التلويح بالانفصال، هل هو تكتيك سياسي أم تعبير عن قناعات جديدة؟؟ ....بقلم الأستاذ إسماعيل سليمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-16-2007, 04:10 AM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
التلويح بالانفصال، هل هو تكتيك سياسي أم تعبير عن قناعات جديدة؟؟ ....بقلم الأستاذ إسماعيل سليمان

    الميدان 21-8-2007

    التلويح بالانفصال، هل هو تكتيك سياسي أم تعبير عن قناعات جديدة؟؟

    إسماعيل سليمان سعيد

    درجت الحركة الشعبية منذ وقت غير قصير، على التلويح بالانفصال كلما تأزمت الأوضاع بينها وشريكها الأكبر، اعتبره البعض في بادي الأمر تكتيكاً سياسياً يهدف للضغط على المؤتمر الوطني للالتزام بتنفيذ البنود العالقة من اتفاقية السلام، ولكن مع مرور الوقت أصبح يتحول التلويح المتواتر بالانفصال في نظر الكثيرين ووسط دهشتهم من تكتيك سياسي إلى ما يشبه الموقف الاستراتيجي، وإن ملامحه بدأت تأخذ بالتشكيل. فهل تعبر الحركة بذلك عن قناعات جديدة تم توصيلها إليها قسراً وعبر الاحباطات، أم ما زال الأمر يدور في إطار التكتيكات السياسية؟

    التصريحات التي حملت هذا المعنى والتي تطلقها الحركة الشعبية بين الحين والآخر في لقاءاتها الصحفية والجماهيرية لا تحصى، ويمكن إجمالها الآتي:

    - أغلبية الجنوبيين يؤيدون الانفصال.
    - أكثر من 90 % من الجنوبيين ينادون بالانفصال.
    - الحركة الشعبية هي مفتاح الوحدة والانفصال في
    السودان.
    - بعد الانفصال يمكن أن نحافظ على علاقات حسن
    الجوار مع دولة الشمال ... الخ.

    ليس هنالك من يتطاول على الحركة الشعبية ويعطيها دروساً في الوحدة، فالوحدة قد تصدرت برنامجها السياسي (المنفستو) منذ تأسيسها، وقاتلت الانفصاليين داخل صفوفها قبل أن توجه بنادقها إلى صدور أعدائها، وأيدت الوحدة الطوعية ضمن مقررات مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية، كما أمنت في اتفاقية السلام على العمل مع شريكها كي تكون الوحدة جاذبة، هذا إلى جانب مواقف أخرى مشهودة لشعبنا في الجنوب تجاه الوحدة (مؤتمر جوبا 1947 م)،الذي انحاز للوحدة رغم محاولات الاستعمار البريطاني لضمه إلى دول شرق إفريقيا.

    موقف نواب الجنوب في جلسة البرلمان التاريخية والتي أعلنت من خلالها استقلال السودان الموحد في 19/12/1955 م.

    تأييد الجنوبيين المنقطع النظير لبيان ٩ يونيو الذي اعتمد الحكم الذاتي الإقليمي للجنوب في إطار السودان الموحد.

    وكان المتوقع من الحركة الشعبية وهي تستلهم كل هذا الإرث أن تواصل السير في هذا الطريق رغم وعورته خبرته جيداً خلال أكثر من عشرين عاماً والا تتعامل معه بردود الأفعال حتى لا تفقد بوصلتها اتجاهها الصحيح.

    صحيح الحركة لم تغفل الإشارة لتأكيد موقفها الداعم للوحدة كلما سنحت الفرصة لذلك، وتواصل التبشير بالسودان الجديد الذي سترفرف عليه رايات العدالة الاجتماعية والمساواة وحقوق الإنسان، ولكن كيف ينسجم الحديث عن الوحدة والانفصال معاً وكأنهما وجهان لعملة واحدة؟ وكيف تكون الحركة مفتاح الوحدة والانفصال في ذات الوقت؟ تكرار الحديث عن الانفصال ونزعته المتصاعدة وسط الجنوبيين وعلاقات حسن الجوار مع دولة الشمال يعني إن الحركة قبلت بتخفيض سقف أهدافها وطموحاتها وتتجه للترويج للجنوب الجديد بديلاً للسودان الجديد الذي قالت مراراً إن رؤيتها نحوه هي السبيل الوحيد لتأمين وحدة البلاد. وهي بدلاً من أن تعمل على تخليص الذين جرفهم تيار الانفصال، تنشر روح الانهزام وسط الوحدويين الجنوبيين وتدفعهم للاقتراع للدولة المستقلة عند نهاية الفترة الانتقالية.

    الحركة قد تعلل بأنها تهدف من وراء تكتيكها للضغط على شريكها بغية تسهيل إنزال بنود الاتفاقية إلى أرض الواقع، ولكن متى ما كانت قضايا استراتيجية كقضية الوحدة تخضع للمناورات السياسية، ومن قال إن المؤتمر الوطني تعنيه في كثير أو قليل إن انفرطت وحدة السودان أو تمزقت أشلاؤه ؟ فإلى جانب مواقفه المتشددة خلال مرحلة التفاوض تعدى على منهج توزيع الحقائب الوزارية في أولى خطوات ما بعد دخول اتفاقية السلام حيز التنفيذ. واستخدام الشراكة مع الحركة الشعبية للحفاظ على البنية التحتية (الأمنية والاقتصادية) لنظام الإنقاذ. وما فتئ يفتعل الأزمات كلما برزت الحاجة لمناقشة المسائل الخلافية، وأخيراً تنصل من إنفاذ نصيب الجنوب في برنامج التنمية القومية. شريك هذه مواقفه لا يمكن أن يرجى منه خير حتى وإن لوحنا في وجهه بالانفصال مئات المرات فهو لن يتخذ من الخطوات ما يجعل الوحدة جاذبة، فهو لا يمل تكرار مقولته (السلام مع الانفصال خير من الوحدة مع الحرب) حتى بعد التوقيع على اتفاقية السلام - وبعد أن توقفت الحرب تماماً – ويقول أيضاً لو اختار الجنوبيون الانفصال فسيكون أول من يعترف بالدولة المستقلة على أرضه، فكم مرة يا ترى تحتاج الحركة للتلويح بالانفصال في وجه شريكها حتى تؤثر عليه وتدفعه في اتجاه تحقيق بنود اتفاقية السلام وجعل الوحدة جاذبة.

    لقد خاضت الحركة الشعبية معارك ضروس خلال عشرين عاماً وحققت عبر اتفاقية نيفاشا اختراقا قوياً ووسعت من هامش الحريات في البلاد، وزاحمت المؤتمر الوطني في السلطة وخففت من وطأة شموليتها، إلا أن المشوار أمامها ما زال طويلاً كما هو مع كافة القوى السياسية الأخرى، لجعل التحول الديمقراطي وتأمين وحدة الوطن واقعاً معاشاً.

    أهداف بهذا الحجم تتطلب مواصلة الصراع وبوسائل المرحلة لكن ما تبقى من مرتكزات الشمولية، الحركة الطلابية وضعت الأساس السليم لآليات هذا الصراع من خلال تحالفها الوطني ونجحت إلى هذا الحد أو ذاك في زلزلة الأرض تحت أقدام المؤتمر الوطني، وكان يمكن للتجربة أن تتعمم وتنجح وسط المحامين والمزارعين وتتواصل دون عراقيل أو معوقات لولا سوء التقدير الذي لازم البعض، ومع ذلك نقول إن الفرصة لمناقشة آليات التقدم في العملية السياسية ما زالت مواتية. والنهوض الماثل الآن في الحركة الجماهيرية رغم بطش السلطة يبشر بتحولات عميقة وبالخير الوفير.

    وأخيراً لو توخينا الدقة – بعد كل الذي قلناه – وانطلقنا من فهم عميق لواقع الجنوب الآن، نرى إن القضية التي تشغل بال المواطن الجنوبي العادي في الوقت الراهن والذي من أجله دأبت الحركة على التلويح بالانفصال، ليست هي الانفصال كما ليست هي الوحدة أيضاً.

    الذي يشغله الآن هو استعادة حياته التي افتقدها عقوداً من الزمن وتأمين ضرورياتها من غذاء ودواء وتعليم ورعاية بيطرية ... الخ. وهو يأمل لو أن الملايين من الدولارات التي تضخ في خزينة الجنوب تغير من واقعه . هذه وغيرها هي القضايا الضاغطة والملحة التي تشغل باله وليس الجدل المحتدم الآن حول الانفصال والوحدة، فلنعمل جميعاً خلال ما تبقى من الزمن الذي يفصلنا من الاستفتاء – وحدويين وانفصاليين – لتحقيق هذه الغاية النبيلة وتخليص المواطن الجنوبي العادي من المآسي التي لا زال يرزح تحتها، ولا يمنع في ذات الوقت أن يعزف كل فنان لحنه. وان يدعو كل شيخ لطريقته.


    = = = = =
    السودان لكل السودانيين
    المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de