|
اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل
|
منذ منتصف خمسينات القرن الفائت والسودانيون يتم ابتعاثهم لنيل الدرجات العلمية في انجلترا وفرنسا وغيرها من البلدان التي سبقتنا في هذا المجال ، وقد استمر هذا الوضع في تزايد مستمر حتى حجره الديكتاتور جعفر نميري في منتصف السبعينات على فئة قليلة من محاسيبه وسدنة سلطته . واتجه السودانيون في تلك الفترة إلى الانتظار طويلا في وظائف مساعدي التدريس في انتظار دورهم في الابتعاث وكثيرا ما كان بعضهم يحاول الحصول على منح دراسية من جهات مختلفة ، ثم اتجه السودانيون للابتعاث الداخلي والالتحاق بالجامعات السودانية التي طورت اقساما وكليات للدراسات العليا ، وتنامت أعداد حملة الدرجات العلمية بصورة كبيرة ، وحقيقة أن هذا أمر إيجابي وفر على السودان أموالا باهظة كان يمكن أن تصرف في الخارج ، وفي نفس الوقت ما كان يمكن أن يتحصل كل هذا العدد على درجات علمية لو ترك الأمر لنافذة الابتعاث الخارجي فقط . لكن المسألة على إطلاقها لم تخرج عن العشوائية التعليمية في السودان والتي ظلت ديدن العملية التعليمة منذ بداياتها الأولى ، فلا يوجد تخطيط تربوي أو تعليمي سليم ، ولم يتم مطلقا ربط مخرجات التعليم بمدخلات التنمية ، وهذا ظاهر في عدم وجودك لمن يصلح لك جهاز تلفزيونك في السودان رغما عن هذا الكم الهائل من الخريجين ، وقد أوكلت هذه الأعمال للمصنعجية الذين لم ينالوا دراسة متخصصة ولا تدريبا مهنيا يؤهلهم لأداء عملهم بكفاءة وكما أن العملية التربوية في السودان أفرزت آلاف المتعلمين الذين خرجوا من الجامعات يحملون شهادات دون علم ، فإن هذا أيضا ينطبق على الدراسات العليا ، ولا ينطبق هذا على خريجي جامعات السودان - على مستوى البكلاريوس أو الدرجات العليا - فقط ، إنما أيضا موجود في كل جامعات العالم ، وقدرأينا في كثير من البلدان العربية خريجو الجامعات الأمريكية والبريطانية والأوروبية عموما وهم يحملون شهاداتهم دونما امتلاكهم لأي ذرة علم . ومن الموكد أن الألقاب العلمية التي نالهاهؤلاء ستصبح بالنسبة لأصحابها ككعب أخيل ، لا لشيء إلا لأن أصحابها لم يغمسوا عقولهم في نهر العلم ، وبالتالي ظلوا يتمظهرون بشكل العالم لكن عند ثبر أغوارهم يتضح أنهم لا يحملون شيئا وفي نفس الوقت يتضجر كثير منهم عندما يكشف الأخرون جهله ويعرونه من غشائه الخارجي الذي يتدثر به ، فيتجه هذا العالم- الدالي - الجاهل إلى السب والشتم والتعالي ( في الفاضي ) ويوجه سهام الجهل نحو الآخرين في انعكاسية مكشوفة للكل ،لكنه يظن أن الآخرين لا يعلمون ذلك ، وهناك البعض من هؤلاء ربما يكون مجتهدا أيام الدراسة والبحث إلا أنه يوقف هذا الاجتهاد ويركن إلى الكسل متدثرا بداله تلك التي حصل عليها ، هذا إن لم يكن البعض ينظرون إلى أنفسهم أنهم أكبر من العلم نفسه بعد حصولهم على الدال ، وبالتالي يظل هؤلاء يراوحون مكانهم ولا يتقدمون قيد أنملة ولا يعلمون أن الناس من حولهم يتطورون ويتقدمون بخطى سريعة فيظل القابعون يمارسون حمل الدال دون حمل العلم وهناك أيضا من يظل يردد أن الآخرين يحسدونه على نيله لتلك الدرجة العلمية ولو رجع هذا العالم - الدالي - الجاهل بذاكرته لوجد أن كل السودان أحب الدكتور عبد الله الطيب وظل يحبه حيا ومريضا وميتا ، وكثير من علماء السودان الأجلاء حملوا الدرجات العلمية وتعاملوا مع الناس بأريحية ولم يتكبروا ولم يستعدوا أحدا ولم يصغروا أحدا ولم يتجاهلوا أحدا مهما كان مستواه التعليمي ، وفد ظل الدكتور عبد الله الطيب يردد كثيرا أقوال العامة ويستقي منها الحكمة ويردها إلى أصول الحكمة المتوارثة مثبتا أن العلم موجود في البشرمنذ خلق الله آدم وعلمه الأسماء كلها ويتكبر بعض هؤلاء علانية على الكثير من غير الحاصلين على الدرجات العلمية حتى إذا كان هذا في قامة العقاد أو أمل دنقل أو الطيب صالح أو محمود محمد طه أو علي المك وغيرهم من العباقرة الذين لم يحملوا الدال أو ممن حصلوا على البكلاريوس أو أقل منه، بل يتناسون أن العبقرية قد توجد في أوساط الرعاة والزراع والعمال الذين لم يتيسر لهم التعليم مطلقا أو تيسر لهم قدر ضئيل منه ، أو تلقوا تعليما غير نظامي ، حتى ولو كانوا في قامة الشيخ فرح ود تكتوك ، وكل مشايخ الصوفية ، وشعراء البطانة ، وهمباتة السودان وهم في ذلك يلغون كل الحكمة التي سبقتهم وكل العلم المتوارث من آدم حتى حصولهم على الدال إن كان أحد منكم لا يريد للقبه العلمي أن يصبح كعب أخيل فعليه أن يكون عالما لفي علمه وفي أدبه وفي خلقه وفي اجتهاده وفي تواضعه ، وإلا فإن هذا الدال سيكون وزرا وحملا ثقيلا على حامله
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
الأخ ياسيكو لك التحية ما أوردته يشير إلى فساد عظيم ، ويكشف أن بعض الحاصلين على الدرجات العلمية الرفيعة ربما يكونوا قد حصلوا عليها بمقاييس غير علمية وربما تدخل في دائرة الغش والفساد ، ناهيك عن أن عددا منهم ربما يدفع تكلفة إعداد وكتابة رسالته ويجلس مرتاحا ويتعرف فقط على ما يمكن أن يشارك به في المناقشة مع اللجنة الفاسدة ثم بعد استلام الشهادة يتم تعيينه محاضرا في إحدى الجامعات ويطالب الناس باحترام لقبه العلمي الذي لا يستحقه أصلا لك ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
إخوتي الأعزاء لكم التحية وخالص المودة
لقد سرد الأخ/ ود قاسم فأبان ورد عليه الأستاذ/ الموصلي بتلقائية وعفوية لا تخطئها العين وهو يدخل في لب الموضوع مباشرةً ويدلي بدلوه الحكيم دوماً كما يأتي الأخ/ ياسيكو كذلك ويفرغ جعبته بما يثري الموضوع.
إلى هنا، حتماً فإن الموضوع عادي جداً لا غبار عليه، وإن الذي حدث وتمت المداخلات فيه ما هو إلا جزء يسير من تقصير كبير ومتعمد من قبل الحكومات المتعاقبة التي جرت الشعب والمجتمع إلى تردي فظيع في كل شيء، فهنا تم التحدث عن المستوى التعليمي بشكل عام وهناك من بح صوته في معالجة ما يحدث بالنسبة للفتيات الآتيات من أقاليم السودان المختلفة بغرض الدراسة وما ينلنه من صعوبات قاسية ورياح لم يكن قادرات على أن يحنين لها رؤوسهن كما هنالك من ينادي المروءة والأخلاق و ... و إلخ . فهذه كلها نتاجات حتمية لحكومات لا تعتني إلا بذاتها ورجالها وكأن أمر مواطنيها لا يعنيها. لا أحجم الآراء بالتأكيد ولا أدعو زيداً من الناس في أن يلتزم جانب موضوعي للحوار ويعطي الطرف الآخر حقه في الرد والإعتبار (ربما كانت زلة لسان وربما كان سوء فهم لمقصد غير واضحة مراميه) وقد .. وقد، ولكنها الأسس والقيم التي تمنيناها أن تسود في مكان صار وطن للجميع لم يبخل عليهم بعطاءه ولا بمتنفسه ولا بإبداء كل ما يريح ولكن كل التمني في ألا يكون ذلك على حساب (آخر) ما يمعن في منقصته ويزد في غبنه .. لم تكن يوماً ما ولن تكن التعاملات وسط الزملاء/الرفاق/ الإخوة تؤتى بجانب يبغضه الجميع ولا مواربة في ذلك .. بصرف النظر عن تبعات هذا أو ذاك، موقف هذا من قضية محددة أو تلك فإن الجميع يفترض فيهم جمع الإخاء والمحبة وكفى، وهنا مربط الفرس الذي يحجم، وإن كان في صدورنا غل أن نأتي بها إكراماً لأنفسنا أولاً قبل إكرامنا لهم وإكرامنا للآخرين. أقول هذا إذ لم تكن مصادفة تشابه العناوين كما لم تكن مصادفةً بالتأكيد تلك الجهود المتضافرة التي نأمل أن يسامحها الله وتسامح أنفسها والآخرين ، ونتمنى كذلك أن يعفي الله عما سلف. والله من وراء القصد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: SalahDirar)
|
أخي ضرار لك التحية ولك الشكر على مداخلتك القيمة ، وما أعتقده أن الاخوة الذين سبقوك بالتعليق هم من المتابعين لما يكتب بالبورد ، وحقيقة الأمر أحببت بهذا الجهد المتواضح أن أقول للزملاء في هذا البورد وزواره أن اللقب العلمي ليس هدفا في حد ذاته وانه يملي على حامله مسئوليات عديدة أقلها المتابعة المستمرة وسعة الاطلاع وتجويد التخصص وإفادة الناس بهذا العلم ، ومن ما هو مطلوب سعة الإدراك وعدم التعالي والتواضع والأمانة العلمية ولا أعتقد أنني خرجت عن الموضوعية كما لا أعتقد أن هناك جراحا تنكأوتشابه العناوين هو من باب الكلام جاب الكلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
اخى ودقاسم اعجبنى مقالك و لكن هناك جهد مقدر لكل طالب دراسات عليا فهو قد سهر الليالى و فارق الاحبة لاجل التحصيل و تلك تضحيات لا يمكننا تجاوزها لكن هناك البعض ممن يحرصون على تحصيل الدرجات العليا علميا لا للعلم من اجل العلم و لكن من اجل رفع المستوى الاجتماعى و الاقتصادى مثلا و لا يمكننا لومهم عندها فواقعنا السودانى يجبر اربعة اخماس طلاب العلم على النظر اليه كوسيلة و ليس غاية فى حد ذاته،و البعض يعمل بمبدا العلم للمظاهر و لا يمكننا لومهم باطلاق اللوم لان مجتمعنا يتحول ليكون مجتمع مظاهر و ماديات و لا ينظر للانسان بقيمته و قيمه بل بمكانته الاجتماعية و قوته الاقتصادية و هنا يجب ان نقلق
| |
|
|
|
|
|
|
اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
العزيز ودقاسم..لك الود شكرا لهذا البوست...فان قليلا من يدلون بدلوهم فى هذا المنبر وتلك الدال..تشعر مقتنيها وليس..حائزها بفضل السبق والريادة المتوهمة... وهذا جليا فى بعض الكتابات..... ان الفرق كبيرا......بين الاقتناء والحيازة..اليس كذالك؟ ولكن عزيزى....فلقد اختلط الحابل بالنابل....فى زمن ثورة التعليم...كما يسميها اهل الانقاذ.... ولست منحاز....ان قلت ان اى شهادة..بعد 89 يجب ان تخضع للرؤيةالجادة...ويوضع مالكها...تحت المجهر... واكثر صدقا....فلقد عهدنا صاحب الدال...لكتاباته عبق يشئ..حجة وعقلانية..ذات صبغة لاتخفى...فى اى مجال كتب عنه ولكن الان...للمقتنون.....تسطيح مخل..وتعالى كاذب..ولغة مبتسرة ... ومنطق مختل...ووحكى و ونسة...تفوح منها الذاتية البغيضة.. والاخت لنا...ربنا يديها العافية.. اوردت المظاهر الاجتماعية والظواهر الاخرى.. ولنا عودة ان شاء المولى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودالسافل)
|
أخي ود السافل لك تحياتي وعظيم ودي شكرا على مداخلتك وإثراءك للموضوع ، ولابد أن يأتي يوم يحاسب فيه المجرمون على جرمهم ، ومن هذا الجرم عدم الأمانة العلمية وقد كانت الأمانة العلمية من قبل إحدى سماتنا التي تميزنامن غيرنا وأنصح كل ذي علم أن ينفع الناس بعلمه وأن يخالق الناس بخلق حسن وأن يتحلى بتواضع العلماء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: zumrawi)
|
أخي زمراوي لك التحية والود أراك متحسسا ومتحفزا ، وكأنك تريد أن تقول شيئا لكنك أحجمت وفضلت طرح التساؤل حقيقة الكثير من المواضيع تحرك بعضها والأفكار تولد بعضها والأحداث تدفعنا للإخبار والتعليق والتحليل وهكذا الحال فمن وجد في ما نطرحه فائدة أو إجابة على تساؤلاته ورغب في الاستفادة منها فإن هذا هدفنا ، ومن لم يجد في ما كتبنا مصلحة عامة واعتبره مضيعة لوقت الآخرين فله أن يقول ذلك ويعترض بالصوت العالي ربما أوحى لي البوست الذي ذكرت ما كتبته في هذا البوست ، إلا أنه مطلقا لم يخرج عن العام ولم يشر لشخص بعينه من قريب ولا من بعيد آمل أن تناقش أفكاري وتحكم علي من خلالها ، لا أن تحاكمني على نواياي فالله وحده هو العالم بنوايانا لك الشكر والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
العالم الذي لا ينفع نفسه وغيره بعلمه كالحمار يحمل أسفارا. أذكر ذات مرة أني ذهبت إلى المنتدى الآخر فقوبلت بسيل من الدالات تزين الصفحة الأولي لذاك المنتدى فقفلت راجعا ظنا بأني أخطأت المكان وولجت مستشفا خاصا. وجمعتني الأيام في بلاد آل يعرب بأصدقاء كرام كان منهم الطبيب والمهندس والمحاسب والبيطري. وكشأن أهل السودان كنا ننادي الطبيب بالدكتور والمهندس بباشمهندس وننادي على البيطري من غير لقب مما أغضبه ووتر العلاقة بيننا. وأخيرا تم الأتفاق بيننا على مناداة البطري بدكتور بط للتمييز... وجينا نكحلها عميناها وأنقطع حبل الود بيننا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
سلام يا ود قاسم والاخوة هذا موضوع هام وخطير. وقد اثرناه عدة مرات، فهو امر يمس التعليم والتدريب، ويمس بالتالي الخدمة المدنية، ومستقبل الاجيال، ويمس الثقافة الاجتماعية السائدة، وقيمة العلم في المجتمع وبالتالي حظه من احتمالات التقدم. وللموضوع هنا جانبان جانب دور العلماء وحملة الدرجات العلمية، وفهمهم لهذا الدور، وحملهم لامانة العلم والتنوير الحقيقية، التي يتوقعها منهم الشعب الذي انفق على تعليمهم وبعثاتهم ومناصبهم ومرتباتهم وامتيازاتهم، وحملهم لامانة الفكر والثقافة ومسئولية الصفوة القليلة المتعلمة بل الحاملة لاعلى درجات العلم، في التحلي بروح العلم الحقيقية، وهي التي يطبعها طابع البحث المتواصل عن المعارف والحقائق، ويطبعها التواضع، والجدية في طلب العلم باستمرار وتواضع وبمنهجية معروفة الخ. وهذا هو الجانب الذي بدأ به ود قاسم موضوعه وجانب آخر للموضوع، تناوله بعض المحاورين، من حيث التساؤل عن أحقية حملة هذه الالقاب العلمية، في الحصول على هذه الالقاب ابتداء، ومن حيث اهليتهم لذلك وطرق الحصول على الدرجات وما قد يشوبها من مجاملات وتساهل سببه الروح السبهللية السائدة الان بسبب النظام الظلامي الجهولي المسيطر، وبسبب الطبع السوداني الذي يميل بطبعه للمجاملة فيما لا مجاملة فيه، وبسبب ما أشارت اليه لنا مهدي بانه امر سائد في مجتمعنا وهو النظر الى الدرجةالعملية كمصدر للوجاهة الاجتماعية وكهدف في حد ذاته بعيدا عن الرغبة الحقيقية في البحث العلمي الجاد باتباع المناهج المتعارف عليها. وفعلا مما يثير الدهشة كثيرا في السودان، ان الكثيرين جدا يحصلون على الدرجات العلمية الجامعية دون مجرد التفكير في جدواها الحياتية لهم ولتحقيق رغباتهم الحقيقية في الحياة. ان متعلمينا مثلهم مثل بعض نساء الحلة عندنا، التي تشتري الواحدة منهن ثوبا غاليا لمجرد ان فلانة جارتنا لبست مثله وح تقول علينا شنو لو ما لبسنا زيها، دون ان تتذكر اطفالها الجوعى ولا ابنها المطرود من المدرسة بسبب عدم دفع الرسوم ولا الآخر المهدود بالملاريا لعدم الدواء ولا ولا ولا.. هذه هي عقلية الطالب عندنا الذي يريد مثلا ان يساعد اسرته بالمال الكثير، وبدلا من تعلم مهنة يحبها حقا مثل الميكانيكا او الكهرباء (راجع تلفزيون ود قاسم البايظ) وتجلب له دخلا كبيرا ومهنة دائمة ، فانه يصر على الجلوس لامتحان الشهادة 3 مرات، حتى يدخل جامعة الخرطوم مثله مثل ود فلانة تلك (هي نفسها ست التوب) وتدفع له امه دم القلب حتى يحصل على بكلاريوس الفلسفة والآداب، فلا تضيق فقط فرص العمل امامه، ولا يضيع منه العمر فيما لا يحبه ولم يقتنع به يوما، وانما يجد نفسه عاطلا ومضطرا لمواصلة المهنة الوحيدة المتاحة: الدراسة، فتدفع امه وربما اخوه المغترب او ابوه المعاشي، ما تبقى من دم القلب حتى يحصل على الماجستير. ويكون حينئذ قد دخل في دوامة حلزونية لا نهاية لها، فلو ناداه عمه ليعمل معه في الورشة بمرتب مليون جنيه، ما دام زمان كان بحب الميكانيكا والعربات، لما قبل، ولاعتبرها اهانة له وهو حامل الدرجة العليا ان يعمل بيديه او ان يعمل اصلا وسط هؤلاء الاميين المتسخين بالزيوت طول اليوم!! وهنا القضية الاكبر: الترفع عن خلق الله، والشعور بانه اصبح صفوة من صفوة، يشار اليها او يجب ان يشار اليها ببنان الاعجاب والاكبار، فهو من اهل العلم والدرجات العلى. ثم اذا طال الانتظار، وعثر المبروك على وظيفة براتب 100 الف جنيه لا يفعل صاحبها شيئا سوى الحضور للمكتب او قراءة الصحف، في قسم البحوث بوزارة التخطيط الاجتماعي (اسم رنان مش؟؟) جد في تحنيس السيد المدير والسيد الوزير حتى حصل على التفرغ والبعثة لنيل الدكتوراة. ومن هناك تصبح القصة اعقد، فالرجل احد الاف قليلة في ارض المليون ميل و35 مليون نفس ، ممن يحملون الدال العجيبة، وممن اكرمهم الله واصطفاهم ليكونوا من النخبة التي تنظر بتشديد الظاء لمستقبل الوطن وسندكالية الاندياح والالق المتجدد وداء الشقيقة ومصر الشقيقة والكبدة وابو تمام وابو دمام. هاهو بشرى الفاضل قد اشار اليهم قبلنا، ولكن صاحبه كان على الاقل عصاميا قبل عهد الجامعات الست وعشرين أهلنا اختصروا القصة زمان وقالوا القلم ما بزيل بلم. والخواجات بشيرون للرجل العامل بالبحث والعلم بانه عالم "ساينتست" ، ولغيره بمهنهم، ولا يعرفون شيئا عن الدرجات العلمية. هذه يعرفها فقط المتخلفون امثالنا. وراجعوا مقالي خالد الفشطيني في الشرق الاوسط يومي السبت والاحد 26 و27 يوليو ود قاسم: بعيدا عن الموضوع، روايتك التاريخية عن يوميا ت سمير احدى افضل ما قرأت في الأدب السوداني منذ ابراهيم اسحق. يبدو انك متعدد المواهب، ووراك الكثير مما لم نعرف بعد. كل دا لحاله بدون وضو، اقصد لحالك بدون دال؟؟ والله احسن لينا وانفع من الف من تلك الاحرف الخالية من النقاط حتى مع تحياتي لكم جميعا
(عدل بواسطة Alsawi on 07-28-2003, 09:40 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: Alsawi)
|
أخي الصاوي لك التحية وكريم الود والله إن إضافتك جاءت أشمل من الموضوع الأساسي ، وأترك للإخوة زملاء البورد مهمة التعقيب والتعليق وآمل أن يجني الوطن وأبناؤه أفضل الثمار من الأفكار الوطنية الأمينة التي يخطها أبناء شعبنا وليذهب الزبد جفاء ، ويبقى ما ينفع الناس لك التحية وأنت تشعل هذه الشمعة لإزالة العتمة
| |
|
|
|
|
|
|
ود قاسم (Re: ودقاسم)
|
العزيز ود قاسم لك تحيات الزهور انا ايضا كنت قلقا ان يكون هذا البوست موجها للاستاذه بيان وذلك لورود اشارات كثيرة اولها عنوان البوست ومع تقديري ان الاخت بيان قادره على الدفاع عن نفسها ارجو من كل قلبي ان لا يكون المعني بهذا البوست شخص مثل الاستاذة بيان علينا يا صديقي ان ندفع همم المؤهلين والراغبين للاستذاده من العلم الى الامام مع ملاحظة ان تخصص الاستاذه بيان من التخصصات النادرة التي يحتاج اليها الوطن لك وللاستاذه بيان كل الود خالد العبيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ود قاسم (Re: خالد العبيد)
|
أخي خالد لك التحية والود الجميل لا أعتقد أن هناك مايضير إذا تم إنزال موضوع كرد على موضوع سابق أو إذا أوحى موضوع سابق بموضوع لاحق المهم أن الصفة الشخصية غير واردة مطلقا وقد يجد أي منا ضالته في كثير مما يكتبه الزملاء علما ونصحا وتقويما ولهذا نحن أعضاء بالمنبر لنفيد ونستفيد لنأخذ ونعطي لك تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
الاخ ود قاسم تحياتي
يبدو اننا اخيرا اتفقنا في شي
فعلا مسألة الدرجات العلمية دي اصابت بعض الاخوة بالزهو، والسبب فى اعتقادي هو خلط لديهم بسبب الدال. نعم قديكون حامل للدال فى تخصص معين وقد يكون مدركا له تمام، ولكن هذا لا يعني انه مدرك لكل ما يدور من حولنا من قضايا ومشاكل او كل ما يطرح للنقاش. الموضع متشعب وكثير ولقد كان لي بوست رايت انه قد يسهم ولو بالقليل فى هذا الطرح خاصة وان حالة الزهو تصيب الكثيرين بسبب الدال وغيرها من الدرجات العلمية وتحديدا عندنانحن كسودانيين، اتمنى ان يساعد هذا التحليل فى التعامل مع حالة الزهو هذه
Quote: الشعور بالزهو
زهو الإنسان بنفسه . هنالك أنواع لزهو الإنسان بنفسه هنالك من يزهو بنفسه عن امتلاء داخلي وفى اعتقادي هؤلاء هم العظماء ويمكن للأوطان أن تسعد وتفخر بهم ، أنهم زخرا للوطن ومجتمعاتهم . وهنالك نوع زهوه بنفسه نابع عن خواء داخلي وشعور بالنقص وهؤلاء نكبة على أوطانهم ومجتمعاتهم التي يعيشون بها مهما بلغوا من العلم، حمانا الله . إذا أمعنا النظر لمن يزهو بنفسه عن امتلاء داخلي ، نجد منهم من يتمتع بروح حلوة تجعل كل من حولهم يسعد لرؤيتهم ويسعى ليسمع الحكمة من أفواههم وخير مثال لذلك( برناد شو ).ونوع رغم أن الزهو الذي يتمتعون به نابع عن علم وثقافة أيضا ، تجدهم عرضة للانتقاد بل يصل بعضهم لدرجة أن ينفر منه البعض . واعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى أن النوع الأول يعكس أفكاره ووجهة نظره حول الأمور بشي من الطرافة مما يجعل لقوله في النفس وقع مؤثر فيجد الاستحسان من حوله.أما النوع الثاني تجده منفعل منسجم تمام الانسجام في طريقة طرح أفكاره لدرجة تشعرك بالنفور من قوله مما يسبب انتقاد الناس له دوما وخير مثال لهذا النوع ( نتشيه) فنجده يكتب مثلا تحت عنوان (ما السر في حدة ذكائي). وفى اعتقادي أن رجل يجيد فن الزهو هو خير من آخر يجيد فن التواضع. ولكن علينا بالحزر من هذا القول لأنها المخاطرة بعينها.فمثلا نجد أن من يجيد التواضع يصدقه الناس فيخفض من قدره عند نفسه وعند الناس ، ومن يجيد الزهو يفضله الناس لجرأته في التحدث عن نفسه فيسمو في نظر نفسه وفى نظر الناس . هذا الحديث يقودنا إلى محصلة واحدة هي أن أكثر الناس خطرا على المجتمع والوطن هو (( المغرور )) الذي يعتقد انه مدرك إلى كل شي وفى الواقع هو ابعد ما يكون من كل شي اي انه خاوي ولكنه عايش حالة وهم شديد ، نعم هؤلاء هم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا.
نسأل الله يا اخوانى واخواتى في بوردنا العزيز أن يحمينا ويباعد بيننا وبين الغرور.
والله من وراء القصد
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: alsngaq)
|
أخوي السنجك لك تحياتي يا أخي نحن لا يمكن أن نصنف أنفسنا كمختلفين نحن متفقين في أشياء عديدة الإسلام السودان ومصلحتيهما الإنسانية بكل أبعادها وقد اختلفنا في بعض الأمور الثانوية ولا يزال الحوار حولها يدور وهي بعض جزئيات من الدين وبعض من فهمنا للأبعاد العنصرية وهما من مداخل الاختلاف على مستوى العالم ومرات كده يا السنجك الواحد خلقو يضيق ويشوفولو زولا يتفش فيهو أشكر لك مداخلتك وإثراءك للموضوع وإلى مزيد من العلاقات الانسانية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: Yasir Elsharif)
|
أخي ياسر لك التحية سأزور موقع الفكرة الحرة وهذه ليست أول زيارة لي للموقع ، وقد عاصرت من الاخوة الجمهوريين الأخ أحمد دالي ، والأخ القراي ، والأخ النور حمد وبكار وآخرين ضاعت عني أسماؤهم بفعل السنين واستمعت إليهم وتعلمت منهم شيئا هاما طولة البال والتسامح والاجتهاد ولم أفرأ للأستاذ محمود كثيرا ، لكن أتيح لي بعض مما كتب ، وهذا الذي أوردته هنا يثبت فعلا أن الأستاذ محمود عبقري كما أوردت في البوست الأساسي ( هل لاحظت ذلك ) وأنا أعلم تمام العلم أن محمودا كان مهندسا لاحظ حياة الفرد وحياة والجماعة ،حاجيات كل منهما ، واجبات كل منهما ، حدود حرية كل منهما ، القوانين المنظمة لعمل كل منهما . لاحظ التوفيق بين ثقافتين ،الثقافة الروحية الموروثة ، والثقافة المادية كيف يتواءمان ، متي يتصارعان ، كيف تتماشيان متصالحتين دون أن تطغى إحداهما على الأخرى وما دور التربية في كل ذلك ثم النظرة الثاقبة إلى أن المشكلة ليست فطرية أو إقليمية بل هي مشكلة عالمية ، يلاحظ أن محمود رغما عن أنه شهد العالم كوحدة جغرافية تقاربت أجزاؤها إلا أنه لم يشهد العالم القرية الذي نعيشه اليوم ، لكني ألحظ أنه كان يتصور حالنا هذا ويتوقع حدوث ما يحدث الآن لاحظ الوحدة العالمية ، القانون العالمي ، اليس المقصود هنا النظام العالمي الجديدالعالم، الآحادي القطبية الإرادة الدولية ومثل هذه المسميات ، اليس القانون المقصودهو فانون حقوق الأنسان لو طبقنا قانون حقوق الإنسان والتزمنا به لأصبح الإنسان حرا ولتطابق الروحي مع المادي ، لكن أين التربية ، ما الذي أفرز متعلمون أميون وأملى علينا القيام بعمل إضافي لمحو أميتهم كما نعمل لمحو أمية الأميين لكن الجهل دائما هو عدو العلم ، وقد قتل الجهلة حامل العلم أقول رحم الله محمودا وأدخله الجنة مع الصديقين والشهداء ولك الشكر أخي ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
لك الشكر يا ود قاسم
هل قرأت خطاب الأستاذ محمود للدكتور توريز بوديت مدير عام هيئة اليونسكو عام 1953؟؟ وقد نشر في الصحف السودانية وقتها؟؟
إنسان حر يعيش في مجتمع عالمي
إذا لم تكن قد قرأته فسأنشره هنا لتزداد معرفة القراء عن الأستاذ محمود.. وأنا قد لاحظت بكثير من الإجلال ذكرك للأستاذ محمود في البوست الأول..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
أشكر الأخ الصاوي، فهو الذي نبهني لقراءة هذين العمودين في صحيفة الشرق الأوسط عندما أشار إليهما في هذا البوست.. العرب والغرب الفرق نقطة واحدة في حرف واحد الغرب هو رائد الحضارة الإنسانية اليوم ولكنها وصلت إلى طريق مسدود منذ أن جعلت وكدها الرفاه المادي دون الروحي، مع أن استعداد الإنسان هنا كبير للتطور الروحي نفسه، أقصد التطور الفكري الذي يقود إلى السلام بين البشر.. أما العرب فهم ورثة المصحف العربي ولكنهم ذهلوا عن جوهر دينهم الذي يؤهل البشر إلى السلام لكونه يؤهل الأفراد إلى تحصيل السلام داخل نفوسهم.. أتمنى لكم قراءة ممتعة http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=9006&pag...le=183730&state=true الأعرابي والجنتلمان (1) خالد القشطيني
هناك مشكلة مهمة تواجهها هذه الملايين من المسلمين والعرب المغتربين لم يلتفت اليها احد حسب علمي. وهي مشكلة خطيرة لأن ابعادها تتصل بالارهاب والاصولية المتطرفة. لا يوجد فرق ثقافي كبير في بلادنا بين الاغنياء والفقراء، والخاصة والعامة. فسائق السيارة يتكلم نفس لغة سيده ويطرب لنفس الموسيقى والاغاني ويحمل نفس الذوق في معظم الميادين. وربما يكون السائق اكثر الماما بالادب والشعر والسياسة من سيده. الفرق الوحيد هو الثروة، وربما الشهادة ايضا. فقد يحمل سيده دكتوراه او ماجستيرا. لهذا انصب كل اهتمامنا التربوي على تمكين اولادنا من نيل الشهادات وكسب دخل جيد. قلما يفكر احدنا باعداد اولاده فنيا وادبيا وحضاريا. ليس بيننا من يأتي بمعلم يعلمهم الموسيقى او الرسم او الرقص او لعب التنس. ولا احد منا يعبأ بتحسين ذوق اولاده او سلوكهم الاجتماعي. الموقف ليس كذلك في الغرب. قلما يعبأون في بريطانيا بالشهادات، حتى في الحصول على الوظائف، ويعتبرون التبجح والتباهي بها قلة ادب وسوء تربية. وما زالت هناك عوائل تقليدية تأبى ارسال بناتها للجامعات. يأتون بمعلمين لهن يعلمونهن الموسيقى والرقص والفنون واساليب الحياة الراقية، ثم يبعثونهن الى ما يسمى بمدارس التنهية Finishing School في سويسرا ليختمن ثقافتهن العامة والتكلم بالفرنسية وتنمية اذواقهن وشخصياتهن. يحرصون منذ الطفولة على تزويد الاولاد بثقافة الجنتلمان التي تشمل عزف وتذوق الموسيقى والفنون الاخرى والاطلاع على الادب والفلسفة واتقان اساليب وقيم الحياة الراقية اعتبارا من المأكل الى الملبس، كآداب المائدة والمحادثة والاحترام. ترى الأم او المربية تركض بالطفل من متحف الى متحف، ومن معرض الى معرض، ومن حفلة موسيقية الى اخرى، وحتى في الدخول الى الجامعات ترى الاسر الارستقراطية تختار الدراسات المختلطة كالبي بي إي (الفلسفة والسياسة والاقتصاد) لضمان الحصول على ثقافة شاملة وآفاق واسعة. هذا هو سر البون الطبقي الثقافي بين الخاصة والعامة المتمثل باختلاف اللغة والذوق والشخصية بين الطبقتين. ابن العامل يستمع لمادونا وابن الاستاذ يستمع لبتهوفن. قلما انتبهت العوائل المسلمة لهذه المسألة. جاءوا محملين بذهنية الحصول على الشهادات والفلوس. ولهذا برز اولادهم في ادائهم المدرسي والاكاديمي وتفوقوا على الانجليز فيه. ولكنهم تجاهلوا ذلك الجانب الذي يجعل من الشاب الخريج جنتلمانا. بقوا على تخلفهم الحضاري بمقياس حضارة الدولة المضيفة. وقدر لهذا الاختلاف بين البدوي والجنتلمان ان يؤدي الى نتائج محزنة. هذا ميدان عرفته وخبرته بصورة شخصية، النتيجة الاولى هي ان الشاب المسلم يبقى معزولا ومرفوضا. فعندما يجلس بين زملائه الجامعيين والخريجين الانجليز يجدهم يتحدثون عن آخر مسرحيات ستوبارد وبرامج اوبرات غلنبورن والمعرض الصيفي للاكاديمية الملكية ونحو ذلك من المواضيع التي لا يعرف عنها اي شيء، يجلس ساكنا كاليتيم في مأدبة اللئام. اخيرا يفتح فمه بالشيء الوحيد الذي يعرفه، قضية فلسطين والاستعمار فيلاحظ الزملاء ينفضون من حوله ويبدأون بتحاشي مجالسته. يعود للبيت متذمرا فيقول هؤلاء الانجليز قوم جهلاء لا يعرفون اي شيء عن فلسطين. وتبدأ الهوة. يصل المهني العربي قمة مهنته طبيبا او محاميا او مهندسا او عالما، ولكنه يبقى شخصا نابيا واحيانا مرفوضا بين اصحابه. تتعاظم الهوة بانسحابه التدريجي من عالمهم فيموت دوره كمواطن بريطاني ويعيش على هامش هذا المجتمع. يصبح المواطن المسلم مستهجنا او مرفوضا، عندما يكشف عن اخفاقه ايضا في اكتساب الاساليب الحضارية المتعارف عليها في هذه الحضارة الغربية. يتكلم في القطار والباص بصوت عال، لا يعطي المرأة ما تتوقعه من رجل جنتلمان. يحضر حفلة وهو يفوح بروائح الثوم والبصل والكاري، يكشف عن سوء ذوقه وفقره الفني في كل شيء يختاره او يفعله، في ما يلبسه ويأكله وفي ما يؤثث به بيته، ولا اريد ان اسهب هنا بكل عاداتنا الذميمة التي يستهجنها حتى اهلنا ومجتمعنا في بلادنا. ولكن لهذا الانفصال والرفض آثار مخيفة مما سأعود اليه غدا. http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=9007&pag...le=183947&state=true الأعرابي والجنتلمان (2) خالد القشطيني
انفصال المواطن المسلم عن مجتمعه الغربي شيء يعنيه طالما بقي في اطاره السلبي الامين ويتقبله صاحبه ويتعايش معه. ولكن الامر يكتسب خطورة بالنسبة لشاب حساس في سن المراهقة او الفتوة، يحاول ان يقيم علاقة مع احدى زميلاته او يقع في حبها فلا يلقى منها غير الصد وربما الاحتقار. انه ببساطة غير مؤهل لخلفيتها الحضارية. هي تريد من يحدثها عن اعمال بيكاسو وهو يحدثها عن فلسطين والشريعة. اعرف شابا دعا صديقته الى بيته فألقت نظرة واحدة على ما في البيت وما علق على الجدران، وكانت خاتمة العلاقة. بالطبع هناك ايضا عنصريات في الموضوع. دعتني فتاة ارستقراطية لتناول الشاي مع والدتها. بعد ايام قليلة ارتني رسالة الاعتذار من والدتها بسحب الدعوة. لقد سمع الوالد بها فاستشاط غضبا ان تسمح لرجل عربي بتناول الشاي معها ومصاحبة ابنته. لحسن الحظ لم اكن متعلقا جدا بها وسررت بسحب الدعوة. بيد ان مثل هذه الاحباطات قد تجرح الشاب المرهف الاحساس، وهو ما حصل لصديق فتاة قضى شبابه وجوديا وملحدا ومبهورا بحضارة الغرب. صدمته هذه الاحباطات فأصيب بانهيار عصبي اضطره الى قطع دراسته وعودته الى بلاده واستعادة جذوره الاسلامية بتطرف، لحسن الحظ كان تطرفه سلميا فلم يتجه للارهاب والعنف. غيره من الشبان المسلمين يفسرون هذا الصد والرفض تفسيرا عنصريا وصليبيا فينقمون على المجتمع الغربي، يعتبرون كل اوربية عاهرة وكل اوربي عدوا صليبيا، بدلا من تخطي الهوة بالتزود بمعطيات الحضارة الغربية، يلتجئ لسماع الدعاة المتطرفين الذين يزيدونه ابتعادا عن ثقافة محيطه الاوربي ونقمة على اهله وقيمه. ما هي الا خطوات قليلة اخرى حتى يتحول الى اداة جاهزة للعمل الارهابي ضد الغرب. كنا نتصور ان الارهابيين الاسلاميين يتحدرون من عوائل فقيرة جاهلة تعاني من البطالة وشظف العيش. ولكن المعلومات الاخيرة دحضت هذه الفكرة. تبين الآن ان معظمهم جامعيون وخريجون ينتمون للطبقة المتوسطة الموسرة وينتظرهم مستقبل زاهر. انهم بالضبط من تحدثت عنهم سالفا: شباب مؤهلون حملة شهادات يملكون كل شيء باستثناء ثقافة الجنتلمان. رفضهم المجتمع الغربي عندما حاولوا التوغل فيه والانتساب اليه رغم شهاداتهم واموالهم ومرسيدساتهم، فثاروا عليه، مر بعضهم بفشل عاطفي انعكس بكرههم واحتقارهم الشديد للمرأة، عبر عن مثل ذلك الارهابي عطا المسؤول الرئيسي عن حادثة 11 سبتمبر بعد ان درس وتخرج في اوربا وترك وراءه وصية مليئة بالاشارات الجنسية العجيبة في شذوذها وغرابتها. تراهم ينقبون في الدين ليعثروا على ما يبرر لهم هذا الكره للمرأة. ولكنك تجدهم بعين الوقت يتطلعون الى لقاء الحوريات في الجنة، اجمل واروع من كل نساء الدنيا ولا يسألن الرجل عن شكسبير وبيكاسو، بل يفعلن طائعات ما يطلب منهن. بموازاة هذه الفئة، توجد الفئة الاخرى، فئة من حلوا مشكلة الرفض بالانغماس بالجنس والفساد والمخدرات والخمر. اعود الى ما قلت. هذه مسألة خطيرة تواجه العوائل الاسلامية المغتربة، الشهادات والمؤهلات والرواتب العالية لا تفتح لابناء الجيل الجديد ابواب المجتمع الغربي او تحقق لهم عملية تطبيع علاقاتهم. لا ينفع حتى ارسال الاولاد الى المدارس الارستقراطية الخاصة، فالثقافة والحضارة تبدأ في البيت. تبدأ بالأم التي تجلس بجانب طفلها وتقرأ له كل يوم بضع صفحات من كتاب ادبي حتى يستسلم للنوم. عليها مهمة تقنين مشاهدة التلفزيون فلا يرى منه غير ما صمم له. اعرف عائلة تقفل التلفزيون في الدولاب وتخرجه فقط لبرنامج الاطفال، ثم تعيده الى الدولاب وتقفل عليه. على الاسرة مهمة اخذ اولادهم للمتاحف والمعارض والحفلات الموسيقية وشرح كل ذلك لهم. المدارس لا تكفي لهذه المهمات. خطر الانحدار لمهاوي المخدرات والكحول والفساد عموما خطر من مساوئ المجتمع الغربي. ولم اجد شيئا يحول دون ذلك افضل من جر الاطفال في سن مبكرة الى عالم الموسيقى الكلاسيكية (الغربية او الشرقية) وتعليمهم على آلة من آلاتها. الاستماع لهذه الموسيقى وعزفها يتطلب الوعي والصحو وانتباه الفكر وضبط الاعصاب والسيطرة على النفس. وهو يجر الاولاد في الاخير الى دروب الحضارة والثقافة في سائر ميادينها ويدخلهم في عالم من الرقي الحضاري يسكنه ويؤمه اناس حضاريون يسمون فوق ترهات هذا الزمان ومزالقه وجرائمه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
شكرا ياياسر
أعتقدأن الاخ خالد قد ظلم ناس كثيرين بهذا المقال ما هو معروف عن بريطانيا ظاهرة الجزر الثقافية التي تعيش مع بعض لكن في شكل متوازي لو تحدث خالد عن الشباب المبعوثين للدراسة ببيريطانيا فهذا أمر معلوم أن البريطانيين بشكل أو أخر متحفظون في أنشاء علاقات مع الاجنبي وهذا لاسباب كثيرة منها العنصري ومنها غيره لكن الغالب هو القدرات الاجتماعية المحدودة لدي البريطانيين وأن كنت هنا أعمم كثيرا لكن هذه ملاحظة القدرة علي خلق صداقات أسهل لشخص تربي في وسط وبيئة أجتماعيةبها كثافة في التداخل كما هو موجود بأفريقيا والشرق الاوسط الجانب الاخر أن الطبقة الارستقراطية التي يبدو أنه يصفها في مقاله ويجب علي الاجنبي العربي تبني ثقافتها حتي يتم قبوله بطبيعتها مغلقةوالي حد كبير عنصرية حتي البريطاني من طبقة أخري يشعر بعد م الراحة في التعامل معها ,اقرب مثال محمد الفايد الذي لم يشفع له أنه يمتلك هارودز هوأضخم متجر خاص بالارستقراطية الانجليزية محمد الفايد بذل كل مابوسعه أمتلك الحصين والمنزل الريفي والزوجة الانجليزية لكن الطبقة الارستقراطية تسخر منه وتقلل من شأنه وتصفه بمالك دكان الخضار الاجنبي
وخطأء أخر أن ثقافة الارستقراطية البريطانية ليست هي ثقافة للاجنبي أن يتبناها بل هي ثقافة يجب أن تولد فيها لذلك هي أيضا عنصرية
أزمة الانغلاق الفكري والثقافي العربي الاسلامي لايمكن علاجها بتبني السلوك الارستقراطي الانجليزي بل بمعالجة أزمة الثقافة العربية المتمثلة في الجمود الفكري وعدم تطوير فهم عصري حديث للاسلام يستوعب العالم المعاصر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: أحمد أمين)
|
نعم أخي أحمد
لقد لاحظت ما لاحظت أنت ولكني أرى الزاوية التي يرى منها خالد القشطيني الأمور.. إنه يقصد الأعراب كالعراقيين والسعوديين والمصريين واليمنيين والكويتين والمغاربة وإلى حد ما الشوام ما عدا بعض المسيحيين من كل العرب.. وأنا أرى ما قد رأيت أنت عن البريطانيين، بدون تعميم أيضا..
ولك شكري والسلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
الاخ ودقاسم لم اك متحسسا ولامتحفزا انما ارجات كل شئ لحين اجابتك على سؤالى...
اجد فى اجابتك التناقض فانت هنا تقول ان من لها سؤال سيجد الاجابة على سؤاله لنعود لنفس المربع الاول ونسال هل المعنية د.بيان وان كانت ليست معنية بقولك فما سبب هذه الاضافة حيث ان اجابتك هذه تؤكد الشكوك وماتلاها من قولك انه ليس هنالك احد معنى بالبوست ينفى الشكوك.... انا لم احاكمك على نواياك وانما سالت لمابدا متصلا ببعضه من اجابة فى بوست على سؤال فى بوست اخر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: zumrawi)
|
سلام لكل الطيبات والطيبين
بغض النظر عن الملاحظات من بعض الاخوة حول علاقة هذا الموضوع ببوست الاخت بيان الا ان الموضوع فى حد ذاته قيم ويحتاج لنقاش مستفيض وقد طرحت فيه ابعاد جديرة بالنقاش، خاصة الاضافات التى اوردها الاستاذ ياسر، وكما ذكر الاخ ودقاسم بان نهر العلم لا ينضب { ومااوتيتم من العلم الا قليلا} صدق الله العظيم
من جانبى لا احبذ الالقاب الاكاديمية ومن جانب آخر هناك العديدات والعديدين من حملة هذه الشهادات جديرين بهذا اللقب، رغم ان مايربط المرء بالآخرين يقوم على أسس مختلفة ليس من بينها اللقب الاكاديمى
هذا الموضوع ذكرنى بمؤتمر واقع ومستقبل التعليم فى السودان والذى صدر فى كتاب تحت هذا العنوان ، فماحدث من تدهور فى البنيات الاساسية فى السودان طال ايضا التعليم ومؤسساته
ولى عودة ان اتيحت لى الظروف ام واصل ومرافىء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: Ishraga Mustafa)
|
الأخت اشراقة لك التحية أشكر لك مداخلتك ونظرتك الموضوعية ، والألقاب العلمية حق لمن هو حاصل عليها ، لكن لمجتمعنا ولوطننا علينا حق إذا حملنا ألقابا أم لم نحمل ، لأن للوطن قيمة معنوية عالية وبدونه نصبح لا شيء ، ولأان الوطن قد أنفق علينا منذ نعومة أظفارنا حتي صرنا مؤهلين وقادرين على العطاء فمن واجبنا على مجتمعنا أن نعطي دون كلل أو ملل ودون ما تكبر أو تعال لأن هذا المجتمع - مهما كانت الظروف التي تحيط به -هو الذي صنعنا وقد ضربنا مثلا لذلك بالمرحوم البروفيسور عبد الله الطيب الذي ظل يعطي بلا حدود إلى أن رحل عن دنيانا ، ظل يعلم الطلاب والعلماء ، والبسطاء ، وسيظل كل هؤلاء يدعون له بالرحمة ويرجون رب العالمين أن يدخله جنته تمنياتي لك بالتوفيق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: zumrawi)
|
الأخ زمراوي لك التحية أؤكد لك مجددا أني ما قصدت شخصا بعينه ، وكما قلت أن الفكرة تولد فكرة ، متفقة أو مضادة ، وأقول مرة أخرى من يجد في هذا البوست ضالته فليأخذها فما كتبته إلا لمصلحة عامة وهو يمطوي على نداء لكل الطامحين لمواصلة البحث وسعة الاطلاع وإلي تجويد التخصص وتثبيت صفات العلماء ، ومن لم يرد فلست أملك الوسيلة لإكراهه ولا أجد في نفسي حاجة لذلك لك الود دائما
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
بعد أن أرسلت خطاب الأستاذ لمدير عام منظمة اليونسكو أعلاه، والذي جاء فيه تحرير الإنسان من الخوف، تصفحت جريدة الشرق الأوسط وقرأت مقالا غاية في المتعة للكاتب المصري المتميز مامون فندي الذي يكتب من أمريكا..
والمقال يتحدث عن أثر الخوف على الشعب وعلى الشخصية البشرية، وقد ضرب المثل بالعراق.. أرجو أن تستمتعوا به: ========== http://www.asharqalawsat.com/view/leader/2003,07,29,184253.html «سوفت وير» الخوف !مأمون فندي
في سذاجة بالغة اخرج الامريكيون للعالم صور عدي وقصي ليثبتوا للعراقيين ان النظام البائد قد انتهى الى غير رجعة، وما لا يفهمه الامريكيون هو ان الخوف الذي يسيطر على شعب لا ينزعه حتى مقتل صدام نفسه. الشعب العراقي قد تحرر، ولكن الخوف ما زال جاثما على القلوب ومتملكا للعقول. فالحرية شيء والخلاص من الخوف شيء اخر. وحتى لا نغرق في التنظير، اضرب مثلا بحالة صديق عربي ترك بلاده منذ عشرين عاما وهاجر الى امريكا وتجنس بجنسيتها وتمتع بكل ما يمكن ان تمنحه امريكا من اقصى درجات الحرية التي تصل احيانا الى حد الاباحية، ومع كل ذلك حسب قوله «لم تستطع كل مساحات الحرية هذه ان تنتزع الخوف من قلبه». لماذا؟ قلت له، وادري ـ الى حد ما ـ ما يقصد رغم انني لا اعرف ظروفه الشخصية. قال: «يا اخي انا شخصيا لا اعرف لذلك سببا». حكى انه ما زال يخاف من سفارة بلاده التي تركها، ويتجنب الاحتكاك بكل من يقتربون من السفارة، «يا اخي انا لي اهل تركتهم في (بلدي) ولا ادري ماذا هم صانعون بهم، لا اود ان يعاقب اهلي بسببي». قلت: «دعك من حكاية اهلك، كلنا تركنا خلفنا اهلنا». قال: «انت لا تدري كم من التقارير كتبت عني». وحكى انه قرأ من خلال احد اقاربه العاملين بالسفارة ثلاثة تقارير. وفي واحد منها ادعى كاتب التقرير ان صاحبنا خطر على بلاده القديمة، ذلك لانه مرتبط برباط وثيق بحركة الاخوان المسلمين وجناحها العالمي. وفي تقرير آخر حكى انه بعد عدة اشهر من التقرير السابق، ويبدو نتيجة تغير المخبر في السفارة، كُتب عنه انه يساري ذو ميول اشتراكية، وان شخصين اخرين اقرا بانه جزء من الحزب الشيوعي ومن الجناح الماوي تحديدا، رغم ان مرشداً اخر قال عنه انه تروتسكي الهوى، والتهمة الاخيرة هي نسبة الى اتباع المُخْبَر عنه مذهب القائد الشيوعي المنشق ليون تروتسكي الذي هاجر ومات في المكسيك. واخبرني ايضا صاحبي بانه متهم في التقرير الثالث بأنه عميل للمخابرات المركزية الامريكية، وان المخابرات هي التي سهلت وصوله لامريكا وتجنسه بجنسيتها. قلت له: «ولكن ألا يعني هذا ان الذي يقرأ كل هذه التقارير في بلدكم ربما سينزعج من هذه التهم المتضاربة؟». قال: «لا، الموضوع كله مرتبط بان لك ملفا في جهاز المخابرات، ليس مهماً ان تكون التهم متضاربة، المهم هو انك متهم». قلت: «وماذا يعنيك في هذا الامر، ألم تقبل بأنك الآن امريكي وتسافر بجواز سفر امريكي؟!» قال: «نعم، ولكنني كما قلت لك اولا، انا احس بالخوف، ارتعد خوفا ويُهيأ لي ان كل من اقابله من اهل بلدي حتى لو كان متجنسا بالجنسية الامريكية سيخبر جهازا ما في البلد عني، انا اكره اهل بلدي واكره ان اقابلهم لهذا السبب». «ألهذا الحد ولهذه الدرجة؟» قلت في دهشة، قال: «والله العظيم هذا هو الحق، وحتى حديثك هذا معي بدأ يخيفني». وسجلت ملاحظاتي، وتركني بسرعة ولم يتصل بي الا بعد اسبوعين، واستسمحته في نشر مقتطفات من الحوار، واشترط علي ان يكون في سياق مقبول ودونما الاشارة اليه لا تصريحا ولا تلمحياً. وبالفعل حاولت هنا كما ترى. استرجعت هذا الحوار واسترجعه الان كلما تحدث البعض عن حرية العراقيين. نعم العراقيون احرار ولكن لا يعني ذلك اختفاء الخوف، فالخوف هو جزء من ثقافة وبرنامج مركب في الرؤوس والقلوب. كما في الكمبيوتر «سوفت وير» للخوف، يتغلغل فينا كل يوم منذ النشأة الاولى متشكلا على المدى البعيد، مهيمنا ومسيطرا على رؤيتنا لانفسنا وللعالم من حولنا. اذكر انني كنت في برنامج الدكتوراه، وكان لنا زميل صيني مهتم بدراسة ما يسمى بيولوجيا السياسة biopolitics ودرسنا معا مادة بيولوجيا السياسة تحت رعاية استاذنا الفاضل جلندن شوبرت، الذي يدرس نفس المادة الان في جامعة هاواي في مانوا، ولم يتتلمذ على يديه في هذا التخصص الدقيق سوى ابنه جيم شوبرت وصديقنا الصيني الذي لن اذكر اسمه خوفا عليه. قدم صاحبنا الصيني رسالته للدكتوراه بعنوان «التنشئة السياسية من منظور بيولوجي» اثبت فيها ان التنشئة السياسية تبدأ مع الاطفال وهم أجنة، اي قبل الولادة. واعتمد في اطروحته على دراسة البنية المخية عند الجنين «Brain Structure»، ونشر جزءا من رسالته كمقالات في جورنال علمي بذات الاسم. ورغم اننا كنا في نفس الفصل الدراسي الا انني لا ادعي فهم اطروحته، فهو جاء على ما يبدو للحصول على الدكتوراه في السياسة بعد حصوله على الدكتوراه في البيولوجيا، وخصوصا في بنية المخ. المهم في الموضوع هو ان طرحه كان مقنعا، وبدأنا بعد ذلك ننظر الى مسألة البيولوجيا وعلاقتها بالسياسة بشكل جاد، وان القصة هي ليست البيئة فقط وانما ما تتركه البيئة من تحفير groves على بنية المخ، كما يحدث في اسطوانة الكمبيوتر الحالية او السي دي CD. وعليه، فانه يمكن القول ان العراقي الحر قد يوجد ولكن العراقي المنزوع من قلبه الخوف لم يولد بعد، فالحرية شيء وعدم الخوف شيء اخر. اذ يمكن للعراقيين الان ان يكونوا احرارا ولكنه ظلم بيّن ان نطلب منهم ان يودعوا الخوف، فالخوف «سوفت وير» متكامل، وعملية نزعه تتطلب اعادة برمجة كاملة. ولاعادة البرمجة هذه متطلبات اساسية; اولى هذه المتطلبات الاحساس بالامان على مستوى البيئة المحيطة. وهنا، في حالة العراق يعني هذا السيطرة التامة من قبل قوات التحالف على النظام في العراق، ولذلك وسائله وادواته الاولية مثل سيادة القانون، ووجود مؤسسات الثواب والعقاب مثل المحاكم والسجون وغير هذه الاوليات. ثاني هذه المتطلبات الاولية هو وجود المأكل والمشرب الكافي وكذلك وجود الانارة التي تضيء عتمة الليل الذي ما ان ينسدل ستاره حتى تلف المدن عباءات الخوف. إن لم يقدم الامريكيون هذه الاوليات، لن يستطيعوا نزع الخوف من العراقيين ولو قيد انملة لا بتقديم صورعدي وقصدي المقتولين، ولا حتى بتقديم صورة صدام نفسه. ولامريكا ولغيرها في مثل صديقي الذي ضربت به المثل في بداية هذا المقال عبرة وعظة، فهذا رجل ناجح ترك وطنه منذ عشرين عاما او اكثر وحقق كل ما يمكن تسميته بالحلم الامريكي وبعيداً عن بلده الاصلي الاف الاميال، ومع ذلك يحس بالخوف لدرجة البارانويا او لدرجة تصل الى الحالة المرضية، ولو لم اكن اعرفه واعرف ذكاءه وثقته بنفسه لقلت انه مريض بالخوف. فالى كل المتعجلين والمطالبين للعراقيين بأن ينزعوا الخوف من قلوبهم بعد سقوط صدام، اقول لهم رفقا بهم، فهم قوم لا يزالون في رجفة الحدث ولم يفيقوا منه بعد، وان لكل مرض فترة نقاهة واستعادة قوى.. ولو كان موضوع الخوف بسيطا الى هذه الدرجة لما ذكره الحق في كتابه «وآمنهم من خوف».. فرفقا بالعراقيين ايها المتعجلون، ولينظر كل منا في داخله قليلا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
ود قاسم انا معاك تماما في انه حمل لقب علمي رفيع هو بداية المطاف و ليس نهايته.لكن كمان بقول ليك و للأخوة المتداخلين ما تطالبوا حاملي الألقاب العلمية وبالذات الموجودين في السودان باكثر من استطاعتهم فلا يجب ان ننظر اليهم كأفراد فقط مطلوب منهم العزف الانفرادي و ببراعة وبغض النظر عن هشاشة و ضعف الامكانيات المتاحة لهم للاطلاع و مواكبة كل ما هو جديد كل في مجال تخصصه . فحالة العطش الثقافي و فقر المكتبات الأكاديمية منها و العامة في السودان هي أصدق دليل على ما أقول .و هذه الحالة يعاني منها الطالب و الأستاذ الجامعي و الباحث على حد سواء.أيضا الباحث السوداني لا يستطيع المشاركة في أغلب المؤتمرات العالمية و التي هي فرصة طيبة لتبادل الأراء و المعلومات في شتى القضايا و الهوم التي تشغل بال انسان اليوم. و كما تفضل الأخ الصاوي قائلا ان الفرص التي تتاح لفئة قليلة من أبناء بلدنا تتم غالبا على أس جهوية و وعلاقات شخصية بحتة و كنتيجة لذلك يجد الباحث السوداني الجاد نفسه معزول قسريا عن كل طريق يمكن أن يعينه على اكتساب المعرفة و من ثم نقلها الى غيره حتى تعم الفائدة على الجميع.أكتفي بهذه المداخلة البسيطة الان حتى تسنح لي فرصةأخرى للكتابة بشئ من الاستفاضة عن مشكلة عدم توافر المعلومة في السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
الأستاذ ياسر أشهد أنك أسهمت إسهاما مقدرا ، ونطمح في مزيد لك تحياتي وتقديري
الأستاذة ندى لك التحية شكرا لإبرازك لوجه التقصير والشح الذي تمارسه الحكومة ضد العلم والعلماء ، فالكتاب أهم مصدر للمعلومة يجب أن يتوفر تماما كما الخبز لكن علماءنا مطالبون بالإسهام مع شعبهم في النضال ضد الديكتاتورية وعليهم تعريف الناس بحقوقهم وتنظيم صفوف الشعب لاقتلاع جلاديه آمل أن يتوفر لك الوقت لتمنحينا المزيد ولك شكري وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
الأستاذ ياسر أشهد أنك أسهمت إسهاما مقدرا ، ونطمح في مزيد لك تحياتي وتقديري
الأستاذة ندى لك التحية شكرا لإبرازك لوجه التقصير والشح الذي تمارسه الحكومة ضد العلم والعلماء ، فالكتاب أهم مصدر للمعلومة يجب أن يتوفر تماما كما الخبز لكن علماءنا مطالبون بالإسهام مع شعبهم في النضال ضد الديكتاتورية وعليهم تعريف الناس بحقوقهم وتنظيم صفوف الشعب لاقتلاع جلاديه آمل أن يتوفر لك الوقت لتمنحينا المزيد ولك شكري وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: Alsawi)
|
أخي الكريم الصاوي
تحية وسلاما
أشكرك على المداخلة الثانية المتميزة كسابقتها.... قولك:
Quote: الاخ ياسر (بدون دال!) لك التحية والشكر على المقالات، وان كنت أعشم في مساهمة شخصية منك، ومواكبة، للوضع الذي عليه المثقف او المتعلم السوداني اليوم، وعن طرق اصلاح التعليم واصلاح الحال المقلوب الحالي، حيث حملة الدرجات العليا هم المستهلكين لانتاج المجتمع كله، بينما الغلابة والاميين هم المنتجون الحقيقيون. |
طبعا الدال الزي بتاعتي دي ليست دال درجة علمية "دكتوراه" وإنما هي دال الدكتور، ذلك الإسم الذي تعود الناس عندنا إطلاقه على الطبيب.. وقد تذكرت حكاية الدكتور عبد الله الطيب وكيف أنه زهد في لقب دكتور منذ أن كان ذلك اللقب مكتوبا بجانب إسمه في الباخرة التي كانت تقله إلى الجنوب.. وقد حدث أن مرض أحد الركاب فإذا به يفاجأ بالقوم يأتون إليه طالبين منه معالجة المريض.. فأخبرهم أنه ليس بطبيب.. فعلق أحدهم قائلا طيب دكتور في شنو؟؟!! وطبعا أنا أنتمي إلى مهنة يتهم السودانيون أهلها بأنهم متكبرون، ويمتصون دم الشعب الغلبان والمحتاج والفقير، وأنا أشهد أن ذلك حق في عمومه، إلا من رحم الله، وما أبرئ نفسي مع أني قد هجرت المهنة العملية، أو هجرتني هي على الأصح منذ أكثر من ثمانية أعوام، ولم يبق لي منها إلا ما علمته وأستخدمه في زيادة معرفتي بعلم النفس وعلوم المجتمع.. ولذا تجد لدي الوقت في متابعة ما يكتب، وأحاول أن أشرك الناس فيما أعرف من هنا وهناك.. وأنا أتفق معك أن حملة الدرجات العليا، من غير تعميم، هم المستهلكون لإنتاج المجتمع كله ويشاركهم في ذلك الأثرياء، وأهل السلطة والجاه، وأن هؤلاء وأولئك لا يساهمون في الإنتاج بالمقدار الذي يتناسب مع ثروة الأغنياء ولا طاقة وإمكانية حاملي الدرجات العلمية والمتعلمين.. ولكن الأمانة تقتضي أن نؤكد أن الجزء الأكبر من هذا التعطيل لا يجيئ من العلماء وإنما يجيء من السلطة والإدارة الحكومية في شتى العهود الوطنية، ولكنها وصلت ذروتها في هذا العهد الغيهب.. لقد استمعت في برنامج "بلا حدود" في قناة الجزيرة أمس إلى مقدمه أحمد منصور يقول بأن أكثر من 800 ألف من حملة الدرجات العلمية العرب هاجروا من بلادهم في ظرف سنة واحدة.. ولا يخفى الحال عليكم بما عليه السودان الآن..
أعتقد أن أصدق عنوان كتاب قرأته هو "السودان: لا مستقبل بغير حقوق الإنسان"ـ وهو كتاب نشرته منظمة العفو الدولية عام 1995 وهذه هي ترجمة عنوان الكتاب باللغة الألمانية Sudan: keine Zukunft ohne Menschenrechte .. أما باللغة العربية فقد كان اسم الكتاب "دموع اليتامى" وهو ترجمة حرفية لعنوان الكتاب باللغة الأصلية وهي اللغة الإنجليزية.. وفي رأيي أن العنوان باللغة الألمانية كان أكثر العناوين تعبيرا عن محتوى الكتاب.. وقد توصلت إلى نتيجة مهمة مؤداها أنه بالفعل لا مستقبل للسودان بغير هذا الطريق.. هذا إذا بقي هناك سودان موحد من أصله.. ومن هنا فقد وجهت جل وقتي وطاقتي إلى الكتابة عن هذا الجانب، ولكن حتى لا أتهم بمن يلعن الظلام فإنني أسعى إلى ما يمكن أن تسميه أنت بالتنمية البشرية، وأرى أن تعريف الشباب بفكر الأستاذ محمود محمد طه، يساعد على هذه التنمية البشرية التي لا تصح أي تنمية إلا بصرف الإهتمام الأول نحوها... وعليه فإن إصلاح الحال المقلوب الحالي، بحسب تعبيرك، لا يتم إلا بدك هذا النظام أولا، أو قل بدك الأصل النظري الذي يقوم عليه النظام، والذي يعتمد على فهم متخلف للدين، وفهم متخلف للوطنية، وفهم متخلف للقومية، وفهم متخلف للهوية.. ولكن هذا لا يمنع من أن أدلي بدلوي في مسألة إصلاح التعليم التي تكرمت أنت وتحدثت عنها حديثا ممتازا.. وتجدني أتفق معك فيه جملة وتفصيلا.. لا بد من الاهتمام بإعطاء العمل اليدوي وإكتساب المهن أعظم المعاني.. أنا هنا أعيش في المجتمع الألماني الذي يقدس العمل اليدوي، ويفخر به، لدرجة أن العمال الذين يعملون في النقاشة والبوهيات وتشطيب المباني يحبون أن يراهم الناس بلباس عملهم، فترى الشاب قد جاء بلبس ملطخ بالجير والألوان بعد نهاية العمل ويدخل به إلى السوبرماركت ويركب به الترام وهو مزهو.. هذه الروح نفتقدها نحن في السودان، وتجد الشاب السوداني يفضل الجلوس في ظل الشجرة في الحي، والتبطل على أن يعمل عملا يدويا كالميكانيكا أو أعمال البناء أو حتى الزراعة.. وفي هذه الأيام يقال أن هناك مجموعة عمرية معينة تكاد لا تراها في الشارع من الرجال، وهي المجموعة بين سن الخامسة والعشرين والأربعين.. وهؤلاء يسافرون للعمل في دول الخليج، على الأكثر، وأن كثيرين منهم يعملون في مجالات دون مؤهلاتهم، أو يمتهنون مهنا يترفعون عن امتهانها في وطنهم.. إن الأزمة في تقديري أزمة نفسية واجتماعية وسياسية ولكل واحد من هذه تأثيره..
لا يسع الإنسان إلا أن يأمل في أن اغتراب السودانيين ونشوء أجيال جديدة منهم خارج السودان يقودهم إلى اكتساب تقديس العمل اليدوي والحرفي والزراعي والرعوي ويهتمون بتوجيه أبنائهم في هذه الاتجاهات..
وفي الختام لك شكري وتقديري لك يا د.الصاوي وأنا اشهد لك بأنك أحد الذين يملكون رؤية واضحة في هذا الأمر، حتى بدون هذه الدال.. وصدقت عندما وصفت رواية الأخ ود قاسم عن يوميات سمير الكوز، فقد كانت رواية ناطقة بحال جانب كبير من حياة السودان اليوم، بل حال بعض السودانيين في الخارج، وعندما يعودون في إجازاتهم مثلما عاد صاحبنا سمير.. هذا جزء من الحال المقلوب، الذي يقف على رأسه بدل الوقوف على رجليه..
وأخيرا لا بد لنا من الإشادة بطريقة التواصل الإلكترونية هذه والاستفادة من تجارب بعضنا كما قال الأخ ود قاسم.. ولن أبرح حتى أقول لكم عن شئ ربما يعتبره البعض نوع من المبالغة.. أطفالي المتوسطين، بنت وإبن في سن 18 و17، تدرجوا في التعليم هنا منذ الروضة، ولا توجد مدارس لتعليم اللغة العربية في مدينتنا هذه.. هل تصدق أنني أدرسهم اللغة العربية وأستعين في ذلك بصورة أساسية بكتاب مؤلفه ألماني، وقد قصد به تعليم اللغة العربية للألمان؟؟ الكتاب به 20 درس ولا زلنا حتى الآن في الدرس العاشر، ولكني على يقين بأنهم سيكتبون العربية ويقرأونها بشكل مقبول عند إتمام الكتاب.. وأنا أستعين بشعر أحمد شوقي البسيط من ذلك النوع الذي كنا ندرسه في المدارس المتوسطة والأولية لتعليمهم الشعر والقراءة الشعرية.. لم يبق لي إلا أن أقول أننا نعيش في مدينة ليس بها أسر سودانية، ولا نقابل الأسر السودانية إلا عندما نسافر إلى المدن الأخرى، ولذلك أنا أفيد كثيرا من هذه الشاشة التي تنقلني إلى أجواء السودانيين، بنكاتهم، وشعرهم، وبكائهم، وضحكهم، وجدهم، وهزلهم، ونحن سعيدون بكل ذلك.. سعيدون بك يا الصاوي وسعيدون برمانة وبدكتورة بيان وبدينق، وبرودا، وغيرهم في هذا القطار..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: Alsawi)
|
Dear Wad Gasim, This good effort let me praise on it, I think there are two aspects for this issue; 1- The role of the state; I believe it is in a chronic dilemas since it was born and up to now, what was happening is natural with the other thing in all Sudan. 2- The current concolussion that we are challenging in the mean time, the social dimensionj for the education, and the corruption is also present along the history of the educational process in Sudan, wether through relatives or through selling the certificate in the market, and by the way you can buy Master for 750,000 Sud pound from any Sudanese University, just try the lawers building( Amarat Almohameen) this what we have in Sudan, and still there is someone who wants to argue that we have the best of every thing. Thanx
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: Bakry Eljack)
|
أخي بكري الجاك لك التحية والود الجميل حقيقة يا أخي أن السلطة تتحمل كامل المسئولية عن ما يحيط بنا من مهازل ، ومخاطر تحدق بنا من كل جانب فقد أفسدت هذه السلطة عن عمد وعن سبق إصرار ذمم الكثير من الذين استطاعت أن تجرفهم في مسيرتها الرامية إلى إزالة السودان من خريطة الفضيلة إن لم يكن من خريطة الدنيا ، لكن السؤال ما بال شبابنا الذين جابوا الدنيا وخالطوا الكثير من أهلها ألم يتعلموا من كل هؤلاء أن التعلم عملية مستمرة وأن اكتساب المعرفة عمل يومي وأن لا علم بلا أمانة وبلا خلق وبلا أدب وبلا تواضع ولا فائدة من علم لم يتم تسخيره لمصلحة الجماعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: Alsawi)
|
العزيزين الصاوي وياسر لكما تحياتي والود الجميل أتابع حواركما وأستعذبه وأستمتع به وأرغب في المزيد إذا سمحت ظروفكما ، وأرى أنكما متفقين إلى حد كبير ، وقد أضفتما بعدا آخر للموضوع هو في رأيي هام جدا وهو مساهمة المثقفين والعلماء وأصحاب الألقاب في عملية بناء المجتمع ، وفي العملية الانتاجية وفي الالتحام بصفوف الشعب لاقتلاع الظلم ، وبالتالي ضرب المثل في التضحية ، ونداءكم العظيم لهذه الفئة للترفع عن الاستئثار بنتائج عرق السواد الأعظم ، وهو أحق بملح عرقه ، فالشهادة يجب أن تكون إحدى أدوات الانتاج لا أن تصبح فقط أداة استهلاك ، واستهلاك مميز هل نحن محتاجون لصياغة جديدة ، لتربية جديدة ، أم أننا محتاجون للوائح وأنظمة وقوانين ، أم أننا في حاجة لكشف كل الزيف وتعريف الناس بقضاياهم وحقوقهم وحثهم على انتزاعها ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
الأخوان الأعزاء ود قاسم,الصاوي و ياسر الشريف شكرا على الطرح القيم وهذا الحوار الهادف السلس. لكن يا الصاوي و ود قاسم مازلت اتفق معكما في المبدأ و الفكرة نفسها و هي واجب أي شخص متعلم نحو وطنه و أبناء بلده و لكن اختلف معكما في كيفية تنفيذ هذا المبدأ على أرض الواقع. فيا أخي الصاوي أراك تطالب حامل أي لقب علمي رفيع بان يلعب دور الضحية و كبش الفداء في آن واحد و هو ما لا أوافقك عليه البته. فهذا اللقب لم يصل الى صاحبه مغلفا بورق الهدايا علي عنوانه البريدي و انما كد و اجتهد و سهر الليالي حتى يناله سواءا أكان هذا داخل السودان أو خارجه.و أعتقد يا أخ الصاوي انك متحامل قليلا على من نال شهادة عليا من احدى دول أوروبا أو أمريكا . و كلنا نعلم مشقة التحصيل العلمي و التحديات التي يواجهها أي سوداني أتيحت له فرصة الدراسة بهذه الدول وهي لا يمكن اعتبارها نزهة سياحية بأي حال من الأحوال.و الكثير من هؤلاء الناس لم يبتعثوا من قبل الحكومة السودانية بل ذهبوا على حسابهم الخاص أو بمنح جزئية مقدمة من الجامعات التي قبلوا بها و كان عليهم العمل لساعات تمتد الى 18 ساعة في اليوم حتى يوفقوا بين متطلبات الدراسة و سعيهم لكسب الرزق الذي يتضمن بالاضافة للقمة العيش مصاريف الدراسة الباهظة.و أقول كلامي هذا عن تجربة حية مررت بها ففي حين استطعت أن أحصل بعد مثابرة و كفاح على منحة كاملة من الحكومة الهولندية لدراسة الماجستير لم أستطع أن أحصل سوى على منحة جزئية من جامعة أمريكية خاصة و أيضا لدراسة ماجستير ثاني و لكن في مجال مختلف و هو مجال الاعلام و الصحافة الذي أعشقه جدا.و أرجو الا يفهم هنا أني في حملة لاستعراض عضلاتي الاكاديمية و لكن الكلام جاب الكلام و كما يقولون الحديث ذو شجون. و الله وحده يعلم كم قاسيت و ناضلت حتي أتحصل على هاتين الشهادتين و اللتين أنا فخورة جدا بهما.و في ذات الوقت واعية تماما للواجب الذي يمليه عاي حصولي عاى هذا المستوى من التعليم تجاه بني وطني و بالذات من النساء المستضعفات واللائي لا حول لهن ولا قوة و في هذه اللحظة و لحين اشعار آخر اعتبر القلم و الكلمة هما سلاحي في مواجهة الظلم و القهر و و قمع الحريات و اضطهاد الانسان. و أنا اؤمن تماما أن الكلمة يمكن أن تحرك الناس و تغير العقول. و المثال الذي الذي تفضلت بذكره في مداخلتك السابقة عن اجتهاد الباحث الامريكي هو حقيقة واقعة و الشئ الذي جعلها هكذا هو وقوف ادارة الجامعة خلف أي أستاذ جامعي يقوم ببحث ما و توفير كل أدوات البحث اللازمة له بل و مكافاته على جودة البحث بعد انتهاءه منه.و هذا ما نعاني منه في السودان و لا تقدير للعلم و العلماء فحاملي الدال يركبون الدفارات و تجار الزيوت يسوقون أفخر السيارات.و أخي الصاوي لا يستطيع أي مبدع أو ذي علم أن يكون خلاقا معطاء مبدعا في جو كئيب خانق ليس فيه كتاب و لا معرض كتاب و لامنتدى ثقافي و لا حتى حريدة حائطية و لا برنامج تلفزيوني أو اذاعى يجدد نشاط العقل و الروح و ثم المقدرة على العطاء.أقول هذا و أذكر جارنا البوفيسور و الذي كان يعمل باحدى الوزارات وهو مطرود كل يوم من بيت ايجار الى آخر و ذلك لعجزه عن دفع الايجار عند بداية كل شهر و اذكر حسرته المؤلمة و هو يخبرنا أن بيته يغرق في ظلام دامس و لعدة أيام و ذلك لعدم مقدرته على دفع فاتورة الكهرباء.فهل تعتقد أن أي شخص يعيش في هذا الجو النفسي الخانق و يعاني كل هذ المعاناة لتوفير أبسط متطلبات الحياة الكريمة لنفسه و أسرته و التي هي حق مشروع له يقيه ذل الحاجة ومشقة سؤال الناس هل تعتقد بعد كل هذه المعاناة تكون لديه مقدرة أو حتى قل رغبة على العطاء.و أخيرا أخي الصاوي ما دام ثمن رغيف الخبز رقم وثمن ايجار البيت رقم و ثمن حليب أطفالنا رقم يصبح حق مشروع لأي صاحب لقب علمي رفيع أن ندعه يعيش و أن يقوم بواجبه المنوط له القيام به تجاه أسرته الصغيرة و أسرته الكبيرة ـ الوطنـ ما استطاع الى ذلك سبيلا. و أخيرا شكرا لهذا لبورد الذي أتاح لنا هذه الفرصة القيمة لنتبادل الاراء و الافكار و التي ترمي كلها لبناء الوطن و الانسان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: Alsawi)
|
الدكتور حيدر لك التحية والود الجميل أخي لاحظت أنك مشغول كثيرا بانتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، ومشغول كثيرا بمسألة التبرع لهم ، والأمران يلتقيان ، ويصبان في نهر أشواقنا ، فكم نحن مشتاقون ل كوسو العنيد الذي يمثل الطلاب ويمثل الإرادة الشعبية ، وأعتقد أن موضوع كوسو يرتبط بصورة ما بموضوعنا هذا ، وحقيقة أسميته موضوعنا لأنه لم يعد ملكا لي ، بل شاركني فيه وبنصيب أكبر الأخ ياسر الشريف والأخ الصاوي ( وسأتركهما بلا دال ) وهناك آخرين كانت اسهاماتهم كبيرة ، وجامعة الخرطوم وأخواتها ظلت لأجيال مفرخة للعلماء ، لكن ما يؤرقنا أن العديد من خريجي جامعة الخرطوم هم ممن اعتدوا على الشعب وعلى الوطن وكانوا وبالا على شعب دفع ما دفع ليخرجهم أبناء صالحين ، وأرى أن ما نتج حدث عن قصور كبير أصاب العلم في مقتل ، فالعالم الذي لا يتطور ولا يتقدم ولا يعمل مع الجماعة الساعية لكل تقدم أعتقد أنه غير جدير بلقب علمي مطلقا وسيظل كالحمار يحمل أسفارا ، وأحببنا أنا وإخوتي المشاركين أن ننبه الغافل وأن نطرح ما يمكن أن ينتشل البعض من هذه الغفوة وأن نقول أن وطننا يحتاجنا عاملين ولا يحتاجنا غافلين ، وها أنت أخي حيدر ( كمان بدون دال ) تتفق معنا كعادتك متفقا مع كل جميل وداعما لكل حق لك التحية ونأمل في مزيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
الاخ ودقاسم والصاوي وكل المشاركين هذا موضوع هام وقد قمتم فيه بطرح مساهمات ثرة لا مست العديد من جوانبه إن لم تكن كلها وهو موضوع قديم جديد سبق أن ناقشته جماعات وأحزاب ومنتديات وصحافة في السودان . كم كنت أتمنى أن يسعى بعض المناقشين بسرد تسلسل تاريخي للمناقشات القديمة لتفادي التكرار منذ أفندية الإنجليز مع عدم اغماط الحق الذي لا يجب ان يسقطه بهرج الإعلام لبعض منوري شعبنا من الأفذاذ الذين قاموا بهذا الدور سواء عليهم أكانوا أبلو سراويلهم على مقاعد الدرس كما يقول الشاعر رامبو أو يحظوا بهذا المجد.هناك منورون عظام في تاريخ بلادنا أمثال الشيخ بابكر بدري والبروفيسور التجاني الماحي والبروفيسور عبدالله الطيب وغيرهم من السياسيين والتربويين أنظر لتجربة بخت الرضا والمدارس النموذجية طقت ووادي سيدنا وحنتوب . دار الزمن دورته فلا يجب جلد الذات يا صاوي فما عساك فاعل إن رايت وسط هذا الظلام ان تخرج بمفردك لتمحو أمية فصل واحد ؟ لا يمكن للمتعلمين السودانيين تكرار تجربة الشيخ بابكر بدري فلكي تمحو امية الشعب السوداني في الظروف الحالية البالغة التعقيد انت تحتاج للقرار السياسي والموارد والمؤسسات والإستمرارية والإستنارة والخيال وإلا اصبح ما تفعله قطرة واحدة وهاجة في بحر من الظلمات سرعان ما تلفها العتمة. حسبك أن تؤسس مع زملاء التخصص لعمل ينتظر ساسة مستنيرين او جمعيات تمتلك او تسعى لامتلاك موارد . وأرجو الا أكون قد أحبطت أحداً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
الأخت ندى لك التحية وكريم الود أعتقد أن الأخ الصاوي قد طرح طرحا طيبا فيما يخص شح الدولة والإمكانيات التي تتيحها للبحث العلمي ، كما طرح بدائل المشاركة التي يتوقعها المجتمع من متعلميه ، وأعتقد أن المتعلمين مثلهم مثل الآخرين تطحنهم معركة اللهاث من أجل لقمة العيش ، لكن الوضع الذي فرض علينا كل هذا سيظل قائما ما لم ننظم أنفسنا ونعي دورنا ونسهم جميعا بالكلمة بالقول بالفعل في إزالة هذا الواقع المر الذي نعيشه ، ولو عدتي أختي ندى لبداية البوست لوجدتي أننا تحدثنا عن كيف أن الدولة كانت تقوم بابتعاث الدارسين وكيف أنها تخلت عن هذا الأمر تدريجيا إلى أن وضل إلى الصفر ، بل أن الدولة حاليا تأخذ من الدارس الذي يدرس على حسابه وتفرض عليه الرسوم والضرائب ، لكنها في نفس الوقت تمنح الفرصة لمجموعة الإنقاذ ونسمع كل يوم بدكاترة جدد من المنتمين إلى الإنقاذ ، وبدلا عن اسهامهم في بناء الوطن فإنهم يسهمون في تدميره
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اغمس عقلك في نهر العلم حتى لا يصبح لقبك العلمي ككعب أخيل (Re: ودقاسم)
|
الأخ بشرى الفاضل وأنت أخ وزميل من أيام حنتوب وضيف الله والزبير وجامعة الخرطوم وقد يكون مرور السنوات والجهد المتواصل قد أسقطا ودقاسم من ذاكرتك ، وقد قمت أنت في المقابل بترسيخ اسم بشرى الفاضل في ذاكرة الآخرين بهذا الذي أسميته أنا الجهد المتواصل ، ربنا يديك العافية والصحة لبذل المزيد من الجهد لك التحية سبقني الدكتور الصاوي في الرد على مداخلتك لكني لا أعتبر المداخلة والرد سؤالا وإجابة ، وأنما هما إضافات ، وإثراء حوار ، وشراكة في هم . ثم عقب الدكتور حيدر مضيفا- كعادته - من غزير علمه ، ومعاتبا لمن يتعشم فيهم كل الخير عن إغفالهم ذكر الأستاذ محمود ضمن الأفذاذ ، وأنا أطمئنه أن الأستاذ محمود يكون حاضرا دائما كلما تحدث الناس عن الاجتهاد وتجديد الفكر ، وأن بشرى لم يتوقف عند من ذكرهم بل أضاف أن هناك آخرين وأقول د. بشرى ، أن الفردانية في التنوير ليست مجدية ولا ممكنة في زماننا الغث هذا ، لكن هذا لا يمكن أن يعفينا من الاجتهاد والسعي الفردي في تطوير امكاناتنا الإبداعية والبحثية ، ومحاولة إيجاد البدائل والمخارج التي تمكننا من هزيمة الواقع ، أو على الأقل ضعضعة أرضيته الهشة أصلا ، وأحمد لك أنك أوضحت أن العمل الجماعي ممكن ومفيد ، ويمكن من خلاله انتاج ما لا يمكن ان ينتجه فرد ، وهذا ما سعينا إليه أنا وشركائي في موضوعنا هذا ، كما أننا طالبنا المتعلمين والمثقفين الاستمرار في الالتصاق بالعلم وهو ما أسميته في بداية حديثي هذا الموجه لك بالجهد المتواصل ، كما طالبنا بالتقاطع مع تطلعات الشعب والإسهام في حركة المجتمع وقلنا أن للشعب أدواته وأن هؤلاء المتعلمين والمثقفين هم أبناء الشعب وليست ببعيدة عنهم أدوات الشعب ، وكان دافعنا في كل ذلك هزيمة المنهج التبريري الذي ينتهجه البعض ويستخدمونه أداة لترسيخ الصفوية والابتعاد عن هموم الوطن لكم جميعا تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|