11:05 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    Quote: كوني بخير، فالحكي، صار تقليب الطرف، في دفق الزمن، وهو يجري بحول وقوة، لنا فيها سهم صغير، والباقي، الله اعلم، العقل القديم اعلم، الطبيعة أعلم..


    غني،

    للعقل القديم عودة و مرور خاطف على غفلة من قشرتنا الدنيوية،
    ترى مقبل الأحداث في شريط سريع، تمد يدك لتعيد لقطة أو تسرّع أخرى و لكنها كبرامج التلفزيون، لا خيارات سوى المشاهدة !

    "الله أعلم" قشة الغريق ومنارة التائهين،
    "الله أعلم" نهاية الحكي وقت تضيق الحلقة، و تتناسل الحلقات لتخلق عوالم من الضيق،
    "الله أعلم" عندما "تعلم" انت ما ترى و تجهل مسببات ما ترى، عندما تدور في غرفة دائرية تبحث عن زاوية تحتويك مقرفصا
    لما لا أبكي إلا ورأسي مرفوع نحو السقف؟!
    أأشهده على ضعفي و قوته؟
    على علمه و جهلي؟
    أم اعتذر عن جهلي بعلمي و عملي بجهل ؟

    الاسئلة يا غني، الاسئلة عوالم و أكوان،
    مجرات .. آهلة بكل الاجابات الممكنة و المستحيلة

    كن بخير،
    واكتبني، و النا تفضح انانيتي و ضعفي و قلة حيلتي ...
                  

12-27-2008, 12:00 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عزاز شامي)

    Quote: اشراقة مصطفى...

    بلا رتوش ألقاب، بل كإنسانة...

    كتبت عنك مقال، وددت أن اكون صادقا فيه، وأنا أقلب طرفي في شأن فتاة سودانية، تحج من مقام لمقام، فيها شئ من تمرد، وشئ من طيبة، وشئ من غرور، وشئ كفاح مضئ، وشئ من هم إنساني وتضامن للغلابة، والمسحوقين..

    وكل يوم أحس بالتقصير، ياخي فهم الناس عملية صعبة شديد، بل مستحيلة، فمن الأدب ان نقول والله ما عارف...





    يالسعدى ياغنينا

    ما حا اقول ليك ازلقها بنية سبعة
    خليها تكمل دوائرها واشواقها

    لمن تكتمل فى رحم روحك بتجى نابلة براها زى طفل فرحان باكتشاف طعم غنانة الحليب

    ومع ذلك سانتظرها... كتابة ليست عنى وانما عن زمن عاشوه معاى ناس.. الناس ثم الناس ثم احلامى فى بدء سيرة العشق والشجن واللعنات الحبيبة


    ليك الود كل الود ياصديقى
                  

12-28-2008, 08:15 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: Ishraga Mustafa)

    ....
    التاريخ 12/7/2006م

    عزيزي مامون التلب

    صباحك شاعر.....

    كم، سعيد، بتجربة ضياع الاسئلة، لست (دي ساد)، ولكني، مثلك، أحب اللاعادة، فوضى الكم، فوضى، كحركة الإيونات داخل الذرة الحقيرة (حجما)، والثرية ذهولا، تتحرك بفوضى منظمة، وكذا الحياة، كما يتراءى لنا.......

    في البدء سلام سلام

    البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة، وأجمل ما في هذه المغالطة السوفسطائية، عدم انشغال صاحبة القضية (الدجاجة )، بها، وكأنها على يقين بأستحالة وجود (إجابة شافية)، لذا أدرات ظهرها، أقصد ذيلها الجميل، وهي تكاكي، و فرت لتربية السواسيو وحضنهم بجناحيها الدافئات...

    ليتني قلدتها، في اسئلتكم الجميلة (الضائعة، كالفردوس المفقود)، فتبحث عنها، سوف يضحك الناس عليك، شاعر وصحفي وكاتب يبحث عن اسئلة لأجوبة، العربة امام الحصان، (تجربة جديدة، توفرها لنا سريالية الحياة)، فشر البلية ما يضحك، (عشق المفارقة، أصل في بني آدم، تجعله يتناسى شر (الحدث)، كي يضحك، حقا الإنسان غاية، فليضحك!! يقول د. برنهام (إن الذكريات تظل دفينة العقل البشري، وإننا نستطيع بالصبر، والمثابرة أن ندفع بها كلها إلى مجال الشعور)، حاول، وحب الله مرعاك...
    طوبى لكم.....

    قلبي معك، ان تعرف اخي مأمون بأن الإجابة ظل (وبمقدور الفنان إن يرسم الشجرة من خلال الظل)، ولن ينسى غصن، أو عصفور مخبأ فيه، فأمامك الظل (الأجوبة)، وعليك بشجرتك الوريفة.....

    ستجدها مع (الرقصة المسكورة)"1" و(وَسَامَةُ البَاطِنْ)، معا..

    هل وجدت الأسئلة، يالها من كوميديا إليهة، فقرة من كتاب دانتي، ولدت بعد موته، كي تبرهن لنا، على (أكذوبة الموت، والمسلمات الكثيرة، الكالحة)، أن نجد الاجوبة وتضيع الاسئلة، وللحق الاسئلة هي الحقيقة، والإجابة ظنون، الأسئلة هل حال العقل والقلب لمرأى هذا الوجود الغامض… والاجوبة غرور، إدعاء، مجرد ظنون، تكذبها الأيام بعد حين، أعتى الأجوبة لن يعمر أكثر من قرن أو ألف عام، ثم يندثر، فالإجابة وليدة وعي محدود، تفسير مبتسر، وسطحي، مهما تتطاول….

    الأسئلة هي الأصل، هي الدهش، هي الحيرة، ويظل السؤال ملكا، في دنيوات العقل والقلب، وتظل الأجوبة رعايا، وحظايا، وظل يتبع عود الاسئلة النضر عبر القرون…

    هل تدري لم ضاعت الاسئلة، (تعمن معي فوضى الكم)، لم تسعد الاسئلة بهذصه الإجوبة، كعادتها منذ القدم، فأنزوت في صومعتها، منتظرة الإجابة الشافية، منتظرة (جودو، وبيمنه عقل صاف، وبشماله قلب سليم، وكلتا يديه يمين)، منتظرة أية تخضع لها الأعناق، فالسؤال (اسفنج ضخم، أسطوري، يمتص كل الاسئلة، ويقول هل من مزيد؟!!!!.....

    حبي وشوقي!!!!

    مثل، آدم، وتجربتة الغريبة، كان يبحث عن ام وأب، فلا جواب بلا اسئلة، كان هو الجواب، النتيجة، فما السبب، أحس بضاءلته وحيرته، عن ماض انجبه، هل كان البدء، (وأين كينونه الزمن خلفه، وبعده)، أكان شريط من عدم، لا بحر خلفه، ولا عدو امامه (أحس بعذابات الذكرى، وبوحشية الغد)، وإلى الأن، لم يعثر آدم على ابويه، على سؤاله القديم (من أنا، من أين، وإلي أين)، ولذا جاء بلا ابوين، كان هو (الإجابة)، وأبوية الإجابة....

    همسة:
    ارسلت لكم بعض الصور....
    ثانيا: لو وجدت بعض الاخطاء ما تقصر، إنها اجوبتك، أو محاولة للاجوبة، وقد تكون هي الأخرى أسئلة في قناع أجوبة،
    اخوك
    عبدالغني
    الدوحة – قطر
    12/7/2006م


    قصة هذا الخطاب:

    أرسل لي اخوي مامون، مجموعة اسئلة لإجراء حوار، بخط اليد، وحين قمت بالرد عليها، سؤال سؤال، اكتمل الحوار، ولكني لم أجد الاسئلة كي ارسلها مع الحوار، ضاعت؟!!
    وقلت ليهو الاجوبة مجودة بس نلقى الاسئلة وين، رجل طواري، وابحث عن (اسئلة، لأجوبة).. والاسئلة هي الأصل..




    عزيزتي عزاز...

    ادرجت الجواب ده، للاخ العزيز الشاعر والكاتب مامون، عشان اخوك مؤمن، بعظمة الاسئلة، والاسئلة هي الاصل والفصل، وإي اجابة، محكوم عليها بالدحض، والنفي، والتجاوز، ..


    سنعودة لشقاوة الاسئلة، بل ليت العقول تصحى، وتسئل، فالسؤال نصف الاجابة، وهيهات..

    حقا، اسئلة أعيت العقول، ولغز، باهر، غامض، عصي..

    أحيانا، حتى الاسئلة تتوارى، وتتركنا، ويالمأساة القدر..

    بلا "أسئلة"، وبلا (أجوبة)، وتلك هي المأسأة الحقيقية، لأي شعب، لأي فرد، لإي كائن حي..


    سنعود للاسئلة، الجرئية، والشجاعة، والغائرة، والنائمة.. كان السوسطايين، يحيون الاسئلة، كان سقراط يرسل تلاميذه للسوسفطايين، كي يتعلموا (الشك، والإلحاد، والارتباك)، ثم يضمهم لفلسفته العجيبة..


    متى نصحى، من سبات اللاسؤال، واللاجواب، هذه..


    وحقا، الاسئلة هي الاصل، والفصل،..



    صباح السعد،وظهيرة الأمل، وليل الغموض..
                  

12-28-2008, 11:34 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: Ishraga Mustafa)

    العزيزة، جدا، إشراقة..

    ياخي مبروك المضي قدما في السيرة الذاتية، ويارب تشوف النور..

    ياخي الكتابة عن الاصدقاء والاخوان عمل ممتع، وغرقان في تقليب الطرف في الاصدقاء، عبر المراحل...

    اشواق لا تحد..

    وشكري لمدينة كوستي الجميلة..


    كوني بخير..
                  

12-28-2008, 10:47 PM

willeim andrea
<awilleim andrea
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 3813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    من فتره وانا بمر علي عنوان البوست .... واهرب لمجرد احساس بان في الداخل شي غير طبيعي.... اخيرا تشجعت وتوش دخلت.... اول كلمه.... سطر ..... لوحات داخل لوحات .... تمازج الوان بالابيض والاسود ريشة فنان مخضرم صادق ..... وانسي نفسي .... مع رقصة شعلة الفانوس وقفزات شرار الكانون ورائحة شاي اللبن المقنن ..... بالرغم من اوان ساعة النوم ....طار النوم للقمره ..... وتحكي القمره ...... كم انت جميل وانيق ياصاحبي وضيوفك الكرام .... وانا في حالة اندهاش متكرر ....وياريت يزورني النوم ..... معزتي وحبي
                  

12-29-2008, 06:30 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: willeim andrea)



    عزيزي وليام..

    محبتي، وصبح حنون، خلاق..

    أحكي ليك قصة القصة دي، ولو اعترفنا انها قصة، دائما بحكي لاصحابي فكرة قصة، او خاطرة، وفي مجلس يضم استاذة اسماء محمود والشبلي ومجموعة من الاصدقاء، وفي نقاشات متباينة، كعادة الونسة في بلاد الغربة، طرحت فكرة القصة، ثم مضى الايام، وبعد كم يوم كدي سئلتني اسماء محمود، كتبت القصة، وللحق تركتها في الذاكرة تعشش، وقلت ليها لا..

    تاني تسائلت ، قلت ياربي استاذة اسماء سئلت عن القصة لي، وللحق هناك عشرات مئات القصص كخواطر، ثم تنسى.. قلت افكر في الموضوع، مشيت البلد وجيت، ثم فجأة برزت الفكرة..

    وللحق اي فكرة اذا لم احس، على المستوى الفردي اقصد، إذا لم احس بأني تقمصتها، ودخلت كياني لن اكتب عنها، بل كل ما اتقمصها، واحاول تمثل حيواتها احس بالاخفاق، ولكني صادق في تمثل الحال، عشان تكون الكتابة مؤثرة بالنسبة لي، يعني لابد اجد فيها متعة، أو حزن، حسب موضوع الكتابة..

    وللحق حين كتبته هذه الخاطرة، كنت مستمتع بالأم ورائحة النعناع، وشقاوة الاطفال، أكاد المس حرارة اجسادهم، ورائحة الريالة والموية على ملابسهم البسيطة..

    وبرضو بخصوص الخواطر، انت عارف عشرات الخواطر تمر بالناس، كأفكار كبيرة وبروق لمعاني، ولكننا لا نسجلها، وتمضي تحت سراديب النسيان.. فياريت اي زول يسجل خواطره ويعود لها..


    أخوي العزيز، سلامي ومحبتي، ..


    دوحة/ صباح الاثنين..29/12/2008
                  

01-13-2009, 09:53 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البراد فوق الكعبة .. !!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    ..

    دورانية بس!!..


    بقلم عبدالغني كرم الله

    (1)

    في الصبح، كنت أقتفي ظهر أختي الكبرى (عشة)، طريدها، ونحن في طريقنا للمدرسة الإبتدائية، وقبيل أن أخرج من الحوش، لصقت خدي ببابنا الحديدي، وهو مخلوق من زنكي، يتموج مثل رمل السفاية حول حوش علي ودالسالم، فصرخت:

    ـ وااااااااااااي.. واااااااي.

    كان الباب ساخناً جداً، ومساء الأمس لم يكن الباب محموماً، حين كان القمر ساطعاً، وبعد أن نامت حبوبتي قبل أن تتم الحجوة، ذهبت لإغلاق الباب من الحمير والكلاب والبعاتي والغول، فلصقت خدي به، كان بارداً، ناعماً، حلواً، شعرت بإلفة عميقة بين الباب وعتمة الليل وخدي، ونسيت الأسى الذي سببه نوم حبوبتي، قبل أن تنهي الحجوة!!.
    ألتفتت أختي لصراخي، ألتفت وجهها فقط، فيما ظل جسمها في إتجاه المدرسة.

    ـ عشة..عشة.. باب الزنكي عيان؟.
    ـ مالو!!
    ردت متعجبة، ثم أردفت، وكأنها لم تسمع:
    ـ قلت شنو؟
    (قالتها وهي ترفع قوس حواجبها، كما لو أنها تود لصقهما بشعرها الغزيز، الجميل)
    ـ عندو حمى شدييييييدة.
    فأشارت أختي، وهي تسير أمامي، للشمس، قائلة:
    ـ ياخي سخنتو الشمش.
    ـ والقمرة ليه ماسخنتو بالليل؟
    هزت رأسها، لا أدري هل هزته لأنها لا تعرف إجابة السؤال أم هزواً منه.

    ***

    عدلت أختي شنطتها الدمورية، والتي أنزلقت عن كتفها، ومضت أمامي، ركضت نحوها، وأنا أحرك رأسي يميناً ويسارا، متعجباً من حركة أختي، وقدرة الرأس على اللف والدوران كحجر الطاحونة، ثم صحت خلفها:
    ـ برودتي وين مشت؟
    والتي دغدغت خدي بالأمس، جريت باكياً ورائها، ألتفتت بوجهها قائلة، أيضاً:
    ـ الشمش هي البترسل السخونة.
    ردت متأخرة، بعد صمت طويل.
    ـ والبرسل البرودة منو؟
    نظرت بغضب جميل نحوي، ثم أسرعت قائلة:
    ـ أجري، أجري الجرس قرب..

    ***

    ليس لبابنا فم أو أسنان، مثل فم حبوبتي، ومع هذا امتص البرودة بجسمه، ولسانه، كما امتص السخونة، أيضاًَ، وهضمها في معدته، هل الشمس مصابة بالحمى؟، هذا السؤال لم أوجهه لأختي عشة، كانت خواطري تسأل خواطري، ذكرتني حرارة الباب بحمى الملاريا، التي كثيراً ما تصيبني، وبسببها أكره الشاي السادة مؤقتاً، وحملتني أمي ليلاً بالحمار لبيت التمرجي سعد، كي يحقنني بالإبرة في صلبي، وأنا أصرخ، بسبب الألم، وكي تسمعني حبوبتي، ولكن صوتي لم يكن حكيماً، بل تهور كثيراً، فقد جرى هنا وهناك ككلب مسعور، ووصل صراخي لحمد وطيفور، زملائي بالمدرسة، ففرحوا شماتة بي، وحكوها لكل الفصل، بل لبقية الفصول بالمدرسة، وحين حكوها لنعمة، بائعة النبق، أعطتهم حفنة مجاني، وللحق سعدت بذلك، أحب ان يكون لبكائي جدوى ونفع!!..

    ****

    كنت أفكر في موج السفاية، والتي وجدناها الصبح تحيط بمنزل علي ود السالم، لم يستطع عقلي أن يحصي عدد الأيدي التي تمتلكها الرياح وهي تحمل كل ذرات الرمل، ثم ترصها بشكل ماهر ودقيق، وفنان، ولم تتلوث يديها غير المرئية، وكيف حملت ذرات الرمل دون أن تملك اصابع وراحة يد، بل ولا عظام، كانت نهاية الامواج كحد السيف، كيف وضعت الحبيبات الأخيرة على سقف الموجة، ولم تنزلق، وضعتها برفق وأناة اسطورية، كم أحب مهارة الرياح.

    فجأة وجدت نفسي أمام الفسحة، جنوب سور المدرسة.

    ***

    عفصت (ظل)، أختي عشة، والذي يسير خلفها، كي أوقفها. عفصته برجلي اليسرى، ولكنه انسحب بمكر من تحتي، انزلق كطرحة من حرير، أسمر، وناعم، فأحسست بالهوان والعجب، ركضت مرة ثانية، وضغطته برجلي الاثنتين، ولكنه انسحب وكأنه مرشوش بصابون لزج أو زيت، وفي المرة الثالثة ضغطت بكل قوتي، فصاحت أختي عشة:
    ـ يالله ياحاتم، ما تمسك ضلي.. قربت أقع هسي.

    وللحق اهتز جسمها، وكأني مسكتها من شعرها الطويل فجأة، ثم قالت:
    ........... !

    حركت شفتيها فقط، بدون كلام، دون أن أفهم حاجة منها. حين أشارت للمدرسة والجرس، وهي تهز يديها الفارغة من القويشات، كمن يمسك جرس بيده.

    فكت ظلها من تحت رجلي، فهزت قدمها من ألم حبل الظل، ومضت نحو الطابور.

    ***

    ـ ما تكلم زول بالعرس كويس؟
    هكذا أمرتني أختي بصورة حاسمة، ونحن على أعتاب باب المدرسة المختلطة، بعد أن قرصتني بشدة على عضدي.
    <><
    لم أشعر بالطابور، وهو مصطف، فالقرصة كانت مؤلمة، وخواطري لم تفهم معنى البرودة بعد!
    <><
    وقف الناظر وسط الطابور، وحوله كل الصفوف من الصف الأول وحتى السادس، فجأة تذكرت العرس، فركضت، شاقا الفصول..
    ـ الليلة يا استاذ ما بنجي درس العصر أنا وعشه.
    ـ ليه ياحاتم؟
    ـ أمي داير يعرسوها، وأنا عازمك.
    (ضحكت كل الصفوف، فزجرها الناظر بكلمة واحدة، فصمتت)
    ـ وأبوك مش حي؟
    سألني الناظر برفق.
    ـ أيوة، أبوي في السجن وقال ليها عرسي.
    فجأة رأيت دموع تنزل من عيون الناظر وهو يمسح على رأسي برفق شديد، سرت قشريرة أمن في أعمق أعماقي، تمنيت أن يمسحه مائة مرة، وينسى الطابور.
    ـ أنت مش ابوي برضو؟
    (سألت الناظر)، هز الناظر رأسه والبسمة والحزن تتصارعان فيه.
    وقبل أن ادخل الفصل تذكرت بأن أختي هزت رأسها هزواً مني، وليس جهلاً بالإجابة، أساريرها كانت تقول أكثر من ذلك، لمََِ لم أفهم الاساءة حينها؟، غضبت من نفسي.

    (2)

    أمرتُ الصفوف بالإنصراف، جرى حاتم للصف الثاني، ووقف، مسحت دموعي، فعلاً، لا علاقة للروح بالجسد، طفل قبيح، دميم، ولكنه يملك أجمل روح رأيتها في حياتي، روح كالموسيقى، بل أجمل، بما لا يقارن، وللحق، فأنا أراه أجمل طفل رأيته في حياتي كلها، وليس في تاريخي مع المدرسة، والذي تجاوز 35 عاماً، بالتمام والكمال.

    لم أكمل نصائحي، أمرت الطابور بالانصراف، وأنا انظر لحاتم وهو يلوح لي بالخبر السعيد، عرس والدته “فطين”، وأخته عشة في الصف الرابع أحنت رأسها وهي تمضي لباب الفصل، كسنبلة قمح، مليئة بالحزن والشجن.

    ***

    مضت ثلاث حصص، وانا في مكتبي، متردد بين الذهاب لعرس والدة حاتم أم لا، انتابني احساس قوي بأن أراه الآن، وأرى أخته، تجولت في البرندة، والتي تفتح عليها الفصول، رأيت عشة غارقة في أسى، وهي سارحة خارج حصة العلوم، التي تدرس لها.
    لم أرغب في الدخول.

    ذهبت لا شعورياً لفصل حاتم، كانت الحصة رسم، كتب الاستاذ أعلى السبورة التاريخ، وبعنوان كبير كتب وسطها: (حصة رسم)، وأعطى كل طفل ورقة رسم ومجموعة من الألوان، وأمرهم أن يرسم كل طالب منزلهم.

    ***

    رأيت التلاميذ منكبين على الرسم، منهم الذكي، ومنهم الماهر، ومنهم من رسم أدق التفاصيل، حتى السبلوقة والشجرة والمزيرة والصالون، بل فيهم من رسم ظل الشجرة وهو يتكئ على الحائط، وجزء منه تسرب بالشباك وأرتمى على ملاءة السرير، كطرحة سمراء، وحين وصلت لحاتم وجدته يتفرج عليهم، وكنبته فاضية، وعليها الورقة ومرسوم عليها (دائرة بس) وبقية الورقة فاضية.
    فسألته بهمس:

    ـ ياحاتم، ليه ما رسمت بيتكم؟
    صاح بصوت عال:
    ـ رسمتو ياستاذ.
    ـ وينو؟
    ـ ده.
    (وأشار للدائرة(
    ـ ده بيتكم؟
    ـ أيوة بيتنا قطية بس.
    أدمى دواخلي، فيما استشرت ضحكة قوية في الافواة الشقية للفصل كله، وكان أعلاهم صوتاً، وأكثرهم طرباً، وأعمقهم مرحاً، هو حاتم.


    ....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de