هدية الحزب الحاكم والحكومة للشعب عام 2008: خارطة سودانية جديـدة .. بـدون مـثلث حلايب !!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 06:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2008, 01:43 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هدية الحزب الحاكم والحكومة للشعب عام 2008: خارطة سودانية جديـدة .. بـدون مـثلث حلايب !!

    وطن المليون ميل يتناقص من أطرافه..
    الوجود الأجنبي في حلايب.. الفشقة،
    أليمي وأم دافوق.. ما هو الثمن..؟
    ------------------------------------------------------
    2004 Alsahafa.info. All rights reserved

    تقرير : أحمد فضل:
    -------------------

    لم يعد السودان أرض المليون ميل مربع.. كما هو متعارف عليه..!
    السودان بدأت أراضيه تتآكل عبر حدوده مع تسع دول لم يحفظ بعضها حسن الجوار، وتسيطر مصر وكينيا لوحدهما على أكثر من 19 ألف كيلو متر مربع تقريباً من الاراضي السودانية، أي ما يفوق مساحة دولة الكويت البالغة 17 ألف كيلو متر مربع.

    وكل الدول التي تجاور السودان تسيطر على مساحات مقدرة من أراضيه أما لنزاعات قانونية أو نتيجة لتوترات أمنية، وفي كلا الحالتين الأمر لا يخلو من ارتباط وثيق بالسياسة.

    وبجانب مصر وكينيا اللتين تسيطران على مثلثي حلايب وأليمي هناك تغول اثيوبي واريتري - الاخير عبر المعارضة السودانية - على طول حدودهما مع السودان يتفاوت ما بين 5 - 60 كيلو متر داخل الاراضي السودانية، كما تستولى افريقيا الوسطى بالكامل على منخفض أم دافوق.. اذن حسابياً لم تعد مساحة السودان تساوي مليون ميل مربع حسب ما هو يدرس في مادة الجغرافيا..!؟
    وكان ملف حلايب ومايزال يسبب حرجاً كبيراً للمسؤولين الحكوميين في السودان ومصر عندما يسألون عنه فيتهربون بالاجابات الدبلوماسية عن حل تكاملي فضفاض لا يعرف أحد تفاصيله دون ان تشفي ذلك قلوب السائلين.

    الدكتور أسامة علي زين العابدين استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين اتحفني عندما كنت اتحدث إليه مساء امس بحقيقة اوضاع الحدود السودانية التي يبدو انها تتآكل وتتساقط بدءاً من مصر واريتريا واثيوبيا وحتى ليبيا..!
    ويبدأ الدكتور حديثه لي بمثلث أليمي مع كينيا ، مشيراً إلى ان مساحته، تتجاوز 11 ألف كيلو متر مربع احتلته كينيا في العام 1988 عندما استغل الرئيس الكيني السابق دانيال آراب موي انشغال حكومة الصادق المهدي خلال مرحلة «الديمقراطية الثالثة» بحرب الجنوب وتساقط المدن الواحدة تلو الاخرى في يد «الحركة الشعبية» بقيادة الدكتور جون قرنق.. ويضيف استاذ العلوم السياسية ان الانقاذ ونسبة للضغوط الاقليمية والدولية التي تواجهها تعمدت غض الطرف عن المثلث الحدودي لأن علاقة السودان مع كينيا تأخذ في التوتر عندما تطالب الخرطوم باحقيتها في أراضيها..!

    ويبدو ان مثلث أليمي لم يغب البتة عن ذاكرة الحركة الشعبية «رغم العلاقات المميزة التي تربطها بنيروبي التي احتضنت مكاتبها وقادتها ابان حربها مع حكومات الخرطوم المتعاقبة.. كما ان العاصمة الكينية ظلت المنبر المفضل الذي انجب اتفاقية السلام وظلت مدن مشاكوس ونيفاشا وناكورو منحوتة في عقول كل السودانيين.

    وكان النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق سلفاكير ميارديت زعيم «الحركة الشعبية» اشار في تصريحات في وقت سابق الى ان كينيا تحتل جزءا من الاراضي السودانية، أو بالاحرى جزءاً من أراضي حكومة الجنوب التي يترأسها سلفاكير.. ولكن قادة الحركة وجيشها ربما يشعرون بشيء من الحرج عند الحديث حول أليمي فها هو الناطق الرسمي باسم «الجيش الشعبي لتحرير السودان» اللواء بيور أجانق دوت يرد الأمر الى السياسيين داخل الحركة ، ويقول اجانق في حديثه معي أمس ان النزاع حول أليمي يُسأل عنه السياسيون ، ويضيف «لا علم لي ان كانت الحكومة قد تنازلت عنه أم لا»...!
    وبالعودة إلى محدثي دكتور أسامة علي زين العابدين يستطرد استاذ العلوم السياسية حديثه حول حلايب بقوله ان جمهورية مصر استولت عبر القوة على مثلث حلايب الذي تبلغ مساحته اكثر من 18 ألف كيلو متر مربع في العام 1992 عقب حرب الخليج الاولى عندما ساءت العلاقات السودانية المصرية.. ويشير الى ان حلايب ظلت مثار جدل منذ العام 1956 عندما دخلتها القوات المصرية لأول مرة في عهد الرئيس الاسبق عبد الله خليل.. قبل ان تعود الاوضاع الى طبيعتها ليتجدد ذات المشهد في 1992م في عهد الانقاذ مما يؤكد ان التوتر فيها مرتبط بالوضع السياسي.

    ويوضح ان النزاع حول حلايب طبيعته قانونية لجهة ان مصر تعتقد ان خط 22 درجة شمالي يمثل الحدود بين البلدين وتبعاً لذلك فان المصريين دخلوا ايضاً الى مثلث ارقين الواقع على النقطة التي يعبر فيها نهر النيل الاراضي السودانية المصرية.

    ويذهب دكتور أسامة الى ان السودان بدأ يتناسى حلايب لجهة انه «يقال ان ذلك ضمن تسوية ومساومة تتعلق بحادثة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في العام 1995م بأديس أبابا والتي اتهمت القاهرة الخرطوم بالتورط فيها.. وينبه إلى ان مطبعة الخرطوم اصدرت خلال الفترة الاخيرة ثلاثة من الكتب التي اوردت خارطة السودان بدون مثلث حلايب بعد ان أضافته إلى الحدود المصرية حيث يبين ان ذلك ربما يعزز حجج المصريين بتبعية حلايب لهم لأن هذه الاصدارات يمكن ان تحسب وثائق يحتكم إليها..!؟ ورغم ان صفة النزاع قانونية إلا انه لا يستبعد ان تقف وراءه بعض الاطماع بعد معلومات توافرت اكدت ان مثلث حلايب غني للغاية بالموارد المعدنية، كما ان المنطقة تضيف إلى مصر امتدادا ساحليا على البحر الأحمر لا يستهان به..

    القيادي بجبهة الشرق ومؤتمر البجا المعارض عبد الله موسى يرجع قضم مصر واثيوبيا جزءا من الاراضي السودانية الى التوترات السياسية التي تسببت فيها سياسات الانقاذ.

    وافادني موسى انه بعد حسم قضايا الشرق على طاولة المفاوضات فإن جبهة الشرق ستستثمر علاقاتها الجيدة مع دول الجوار لمعالجة التغول على اراضي حلايب والفشقة.. مؤكداً ان ذلك الامر في غاية اليسر..! ولكن يبدو ان السيف قد سبق العزل بشأن حلايب، فهذا الملف يبدو انه خرج من دائرة الملفات المطروحة بين السودان ومصر، كما ان الحكومة ونسبة لثقل مشاكلها الخارجية ترغب في كسب مصر إلى جانبها.. وكان العام 1999م قد شهد ميلاد بيان سياسي بين الخرطوم والقاهرة جاء فيه اتخاذ حلايب كمنطقة تكامل.. إلا ان الواقع على الارض يؤكد (مصرنتها) فآخر انتخابات رئاسية في مصر العام الماضي لم تستثن فيها حلايب ، كما ان الحكومة المصرية انجزت العديد من المشاريع التنموية هناك بجانب ان الدخول إليها رهين بإذن من السلطات المصرية على حدودها.. وأخيراً هل هناك نائب في البرلمان السوداني يمثل حلايب..؟!
    بعد كل هذا ينتقل أسامة على زين العابدين إلى حدودنا مع افريقيا الوسطى التي لم تسلم هي الاخرى من الاستيلاء على منخفض أم دافوق.. ويشرح أسامة طبيعة المنطقة قائلاً انها عبارة عن منخفض مائي غني بالمياه الجوفية، يعتمد عليها المزارعون والرعاة السودانيون بشكل اساسي، وطبيعة النزاع عليه قانونية ، واتفق البلدان في وقت سابق على ان يستفيد مواطنو الدولتين من المنطقة إلا ان افريقيا الوسطى ضربت بذلك الاتفاق عرض الحائط وقامت بتسوير منخفض أم دافوق واصبح في شكل حظيرة يتم صد المزارعين والرعاة السودانيين عنها ومن يقترب منها يكون عرضة للرصاص أو الضرائب الباهظة..!

    أما على الحدود الاثيوبية يؤكد ان النزاع ليس على منطقة الفشقة فقط وانما على طول الشريط الحدودي البالغ طوله 1300 كيلو متر ، والذي كان المهندس الانجليزي «جوين» قد حدد حدوده بتفويض من البلدين مما يعني ان هناك وثائق قانونية معترف بها من الجانبين ، إلا أن الجانب الاثيوبي تعمد دعم عصابات الشفتة بطريقة أو بأخرى لاخلاء السكان السودانيين من تلك المناطق ،ورغم ان هناك لجنة تعمل على ترسيم الحدود إلا ان استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين يوضح ان الاثيوبيين يتعمدون اتباع سياسة النفس الطويل لكسب الوقت حيث حاولوا الحصول على وثائق من ايطاليا تثبت احقيتهم هناك إلا ان محاولاتهم باءت بالفشل حتى الآن.

    ويتفاوت التغول الاثيوبي على الاراضي السودانية ما بين 20 - 8 - 5 كيلو متر ، وتتمتع الفشقة على وجه الخصوص بخصائص مناخية ممتازة وأراضي شديدة الخصوبة. ويقترح دكتور أسامة على الحكومة نزع الحيازات الكبيرة المملوكة لبعض قيادات اتحاد المزارعين هناك وتوزيعها على صغار المزارعين لضمان تعزيز الوجود السكاني ، حيث ان كبار المزارعين يتواجدون بالمنطقة لثلاثة اشهر فقط.. هي أيام الحصاد..!
    وينوه إلى ان هذا الوضع اسهم في تكوين ما يعرف بجيش تحرير الفشقة بدعم من الحكومة الاريترية وداخل اراضيها ويتكون الجيش من عناصر تنحدر من قبائل في شرق البلاد وغربها.

    وعلى الحدود السودانية الاريترية ايضاً طالبت اسمرا بمثلث أم بريقع المتاخم للحدود الاثيوبية ايضاً، كما ان حدود السودان مع اريتريا تشهد على طولها تغولاً تسبب فيه وجود المعارضة السودانية المدعومة من اسمرا ويصل هذا التغول في بعض مناطق البحر الاحمر في قرورة إلى 60 كيلو متر فيما يصل إلى 5 كيلو مترات في مناطق قريبة من كسلا. ومع الجماهيرية الليبية يذكر الاستاذ الجامعي ان ثمة نزاع كان قد نشأ على مثلث المسارا تمت مساواته بين بريطانيا وايطاليا - ابان فترة الاستعمار. ويضيف ان عدم تجدد النزاع عليه راجع الى خلو المنطقة من اية موارد طبيعية وعدم وجود أي سكان بها..
    أما الحدود مع دول يوغندا والكنغو وتشاد تخلو من النزاعات القانونية ، ولكن التوترات الأمنية والاضطرابات خلقت ايضاً تجاوزات على الاراضي السودانية، كما ان ذلك لا ينفي وجود اطماع يوغندية استراتيجية في اراضي السودان ناتج من المقارنة العجيبة في حجم السكان والمساحة، فمساحة جنوب السودان تعادل ثلاثة اضعاف مساحة يوغندا في حين ان الاخيرة يعادل سكانها ثلاثة اضعاف سكان الجنوب..!

    اذن من حلايب الى أليمي وطن المليون ميل مربع يتآكل والضغوط السياسية الكبيرة التي تواجهها الحكومة وحركات التمرد في جل اطراف البلاد يلهي الخرطوم عن خطورة التناقص في اراضي السودان.. ربما يكون السلام المرتقب في دارفور والشرق مفتاح لحل بعض مشاكل الحدود لكن يمكن ان يذهب إلى غير رجعة..!
                  

01-08-2008, 01:46 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية الحزب الحاكم والحكومة للشعب عام 2008: خارطة سودانية جديـدة .. بـدون مـثلث حلايب !! (Re: بكري الصايغ)

    ويذهب دكتور أسامة الى ان السودان بدأ يتناسى حلايب لجهة انه «يقال ان ذلك ضمن تسوية ومساومة تتعلق بحادثة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في العام 1995م بأديس أبابا والتي اتهمت القاهرة الخرطوم بالتورط فيها..

    وينبه إلى ان مطبعة الخرطوم اصدرت خلال الفترة الاخيرة ثلاثة من الكتب التي اوردت خارطة السودان بدون مثلث حلايب بعد ان أضافته إلى الحدود المصرية حيث يبين ان ذلك ربما يعزز حجج المصريين بتبعية حلايب لهم لأن هذه الاصدارات يمكن ان تحسب وثائق يحتكم إليها..!؟.
    !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
                  

01-08-2008, 01:51 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية الحزب الحاكم والحكومة للشعب عام 2008: خارطة سودانية جديـدة .. بـدون مـثلث حلايب !! (Re: بكري الصايغ)

    لم يعد السودان أرض المليون ميل مربع.. كما هو متعارف عليه..!

    وبجانب مصر وكينيا اللتين تسيطران على مثلثي حلايب وأليمي هناك تغول اثيوبي واريتري - الاخير عبر المعارضة السودانية - على طول حدودهما مع السودان يتفاوت ما بين 5 - 60 كيلو متر داخل الاراضي السودانية، كما تستولى افريقيا الوسطى بالكامل على منخفض أم دافوق.. اذن حسابياً لم تعد مساحة السودان تساوي مليون ميل مربع حسب ما هو يدرس في مادة الجغرافيا..!؟

    (الدكتور أسامة علي زين العابدين ).
                  

01-08-2008, 02:35 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية الحزب الحاكم والحكومة للشعب عام 2008: خارطة سودانية جديـدة .. بـدون مـثلث حلايب !! (Re: بكري الصايغ)

    منتهى الاستخفاف: دول جوار تقتطع من أراضي السودان !
    ----------------------------------------------------------

    المنتدى العام ل ( سودانيز أون لاين ) دوت كوم
    مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
    منتهى الاستخفاف: دول جوار تقتطع من أراضي السودان !

    Faisal Al Zubeir
    21-02-2007,

    السودان بلد بلا أسوار.....

    منتهى الاستخفاف: دول جوار تقتطع من أراضي السودان!!!!

    هذه أسباب ضعف الدولة السودانية:
    __________________________________

    00للسودان حدود مفتوحة مع الدول المجاورة له ومرونة تصل الي درجة السذاجة في التعامل مع العابرين لها .. كأفراد لهم حق الحصول علي الوثائق الثبوتية والاقامة والتملك والمنافسة علي الوظائف العامة وفي حمل السلاح والدخول كطرف في النزاعات الداخلية ..

    ووصلت درجة الاستخفاف بهذا البلد أن قامت دول الجوار باستقطاع أجزاء غالية من اراضيه .

    وهذا ما عبر عنه بصدق وشجاعة بروفيسور حسن مكي في الندوة التي اقامتها ادارة السجل المدني تحت عنوان مهددات الهوية السودانية .. وكان عنوان ورقة بروفيسور مكي .. المفهوم الجغرافي للسودان حديثا وقديما ..

    جاء في الورقة الآتي :ان الضعف الذي تمر به الدولة السودانية نتيجة لنمو عصبيات الهامش السياسي يؤدي باستمرار الي تغييب الدولة واضعاف شوكتها وتهميش اجهزتها ومؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية .. وتوافق إضعاف الدور السياسي والأمني للدولة مع نمو قدراتها المالية نسبة لدخول موارد البترول لتصبح الدولة السودانية ولأول مرة مأزومة سياسياً ونامية اقتصادياً ..

    ففي اطار الجعرافيا الداخلية نجد ان اكبر مشروع تعهدت به الدولة هو مشروع السلام وهو مشروع حقق السلام واوفق القتال في الجنوب ولكنه فتح الباب امام احتمال انفصال الجنوب دون تحديد لحدوده ... لأن الاتفاقية رغم نصها علي ان حدود الجنوب هي حدود 1956م الا انه من الناحية العملية فتح ثغرات كبيرة حينما ترك تحديد حدود ابيي للاخر الذي رعي اتفاقيات السلام وحينما برزت فتوي الاخر متعارضة مع كل التوقعات والاحتمالات تملصت الحكومة مما يقود الي بقاء الازمة مفتوحة جنوبا بقي السودان متحدا او قامت دولة في الجنوب ، هذا في اطار الجغرافية الداخلية.

    اما المهددات في اطار الجعرافية الخارجية فتتمثل في الضعف العام للدولة التي كشفت عنه اختراقات الحدود غرباً وشرقاً وشمالاً بحيث لم يعد تشليع اطراف الدولة يهم المركز ولم يعد المركز قادرا علي بسط سلطته علي رقعته كل السودان والدفاع عنها حسب مطلوبات المدافعة بكل صورها السياسية والدبلوماسية ..

    حديث بروفيسور حسن مكي فيه اشارة للمخاطر التي تواجهنا .. فالسودان اليوم مواجه بتحديات يحتاج لجهد كل مواطنيه .. بمعني أن تكون فيه جبهة داخلية موحدة ومتفقة علي ثوابت وطنية غير قابلة للأخذ والرد .. في مقدمتها الوقوف بصلابة ضد كل ما يمس الامن القومي والسيادة الاقليمية ..

    ومن الصدف ان تزامن تاريخ ندوة الادارة العامة للسجل المدني مع اجتماعات الولايات الحدودية في اثيوبيا والسودان .. وهي بلاشك علي قدر كبير من الاهمية .. وللبلدين كما هو معروف مصالح مشتركة واجب الجميع العمل الحفاظ عليها وتنميتها لصالح الشعبين هذا لا ينفي ان هناك مشاكل تستوجب التعامل معها بما يحفظ الحقوق المشروعة لكل طرف .. ابرزها قضايا الحدود وما صاحبها من احداث كان لها اثر مباشر علي عملية التفاوض منذ دخول الانجليز السودان ، فقد ابدي منليك ارتياحه لاحتلال السودان والقضاء علي المهدية لاسباب معروفة ومبررة .. واذا استثنينا حدود السودان مع اريتريا والاتفاقيات التي عقدت بين مصر وايطاليا في 7 ديسمبر 1898 .. وفي اول يونيو 1899 بين السودان واريتريا ...
    ووصف علامات الحدود المبرمة 18 فبراير 1903 والتي عرفت ببرتوكول تالبوت - مارتنيلي نجد ان الحدود مع اثيوبيا قد تم تحديدها بموجب معاهدة مايو 1902 وتشمل :
    { الحدود بين السودان والجزء الاوسط من اثيوبيا .. قام الميجور قوين بتحديد القطاع الممتد من نهر البيبور مع نهو الكوبو وقد ضمن ذلك في وصف الحدود المؤرخ 27 يونيو 1903م خط قوين 1903 كما قام الميجور قوين بتحديد ما تبقي من هذا الجزء من الحدود المشتركة وقد ضمن ذلك في وصف الحدود المؤرخ في أول نوفمبر 1909م . والمعروف بخط قوين 1909م.

    { لم توقع اثيوبيا علي اي من التحددين وبالتالي لم تعترف بهما الا في عام 1972 وذلك بموجب الاتفاق السوداني الاثيوبي الذي وقع في 18 نوفمبر 1972 ... بعد ادخال تعديل طفيف علي خط قوين 1903 وخط قوين 1909 شمل مرور الخط علي قمة كل من جبل حلاوة ام دوكه ، المنان وجيرول بدلا مرور الخط علي السفح الشرقي لكل جبل من تلك الجبال.

    { الحدود بين السودان والجزء الجنوبي من اثيوبيا يبلغ طول هذه الحدود 290 كم ويمتد من تقاطع خط العرض 6 درجة شمال مع خط الطول 15 درجة شرق قرنتش الي بحيرة رودلف .. ثم تعين هذه الحدود بموجب معاهده 1907 بين بريطانيا واثيوبيا وكان الغرض من هذه المعاهده تنظيم الحدود ..
    عند ابرام هذه المعاهدة لم يرد اسم السودان لان حدوده في تلك المرحله كانت تنتهي عند تقاطع خط عرض 6 درجه شمال مع خط طول 35 درجه شرق قرنتش ..

    ولكن حدث تعديل في عام 1914 اضيفت بموجبه وفقا لاتفاقية 1914 بين السودان ويوغندا اجزاء من يوغندا الي السودان لتصبح معاهده 1914 وماتبعها من تحديد عام 1909 ينظمان الحدود بين السودان واثيوبيا . للحفاظ عن مصالح كل طرف كونت عدد من اللجان المشتركه وتواصلت اجتماعات مخافطي المديريات الواقعه علي الحدود المشتركه .. ويعتبر الاجتماع الاخير امتداد لاجتماعات سابقة ولكن ماورد فيه وما افصح عنه الولاة من الجانب السوداني فيه الكثير من علامات الاستفهام ..

    من جانبها اعترف مسؤولة الدائره الافريقية في الخارجية الاثيوبية وسفيرة اثيوبيا لدي الاتحاد الافريقي في مقابله لها في صحيفة الوان بوجود حلافات اكدت علي بساطتها وعلي حرص اثيوبيا علي حلها بالحوار .. مع انها لم تفصح عن ماهية الخلافات ومدي علاقتها بدخول القوات الاثيوبيه للاراضي الصومالية والسودان ومن حيث المبدأ لايمكن ان يساند او يتفهم دخول قوات اجنبية لدولة اخري ذات سيادة وان غابت عنها الدولة المركزية ..
    وهي سابقة خطيرة في افريقيا .. اضافة الي حرص السودان علي علاقاته مع كل من اثيوبيا والصومال .. نقطة اخري تحدثت عنها وسائل الاعلام وهي وجود نشاط لجماعات معارضه في الاراضي السودانية الامر الذي نفته الحكومة السودانية السيد احمد عباس والي ولاية سنار صرح بان المنطقة التي بها المعارضه الاثيوبية هي ارض سودانية ولكن التواجد فيها غير سوداني اشارة لدخول اعداد كبيرة من الاثيوبيين للاراضي السودانية واستغلالهم لها وهي ليست منطقة نزاع بين ولاية القضارف واقليم التجراي كما جاء في حديث السيد الوالي هذه ارض سودانية نزعت من اصحابها والدليل ان والي القصارف نفسه تحدث عن الاستيطان الاثيوبي ( استيطان زراعي ) وعن تمدده علي طول الشريط الحدودي .. واضاف ان هذا الاستيطان ازداد عام 1994م بعد نشاط المعارضه السودانية في الجبهه الشرقية
    مما اجبر الاهالي علي ترك قراهم ومزارعهم .. وقدر والي الولايه عدد هذه القري ب 80 قرية استرد منها 62 قريه وتبقي 18 قريه مازالت تحت سيطره الاثيوبيين .. اهمال دعم المزراعين خاصة في هذه المنطقة والمحنة التي تعرضوا لها في السنوات الاخيرة شكلا نقطة ضعف اساسية استغلت من قبل الاثيوبيين للتوسع في الاراضي السودانية وعلي الحدود المشتركة مع ولاية سنار حدثت ايضا تعديات علي حظيرة الدندر قدم والي سنار توثيقا لها في شريط وشملت التعديات اضافه الي ولايتي سنار والقضارف ولايتي النيل الازرق واعالي النيل في منطقة قنبيلا التي اصبحت قضيتها حسب ماورد علي لسان السيد احمد عباس رئيس اللجنة الامنية ضمن اختصاص حكومة جنوب السودان علما بان وفد اعالي النيل قد اعلن عن التزامه بخط الحكومة المركزية ..

    واثبت بهذا الموقف انه يتمتع بقدر عال من المسؤولية والالتزام بوحدة السودان وبسياسة الدولة الخارجية ... قضية الفشقة ليست جديدة وهي مثال لقضايا كثيرة مسكوت عنها مع حساسيتها وارتباطها بهيبة الدولة وكرامة مواطنيها ... وزاد من خطورتها ان الحكومة تتحدث عن الدول التي اعتدت علي الاراضي السودانية بلغه عاظفية دون الاشاره لقضية الاعتداء علي الاراضي السودانية ولما يعانيه اهل تلك المناطق ففي منطقة الشريط الحدودي مع اثيوبيا يتعرض الناس كل يوم لعمليات نهب منظمة واعمال سلب تقوم بها الشفته هذا ماعبرت عنه مذكرة اهالي الشريط الحدودي بمحلية القلابات وطالبوا فيها الحكومة باستعجال حل لقضية الفشقه التي استوطنها الاثيوبيون منذ عام 1994م تحت سمع ومرأي من الحكومة الاثيوبيه وكبح جماح اعمال السلب والنهب التي يمارسها الاثيوبيون ضد المواطنين .. للرد علي هذه المذكرة ذكر الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية القضارف في مؤتمره الصحفي الاتي:
    اننا قدمنا المذكرة الي اللجنة المشتركة ولكن الاثيوبيين طالبوا بسحبها لانها من اختصاصات اللجنة الاتحادية المشتركة والغريب في الامر ان السيد الوالي مع هذا بشر المواطنين بحل قضية الفشقه هذا العام .. ولا ندري هل يتم هذا قبل او بعد اجتماع اللجنة الاتحادية المشتركة!!
    ( صحيفة الرؤية).
                  

01-08-2008, 02:54 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية الحزب الحاكم والحكومة للشعب عام 2008: خارطة سودانية جديـدة .. بـدون مـثلث حلايب !! (Re: بكري الصايغ)

    تـعليقات حول الـموضوع اعـلاه بتاريخ 21 فبرائـر 2007.
    -------------------------------------------------

    بــلـد " هــامـل "!!!،

    حـكـومة لاتعـرف مـن جـغرافيـة السـودان الا "الخـرطوم!!!"
    نـتصــارع حـول "ابيـي " ونتعـمـد السـكوت عـن تغيـيرات شـكل الـحـدود السـودانية مـع دول الـجـوار!!،
    هـل حـقآ مـسـاحـة السـودان الان هـي نـفس الـمسـاحـة عـام 1988، وهـل
    تغـيرت الـمعالـم والتـضاريـس الجـغـرافيـة لصـالـح دول الـجـوار،ام مازال " جـيشـنا جـيـش الهـنـاء!!!" يـحـرس بشـدة حـدودنا وديارنـا?
    ( بكري الصايغ ).


    Quote:" حـكـومة لاتعـرف لاتعـرف مـن جـغرافيـة السـودان الا "الخـرطوم!!!"
    كلامك صاح وهي مقولة مشهورة أطبلقها أمين حسن عمر في مفاوضات نيفاشا، حينما إحتدم النقاش حول إلغاء الشريعة في الخرطوم ،فخرج على الإالمفاوضات بمقولت "بالنسبة لنا السودان هو الخرطوم والخرطوم هي السودان يمكننا أن نلغي الشريعة في كل السودان إلا الخرطوم ، لأننا نعلم لا يتم تغير في السودان إلا من الخرطوم ".

    فعلاً سودانهم هو الخرطوم لذا حينما يتحدث مطبلاتية النظام عن الإنجازات يتحدثون عما ما يتم في الخرطوم يعممونه على أساس أنه تطور في السودان.

    ( Abdulbagi Mohammed )


    الاخ المحترم فيصل الزبير..

    هذا مقآل حيوى أعود اليه بهدوء..

    الادهى وأمر..

    هو حالات التهجير الجبرى..

    أو الاختيارى...

    عندما يتم أقتطاع الارض..

    وطرد الّملاك..

    كما لو أنهم لا يسوون..

    ثمن قيمة البزين الذى يرحلونهم به..

    ..

    عجبى....
    ( nour tawir ).


    Quote: "جـيـش الهـنـاء!!!" يـحـرس بشـدة حـدودنا وديارنـا?

    ولم يدخل حرب الا وكان العدو هو احد ابنائه.....

    ( محمد حسين آدم ).
                  

01-08-2008, 03:11 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية الحزب الحاكم والحكومة للشعب عام 2008: خارطة سودانية جديـدة .. بـدون مـثلث حلايب !! (Re: بكري الصايغ)

    بسبب المياه.....
    دول حوض النيـــل في مفتــــرق طرق.. إما التگــــــامل أو الصـــــــــراع!!
    _________________________________________

    2004 Alsahafa.info. All rights reserved

    إعداد: عبد المنعم أبو ادريس.

    مصر تحاول بناء استراتيجية مائية جديدة ودول المنبع تبحث عن أنصبتها!!

    بعد أن ودعت دول حوض النيل النزاعات المسلحة التي ابتليت بها خلال سنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، سواء أكانت نزاعات داخل دول الحوض أو بينها بنسبة 100%، أو مشارك فيها طرف جار لها على أي مستوى من المستويات، فقد طوت دول اثيوبيا، الكنغو، رواندا مرحلة النزاعات. والآن السودان على وشك ان يقلب صفحة الحرب ويوغندا على الطريق. فيما ظلت مصر تعيش حالة من الاستقرار منذ آخر حروبها مع اسرائيل عام 1973م، وتوقيعها لاتفاقية السلام المعروفة بـ «كامب ديفيد» معها 1979م. وبتجاوزها لحقبة الحروب، فإن هذه الدول قد بدأت في التحول الى مربع البناء والتنمية واستثمار الموارد، والبحث عن تكتلات اقتصادية على المستوى الاقليمي والدولي، خاصة انها عانت من الفقر وضعف البنية التحتية والحروب التي تركت آثاراً على شعوبها، بالاضافة الى النمو المتزايد لسكان بعضها بمعدلات كبيرة، وعلى رأسها اثيوبيا التي تقول التوقعات بأنها ستدخل نادي الدول التي يفوق عدد سكانها المائة مليون نسمة في عام 2025م.

    كما ان دول الحوض تتباين من حيث موارد المياه المتوفرة لكل منها، وخاصة انها تمتد جغرافياً من خط الاستواء حتى البحر الابيض المتوسط . وفي ذات الوقت تتفاوت من حيث مساحة الارض الصالحة للزراعة، فبعضها اراضيه عبارة عن جبال واخرى تغطيها الغابات ودولتان تحتل رمال الصحراء جزءاً مقدراً من مساحتها، فالسودان لديه 200 مليون فدان صالحة للزراعة المستغل منها 18 مليون فدان، اربعة منها فقط تروى من مياه النيل، اما أراضي مصر الصالحة للزراعة والحياة، فلا تتجاوز الـ 5% من مساحتها الكلية، واثيوبيا لديها 32 مليون فدان وتطمع في اضافة 4 ملايين فدان لها.

    وسنحاول في ما يلي قراءة حالة التأرجح بين دول الحوض التي يشكل النيل ومياهه فيها مركز الدائرة.

    تنظيم العلاقة حول مياه النيل تاريخياً:
    --------------------------------------

    بدأت أولى محاولات تقنين العلاقة حول توزيع مياه النيل بين دول حوضه في عام 1929م. وفي ذلك الوقت كانت كل دول الحوض تحت الاستعمار، وقضت الاتفاقية التي وقعت حينها بتقسيم مياه النيل بين مصر والسودان، ثم تبعتها اتفاقية أخرى في عام 1959م والتي شهدت جدلاً كما يقول البروفيسور زهير الابجر حول هل تقسم المياه على اساس المساحة أم على منطق السكان. واختارت الاتفاقية السكان أساساً للتقسيم، على الرغم من أن 67% من جريان النيل الذي يبلغ طوله 6670 كيلو مترا في السودان، الا ان الاتفاقية اعطت مصر حق الموافقة او الاعتراض على أي مشروع تزمع أية دولة من دول المنبع اقامته على نهر النيل أو الانهار المغذية له، ومدة الاتفاقية كانت 25 عاماً انتهت في عام 1984م.

    ويبدو أن التذمر على الاتفاقية وصل الى قمته، عندما قال وزير الثروة المائية التنزاني في تصريحات صحفية في فبراير 2004م، (اشار فيها الى ان الاتفاقية المائية المبرمة في عهد الاستعمار والتي اعطت مصر حق ان توافق أو لا توافق على أي مشروع تقترحه أية من دول حوض النيل، هي اتفاقية مجحفة). واضاف ان بلاده ستمضي في الاستفادة من مياه النيل والاتفاقية لا تلزمها، مشيراً إلى انهم بصدد إنشاء مشروع لمد المياه من بحيرة فكتوريا بطول 170 كلم وبتكلفة تصل الى 7807 ملايين دولار.

    وحديث الوزير هذا جدد أزمة المياه التي كانت قد برزت في عام 1964م عندما استقلت زنزبار عن تنزانيا عام 1964م.

    وليس بعيداً عن اثيوبيا تبدو يوغندا اكثر حرصاً على أخذ حصتها من مياه المنابع، بعد ما حدث للعالم من تغيرات مناخية أدت الى نقصان معدلات الامطار، وخاصة في المنطقة الاستوائية، كما قال ممثل يوغندا في ندوة عقدها البنك الدولي في اطار مبادرته التي سماها مبادرة حوض النيل، والتي اقيمت في كمبالا في يناير 2005م، حيث ذكر للـ B.B.C انه قد حان الوقت لأن نأخذ من مياه النيل في ظل تناقص معدلات الأمطار.

    وفي جانب آخر بدأت أثيوبيا إبَّان حكم منقستو 79-1991م مشروعاً لاستصلاح اراضٍ زراعية تروي من مياه النيل الازرق الذي يعتبر مصدرا لاكثر من 60% من واردات مياه النيل. وشهد عام 1984م انشاء سد فيشا الذي اثر على حصة مصر بنسبة .5%. والآن اثيوبيا تدرس امكانية انشاء ثلاثة مشروعات ري كبرى ستستهلك 7 مليارات متر مكعب من المياه. ولكن البروفيسور زهير الابجر يقول ان من نعم الله ان التكوين الطبيعي لمنطقة اثيوبيا لا يمكنها من انشاء مشروعات لحجز المياه، وفشلت في ذلك كل تقنيات العالم، أما السودان والذي تهتم مصر اكثر من غيرها بعلاقته بمياه النيل، فقد قال عن هذه العلاقة السيد احمد السيد النجار في مقال له نشره مركز الدراسات الاستراتيجية في مجلته «دراسات استراتيجية» بعنوان «المصالح المائية المصرية مع السودان» قال ان مصر رتبت مصالحها الاستراتيجية، وفي القلب منها المصالح المائية على اساس وحدة السودان. وهو ما يتطلب تطوير استراتيجية مرنة تتعامل مع واقع الوحدة أو الانقسام الذي سيختاره أبناء السودان وفق اتفاقية السلام.

    ولكن النجار يضع أمامنا نقطة مثيرة للجدل بقوله أن السودان ليس مصدراً لمياه النيل ولكنه معبر لها، والنيل مصدره الهضبة الاثيوبية والمنطقة الاستوائية. ويفصل ذلك بصورة اكبر عندما يحدد ان السودان يتلقى نحو 7،114 مليار متر مكعب من خارج أراضيه، ويمضي النجار ليحدد أكثر بقوله ان 2،25 مليار متر مكعب من المياه يأتي من المنابع الاستوائية عند نمولي و1،15 مليار من منطقة بحر الغزال، أما اثيوبيا فتغذى النيل بـ 50 مليارا عبر النيل الازرق و4،13 مليارات من نهر السوباط و11 مليارا من نهر عطبرة.
    ويقدر النجار التدفقات من داخل السودان بـ 5،12 مليارات في حين يقول

    البروفيسور زهير الفاضل من المجلس القومي للبحوث، بأن مياه الأمطار التي تسقط على مختلف مناطق السودان وتسيل عبر الاودية والخيران تذهب الى مصر، ويعضد حديثه البروفيسور عصام محمد عبد الماجد رئيس جمعية تقنية المياه، بقوله ان السودان لا يملك خزانا تزيد سعته التخزينية عن عام واحد، كما ان بعض المواعين التخزينية تخدم مصر مثل جبل أولياء.

    وحول فاقد المياه يقول احمد السيد النجار بأن النيل يفقد 5،17 مليارات متر مكعب في مستنقعات بحر الجبل و6،14 في مستنقعات بحر الغزال و7 مليارات في التبخر ما بين الخرطوم والسد العالي. ولمعالجة هذه المشكلة يضعنا البروفيسور زهير الفاضل امام جهد علمي جاد، من خلال تسليطه الضوء على الدراسة التي قام بها عالم سوداني لمعالجة مشكلة اعشاب النيل في مجرى النيل الابيض، والتي قال انها تنتشر في المنطقة الواقعة ما بين جبل اولياء وحتى كوستي، ولكنها بجهد البروفيسور مجذوب عمر بشير لم تعد موجودة إلا على الضفاف فقط.
    وتواصل الانحسار على طول مجرى النيل الابيض من خلال معالجة بيولوجية، حيث استورد حشرات تتغذى على هذه الاعشاب من خارج البلاد، وبدأ هذا المشروع في عام 1987م. ومنذ عام 1995م بدأت الاعشاب في الانحسار، كما ان هذه المعالجة وفرت على السودان مليون دولار سنوياً كان يصرفها على مكافحة هذه الاعشاب عبر استيراد المبيدات الكيميائية التي ترش بها، هذا غير الاثر السالب للمبيدات على الوسط الاحيائي في مجرى النهر وعلى الانسان والزراعة.

    ونقطة ثانية يبدو أن السيد النجار تجاهلها إما سهواً أو عمداً، وهي بحيرة (نو) الواقعة عند نهاية منطقة السدود، والتي تعتبر احد مصادر المياه للنيل، بالاضافة للامطار التي تهطل في كل مناطق جنوب السودان، وتصب جميعها في مجرى النيل وروافده.

    ويثير البروفيسور زهير نقطة اخرى، وهي مياه الامطار التي تهطل في منطقة القضارف والتي تعادل ايرادات النيل في موسم الامطار الجيد، يقول عنها البرفيسور انها تذهب الى مصر التي تعد اكبر المستفيدين منها.

    ولكن الاستاذ احمد النجار يعود ليقول على مصر اتباع سياسة تجاه السودان، على اساس مصالح عامة ومائية مشتركة. ويذهب الى ان البلدين يحتاجان لتطوير علاقة بينية قوية لبناء تعاون شعبي ورسمي.

    ثم يؤكد على استمرار مصر في منح الميزات التي تمنحها لمواطني السودان في مجال التعليم، العمل، الاقامة والدخول. ويشمل هذا الجنوب في حالة انفصاله لا قدر الله.

    ويبدو ان حديث السيد النجار منطلقا من ما تقوله المنظمة العالمية للمياه، والتي ترى ان الماء سلعة اقتصادية واجتماعية معاً، وفي كثير من الاحيان تستخدم الى اقصى فائدة اجتماعية واقتصادية. وثمن الماء بأنه مهم لاتخاذ قرار حول الاستخدامات البديلة للموارد الشحيحة.

    وكانت مصر قد اقترحت على الهيئة الفنية الدائمة لمياه النيل التي يتكون مجلسها من وزراء الري في دول حوض النيل، اقترحت (22) مشروعاً تدور حول خطة متكاملة لتخطيط وادارة مصادر المياه، وبعدها طرح البنك الدولي مبادرة دول حوض النيل التي تقوم على مبدأ اساسي هو تسليع المياه وتحويلها الى سلعة تباع وتشترى، وخطورة هذا إن دول حوض النيل تجاور دولاً تعاني فقراً في المياه، وفقاً لتصنيف الامم المتحدة التي تصنف السودان، برغم ثراء موارده المائية ضمن دول الفقر المائي.

    ولكن البروفيسور عصام عبد الماجد يقول ان الفقر المقصود هنا ليس للموارد، وانما للمياه المنتجة للاستخدام، سواء أكان شربا او صناعة او استخداما للحيوان.

    ويعضد بروفيسور زهير هذا بقوله إن احتياطات السودان من المياه الجوفية تبلغ أرقاما فلكية. وتشير احصاءات الموارد المائية، الى ان المتوفر من المياه الجوفية في السودان يعادل 200 مرة الوارد من النيل.

    ولكن تقرير منظمة الفاو عن المياه في السودان يقول بمحدودية انتاج المياه في السودان، وأن 80% من المياه في السودان مصدرها النيل. ويؤكد التقرير على محدودية استخدام المياه الجوفية والسطحية.

    ويضيف بروفيسور زهير بأن 23- 25% من أراضي السودان تصحرت وسكنتها الرمال.
    وعندما طرحت سؤالي عن هل نحن آمنون (مائياً) أم أن الخطر قادم؟ جاءت اجابة بروفيسور عصام عبد الماجد بأنه يؤمن بألا خطر من المياه لانها سر رباني.
    ولكن بروفيسور زهير يقول إن الخطر قد يأتي من حاجة الذين من حولنا وما يعانونه من نقص في المياه، ضارباً المثل بالشعوب التي تعيش خلف منطقة سيناء وتتطلع لمياه النيل، كما انه يرى في مبادرة دول حوض النيل وتسليعها للماء خطراً، لأن هذا برأيه يجعل الماء هدف الحرب القادمة. ويدلل على ذلك بأن الحرب السابقة كانت بسبب البترول الذي وصلت اسعاره أرقاماً فلكية.

    وعلى العموم المشهد المائي يقول إن السودان متخم بالموارد المائية، ولكنه يعاني من نقص في مواعين التخزين وسوء ادارة لهذه الموارد، وفي ذات الوقت هناك كثيرون يرون ان سد حاجتهم للماء يكمن في هذه الموارد المائية، وعلى رأسها النيل الذي اذا لم تقفز دول حوضه فوق القضايا الآنية، وتفتح أفقها نحو المستقبل وتسعى لشراكة في ادارة الموارد، ستكون هذه الموارد المائية الباب الذي سيدخل به الشيطان الى المنطقة.

                  

01-10-2008, 10:42 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هدية الحزب الحاكم والحكومة للشعب عام 2008: خارطة سودانية جديـدة .. بـدون مـثلث حلايب !! (Re: بكري الصايغ)

    " ويذهب دكتور أسامة الى ان السودان بدأ يتناسى حلايب لجهة انه «يقال ان ذلك ضمن تسوية ومساومة تتعلق بحادثة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في العام 1995م بأديس أبابا والتي اتهمت القاهرة الخرطوم بالتورط فيها.. وينبه إلى ان مطبعة الخرطوم اصدرت خلال الفترة الاخيرة ثلاثة من الكتب التي اوردت خارطة السودان بدون مثلث حلايب بعد ان أضافته إلى الحدود المصرية حيث يبين ان ذلك ربما يعزز حجج المصريين بتبعية حلايب لهم لأن هذه الاصدارات يمكن ان تحسب وثائق يحتكم إليها..!؟ ورغم ان صفة النزاع قانونية إلا انه لا يستبعد ان تقف وراءه بعض الاطماع بعد معلومات توافرت اكدت ان مثلث حلايب غني للغاية بالموارد المعدنية، كما ان المنطقة تضيف إلى مصر امتدادا ساحليا على البحر الأحمر لا يستهان به..".

    تقرير : أحمد فضل:
    2004 Alsahafa.info. All rights reserved
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de