صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 07:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-30-2005, 09:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام

    من أين أتى هذا العبد الرحيم حمدي؟
    د. صديق أمبده
    ش
    Ι

    قدّم السيد عبد الرحيم حمدي وزير المالية السابق ورقة حول مستقبل الاستثمار في السودان في مؤتمر القطاع الاقتصادي للحزب الحاكم ( المؤتمر الوطني) والذي انعقد في قاعة الصداقة في الفترة 11-12 سبتمبر 2005.

    والورقة الموسومة " مستقبل الاستثمار في الفترة الانتقالية " تستعصي علي التعليق الهادئ لأنها مستِفزّة (بكسر الفاء وتشديد الزاي) وعلى درجة عالية من السذاجة السياسية والاقتصادية، وبها وقود شديد الاشتعال لعنصرية جديدة. وإذا سمع السيد حمدي بقول السودانيين "الجاك مشمِّر لاقى عريان" فربما يتوقع ملاقاة كثير من العريانيين (وليس العرايا) في إطار الدفاع عن أطروحته حول محور الشمال (دنقلا-سنار-كردفان).

    أشياء كثيرة مؤسفة تتعلق بالورقة المذكورة. أولها أنها صدرت عن وتمثِّل قناعات شخص كان في يوم من الأيام مسئولاً عن وزارة المالية الاتحادية. وثانيها أنها قُدّمت في مؤتمر الحزب الحاكم ولم نسمع بأنها رُفضت أو لم تتم إجازتها (ناهيك عن إدانة ما ورد بها من أفكار وتوجهات تفصل بقية أنحاء السودان عن محور السيد حمدي الشمالي). وثالثها أن التغطية الصحفية في صحيفتي الأيام (15/9/2005) والصحافة (13/9/2005) للمؤتمر قد تعرَّضت للورقة وأوردت بعض ما ذكره السيد حمدي ولكنها أغفلت تماماً الفكرة العنصرية الرئيسية للورقة. أي قام الصحفيون برقابة شخصية منهم (سنسرة) بحذف ما كان يجب أن يتم التركيز عليه حتى يعرف القراء أفكار حكامهم وإلى أين يقودونهم.



    أرى أن تنشر الصحيفة ورقة السيد حمدي كاملة ليحكم القراء بأنفسهم عليها وعلى كاتبها. وكما يلاحظ القارئ للملخص أدناه والذي حاولت فيه الإبقاء على لغة السيد حمدي كل ما أمكن ذلك فإن الورقة قد كُتبت على عجل وعدم اهتمام لا يتناسب وخطورة الآراء الواردة فيها ولا جديّة برامج الأحزاب السياسية، وهي إشارة سالبة في تناول الأمور عندما تأتي من شخص كان مسئولاً عن المال العام في يوم من الأيام. وسيلاحظ القارئ كذلك أن الآراء قد وردت كما ترد في الجلسات الخاصّة دون تدقيق، وليس من الصعوبة تخيُّل الألفاظ والأوصاف المحذوفة في مثل هذه المناقشات والجلسات الخاصّة. وإلى حين نشر الورقة كاملة فإن خلاصة أطروحة السيد حمدي (تتخللها بعض التعليقات مني) هي كما يلي:

    يقول السيد حمدي أن التكليف يجئ من حزب سياسي، وليس من الدولة. ولهذا يُفترض أن تُراعى الإجابة عليه مصلحة الحزب في الاستفادة من الاستثمار خلال الفترة الانتقالية ليحقق له مكاسب تضمن استمرارية الحزب في الحكم. ثم يطرح أسئلة حول أي نوع من الاستثمار يريد؟ وفي أي مواقع من القطر؟ ثم يأتي بعدة افتراضات يبني عليها السياسات التي يقترح على المؤتمر الوطني تبنِّيها ومنها:

    1. إن التدفقات المالية المتوقعة من اتفاقية أوسلو ومن المؤسسات الدولية والإقليمية سوف تأتي متأخرة وستكون أقل بكثير من التوقعات وسيتجه ما يأتي منها إلى مناطق معينة محددة سلفاً بموجب اتفاقية السلام. ولذا فهي ستكون أساساً خارج يدنا ولن يُفيد منها الشمال (يقصد محور الشمال) كثيراً.

    2. عكس ذك فإن التدفقات المالية العربية والإسلامية الرسمية وبالذات الخاصّة أتت وسوف تأتي إلى الشمال الجغرافي. ويسهل أن تجذب إليه لما لنا في الشمال من علاقات شخصية ورسمية مع هؤلاء المستثمرين ( المفهوم أن السيد حمدي لم يرث الوزارة وأن العلاقات التي خلقها مع هؤلاء المسئولين هو وغيره كانت نتيجة تكليفه بمهام لوزارة لكل السودان وليس لتوظيفها لأشياء شخصية أو أجزاء معيّنة من السودان أليس كذلك؟).

    3. إن القوة التصويتية التي ستحسم أي انتخابات قادمة هي في الشمال الجغرافي ابتداءاً من ولايات الشمالية حتى سنار/الجزيرة/النيل الأبيض. وهي الأكثر تدرباً على الانتخابات. والأكثر وعياً..وهي بموجب هذا التعليم والوعي الأكثر طلباً للخدمات والإنتاج وفرص العمل ولهذا فإن التركيز لابد أن يكون هنا بالضرورة.( يُعاقب السيد حمدي الأقاليم الأقل تعليماً ووعياً نتيجة لسياساته وسياسات أمثاله من المسئولين ويقدِّم خدمات الحزب والدولة للأكثر طلباً وليس للأقاليم الأكثر تخلفاً ولا للمواطنين الأكثر احتياجا.ً وهذا أدب سياسي جديد لاشك بالإضافة إلي المغالطات الواردة بالافتراض).

    4. إن الجسم الجيوسياسي في المنطقة الشمالية المشار إليه أعلاه وسأُطلق عليه اختصاراً (محور دنقلا- سنار+كردفان) أكثر تجانساً..وهو يحمل فكرة السودان العربي/ الإسلامي بصورة عملية من الممالك الإسلامية القديمة قبل مئات السنين.. ولهذا يسُهل تشكيل تحالف سياسي عربي/إسلامي يستوعبه. وهو "أيضاً" الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي/ الاستعماري/ الاستقلال.. وظل يصرف عليه.( أنظر إلى هذا الهراء. السيد حمدي يريد سوداناً متجانساً عرقياً بدون درافور والجنوب والشرق. يا سيد حمدي منذ متى كان التجانس العرقي شرطاً للدولة الواحدة؟ومع من تريد أن تشكِّل تحالف عربي/إسلامي تزج بالسودان في داخله؟ في اعتقادي إن الإنقاذ قد وعت الدرس أو أتمنى ذلك على الأقل).

    5. انحسار موارد اقتصادية هائلة من المركز الشمالي (محور دنقلا- سنار /كردفان) قد تصل بحسابات اليوم الثابتة إلى 65% من موارد الميزانية العامّة للدولة.. ويترتب على هذا ضرورة تطوير موارد السودان الشمالي التقليدية بصورة دراماتيكية وسريعة جداً لمقابلة تطلعات أهله إذا أردنا أن نكسب أهل هذا المحور لمشروعنا (السياسي).( كما يعلم السيد حمدي فإنه ليست في علم الاقتصاد حسابات ثابتة وإنما أسعار ثابتة وليس هنالك ما يسمّى بتطوير للموارد بصورة دراماتيكية وسريعة في الاقتصاد.وكما أسلفتُ من قبل فإن هذا لا ينم عن جهل بقدر ما يدلُّ على عفوية في تناول الأمور المصيرية وهو شئ مؤسف).

    6. إن أي سياسة واسعة وكبيرة مطلوب تنفيذها بفعالية تحتاج إلى أن توكل إلى طاقم من المؤمنين بها للنفاذ بها إلى الواقع.( يؤكد السيد حمدي على سياسة التمكين رغم اتفاق السلام ورغم دخول قوى سياسية أخرى للحكم).

    7. إن الوحدة قد لا تتم ولهذا يجب أن نعمل للبديل بجد ومنذ الآن وألا نستسلم لافتراض أن الوحدة " ستصبح" جاذبة بقدرة قادر( يعني أن السيد حمدي يعمل لأن تكون الوحدة غير جاذبة بافتراض أنها سوف لن تتم في جميع الأحوال. تماماً مثل الجندي الذي قيل أنه أردى أحدهم قتيلاً قبل ميعاد حلول حظر التجول وعندما سُئل قال أنه يدري أين يسكن القتيل وسوف لن يتمكن من الوصول إلى منزله في فترة الخمسة دقائق المتبقية من بداية حظر التجول ولذا قام بإطلاق النار عليه).

    ثم يُحدد السيد حمدي ما هو المطلوب وهو أن يكون الاستثمار سريعاً جداً وكبيراً جداً وأن يكون مردوده عالياً ومغرياً جداً ثم يقول يجب أن نفكر تفكيراً راديكالياً..لأن المطلوب الآن أمر يتعلق بالحفاظ على كيان الأمة وهويتها وليس على هيكل موارد الدولة!( أولاً في الاقتصاد فيما أعلم أنت لا تستطيع أن تجذب استثمار كبير وسريع وتُحدد له عائد مغري في نفس الوقت لأنك لا تستطيع أن تتحكم في كل المحددات. والمستثمر يُقارن بين العائد والمخاطر وهنالك مناخ جاذب للاستثمار يبدأ بسن قوانين مشجعة للاستثمار ويتضمن عدالة التقاضي أما المحاكم والشفافية والاستقرار الاقتصادي و السياسي وغيره وليس من الممكن أن تستعجل الاستثمار في أي وقت تشاء ودون توفير المناخ الملائم فالقرار ليس لك). ثانياً ( الأمة التي يتحدث عنها السيد حمدي أمة سودانية جديدة(محور الشمال). ويريد أن يستجدي الاستثمار العربي والإسلامي ليهب لنجدتها استثمارياً لأن كيانها مهدد.وأعتقد أن كل هذا لا يخلو من سذاجة سياسية).

    أما المجالات التي سوف تُحقق هدف العائد الكبير (في رأي السيد حمدي) فهي:

    أولاً : تطوير موارد الثروة الزراعية والحيوانية القابلة للتطوير السريع.( كما يعلم السيد حمدي فإن طالب السنة الأولى في الاقتصاد يدري أن الاستثمار في الزراعة خاصّة في السودان كثير المخاطر وليس كبير العائد ولا سريعه ويحتاج إلى زمن ليس بالقصير وقد هربت غالبية الشركات من الاستثمار في الزراعة خلال السنوات الماضية).

    ثانياَ: البناء والتشييد خاصّةَ في قطاع المنازل الشعبية والاقتصادية بصورة واسعة جداً في كل مدن الإقليم المحوري. هذا الاستثمار هو حجر الزاوية في كسب قطاعات الفئة الوسطى والشعبية لمشروعنا السياسي.( المفهوم أن المنازل الشعبية هي تلك التي في متناول الأغلبية وقد تحتوي على شئ من الدعم وهي رخيصة الثمن فكيف تكون من مجالات الاستثمار ذو العائد الكبير؟).


    يقول السيد حمدي عن الاستثمار الذي يريده وفي أي مكان أو أي مواقع في القطر: لعل الإجابة أصبحت واضحة بالضرورة وهي يجب أن ندعو ونعمل لتركيز الاستثمار الداخلي والخارجي في محور الشمال (دنقلا- سنار+كردفان) ويمكن أن نوجه بعض الاستثمارات لبعض المناطق الأخرى- شرق السودان ودارفور إذا توفر الاستقرار السياسي.(عطَّية مزيّن كما يقال).

    ويختتم السيد حمدي نظريته في سودانه الجديد بأن:

    إن الهدف من كل الإجراءات والسياسات المذكورة أعلاه هو إحداث حراك هائل في الجسم الاقتصادي للمنطقة المحورية خلال فترة قصيرة..وبصورة فعّالة..والأفكار المذكورة هنا ليست نهاية المطاف وإنما هي بداية..

    ولنتذكر أن المطلوب هو أن تتحرك الموارد من اتجاه الدولة (حيث سوف ينالها سيف التقسيم) إلى اتجاه المجتمعات والكيانات المستهدفة لإحداث التغيير المطلوب الذي يصب في مصلحة السودان المحوري ومصلحتنا.( إذن هذه هي القضية وليذهب الآخرون إلى الجحيم!).



    عملياً كما ألمحت من قبل يطول الرد التفصيلي على أطروحات السيد حمدي حول ما أسماه محور الشمال لأنها شبكة من الثقوب المتصلة لا تمسك نقطة ماء واحدة. خلل في المنهج وضيق أفق في السياسة وخلط في المفاهيم الاقتصادية. ورغم كل شئ فالخطورة لا تكمن فقط في الأفكار الواردة في الورقة وإنما في السكوت عليها، خاصّةً من الحزب الحاكم. وذلك لأن بها رائحة عنصرية جديدة تزكم الأنوف ولأنها تُثير أسئلة كثيرة وتنكأ جراحاً قديمة حول المسكوت عنه.

    هل كانت هذه أفكار السيد حمدي منذ أن كان والياً على المال العام أكثر من مرة؟ وعلماً بأن وزارة المالية مسئولة عن التخطيط وتوزيع موارد الدولة المالية فهل وجّه السيد حمدي بتركيز الصرف على محور الشمال منذ ذلك الحين؟ كم من مسئولي الدولة في السنوات الأخيرة يحملون أفكاراً شبيهة بأفكار السيد حمدي بمن فيهم وزراء سابقون للمالية؟ للأسف يجري الآن ربط سريع بين هذه الأفكار والأسئلة الحائرة حول طريق الإنقاذ الغربي ولماذا لم يُنفذ رغم أن جُلّ موارده من بيع السكر المخصص لمواطني دارفور. وأسئلة أخرى حول تحويل ثقل الجمارك للبضائع القادمة من ليبيا إلى دنقلا بدلاً عن مليط في شمال دارفور بفئات تفضيلية لصالح دنقلا في سنوات الإنقاذ الأولى. ويجري الآن الحديث مجدداً عن خزان مروي وهل هو فعلاً مشروع قومي أم خاص بمحور الشمال. وأحد الأسباب وفقاً لملاحظة الأستاذ محمد إبراهيم كبج (وهو ليس من الأقاليم المهمشة) فإن مشروع الخزان لا يحتوي على مد خط كهرباء حتى لكردفان .(هل السبب اقتصادي -عدم جدوى- أم سبب آخر؟) أسئلة كثيرة كما يقول العامل الذكي في قصيدة بيرتولد بريخت الشهيرة بنفس الاسم.

    صحيح أن مؤتمرات قطاعات المؤتمر الوطني كثيرة ومتنوعة، والأوراق المقدَّمة كثر. وربما يقول قائل أن العبرة بما يتم تبنّيه من توصيات، أو أن المؤتمر الوطني به ديمقراطية داخلية تسمح لمنتسبيه بالتعبير عن آرائهم ولا يُحاسب الحزب على الآراء الفردية لأي من أعضائه. كل هذا صحيح وممكن أن يُقال به على سبيل دفع الحجج. ولكن الصحيح أيضاً أن بالمؤتمر الوطني سياسيين شرود (بالإنجليزية). أي ذوو خبرة طويلة وحنكة سياسية-لا تفوت عليهم خطورة الآراء المطروحة، ولو أرادوا قبرها لما سمحوا لها أصلاً بالتوزيع والتداول فهل سمحوا بها لجس نبض الشارع السياسي.أطروحة السيد حمدي عملياً(إن لم يتم تدارك الأمر) هي في رأي البعض قد تكون خارطة الطريق إلى فهم أشياء كثيرة في زمن الإنقاذ من التمكين المستمر والإمساك بمفاصل الدولة السياسية والاقتصادية وهيمنة مجموعات قبلية بعينها على قطاعات اقتصادية هامّة (أي تمكين داخل التمكين) والأهم من ذلك كله تنصُّل الدولة من مسئوليتها تجاه الأقاليم النائية حتى رفَع بعض أبنائها السلاح.

    في رأيي المتواضع سوف يُسدي المؤتمر الوطني جميلاً كبيراً لنفسه وللسودان إذا تبرأ من أطروحات السيد حمدي قولاً وفعلاً لأن هنالك قرارات وسياسات كثيرة اختلف الناس في تفسيرها في وقتها وردوها إلى قصر النظر أو للسياسات الفردية للمسئولين وليس لسوء قصد مبيّت من أعلى المستويات سوف يعيدون بحثها الآن. وسوف يقلِّب هؤلاء في الدفاتر القديمة وربما تصعُب الإجابة على كثير من تصرفات الإنقاذ وسياساتها.

    السيد حمدي يدعو إلى سودان جديد على طريقته (دنقلا-سنار-كردفان) يمكن للمؤتمر الوطني أن يحكمه ويستمر في حكمه و هو الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي، على حد قوله. فمن أين أتى هذا العبد الرحيم حمدي؟ (إذا جازت الاستعارة لهذا السؤال الشهير) هذا الشخص الذي يقصقص أطراف الوطن لتلائم قامة حزبه (ولا يهِّمو). وماذا يقول ممثل الحكومة والمؤتمر الوطني لمتمردي دارفور في المفاوضات إذا جاءوا متأبطين ورقة السيد حمدي؟ هل سمع كبار ساسة المؤتمر الوطني ومسئوليه بالقول الشهير(سقطت دولة الغساسنة عندما تولَّى صغار الرجال كبار الأمور؟) .

    بهــذا أكتفي ولا زال (الجوف يطقطق بالكلام) على حد قول المرحوم الشاعر عمر الدوش.



    د. صديق أمبده
    19/9/2005
                  

10-01-2005, 05:00 AM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 950

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    Quote: السيد حمدي يدعو إلى سودان جديد على طريقته (دنقلا-سنار-كردفان) يمكن للمؤتمر الوطني أن يحكمه ويستمر في حكمه و هو الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي، على حد قوله. فمن أين أتى هذا العبد الرحيم حمدي؟ (إذا جازت الاستعارة لهذا السؤال الشهير) هذا الشخص الذي يقصقص أطراف الوطن لتلائم قامة حزبه (ولا يهِّمو).


    حمدى بك ، الدفتردار الجديد، حفيد محمد على باشا، لا يريد خيرا للسودان، شماله، وغير

    شماله، السودان بالنسبة له مورد مالى بما تحمل ارضه من خيرات ، والسودانيون،فى عرفه

    ، كما كان فى عقلية محمد على باشا، رجال للاستغلال وتسخيرهم للدفاع عن اطماع الباشوات

    الجدد!!!!!!

    العب غيرها.... يا حمدى ..بك.... واعمل حسابك من احفاد المك نمر أيهاالدفتردار

    الجديد!!!

    ويا أهل السودان الشمالى...كفاية نوم... الدفتردار واصحابه وجنوده المرتزقة على

    أبوابكم

    شكرا أخى الكيك على ايراد هذا المقال

    تحياتى

                  

10-01-2005, 06:57 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    الأخ \ الكيك.
    تحيه طيبه:
    Quote: أشياء كثيرة مؤسفة تتعلق بالورقة المذكورة. أولها أنها صدرت عن وتمثِّل قناعات شخص كان في يوم من الأيام مسئولاً عن وزارة المالية الاتحادية. وثانيها أنها قُدّمت في مؤتمر الحزب الحاكم ولم نسمع بأنها رُفضت أو لم تتم إجازتها (ناهيك عن إدانة ما ورد بها من أفكار وتوجهات تفصل بقية أنحاء السودان عن محور السيد حمدي الشمالي).
    نعم، من الموسف جداَ ، هذه المفاهيم "منبثقه" من آيدولوجية طقمه بحالها وليست منبثقه من فرد بعينه إنما حمدي هو ظلال لتلك الآيدولوجيه.
    Quote: إن الجسم الجيوسياسي في المنطقة الشمالية المشار إليه أعلاه وسأُطلق عليه اختصاراً (محور دنقلا- سنار+كردفان) أكثر تجانساً..وهو يحمل فكرة السودان العربي/ الإسلامي بصورة عملية من الممالك الإسلامية القديمة قبل مئات السنين
    إفتكر هذه أماني لتلك الشريحه أكثر من أن تكون واقع قد تعيشه يوماَ ما، في زمن توفرت فيه المعلومة وبالذات المتعلقه بكيفيةإدارة الدوله.
    فعلاَ هذه أفكار تعتبر جس لنبض الشارع كما قال د. صديق أمبده.
    لابد من التصدي لها في باكورتها بل دحرها قبل أن تتخطي مرحلة التنظير للتنفيذ وهذه مسئوليه الجميع.
    من عبر هذا البوست القومه للدكتور صديق.
    فائق مودًتي.

    (عدل بواسطة Mohamed Adam on 10-01-2005, 07:04 AM)

                  

10-01-2005, 09:37 AM

Mohamed Suleiman
<aMohamed Suleiman
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 20453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: Mohamed Adam)


    الأخ الكيك
    لك التحية
    Quote:
    7. إن الوحدة قد لا تتم ولهذا يجب أن نعمل للبديل بجد ومنذ الآن وألا نستسلم لافتراض أن الوحدة " ستصبح" جاذبة بقدرة قادر( يعني أن السيد حمدي يعمل لأن تكون الوحدة غير جاذبة بافتراض أنها سوف لن تتم في جميع الأحوال. تماماً مثل الجندي الذي قيل أنه أردى أحدهم قتيلاً قبل ميعاد حلول حظر التجول وعندما سُئل قال أنه يدري أين يسكن القتيل وسوف لن يتمكن من الوصول إلى منزله في فترة الخمسة دقائق المتبقية من بداية حظر التجول ولذا قام بإطلاق النار عليه).

    ثم يُحدد السيد حمدي ما هو المطلوب وهو أن يكون الاستثمار سريعاً جداً وكبيراً جداً وأن يكون مردوده عالياً ومغرياً جداً ثم يقول يجب أن نفكر تفكيراً راديكالياً..لأن المطلوب الآن أمر يتعلق بالحفاظ على كيان الأمة وهويتها وليس على هيكل موارد الدولة!( أولاً في الاقتصاد فيما أعلم أنت لا تستطيع أن تجذب استثمار كبير وسريع وتُحدد له عائد مغري في نفس الوقت لأنك لا تستطيع أن تتحكم في كل المحددات. والمستثمر يُقارن بين العائد والمخاطر وهنالك مناخ جاذب للاستثمار يبدأ بسن قوانين مشجعة للاستثمار ويتضمن عدالة التقاضي أما المحاكم والشفافية والاستقرار الاقتصادي و السياسي وغيره وليس من الممكن أن تستعجل الاستثمار في أي وقت تشاء ودون توفير المناخ الملائم فالقرار ليس لك). ثانياً ( الأمة التي يتحدث عنها السيد حمدي أمة سودانية جديدة(محور الشمال). ويريد أن يستجدي الاستثمار العربي والإسلامي ليهب لنجدتها استثمارياً لأن كيانها مهدد.وأعتقد أن كل هذا لا يخلو من سذاجة سياسية).

    ورقة السيد حمدي تحمل أفكارا ليست نشازا في ذلك المناخ الذي طرحت فيه . بل جاءت ورقته لتكمل الصورة التي رسمها التشبث المستميت بوزارتي الطاقة و المالية . فالخطة هي ببساطة أن تنتهز فترة الستة سنوات في شفط موارد الجنوب و الغرب و الشرق لأغداقها علي الشمال (محور دنقلا-سنار ..... بلا كردفان ) حتي أذا ما أنقضت فترة الستة سنوات ( تضم كردفان ) يستيقظ الناس علي شمال ( المحور أعلاه) مزدهر أقتصاديا و صناعيا و ليس فقط مكتفيا صناعيا فقط بل يقفز الي الوجود كدولة جديدة كاملة التطور ( ظاهرة الشرنقة التي تخرج الي العالم ككيان كامل النمو بعد ان التهمت كل ما في كيس التشرنق ).
    هذه هي نفس الأفكار التي تعشش في عقول البشير و عوض الجاز و علي عثمان و بقية الشلة الحاكمة . لكنها هي نفس الأفكار التي تحمل في طياتها مواصفات موات هذا المحور الشمالي لأسباب كثيرة أهمها:
    1 - بتفكير و تصرفات نخبة المؤتمر الوطني لم يدعوا أي مجال لأهل الجنوب و دارفور و الشرق غير الشك العميق في نوايا من يحكمون السودان . الثقة و هي أهم مرتكزات العلاقة بين الحاكم و الرعية الآن صفرا .
    2 - فترة الستة سنوات هي فترة قصيرة جدا في حياة الامم . هذه الشراهة في سرقة موارد أقاليم الجنوب و الغرب و الشرق لصبها بكثافة في الشمالية بقصد مسابقة الزمن ستكون بلا جدوي . بل سيحولون الشمالية الي ثقب أسود تمتص كل الأموال المنهوبة و التي ستهدر في السدود و مجمعات صناعية و زراعية لتغذية أسواق مشبعة بمنتوجات شبيهة سواء في الشرق الأوسط او اسيا أو أوربا. الأستثناء يكون في منتوجات كردفان ( محاصيل نقدية و منتوجات حيوانية مطلوبة عالميا كالصمغ و الحبوب الزيتية و اللحوم و الترول ... فكردفان هي أمتداد لدارفور ... و هذا سبب آخر يشكك فب بقاء كردفان في هذا المحور ).
    3 - سيحكم هذا المحور علي نفسه بالأنغلاق جغرافيا و سياسيا و أقتصاديا لأنه سيكون محاطا بسياج متصل من الكتلة الجديدة الناشئة ( دارفور - الجنوب - الأنقسنا- الشرق ). هذا الانغلاق سيحرمه من أسواق أفريقيا ( غربا و جنوبا و شرقا ) . أفريقيا في العقود القادمة ستكون السوق التنافسية العالمية . فقد تشبعت كل مناطق و قارات العالم الأخري بالصناعة و التجارة و الزراعة و تبقت أفريقيا .
    4 - لا يستطيع هذا المحور في تنافس الكتلة الناشئة ( الجنوب و دارفور و الشرق ) في جذب الأستثمار العالمي . فمناخ هذه المناطق من ناحية أقامة مجمعات صناعية و زراعية و تجارية أفضل بكثير من مناخ المحور . أيضا الجنوب سيكون بوابة لوسط و جنوب و شرق أفريقيا . دارفور ستكون بوابة لشمال أفريقيا فأوربا ( ليبيا ) و غرب أفريقيا و وسطها . الشرق سيكون البوابة للقرن الأفريقي و آسيا . أي عرض يقدمه هذا المحور للمشتثمر العالمي و المحلي ... يمكن تقديم عرض أحسن منه في المناطق الناشئة ( الجنوب و دارفور و الشرق ).
    5 - حقيقة بسيطة تغاضي عنها حمدي و زمرته . ففي التركيز علي الأستثمار العربي و الاسلامي و تجاهل الغربي ( لأن الغرب بحسب أستنتاجهم سيدعم دارفور و الجنوب و الشرق )...... تجاهلوا ان هذا المستثمر العربي و الأسلامي سيحركه الغرب .
    و الأخطر أن أسرائيل في الفترة القادمة ستدخل لاعبا أساسيا في أسواق أفريقيا و ستكون نشطة في علاقاتها مع الدول العربية و الأسلامية ( بعد تداعيات أسطنبول و كراتشي و جاكرتا و نيويورك و هرولات العرب السرية) .

    ما فات علي المؤتمر الوطني أنهم يحفرون قبورهم بأيديهم . فقط أكدوا لأهل الجنوب و دارفور و الشرق كل شكوكهم فيهم طيلة الخمسين سنة الماضية .
    و التعجل في الأشتثمار بغزارة و سرعة في محور الشمال لبناء أقتصاد قوي في فترة وجيزة جدا بمال منهوب لا يعدو سوي تهور أقتصادي مريع ... لأنه كلما صعدت عاليا .... كلما كان سقوطك أكثر ألما و أعلي دويا.









    ء

    (عدل بواسطة Mohamed Suleiman on 10-01-2005, 10:01 AM)
    (عدل بواسطة Mohamed Suleiman on 10-01-2005, 10:40 AM)

                  

10-01-2005, 11:38 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: Mohamed Suleiman)

    الاخوة الاعزاء
    مهيرة
    محمد ادم
    محمد سليمان
    اشكركم على المرور والتعليق ...اتفق مع بعض الاراء واختلف مع البعض من تناول امر البلاد من منظور حمدى نفسه وهو كما تعلمون لا يمثل الشمال والانقاذلا تمثل الشمال ايضا والذين بنطلقون من هذا المحور مخطئون لان اكثر الناس تضررا من الانقاذ هم اهل الشمال ..
    الاخ محمد سليمان
    يا ريت لو اهل الانقاذ وظفوا ثروتهم لجعل الشمال اغنى فى كل شىء ..الحاصل يا خوى ان اموال البلد وثرواته لا توظف لا فى الشمال ولا فى الغرب ولا فى الشرق السودان الان اكثر بؤسا فى كل شىء مما كان قبل البترول الان نحن نستورد البترول ونصدره نستورد السكر ونصدره نستورد الذرة ونصدرها نستورد الصلصة والطماطم ...غرب وشرق وجنوب السودان ياكلون من الاغاثة الامريكية والدولية ..اهل الشمال هربوا من اقليمهم بعد محاربة الدولة للزراعة ووضع الضرائب العالية على الجازولين والجبايات المتعددة التى تفرض بلا قانون ..
    انا من اقليم وسط الشمال لا يزال اهله يشربون من ماء البئر بالدلو لم تبنى الحكومة لنا اى مرفق حكومى حتى الان منذ الاستقلال المدارس والمراكز الصحية وحتى نقطة الشرطة بناها الاهالى المقتدرون والمغتربون ..لا نحس بوجد حكومةالا بما فيه ضرر لنا وانا دائما اكاد اجزم بان اى دولة لو انزلت لنا ما يعادل مليون شخص فى منطقتنا لما علم بهم احد ويمكن ان يشكلوا دولة فى شمال السودان ولا يحس بهم احد لان الحكومة غائبة وبشكل كامل عن شمال او معظم شمال السودان الشاسع المساحة
                  

10-04-2005, 01:53 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    ................
                  

10-04-2005, 07:42 AM

Mohamed Suleiman
<aMohamed Suleiman
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 20453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)


    الاخ الكيك
    رمضان كريم
    أحيانا أجنح الي التفكير بطريقة بعض أهل المنطق . لبرهان أثبات الشئ يبدأون بفرضية النقيض . فأذا كانت الخلاصة متناقضة مع المنطق , فأن عكس الفرضية هي الصحيح .
    و لنفترض أنني علي خطأ ... سمه تعميما أن شئت .
    و لننظر الي مجريات الاحداث في كل ما يخص دارفور و ردود فعل أهل السودان .
    - نجد أنه و بعد أكثر من عامين من المذابح بدارفور .... أن نفس التيم الذي نفذ هذه المذابح هي مازالت ممسكة بزمام الامور .
    - يدخل بعض مثقفاتية الشمال في جدل دائري لأثبات مقولة أن كل السودان مهمش . و بالتالي سلب أهل دارفور حق الأحتجاج الذي قاد الي مواجهات مسلحة .
    - صحفيو السودان يتذرعون بسطوة السلطان و أمنه في تكميم أفواههم و عدم طرح مأساة دافرور في صحائفهم طيلة عامين أو أكثر . لكننا نجد نفس هذه الحملان الصحفية تحولوا الي كلاب شرسة عندما عمت العاصمة و ليومين أثنين فقط أحداث شغب . بل تطاولت نفس هذه الألسن علي السلطة و طالبوا بأقالة كل رموزها و عقد لجان تحقيق و المطالبة بالتعويض الفوري لكل المتضررين و عقاب الجناة فورا .
    - أذا كانت هذه النظريات الأنفصالية تأتي من معتوه من العوام واحد لأقتنعنا أن هذا هو من شواذ القاعدة . لكن أن تأتي نظريات الأنفصال من أناس مقربون جدا من أهل الحكم و يمثلون ثقلا فكريا و أقتصاديا و سياسيا و أجتماعيا من قبائل متنفذة في السلطة و يكونون منبرا أقوي من احزاب شاركت في رفع علم أستقلال السودان ... ثم يأتي آخرون مؤيدون لهم و معضدون لمواقفهم الأنفصالية بالأرقام و دراسات جيوسياسية ... الأمر واضح أن فصل دارفور هو متغلل في وجدان أهل الشمال و ان نظرتهم لدارفور هي: أما ان تستمر دارفور كمزرعة تمد أهل الشمال بما لذ وطاب و كل أهلها مسخرون للعمل في هذه المزرعة أو لتذهب دارفور و أهلها أدراج الرياح .
    - أربعة أيام قبل رمضان شنت حكومة المركز و أعوانها الجنجويد حملات قتل و تشريد علي أهل دارفور طالت معسكرات ظنوا أن لها من الحرمة تقيهم شرور هذه الحكومة و أعوانها .
    قل لي يا الكيك كم كلمة ادانة قرأتها هنا في المنبر ؟ كم صحفي و صحفية سطروا مقالات ليست تدين الحكومة بل علي الأقل تعكس حال أولئك البؤساء . قرأنا التفاصيل و ردود الفعل عبر وكالت الأنباء الأجنبية و صحف نيويورك تايمز و صحف لاغوس و موقع الجزيرة ... و تصفحنا مواقع صحف السودان و وجدناها ملأي بأخبار العراق و فلسطين و أعاصير أمريكا و صولات و جولات البشير و تفقد عوض الجاز لمحطات البنزين ... نفي مطرف صديق لخبر لم يوردوه أصلا .
    - ها هو البورد امامك .... لتقرأ مواضيعه .... هل تحس أن دارفور تمت لكم ؟
    و عليه قرائن الاحوال و بينات الواقع تؤكد لي أن فرضيتي ... هي الخطأ
    و دائما في ذاكرتي كلما رأيت صمت باقي أهل السودان تجاه ما يحدث بدارفور .. حديث المصطفي: الساكت عن الحق شيطان أخرس .
    و ترن في مسامعي جملة ظلت تكتبها منظمة العفو الدولية في نهاية أي فيلم وثائقي عن مأساة دارفور:
    In our silence we are complicit

    و ترجمتها : " في صمتنا نحن مشاركون " .





    ء

    (عدل بواسطة Mohamed Suleiman on 10-04-2005, 07:54 AM)

                  

10-04-2005, 09:53 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: Mohamed Suleiman)

    مين القال للسيد الوزير ان كردفان تريد ان تكون جزء من ذاك المحور...اخبرنى بعض الاخوه فى وزاره الماليه زمن نميرى بان اقليم كردفان عام 84 عام المجاعه قد سجل فائض فى الميزانيه يقدر بالملايين لسبب بسيط هو ان بيروقراطيه الموظفين فى وزاره الماليه والظاهر 80% من اقليم واحد كانت تماطل فى التصديق وصرف بنود الميزانيه المجازه من وزاره الماليه والتخطيط وبالاخص المشاريع التنمويه وعند نهايه السنه الماليه يضاف المبلغ الغير منصرف للميزانيه الجديده وهكذا دواليك وفى نفس الوقت تصرف كل مستحقات الاقاليم التى ينتمى اليها الموظفون من ذلك الاقليم .... ولا عجب ان تجد مصانع ضمن خطط تنميه نميرى (سكر ملوط , فواكه واو , غزل انزارا, البان بابنوسه, خور ابوحبل, وساق النعام وعيرها من المشاريع الكبيره ) تبدء ويتم استيراد كل مدخلات الانتاج وفجئه يتم التوقف وينقطع التمويل بعد صرف اكثر من 50% من التكلفه والنتيجه تلف كل اليات المشاريع لانها فى العراء ( تصديه ونهب)..
    لقد تداخلت مع بعض الاخوه فى حوار عقلانى لحلحله هذه الظاهره وكان البوست تحت عنوان نخبه نيليه ام نخبه حاكمه

    لابد من تقيير هذه الذهنيه لكى ينطلق المارد السودانى

    رمضان كريم
    دودى

    (عدل بواسطة Mohamed Doudi on 10-05-2005, 09:56 AM)

                  

10-04-2005, 11:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: Mohamed Doudi)

    شكرا الاخ محمد سليمان على الكلام الرصين واقدر لك غيرتك على دارفور واهلها وكلنا محزونون لما حصل ولا اعتقد ان اى سودانى شريف وامين مع نفسه والاخرين يقبل ما حصل ..وانا معك ان الصحافة السودانية المملوكة للدولة تسير فى خط اعلامى ناطق باسم الدولة ولكن الصحف الاخرى والتى يشارك القطاع الخاص فيها باسهم مقدرة كتبت ووقفت موقفا صلبا مساندا لاهل دارفور الحاج وراق ومنصور العجب وزهير السراج ورباح الصادق وعبد الله ادم خاطر وفيصل محمد صالح وغيرهم من الصحفيين المميزين رغم ما تفرضه الدولة عليهم وعلى صحفهم من حصار ..
    لكننى لاحظت فى بعض الاحيان بعض الاخوة من يكتبون عن قضية دارفور ينحرفون للاساءة لاهل الشمال ويحسبون النظام القائم الان هو نظام الشمال انطلاقا من الخط السياسي والاعلامى للمؤتمر الشعبي والذى دشن به عمله عقب الصراع المرير فى تنظيم الاخوان المسلمين وهو تنظيم جل اعضائه من اقليم دارفور والاقليم الشمالى وعندما حدث الصراع بين الاخوة اعتقد بعضهم ان المقصود هو على الحاج وكومه داخل الحزب لانه كان المشرف على هذا الاقليم والامر الناهى ارجع لقضية بولاد مع حزبه وكيف خرج غاضبا من ممارسات كان يحميها على الحاج وهو ابن دارفور نطق بالحق ووجد الصد من ابن دارفور والمشرف السياسي ولم يجد الانصاف من امير المؤمنيين الترابي الذى حابي المشرف السياسي والمقرب اليه على حساب استقرار دارفور فكانت الشرارة التى اوقدت تلك النار واحرقت اهل دارفور اذن تنظيم الاخوان المسلمين هو من اشعل تلك النار وهذه هى الحقيقة وليس كما يدعى حزب المؤتمر الشعبي وخليل ابراهيم وزعيمه على الحاج ..والكلام هنا يطول ..

    الاخ دودى
    اشكرك على التعليق والمرور
    اتذكر ان نميري قال ان كردفان حققت فائضا فى الميزانية وكانت فيها مجاعة والحاكم حينها اراد الحفاظ على كرسيه ونيل الرضا وكان رضا الرئس وقتها اهم من روح انسان جائع فى جنوب كردفان وعقلية التسلط لاتزال موجودة فى كثير من كودرنا السياسية وخاصة الاخوان المسلمين ..وتشكيل الحكومة الحالية اكبر دليل على تلك العقلية.
                  

10-05-2005, 06:45 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)





    تحايا حارة،
    اذهب متسائلا مع الدكتور صديق أمبدة


    Quote: السيد حمدي يدعو إلى سودان جديد على طريقته (دنقلا-سنار-كردفان) يمكن للمؤتمر الوطني أن يحكمه ويستمر في حكمه و هو الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي، على حد قوله. فمن أين أتى هذا العبد الرحيم حمدي؟ (إذا جازت الاستعارة لهذا السؤال الشهير) هذا الشخص الذي يقصقص أطراف الوطن لتلائم قامة حزبه (ولا يهِّمو). وماذا يقول ممثل الحكومة والمؤتمر الوطني لمتمردي دارفور في المفاوضات إذا جاءوا متأبطين ورقة السيد حمدي؟ هل سمع كبار ساسة المؤتمر الوطني ومسئوليه بالقول الشهير(سقطت دولة الغساسنة عندما تولَّى صغار الرجال كبار الأمور؟) .









                  

10-05-2005, 06:51 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: أنور أدم)


    ثم اذهب متمما
    و بماذا تتحقق هذا السودان الجديد ,

    و ما الربط بين تلك و هذا

    Quote: نعود لموقف كاشا من هذا العرض المخيب لاماله وتطلعاته وطموحاته التي اراد بناءها علي جماجم ودماء واعراض من اكل معهم الملح والملاح في دارفور. فبعد ان رفض العرض المهين , قال لهم ان لحمه مر ( وهو تعبير ينم عن صعوبة المراس واستحالة الاستغفال) وانه لا ولن يرضي بغير وزارة مركزية مرموقة لانه اهل لها لما قدمه من قربان هي رؤوس اطفال رضع وشيوخ ركع ونساء ذهب عفافهن هناك في قري دارفور المحروقة بلهيب القاذفات وقودها حقد علي عثماني لا مثيل له في التاريخ

                  

10-07-2005, 11:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: أنور أدم)

    الاخ انور
    اشكرك على المرور ..لابد لنا اخى من محاربة ثقافة المنصب والمكتب وولد الدفعة التى تملا عقول الافندية من السياسيين ..
    لو كان هناك نظام ادا رى قوى يحدد للوزير بوضوح علاقته بعمله وحدود تعاملاته والمحاسبة على ما عمل لما سعى ناس كثر لهذا المنصب الشاق ..ولكن منصب الوزير الان اصبح مباحا ومطلوقا لكل من يسعى اليه دون استيفاء الشروط المؤهلة وهى شروط الخبرة والمؤهل والخبرات العملية فى الخدمة المدنية وفى العمل السياسي العام .. وغياب مبدا المحاسبة فى مجلس الوزراء هو ما جعل وزراء كثيرون يكنكشون فى المنصب وقد راينا وزراء يخرج زعيم حزبهم مطرودا من الحكومة ويبقون فى مناصبهم يؤثرون المنصب على المبدا فكيف نرجو من مثل هذا الوزير رجاءان يقدم شىء لوطنه طالما انه يؤثر نفسه على من سواه ..
                  

10-12-2005, 02:03 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    ............
                  

10-12-2005, 03:26 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    الكيك

    رمضان كريم

    قرأت المقال لصديق امبدة فى سودانايل فقلت...

    هذا هو... لم تزده السنين الا نضجا ووعيا..

    اثلج صدرى تماما فى امر هذا العلى عبدالرحيم.

    وليته يواصل التحليل

    ويخرج لنا الكلام الذى مايزال يطقطق..

    ورجاء بلغه تحياتى يالكيك...
                  

10-14-2005, 11:03 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: nour tawir)

    شكرا الاخت نور تاور على كلماتك الطيبة وانا متابع غيرتك ووطنيتك الحقة التى تغمرينا بها فى كل موضوع ومداخلة
    اشكرك
                  

10-15-2005, 03:35 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    مشروع حمدي ونهايات الانقاذ

    محمد علي جادين

    أمين عام حزب البعث السوداني

    في منتصف سبتمبر الماضي طرح عبد الرحيم حمدي وزير المالية والاقتصاد الاسبق في مؤتمر القطاع الاقتصادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ورقة بعنوان " مستقبل الاستثمار في الفترة الانتقالية "نشرتها الايام في 4 اكتوبر الجاري وعقَّب عليها في اليوم الثاني الاكاديمي المعروف صديق امبدة. والورقة تطرح افكاراً جريئة وواضحة حول نظرة دوائر مؤثرة في الحزب الحاكم والنخبة الاسلاموية الحاكمة لقضايا التنمية الاقتصادية الاجتماعية في اطار اتفاقيات مشاكوس نيفاشا وخاصة بروتكول قسمة الثروة وبذل الجهد لجعل الوحدة

    الوطنية جاذبة لشعب الجنوب في نهاية الفترة الانتقالية. والفكرة الرئيسية التي تطرحها الورقة تتلخص في توجيه الاستثمارات في الفترة الانتقالية لمصلحة المؤتمر الوطني وذلك بهدف تحقيق مكاسب تضمن استمراره في كراسي الحكم والاحتفاظ له بقسط وفير في السلطة السياسية. وبما ان القوة التصويتية التي ستحسم اي انتخابات قادمة تتركز في الشمال الجغرافي من ولايات الشمالية حتى سنار والجزيرة والنيل الابيض وكردفان وبما ان هذه المناطق هي الاكثر استجابة للمؤثرات الخارجية والاكثر وعياً وطلباً للخدمات والانتاج وفرص العمل بحكم انتشار التعليم في اوساطها، لكل ذلك فان تركيز الاستثمارات يجب ان يكون بالضرورة في هذه المناطق. ويضيف ان هذه المناطق قريبة وسهلة الوصول لانها مربوطة بشوارع مسفلتة ووسائل اتصال جوي ولذلك ستكون ادارة الحملات الانتخابية فيها اسهل واسرع واوفر. ويدعم وجهة نظره هذه بان الجسم الجيوسياسي في هذه المنطقة التي يطلق عليها محور دنقلا سنار كردفان اكثر تجانسا وتحمل فكرة السودان العربي المسلم منذ اكثر من خمسمائة عام ولذلك يسهل تشكيل تحالف عربي اسلامي، وحتى اذا انفصل عنه الاخرون فانه يملك امكانية الاستمرار كدولة فاعلة. ويقول ان وحدة الكيان السوداني الحالي قد لا تتم في نهاية الفترة الانتقالية ولذلك يجب ان لا نستسلم لفكرة ان الوحدة ستصبح جاذبة بقدرة قادر بل يجب ان نعمل للبديل بجدية منذ الان. ويرى حمدي ان تفكيك الدولة السودانية سيحدث لا محالة بحكم ما يجري في الجنوب ودارفور والشرق ولان القوى الاجنبية ذات التأثير الفاعل ستعمل على تأجيج نيران الانفصال اذا فشلت في تحويل الوحدة الى ميكانزم لتفكيك البلاد وحكمها على اساس شروط الاقليات غير العربية وغير المسلمة. وفي الجانب الآخر يرى ان التدفقات المالية المتوقعة حسب مؤتمر اوسلو ستتجة الى مناطق معينة حددتها اتفاقية السلام وهي الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق وبالتالي ستكون خارج يد الحزب الحاكم وذلك عكس التدفقات المالية من البلدان العربية والاسلامية ولذلك فان المصدر المستهدف في استثمارات المؤتمر الوطني هو هذه التدفقات لما لها من علاقات شخصية ورسمية مع هذه البلدان ومع مراكز التمويل المرتبطة بها الصناديق العربية، المستثمرون العرب والمسلمين، البنك الاسلامي للتنمية ومؤسساته الخ ويترتب علي ذلك ضرورة تطوير موارد السودان الشمالي بصورة دراماتيكية وضرورة إحداث تغييرات هيكلية وقانونية ومالية وان لا نعتبر تكوين حكومة الوحدة الوطنية هو نهاية المطاف .ويرى حمدي ان مثل هذه السياسة تحتاج الى طاقم مؤمن بها وقادرعلى تنفيذها في ارض الواقع. وانطلاقاً من هذه الافتراضات يحدد السياسات والاستثمارات المطلوبة باتجاه المناطق المستهدفة التي ستصب في مصلحة هذه المناطق ومصلحة المؤتمر الوطني.

    هذه هي الافكار الرئيسية في ورقة حمدي التي طرحها في مؤتمر القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني الحاكم في منتصف سبتمبر الماضي وهي افكار واضحة وجريئة إذ انها تدعو منذ الآن الى تفكيك وحدة الكيان السوداني على أسس دينية وعرقية بل انها تعمل على تكوين دولة عربية مسلمة في وسط وشمال السودان يستبعد منه الجنوب غير العربي وغير المسلم وبعض المناطق المسلمة في الشمال مثل دارفور والشرق وذلك بهدف محدد سلفاً هو ضمان بقاء النخبة الاسلاموية الحاكمة في كراسي الحكم في الفترات القادمة. وهكذا يتحول المشروع الحضاري الاسلاموي بعد اكثر من 15 عاماً الى مشروع دوله عربية مسلمة صغيرة في الوسط والشعارات الفضفاضة الى انكفاء قبلي وجهوي وديني محصور. كل ذلك بتناقض تماما مع اتفاقيات السلام الشامل الداعية للعمل علي تأكيد وحدة السودان على أسس جديده وعلى جعل هذه الوحدة جاذبة لشعب الجنوب في نهاية الفترة الانتقالية وذلك من خلال اجراءات وسياسات ملائمة حددتها اتفاقية السلام والدستور الانتقالي.

    وقد يقال ان هذه الافكار تعبر فقط عن افكار عبد الرحيم حمدي ولا تعبر بالضرورة عن افكار ورؤى المؤتمر الوطني الحاكم او الشريك الاساسي في حكومة الفترة الانتقالية ولكن الواقع يقول ان الورقة قدمت في مؤتمر نظمه حزب المؤتمر الوطني وبتكليف منه حسب افادة مقدم الورقة واضافة لذلك ان المؤتمرين والحزب الحاكم قبلوا طرح الورقة في جدول اعمالهم وربما خضعت لمناقشات عامة وجانبية واسعة ومع ذلك لم يصدر من هؤلاء مايفيد رفضها او انها لا تعبر عن وجهة نظرهم كحزب وكمؤتمر اقتصادي وكل ذلك يشير الى انها تجد قبولاً عاماً. ويضاف الى ذلك ان الورقة تطرح بصورة واضحة ما ظل يدعو له منبر السلام العادل بقيادة الطيب مصطفى وآخرين من قيادات الحزب الحاكم طوال الفترة السابقة حول انفصال الشمال وهي ايضاً تطرح بصوت عال ماظل يدور في اوساط حركة الاسلام السياسي في السودان حول فصل الجنوب كشرط لاقامة دولة اسلامية في الشمال. وضح ذلك في ميثاق السودان الذي اصدرته الجبهة الاسلامية القومية عام 1987 وفي طرحها للنظام الفيدرالي من ذلك الوقت وايضاً في تحويل الحرب الاهلية الجارية في الجنوب الى حرب جهادية تقود حتماً للانفصال ولذلك طرحت نخبة الانقاذ في العام 1991 شعار تقرير المصير للجنوب لاول مرة في تاريخ السياسة السودانية في مفاوضاتها مع الفصائل المنشقة من الحركة الشعبية ولقاءات على الحاج ولام اكول في المانيا وحتى في اتفاق مشاكوس اصرت على اقامة دولة واحدة بنظامين مختلفين، بحجة المحافظة على خيار الشريعة الاسلامية في الشمال ورفضت باصرار عنيد خيار الدولة المدنية الديمقراطية المنصوص عليه في اعلان مباديء مبادرة الايقاد. والآن تتراجع اكثر واكثر بالعمل على تفكيك الشمال نفسه وذلك باستبعاد دارفور والشرق والانكماش في حدود الوسط والشمال العربي المسلم وهي بذلك تدخل الاسلام والعروبة السودانية في ورطة عدم القدرة على التعايش والتفاعل مع المجموعات الوطنية الاخري في الشمال والجنوب على السواء. وفي الوقت نفسه تعمل على تنفيذ مخطط تمزيق الكيان السوداني على أسس دينية وعرقية الذي تدعي انه مخطط صهيوني غربي. ويبدو انها لا تهتم كثيراً بوحدة البلاد وانما تهتم فقط ببقائها في كراسي الحكم باي ثمن. ولكل ذلك يبدو ان ورقة حمدي تعبر على الاقل عن وجهة نظر دوائر مؤثرة وسط النخبة الاسلامية الحاكمة. واختيار حمدي لطرح وجهة النظر هذه كان لانه الاكثر جرأة في طرح مثل هذه الافكار والاكثر تعبيراً عن مصالح وتطلعات الفئات البيروقراطية والطفيلية المسيطرة على السوق وجهاز الدولة. فهو قيادي بارز في حركة الاخوان المسلمين بمسمياتها المختلفة منذ فترة نشاطه الطلابي في الثانوي وجامعة الخرطوم. وفي ستينيات القرن الماضي كان رئيس تحرير جريدة الميثاق وفي منتصف السبعينيات كان من المؤسسين لبنك فيصل الاسلامي وبنك البركة. ومن خلال ذلك ارتبط منذ وقت مبكر بالفئات التجارية والطفيلية الاسلاموية التي نمت وتطورت تحت رعاية البنوك الاسلامية في ظروف الانفتاح والمجاعات وبدايات الازمة الوطنية الشاملة الجارية في البلاد منذ ذلك الوقت حتى الآن. وارتبط ايضاً بنادي الفئات الرأسمالية الاسلاموية في المنطقة. وبعد انتفاضة مارس ـ ابريل 1985 ضد نظام نميري تخلت الجبهة القومية الاسلامية عن شعارات العدالة الاجتماعية والاشتراكية الاسلامية، التي رفعها الاخوان المسلمين في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، واستبدلتها بشعارات الانفتاح والسوق الحر، كما وضح في برنامجها السياسي والاقتصادي خلال تلك الفترة وبعد انقلاب 30 يونيو 1989 عاد عبد الرحيم حمدي وزيراً للمالية والاقتصاد وذلك في منتصف 1990 وبدأ ولايته للوزارة بطرح برنامج الاصلاح الاقتصادي المرتبط بالبنك وصندوق النقد الدوليين. وشمل ذلك تصفية مؤسسات القطاع العام ومحاصرة الفئات الرأسمالية القديمة لمصلحة الفئات التجارية والطفيلية الاسلاموية. وفي بداية 1992 طرح سياسات الانفتاح وتحرير التجارة وتعويم الجنية السوداني، حيث ارتفع سعر الدولار من خمسين الى مائة جنيه سوداني، واستكمل سحب الدعم الحكومي على السلع والخدمات الاساسية. وتلك السياسات كانت تمثل انقلاباً راديكالياً في تطور الاقتصاد السوداني منذ عهد الاحتلال البريطاني. فقد ادت عملياً الى تصفية الطبقة الوسطى واشعال نيران التضخم وتوسيع النشاطات الطفيلية والتجارية على حساب النشاطات الانتاجية في الزراعة والصناعة والخدمات الاساسية. كانت ذبحاً من الوريد للوريد. ومثل هذه السياسات الراديكالية لا يقدم عليها سوى عبد الرحيم حمدي والفئات التجارية والطفيلية التي يمثلها. فهي الاكثر جرأة واقداماً وسط فئات الرأسمالية السودانية. ولهذا السبب بالتحديد قام عبد الرحيم حمدي بطرح ورقته المذكورة في مؤتمر القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني. فهو الاقدر والاكثر جرأة واقداماً، تشهد على ذلك سياسات عام 1992 الجارية حتى الآن. ولذلك ترى هذه المقالة ان الورقة تعبر عن وجهة نظر دوائر مؤثرة وسط النخبة الحاكمة والفئات البيروقراطية والطفيلية المرتبطة بها، وهي تشكل اطاراً عاماً لتوجها نحو فرض سيطرتها السياسية والامنية والاقتصادية خلال الفترة الانتقالية الجارية حتى لو ادى ذلك الى تفكيك الكيان السوداني على اسس دينية وعرقية. وبذلك ينتهي انقاذ المشروع الحضاري الاسلاموي وتبدأ انقاذ الدويلات والكانتونات.

    عن جريدة الاضواء



                  

10-16-2005, 02:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    الصحافة
    الخرطوم ما بين منصور خالد وعبد الرحيم حمدي
    مريم عبد الرحمن تكس
    الورقة التي قدمها الأستاذ عبد الرحيم حمدي في مؤتمر القطاع الاقتصادي 11-12 سبتمبر 2005م بأمانة الشؤون الاقتصادية، يمكن اعتبارها اخطر وثيقة كتبتها جماعة سودانية ضد وحدة تراب السودان طوال تاريخ الدولة الوطنية، الا ان الاكثر خطورة من الورقة نفسها سكوت الخرطوم عليها!! صحيح الخرطوم سكتت طوال السنوات الماضية على اهانات وتهديدات ومهددات مست سيادة السودان وامنه القومي، لكن سكوتها عن ورقة عبد الرحمن حمدي ليس خذلانا للوطن فحسب، بل عاراً على ثقافتها وتنظيماتها السياسية واحزابها كلها بلا استثناء.
    إن سكوت التنظيمات السياسية والاحزاب على وجه الخصوص، يعتبر في ابسط تقدير مجاراة لثقافة المؤتمر الوطني الذي يرى في تمكين جماعته غاية العمل الوطني، بل ويتخذ كل السبل للوصول لهذه الغاية حتى لو ضحى بالوطن نفسه.
    سكوت الأحزاب السياسية على الورقة، يعني أن الاحزاب ارتضت منهج المؤتمر الوطني، وستجاريه في اسلوبه الذي يتبعه لكسب الانتخابات «ويلا كل يغني على ليلاه» وليرحم الله الوطن، كما ان سكوت الاحزاب السياسية يعني خيانتها للاهداف التي دبجت بها دساتيرها، والا كيف تعجز حتى عن اصدار بيان خجول تبدي فيه استنكارها للورقة التي تهدد ووحدة البلاد، وتشعل نار العنصرية، وتنتهك حقوق المواطنة، الم تقر جميع الاحزاب ان المواطنة هي اساس الحقوق والواجبات؟ ها هي الورقة تقدم انحيازاً وامتيازاً باسم الدولة وامكانياتها لمحور حدده عبد الرحيم حمدي بلا حياء.
    ان المناطق التي استثناها حمدي «الجنوب، دارفور، الشرق» ومعظم الشعب السوداني، يعيشون بلا ادنى شك لحظة تحول تاريخية حاسمة في «المفهومية السياسية» ان جاز لي التعبير، تتمثل في الاصرار الكامل على التعايش في وطن تكون فيه الشراكة عادلة، وعلى مثقفي الخرطوم ان يدركوا لحظة التحول هذه حتى يتمكنوا من تجديد الميثاق الوطني القادر على اقامة الوحدة المعنوبة للشعب السوداني والنهوض بالمقدرات والطاقات التي اتى عليها الاقصاء والاستعلاء طوال السنوات الماضية، ولكي تتمكن الخرطوم من ذلك يجب أن تقوم بتصفية شاملة لثقافتها السياسية بما فيها من عوامل هدامة. ويقع عبء هذه التصفية على المثقفين الاحرار والكتاب ذوي الجرأة والاقلام، لا على اصحاب الترف العقلي من طبقة «الباشوات»، وألا يدعوا ورقة مثل ورقة عبد الرحيم حمدي تبهتهم ولا ينطقون.
    ان الافكار التي يبرر بها عبد الرحيم حمدي سياساته الاستثمارية متخذاً من الاسلام والعروبة حجة وهدفاً، هي نفسها الافكار التي اخرجت الامة الاسلامية من ثقافة المدينة المنورة المليئة بالعدالة الواعدة بالتقدم الى ثقافة دمشق، حيث التكالب على المال وفتور الايمان.
    إن لاهل الشرق والغرب والجنوب والمحور المزعوم كلهم جميعاً أجمعين «لا عاش من يفرقهم»، آمالاً وتطلعات تتمثل في تكامل اقتصادي ستبنى أسسه على المواطنة الحقة والمصالح المتبادلة والحماية السيادية المتفق عليها، وبما ان هذه الآمال والتطلعات لا تنسجم مع قصور عبد الرحيم حمدي وانكماشه في محور يجني ريعه المادي والسياسي لجماعته، لا يجوز بل لا يجب ولا ينبغي له ان يكتب حرفاً في سجل الشعب السوداني. وبناءً عليه على التنظيمات السياسية والرأي العام والمثقفين الاحرار، ان يحاصروا التنظيم الذي سمح لحمدي بكتابة ورقة، وان يطلبوا من المؤتمر الوطني الاعتذار صراحة، وان يقوم المؤتمر الوطني بتجديد تحالفه مع الوطن كجزء يعمل من اجل الاهداف العليا للوطن.
    وعلى الخرطوم ان تراجع ثقافتها السياسية وازمتها «المفاهيمية» في سبعينيات القرن الماضي وعندما كنا طلبة في الثانويات قرأنا كتاب منصور خالد «حوار مع الصفوة» ولا زلنا نحفظ منذئذٍ كلمات اضاءت الوعي في دواخلنا، منها على سبيل المثال استنكاره لاستيراد البسكويت بالعملة الصعبة وبمبالغ اضعاف ما يستورد به الدواء، وفي مكان آخر يتساءل عن قيمة منح حرية التنقل والسفر بالطائرة لمن لا يملك قيمة التذكرة، كانت هذه الافكار تطمئننا ان الخرطوم تفكر في دوائنا ورفاهيتنا، وان مسير نضالنا الوطني ستوصلنا الى دولة العدالة الاجتماعية، لنتفاجأ في مطلع الالفية الثالثة بأن هناك رجلاً سرق وعي الخرطوم وقلَّص مسؤوليتها تجاه اطرافها المترامية، ليقول ببؤس شديد في ورقته التي قدمت على «عينك يا تاجر» «إن القوة التصويتية التي ستحسم اية انتخابات قادمة هي في الشمال الجغرافي ابتداءً من ولايات الشمالية حتى سنار، الجزيرة، النيل الابيض وهي الاكثر تدرباً على الانتخابات والاكثر وعياً، وهي بموجب هذا التعليم والوعي الاكثر طلباً للخدمات والانتاج وفرص العمل، ولهذا فإن التركيز لابد ان يكون هنا بالضرورة» اكرر هنا ما قاله د. صديق أم بدة «تقدم خدمات الحزب والدولة للاكثر طلباً وليس للاقاليم الاكثر تخلفاً ولا للمواطنين الاكثر احتياجاً، وهذا ادب سياسي جديد لا شك بالاضافة الى المغالطات الواردة بالافتراض».
    في فقرة اخرى يقول عبد الرحيم حمدي «إن الجسم الجيوسياسي في المنطقة الشمالية المشار اليه اعلاه، يحمل فكرة السودان العربي الاسلامي بصورة عملية من الممالك الاسلامية القديمة قبل مئات السنين، ولهذا يسهل تشكيل تحالف سياسي/عربي/اسلامي يستوعبه، وهو ايضاً الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي الاستعماري/الاستقلال وظل يصرف عليه». هذه هضربة تثير الشفقة، اذ لا يوجد سودان متجانس دون ان يكون لدارفور او الشرق او الجنوب فيه «يد»، أما التحالف فقد جربته الانقاذ عندما راهنت بالسودان كله، لتصل بعد عقد ونيف الى مجرد محور، فهل ستجازف بهذا المحور حتى يصبح مدينة ثم قرية هل ران على قلوبكم؟ ام على قلوب اقفالها؟ ام مالكم كيف تحكمون؟!
    إن الاسلام يربط ويوحد ويؤلف ويقوي الاواصر بين البشر، انظر جوهره واعجازه في الآية «فألف بين قلوبهم، لو انفقت ما في الارض جميعاً ما آلفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم انه عزيز حكيم» سورة الانفال «8» لقد قطعت الآية ان التحالفات لا تتم بالاستثمارات ولا الاموال، ولن تستطيع قوة ان تفرق بين اهل السودان لو الف الله بين قلوبهم. ان كلمة دين حتى في معناها اللاتيني Religion تعني «الربط والجمع» فكيف تريدون اصلاحاً في الارض باسم الدين عن طريق التمحور والمجاور؟!!
    ان ثقافة الخرطوم التي انحازت لحاجات انسان الريف ومتطلباته في افكار منصور خالد في سبعينيات القرن الماضي، وثقافتها في مطلع الالفية الثالثة المتمثلة في افكار عبد الرحمن حمدي، تعكس مدى الأزمة المفاهيمية التي يعيشها قلب السودان، ان المفاهيم السياسية القادمة الى الخرطوم من الجنوب والشرق والغرب والتي تحمل معاني العدالة والحقوق الكاملة للانسان السوداني، تتطلب من الخرطوم ان تكون اكثر نضجاً ووعياً وجرأة لاستيعابها، بدلاً من أن تنكمش في محور.
    وتصمت الخرطوم على ورقة لا يجوز أن يصمت عليها احد يريد كرامته الوطنية ناصعة.
















                  

10-16-2005, 04:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)


    عن الرأي العام
    السبت15اكتوبر2005


    "الورقة" التي أدهشت البعض وأفزعت آخرين

    عبدالرحيم حمدي: هل أراد الهمس في آذان صــــديقه

    .. فانتقل الكـــلام الى خــارج (الحـــوش)؟!

    قراءة تحليلية بقلم: ضياء الدين بلال

    بداية العاصفة

    الورقة التي قدمها الاستاذ عبدالرحيم حمدي وزير المالية السابق "لدورتين" بمؤتمر الحزب الحاكم بقاعة الصداقة التي كانت تحت عنوان "مستقبل الاستثمار في الفترة الانتقالية" وطرح عبرها بجراءة فائقة تصوراً لا يتوقع أحد أن حمدي لم يكن يدرك خطورته، وما يمكن أن يترتب عليه من ردود أفعال عاصفة، ولكن الرجل الذي تمت تحت إدارته في مستهل التسعينات سياسة تحرير الاقتصاد وما تبعها من جدال واحتجاجات لا تزال تطال سيرة الرجل الى اليوم "قدحاً ومدحاً" في الوقت الذي تقذفه مجموعات باللعنات وتحمله ارتفاع معدلات الفقر، فهو عند آخرين من أولياء الاقتصاد الصالحين ترد اليهم كرامات انتهاء صفوف الخبز والبنزين ونعماء التفاح الامريكي والعنب اللبناني..!!


    --------------------------------------------------------------------------------

    وباختلاف المختلفين حول حمدي وسياسته السابقة وآرائه الحالية، إلا أن ما يجمع عليه، أنه يتمتع بصراحة ووضوح، ومباشرة في عرض معتقداته دون أن يبذل من الجهد الاجتماعي ما يواري بعضاً من رؤاه التي قد لا تسر الكثيرين أو أن يقوم بتقسيطها، وتجزئتها بحيث يتم امتصاصها بهدوء، وبالتالي يكون رد فعلها مجزأ يسهل التعامل معه وتجاوزه بيسر..!!

    لذا مهد عبدالرحيم حمدي لورقته التي وجهت بنقد حاد من عدد من الكتاب والاقتصاديين في مقدمتهم الاستاذ طه النعمان وآخرهم الدكتور صديق أمبدة مهد بالقول:

    ربط التكليف بين الاستثمار والفترة الانتقالية. وهى فترة محددة سياسياً بهدف واضح فى اتفاقية السلام والدستور والأدبيات السياسية الرائجة وهو: جعل الوحدة بين شتى (أو أجزاء) البلاد جاذبة. بمعنى تكثيف النمو الخدمى والانتاجى فى البلاد بصورة تغرى أهله بالحفاظ على إطاره الدستورى لاستمرار الاستفادة من الوحدة فى مزيد من التنمية الاقتصادية "بعد أن تم لهم اخذ نصيب وفير من التنمية السياسية.

    "والتكليف يجيئ من حزب سياسى. وليس من الدولة. ولهذا يفترض أن تراعى الإجابة عليه مصلحة الحزب فى الاستفادة من الاستثمار خلال الفترة الانتقالية ليحقق له مكاسب تضمن استمرار الحزب فى الحكم والاحتفاظ له بقسط وفير من السلطة السياسية.

    وعليه فإن اية استجابة مفيدة لهذا التكليف لابد أن تجيب على ما يلى بكل وضوح وصراحة ودون مواربة حتى لا يضيع جهدنا سدى فى انشائيات جوفاء.. وحتى لا يختلط عمل الحزب مع تكاليف الدولة.

    الأسئلة التى تجيب عليها الورقة وهى لتعميق فكرته وتركيزها طرح حمدي حزمة منها :

    أى نوع من الاستثمار نريد ؟

    ما هو اتجاه الاستثمار الذي نريده : في أي مكان أو أي مواقع من القطر ؟

    ما هى السياسات أو الاجراءات الأخرى التى لابد من تغييرها؟.

    وقبل أن يشرع مقدم الورقة في الإجابة على تساؤلاته وضع فرضيات رآها أساسية.. وهو يمهد لتفجير قنبلة سياسية داوية.. حيث قال:

    الافتراض الأول : أن الاستثمار (وهو تدفق أموال داخلية وخارجية كبيرة لإحداث تغييرات اقتصادية واضحة) هو أكيد سياسة مهمة للغاية. ولهذا يجب أن تطوع له سياسات وآليات أخرى وإلا بطل مفعوله أو تضاءل بصورة تفسد هدفه. وعليه ستتناول الورقة هذه السياسات.

    الافتراض الثانى : إن التدفقات المالية المتوقعة من اتفاقية أوسلو ومن المؤسسات الدولية والأقليمية سوف تأتى متأخرة وستكون أقل بكثير من التوقعات.

    ستحوطها بيروقراطية معروفة عن مؤسسات المانحين.

    سيتجه ما يأتى منها الى مناطق معينة محددة سلفاً بموجب اتفاقية السلام (هى الجنوب الجغرافى بحدوده السياسية المعروفة زائداً جبال النوبة زائداً جنوب النيل الأزرق. وستشرف عليها مفوضيات محددة لضمان توجيه تلك الموارد الى تلك الجهات. ولذا فهى ستكون اساساً خارج يدنا ولن يفيد منها الشمال كثيراً.

    عكس ذلك فإن التدفقات المالية العربية والاسلامية الرسمية وبالذات الخاصة أتت وسوف تأتى على الشمال الجغرافى. ويسهل أن تجذب إليه.. (وربما بتوجيه وحث من الشمال يمكن أن يذهب بعضها إلى مناطق أخرى بعض أطراف الجنوب ودارفور). وعليه فإن المصدر المستهدف فى العملية الاستثمارية من قبلنا يجب أن يكون هذه الاستثمارات.. لما لنا فى الشمال من علاقات شخصية ورسمية مع هؤلاء المستثمرين (الصنادق العربية - المستثمرين العرب والمسلمين - البنك الاسلامى للتنمية ومؤسساته).

    إن الاستثمارات الأخرى الضخمة فى قطاع البترول متجهة الآن بالضرورة للشمال حيث الامتيازات الحديثة (مربعات 8 و 9 و 15 ولاحقاً 10 و 12) رغم أن بعضها لا يمانع فى استثمارات جديدة فى الجنوب (الاستثمار الجديد مربع 5 تملكه شركات فرنسية وأمريكية وكويتية وتنازع فيه الحركة) ولبتروناس نسبة مقدرة فى مربعات 5أ ، 5ب.. فى الجنوب وذلك فى مربعى 3 و 7 وللصينيين أيضاً حصص مقدرة فى بعض المربعات. أما معظم خدمات البترول Downstream Operations فسوف تتجه بالضرورة للشمال حيث المربعات الجديدة.

    ان القوة التصويتية التى ستحسم أى انتخابات قادمة (حوالى 25 مليون نسمه على الأقل) هى فى الشمال الجغرافى ابتداءً من ولايات الشمالية حتى سنار/الجزيرة/ النيل الابيض وهى الأكثر تدرباً على الانتخابات والأكثر استجابة للمؤثرات الخارجية.. والأكثر وعياً بحكم التعليم الطاغى فى مناطقهم.. وهى بموجب هذا التعليم والوعى الأكثر طلباً للخدمات والإنتاج وفرص العمل ولهذا فإن التركيز لابد أن يكون هنا بالضرورة ومن حسن الحظ أن هذه المناطق قريبة وسهلة للوصول لأنها جميعاً مربوطة بشوارع أسفلت أو وسائل اتصال جوى. ولهذا فإن إدارة حملات انتخابية سيكون أسهل وأسرع وأوفر.

    الافتراض الثالث : إن الجسم الجيوسياسى فى المنطقة الشمالية المشار إليه أعلاه وسأطلق عليه اختصاراً "محور دنقلا - سنار + كردفان" أكثر تجانساً.. وهو يحمل فكرة السودان العربى / الاسلامى بصورة عملية من الممالك الاسلامية القديمة قبل مئات السنين.. ولهذا يسهل تشكيل تحالف سياسى عربى / اسلامى يستوعبه. وهو ''أيضا'' الجزء الذى حمل السودان منذ العهد التركى/الاستعمارى/الاستقلال.. وظل يصرف عليه.. حتى فى غير وجود البترول ولهذا فإنه حتى إذا انفصل عنه الآخرون "إن لم يكن سياسياً فاقتصادياً عن طريق سحب موارد كبيرة منه" لديه إمكانية الاستمرار كدولة فاعلة يصدق هذا بصورة مختلفة قليلاً حتى إذا ابتعدت دارفور.. رغم إمكانية خلق علاقات اقتصادية أكثر مع دارفور حتى لو انفصلت أو ابتعدت سياسياً.

    الافتراض الرابع : وهو ليس افتراضاً بل أنه واقع حصل فى الجنوب وسوف يحصل فى دارفور وبدرجة أقل فى الشرق وهو:

    انحسار موارد اقتصادية هائلة من المركز الشمالى "محور دنقلا - سنار - كردفان" قد تصل بحسابات اليوم الثابتة الى 65% من موارد الميزانية العامة للدولة.. والى 25% من الناتج القومى الاجمالى للسودان.

    ويترتب على هذا ضرورة تطوير موارد السودان الشمالى التقليدية بصورة دراماتيكية وسريعة جداً لمقابلة تطلعات أهله اذا أردنا أن نكسب اهل هذا المحور لمشروعنا "السياسى".

    الافتراض الخامس: ان أية سياسة واسعة وكبيرة مطلوب تنفيذها بفعالية تحتاج الى ان توكل إلى طاقم من المؤمنين بها للنفاذ بها الى الواقع. والاقتناع بإصدار توصيات سياسية (فى الاطار التنظيمى) ثم التمنى بأن تجد هذه التوصيات طريقها إلى الجانب التنفيذي هو من باب الأمنيات الساذجة فإن أردنا الصدق فى العمل علينا أن نحدث التغييرات الهيكلية.. والانسانية.. والقانونية.. والمالية المطلوبة له.. ولا نعتبر أن ما حدث من تكوين للحكومة الانتقالية الحالية هو آخر المطاف.

    الافترض السادس: ان الوحدة قد لا تتم ولهذا يجب أن نعمل للبديل بجد ومنذ الآن وألا نستسلم لافتراض أن الوحدة "ستصبح" جاذبة بقدرة قادر! إن القوى الاجنبية ذات التأثير الفاعل قد تلجأ لتأجيج نار الانفصال إذا فشلت فى تحويل الوحدة إلى ميكانزم لتفكيك السودان وحكمه على شروط الأقلية غير العربية والاسلامية كما فعلت كل دول الحزام العازل للاسلام جنوب الصحراء (من اثيوبيا إلى السنغال مروراً بنجيريا!).

    انتهي حديث حمدى.

    الاستغناء عن الآخرين

    وما هو مثير في الاطروحة التي قدمها عبدالرحيم حمدي لمؤتمر حزبه الحاكم، أنها اختزلت السودان في مساحة جغرافية محددة لها قابلية الاستغناء عن بقية أجزاء القطر، وتفترض في نفسها مركزية شبه مطلقة قادرة على إدارة أمرها كدولة مستقلة مكتفية بمواردها ومتخففة عن أثقال الآخرين وحددها حمدي دون مواربة بمحور "دنقلا سنار كردفان".. وأشار بوضوح لإمكانية التنازل عن دارفور والجنوب وحتى الشرق وتكوين دولة في غيابهم تقع في مثلث "دنقلا، وسنار، وكردفان"، وبهذه الاطروحة يكون الاستاذ حمدي قد جاء بمتغيرين:

    الأول: أنه اختار الجلوس على يمين كيان السلام العادل الذي في قيادته الباشمهندس الطيب مصطفى، فهذا الكيان يقسم السودان لشمال وجنوب، ويريد فصل الشمال بامتداداته المعروفة عن الجنوب بحدوده المعلومة.. ولكن حمدي يخترق هذا التقسيم بمعالجة مركبة تتجاوز التقسيمات المعترف بها، لتقسيمات جديدة.. فإذا كانت جماعة السلام العادل تعتبر "الدين" المشترك عاملاً أساسياً لتوحيد الشمال في مواجهة الجنوب والعروبة عامل مساعد، فإن حمدي جعل من الدين والعروبة على حد سواء عاملين أساسيين في توحيد المثلث الجديد، دون أن يضع اعتباراً للمجموعات العربية والمسلمة خارج هذا المثلث في دارفور مثلاً والمجموعات المسلمة في الجنوب والنيل الأزرق.. كما ان حمدى لا يضع اعتباراً تقديرياً لعضوية المؤتمر الوطنى من خارج المثلث ( دنقلا ، سنار ، كردفان) والتى تستمع اليه وهو يتحدث عن اقصائها من كيان لا يزال يحمل لافتة الوعاء الجامع.!!!

    المتغير الثاني: إن توصيف حمدي للشمال جاء متوافقاً لحد كبير مع التحديد الذي ورد في منفستو الحركة الشعبية، فقد جاء في الفصل الثامن للمنفستو البند السادس ما يلي: "من المهم في هذه المرحلة أن نتوقف ونعرف المعنى بكلمة الشمال "...." في كل هذا المنفستو والشمال هو المناطق التي تضم مديرية الخرطوم ومديرية النيل الأزرق القديمة، ولا يضم أياً من المناطق الأخرى في شمال السودان دارفور وكردفان وكسلا والشمالية القديمة".. وقد سعت الحركة الشعبية لإقرار هذا التقسيم وفرضه كحقيقة جيوسياسية عبر فكرة تحالف قوى السودان الجديد ضد المثلث الكوكنيالي "الخرطوم - كوستي - سنار".. ومثلث الاستاذ عبدالرحيم حمدي يضم "دنقلا - سنار - كردفان"..!

    إفادة من القبر

    وقد أورد المرحوم محمد أبوالقاسم حاج حمد في كتابه: "السودان.. المأزق التاريخي وآفاق المستقبل" عبر تحليله لنصوص المنفستو أن الحركة تسعى لإنشاء حزام أو طوق دائري حول مركز الوسط السوداني اعتماداً على تجميع كل الأطراف ووفق منهج النضال المسلح..!

    ويبدو أن الحركة الشعبية لم تصادف كثيراً من التوفيق في مسعاها ذلك منذ فشل تجربة لواء السودان الجديد وطرحها لخيار الكونفدرالية، وأصبحت أطروحة السودان الجديد وفق "التحالف الطوقي"، أطروحة عامة لا يصحبها عمل.. ووضح ذلك بصورة سافرة والحركة تجلس على طاولة الإيقاد كحركة جنوبية تسعى لتحقيق مكاسب تفصيلية مباشرة للجنوب، وترجيء حلفاءها التكتيكيين "التجمع الديمقراطي" والاستراتيجيين "قوى السودان الجديد" الى مفاوضات أخرى وعلى موائد أخرى.. وعندما عاد الراحل جون قرنق الى الخرطوم ووجد ذلك الاستقبال الكبير، عادت اليه أشواق السودان الجديد.. ورأي أن ما كان يريد تحقيقه عبر العمل العسكري "التطويقي" متاح له الآن أن يدركه بالعمل السياسي، خاصة وأن حركته قد اخترقت حتى المثلث الذي وضع في المنفستو كهدف عسكري وسياسي "الخرطوم - سنار - كوستي"!!

    التوقيت الخطأ

    تأتي أزمة ورقة عبدالرحيم حمدي.. إضافة للقصور الذي لازم كثيراً من جوانبها، في أنها اختارت "التوقيت غير السليم" ففي الوقت الذي بدأت فيه فكرة السودان الجديد بغياب جون قرنق بكل ما به من كارزما دافعة للفكرة بدأت في الذبول والتراجع وفقدت كثيراً من مقوماتها المعنوية رغم المجهودات التي يقوم بها عبدالعزيز آدم الحلو مسؤول القطاع الشمالي من عقد اندماجات لقوى توصف بأنها من مكونات السودان الجديد في الحركة الشعبية.. إلا أن الأطروحة ظلت تعاني من وضع سريري يقترب بها من القبر، ولكن ورقة عبدالرحيم حمدي ستسهم في مدها بروح العافية، وستساعد الحركة الشعبية في أن توصف الملعب السياسي وفق ما يتناسب مع مصالحها الانتخابية وغير الانتخابية كذلك.. بأن تجعل من سكان مثلث حمدي هدفاً تجتمع على كراهيته كل الأطراف حتى العناصر العربية والمسلمة خارج المثلث..!

    الصحيح في ورقة الاستاذ عبدالرحيم حمدي - مع التعديل - أن الشمال كما هو وارد بالاتفاقية يجب أن يرتب أوضاعه الاقتصادية بصورة لا تجعل انفصال الجنوب أمراً مفاجئاً ومربكاً، على الا يتعارض ذلك مع السعي في جعل الوحدة جاذبة للجنوبيين، فليس من الفطانة السياسية أن تهدي خصومك مزيداً من الحلفاء، وترى في ذلك إنجازاً لك، تستحق عليه صفقة ساخنة وقبلة على الخد الأيمن..!

    فتوصيف الوسط باعتباره مختصراً على الثقافة العربية الاسلامية ومعبراً عنها فقط.. ينتج من الأزمات أكثر مما يقدم من حلول.

    فالوسط كما يرى أبوالقاسم حاج حمد "الوسط السوداني ما بين النيلين هو بحكم موقعه الجغرافي مركز التفاعل للأطراف المتحورة حوله.. فالوسط ليس وسطاً لذاته، ولكنه الوسط الذي حكمت عليه مميزاته الجغرافية أن يكون حاكماً لتفاعل الأطراف" لا كما يرى الاستاذ عبدالرحيم حمدي مقابلاً ومتميزاً عليها، فهو نقطة التفاعل لا مختصر الوجود..!!


    reserved
                  

10-18-2005, 04:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    الصحافة 18/10/2005
    كلام الناس
    سودان المؤتمر الوطني

    نور الدين مدني




    * أثارت ورقة العمل التي قدمها الاستاذ عبد الرحيم محمود حمدي أمام مؤتمر القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني الذي كان تحت شعار «نحو معالجة فاعلة لهموم المواطن المعيشية والتي كانت بعنوان «مستقبل الاستثمار في السودان»، أثارت كلاما كثيرا دفعني دفعا للبحث عنها وقراءتها.
    * صحيح ان الافكار والمقترحات المطروحة في الورقة انما تعبر عن اجتهاد عبد الرحيم حمدي، ولكنها ايضا تعبر عن تيار فاعل في المؤتمر الوطني، كما ان السياسات الاقتصادية التي دفع بها عبد الرحيم حمدي منذ قيام الانقاذ مازالت تشكل المرجعية الرئيسية للعمل الاقتصادي والمالي في البلاد، مع تدخلات بسيطة لم تؤثر في توجهها الرئيسي الذي انحاز لسياسات السوق الحر التي تسببت في زيادة هموم المواطن المعيشية ومازالت.
    * ولسنا هنا بصدد تناول الأفكار الاقتصادية التي طرحها حمدي في ورقته اللغم، فهذا امر يمكن تقديره في ظل الاحترازات التي رآها لازمة للاهتمام بما اسماه «محور دنقلا ـ سنار + كردفان»، في ظل الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي انتظم الجنوب ودارفور والغرب، ولكننا لابد ان نتوقف عند نظرته لهذا المحور ضمن ما اسماه السودان العربي/ الاسلامي الذي «حتى اذا انفصل عنه الآخرون ـ ان لم يكن سياسيا فاقتصاديا عن طريق سحب موارد كبيرة منه» لديه إمكانية الاستمرار دولة فاعلة بصدق، حتى اذا ابتعدت دارفور، او هكذا تحدث عبد الرحيم حمدي.
    * ونحن عندما نركز على هذا الطرح السياسي المخالف للواقع الاجتماعي السوداني، ننبه إلى أن هذا الطرح ـ كما سبق وأشرنا ـ إنما يعبر عن تيار ناشط وسط المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ومنبر السلام العادل و... الخ من منابر من يعتبرون أنفسهم الحركة الاسلامية الحاكمة، لان هذا الطرح لا يتعارض فقط مع الواقع، وإنما يحاول تفصيل سودان جديد على مقاسهم، حتى عندما اشاروا الى كردفان اشير اليها كمنطقة زائدة حسب الرمز الحسابي الموجود في المحور في كل الورقة.
    * ونحن عندما ننبه الى خطورة مثل هذا الطرح الانتقائي لسودانهم، ننبه أيضاً الى أن ذلك يتعارض مع المبادئ المتفق عليها في اتفاقية السلام بين حكومة جمهورية السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان، الموقع عليها امام الوسطاء الاقليميين والدوليين في التاسع من يناير هذا العام.
    * حيث ينص الجزء الاول المتعلق بالمبادئ المتفق عليها في الفقرة 1-1 على «ان وحدة السودان التي تقوم على اساس الارادة الحرة الشعبية والحكم الديمقراطي والمساءلة والمساواة والاحترام والعدالة لجميع مواطني السودان، ستظل هى الاولوية بالنسبة للطرفين».
    * ولتنفيذ هذه المبادئ، لابد من محاصرة مثل هذا الطرح الانتقائي البراجماتي الذي يشبه الذين قال الناس عنهم انهم على استعداد للتمسك بالحكم حتى وإن كانت حدود دولتهم القصر الجمهوري.
    * ثم من قال لهؤلاء إن محور «دنقلا - سنار+ كردفان» ملك للمؤتمر الوطني، أو أنه يمكن ان يكون خالصاً لهم؟!
    * ورمضان كريم.


                  

10-30-2005, 00:10 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    اضافة لهذا البوست التوثيقى اضيف اليوم مقال الصحفى السودانى الكبير الاستاذ صديق محيسي وهو رجل معروف فى اوساط الصحفيين السودانيين بالحزم والرصانة فيما يكتب ويقول ..

    أول صحيفة سودانية تصدر عبر الإنترنت من الخرطوم - أسسها خالد عز الدين و محمد علي عبد الحليم
    سودانايل




    Last Update 26 اكتوبر, 2005 11:17:12 PM

    مثلث حمدي ومربع المعارضة

    صديق محيسي/الدوحة
    [email protected]

    ثلاث مقالات قرأتها في وقت واحد , لثلاثة كتاب, اثنان منهما أكاديميان , هما صديق امبدة , وحيدر ابراهيم , والثالث هو محمد علي جادين رئيس حزب البعث السوداني , والثلاثة تربطني بهم صلات حميمة نشأت من هم مشترك هو السودان, ذلك الوطن الذي اصبح بلا ابواب او نوافذ , امبدة وجادين تصديا لعبد الرحيم حمدي القيادي الاسلاموي الذي كشف عن جزء من استراتيجية الجبهه القومية الاسلامية في شكلها المعدل الجديد , وحملا علي افكاره التي هي بالقطع افكارالتنظيم, ورؤيته لمستقبل حكم السودان في ظل الشراكة مع الحركة السعبية التي ترعاها الولايات المتحدة الامريكية, وبالرغم من اختلاف الموضوع بين الثلاثة كتاب, الا انهم جميعا يلتقون في هدف واحد ,هو المال الذي صار عليه السودان, ثم الذي ينتظره من معلوم مجهول في الدورة القمرية الجديدة تحت حكم بارونات الاسلام السياسي.

    لقد سجل حيدر مناحته , وكال الرماد علي وطن يبست شفاهه من العطش للحرية والكرامة والاستقرار, مستعينا في ذلك بالرومانسي جبران خليل جبران, بينما تصدي كل من صديق ام بده وجادين لعبد الرجيم حمدي القيادي الاسلاموي المسئول الاول عن توظيف اقتصاد البلاد لمصلحة الجبهة الاسلامية من قبل, ولاحقا المرجعية الاقتصادية التي طلب منها الحزب رسم الاستراتيجية الجديدة من اجل السيطرة علي الحكم اطول مدة ممكنة, وربما الي الابد في ظل غياب كامل لاحزب سياسية لا تزال تفكر بعقلية العصر الجيري.

    لم يكن مفاجأة أن اقرأ هذه الانتباهة الهامة من ثلاثة مثقفين عرفوا بقدر كبير من حب الوطن مما جعل رويتهم تكون سابقة , وثاقبة لاخطار محدقة تلوح فى الأفق , متجاوزين غيبوبة فكرية تغشي الجميع .

    ان ما طرحة حمدي هو سودان بارونات الاسلام السياسي مقابل سودان حيدر, وامبدة, وجادين, واذا كانت اقسام من حركة المعارضة, وفي مقدمتها الحركة الشعبية لتحرير السودان قد رفعت شعار السودان الجديد طوال سنوات المعارضة, فأن حركة الاسلام السياسي قد نزلت هذا الشعار من فضاء النظرية الي ارض الواقع, ونفذت بنوده بندا , فصار السودان الجديد من منظورها واقعا ماديا طاول كل اجهزة الدولة, سيطرة علي الاقتصاد, وتوظيفا للإعلام والصحافة, وصولا الي المحصلة النهائية وهي الهيمنة علي الحكم (التمكين) وعليه يصبح ما طرحه عبد الرحيم حمدي, ان هو الا مواصلة لمسيرة طويلة اعترضتها متغيرات جديدة تتطلب تغيير الرؤية وادوات العمل, وهذا ما يميز حركة الاسلام السياسي عن نظائرها من الاحزاب التقليدية التي يجيد بعص منها التنظير الفكري ويخاصم بعضها الفكر اصلا باعتباره خطرا يهدد قيادتها ويقترب من (ملكيتها الفردية) (الاتحادي الديمقراطي والامة نموذجان ).

    ليس بمحض الصدفة ان تسربت ورقة عبد الرحيم الي الصحافة لتثير هذا الجدل وتفتح الباب لمزيد منه , ومن طرائق علم الاحتمالات هو استطلاع الرأي العام, او جس نبضه بفكرة تريد لها الاختبار لمعرفة رد الفعل عليها في ادني, او اعلي درجاته, واذ يفعل الحزب الحاكم ذلك عبر احد قادته التاريخيين, فأنه بريد ان يقول لنا انه انتصر في جهاده الاول (نيفاشا) وعليه الانتصار, اوالغلبة في جهاده الديمقراطي الثاني في المرحلة الانتقالية, استعدادا لورثة نهائية لحكم الشمال اذا اختار الحنوبيون الانفصال, وهو امر مؤكد وان طال الزمن عليه.

    يري حمدي او بالاصح حزبه الحاكم (ان الجسم الجيو سياسي في المنطقة الشمالية محور دنقلا سنار كردفان اكثر تجانسا , وهو يحمل فكرة السودان العربي الاسلامي بصورة عملية من الممالك الاسلامية قبل مئات السنين ولهذا يسهل تشكيل تحالف سياسي عربي اسلامي يستوعبه ,وهو ايضا الحزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي الاستعماري الاستقلال .. وظل يصرف عليه حتي في غير وجود البترول, ولهذا فإنه حتي اذا انفصل عنه الاخرون) ان لم يكن سياسيا, فاقتصاديا عن طريق سحب موارد كبيرة تكون لديه إمكانية الاستمرار كدولة فاعلة , ويصدق هذا بصورة مختلفة قليلا حتي اذا ابتعدت (انفصلت) دارفور ويستمر حمدي اي الحزب الحاكم يقول انحسار موارد اقتصادية هائلة من المركز الشمالي محور دنقلا كردفان قد تصل بحسابات اليوم الثابتة الي خمسة وستين في المائة من ناتج القومي الاجمالي للسودان ويترتب علي هذا ضرورة تطوير موارد السودان الشمالي التقليدية بصورة دراماتيكية وسريعة جدا لمقابلة متطلبات اهله اذا اردنا ان نكسب اهل هذا المحور لمشروعنا السياسي) ويستمر حمدى (ان الوحدة قذ لاتتم ولهذا يجب ان نعمل للبديل يجد ومنذ الان وان لانستسلم لافتراض ان الوحدة ستصبح جاذبة بقدرة قادرلأن القوي الاجنبية ذات التأثير الفاعل قد تلجأ الي تأجيج نار الانفصال اذا فشلت في تحويل الوحدة الي ميكانيزم لتفكيك السودان وحكمه علي شروط الاقلية غير العربية والاسلامية كما فعلت مع دول الحزام العازل للإسلام جنوب الصحراء من اثيوبيا الي السنغال مرورا بنجيريا) هذا هو ملخص فكر بارونات الاسلام السياسي والتي صاغها حمدي بلغة ركيكة جدا لاتليق بوزير سابق , وقيادي استراتيجي كلف بأعداد ورقة لإضافة سنوات أخرى من اجل الانفراد بحكم السودان .

    ان الذي يدعو للدهشة ان حمدي لايحدثنا ابدا عن دور حزبه كحزب وطني في مواجهة هذا السيناريو (الخطير) الذي يري ان القوي الاجنبية قد تعد له اذا فشل خيار الوحدة ووصلت العناصر الكافرة الي السلطة في السودان, ويراوغ لغويا في مداراة ان هذه هي الرغبة الحقيقية للنخبة الرأسمالية التي استخدمت الاسلام استخداما معيبا لسرقة ثروات وطن بأكمله, فالباطن كما يقول علماء النفس هو مركز الرغبة في الاحلام الغامضة التي يتحول تفسيرها الي واقع بعد فترة طويلة من الزمن, علي ان حمدي او حزبه الحاكم لم يصبرا حتي يحاكم الناس احلامهم القديمة فهم دائما في عجلة من امرهم لتحقيق احلام اخري جديدة, ومن وراء سطوره يكتشف المرء ان بارونات الجبهة الاسلامية لاتهمهم وحدة السودان بقدر ما يهمهم الحكم حتي لو اقتصر علي مثلث دنقلا سنار كردفان, ولايستبعد احد ان تكون هذه هي الاستراتيجية القادمة بعد الاتفاق الامريكي الذي اسبغ عليهم الشرعية , فقد حدثني مسئول امني كبير سابق يعيش الان خارج السودان ان النظام الحاكم في الخرطوم يمسك بعصبه الحساس ما يطلق عليه بالسداسية, والسداسية هذه قامت بعد الغاء المجلس الاربعيني حسب هذا المصدر, وتتكون من الرؤوس الكبيرة كتنظيم سري جدا يصنع القرارات الهامة, وهي التي تداولت طويلا مستقبل التنظيم والحكم معا بعد ان قررت الولايات المتحدة تقديم اسلاميي السودان كنموذج للاعتدال في المنطقة ضمن مشروع افريقيا الكبير المخطط الامريكي رديف الشرق الاوسط الكبير, وكان من اخطر قرارات الدائرة الضيقة ان تقبل الحل الامريكي بكل تفاصيله مادام هذا الحل لا يكرر تجربة صدام حسين, فاذا كان صدام قد اسقط بواسطة عمل عسكري فعلينا ان نقبل السقوط بالعمل الدبلوماسي, مقابل هذا انطلق التنظيم السري جدا صانع القرارات الكبيرة يخطط لدخول المرحلة الجديدة حاملا معه اجندته الخاصة والتي تجد قبولا امريكيا مؤقتا صامتا , والاجندة التي كشف عنها حمدي عندما اشار الي وصول المسيحيين الي السلطة في كل من اثيوبيا ونيجيريا والسنغال هي التي جعلت هاجس التنظيم يتململ من كون المحافين الجدد في واشنطن يسعون علي المدي البعيد الي احلال العنصر الافريقى مكان العنصر العربي في السودان ضمن مشروع ما يطلقون عليه القضاء علي الارهاب, والتنظيم المصغر يعرف جيدا ان القبول الامريكي لهم هو امر تكتيكي مرحلي, وهو اشبه بعلاقة بائعة هوي مع طالب متعة, اذن فهم مطالبون منذ الان بالاستعداد للمستقبل, والمسقبل في منظور اسلاميو السودان هو الاصرار علي مشروع الدولة الدينية التي تمكنهم من الاستمرار في نهب ثروات البلاد, من هذ الفهم فان السودان الجديد الاسلاوموي هو مشروع بدأ في صبيحة يوليو1989 واستمر حتي توقيع اتفاق نيفاشا ويتواصل الان عبر حزب غير جلده ولم يغير طبيعته, وواهم من يظن ان الانقاذيين قد اختاروا التعددية بعد فشل الاحادية , فهم حسب نظرية حمدي لن يستسلموا لان الولايات المتحدة قررت استبعاد العنصر العربي الاسلامي من حكم السودان, ولكنهم مستعدون لاقامة دولتهم في اي رقعة من الارض حتي لو كانت مثلث حمدي, بعد ذلك يبقي العنوان (مستقبل الاستثمار في الفترة الانتقالية) الذي قدم تحته حمدي ورقته هو باطن فكر مأهول بالخطر, وفهم للسلطة يغيب الاخرين, ويختار لهم الابعاد الي اقصي زوايا التاريخ ظلاما, هذا ما اعلن عنه الشريك القوي في التحالف الثنائي, فماذا عن الشريك الثاني الذي تخلي عن السلاح ليختار القصر طريقا الي تحقيق احلامه؟ ثم ماذا عن قوي المعارضة التقليدية التي وصلت بعد نهاية الحفل لتجد المدعويين غادروا المكان ؟, واخيرا ماذا عن القوي الجديدة التي تقرأ ما يجري الان قراءة فاحصة ومستوعبة للتفاصيل؟, عن الاجابة علي السؤال الاول, فأن الحركة الشعبية لتحرير السودان الشريك الثاني في الحكم تحدد وجودها السياسي, وترسم خططها الانية والمستقبلية اعتمادا علي رؤيتها للسودان الجديد من منظورها هي ايضا, وحين وافقت علي نيفاشا كانت قد تأكدت ان هذا الطريق الامريكي المدعوم اوربيا سيفضي بها في نهاية الامر الي الدولة الجنوبية المستقلة فالمعركة التي خاضتها مع تجمع المعارضة طوال السنوات الماضية كانت تستخدم فيها البندقية بينما الحليف الشمالي كان يستخدم اللغة , وحين نقلت الحركة جنودها الي شرق السودان لتفتح جبهة ضد نظام الانقاذ , ولتقاتل نيابة عن التجمع, كان اسارير الاخير تنبسط حين ينسب اليه في البيانات العسكرية انه احرز انتصارات علي نظام الخرطوم, كانت اهداف الحركة واضحة منذ ان اختارت البندقية لتقاتل حكومات الخرطوم علي مختلف مشاربها السياسية, فهي حددت اهدافها واختارت ادواتها لتصل الي نقطة انتزاع حق الجنوبيين السياسي تحت شعار السودان الجديد , والسودان الجديد الذي تقصده الحركة لا يختلف عن السودان الجديد الذي تحدثت عنه ورقة حمدي الا في الطبيعة والمحتوي , فالحركة في نهاية المطاف تريد دولة علمانية مستقلة اكد عليها اتفاق نيفاشا ,وحزب المؤتمر الوجه الاخر للحركة الاسلاموية يريد دولة دينية في مثلث حمدي اكد عليها ايضا الاتفاق نفسه, اذن فأن الشريكان كل له سودانه الجديد, وكل له اجندته الخفية. ولكن ماذا عن المعارضة التقليدية التي وجدت نفسها لاول مرة خارج اللعبة السياسية؟ ماذا عن سودانها الجديد؟, ماذا عن فهمها لحركة الاحداث التي كانت تصنعها هي واليوم يحدث العكس؟ , فلا تجد من يكلمها, مثل كولينيل ماركيز يطن فوق راسه الذباب, لم يكن عصيا علي الفهم ان السودان الجديد هذا الشعار المخاتل الذي كان يريده زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي هو ان تعود اليه اولا ممتلكاته التي صادرتها منه سلطة الانقاذ, وقد تحقق هذا ولم يتحقق شوقه الي سلطة شارك هو في ضياعها, ولم يكن عصي علي الفهم ايضا ان زعيم حزب الامة الذي غادر سفينة التجمع متوجها الي جيبوتى كان يحلم بسودان جديد يعيد فيه عجلة تاريخ الي الوراء , فا ختار ان يناضل باللغة ضد نظام لا يعترف باللغة , وعندما حسم الامر اكتفي ان يزاوج الامامية بالحداثية الحزبية , وظل ينتظر انتخابات قد تجري او لاتجري, فالكلمة الان انتقلت الي خارج الحدود, اذن فأن العودة الي مثلث حمدي ومواجهته تبقي القضية الاخطر والاهم, والمواجهة التي نقصدها يجب الا تتم من داخل الصيغة التي فرضتها الولايات المتحدة علي السودان اذ يتعين علينا البحث عن صيغة جديدة لبداية معركة طو يلة ضد مستقبل غامض واضح يراد لنا ان نقبله بكل امراضه, اما ان ننتصر, او يضيع السودان.

    ليس بخاف علي الذين ينظرون بعمق الي الوضع الراهن ان النظام الشمولي لايزال يسيطر علي مفاصل الدولة بعد مضي مايقارب اربعة شهور علي قيام الحكم التنائي الجديد, وليس بخاف كم كانت العصبة الحاكمة مسرورة بوفاة جون قرنق وقدوم نائبه سلفا كير, فهم ينظرون الي كير باعتباره رجلا بقبعة فقط ليس في كل الاحوال في دهاء وحنكة وخبرة قرنق السياسية, ولايزال الكثيرون لايجدون اجابة للسهولة التي تنازل بها كير عن اهم وزارة, وهي وزارة النفط ,ذلك الكنز الذي شكل, وسيشكل في المستقبل البئر الثانية لبارونات الاسلام السياسي, ومن ايات ان نسيج السطة القديمة لايزال سليما , وان السيطرة المادية علي كل شيء مستمرة, فلننظر فقط الي الخدعة الاعلامية التي تمارسها حكومة (الانقاذ) حاليا لايهام الجميع ان تحولا جذريا قد حدث في خطابها السياسي, وان التعددية بدأت تأخد مكانها في اجهزة الدولة الاعلامية, بينما الحقيقة غير ذلك تماما, فلا يمكن اعتبار رقصات من الجنوب, او الغرب, اوالشرق وندوات لجنوبيين ودارفوريين تمثل تعددية سياسية, او الحكم عليها بفتح الباب للجميع, فالتغيير المنشود يبدأ اولا بتفكيك ماكينة الدولة القديمة, وهذا التفكيك وان ورد في اتفاق نيفاشا , فأنه يظل قابعا تحت ظل شعار اقتسام السلطة الذي اعطانا عمليا حكومة ظل تضحك اكثر مما تبكي , ويشك الكثيرون في ان تنافس الحركة الشعبية في صراع طويل لاتملك اسلحته, ولاتعرف طرائقه حتي لو اسعفها مستشاروها في ذلك , فهذا التراث الكبير من الخداع , والسرقات, وشراء الذمم يصبح مستحيلا علي قا دم جديد معرفة كنهه, فالشريك الاول عندما فرض عليه الحل الامريكي كان يعلم كيف سيتعامل مع الشركاء الجدد , وكيف سيجر القابلين للإفساد الي حضيضه, فالخبرة الوحيدة التي اكتسبها بارونات الاسلام السياسي هي الفساد تحت حماية المصحف, وهذا ما نشاهد دورته مستمرة متسارعة وتيرتها في الوقت الراهن, ويبقي بعد كل هذا , ان مثلث حمدي الذي قصد به جس النبض يحمل تحت قشرته البيان الاول لانقلاب قادم هو الاستيلاء علي مثلث دنقلا سنار كردفان بعد ان تأ خذ الحركة الجنوب, الدارفوريون دارفور , انها حقا القارعة تقرع ابواب السودان.



                  

10-30-2005, 03:14 AM

Al Sunda
<aAl Sunda
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1854

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    وللتوثيق ايضاً
    هذا حديث طيب للاستاذ وراق حول مجمل سياسات حمدي الاقتصادية
    Quote: مسارب الضي
    ورقة حمدي:استكبار وجاهلية!

    الحاج وراق
    * هل غادر الكتّاب من متردم؟! حقاً لقد اشبع الكتّاب الديمقراطيون ورقة عبد الرحيم حمدي عن الاستثمار في الفترة الانتخابية بالتحليل والتعليق ، فانتقدوا، وعن حق، بؤس اختزال الوطن في «محور» المؤتمر الوطني الذي عبّر عنه حمدي! وما صرح به حمدي، كما تشير القرائن، إنما يعبّر عن مكنون غالبية المؤتمر الوطني، فإذا إزوروا عن إعلانه سابقاً ، فقد صرح به عبد الرحيم حمدي بحدته المعهودة! وفي هذا تأكيد لما سبق وكررته في هذه المساحة بأنه بات واضحاً ان استمرار هيمنة (الوطني) على (الوطن) ستؤدى إلى تخفيض (الوطن) ليتلاءم وقامة (الوطني)، ولانها قامة قصيرة، فذلك سيؤدي حتماً إلى تمزيق الوطن!
    لقد أشبع الكتّاب هذا الجانب بحيث لم يتركوا مساحة لمستزيد، ولكني أود لفت الانتباه الى جوانب اخرى في ورقة حمدي.
    * تطالب الورقة، لضرورات الانتخابات القادمة، بأن تهتم الانقاذ بالصرف على الصحة والتعليم والاسكان الشعبي والتوظيف في (محور) دنقلا سنار كردفان!
    وغض النظر عن محدودية (محوره) ، فإنه في توصياته بالاهتمام بالأولويات الاجتماعية ، انما ينقض غزله بيديه،فيرد بنفسه على الاطروحات التي سبق والهمها ودافع عنها تحت مسمى اقتصاد السوق (الحر)! وفي ذلك تأكيد لحقيقتين أساسيتين - الحقيقة الأولى ان الإنقاذ لم تكن لتجرؤ على تنفيذ سياساتها الاقتصادية المتوحشة في ظل نظام ديمقراطي يملك فيه الناخبون التعبير عن مواقفهم ازاء السياسات المعتمدة عند كل انتخابات دورية! وهذا ما سبق واشار اليه حمدي حين تحدث عن ان سياساته تحتاج الى الشدة والحزم! وكذلك حديثه عن ان الغاء هذه السياسات يحتاج الى دبابات! وهكذا، وعلى عكس، ما يدعي ويروج الكتّاب الشموليون فإن هناك ارتباطا جوهريا وصميميا بين السياسة والاقتصاد، اي بين الديمقراطية والتنمية الاجتماعية!.
    * وأما الحقيقة الثانية ، فحقيقة قاسية على الانقاذ، وعلى حمدي، فقد اتضح الان بان «كراع البقر جيابة»، وان الشعب ـ الذي ظل يحتقره ويزدريه حمدي بصلفه المعتاد ـ تمنحه الانتخابات القادمة حق التقرير في مصائر الإنقاذ! هذا اضافة إلى ان سياسات الانقاذ المتوحشة، والتي قُررت في غياب الشعب، لهي من السوء بحيث تتناقض ، ليس فقط مع مصالح الغالبية، وإنما كذلك مع مصالح الانقاذ نفسها!.
    ولكن، وللمفارقة، فقد ظللتُ شخصياً ولعدة سنوات في هذه المساحة، اكرر هذه الحقيقة البديهية، ولكن لم يفتح الله على أحد في الإنقاذ ليرى حقيقة سوء هذه السياسات إلا عرابها نفسه! مما يعني ان عبد الرحيم حمدي هو وحده الذي يفكر في الانقاذ! هذا فيما يتعلق بالإنقاذ، أما فيما يتعلق بقسوة هذه الحقيقة على حمدي نفسه، فذلك لانه بدلاً من الاقرار بخطأ سياساته السابقة، فإنه يورد توصياته الجديدة، وكأنها فتح لم يسبقه عليه احد! ثم أنه يوردها دون الإشارة إلى تجربته السابقة، كأنما كان هو وفريقه الاقتصادي من الإنقاذيين مجرد متفرجين على السياسات السابقة والتي استمرت لستة عشر عاماً من عمر البلاد!! كان الأجدر به، أقله، ان يتحمل مسؤوليته الشخصية في السياسات الإجرامية السابقة!
    * وإنني أعني وأصر على وصف هذه السياسات بالإجرامية ، وذلك لأنها قياساً بسياسات الإنقاذ في المجالات الأخرى، فإنها الأشد إضراراً واجرامية - كم من الأسر السودانية تفككت بفعل الضغوط الاقتصادية؟! وكم من السودانيين أصيب باضطرابات نفسية بفعل هذه الضغوط؟! تقدر بعض الإحصاءات بأنه من كل 70 سوداني فهناك 7 يعانون من اضطرابات نفسية، من بينهم واحد على الأقل يعاني من اضطرابات حادة!! هذا إضافة إلى تفسخ القيم المجتمعية وانتشار الأنانية والتسول والرشوة والاحتيال وبيع الجسد والكرامة! هذا هو أثر سياسات الإنقاذ (حمدي) على الإنسان السوداني!.
    وأما أثرها على البناء الوطني فواضح، وما حديث حمدي عن محور دنقلا سنار كردفان سوى النتيجة، وذلك لان تركيز هذه السياسات على الربح الطفيلي وحده، وتجاهل الأبعاد الأخرى بما فيها الأبعاد الاجتماعية والإنسانية والسياسية، إضافة بعد التكامل الوطني، قد أدى إلى تجاهل التنمية والخدمات في الولايات الطرفية - خصوصا دارفور والشرق -، وبالتالي فقد شكل ذلك احد الاسباب الجوهرية في تفاقم وتفجر الأزمة في هاتين المنطقتين «الشرق والغرب»!.
    ولهذا، فبدون اي تزايد، فإن سياسات الإنقاذ (حمدي) الاقتصادية، التي زلزلت البلاد إنساناً وأرضاً، لهي حقاً سياسات اجرامية!.
    * ولأن ورقة حمدي تتبنى موقفاً استكباريا،ً فإنها لا تنتقد السياسات المعتمدة سابقاً وحالياً، ولا تقر بمسؤولية حمدي وفريقه الإنقاذي في هذه السياسات الاجرامية التي زلزلت البلاد، ولذا فالواضح انها تعبر عن تراجع تاكتيكي وليس مراجعة استراتيجية، بمعنى انها تريد استخدام الصرف على الاولويات الاجتماعية كآلية للفوز في الانتخابات، ولكن بعد الفوز، تعود (حليمة) الى قديمها - الى ذات السياسات المتوحشة السابقة !
    ü اما الزاوية الاخرى التي اود التنبيه اليها، فهي حقيقة لافتة للنظر، فالملاحظ ان غالبية كتاب المؤتمر الوطني قد انخرطوا في حملة مسعورة للدفاع عن حمدي، لتبرير تركيزه على (محور) جزئي ، وتبرير تجاهل الاجزاء الاخرى في البلاد!
    واذا كانت اعداد مقدرة في المؤتمر الوطني - قيادات وكوادر - من المؤيدين لتمزيق البلاد بوهم أن ذلك سيبقى لهم (محورا) لمواصلة الهيمنة والاحتكار، الا ان هناك اعدادا، من عضوية المؤتمر الوطني لا تؤيد دعاوي التمزيق، لأنهم يعلمون بأن تقسيم البلاد سيؤدي الى اغراقها في الفوضى بدلا من اغراقهم في نعيم الامتيازات ، ولكن اللافت للنظر ان هؤلاء الآخرين، ورغم عدم اتفاقهم مع اطروحة حمدي التمزيقية، الا انهم بدلا من انتقادها، انخرطوا كسائر الآخرين في الإلتواء والتبرير!
    وربما يمكن تفسير الدفاع والتبرير لحمدي، بمكانته المركزية في اقتصاديات الجماعة، حيث تنتهي في يديه اغلب خيوط الاستثمار ، سواء عبر بنك الاستثمار المالي، او عبر سوق الاوراق المالية وشركة الرواد !، وبالتالي فإن لديه قدرة فائقة على الإخراس بسكب (المغانم) في الافواه!.
    واما الذين يدافعون عن ورقة (حمدي)، او يسكتون عنها، رغم ان افواههم لا تسدها مغانم ما ، فلا تفسير لسلوكهم سوى العصبوية الحزبية، اي التعصب الجاهلي القائم على (انصر اخاك ولو كان ظالما)! وواضعين في الاعتبار طابع الورقة الجاهلي العنصري والذي يساوي ما بين (العروبة) والاسلام ، فيمكن القول بإن جاهلية المؤتمر الوطني تتأكد بصورة مضاعفة، سواء من حيث مضمون الورقة، أو من حيث الدفاع عنها، إما بسبب تعبيرها عن مصالح القبيلة (المؤتمر الوطني)- مصالحها الجزئية والضيقة-، والمتناقضة مع مصالح الوطن، وإما بسبب الدفاع عن (الاخ) الظالم، حتى ولو كان هذا الاخ يظلم مجتمعه ووطنه، بل وقيم الاسلام الجوهرية !!
    ü واختم بتعليق على الاستاذة مريم تكس، التي دعت المؤتمر الوطني للاعتذار عن الورقة، واقول لها لقد طلبت طلبا (متمدناً) من جماعة جاهلية- هؤلاء لم يعتذروا عن الاحراق دع عنك الاوراق! لم يعتذروا عن سياسات حمدي الاجرامية والتي لا تزال قائمة، ولم يعتذروا عن احراق دارفور، ولا عن سفك دماء المدنيين في بورتسودان ، ولا عن احراق جامعة ام درمان الاهلية، ......والقائمة تطول، فكيف بالله يرجى اعتذارهم عن ورقة حمدي ؟!! لا، إلا إذا دخل الجمل سَمِ الخياط..!!.

                  

10-30-2005, 12:51 PM

صلاح ميرغني

تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 13

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    الاخ/ الكيك
    لك التحية
    معلوم من اين اتي هذا الرجل الداء .
    بل نعيد ما قالة الاستاذ الطيب صالح
    من اين اتي هؤلاء؟
    لك التحية
                  

10-31-2005, 02:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: صلاح ميرغني)

    الاخ السندة شكرا للاضافة المميزة من وراق
    اخونا صلاح ميرغنى اشكرك على المرور
    نواصل التوثيق
                  

10-31-2005, 04:15 AM

charles deng

تاريخ التسجيل: 09-27-2005
مجموع المشاركات: 503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    Dear All
    I thought I could find some comment to add to all the comments already made. Indded I was gratified by all the comments. However, allow to add that I have known Dr. Umbbada for a long time, and have known him as level headed intellectual. A man who meassures his words whenever giving an opinion, whether written or oral. His piece of writing about the grandson of al-Deferdar, Mr. Abdel Rahim Hamdi, was faultles and to the point.
                  

10-31-2005, 10:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: charles deng)

    شكرا الاخ شارلس على ثنائك لصاحب المقال واشكرك على المرور والتعليق
                  

11-11-2005, 10:38 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    وصلنى هذا الرد القوى من د. امبدة متابعة منه لرد الفعل القوى الذى كتبه بشان ورقة عبد الرحيم حمدى الاستفزازية ..
    الرد يفند اراء حمدى والتى حاول فيها التمسك بما يتصوره هو لسودان المسقبل فى مخيلة الاخوان المسلمين ..

    وعدم اعترافه بقصر نظره وافكارة المرفوضة من الشعب السودانى ..



    .
    ليـس اعتـذاراً ولكنـه أقبـح من الذنـب

    د.صديق أمبده



    الصحفيـة والمحاورة الذكية سمية سيد أجرت حواراً مطولاً مع السيد عبد الرحيم حمدي حول ورقته التي يرى فيها تركيز الاستثمار في محور دنقلا- سنار- كردفان كاستراتيجية لاستمرارية حزبه (حزب المؤتمر الوطني) في الحكم وذلك في صحيفة الرأي العام في عدديها بتاريخ 23-24 أكتوبر الماضي.

    خلاصــة الحوار أن السيد حمدي مقتنع بما ورد في الورقة المذكورة إذ يقول " لا تفتكروا أنني كتبت هذه الورقة بلا تفكير وهذه الورقة ليس لدي أي اعتذار عنها. " وقد رأيتُ كما رأى كثيرون غيري أنها تشعل فتيل العنصرية وتوقظ فتنة نائمة أو أعادها العالم إلى النوم مرة أخرى بالمساعدة في إبرام اتفاقية السلام الأخيرة. هو مقتنع ولا يود الاعتذار للشعب السوداني عمّا جاء فيها مما اعتبره كثيرون إساءة شخصية لهم وللوطن علماً بأن أغلب الذين عبّروا عن آرائهم المناوئة لرأي السيد حمدي ليسوا من أهل الهامش. فقط هم مسكونون بحب الوطن ومحافظون على الوصية (جدودنا زمان وصونا على الوطن).

    خلال الأسابيع الماضية أوضح محللون سياسيون كثر خطورة دعوة السيد حمدي على مستقبل وحدة السودان والطريق الزلق الذي يُريد أن يسوقنا إليه - علماً بأن حزبه للأسف لم يُنكر عليه ذلك حتى الآن - وآمل أن يفعل. في هذا التعليق على المقابلة المذكورة أود أن أُبرز- من بين أشياء أخرى- الوجه المظلم و المخادع في تناول السيد حمدي لهذه القضية ومحاولته إيهام الناس بأن التركيز على محور الشمال هو بسبب عدم الاستقرار في المناطق الأخرى في حين أن الورقة ذات مقاصد واضحة، وهي كسب الانتخابات القادمة واستمرار الحزب في الحكم باستغلال آليات الدولة ومواردها ومعارف وزرائها وكل ما يقع تحت يد الحزب الباطشة.لي عشر ملاحظات على المقابلة:

    أولاً: لنقرأ معاً مقتطفات من الحوار الذي أُجري مع السيد حمدي – بعد حذف الاستطرادات والشروح:
    "
    § هل تمّت أي مراجعة للأوراق قبل طرحها أمام المؤتمر من قِبل أجهزة الحزب؟
    - لا أعلم.
    § هل تبنَّى الحزب هذه الورقة؟
    - لا أعرف.
    § محورك نفسه دعوة لانفصال الجنوب وتحريض لانفصال دارفور والشرق؟
    - الورقة لم تدعو للانفصال.
    § لكنك حددت محوراً سياسياً يُعبِّر عن الجزء العربي الإسلامي من السودان؟
    - نعم وهذا محدد من مئات السنين.
    § لكنك استبعدت أجزاء أساسية من السودان وهي ذاتها مناطق إسلامية؟
    - زي شنو؟
    § الغرب والشرق؟
    - أنا لم استقطع تلك الأجزاء.
    § إذن لماذا ركَّزت فقط على هذا المحور رغم أن تلك المناطق هي الأفقر وهي المحتاجة إلى توجيه الاستثمار؟
    - لأن العالم عمل تسوية سياسية وحدد أموالاً كثيرة تذهب إلى المناطق الأخرى وما حيجيب حاجة إلى هذا المحور.
    § إذن أنت تريد أن تستفيد من علاقاتك مع الحكومة لمصلحة الحزب؟
    - ما لا بد أن يحدث توازن. ونحن هسع في الحكومة دي تنازلنا حتى أصبح التوازن لصالح الجماعة الآخرين.
    § أي جماعة تقصد؟
    - الجنوب والغرب.... " والآن وزارة المالية مفلسة لأن كل الأموال تذهب إلى الجنوب ودارفور" (لاحظ مفاوضات أبوجا ما زالت مستمرة).
    § لكن هذا التوصيف ظهر في الورقة وكأنه توصيف جهوي عنصري؟
    - طبعاً هذا غير صحيح فالشمال نفسه غير عنصري لأن الجنوبيين الآن في الشمال قوة كاسحة.
    § لكن ألا ترى من العيب جداً أن يوظِّف الحزب الحاكم علاقته التي اكتسبها وهو في الحكم لمصالحه الحزبية؟
    - لا أبداً هذا ليس عيباً. هذه هي السذاجة السياسية...إذا أردت أن تكسب في الانتخابات لابد أن تشتغل بآليات الدولة.
    § إذن أردت استبعاد المناطق المهمَّشة من حملتك الانتخابية؟
    - إذا توفر استقرار لن استبعدها...فممكن مثلاً أن أذهب إلى جبال النوبة وأقول ليهم نحن جبنا ليكم السلام؟
    § يعني كلام؟
    - نعم كلام
    § يعني دون أن تصرف مالاً هناك؟
    - نعم
    § لكنك تزيد من حجم النازحين إلى الخرطوم لتتحول هي نفسها إلى بؤرة صراع؟
    - ما في شك
    § هل نزيد من المناطق المهمَّشة لصالح المركز؟
    - أيوه.. "

    هــذه المقتطفات والتي هي أشبه ما تكون بفصل من مسرحيات اللامعقول هي فعلاً من المقابلة. وهي مما لا يتخيله المواطن العادي الذي كان هذا الشخص يوماً ما مسئولاً عن رفاهيته لأن وزارة المالية هي القيِّم على إدارة المال العام والمعنية بتخفيف عبء المعيشة والغلاء على المواطن وبتوفير المال للخدمات على أُسس ليس من بينها كسب الانتخابات. المواطنون والأقاليم عند المالية والتخطيط سواسية إلا بأولوية الاحتياجات أو هكذا يجب أن يكونوا. إن ما يقول به السيد حمدي كله لا يدخل إلا من باب الصفاقة السياسية، وإلا فكيف يمكن أن نفسِّر أقوالاً مثل (نحن هسع تنازلنا حتى أصبح التوازن لصالح الجماعة الآخرين) و (الآن وزارة المالية مفلسة لأن كل الأموال تذهب للجنوب ودارفور). الحكومة تصرف على الأجهزة العسكرية والأمنية في منطقة حرب وهذا يعني أن الأموال كلها تذهب إلى دارفور! الذي يقال كتعليق في مثل هذا لا يُكتب.

    ثانياً: قال السيد حمدي أنه لا ينوي الاعتذار عمَّا جاء في الورقة الأصلية لأنه قال بتوفر شرط الاستقرار وكرر ذلك عدة مرات بجمل متشابهة كانت إحداها كما يلي: " أن الورقة دعت إلى تركيز الاستثمار في محور دنقلا – سنار- كردفان وإذا توفر شرط الاستقرار السياسي يمتد الاستثمار في الشرق وإلى دارفور وإلى الجنوب.. الكلام ده واضح جداً في الورقة ولا غير واضح ".

    طبعاً غير واضح وغير صحيح. الحساب ولد. الورقة الأصلية لم يذكر فيها السيد حمدي شرط الاستقرار السياسي ولا مرة واحدة بالفهم الذي ورد هنا. النص الوحيد الذي ورد بالورقة الأصلية هو كالتالي: " ثالثاً: ما هو الاستثمار الذي نريده. في أي مكان أو موقع من القطر؟ لعل الإجابة أصبحت واضحة بالضرورة: يجب أن ندعو ونعمل لتركيز الاستثمار الداخلي والخارجي في: أولاً المحور الشمالي (سنار- دنقلا- كردفان): (ثانياً) يمكن أن نوجِّه بعض الاستثمارات لبعض المناطق الأخرى – شرق السودان إذا توفر الاستقرار السياسي ودارفور إذا توفرت نفس الشروط وأيضاً مناطق الجنوب). انتهي النص.

    القصــد واضح كما أكد هو نفسه. حتى في حالة الاستقرار السياسي فالأصل هو التركيز على المحور ويمكن (وهو تفضُّل من السيد حمدي) إذا رأى هو وأمثاله ذلك أن يوجهوا بعض الاستثمارات لبعض هذه المناطق. إصرار السيد حمدي على أنه قال بتوفر شرط الاستقرار كما هو واضح لا يرتكز على أي نص صريح ولا لبس فيه ورد في الورقة الأصلية و إصراره على ذلك هو ادعاء، إن لم يدخل في باب الغش أو الخداع فهو قطعاً يدخل في باب اللجاجة المفضية بصاحبها إلى كليهما.

    لـو أراد السيد حمدي فعلاً التأكيد على شرط الاستقرار السياسي لكان أورده في الفرضيات (وهي أكثر من ستة) أو أورده في سياق واضح. لكن ذلك لم يكن ممكناً أصلاً لأن فكرة الورقة أساساً قائمة على فكرة التركيز على المحور، " إذا أردنا أن نكسب أهل هذا المحور لمشروعنا السياسي" ولأن ذلك " يصب في مصلحة السودان المحوري ومصلحتنا " ولأن الغرض هو كسب الانتخابات " لأن مستقبل السودان ستحدده الانتخابات القادمة ". والأدلة كثيرة على الفكرة الرئيسية للورقة واستثنائها للشرق ودارفور. فعلى سبيل المثال يقول السيد حمدي في المقابلة " إذا طلب مني الصادق المهدي أن أدير له حملة انتخابية لن أنصحه أن يركِّز على دارفور لأنها خرجت من يده ومن يد الجبهة ومن كل أحزاب الشمال ". هذا النص في ذات المقابلة فلماذا يحاول السيد حمدي إيهام الناس بشئ لم يقصده؟ المثل العربي يقول: إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً. ومن الأوفق أن يتحاشى الشخص العام ما يقرِّبه من ذلك.

    ثالثاً: يقول السيد حمدي في المقابلة " أنا أتحدث عن الاستثمار والحملة الانتخابية ليست كلها استثماراً.فيمكن مثلاً أذهب إلى جبال النوبة أقول ليهم نحن جبنا ليكم السلام.
    § يعني كلام؟
    - نعم كلام.
    § يعني أن لا تصرِف مالاً هناك؟
    - نعم. أنا كُلِّفت كيف نستغل الاستثمار لنخوض به الحملة الانتخابية وشخص آخر كُلِّف كيف يستغل السياسة لخدمة هذه الحملة فهذا الشخص سيركِّز فقط على إنجاز السلام. هذه استراتيجية".

    بئس الاستراتيجية. يريد السيد حمدي أن يبيع السوميت والمرايا لأهالي جبال النوبة ويكسب أصواتهم ويؤكد ذلك في الرد على سؤال الأستاذة سمية الاستنكاري (يعني كلام؟ نعم كلام). كل القضية بالنسبة للسيد حمدي غش وكسب أصوات. الذين يفهمون ويطالبون بالخدمات (وهم مسلمون وعرب في المحور المتجانس) لهم الاستثمار. ولغيرهم من الذين لا حظَّ لهم من التعليم، الكلام المعسول والوعود لكسب أصواتهم. لكن هل الغاية تبرر الوسيلة في المشروع الحضاري؟ في الأصل لا أعتقد. لكن السيد حمدي يرى غير ذلك.

    رابعـاً: يقول السيد حمدي في ردِّه على تجانس محور الشمال كمنطقة عربية إسلامية يقول " أيوه المنطقة العربية الإسلامية. وأنا أتحدث عن الاستثمار فقط وأنا أعلم أن أهل درافور مسلمون أكثر مننا مائة في المائة (100%) صاح ولا ما صاح ".

    الحمد لله الذي هدى السيد حمدي لأن يعترف لدارفور ببعض الفضل ولأن أهل درافور مسلمون أكثر منه (هو يقول مننا ولا أدري عمَّا إذا كان يقصد ناس الحزب). إذاً يا سيد حمدي - والاعتراف سيد الأدلة- لماذا يتم استثناؤهم واستبعادهم من المحور؟ هل لأنهم خرجوا من يد الجبهة كما تعتقد؟ (علماً بأن ذلك ليس صحيحاً لأن أروقة المؤتمر الوطني تمتلئ بالعديد من أهل دارفور) وهل خروجهم من الجبهة خروج من المِلَّة؟. إن لم يدخل هذا في باب العنصرية وإن لم تكن هي العنصرية عارية فماذا تكون؟ وهل ستقنعهم بأنك اشترطت الاستقرار السياسي؟ وهل يبرأ جرح الكلام؟

    خامسـاً: في ردِّه على السؤال هل نزيد من المناطق المهمَّشة لصالح المركز؟ يقول السيد حمدي " أيوه. وهذه كانت إحدى نظريات البنك الدولي التي كنّا شغالين بيها. وبعد مجهود كبير بدأ البنك الدولي يغير في هذه النظرية. بدأنا نسمع عن مشروعات في هبيلا وجبال النوبة وساق النعام فهذه تسأل عنها النخب السابقة ويسأل عنها الوزراء أبناء تلك المناطق لماذا لم يعملوا تنمية في بلادهم؟ ".(لاحظ قال في بلادهم ولم يقل في مناطقهم).

    طبعاً هذا يدخل في باب العيب. نزيد من المناطق المهمَّشة لصالح المركز وهذه كانت إحدى نظريات البنك الدولي التي كنّا شغالين بيها. عيب يا سيد حمدي. أولاً البنك الدولي ليس له نظرية بهذا الشكل. ثانياً: البنك الدولي يتعامل مع الدول الأعضاء فيه ببرامج استثمار يتم الاتفاق حولها مع حكومات الدول الأعضاء وبالتحديد وزارات المالية. والبداية هي أن تعد الأقسام والإدارات في البنك والتي يقع السودان مثلاً تحت مسئوليتها استراتيجية مدَّتها ثلاث سنوات تسمى (حالياً) كاس (Country Assessment Strategy) وتناقش هذه الورقة مع الدولة العضو ومن ثمَّ تُقدَّم لتُجاز بواسطة مجلس إدارة البنك وتصبح نافذة المفعول ويتم التمويل في إطارها.

    ثالثاً: البنك الدولي يقدِّم قروضاً وإعانات/ منح. والقروض هي إما قروض تجارية أو ميسَّرة وفي حالة الدول الفقيرة مثل السودان فإن غالبية مشاريع البنك الدولي فيه قد تمَّ تمويلها بقروض ميسَّرة تُسدَّد على مدى أربعين عاماً زائداً عشر سنوات سماح وبفائدة أقل من واحد في المائة. وهنالك نوع آخر من التمويل هو لبرامج السياسات الاقتصادية كبرامج التكييف الهيكلي، ولكن تلك قصة أخرى. المهم في الأمر أن البنك الدولي وكل مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية لا تموِّل مشروعاً واحداً في الدولة إلا إذا أفصحت الدولة عن طريق وزارة المالية بأن المشروع يمثِّل أسبقية في أولويات خطة التنمية في الدولة. أي أن البنك الدولي لا يُجبر الدولة على أي سياسة تهميش أو غيرها وأن القلم في يد الوزير أو الوزارة تنّمي من تشاء وتهمل من تشاء. (يا سيد حمدي ألم تكن هنالك الخطة العشرية في عهد عبود والخطة الخمسية في أول مايو والخطة الستية في منتصف السبعينيات وألم تكن هنالك أيضاُ خطط تنمية في عهد الإنقاذ حتى لو كانت على الورق فقط؟)

    دعنــا نذكر أنه خلال الفترة (1958-2003) حصل السودان على نحو 13.4 مليار دولار في شكل قروض و منح موّلت نحو 632 مشروعاً ودراسة. وقد كانت مصادر هذا التمويل المؤسسات الدولية والإقليمية والدول الصديقة. كان نصيب دارفور من كل هذا نحو 275 مليون دولار أي حوالي (2%) (اثنين في المائة) من إجمالي التمويل. فمن الذي همّش دارفور والريف السوداني عموماً؟ كما سلف القول فإن المؤسسات والدول تموِّل المشاريع وفق الأسبقيات التي يُقدِّمها لهم المسئولون الاقتصاديون في الدولة وبالتالي فإن التهميش و التنمية غير المتوازنة قد نتجت بفعل فاعل محلي. بقصر نظر وسوء تخطيط واختلال أسبقيات – بقصد أو بغير قصد.السيـد حمدي يعلم أن الدول والشعوب لا تكون فقيرة لأنها فقيرة بل تكون كذلك لفقر السياسات الاقتصادية ولقصر نظر المسئولين أو فسادهم.

    البنك الدولي - مهما اختلفنا معه- لا يصح أن نجعله -على سبيل التضليل- شماعة لإخفاقات المسئولين. وهو كمؤسسة، على قدر عال من المهنية وحسب علمي ليس له نظرية تزيد من المناطق المهمشة لصالح المركز (وبعد مجهود كبير بدأ البنك الدولي يغير في هذه النظرية). ومن صاحب هذا المجهود الكبير إن شاء الله؟ هل هو الوزير الهمام؟

    سادساً: يقول السيد حمدي " في مؤتمر 95 في أسمرا قرر الجنوبيون مبدأ الانفصال والحكومة رفضته في ذلك الوقت وقبلت هذا المبدأ مؤخراً؛ وهو وضعته أصلاً القوى السياسية والأحزاب وهي اليسار والحركة الشعبية والقوى الأخرى وهي التي أقرَّت الانفصال كخيار ووضعته كمطلب للحكومة والحكومة وافقت عليه مؤخراً ".

    هضربة أم رد على سؤال؟ وما الذي وافقت عليه الحكومة مؤخراً؟ اتفاقية السلام أم شئ آخر؟ إذا كان السيد حمدي لا يدري ما الفرق بين حق تقرير المصير والانفصال فتلك مصيبة. وإذا كان يريد تزوير التاريخ فتلك جريمة. أما إذا كان يقصد حق تقرير المصير ولكنه صحَّف فذكر الانفصال فلأن كل إناء بما فيه ينضح. على الأرجح لم يطلع السيد حمدي على مقررات مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية – وليس في ذلك ما يعيب وهو الوزير آنذاك - ولكن تكوين المؤتمر المذكور معروف لرجل الشارع وللناشط السياسي وقد شاركت فيه كل القوى السياسية الأساسية في السودان ما عدا الجبهة الإسلامية، فهل يريد السيد حمدي اتهام اليسار والحركة الشعبية أم تهميش أحزاب الحركة الوطنية، الأمة والاتحادي وهي القوى الرئيسية في آخر برلمان منتخب وفي المؤتمر المذكور؟ شيء محيِّر فعلاً ولا أعتقد أن السيد حمدي يتمتع بذاكرة ضعيفة إلى هذا الحد، تخلط المفاهيم وتنسى كبار المشاركين ويختلط عليها حابل الانفصال بنابل حق تقرير المصير. إذا أحسنّا الظن نقول أن كل هذا مقصود به خلط الأمور على الجيل الجديد وعلى غير المتعلمين والمتابعين وهي استراتيجية تواتَر إتّباعها في السنوات الأخيرة. ولكن الأرجح عندي أن السيد حمدي فعلاً لا يعير موضوع الاطلاع والمعرفة والدقة كبير اهتمام وهو ما يتضح من عدد كبير من الإجابات على أسئلة الأستاذة سمية.

    سابعاً: على ذكر استراتيجية السيد حمدي ومحور الشمال فقــد جاء في صحيفة الرأي العام بتاريخ 27 أكتوبر الماضي الخبر التالي: أعلنت الولاية الشمالية عن بداية العمل في سفلتة 570 كيلومتراً في قطاعي الدبة - دنقلا 120 كيلو، ودنقلا وادي حلفا 450 كيلو بتكلفة 254 مليون دولار. وأكدت محلية دنقلا عن انطلاقة العمل في كبري دنقلا السليم في مطلع العام القادم بتكلفة 10 مليون دولار تنفذه شركة دانفوديو. وأوضح معتمد دنقلا بأن العمل تنفذه 3 شركات هي مام للطرق والجسور ودانفوديو وشركة زادنا. وكشف عن مشروعات تنموية وصفها بأنها حيوية تبدأ انطلاقة تنفيذها خلال الأشهر القليلة القادمة ".

    سعدتُ كثيراً بالخبر لأنه يُشير إلى خطوات تنمية حقيقية لمواطنين عانوا ولازالوا يعانون من صعوبة المواصلات وغيرها في المنطقة المذكورة وأتمنى أن تنفذ الطرق المذكورة على أكمل وجه.

    لكنني كنت سأسعد أكثر لو تزامن هذا المجهود مع خطوات تنفيذ طريق الإنقاذ الغربي لأن جزءاً كبيراً منه لا يزال في مناطق آمنة في كردفان علماً بأن طريق الإنقاذ الغربي يبلغ طوله حتى الفاشر حوالي 597 كيلومتر وتقدّر تكلفته بنحو 240 مليون دولار شارك فيها مواطنو الولايات الخمس التي يمر بها في كردفان و درافور بنصف حصتهم من السكر في العام والتي قُدِّرت حينها بحوالي 40 مليون دولار في العام، وعلماً بأن مصير ميزانية الطريق ومساهمات المواطنين ختم عليه بالقول (خلوها مستورة) إلى حين.

    في تقديري الحساسية السياسية - وليس العدالة - كانت تقضي مثل هذا الإجراء. أولاً لإقناع أهل كردفان ودرافور بأنهم لم يسقطوا من سلم أولويات الحكومة خاصّةً بعد أن رفع بعض مواطني دارفور السلاح في وجه الحكومة، وثانياً درءاً للشبهات من أن استراتيجية السيد حمدي لا تسير على قدم وساق من قبل نشر الورقة و منذ زمن.

    السؤال قائم. لماذا يتم التصرُّف بهذا الشكل؟ هل الكتابة على الحائط ولا نريد أن نصدق؟ هل الاستراتيجية يجري تنفيذها فعلاً لأن دارفور خرجت من يد الجبهة كما يعتقد السيد حمدي؟ نحن نفتح أبواب المبررات ليفتح الله على السيد حمدي وحزبه بكلمة في طمأنتنا بأن السودان كله ما زال في منطقة عين الرضا وتهتم به الحكومة. وإذا ما خرجت بعض أجزائه على المؤتمر الوطني فمقام الحفاظ على وحدة الوطن أعلى مرتبة من مقام الزعل الحزبي.

    ثامناً: إن من واجبنا أن ندعو الحكومة وحزب المؤتمر الوطني ألا يستمعا إلى نصائح واستراتيجيات السيد حمدي وأمثاله فهؤلاء في ظني لم ينفعهم علم ولم يرشدهم تعليم، ولحكمة يعلمها الله حُرموا من البصيرة النافذة التي تعي أهمية الوطن والحفاظ عليه كلَّه وليس بعضه، كله وليس قصقصة أطرافه في أول منعطف بسبب إخفاق مشروع حزبي أثار من الفرقة أكثر مما أثار من الإجماع.

    دعـــوة السيد حمدي إلى استقلال الدولة وآلياتها لتحقيق مصالح الحزب في الانتخابات هي دعوة قاصرة لأنها تحوِّل السودان في عهد الإنقاذ من تصنيف البعض له بالدولة الرخوة والدولة الفاشلة (كما جاء في إحدى المطبوعات الحديثة) وتنزل به إلى مصاف الدولة العصابية (كليبتوكراسي Kleptocracy) (من العصبة أو العصابة) حيث تتحول الموارد وتتجول الأيدي بين جيب الحكومة اليمين وجيب الحزب الحاكم الشمال دون موانع وربما بتنسيق وتخطيط.فهل هذا ما يقصده السيد حمدي؟
    نصائــح واستراتيجيات السيد حمدي وأمثاله والشطط في التمكين خلال السنوات الماضية أدي بالإنقاذ – رغم وجود عدد كبير من المؤهلين فيها وفي غيرها – أدى بها إلى أن ترمينا بمسئولين أقل من قامة الوزارات والمصالح والوحدات التي أوكلوا بها، وذلك حتى بعد أن ابتدعت التوالي السياسي وتحزَّمت بأطراف ثياب الأحزاب الكبيرة وتشظياتها. والنتيجة هو ما نُشِر في الصحف مؤخراً من أن مؤسسة الشفافية الدولية قد صنَّفت السودان في مرتبة الدولة الأكثر فساداً في الدول العربية. (صحي البِلْدي المِحَن لا بد يلولي صغارهن).

    لقـد شرب السيد حمدي من حوض السلطة سنين عددا والسلطة هي واحدة من الغوايات التي لا تقاوم ولذا فربما هو يعمل جهده ليبقى الحزب في السلطة. وأتمنى أن لا ينطبق عليه قول الشاعر صلاح أحمد إبراهيم (رب من يشرب من بحر الغوايات ظمِى...والذي يملك عينين ولا لُبٍ عمِى).

    تاسعاً: هنالك بعض الإجابات والاستطرادات في المقابلة أترك التعليق عليها لفطنة القارئ:
    1. " يسأل منها الوزراء أبناء تلك المناطق لماذا لم يعملوا تنمية في بلادهم".
    2. (أ) - إذن هل تعتقد أن استراتيجية الاستثمار في محور غير دنقلا- سنار- كردفان شيء غير مجد؟
    - أنا لم أقل غير مجد.....أنا أتحدث عن آلية محددة وتركيز حغرافي محدد والمحور ليس عنصرياً ولا جهوياً وإنما هو محور فكري وهو المحور المصاغ بالنسبة لي وهو جاهز"
    (ب) - ما العلاقة بين محور الشمال ومنبر الشمال؟
    - ليست هناك أي علاقة والمحور كما ذكرت "محور جغرافي وليس فكري".
    3. " وهي ورقة قدمت عبرها رؤيتي بالشكل الذي لا يجعل الحزب يخذل قواعده وهم كانوا مُضَايقين خلال 16 عاماً".
    4. " الآن وزارة المالية مفلسة وكل الأموال تذهب للجنوب ودارفور".

    عاشراً: قال الشاعر (جِنِّي وجِن الكلام البقولو كلّو).


    د. صديق أمبده
    9/11/2005
                  

11-15-2005, 04:29 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    الصحفى الزميل احمد محيسيى تناول فى رده على ورقة حمدى سياسات البرنامج الثلاثى والذى اعقبته سياسة التحرير وما سمى بالخصخصة او فى عرف الاخوان سياسة التمكين واثارها على المجتمع السودانى ..المقال نشر فى سودانايل يوم 15/11/2005

    فالى المقال ش


    Last Update 15 نوفمبر, 2005 08:56:42 AM

    (طُراح) عبد الرحيم حمدي

    احمد محيسي
    [email protected]

    القراء الكرام ,,
    لقد تناول عدد من الكُتَّاب ورقة عبد الرحيم حمدي عن الاستثمار خلال الفترة الانتقالية بالتحليل الناقد البصير الذي ينم عن ثقافة ووعي وإدراك لمخاطر ما يقول به حمدي. كما تنم الردود عن عاطفة ووطنية ومعارضة لا مراء فيها لمحتويات الورقة .
    أنا لا أريد أن أحلل ماورد في االورقة تحليلاً سياسياً فقد فعل ذلك كُتَّاب آخرون قبلي , لكني سأعلِّق على بعض الآراء التي قال بها حمدي , وعلى فترة حكم الإنقاذ وأثر سياساتها على الشعب السوداني وسقوط مشروعها السياسي , وأسأل عبد الرحيم حمدي ماذا قدمت حكومته خلال فترة الستة عشر عاماً الماضية من الحكم وماذا يغريها بتكرار التجربة الفاشلة سواء في السودان ككل أم في مديرية من مديرياته وكيف ولماذا يروَّج حمدي لكسب سياسي باسلوب رخيص وببرنامج منفِّر ؟
    فلا هطلت علي ولا بأرضي
    سحائب ليس تنتظم البلاد
    ألم تسمع يا سيد عبد الرحيم حمدي ببيت الشعر هذا , ولم تتدبر معانيه .. ما أرفع
    معانيه السياسية والاجتماعية وما احوجك اليها, ماهذه النظرة الضيِّقة للوطن الواسع المترامي وكيف تحصر السودان في مثلث دنقلا – سنار كردفان وتصفه بأنه يحمل فكرة السودان العربي / الاسلامي بصورة عملية منذ الممالك الاسلامية القديمة . اقول لك لقد عاش في هذا الاقليم نوبة وعرب وأفارقة وهو ليس إسلامي محض ولا عربي محض وإنما هو إقليم سوداني تمازجت فيه العديد من القبائل والثقافات.
    يستطرد السيد حمدي : إن الجسم الجيوسياسي في المنطقة الشمالية المشار إليها أعلاه وهو الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي / الاستعماري / الاستقلال .. وظل يصرف عليه .. وحتى في غير وجود البترول ... لديه امكانية الاستمرار.. كدولة فاعلة ! (لاحظ اختزال السودان في إقليم ) .
    إلى أين يريد أن يصل حمدي بهذه العبارات المضطربة واللغة غير البليغة هل يريد ان يخلق سودان جديد غير السودان المعروف حالياً . ولماذا تقسيم البلاد على اسس دينية وعرقية في وقت نحن أحوج مانكون فيه الى ابعاد ومحو هذا التقسيم الإثني الضيِّق الذي يتبناه حزب المؤتمر الوطني الذي لا هو وطني ولا شعبي بالرغم من
    الادعاء الذي لم يصدق منذ انقلاب الجبهة الاسلاموية في التاسع والعشرين من يونيو 1989. لم يصدق كوطني ولم يصدق كشعبي , إذ أن الجبهة وقبل انقسامها تبنت سياسة البطش والترويع والتجويع والتشريد لكل معارضيها في سبيل تنفيذ برنامج غامض هدفه اقصاء المعارضين من المواطنين الشرفاء من الوظائف الكبيرة أو المؤثره , ومن المواقع الاقتصادية والتجارية , وحتى الاجتماعية وتمكين أعضاء الحزب من الاغرار قليلي الخبرة والتجربة وفاقدي الهمة .
    كما لا ينسى السودانيون حملات الفصل عن العمل التي طالت كل قطاعات الخدمة المدنية , والشرطة والجيش وتوسعت حكومة الجبهة الاسلاموية في إنهاء خدمات الاداريين والاطباء والفنيين وغيرهم من المعارضين في وقت احكمت الضائقة المعيشية حلقاتها في رقاب المواطنين وماتزال , وأخذ التضخم يقضي على ماتبقى من
    القوة الشرائية للعملة المحلية جنيهاً وديناراً .
    وبسبب هذه السياسة الخرقاء ضعف النسيج الاجتماعي وتبدلت القيم (حيث لا فضيلة
    مع الجوع) واصبحت خمس رواتب لا تكفي لمعيشة الاسرة التي تتكون من سبع أفراد وهو متوسط أفراد الاسرة السودانية .
    اهملت حكومة الجبهة القطاع الطبي من مراكز صحية ومستشفيات , وأفسحت المجال للإستثمار في المستشفيات الخاصة والتي يصل سعر العلاج فيها إلى الملايين . كما
    أتت ببدعة تسمى (التأمين الصحي) في وقت لا يستطيع فيه السكان الصرف على وجبات الطعام اليومية والالتزامات المدرسية والاسرية ناهيك عن تسديد أقساط التأمين
    الصحي .
    من المعروف أن الحكومة لاتوظف إلا أعضاء تنظيمها أو القلة القليلة من المحظوظين الذين يوصى كبار أعضاء التنظيم أو الوزراء على تعيينهم . وإزاء هذا الوضع تفشت العطالة في أوساط الخريجين بنين وبنات وحملة الشهادة الثانوية , أما المتساقطون
    من المراحل التعليمية المختلفة فلا مجال لديهم .
    وإزاء الالتزامات الاسرية , وانفلاق الأفق تمكن البعض من الهجرة في حين بقيت
    الغالبية العظمى تنتظر الفرج من السماء .
    لقد طال أمد الحكومة الجبهة أضعاف أضعاف عمرها الافتراضي وطال بسبب ذلك شقاء الشعب السوداني وأصبحت الحياة عبئاً لا يطاق , وسياسيو الجبهة زاهلون عما حلّ بالموطنين اذ أنهم لا يكترثون وليست لديهم عاطفة تجاه المواطنين باستثناء
    أعضاء التنظيم الذين مُنحوا رأس المال والفرص التجارية والاستثمارية وأعفوا من
    الضرائب .
    إن ماطرحه السيد عبد الرحيم حمدي لا يرقى إلى مستوى الفكر الاقتصادي , أو نظريات الاستثمار , أو وجهة النظر المتماسكة التي يسهل الدفاع عنها لقيمتها الفكرية وانما رأي تاجر يسعى للحصول على الارباح بسرعة وبأقل تكلفة بصرف النظر عن نوع الممارسة وجودة البضاعة .
    الطريف في الأمر أن هذه (الونسة التجارية) اذا صحت تسميتها تجيئ من شخص عمل وزيراً للمالية في فترة سابقة جنى السودانيين الثمار المرة من سياساته الاقتصادية وقوانينه المالية والتجارية التمييزية غير الرشيدة التي أهملت الاثر الإجتماعي وأوردت البلاد موارد الهلاك , لا يستحي من القول ان ورقته هذه أو
    طرحه الذي يحمل عنوان " مستقبل الاستثمار في الفترة الانتقالية " التي قدمها لمؤتمر الحزب الحاكم تأتي استجابة لتكليف حزبه السياسي حيث تراعي الورقة أو الطرح مصلحة الحزب ليحقق الحزب مكاسب تضمن له الاستمرار في الحكم والاحتفاظ بقسط وفير من السلطة السياسية, ودون مراعاة لمصالح بقية انحاء القطر الأخرى .
    وأشار حمدي إلى أن الورقة تجيب عن أسئلة هي :-
    - أي نوع من الاستثمار نريد ؟
    - ماهو اتجاه الاستثمار الذي نريده في مكان أو أي مواقع من القطر ؟
    - ماهي السياسات أو الاجراءات الاخرى التي لا بد من تغييرها لانجاح الهدفين الذين سيتضحان بالاجابة على السؤالين أعلاه . واستطرد السيد حمدي ذاكراً افتراضات قد لاتصح .
    لا أدري لماذا لم ينتبه حمدي الى امور اساسية منها ان الاستثمارات سواءً كانت عربية أو غير عربية لا تجيئ برغبة الحزب الحاكم ولا بالعلاقات الشخصية وانما لها متطلبات تشمل البنية الاساسية الجيدة , والقوانين المالية والتجارية الجاذبة , ووضوح الاجراءات الحكومية وبعدها عن البيروقراطية , ووجود محاكم وقضاء نزيه لا تشوبه رائحة الحكومة , بالاضافة الى الاستقرار السياسي.كما أن أصحاب هذه الاستثمارات وبصرف النظر عن جنسياتهم هم الذين يحددون نوع الاستثمارات سواء كانت في مجال الزراعة أو الصناعة , أو الخدمات باختصار إن الحزب الحاكم لا يستطيع تحديد نوع الاستثمارات وانما أصحاب الاستثمارات انفسهم هم الذين يحددون اي المجالات يرغبون الاستثمار فيها وايها أكثر ربحاً وأقل مخاطر .
    أريد ان أقول فات على طرح حمدي وأسئلته وافتراضاته أن الحزب لا يمكنه عملياً أن يجذب الاستثمارات , ولا أن يوجهها الوجهة التي يريد , ولا يحدد مجالاتها الاستثمارية ولا كمياتها . أن الذي يحدد كل ذلك هم أصحاب الاستثمارات وبناءً على المتطلبات المذكورة أنفاً .
    ان الاسئلة والافتراضات التي قال بها حمدي تنم عن عدم معرفه بقوانين ومتطلبات الاستثمار على اطلاقه سواء كان عربي أو أعجمي , اسلامي أو مسيحي وما هكذا تورد الأبل ياحضرة الوزير الهمام .
    عجبي لحزب يفكر فيلسوفه الاقتصادي بعقلية (تاجر الحلة) الذي يسعى لاصطياد الفرص بأي شكل دون وازع من أي نوع يردع في داخله السلوك غير الاخلاقي وغير الديني .
    لم يقل لنا حمدي لماذا يريد حزب المؤتمر الوطني ان يبقى في الحكم لمدة أطول من تلك التي قضاها بعد فشل مشروعه الحضاري ؟ ومن هم أنصار الحزب وكم عددهم وماهو برنامجهم بعد الفترة الانتقالية ؟ وماذا حقق خلال فترة الستة عشر عاماً الماضية التي تولى فيها حكم البلاد منفرداً .. وهل تجربة الحكم السابقة جديرة بالتكرار ؟
    وهل يعتبر طرح حمدي (العليل) في المثلث الذي أشار إليه هو البرنامج الاقتصادي
    لحزب المؤتمر الوطني الاقتصادي لما بعد الفترة الانتقالية ؟ لم نسمع رأي الحكومة وهي على كل حال حكومة حزبية في هذا الطرح وهل تؤيد ما اورده حمدي أم تعدله او تلغيه ؟ آمل ان نسمع ما يلغي مقولة حمدي واستبدالها ببرنامج استثماري لعموم السودان دون استثناء جهة او تفضيل اخري في اي من بقاع السودان لاسيما المديريات الاكثر تخلفا .
    أعتقد أن التصريح بمحتويات الورقة يهدف لمعرفة ردود الفعل التي ستثيرها. لكن لماذا تريد ان تعرف ردود الفعل وهي لا تأبه بها ؟ يقول حمدي في ورقته انه ولضرورة كسب الانتخابات ينبقي الصرف على تطوير التعليم ودعم الوجبة المدرسية للتلاميذ وتوفير عدد كبير من الوظائف لمحاربة البطالة لانها ستصبح مشكلة متفجرة خاصة في أوساط المتعلمين والمسرحين الذين أنهيت خدماتهم للصالح العام ! هذا بالاضافة الى تطوير موارد السودان الشمالي التقليدية بصورة دراماتيكية وسريعة جداً لمقابلة تطلعات أهله , اذا اردنا أن نكسب أهل هذا المحور لمشروعنا السياسي .
    ويذكر حمدي الاستثمارات في قطاع البناء والتشييد خاصة في قطاع المنازل الشعبية في كل مدن الاقليم المحوري ويعتبر هذا النوع من الاستثمار هو (حجر الزاوية)
    في كسب قطاعات الفئة الوسطى والشعبية لمشروعنا السياسي .
    أوجه سؤال لحمدي لماذا لم تصرف الحكومة على تطوير التعليم ودعم الوجبة المدرسية للتلاميذ في خلال حكمها التي أمتدت لستة عشر عاماً ؟ ولماذا ساهمت في تفاقم البطالة بالتوسع في انهاء خدمات العاملين في السابق. ولماذا لم تطور الحكومة الموارد الاقتصادية في عموم السودان , ولماذا لم تخفض الحكومة الضرائب العالية على مواد البناء أو تعفيها من الضرائب لمساعدة المواطنين في تقليص تكلفة المباني في الماضي؟ خاصة وانك كنت وزيراً للمالية ومستشاراً اقتصادياً للحكومة لمدة طويلة ؟ هذا هو دوركم الاساسي ودور حكومتكم فقد قصرتم فيه لدرجة تستحقون فيها تقديمكم للمحاكمة . هل تظنون انكم بهذا البرنامج تستطيعون رشوة اقيلم المحور ؟ هيهات ان سكان الاقليم أوعى مما تتصورون . وعلى كل حال فهم يعرفون انهم سكان اقليم , وجزءاً من كل هوأعم وأشمل واكبر وأبقى وهو السودان الكبير الموروث الذي نتغنى به من حلفا الى نمولي ومن بورتسودان شرقاً الى مابعد حدود مدينة الجنينة غرباً .
    وهذه ياحمدي رشوة سياسية رخيصة لن تجد قبولاً لدى معظم المواطنين من سكان الاقليم واذا قبل بعضهم فإنهم لن يدفعوا ثمنها بمعنى فوزكم في الانتخابات المقبلة وعودتكم مرة ثانية للحكم .
    لماذا يسعى حزب المؤتمر الوطني للتمسك بالحكم وهو لم يقدم شيئاً يعينه على ذلك وقد فقد سياسياً كل من جبال النوبة والانقسنا , وجنوب السودان ودارفور وشرق السودان , كما خسر كافة المسلمين في هذه المناطق وغيرالمسلمين ايضاً وذلك باعتراف حمدي . اذن من تبقى من المؤيدين ؟ لم يقل حمدي لماذا فقدت الانقاذ كل
    هؤلاء الناس ولماذا لم تراجع سياساتها السابقة بعين ناقدة.
    لا اعتقد ان السودانيين سيدخلون تجربة آخرى مع الانقاذ والاسباب لا تخفى عليكم , لا سيما والانقاذيون لا يملكون جديداً مفيداً يقدمونه , بل هناك ألف سبب وسبب لوقوف الشعب السوداني ضد عودتهم بل ملاحقتهم قضائياً والاقتصاص منهم , لجرائمهم الاقتصادية التي أفقرت الشعب السوداني .
    إن الورقة التي قدمها حمدي تحمل من الضلال الاقتصادي والتيه الفكري والسياسي
    ماتحمل وتنفر اهل المثلث وتُكرههم أكثر مما تجذبهم . كما إن الورقة لا تقدم طرحاً اقتصادياً او سياسياً او اجتماعياً يغرى بالتنفيذ ويبشر بعهد جديد أكثر انصافاً وعدلاً وانما ترمي (طُراحاً) مشوَّهاً ومُقزِزاً – والطُراح هو جنين الحيوان الذي لم يكتمل نموه في الرحم لعيب خلقي أو لعيب في رحم الحيوان فيتم التخلص منه قبل اكتمال مدة الحمل , ويَقال طرحت البقرة , وطرحت الشاه .وفي البشر أيضاً يقال إن، المرأة ( دافقت) بمعنى دَفَقَتْ حَملاً مشوهاً غير مكتمل لعيوب فيه لا تمكنه من البقاء على قيد الحياة , وبناءً عليه يمكن اعتبار طرح حمدي (طُراحاً) أو دُفاقاً , وكلاهما الطُراح أو الدفاق يعبران عن عدم النضج والتشوه بسبب المرض والعلة في الجنين المطروح.


    --------------------------------------------------------------------------------




                  

11-16-2005, 02:09 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)





    Last Update 15 نوفمبر, 2005 10:12:15 PM

    عبد الرحيم حمدي وإعلان سقوط وتشييع المشروع الحضاري الإسلامي العروبي والبحث عن البديل

    ابوطالب تيلك تيو

    واشنطون دى سى
    [email protected]

    شكرنا لكم قد عبرتوا عنا

    اولا اشكر الدكتورين صديق امبدة وحامد البشير إبراهيم، فقد عبرا عنا واجادا وأقنعنا بالحجة العلمية والمنطق الرصين، كما الشكر موصول ايضا للاستاذة سارة عيسى التى تناولت الموضوع فى مهده لافتة الانظار الى خطورته، فقد اختفى قلمها فجأة جعل الله المانع خيرا ، وانا والله لتواقون لقراءة ما يخطه يراعك فقد كفيتينى شر الكتابة لانك كنتى تكتبين ما اريد ان اكتب ولكن الان اضطررت للدخول فى مجال الكتابة مرة اخرى لغياب قلمك الذرب. الا هلا رائينا قلمك سيفا باترا ضد اعداء الامة.

    فكرة حمدي تحمل بذرة فنائها فى احشائها

    يجب الا ينزعج السودانيون الغيرون على مصلحة و وحدة السودان من الورقة الفاشلة و التى تحمل بذرة فنائها فى احشائها كما المشروع الحضارى الذى اعلن حمدى رسميا سقوطه و وفاتة و الاستعاضة عنه بمشروع اخر افشل منه. فالمشروع الحضارى الذى اعلنته الجبهة عندما سلمها حزب الامة السلطة فى الثلاثين من يونيو عام 11989م خوفا من سيطرة ابناء الغرب فى الحزب على السلطة فى السودان عن طريقه، خاصة عندما اتجهت مجموعة مؤثرة نواب الحزب فى البرلمان بقيادة بكرى عديل للنية فى احداث تغييرات جوهرية داخل اجهزة الحزب التنظيمية، هذا المشروع الحضارى فى الواقع ، قد اعلن عن وفاته فى ديسمبر من العام 1999م عندما انقلب القصر عليه بالمفاصلة بين العنصريين فى القصر بقيادة البشير و اصحاب المشروع الحضارى فى المنشية بقيادة الترابى.

    فالورقة التى قدمها حمدى تجسد اليأس و الفشل الذى وصل اليه الذين ارادوا الوصول الى اهدافهم الرئيسية المسكوت عنها عن طريق امتطاء المشروع الحضارى برفع شعارات الاسلام و العروبة، لذا اعلنوا جزءا من اهدافهم الريسية و ليس كلها كما سنشير الى ذلك لاحقا.

    حمدى يعد من افشل اثنين من الوزراء مروا على وزارة المالية

    يعتبر عبد الرحيم حمدى من افشل وزراء المالية الذين مروا على السودان. فقبله قد كان بدرالدين سليمان وزير مالية النميرى فى اواخر السبيعنات من القرن الماضى عندما تامروا على انجح وزراء مالية السودان على مر التأريخ الحديث و هو ابن كردفان ابراهيم منعم منصور. فبمجرد تقلد بدرالدين سليمان الامور فى وزارة المالية قام بتعويم الجنيه السودانى و اغراقه متاثرا بالسياسة الاقتصادية للرئيس الامريكى السابق رولاند ريقان و التى كانت تعرف بالريقانزم. فبدرالدين سليمان عندما اتى وزيرا للمالية وجد ان الجنيه السودانى يعادل قرابة الثلاث دولارات و لكنه عندما ترك الوزارة كان الدولار يعادل 90 قرشا، و بعدها اصبح يتدهور الجنيه السودانى مقابل الدولار و العملات الاجنبية الاخرى الى ان وصل الى 4,10 جنيه مقابل الدولار عندما تسلمت الانقاذ الحكم من حزب الامة سلميا.

    فعند تعين الانقاذ عبدالرحيم حمدى وزيرا للمالية بعد ان قيل انه من انجح مدراء احد البنوك الاسلامية فى لندن و لخلفيته كموظف سابق فى وزارة المالية فقد كان المطلوب منه اعادة العافية و الحياة للجنيه السودانى و اعادته سيرته الاولى حسب برنامجهم الاقتصادى الذى انتقد التدهور المريع فى قيمة الجنيه السودانى مقابل الدولار.و قد استبشر الناس خيرا بمقدمه، و لكن كانت اوائل بوادر فشله هو نزوله فى فندق الهلتون فى قلب الخرطوم و قبول حكومة الجبهة الصرف عليه من مال خزينة المالية و يكون بذلك قد كان يكلف الدولة اضعاف اضعاف ما كلفه كل وزراء المالية الذين مروا على وزاراة المالية حتى الان و عطائه و مردوده كان اقل من ذلك بكثير.

    فعبد الرحيم حمدى قد فشل كوزير للمالية بعد اعلانه ما يسمى بسياسة التحرير الاقتصادى التى لا توجد فى اى دولة من الدول كواقع كما كان يطبقها حمدى. فبسياسته تلك ساهم فى تدهور الاقتصاد السودانى و بالتالى تدهور قيمة الجنيه السودانى و نزول قيمته الى الحضيض و انهار الجنيه بسرعة الصاروخ نحو الهاوية. فبعد ان كان الجنيه السودانى يعرض فى سلة العملات الاجنبية اصبح غارقا الى يومنا هذا فى بحر لجى فوقه ظلمات و ظلمات. فبالرغم من المحاولات اليائسة لكل وزراء المالية الذين خلفوه لمعالجة اخطائه الاستراتيجية تلك، الا انهم فشلوا. فالخطأ لانه كان استراتيجى، فغالبا ما تكلف الاخطاء الاستراتيجية مبالغ باهظة لعلاجها.

    فنجاح حمدى كمدير لبنك اسلامى فى احدى دول الغرب المستقرة اقتصاديا لا يعنى نجاحه كوزير مالية فى دولة اقتصاديا و هو الذى غاب عن السودان كثيرا، كما ان بدرالدين سليمان بالرغم من انه فشل كوزير للمالية الا انه يعد من اشطر وزراء الصناعة الذين مروا على السودان. و هذا يعنى ان اختيار حمدى لوزارة المالية كان اختيارا عشوائيا غير موفقا ، فقد كنا نعتقد ان " القبة فيها فكى".

    حمدى نفسه يطرح برنامج اقتصادى استثمارى لدولة وهمية

    ان الدولة التى يتخيلها حمدى و الذى يريد ان يضع لها برنامجا اقتصاديا استثماريا دولة لا توجد فى الخارطة السياسية و لا يمكن ان توجد فى الخارطة الجغرافية بالطريقة التى زكرها ان حاولنا ان نتصورها. فالدولة التى يريد لها حمدى ان تنشأ اشبه بالدولة التى تحاول ان تتخيلها لنا الكاتبة الامريكية باميلا سيرجنت فى كوكب الزهرة باعتباره كوكب يوجد به حياة و تتخيل ان انسان الارض قد غزى كوكب الزهرة وانشأ فيه مستعمرات فى شكل معسكرات واغلب الشخصيات ذو خلفيات اسلامية عربية امثال "مهلة ومالك حداد وغيرهم". و هذا بالضبط هو شكل الدولة التى يتصورها لنا حمدى فهى دولة وهمية لا يمكن ان توجد فى ارض الواقع الا فى حالة واحدة فقط و سنذكرها لاحقا.

    الورقة غير علمية

    ان الورقة التى قدمها حمدى و فندها كل من الدكتورين حامد احمد البشير وصديق امبدة فى تحليلاتهم العلمية القيمة تفيد بان الورقة غير علمية. كما ان الورقة ليس فيها اعمالا من الفكر و ان كان حمدى يدعى غير ذلك عندما قال " لا تفتكروا اننى كتبت هذه الورقة بلا تفكير و هذه الورقة ليس لدى اى اعتذار عنها". فبئس التفكير ان كان حمدى يدعى بانه اعمل فكرا فى ورقته تلك. فهذه الورقة لا يمكن ان تمر ان قدمت لاى مجمع اقتصادى علمى كورقة علمية, و هى ورقة لا يقدمها طلاب الاقتصاد و العلوم السياسية عند التخرج ناهيك ان يقدمها رجل وصل حتى مدير عام لبنك و وزيرا للمالية و مديرا لسوق الاوراق النقدية. الغريب فى الامر ان حمدى يتصف بعدم اللباقة والدبلوماسية فى تناول المواضيع وطرح الافكار ان كان هنالك فكر اصلا كما و ان هنالك استعلاء واضح فى حديثه.

    اكيد الورقة غير علمية كالمشروع الحضارى الغير علمى الذى اعلان حمدى وفاته رسميا بأعلانه لهذا البرنامج البديل الذى هو ايضا غير علمى و لا يمكن تطبيقه على ارض الواقع الا فى حالة واحدة فقط سنذكرها لاحقا كما ذكرت من قبل. و لكن تناول حمدى للموضوع بصفاقة و لاءمة الهدف منه التغطية على عجزه الفكرى و ليس العلمى لان هنالك فرق واضح بين المتعلم و المفكر.

    فقد يكون حمدى عالما و ملما بالاقتصاد كعلم و لكنه يفتقر الى اعمال الفكر لتسخير العلم لخدمة اهدافه. فحمدى فكريا ضعيف حتى فى المقابلة الصحفية التى علق عليها الدكتور امبدة نلاحظ جليا مدى الضعف الفكرى لدى حمدى فى اجاباته وتناوله للموضوعات كما ان لغته محدودة وانه ايضا يجهل كثيرا من السلوك السياسى لانسان جبال النوبة عندما زكر " انا اتحدث عن الاستثمار و الحملة الانتخابية ليست كلها استثمارا. فيمكن مثلا اذهب الى جبال النوبة اقول ليهم نحن جبنا ليكم السلام." فحمدى بحديثه هذا يستهين و يستخف بجبال النوبة و هو يعلم تماما بان الانقاذ طيلة فترة حكمها القابض لم يستطع ممثلوها الفوز فى دائرة كادقلى الدائرة المحرقة التى جعلت الانقاذ تجن جنونا و تختار ثلاثة من ابناء كادقلى، بل من اسرة واحدة فى كادقلى فى البرلمان القومى، فيهما اثنين اخوة اشقة فى سابقة لم تحدث فى تاريخ السودان البرلمانىو يبدو ان الهدف من ذلك هو شراء ابناء النوبة فى كادقلى لبيع اصواتهم لتنفيذ هذا البرنامج الذى لا يخدم اهدافهم لا من قريب او من بعيد.

    خريطة حمدى الجديدة لمستعمرته المتوقعة

    كما ذكرنا ان حمدى ضعيف فكريا. فخريطته الجديدة التى فصلها تجسد مدى ضعفه الفكرى. فهو قد تعلل بأنهم قد وضعوا هذه الخارطة بأعتبار ما يكون. وهو ان المواقع التى استبعدها من خرطته ستكون محل اهتمام المنظمات العالمية بالتنمية. و لكن الواقع يكذب ذلك. فأن استثنينا الجنوب و جبال النوبة و النيل الازرق، فهذا لا ينطبق على دارفور و الشرق و اقصى شمال السودان الذى استبعده حمدى. و لا اعلم ان استبعد شمال السودان، اى مناطق النوبة فى اقصى الشمال ، فكيف له ان يحقق مستعمرته الجديدة؟ و اين ستكون منافذه للعالم الخارجى؟ ام انه يريد لدولته ان تكون مثل دولتى سويزلاند و لوسوتو المحاطتين بدولة جنوب افريقا؟ فهاتين الدولتين عبارة عن جزر محاطة بأراضى غير تابعة لها و ليس بالمياه كما جرت العادة. هل فكر حمدى فى ذلك جيدا؟ طبعا لا و هو ما جعلنى اصفه بالضعف الفكرى و التحليلى.

    ان تضمين كردفان و النيل الازرق اى الابيض و سنار ان جاز التعبير يفيد بأن الكردفانيين و السناريين هذه المرة سيكونون هم العبيد و الشغيلة الجدد لمستعمرة حمدى المتوقعة بعد تحرر الجنوبيون و النوبة و الانقسنا، و لكنه نسى ان معظم السكان فى المناطق التى حددها هم سكان قادمون من المناطق التى استبعدها حمدى من خريطته و هم سكان الهامش؟ فسنار و كوستى و مدنى و الخرطوم و شندى و عطيرة فيها من السكان الوافدين من الاجزاء التى استبعدها حمدى ما لا يستهان بهم و هم لا يمكن ان يبصموا بالعشرة لتمرير مخطط حمدى الاستعمارى لاستعمارهم مرة اخرى.

    العنصريون و الابارتهايديون من شمال السودانى النيلى القابضون على زمام الامر فى السودان يعيشون فى وهم

    ان الابارتهايديون والعنصريون من شمال السودان المسيطرون على الحكم بأسم المؤتمر الوطنى يعيشون فىى وهم و ستنكشف لهم الحقيقة قريبا و تكشف عوراتهم عندما تتساقط اوراق التوت. ان اسباب تحكمهم فى السلطة هم العسكريون العبيد الشغيلة فى الجيش والقوات النظامية الاخرى من ابناء المناطق المهمشة التى استبعدوها من خارطتهم الاستعمارية و الذين يستخدمهم العنصريون فى تحقيق اهدافهم.

    فمتى ما حررنا هؤلاء العبيد الشغيلة لانكشفت سوءة العنصريون والابارتهايديون ولانهارت مشاريعهم الوهمية فوق رؤسهم كما انهار مشروعهم الحضارى الذى اعلن حمدى وفاته رسميا و تشييع جنازته.

    شرط نجاح مستعمرة حمدى الجديدة

    لقد ذكرنا ان مشروع مستعمرة حمدى الجديدة تحمل بذرة فنائها فى احشائها. ولكن الحق يقال ان هذه المستعمرة الجدية يمكن ان تنجح فكرتها فى حالة واحدة فقط و هى ما لم يفصح عنها حمدى ان كان يعمل فكره تماما كما زكر. و شرط نجاح المستعمرة الجديدة هو ان يعلن العنصريون الجدد و على راسهم مجزوب الخليفة كبيرهم الذى علمهم سحر العنصرية، انضمام هذه المستعمرة المقتطعة للدولة المصرية لتصبح دولة جديدة.

    ولكن هذا المشروع لكى يتحقق لا بد من ازاحة النوبيين فى اقصى الشمال الذين استبعدهم حمدى من مستعمرته، اما عن طريق الاستلاب ومحو الثقافة النوبية تماما من ذلك الجزء . ولكن النوبيون فى الشمال مهما تصرفوا و تغيرت الوان سحناتهم اوتصرفوا فهم نوبه اصحاب حضارات و تأريخ قديم، و لكن الذين زكرناهم على شاكلة الملك شكندة و داؤد، استمرأوا العبودية.

    اما بالعدم تهجير باقى النوبيين بالقوة الى حلفا الجديدة فى الشرق كما تم ذلك من قبل فى مطلع الستينات من القرن الماضى او تفريقهم تفريق سبأ. و هذا بالطبع يحتاج الى مجهود ضخم ، و يبدو ان هذه الخطة هى المسكوت عنها، و الا لما حرم الانفصاليون العنصريون انفسهم من المنفذ التقليدى للسودان للعالم الخارجى عن طريق البحر الاحمر بأستبعاد الاقليم الشرقى من حساباتهم تماما.

    و لكن السؤال المطروح هو، هل تقبل مصر الرسمية ذلك ان كان ذلك صحيحا من استنتاجاتنا التحليلية؟ و هل يقبل بذلك باقى الشعب السودانى الحر؟ طبعا لا . انا اقول ذلك و فى ذهنى ان مصر الرسمية دولة عزيزة لدينا و يهمها استقرار السودان و بقائه كما هو عليه، ولكن هل نستبعد ان يكون هذا المخطط هو مخطط مشترك بين مصر الغير رسمية من الاسلاميين الارهابيين مع الارهابيين الاسلاميين فى السودان القابضون على زمام الامور و على راسهم العنصريين؟

    فأن كان هذا صحيحا و هذا ما اتوقعه، فلا بد من الاستعداد لذلك جيدا من الان.

    ابوطالب تيلك تيو

    واشنطون دى سى

    نوفمبر 2005م



                  

11-18-2005, 04:11 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    Up for further discussion
                  

11-19-2005, 11:40 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: Mohamed Adam)



    عن سودانايل

    Last Update 01 نوفمبر, 2005 12:13:15 AM

    حمـدي وفصـل دارفـور وشـرق وجنوب السـودان للصالح العام

    مناقشات هادئة لآراء صاخبة

    د. حامد البشير إبراهيم

    بخارست/رومانيا
    [email protected]

    مــدخـل

    في خلال كل سنوات الانقاذ كان الناس ُيحالون لما عرف في ادبيات الدولة والمجتمع بالصالح العام في إشارة لضرورة إنجاح مشروع الاسلامويين الذي ُعرف بالمشروع الحضاري والذي يقضي بإبعاد المخالفين وتقريب المؤمنين به.

    لكن ومع تطور ازمة الحكم في السودان بدأ رجال الإنقاذ في إحداث نقلة نوعية في فكرهم الإستراتيجي وإجراءاتهم التكتيكية تقضي بإحالة أجزاء من الوطن – هذه المرة - للصالح العام حتى يتناسب حجم الوطن الجديد مع مقاس الحزب الذي للاسف بدأ يضيق مع تمدد تيارات العولمة وإشعاعات الإستنارة وتناقضات الداخل التي اضحت تحاصره من كل الإتجاهات .

    في هذه اللحظات المفصلية من تاريخ السودان المعاصر يفاجؤنا كبار رجالات الاسلامويون بفكرة مقادها إعادة تعريف الوطن وإعادة رسم حدوده في خطوة اقل ماتوصف به بانها " أبارتيد إسلامويه" في تعبير عن حالة الإحباط والعتمة التي وصلت إليها بعض المجموعات في داخل جسم الإسلامويين في السودان .

    قبل حوالي اكثر من اسبوعين وأثناء تواجدي بالسودان في عطلة سنوية علمت بالورقة المثيرة التي قدمها الأُستاذ عبد الرحيم محمود حمدي، وزير المالية الأسبق الذائع الصيت في السودان والذي تم على يديه إلغاء دولة الرفاهية وإحلال محلها إقتصاد السوق المسيطر على كل جوانب الحياة بما فيها التعليم (المدرسة الخاصة) والصحة (العيادة الخاصة ) وزيادة معدلات الفقر لتصل الى ارقام تقارب التسعين في المائة (90% ) او تزيد وماترتب على ذلك من ظواهر سلبية شملت كل مناحي الحياة : الفساد حيث السودان هو الدولة الاولى عربيا حسب ترتيب منظمة الشفافية العالمية، والتفسخ الأخلاقي ، والتفكك الاسري، وإرتفاع نسب عطالة الشباب والمتعلمين (حوالي 60%)، تنامى الوعي الإثنى كاستراتيجية للتكيف مع الإحباط وانعدام الوجهة وغيرها من الظواهر السالبة للمشروع الاقتصادي والتي في مجملها ضربت "المشروع الحضاري " في مقتل . يضاف الى ذلك الرصيد الاجتماعي السالب والصورة المرسومة سلبا في العقل الجمعي والمجتمعي عن " الإسلاميين" في السودان بعد سنين حكمهم الطويل والمنفرد للسودان .

    في خضم كل ذلك يفاجؤنا الاسلامويون وهذه المرة على لسان خبيرهم الاقتصادي الأكبر باطروحه أقل مايُقال عنها أنها تلغي الاخرين وتفرض عليهم وصاية تصل الى حد تقرير المصير.. بل ومصير احفادهم من بعدهم .. هي ورقة حتما تستحق الرد وأكثر لما لها من دلالات جد خطيرة وذات أبعاد لايمكن الإستهانة بها ولا يمكن السكوت عليها. الاستاذ حمدي مشهود له بالجرأة في مواقفه وبالتصريح والترويج لها بقليل من المواراة والاعتبارات السياسية .

    وفوق ذلك فهو المهندس الذي حقق البناء الطبقي الجديد والمنعة الاقتصادية للاسلامويين في السودان مُحدثا بذلك إنقلابا إجتماعيا كاملا في البناء الاجتماعي السوداني بدلالات بعيدة المدى. وبهذا الفهم فالأُستاذ حمدي ورغم أنه هو الذي كتب هذه الورقة كشخص إلا وأنه بماضيه التليد وموقعه المتميز في الحركة الإسلامية وبإمساكه بتلابيب الحراك الاقتصادي وسط الحركة الاسلامية، فإنه حتما (بهذه الصفات) يمثل تيارا بل وتيارا فاعلا في جسم الحركة الاسلامية واسمها الحركي ( المؤتمر الوطني ) . إن أي تعامل مع هذه الورقة بخلاف ذلك يعتبر إنكارا لحقائق ومسلمات سوسيولوجية أساسية في بنية وتوجهات الحركة الاسلامية في السودان وأهدافها الإستراتيجية البعيدة المدى ونمط تفكيرها وتكتيكاتها المرحلية والآنية .

    حيـثـيات ورقـة الاسـتاذ حمـدي :

    1- تحدثت الورقة عن مستقبل الاستثمار في السودان في الفترة الإنتقالية خلال الست أعوام القادمة .

    2- أكدت الورقة بصورة جازمة بأن تفويض الحكومة يأتي من الحزب وليس من الدولة وبالتالي فإن مصلحة الأول ( الحزب) تطغى على مصلحة الثاني ( الدولة ) وتسود عليها .

    - أكدت الورقة بأن خيار الوحدة غير وارد بل وأن الإنفصال هو الأكثر تأكيدا. وعليه فعلى الحزب الحاكم أن يعد العدة كاملة لخيار الإنفصال وهو الأرجح .

    4- السودان المحوري (الشمالية – الوسط + كروفان ) يمثل اقليما متجانسا تاريخيا – ثقافيا- اثنيا ودينيا .

    5- جهد الحزب الحاكم خلال الفترة الإنتقالية يجب أن ينصب في هذا الإقليم المحوري والذي يحمل كل مقومات الدولة المستقلة ( ثقافيا واقتصاديا وسياسيا ) ولا غضاضة من إنفصال بقية الاقاليم عنه وهذا حادث لامحالة كما يُستنبط من الورقة .

    - أكدت الورقة بأن حروب الهامش التي تستعر في الغرب الأقصى ( دارفور) والشرق الأقصى من (البحر الأحمر- كسلا ) هي في الأساس جزء من مخطط أجنبي قصد منه إملاء شروط الأقليات ( مضافا إليها الجنوب ) غير العربية وأيضا غير الإسلامية على شاكلة وضعية المسلمين في نيجيريا والسنغال واثيوبيا . سميت هذه الدول بدول الحزام العازل للإسلام .

    على أسوأ الفروض وطالما ان حربا يصعب كسبها أمام هذا التيار اللاعربي- لاإسلامي فمن الأجدى الإنسحاب كلية وتشكيل دولة جديدة متجانسة دينيا وشعوبيا( إسلامية – عربية ) تخرج من حزام العزل (الإسلامي) لتعيش في سلام داخلي وإستقرار بعيد عن تعكير صفوها بعناصر افريقيه وغير إسلامية .

    - بهذه الخيارات سيتمكن الحزب الحاكم لامحالة من الإستمرار في الحكم خاصة وان ذلك يمكن أن يأتي بقليل من الجهد الإستثماري في هذا الإقليم المحوري ذو الوعي العالي والإستجابة العالية للخدمات والتي من مردوداتها التصويت لصالح حزب المؤتمر الوطني في حالة تقديم الخدمات المناسبة ( مساكن شعبية ، تخفيف الجوع بصورة مباشرة، التشغيل ومحاربة العطالة خاصة وسط المتعلمين والمبعدين عن العمل) وغيرها من نماذج تخفيف الفقر وسياسات النمو المنحازة للفقراء pro-poor growth policies .

    - هذا البرنامج ( السودان المحوري) والإستثمار الداعم له يجب أن ينفذه فقط من يؤمنون ويؤتمنون على الفكرة وذلك يعني ضمنا عزل الآخرين في مسعى تكرار الماضي يعيد من جديد خاصة فيما يتعلق بالتفضيل في الخدمة العامة .

    - الورقة على البعد السياسي تتعامل وكأن اتفاقية السلام لاوجود لها وغير ملزمة للحكومة خاصة فيما يتعلق بضرورات الاجراءات والخيارات السياسية التي تجعل الوحدة خيارا جاذبا حسب ورقة السيد أن الخيارات السياسية المتاحة للسودان تحددها قوى دولية خفية لاصيرورات وتفاعلات داخلية .

    منـاقشــات اســاسـية :

    في هذا القسم سأسعى لمناقشة بعض ماورد في ورقة الاستاذ حمدي خاصة تلك الاراء ذات الدلالات الكبيرة والبعيدة . وأيضا إعتمدت في هذه المناقشات على المنهج التفكيكي حيث أن بعض ماورد في الورقة لايمكن فهمه إلا برده "للصورة الكبيرة" Bigger picture"" المتمثلة في سياسات نظام الإنقاذ ومواقفه أو مواقف بعض اللاعبين الاساسيين فيه والذين حتما منهم الاستاذ حمدي .

    اولا :

    يقول الاستاذ حمدي :

    "التكليف يجئ من حزب سياسي وليس من الدولة .. ولهذا يفترض ان تُراعى الإجابة عليه مصلحة الحزب في الإستفادة من الإستثمار خلال الفترة الإنتقالية …الخ ".

    هذه الجملة حتما بها كثير من الأخطاء " الأخلاقية " الفادحة حيث ان التكليف يجئ من جماهير ليست بالضرورة منضوية لحزب بل منحازة لبرنامج يصبح – حين يتم إختياره جماهيريا- برنامجا للحكومة “Government” والتي هي اليد الفاعلة للدولة (State) والتي بدورها الممثلة للأمة أو للوطن أو للناس جميعا .

    وبالتالي المقولة أو الحيثية الصحيحة التي كان يجب أن ينطلق منها الاستاذ حمدي هي أن مايجب أن يُراعى هو مصلحة الدولة ومصلحة الأُمة وإن تقاطعت مع مصلحة الحزب . وقديما لو يذكر الاستاذ الكريم قد إنحاز المرحوم اسماعيل الأزهري لخيار الإستقلال حينما كان مطلبا جماهيريا سودانيا وليس حزبيا ، مما دفعه ورفاقه لإعلان الإستقلال من داخل قبة البرلمان وذلك على الرغم من البرنامج الاستراتيجي المعلن لحزبه وهو وحدة وادي النيل .

    ثانيا :

    في حديثه عن مميزات السودان المحوري(دنقلا – سنار+ كردفان) والتي من اهمها تزايد الوعي فيه وكذلك التعليم مما يجعله سريع الإستجابة التصويتية في حال تقديم خدمات له بالمقارنة مع السودان الآخر الذي يمكن الاستغناء عنه ( تنمويا لانه ينعدم فيه الوعي وحساسية اللإستجابة لتقديم الخدمات والذي يُفهم صراحة وضمنا بانه ميؤوس منه إنتخابيا).

    ألم يسال الاستاذ حمدي نفسه ماهو كان دوره في زيادة او تدني نسب التعليم والوعي في هذه الاقاليم التي قرر عزلها من السودان المحوري :

    ألم يتوقف طريق الإنقاذ الغربي في عهد الاستاذ حمدي وبدلا عنه قامت طرق أقل أهمية اقتصادية منه .

    هل كان الاستاذ حمدي ورفاقه يستقرؤن الاحداث بانه يجب ان يتوقف هذا الطريق لانه يوما ما سيكون طريقا قاريا يربطنا مع دولة جارة (هي دارفورحسب استقراء حمدي) ويقع خارج اطار السودان المحوري ؟

    (ب) ألم يتم في عهد الاستاذ حمدي تحويل مسؤولية التعليم العام للمحليات والتي كانت وما زالت عاجزة حتى من سداد مرتبات العاملين عليها. نتيجة لذلك توقفت المدارس في أغلب الولايات الطرفية لحوالي عشرة سنوات . والفاقد التربوي كان وقودا للحرب الأهلية بالوكالة وبالإنابة عن دولة تعيش نخبها في ابراج بعيدة . أرجو من الاستاذ حمدي أن يُراجع نسب الإنخراط في التعليم العام في تلك السنوات والتي إنحدرت إلى أقل من 30% في بعض الولايات . وان من كل مائة طفل دخلوا الصف الاول فقط ثمانية منهم يصلون الصف الثامن .. كل هذا يحدث في الاقاليم " قليلة الوعي " والتي حُكم عليها أخيرا بالفصل تعسفيا من السودان المحوري ولصالحه العام .

    والمؤسف ان يأتي هذا الحكم من شخص كان هو المؤتمن على المال العام في كل السودان وهو الذي كان يُرجى منه احداث التغيير المنشود وبحيادية وحيدة مرجوة فيمن يشغل منصبا بذلك الحجم . وحزنت مؤخرا أكثر حينما علمت ان وزير مالية آخر قد قرر الانحياز لمشروع السودان المحوري بإختياره الجلوس في منبر السلام العادل الذي ينادي بفصل الشمال عن الجنوب بقيادة المهندس الطيب مصطفى .

    ثالثا :

    إن أُطروحة الاستاذ حمدي التي تقول بخلق وطن جديد قوامه (دنقلا – سنار+كردفان) هي من أولها لآخرها عنصرية تقوم على فرضية التجانس العرقي والتجانس الديني. وتقوم على مبدأ الفصل على أساس هاتين المعطيتين ( العرق والدين ) لاأظنني أُضيف كثيرا إن قلت للاستاذ حمدي أن المرادف لمصطلح الفصل العنصري هو ماعرف بلغه الأفريكانا بال (APARTTHEID) والتي هي مصطلح يرجع للكلمة الانجليزية (APARTNESS) أي الفصل بين الاعراق .

    بقصد أو بدون قصد إن أُطروحة الاستاذ حمدي هي وجه اخر "للأبارتايد" وهذه المرة داخل الوطن الواحد وباللذين ينتمون لذات العرق وإن توهموا وعظموا صغائر التفاصيل والفوارق.

    المؤسف حقا أيضا هو أن هذه الاطروحة من قبل الاستاذ حمدي قد أعطت وزنا أكبر للعرق أكثر من الدين وإلا بماذا يُفسر عزل دارفور والشرق عن هذا المحور رغم الخطأ التاريخي في تبريره بانه العمود الفقري للدولة الاسلامية في السودان خلال الخمسة قرون الماضية. لماذا تضاءل طموح السسيد حمدي وكذلك الاسلامويين حتى يكون "الميس" هو مملكة سنار بدلا عن الدولة المهدية التي غطت معظم مساحة الوطن الحالي وتمددت دعوتها غربا حتى بلاد الفولاتي " وأسماء دان فوديو وحياتو بن سعيد" وغيرهم ممن تزين بأسمائهم أسماء الشركات الغير ربحية والمعفاة من الضرائب والمتمتعة بكل الإمتيازات في الاحياء الراقية في الخرطوم شاهد تاريخي على ذلك التواصل .

    لماذا يتم الحكم بلا اسلامية دارفور وهي الرابط القويم للإسلام المتمدد والمتصل بين غرب وشرق إفريقيا عبر رحلات الحج التي شهدتها القارة منذ حوالي اربعة عشر قرنا… كيف يتم ذلك ودارفور هي كاسية الكعبة في رحلات كانت توصف برواق دارفور مؤكدة بذلك اتصال افريقيا بشبه جزيرة العرب حيث ان البحر الاحمر كان عبر التاريخ رابطا لاعائقا ومن قبل قد عبره أول المهاجرين الى الحبشة حينما ضاق بالدعوة والدعاة الأمر وكان حينها النجاشي ملك الحبشه .

    محزن للغاية ان يتضاءل الاسلامويين من الخطاب والمنظور الاسلامي الى آخر عرقي ضيق يردهم إلى جاهلية ماقبل الإسلام تماما كما ارتدت حركة طالبان إلى عصبية البشتون عند نهاية المشوار القصير من تأسيس الدولة . أقول للأستاذ حمدي إن العنصرية هي عندما تبنى الصيرورات السياسية على أساس ديني أو عرقي. وحينما تكون الخيارات السياسية مبنية على الدين او العرق ذلك هو من صميم التفكير العنصري ومن صميم التوجهات الفاشية (حيث في المانيا كانت النازية هي تلاحم المسيحية المتطرفة مع سيادة الجنس الاري) وكذلك كانت تجربة الفاشية في ايطاليا موسيليني ، وتجربة الفاشية في المنطقة العربية حيث توأمة الفكر الشعوبي العروبي مع الاشتراكية والتي في نهاية المطاف أنتجت صدام حسين، وحلبجة ، ومآس الاكراد ، وانهيار الدولة ذات الامكانيات الأوفر للنهضة في المنطقة العربية … وما نشاهده الآن أمام أعيننا وقلوبنا تدمي ، هي النتيجة الحتمية لذلك التطرف . اقول للأستاذ حمدي إن الدمار الكبير يأتي من فكرة صغيرة وكذا الخلاص الكبير .. ان لكم في دهركم نفحات .

    رابعا :

    إن الاستراتيجية التي طرحها السيد حمدي والتي تقضي بضخ أموال هائلة في عمليات إستثمارية بقصد إستجداء وكسب أصوات الناخبين في السودان المحوري (دنقلا – سنار + كردفان ) بها كثير من السذاجة والبساطة للأسباب التالية:

    هذه الاستثمارات - وكغيرها من العمليات الاقتصادية الكبيرة – تحتاج لقدر كبير من الاستقرار السياسي وهذا مايشكوه النظام حاليا وذلك للجرح الغائر في الشرق والنزيف المستمر في دارفور والشلل النصفي في الجنوب .

    ليس بمقدور الشمال ( ماقبل السودان المحوري) بعد اقتسام عائدات البترول مع الجنوب بالاضافة الى الإلتزامات المالية الأخرى ( إعمار الجنوب والمناطق المتأثرة بالحرب ) أن يضُخ أموالا طائلة لمشروع حمدي الاستثماري .

    ان القطاع الاقتصادي في الدولة رهن نفسه لالتزامات مالية باهظة في شكل إعفاءات وأشكال مختلفة من الفساد المالي والإداري للحلفاء الإقتصاديين والمؤلفة قلوبهم من الاحزاب المتوالية والمنشطرة والمحاسيب بالاضافة للدفعيات الخاصة بالحركة الاسلامية داخليا وخارجيا ( تحسبا لاي طارئ) ، وبالإضافة لضرورة الاستعداد للإنتخابات والتي من وحيها استلهم السيد حمدي كل هذه الافكار الخطيرة "والفطيرة" في آن معا .

    (د) من المؤكد أن هناك إنهيارا مريعا في البنيات التحتية وفي المشروعات الزراعية الكبرى( مشروع الجزيرة والمشاريع المروية الاخرى) زائدا التدهور الكبير في مشاريع الزراعة الآلية في القضارف والنيل الأزرق وجنوب النيل الأبيض وجنوب كردفان . كل هذه العوامل تجعل الاستثمار في القطاع الزراعي أكثر تكلفة وبطيء وقليل العائد على عكس ماطرح السيد حمدي .

    (هـ) ترهل الخدمة المدنية وإنعدام الكادر البشري المؤهل سيظل عائقا امام أي عملية استثمارية ضخمة في السودان. هذه الكوادر البشرية التي تم الاستغناء عنها حينما كان الاستاذ حمدي وزيرا للمالية ومروجا لبرامج الإستخصاص وبيع مؤسسات القطاع العام . بالاضافة للفصل التعسفي لعشرات الآلاف من الكوادر البشرية المؤهلة لأن نظام الانقاذ (بنصائح خبرائه الاقتصاديين ) قرر في التسعينات (وكذلك الآن حسب توصية السيد حمدي ) بأن هؤلاء غير مقتنعين بسياسات وبرامج الانقاذ . المؤسف أن السيد حمدي مازال يحمل ذات القناعات القائلة بان هذه السياسات والاستراتيجيات يجب ان توكل للمؤمنين بها فقط في اشارة واضحة بأن ماسواهم يمكن الإستغناء عنه للصالح العام وهذه المرة – لنكن أكثر تحديدا - لصالح " السودان المحوري " .

    (و) في تناقض واضح وبتبسيط مخل فان ورقة السيد حمدي لم تبد تحمسا واضحا تجاه القطاع الصناعي وقابليته لاستقبال مشروعه الاستثماري الضخم في "السودان المحوري " . وحينما تم تناول ذلك كان بصورة هامشية لقطاع التعدين ( لااحد يدري مايدور فيه ) وقطاع اللحوم والخضر والفاكهة مهملا بذلك كل الصناعات التحويلية الغذائية الأُخرى مثل الحبوب الزيتية وغيرها. وللأسف أورد السيد حمدي في إحدى توصياته بضرورة تخفيض الجمارك "خدمة للجماهير وليس حفاظا على احتكارات صناعية يملكها قلة من الرأسماليين أغلبهم ليسوا من مؤيدي حركتنا" .[ الطريف أنه لم يقل من مؤيدي حزبنا والذي يضم كوادر مثل أنجلوا بيدا و سبدرات والقس فلثاوس فرج واخيرا السيد جبر الله خمسين وغيرهم … ٍ].

    وانا اقرأ هذه الفقرة الاخيرة ذهب بي تفكيري إلى " بروتوكولات بني صهيون" والتي قرأتها قبل اشهر واجزم بوجود تشابه في اللغة خاصة في تأكيد الأنا ونفي الآخرين … . وايضا ذكرني هذا الحديث ماأورده في بداية التسعينات السيد صلاح الدين كرار وكان حينها رئيس اللجنة الإقتصادية، للإجتماع الذي ضم كثير من رجال الاعمال في السودان. سأله محدثي عن عدم جدوى سياسة اللجنة الاقتصادية بفتح باب الاستيراد على مصراعيه للأنواع الرديئة من الزيوت مثل زيت الاولين والتي بالاضافة لمردوداتها الصحية السالبة على المواطن فانها تدمر قطاع الصناعة السودانية المحلي . فرد عليه السيد رئيس اللجنة الاقتصادية نحن نعلم مانفعل وان قطاع صناعة الزيوت والذي تسيطر عليه الرأسمالية الحزبية الغير مواليه لنا يجب ان يُدمر . بعدها بقليل نقل محدثي كل اعماله التجارية الى الجارة مصر وما زال الى اليوم ومعه الكثيرون ممن يمثلون رأس المال المهاجر قهرا خارج الوطن .

    ارجو من الاستاذ حمدي الذي استشهد بتجربة المحافظين في تمليك الشقق وأثر ذلك على كسبهم الانتخابي.. ارجو ان يحدثنا بذات الاريحية المنفتحة على التجربة الانسانية والعالمية عن كيان سياسي سوى العقل ومستقيم يرسم سياسة اقتصادية لقطاع صناعي بناءا على متغير واحد أساسي هو القضاء على من يخالفه الفكرة السياسية؟ ارجو وبمنتهى الشفافية والصدقية ان يجيب الاستاذ حمدي عن تفسيره لمواقع الاسلامويين من خارطة الاستثمار في السودان:

    ألم يكن الاسلامويون هم القابضون على البنوك ؟

    ألم يكن الاسلاميون هم القابضون على كل المضاربات المالية ( وشركة الرواد للاسهم المالية دليل على ذلك وهي التي يرأس مجلس ادارتها الاستاذ حمدي )؟.

    ألم يكونوا هم القابضون على الصادر والوارد ؟

    لماذا لم يدخل الاسلامويون ويسيطرون على القطاع الصناعي ؟

    (هـ) لماذا لم يدخل الاسلامويون ويسيطرون على القطاع الزراعي ؟

    الاجابة على هذه الاسئلة في غاية البساطة هي أن نشاط الاسلامويين الاقتصادي جله او كله منصب في قطاع التجارة والمضاربة والخدمات وذلك للربحية العالية وقلة المخاطرة وفعالية المحسوبية .

    أما القطاع الصناعي والزراعي فقد إبتعد عنهما الاسلامويون وهم في كامل وعيهم نسبة لدرجة المخاطرة فيهما ولعائدهما الضئيل رغم مردودهما الايجابي على الاقتصاد الكلي ( حيث ان القطاع الزراعي هو المخدم الاول للناس في السودان وكذلك العائل الاكبر لهم ). لكن حسب توصيات الاستاذ حمدي ان القطاع الصناعي يمكن ان تدمر بعض اجزائه ( ماعدا التعدين ) لانه تسيطر عليه " قلة من الرأسماليين اغلبهم ليس من مؤيدي حركتنا السياسية ". المتناقض في توصيات السيد حمدي بان النهضة التي ينشدها في القطاع الزراعي حتما ستأتيه بما لايشتهي من الرأسمالية الزراعية الغير موالية والتي ربما تشوش كثيرا على مشروع السودان العنصري الجديد الذي يدعو له .

    خامسا : ان اطروحة السيد حمدي والتي ضمن ميزاتها الصراحة المفرطة هي بلا شك اطروحة المؤتمر الوطني خاصة وانه لم يثبت ماينفي ذلك وانه لم يتم أي اعلان عن رفضها . وان روح الورقة وابعادها الاستراتيجية تعبر عن روح تفكير الاسلامويين في السودان والذي في اللآونة الأخيرة أفرز كثيرا من الشوائب العنصرية ممثلة في افكار المهندس الطيب مصطفى والدكتور حسن مكي ( صاحب نظرية الحزام الاسود في اشارة للنازحين حول الخرطوم ، مضافا اليها سياسات الإنقاذ على الارض خاصة تلك المتمثلة في تشجيع وتغذية الحروب الاثنية في حزام التواصل - قديما يطلق عليه حزام التماس - بين النوبة والعرب وبين الدينكا والعرب وبين الشلك والعرب وبين العرب والزُرقة في دارفور) مستغلين في ذلك سياسيين ونخب محلية تعمل بشروط خدمة متفق عليها بين الطرفين ليس من بينها مصلحة الرعايا المحليين .

    سادسا :

    اطروحة السودان المحوري تتناغم مع كثير من الاكليشيهات التي كثيرا ماتزين خطاب الانقاذ (Discourse) المتمثل في أن "العروبة في خطر " وأن السودان مهدد بان يكون "أندلس آخر نبكي على عروبته " وتأسيس كيانات وهمية عنصرية برعاية حكومية مثل ماعرف بتنظيم قريش " وغيرها من التشكيلات الشعوبية الضيقة التي وصلت حتى داخل الوزارات الحكومية والتي أصبح الإفصاح عنها كلمة السر ومطلبا رسميا في بعض دواوين الدولة خاصة عند طلب الحصول على وظيفة . الدولة السودانية في عهد الانقاذ خلقت لنفسها عدوا إفتراضيا هو الافريقانية وتقمصت في ذلك شخصية دون كويكزوت ذلك الذي يحارب طواحين الهواء في غير مامعترك .

    سابعا :

    ان البعد العنصري في ورقة السيد حمدي يمكن رده للإطار النظري الكبير الذي تأسس في بدايات الإنقاذ ممثلا في المؤتمر الشعبي العربي- الاسلامي الباعث الاول لتيار النهضة الشعوبية في السودان خلال العقدين الاخرين . للاسف خلال سنوات حكم الاسلاميين قد تم تنشيط القبلية والإثنيه في مناطق كانت هي نماذج للتعايش والحوار في وطن مازال يتحسس طريقه نحو الوحدة والتوحد بكل ابعاد الإنتماء : العربية ، الافريقية ، الاسلامية ، المسيحية وكريم المعتقدات.

    في تقديري كانت سياسات الدولة خلال العقد الماضي تتسم بالتخوف من ذلك الإنسجام الإجتماعي التلقائي وكان لابد من القضاء عليه بازكاء الشعوبية والعنصرية . وببساطة كان ذلك لضرورات ان يتناسب الواقع مع تفصيلة المشروع الحضاري ببعده العربي - الاسلامي النقي والذي كان جلبابا من حديد لبسه الاسلامويون . إن خطورة هذا المنهج والذي يقضي بتفصيل الواقع ليناسب المشروع حتما سيقود الاسلاميين – وهم القابضون على تلابيب السلطة - الى حالة مستمرة من اعادة التفصيل ورسم حدود للوطن المتناسب مع المشروع المرسوم في الذهن .

    الخوف كل الخوف ان هذا المشروع سيتناقص كلما حاصرته التناقضات حتى ينكمش على مقاس عمارة الفيحاء او كما قال احدهم في حدود القصر الجمهوري او على اسوأ الافتراض ان يكون فقط جمهورية فاضلة على شاكلة جمهورية افلاطون وتكون حبيسة في العقول او بين دفات الكتب .

    ثامنا :

    ورقة السيد حمدي ونموذج السودان المحوري يقودني الى الاعتقاد الجازم بان الاخوة الاسلامويون وهم يفكرون في ذلك كانت تجربة باكستان في مؤخرة دماغهم. وطالما انهم مولعين بافكار أبي الأعلى المودودي فنموذج الدولة الباكستانية والذي يمثل تلاحم فريد بين الاثنينة والدينية، يتمنون أن يعيدوا انتاجه في الحزام السوداني المتنوع اصلا . ويكون النموذج المماثل لباكستان هو السودان المحوري والعدو الهندوسي الافتراضي هو : دارفور – الجنوب - الشرق ( الجزء المفصول قسرا ) حسب تصور السيد حمدي .

    نحن حتما في حاجة ماسة لدراسة سوسيو- سايكولوجية متعمقة لهذا النمط من التفكير ودوافعه النفسية . ولكن حتى ذلك الحين سيفقد السودان الكثير ونصبح نحن في سودانات مختلفة اختارها لنا " بدم بارد" السيد حمدي . لماذا لاينظر الإسلامويون في السودان الى نموذج الصومال حيث لم يغن التماثل الإثني والديني من انهيار الدولة نتيجة لتصلب شرايينها من جراء الحكم الشمولي الطويل والمليء بالفساد في منطقة في غاية الأهمية للإقليم وللعالم. ووجه الشبه بين هذا وذاك حتما لاتخطأه العين .

    تاسعا:

    الاقليم السوداني المحوري الذي اختاره السيد حمدي ليس متجانسا لاعرقيا ولا دينيا حيث ان عاصمة البلاد (الخرطوم) الواقعة في قلب هذا الوطن الجديد بها ما لايقل عن 50% من غير العرب وحوالي 30 % من غير المسلمين وكذا مدن وأجزاء أخرى داخل هذا الاقليم المحوري وبنسب متفاوته.

    عاشرا :

    الاطروحة الجديدة تضع الاخوة أعضاء المؤتمر الوطني من الأقاليم التي قرر السيد حمدي فصلها ( دارفور- الجنوب والشرق) في مأزق كبير : اما الانحياز للاقليم المحوري الجديد حيث يكونون اقليات او الإنضمام لأقاليمهم المفصولة وبالتالي يكون المؤتمر قد استعملهم " واستغلهم" مرحليا ثم لفظهم أو كما يقول المثل الانكليزي" تركهم في الصقيع" “Left them out for the cold "

    حتما تفكير الاستاذ حمدي ودهاقنة المؤتمر الوطن يسعى مستقبلا للاحتفاظ بهذه النخب في دور " مخالب القط" في الاقاليم المفصولة قسرا من بقية السودان وبالتالي : يكون المؤتمر الوطني قد ضمن العناصر الضرورية "لعكننة" الجيران الجدد.

    هناك عدة استنتاجات وتساؤلات مشروعة تثيرها ورقة السيد حمدي :

    الاستاذ حمدي لم يكن قوميا وحدويا محايدا عندما كان وزيرا للمالية وبالتالي يمكن وصفه بأنه كان متحيزا في سياساته التنموية والاستثمارية خارج اطار السودان المحوري .

    هل هذا التفكير الاقصائي عند الاستاذ حمدي وبالطبع عند رجال الانقاذ هو السبب في انهاء المشروعين التنمويين الاساسيين في غرب السودان : مشروع السافانا في دارفور ومشروع تنمية جبال النوبة في جنوب كردفان ( خارج اطار السودان المحوري ).

    هل هذا التفكير الانتقائي هو السبب في عدم تنفيذ الطريق الدائري في جنوب كردفان ؟

    هل هذا التفكير الاقصائي هو السبب في تدني نسب التعليم في اقاليم الهامش (حوالي 50%) مقارنة بالسودان المحوري اكثر من 80% .

    هل تبرع السيد حمدي اخيرا ليعطينا الاجابة الشافية في عدم تنفيذ طريق الانقاذ العربي .

    وهل ما قاله السيد حمدي اخيرا هو التفسير للإبقاء على النسب العالية لمرض الدرن في شرق السودان حتى اصبح كارثة قومية وذلك نتيجة لتوطين الجوع في هذا الاقليم وفي السودان عامة !

    هل هذا التفكير هو الذي يُبرر النشاط المتصل في الآونة الاخيرة في مشروعات التنمية في الاقليم شمال الخرطوم ( العمود الفقري للسودان المحوري)؟

    هل اقليم كردفان الذي اضيف اضافة لهذا الاقليم المحوري ينظر اليه" كـ لفقة" مرحلية (fellow traveler ) ، وايضا كاحتياطي لتوريد العمالة الرخيصة للاقليم المحوري ولتوفير الجندية التي اشتهر بها ( خاصة وانه ظل مصدرا لخدمات الدفاع الشعبي وقوات المراحيل التي كثيرا ما أُستعملت كـ"مخلب قط " و "مكنسة شوك" كما يقول المثل المحلي" لتصفية خصومات النظام العنصرية في المناطق المتاخمة للجنوب وجنوب كردفان؟

    وربما يقول قائل إن إقليم كردفان قد تم ضمه للسودان المحوري نسبة لمرور البترول به وربما ايضا للثروة الحيوانية مصدر البروتين الحيواني لسودان الاستاذ حمدي وكذلك مصدر مهم للعملة الصعبة. وربما ايضا كحديقة خلفية للسودان المحوري في مقابل السودانات الجنوبية والغربية التي حكم عليها الاستاذ حمدي بالانفصال والتشكل .

    خـــاتــمـــة

    ورقة السيد حمدي هي رمزا وتحليلا تعبر عن رؤية الاسلامويين او غالبية كبيرة منهم حيث ان الورقة تتناسق مع سياسات الدولة والحزب فيما يتعلق بالحدود والفواصل الإثنية والعرقية ودور الدولة في ذلك . وكذلك الدور الذي لعبته الدولة ممثلة في حزبها الحاكم في تأجيج الصراع الاثني والعرقي في دارفور بدعمها مجموعة ضد اخرى على اسس عرقية .

    إن ورقة السيد حمدي لم تأت من فراغ بل عُبرّ عنها كثيرا وبكثافة في سياسات الدولة خلال الخمسة عشرة سنة الماضية . مايحمد لحمدي حقيقة شجاعته في القول صراحة ماظلت تقوم به الحركة الاسلامية رمزا وعملا في سياساتها التي حتما ستؤدي الى انهيار المشروع القومي السوداني .

    إن مشروع الاستاذ حمدي حتما هو محاولة الاسلاميين الاخيرة لانقاذ مايمكن انقاذه من وطن يتآكل ويتضاءل امام سياسات حكامه الانانيين الذين يخشون حكم وطن متنوع لان مشروعهم اضيق من المليون ميل ولا يسع غير حدود النقاء العرقي والنقاء الديني المُتخيل .

    لحسن الحظ ان السودان المحوري الذي يطرحه الاسلامويون هو ايضا مليء بالتناقضات التي حتما ستحاصرهم ليتضاءلون وينكفؤون حول فكرة لا مكان لها على ارض الواقع السوداني الجميل بالوانه والزاهي بتنوعه.

    بعد اكثر من ستة عشر عاما من الحكم المنفرد للسودان وبقوة الحديد والنار لم تتمكن الحركة الاسلامية من احداث تغيير هيكلي على الارض يسهم في بناء الدولة السودانية الحديثة ويؤكد على زيادة عضوية الحركة او قبول برنامجها في المجتمع السوداني بشكل اجمالي . استولت الحركة الاسلامية على السلطة بشعارات اسلامية ولكنها ظلت بعيدة عن فقراء المدن القاطنين مدن الصفيح وعن الطبقة الوسطى التي تلاشت . وتقاصرت الحركة واطروحتها ايضا امام قطاعات الطلاب ، وصغار المنتجين ، واضمحل المشروع الحضاري امام قطاعات المرأة والمثقفين والمبدعين . وفوق كل ذلك فقد تم حصار الحركة وحكومتها محليا ودوليا وضاقت ذرعا بالعولمة ، واصبح المشروع الحضاري " صاروخ ضل هدفه، يسير على غير هدى " (Mis-quided Missile) ، ويلفظ انفاسه إلا من بعض عنصرية وبعض فاشية وبعض كلماتي امام الله ….

    اكتوبر 2005



                  

11-30-2005, 06:12 PM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام (Re: الكيك)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de