سيرة مدينة: ....بيت الشاتي...........

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 11:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-28-2007, 08:24 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
سيرة مدينة: ....بيت الشاتي...........

    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
    واتداعى..........
    .......................................

    هكذا كنا نراها...الجدة الشاتي ام سليمان..تقبع في بيتها وحيدة بعد رحيل الوالد والولد الي الرفيق الاعلى او الى الخرطوم...بيتها يقع وسط محيطات لا نهائية من الرمال الوقحة التي تدفن كل شيء....كنا نغامر انا واخوتي الصغار في عبور هذه البحور المشتعلة من الرمال التي تحرق اقدامنا الصغيرة لنزورها وننعم بكرمها الحاتمي من تمر وجرم وبسكويت كوكو..كانت غاية في الجمال لا تقل من النساء الائي يزينن صناديق الحلوة "دايما على بالي" وكريكاب وتزين بها البرندة حيث تقبع هناك في جلالها المعهود تغمرنا ا بابتساماتها الطيبة ونظراتها النافذة التي لا تقل من اسي لكائن وحيد يعيش في بيت يضج فقط بالزكريات الصادقة وجميلة والتي مهما تجافينا نقول حليلا..وعند الغروب تكون زيارتنا الثانية لطائر الغرنوق الجميل..لانها تكون قد آبت من المزارع وتحمل سنابل الذرة الشامي...نهجم على الحمار ونتسابق في قطع رؤؤس الذرة كما يفعل امهر سفاح في عالمنا المعاصر او اصولي متشدد في العراق...تشعل لنا الجدة الفحم ويتلظى الاتون ونلقي باكواز الذرة وتنبعث الطقطقات والعويل وتخافتنا حولها..
    وكما قال المطرب الشعبي
    حلاة ناسا بلا السكر
    طعم قراصة في قدحا من الدبكر
    كواريك شفع المغرب
    يقلبو في الجمر قنقر
    ...........
    وعندما يعسعس الليل..وتسكن الكائنات..يرتفع انين سيارة من الشرق..تنهض الشاتي وتنظر في الافق المعتم لمصابيح السيارة التي تتقاطع من بعيد ومن نفيرها المنغم بنغمة شعبية تدل على سائقها نعرف هل هو لوري عطاية ام جابر.؟!!.
    تحدق الشاتي في الافق للحظات وتجلس وتنظر الينا في اسى وتتنهد..."ان اللذين يمضو لا يعودون"...منذ ان بدات هجرة النخيل الى المدن الخراب بعد ظهور مرفق السكة الحديد.. نغادرها وحيدة مع قليل من الدجاج والماعز وحمارها الاعجف..فتتكوم في العنقريب وتتغطى بثوبها النظيف وهي تتمتم بايات قرانية ..في انتظار جودت الذى لا ياتي ابدا.... وكغيرها من كائنات الرمال تبقي الشاتي فقط في اروقة الذاكرة كامراة كان لها موقف من الحياة واثرت البقاء في الرمال على النزوح للبنادر المزعجة...وتصبح احدى شخصيات رواية الساقية*
    .................
    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
    واتداعى..........

    الحديدة 1998
    رواية الساقية: منشورات مركز عبادي للدراسات والنشر -صنعاء اليمن 2005

    (عدل بواسطة adil amin on 06-28-2007, 08:28 AM)
    (عدل بواسطة adil amin on 06-28-2007, 08:50 AM)

                  

07-02-2007, 12:05 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: سيرة مدينة (8):عم سعد
    عادل الامين
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26


    كان عم سعد الذى يعمل خفير فى حوض السباحة فى جامعة الخرطوم فى التمانينات مثال للانسان الامى العفيف ..كان انصارىخمس نجوم ، يضىء وجهه الطيب بنور القران ولا يملك من حطام هذه الدنيا سوى دراجة هوائية تقله لبيته في ام در مان
    فى ايام زهونا اليسارى واوهام النخبة التى يعانى منها طالب جامعة الخرطوم كنا نثير معه جدل
    _يا عم سعد الطائفية تستغلكم
    _لا يا ابنى نحن نعطى بطيب خاطر حتى ننال البركة فينا وفى اولادنا وفى زرعنا هؤلاء من اولياء الله الصالحين ولا يجوز تبخيسهم
    ثم يحتدم الجدل بيننا ..ويحسمنى الرجل الطيب الذى يبغض الانظمة الشمولية اليسارية واليمينية على حد السواء كان ديموقراطى بالفطرة
    _يا ابنى ياكلا الاسد ولا تاكلا الضبعة*
    *********
    الان بعد كل هذه السنين عرفت الحقيقة الغائبة ان الانسان السودانى البسيط السليم الفطرة لا يقبل كل اشكال الايدولجيات الوافدة "الشيوعيين والكيزان والبعثيين وانصار السنة
    انهم فقط ختمية وانصار ولو تطورت هذه الاحزاب الامة والاتحادى وتم فصل المكتب السياسى عن العباءة الطائفية حتى يمتدا جنوبا لا ستيعاب الاخوة فى الجنوب لكانو كفونا شر الافكار المستوردة التى شوهت المتعلمين ولم تفلح ابدا فى اختراق الاميين ما عدا الكيزان/الاخوان المسلمين وذلك لاستغلالهم الدين الحنيف
    يا ترى ماذا يفعل هذا الرجل الابى النبيل الشجاع البر الكريم فى زمن الضبعة والجباية التى لا يواكبها اى سند روحي تحت غياهب مشروع الاخوان المسلمين الفاسد والفاشل والفاشي الذى سمي بثورة الانقاذ
    ...............
    *مثل سوداني

    **********
    ونحيطكم علما ان عم سعد هذا هو والد العقيد محمد نور سعد قائد حركة يوليو1976

                  

07-02-2007, 03:08 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)
                  

07-02-2007, 04:02 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: othman mohmmadien)

    الاخ عادل
    سلامات

    بعد ان قرأت ما كتبته عن الشاتي تذكرت ابتسامتها الساطعة..
    وحفرت في ذهني متى ماتت الشاتي؟

    لم تسعفني ذاكرتي... فجأة فقط انسحبت من الذاكرة
    لتقف منتصبة الآن...
    متى ماتت الشاتي وهل بكيناها ابدا؟
    في الصيف الفائت زارنا نافع
    نعم نافع ابن عمنا..
    احضر ولده نسخة مصغرة
    من رجل لا تستطيع ان تتذكره الا يافعا
    متوهجا..
    تذكرنا الجميع الاموات والاحياء

    وجلس الجيل الرابع يستمع ماخوذا
    بالذكريات..
    كما كنا نحن الجيل الثالث نجلس في الداخلة
    لنستمع للجيل الثاني يحكي الذكريات..
    ويا حسرة الجيل الرابع
    ان يكون بعيدا في الواق واق
    امتداد لرحلة
    بدأت من مورا وانتهت في كوالا لامبور..
    ثلاثة اجيال من الرحيل...
    ومركز الثقل هناك بين الهدام والرمال
    تموت الحياة,,,,,
    اما من آوبة؟
    لك التحية وانت تجعل القلب يخضر من جديد
    باحياء هذه الشخصيات...
    وحقا متى مأتت الشاتي وهل بيكناها ابدا؟
                  

07-09-2007, 11:52 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: bayan)

    اليمن يا نجاة حلم اخضر تتمني ان لا تستيقظي منه ابدا..شحذت ذاكرتي بصورة قد تكون جحيم
    ولكن كان لي في الذكريات ابلغ عزاء وحولتني الي كاتب وقاص رغم انف ابى ذر
    وكنت اتمني ان تصلك قصة الساقية بعد طبعتها في اليمن لتجدي كل هذه الشخصيات وكائنات الرمال العجيبة..وفي نسخ في البيت منها يمكنك ان تاخذيه وتوزيعيها لمن يحترم الادب السوداني الجديد
    ..........
    الشاتي في اخر عمرها جاءت قعدت مع ولدها سليمان في الخرطوم في الصحافة واخر عهدي بيها لمن زرناهم زمن ناس المرحومة حليمة قاعدين في الصحافة وطبعا طائر الغرنوق الجميل الذى يدمخ عينينه بالكحل والنظافة المنقطعة النظير التي كانت تتمتع بها الشاتي لن تجعلها امراة منسية
    ونواصل

    Quote: كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟)
    واتداعى ويطوف بى الخيال وحات
    كنا فى طفولتنا فى الشمال...عندما نكون مسافرين من بلدة ابى مورا الى بلد امى كورى...نشاهدها فى الافق البعيد تسبح فى السراب فى محيطات لا نهائية من الرمال...فينوس ..امراءة فى غاية الجمال..ترتدى فستان اخضر وتنتعل سفنجة قمر بوبا..كانت عيناها نجلاوان وقامتها فارعة ولكنها صلعاء..(عين شمش)..هذكان يسميها الناس..لم اجد تفسير لوجودها الغامض وعزلتها المجيدة..ولكنها من كائنات الشوق ا لآخر التى يحبها الاطفال كثيرا...لانه تعطيهم الحلوى وتبتسم فى وجوههم..احيانا نجدها تجلس وحيدة كأله الهنود شيفا تحت ظل نخلة على الرمال فى مواجهة النيل فى استغراق عميق لا يعرف احد قيمة الظل الممدود فى الجنة اكثر من اهل الشمال وهم يعانون
    الامرين من رمال مشتعلة ورياح تسفع الوجوه ويكون اقصى امل للمرء ظل ممدود وانسام باردة..انها تبصر عالم لا نراه ولكنه على ما يبدو عالم جميل لا يشبه عالمنا البشع اطلاقا..ويبدو فى ظلال ابتسامتها الساحرة
    ************
    فى الحقيقة حتى لا نبخس الناس اشياؤهم..كانت امراة لها موقف من الحياة..فهى لا تتعهر او تستلم للغزل الرخيص الذى يتحفها به الرجال عندما تاتى لسوق الثلاثاء فى مورة لتتبضع تشتري الدهان والكحل والملابس والعطور وكل ما يستهوى امراءة جميلة تعيش فى قلب باريس..الويل ثم الويل لمن يسمعها كلمة غزل رخيص من بطش يدها او سفنجة القمر بوبا التى لا تخطى هدفها كانها موجهة باليزر..ويكون الدرس قاسى لهذا الرجل الغريب الذى جاء الى سوق البلدة واراد ان يتقرب من فينوس..آلهة الجمال التى هبطت مع ارفيوس فى الارض...وضلت طريقها الى السماء مرة اخرى
    **************
    عين شمش ذات روح ابية لا ترضى ابدا ان يتصدق عليها الناس او ينظروا اليها كسقط المتاع..كانت تعمل لكسب عيشها احيانا فىطاحونة الطرف..وكم يبدو منظرها ظريفا عندما يغطى الدقيق المتتطاير وجههاو راسها الاصلع وتبرز عيناها النجلاوان المدمختان بالكحل وتلمعان ذكاءا فى توهج خرافى..تذكرك بمسرح الكابوكى اليابانى..تعمل بجد ونشاط ومرح ..هنا فقط تقبل المزاح والغزل ...حتى لا يفقد صاحب الطاحونة زبائنه..فهى تعرف الاقتصاد قبل دخول الماركسية السودان
    ***********
    ليس من المهم ان تكون مشهورا..او ثرثارة فى كل ناد تخطب..كان صمتها جليل واحيانا تطلق عقيرتها بالغناء فى مشيها وتجاولها فى الصحراء بين البلدين او فى طاحونة الطرف دفعا للملل.بل المهم ان تعيش فى هذه الحياةبموقف..ان هذه المراة الساحرة وغيرها من كائنات الشمس وارمال..سببت حالة قلق ميتافيزيقى دائم للطفل الاخضر ..عن دقائق الحكمة غير المنظورة التى اوجدت هذه الكائنات فى زمان ومكان محدد..ثم الاختفاء فى هذا السديم الرمادى الذى يسميه الناس الموت. دون ان تترك اثرا.وتبقى فى ذاكرة الطفل القلق ليعيد خلقها من جديد وفى اطار اخر..لا مجال لذكره هنا..سياتيكم نباءه بعد حين
    **********
    وعندما تركنا السودان وجئنا الى اليمن..كان ذلك موقف من الحرية و النظام فى السودان..والان بعد رحلة طويلة فى اروقة الذاكرة..اضحى لنا موقف من الحياة نفسها..اسوة بكائنات الدرب الاخضر التى كانت تعيش فى مدن النخيل فى بلاد الرمال الوقحة التى تدفن كل شىء وهجرة النخيل المستمرة الى مدن الخراب
    *******

    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟)
    واتداعى ..
    *********
    اظنكم الان عرفتم سر حبى لقصيدة البنت الحديقة(عين شمش)
    شايلة قمرين
    فى عيونا
    وفاردة ليلين لجنونا
    وشايلة الوان
    حتجى البحدث بريقا
    ضجة الضو فى المكان
                  

07-09-2007, 01:47 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    خالص التحايا
    استاذي
    adil amin

    وعي وتنوير و تيار عريض يحمله جنبات تلك الكتابات تستوجب الحضور..
    بالمناسبة انا لازلت فى انتظار وعدك اترقبك بريديا...

    التحايا النواضر..
                  

07-09-2007, 02:09 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: معتز تروتسكى)

    كم انا حزينة لان لا يوجد في ذاكرتي اي تسجيل لموت الشاتي..
    اكثر ما كان يعجبني فيها اسنانها الجميلة....
    هل تذاكر ذلك الحرج الكبير الذي سببناه
    لبت حسين.. عندما اخبرتنا ان الشاتي عينها حارة
    ويجب الا نتجمع عندما تحضر..
    وظهرت الشاتي فجأة وتراكضنا صائحين باعلى صوتنا الشاتي جات حتسحرنا..

    حينها قالت: اييييي يابت حسين ديل مي بوطاني كيفن بسحرهم..
    وذلك الككككنك(موسيقى تصويرية للحرج)
    وغضب بت حسين مننا امممممانة ماكوم بومة..


    اللهم ارحم الشاتي التي كانت تحبنا وتحنو علينا..
    على شقاوتنا وخرمجتنا..
                  

07-09-2007, 06:11 PM

نهال الطيب
<aنهال الطيب
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 1606

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: bayan)

    أستاذ عادل أمين
    هل أنت الأستاذ في قسم الBio
    هل أنت نفس الشخصية
    سبحان حال الدنيا
    أنت استاذي ما أظنك تكون متذكرني طالبات الصيدلية السودانيات
    الفي الدفعة الفاتت
    بس النحيفونة دي أنا

    سعادتي لاتوصف بأنك تكون كاتب بهذا القدر من الجمال

    لك مني كل التقدير والود

    نهال الطيب
                  

07-10-2007, 11:07 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: نهال الطيب)

    Quote: أستاذ عادل أمين
    هل أنت الأستاذ في قسم الBio
    هل أنت نفس الشخصية
    سبحان حال الدنيا
    أنت استاذي ما أظنك تكون متذكرني طالبات الصيدلية السودانيات
    الفي الدفعة الفاتت
    بس النحيفونة دي أنا

    سعادتي لاتوصف بأنك تكون كاتب بهذا القدر من الجمال


    شكرا نهال على مرورك
    وناس الصيدلة ديل ذى مذنب هالي بمرو علي مرة واحدة بس في ثالثة وما بشوفم تاني

    اشكرك على التقييم للجهود المتواضعة
    نحن بنكتب هنا من 2002
    بس
    في البورد ده
    كا جينا للبوبار
    نلقى ناسو كتار
                  

07-10-2007, 11:11 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: معتز تروتسكى)

    Quote: خالص التحايا
    استاذي
    adil amin

    وعي وتنوير و تيار عريض يحمله جنبات تلك الكتابات تستوجب الحضور..
    بالمناسبة انا لازلت فى انتظار وعدك اترقبك بريديا...

    التحايا النواضر..


    العزيز معتز
    سلام
    كلمت احمد اخوى وحيتواصل معاك ان شاء الله يصلك الكتاب قبل نهاية الاسبوع
    اتواصل معاى بالبريد بتاع اليهاو ده لان الهوت ميل بعصلج مرات معاي
    [email protected]
                  

07-10-2007, 11:15 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: othman mohmmadien)

    Quote: يا كلا الاسد ولا تاكلا الضبعة


    ايوه يا عثمان محمدين
    الزمن دوار جات الضبعة فعلا

    افتكرتك نزلت اغنية مناسبة
    ما انتبهت للتعليق

    (عدل بواسطة adil amin on 07-10-2007, 11:16 AM)
    (عدل بواسطة adil amin on 07-10-2007, 11:20 AM)

                  

07-10-2007, 11:29 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
    ويطوف بى الخيال في اروقة الذاكرة واتداعي
    ****************




    كنا ناتي لزياتهم في الخرطوم حيث جنتها الهادئة في الكلاكلة صنقعت بعد ان طافت مع ابنائها وزوجها الضابط في الشرطة السودانية كل اصقاع السودان...المرحومة الخالة حليمة امراة من الزمن الجميل ،تحتل سقف الذاكرة..تدير الامور في مملكتها الصغيرة بمؤسسية يحسدها فيها الكثير من حكومات دول العالم الثالث..فمنذ البكور الاولى عندما يتنفس الصبح يستيقظ الجميع لصلاة الفجر...ثم يبدا كل باداء دوره المرسوم..البنات يعددن شاي الصباح والاب الفاضل عم محمد يذهب للجزارة والسوق وعلي وانا الي الفرن للخبز ..والعزيز عثمان ياتي بالعلف للماعز..ثم يلي لك بعد الافطار نتجمع نحن ابناء الخالات في الصالة حيث تجلس الخالة حلمية تورق الخضرة..وتستمع للرجرجة والدهماء من امثالنا يتثاقفون في حضورها البهيج والخالة حليمة تحب الثقافة والوعي وتلزم ابنها احمد الصغير ان يعد لها الراديو صباحا للتستمع الى اذاعة لندن..واراد يوم احد ابناءها ان يضرب مثل مشهور في مناطقنا في الشمال واضطر لتغيره وقال(العندو حنة يحنن ضنب حمارو)..انبرت له الخالة الحليمة التي لا تحب ان يعبث احد بتراث الامة(يا ولدي مو ضنب حمارو...جعزو*...جعزو)..ووجمنا جميعا وفر لون ابنها وهرب ..وبان عليه الامتعاض العميق امام ضحكاتها المجلجلة.. فهي لا تتورع في استخدام ((اسلحة الشمار الشامل)) في مثل هذه المواقف...
    .........
    حاولنا يوم انت نتجاوز المؤسسية انا وابنها عثمان بعد ن ازعجها فار يسكن شوال البصل في غرفة المعيشة ،اشترينا شرك فيران..ونصبناه داخل الشوال...ولم تمض لحظات حتى سمعنا صرخة الم وصوت الشرك وجئنا للغرفة نتخافت لنجد الشرك قد امسك باصبعها الدامي وهي تنظر لنا في عتاب ممزوج بالالم.. وبختنا بانه كان يجب علينا ان نخطر الجميع بخطتنا وعدم القيام بالمجهودات الفردية لانها تاتي بنتائج عكس التوقع
    ..........
    وفي مرة زرنا نحن ابناء الخالات بيتهم عصرا..في شكل وفد كبير يضم ((الجبهة المعادية للهلال)) في العائلة عادل ولد امنة عبدالبديع ود السيدة وفؤاد ود زكية..وعندما دفعنا باب الدخول شاهد عادل اللمبة الباهتة التي يضيؤنها عصرا قبل حلول الظلام..وردد بسخرية دون ان ينتبه لعم محمد الذى كان يجلس في الجوار يتلو القران..(خلاص جينا لبيت ناس خالتي حليمة المضلم زي استاد الهلال)....انفعل العم محمد الهلالابي المخضرم واخز يسب ويلعن المريخ ويبين مثالب المريخ الممتدة الي يوم هرب الرئيس نميري وترك قفطانه في الاستاد في مبارة كاس الذهب الشهيرة..جاءت الخالة الحليمة ووبختنا بان لا نتطاول على بعلها ،واعتذرنا لها لاننا كن نقصد ابناءها الهلالاب الاوغاد ولم نكن ندري ان عم محمد يجلس في الجوار
    .............
    كانت الخالة الحليمة تؤمن بالتنافس الشريف..عندما ختم زوجها القران ..وتناولنا نحن اللقيمات ذالك اليوم اعلنت انها ايضا ستسعى لذلك وبدات المشوار بجزء عم..وغادرت انا السودان الي اليمن..انذاك لاعرف لاحقا بحديث تلفواني معها ان مرض السكر اللعين هزمها وكف بصرها وقعدها عن الحركة...وبقيت بصيرتها النافذة..ويقينها الجميل تنتظر الاقدار...وللخالة حليمة يقين لا يتزعزع وهي تعرف تماما الى اين الت الامور خارج ابواب مملكتها الصغيرة..فمذ امد بعيد في الثمانيات وجدتها صائمة وعندما سالتها لماذا اخبرتني..(انه اذا توقف تدمير المنازل في الكلاكلة القطعية بامر الدولة قبل ان يطال بيت ابنها بابكر الذى بناه ن غربة طويلة في الارض التي بارك الله من حولها ستصوم ثلاث ايام شكرا لله)..انتصر يقين الخالة حليمة وتوقفت الحكومة المختلة الوعي والشعور عن تكسير المنازل فقط على بعد امتار من بيت بابكر...المرض وحده هزم الخالة الحليمة واقعدها عن الحركة بعد قامت بدورها خير قيام طيب الله ثراها..فهي امراة من الزمن الجميل..ومن كائنات الرمال البديعة ....زمن كان فيه النساء نساء والرجال رجال...
    ...................
    الجعز:عضو الذكر في الكائنات الحية ...كلمة عامية في منطقة الشايقية

    ******************
    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
    ويطوف بى الخيال في اروقة الذاكرة واتداعي ...


    محاولة لجمع هذه التداعيات(سيرة مدينة) في بوست واحد
    سيرة مدينة: المرحومة الخالة حليمة...واسلحة الشمار الشامل
                  

07-10-2007, 03:12 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    عادل أنا الشاتي والشاتي أنا
    ضمناالسودان فمن يفصلنا

    نفس النوستولوجيا او الحنين إلى الماضي الذي بدواخلي وداخل الشاتي
    نوستولوجيا مفعمة بذكريات الطفولة والمكان تغتالني وتنهش جسدي مع كل لحظة وكل صباح
    الشاتي تمسكت وأبت إلا ان ترتبط بالمكان وكم كانت عاقلة لأنها أختارت أن لا تعيش عذاباتنا
    أما نحن فنموت في كل ثانية مرات ومرات بصورة تبعث للأسى
    لنا الله العلي القدير يا عادل
    وإليك يا أرض الحبيب فمعذرة لم أجد طلبك:


                  

07-11-2007, 03:02 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: othman mohmmadien)

    Quote: ايوه يا عثمان محمدين
    الزمن دوار جات الضبعة فعلا

    افتكرتك نزلت اغنية مناسبة
    ما انتبهت للتعليق


    نزلنا ليك ارض الحبيب أعلاه
                  

07-12-2007, 09:55 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: othman mohmmadien)

    شكرا مخرج الروائع عثمان محمدين



    Quote: سيرة مدينة(7)ا:كلب وحمار وقرد
    عادل الامين
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25


    كمبرور..احد مخابيل مدينة الدامر..رجل حكيم...يرى كل العالم مجنون وهو العاقل الوحيد..التقيته مرة فى ماتم فى ضاحية العشير فى اواسط الثمانينات..وهو يحب دئما اصطياد الطلبة الجامعيين المزهويين بانفسهم ويستدرجهم فى حوار سقراطى الطابع
    - كم عدد سكان السودان؟!!!!
    - 14 مليون(فى زمن نميرى)
    ثم اخذ يقسمهم الى نساء ورجال واطفال وموظفين وجنود.الخ وبقى مليون فالتفت الى باسما
    - هؤلاء ذى وزيك كده يزحو من ماتم الى ماتم ومن عرس الى عرس
    ثم اردف
    - فى بلدنا هذه تمر الانظمة السياسية المزمنة بثلاث مراحل..مرحلة الكلب وهى مرحلة النباح وسنفعل وسنفعل..ثم مرحلة الحمار او التحميل الذى يجسده الثراء الحرام..وآخيرا مرحلة القرد الاخيرة والاتيان بالافعال والاقوال والتصريحات المضرة التى تنال استهجان الشعب الذكى وتضحك الاسرة الدولية وتاتي بالتتار..
    وهذه الدارونية السياسية على ما يبدو اتتجلى فى ابشع صورها فى انظمة الطاووس العربية فى المنطقة وتنبطق على اشخاص ايضا ومن نعمره ننكسه في الخلق

                  

07-26-2007, 08:30 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: عندما تكتب سيرة وطن من وقائع الحياة العادية للناس
    العاديين ..نكون قد اصبنا كبد الحقيقة
    ****************

    عم آدم رجل من غرب السودان صديق جدى عبدلله الامين الذى يقيم فى السجانة..كان ياتى من ام درمان كل جمعة يتفاقد جدى..اخبرنى جدى ان ادم عندما جاء بقطار الغرب الى الخرطوم وهو شاب يافع صادفه جدى الذى يعمل فى الادارة المركزية لكهرباء والمياه وعينه عامل...اتقن آدم الذكى مهنته وترقى عبر السنين وبنى بيت فى ام بدة وتزوج وانجب وعبر السنين وحتى بعد تقاعد جدى ياتى يوم الجمعة ويزورنا..كان الشىء الوحيد الذى يعانى منه ادم فى بيت جدى انه مريخابى واعمامى وابناءهم كلهم هلالاب من النوع الحاقد ومعظم المباريات تصادف يوم الجمعة..كان يسعد ادم وجودى فى البيت يوم الجمع وذلك عند زياتنا لجدى فى عطلة الجمعة ابان دراستنا فى جامعة الخرطوم ونشكل انا وهو لوبى مريخى فى مواجهة الجبهة الهلالية المعادية للاستعمار
    واذكر يوم جمعة كان فى مباراة فى سيكافا بين الهلال والمريخ قمنا انا وادم تامرنا انه اذا فاز المريخ ننزل علم الهلال ا لمرفوع فوق البيت ونرفع بدله علم المريخ الذى اتى به ادم من امردمان واخفاه عندى..وفعلا انهزم الهلال ولكن المؤامرة انكشفت ووجدو علم المريخ..غضب بنى عمى والقونى مع العلم خارج البيت..دخلت سينما النيلين وعند العودة ليلا فتحت لى الجدة عائشة الباب ونمت للصباح..اما آدم فقد كان فى حماية الامم المتحدة"جدى عبدالله الامين
    ******************
    المواطن ادم من ابناء غرب السودان..انسان بسيط ..بوصلته فى الحياة فطرته الطيبة..انه لايعرف شىء عن ماركس وكتاب راس المال....بل لا يعرف مركز الدراسات السودانية والكتب التى يصدرها عن مؤسسة الجلابة وما ادراك ما الجلابة..لا يعرف سكان الصافية ولا السيارات المرسيدس ..فقط يعرف جدى فى السجانة و يبره كابيه لانه انقذه من غوائل المدينة التى تشبه جلد الفهد وفر له عمل بعد ان التقيا صدفة
    **************
    هذا هو التاريخ غير المكتوب لسيرة وطن كا ن!!! ومدينة
    كان اسمها ام درمان
    كان اسمها السودان
    كان جنوبيا هواها
    وكان غربيا ايضا...وشرقيا


    بعد الاذن من الفيتورى فى اضافة البيت الاخير

    *****************
    *فباى حديث بعد هذا يؤمنون
                  

07-13-2007, 04:03 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: كنا نراها تسير في طرقات بلدتنا مورة في شمال السودان بوجهها العابس وتوجسها المريب كانها مخبر في المباحث متقاعد..تلتفت وراءها بغضب وتزجر الاطفال الذين يعيرونها باسم(بت الخور)..فترد بعجرفة بصوتها الاجوف(يخرخر..امكم)
    تاتي عند الغروب من المزارع وتوقف حمارها المحمل بالعلف امام باب بيتنا فهى لها تقدير خاص لامي التي تحترم كل الناس..ونهجم نحن الصغار على اكواز الذرة الشامية المتدلية على جانبي الحمار و نقص اعناقها في فرح طفولي ونجردها من شراشفها ونزج بها في اتون الجمر تحت اناء الشاي الذى تعده امي لضيفتها الكريمة بت الخور..وكانت لوحة جسدها شاعر
    حلاة ناسا بلى السكر
    طعم قراصة في قدحا من الدبكر
    كواريك شفع المغرب
    يقلبو في الجمر قنقر
    وتظل بت الخور في صمتها العميق والمخيف كانها لا ترانا حتى.. تكلس وجهها المتجهم عبر الزمن..حتى انه يخيل لك لو ابتسمت هذه المراة اوضحكت لتصدع وجهها وتهشم وسقط متناثرا على الارض كالخزف الصيني...
    *******
    اخبرتنا الجدة الحرم طيب الله ثراها..ان بنت الخور في صباها كانت امراة رائعة الجمال تزوجت مبكرا وعندما اجتاح فيضان 1942 البلدة..تم اجلاء النساء والاطفال وتم رفعهم على اطواف في اعالي جزوع النخل..رفضت بت الخور البقاء مع النساء و ان تترك زوجها الذى حاصره الفيضان في الجروف فتسللت ليلا تبحث عنه..مع الهلوكوست والنيل المتعجرف وعواء الرياح والرمال الوقحة التي دفنت كل شيء خاب املها ..واسفر الصباح عن امراة تجوب شوارع البلدة وتلتفت هنا وهناك بغضب
    لقد ارادت هذه المراة الحديدية ان تتحدي القدر..وهزمها ولكنها لم تتحطم..تماما كما قال ارنست همنغواي(الرجل يهزم ولكن لا يتحطم)
    ارادت ان تسجل موقف مشرف وتجسد قيمة نادرة تسمي الوفاء بالمغامرة في البحث عن زوجها الذى طواه المجهول كمصطفى سعيد في موسم الهجرة الى الشمال..هزمها القدر ولكنها لم تتحطم..واضحت واحدة من كائنات الرمال العجيبة..هولاء اللذين يقيمون في الهامش..لا الزمان يعرف احدا منهم وليسو هم بقايا المكان..
    وكانت المراة الغامضة ..جبل الصمت..والغضب الدفين..اسطورة تسمي بنت الخور..هزمها القدر يوما ولكنها لم تتحطم.. واضحت افضل منا جميعا ولو تفندون..


    اسماء في حياتنا: بت الخور....اهداء خاص لشقيقتي سعاد
                  

07-26-2007, 08:07 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: كان أحمد الابن الأكبر ثم تلي ذلك عقد ثلاثي من الشقيقات كبراهن كوثر ثم سناء ثم إيمان ، توفي والدهم العامل في السكة الحديد بالذبحة الصدرية ولحقت به بعد عام واحد من الأحزان زوجته الطيبة فاطمة، وجد الشاب نفسه أمام مسؤولية جسيمة، إعالة شقيقاته الثلاث، تبددت أحلامه في دراسة الجامعة. كلية القانون حيث كانت تطوف أحلامه، كان يري في القانون سيد كل شيء، تنقل أحمد في بحثه عن عمل في وظائف كثيرة حتى استقر به المقام أخيرا كسائق شاحنة، ومن هذا العمل الشاق تعلم أحمد الحياة، كان دائما يضع شقيقاته الثلاث نصب عينيه يعمل ليلا ونهارا ، ويوفر لهن الوضع الملائم الذي جعلهن يتطلعن لدراسة الجامعة.
    توالت السنين وتمكنت شقيقاته الثلاث من الالتحاق بالجامعة .. درست كوثر الطب وتزوجت من أخصائي كبير وتقيم معه في إحدى دول البترول... درست سناء الاقتصاد وتزوجها مدير بنك وتعيش معه في ضاحية الصافية بمدينة الخرطوم بحري، أما إيمان الصغرى فدرست القانون وهي ألان مع زوجها في أمريكا.. كانت شقيقاته طيلة فترة دراستهن بارات بشقيقهن، يغسلن ملابسه ويسهرن علي راحته، أصبح في المنزل كهارون الرشيد، حتى جاء اليوم الذي تزوجت فيه إيمان ورحلت مع زوجها عاد أحمد بعد رحلة طويلة وهو في غاية الإرهاق أوقف الشاحنة أمام المنزل المظلم الكئيب ، دلف إلي داخل البيت وهو يشعر بانقباض شديد .. لم يعد هناك أحد في المنزل، ملابسه المتسخة ملقاة في كل مكان و لأول مرة أحس في نفسه أنه لم يعد هناك أحد يضحي من أجله، كان الظلام الموحش يلف المكان بعباءته السوداء ويزيد من كآبته ، أضاء جميع أضواء البيت وجلس وحيدا يفكر ماذا بعد أن تزوجت البنات؟ ورحلن ، لقد أنجز مهمته علي أكمل وجه، هيأ لشقيقاته مستقبل تحلم به كل فتاة . " لابد أن أبواه في السماء ينظران إليه بعين الرضى ، ولكن ماذا حقق لنفسه ؟ " شعر انه لاشيء وظل هذا الشعور بالعدمية ينقص عليه حياته.. ولأول مرة خلال حياة الطويلة تسول له نفسه معاقرة الخمر، علها تملأ الفراغ العريض الذي أمتد داخله، لم تكن زجاجة الخمر عسيرة المنال خرج إلي الشاحنة وسرعان ما عاد متأبطا زجاجة الخمر وبدأ يكرع الخمر المر شعر أن رأسه تدور... نظر بعينيه الزائغتين إلي شكله في مرآة الدولاب أمامه .. رأي شكل باهت لرجل خط الشيب رأسه اقترب من العقد الخامس من عمره ، نهض ونظر إلي نفسه في سخط تجرد من ملابسه وطفق يتأمل جسده المتين العاري .. وقف يفكر في هذا البركان الخامد الذي لم تتاح له فرصة ينفجر طيلة السنوات الماضية وهو يعاني الآمرين بين حديد الشاحنات وأوراق البنك نوت... طافت بخياله ذكريات حافلة بالشحن تذكر عندما كان يتوقف بشاحنته عند مدينة القضارف، كان زملاؤه يندفعون داخل المدينة ويطفئون شهواتهم المستعرة إلا هو كان يخاف من تبدد المال في مثل هذه الأمور ويكون ذلك تقصير في حق أخواته خاصة أن دراسة الجامعة تتطلب المال الوفير. آثر ان يكبح شهواته كلها وفضل الجلوس في البوفية المتواضعة التي تديرها أرملة أحد سائقي الشاحنات ، سمع أحمد أنه تعرض لحادث في منطقة العقبة الخطيرة حيث هوت شاحنته في الوادي السحيق وظلت أرملته نورا المرأة الحزينة المتشحة بالسواد تكسب عيشها وعيش أبنها الصغير من هذه البوفية ... نورا تكن لأحمد احتراما خاصا لأنه الوحيد الذي يتعامل معها بصورة لائقة و يختلف عن جميع سائقي الشاحنات الذين يأمون المكان . طافت كل هذه الذكريات بخاطر احمد الثمل وتذكر الحادثة عندما اشتبك في معركة عنيفة مع ثلاثة فتيان كانوا يتعرضون لنورا دائما لم يدر ما الدافع الذي حركه لعمل ذلك واحمد لا يحس بها إطلاقا ويتعامل معها فقط كصاحبة محل تقدم الوجبات للمسافرين ولكن في ذلك اليوم المشهود عندما حضر هؤلاء الشراذم كان الموقف لا يحتمل الصمت خاصة و أن الغلام الصغير أخذ يبكي بحرقة و يشده من ملابسه و يستغيثه لإنقاذ أمه من مضايقات هؤلاء الأوغاد , انقض عليهم احمد وقاتلهم بضراوة . كانوا شرسين جدا وابلي في تلك المعركة بلا حسنا وتورط في ضرب زعيمهم بقضيب من الحديد أصابه بكسر مضاعف في الفخذ. وأصبحت مشكلة تأذي منها أحمد كثيرا وقادته لدخول المحاكم وهذا ما كان يخشاه دائما.. يخاف من فعل ما يشين وتتضرر شقيقاته في الجامعة بسمعته فإذا هو متورط في اعتداء واذي جسيم بسبب أمراه لا يكاد يعرفها .. أبتسم أحمد وهو يتأمل جسده العاري عندما طاف بخياله زيارات شقيقاته له في السجن وجلوسهن في المحكمة بكل اعتزاز إذ كان كلهن متفهمات الوضع الذي لم يكن سوي تجاوز حق الدفاع الشرعي عن النفس كما أنه بموقفه الشهم أضحى حديث البلدة ..كل هذا جعله يشعر بالرضى .. وتذكر موقف لم يستطيع نسيانه. عندما انتهت المعركة.. اندفعت نورا نحوه وأخذت تمسح بيدها الدماء عن وجهه المتورم بحنان بالغ وتهمس في أذنه " لماذا لا تتزوجني وتريحني من هذا العذاب!!".
    تذكر أحمد في تلك اللحظة وبرغم من الآلام المبرحة التي كانت تجتاح كيانه شعر بانه رجل اندفعت الدماء الحارة في جسده . طافت هذه الذكريات بخاطره كشريط سينمائي . أخيرا نهض واستدار من أمام المرآة بعد أن دب النعاس في عينيه، ذهب إلي حجرته لينام وآخر فكرة تدور في رأسه هي العودة للبحث عن نورا خاصة أنه ترك السفر عبر تلك النواحي منذ سنين واغمض عينيه ثم نام في المنزل الموحش حتى تعالي آذان الفجر ، أستيغظ أحمد ونظر إلي جسده وشعر بخجل شديد بعد ان زالت عنه آثار الخمر التي احتساها بكثافة عن رأسه، ارتدي ملابسه علي عجل واندفع نحو الشاحنة التي يحبها كما يحب إنسان، فهي صديقه الوحيد وانطلقت الشاحنة في طريق الإسفلت. متجه إلي القضارف ، اندفعت الشاحنة وأحمد يسبقها بقلبه.
    "هل يا تري ستذكره نورا؟" طافت بعقله الهواجس المطربة والشاحنة منطلقة في الطريق الذي يتلوى كثعبان أسود يمتد في الأفق وبعد مسيرة طويلة كانت تنتظره في مدينة القضارف مفاجئة محزنة. لم يكن هناك اثر للبوفية المتواضعة التي تملكها نورا. وجد كافتيريا حديثة مبنية علي أحدث طراز تصطف أمامها الشاحنات . أوقف أحمد الشاحنة وأندفع داخل الكافتريا كان هناك صبي في مقتبل العمر ، نظر الصبي إلي القادم الجديد في دهشة لم تستمر طويلا وانتهره صاحب المحل الذي يجلس خلف ماكينة النقود يرتدي نظارة طبية سميكة ..انسحب الصبي بهدوء من الكافتريا وهو لا يزال ينظر إلي القادم الجديد في دهشة عميقة، تقدم أحمد من صاحب الكافتريا بخطوات متثاقلة ومتعثرة.. نظر إليه صاحب الكافتريا بامتعاض وارتياب ، خاصة عندما استفسره أحمد عن البوفية التي كانت مقامة في مكان الكافتريا وعن صاحبته .. رد صاحب المحل ردودا مقتضبة وكأنه يريد أن يطرد هذا الزائر الغريب الذي افسد عليه سكينته . لم يلحظ أحمد رجل الرجل الحديدية الممتدة تحت المنضدة.
    انسحب أحمد في هدوء حزين وخرج من الكافتريا في تثاقل وإتجهه نحو الشاحنة وكانت أحاسيسه المكلومة ترفض فكرة موتها، كان يحس أنها قريبة في مكان ما" نورا التي أحبته في الماضي واستيقظ حبه لها الآن " والشاحنة منطلقة به في ذلك الغروب الدامي أضحت فكرة واحدة تجتاح خاطره" لابد من العثور علي نورا ولو طال السفر" نظر أحمد إلي المرآة العاكسة للشاحنة وكأنه لمح طيف امرأة وصبي يقفان جوار الكافتريا يلوحان من بعيد .. خفق قلبه بشدة ثم تنهد في آسي .
    ـ " لعلها الأوهام الناجمة عن بقايا الخمر التي احتساها بكثافة الليلة الماضية".


    آدم!!!!!!!!؟
                  

07-31-2007, 10:17 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: كانوا في زيارة ابنهم ال(ديك..تور)ا
    عادل الامين
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13


    كل الناس تتفق على ان الديك اغبى حيوان..ولكن نحن مع التجربة توصلنا الى ذلك..كان للوالدة العزيزة فى مدينة بربر سبع دجاجات وديك حسن الصوت..و شد ما يؤلمنى عندما يكلفونى بادخالهم ليلا فى القفص..بعد حظر التجول..اذا ظل هناك ثعلب من ثوار الدرب المضىء يتربص بهم الدوائر..كانت الدجاجات الجميلات تنساب بكل نعومة الى داخل القفص اما الديك فانه يتسمر فى الباب وعندما اقذفه بكل شى تحت يدى ليندفع داخلا ..يعود على اعقابه واظل اطارده فى الحوش الساعات الطوال..فى مرة من المرات تمكن الثعلب الخبيث من الدخول الى القفص وايقظتنى امى على الجلبة غيرالمعتادة ...حملت العكاز/العصا وفتحت الباب خرج الدجاج المزعور تباعا..اما الديك الغبى فظل يدور فى القفص مع الثعلب واعيتنى الحيلة اخيرا وبمجرد خفضى للعكاز انساب الثعلب هاربا ..مقتنعا من الغنيمة بالاياب..هذا هو الديك!!
    *************
    اما التور وهي باللغة السودانية الدارجة تعني الثور تعبر عن القوة الرعناء..كنا فى مدينة كريمة ونريد العبور بالمعدية الى نورى.. هناك لورى فيه بقر وثور..نزلت البقرات الانيقات ودخلن البنطون/المعدية فى وداعة..وعندما ارادوا انزال الثور استدار وقابلهم بموخرته وعبر عن شعوره بصورة مقرفة لتغمر الروائح الكريهة المكان وسحبوه ليسقط بصور شنيعة،كما يسقط اللذين لايريدهم الشعب السودانى فى الانتخابات ..وعندما نهض اندفع نحو البنطون وانحرف فى اخر لحظةليطوح بالزين يمسكون بالحبال فى الماء ويسبب اافزع الرهيب للركاب فى البنطون ..واخذ يعدو بحزاء الساحل..احد الخبثاء ردد:هذا الثور فى حاجة الى نظارة..فى الاصل الثيران مصابة بعمى الالوان يمكنه ان يجلس فى مصاطب المريخ ويكون مشجعا للهلال..لذلك فى القاموس المحيط كلمة دكتور هى مزيج متجانس ابين الغباء والرعونة(ديك..تور)
    ***********
    فى ايام الجامعة وانا ادخل من باب مقهى النشاط لمحت مواطنين من شرق السودان بازيائهم المعروفة يحمل احدهم حقيبة هاند باق..كان احدهما فى العقد الخامس والاخر فى بداية العشرينات ..كان يقفان محرجين عند الباب...والطلبة والطالبات ينسابون من الباب دون ان يعبروهم..القيت عليهم السلام فبان البشر على وجهم الطيب..اخبرانى انهم يريدان الدخول لزيارة ابنهم الدكتور الذى عاد للتو من الخارج كان فى كلية الاداب..دخلت معهم الى الجامعةوقدتهما الى المكتب بعد ان اخبرنى اصدقائي اللذين يجلسون فى ضهر التور/حائط..طرقت الباب استدار ونظر الى ثم من فوق كتفى اليهما بدا فى وجه تعبير ينم عن عدم الترحيب والارتياح الرهيب اصابنى بالامتعاض..تسمرت فى مكانى واستدرت منصرفا وتركتهما يدخلان فى ارتباك
    ذهبت وجلست فى الهرم فى مقهى النشاط اشرب ليمون لعله يطغى على المرارة التي احسست بها..سرعان ما لمحتهما يعودان فى طريقهما الى الخارج..كان الصغير يتحدث بغضب شديد واستطعت ان التقط جملة لا يقولها السودانيين الا فى نقطة اللاعودة(لو بقى قبلة ما اصلى عليه)..وكان الرجل الجليل يطيب خاطره..خرجا من الفردوس الزائف وانا اشيعهم بنظراتى من بعيد وبقية هذه الحادثة تحز فى نفسى حتى اليوم. ولم اتخلص منها الى بعد ان اسقطه فى شخصية صابر فى رواية الساقية ولكن عزائى الوحيد ان النميرى كان يردد دائما ان حكومته تعج بمثل هؤلاء(الديك ..تور)..لذلك تطور السودان واصبح دولة عظمى تملك الصواريخ العابرة للقارات..لا مجاعة ولا هم يحزنون.. ومع ذلك هناك دكاترة اجلاء وعلماء حقيقيين تعتز بهم البلاد..واعوذ بالله من العلم الذى لا ينفع ويا نسمة يا جاية من الوطن بتقولي لي ايام زمان ما برجعن.....





                  

08-01-2007, 12:44 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    الفـــكر وعـــجز الـــواقع

    في سياق معالجة لواقع الأزمة الثقافية والحضارية للجيل السابق قدم كثير من المفكرين امثال "فؤاد زكريا " و" ادونيس" في كتابة [الثابت والمتحول] ، تحليلا لواقع الثقافة السائد لجيل المنطقة العربية ؛ في إطار هذا التحليل أحاول أن أصيغ محاولة تحليله أخرى لعجز الفكر لدي جيلي بالوطن أجد أساس هذا العجز والتخلف يرتكز على [الــوعـــــي ] لان من غيره أو به أصبحنا مهدرين لمجموعة مكونات الانسنه تحت ستار العقلانية المفرطة ، حيث ترتسم ديناميات التخلف وأوجه حركته في سياق تاريخي ، وهذا يقودنا إلي لوجهين لهذه الأزمة في الوطن حيث يتمثل : [ الوجه الأول الواقع اللحاق بالفكر ،حيث يكون الفكر متقدما والواقع لا يستجيب لحركته ونموذج هذه الحالة حال المفكرين الأوربيين في عصر النهضة حيث كان فلاسفة التنوير يسبقون عصرهم ويمهدون للثورة للفرنسية] ؛ أما الوجه الآخر للازمه: [ فيتمثل في أن يكون الواقع أكثر تطورا من الفكر ، حيث يعجز الفكر ولاسيما في المجتمعات المتقدمة].

    أما أزمة الثقافة والوعي في هذا الوطن فهي ليست هنا أو هناك ، إنها حركة جمود في الواقع وفي الفكر لدي البعض في آن واحد ؛ وفي ظل هذه الرؤية نجد بان هناك عقلا مطواعا خاضعا لا يتساءل ولا ينتقد ، ويخلط بين المشكلات الحقيقة والمشكلات الفرعية وهم في هذا التوجه يعطون انطباعا إن العقل شيء غير مرغوب وليس مطلوبا أصلا ، ومن هنا نجدهم يدافعون عن الثقافة الهابطة أو الجامدة ؛ فكثير منا وبحكم العقلية التقليدية التي توجه خطاهم يدعون إلي التشبث بأكثر عناصر الماضي جمودا وحجرا ، إذ أنهم يلونون الماضي ويشكلونه على هواهم .

    إن التيار الغالب في الوقت الراهن (ومع الأسف) من جيلنا أو ممن سبقونا متحجر الوعي فنجده حتى على مستوى الاختيارات من التراث الماضي الجامد الذي يقفون على إطلاله يختارون أكثر عناصره جمودا. ونتاج هذا التخلف العقلي والجمود إذ نرى أن هذا العقل عقل متبع لا مبدع وتنفرد بخصائص ثلاث :
    - الخاصية اللاهوتية التي تتمثل في الغيبية المطلقة.
    - خاصية الفصل بين المعنى والكلام ، وتفصيل الكتابة على الخطابة.
    - خاصية التناقض مع الحداثة والتمحور في الماضي.
    فكثير من مشكلاتنا الحضارية والثقافية تعود إلى الماضي وما حملنا به هذا الماضي من مفاهيم وتصورات تصدنا عن متابعة الحركة باتجاه النهضة والحداثة والمستقبل ويقول الجابري : ((إن مشاكل الحاضر في ساحتنا الثقافية الراهنة ترجع في جزء منها أن لم يكن كلها مشاكل الماضي)). ومن هذا المنطق نجد نرى بان الماضي أصبح فعلا يشكل خزان بؤسنا الحضاري ، ولا يكمن الخروج من هذا النفق إلا بالتحرر من التبعية للآخر بالصورة التي تجعل الوعي مغيبا بإرادتنا ، بالإضافة إلى كذلك التحرر من عقلية الماضي واقصد الجوانب المعطلة للعقل في هذا الماضي.وفي هذا السياق يؤكد العفيف الأخضر هذه الصورة التي نجدها عند كل من ادونيس وزكريا ، حيث تؤكد مؤشرات الحاضر استغراق حضارتنا في لجة التقليد ، ومازال التقليد يقطع الطريق على التجديد (داخل مؤسساتنا اى كانت حزبية أو غيرها ، والقدامه تحارب الحداثة). ونجد خوفنا من المستقبل وتقوقعنا داخل كهف الماضي كانت نواتجه من الإحباط واليأس المتراكمان مما حدا بنا كشعب الخوف من المستقبل حيث نجد الآخرين أصبحوا يتطلعون ويرسمون لقرون قادمة؛ ويتمثل حضور السمات التقليدية من خلال المظاهر التالية :
    - غياب الفصل بين الدين والسياسة على مبدأ الدين لله والوطن للجميع.
    - غياب المواطن الحديث الذي ينتمي إلي الوطن لا إلي طائفة أو قبيلة.
    - غياب الفردية التي شكلت الأساس الذي عمارة الحداثة.
    - غياب حقوق الإنسان والديمقراطية مفهوما وممارسة في وطننا.
    كل هذه العوامل عملت الحكومات الديكتاتورية وعدم الاستقرار إلى استمراريتها ، واستمراريتها نتحمل وزرها لان الحكومات الديكتاتورية وعدم الاستقرار ناتج من عدم [الــوعـــــي ] لان من غيره أو به أصبحنا مهدرين لمجموعة مكونات الانسنه تحت ستار العقلانية المفرطة.
                  

08-02-2007, 10:48 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: معتز تروتسكى)

    نعم عزيز معتز
    وهل يتم معالجة هذه الواقع بوصفات من خارج الحدود تتطفح كمياه المستنقعات ثم تتحول لزبد ثم تذهب جفاء..هذه هي الايدولجيات التي سادت خمس عقود في المنطقة وجمدت العقول وانفضحت في هذا الزمن الليبرالي
    وتبقى القصيدة التي تحمل فكرة ومشروع تضيء الالاف السنين كما في المعري والمتنبي
    والرواية التي تشخص المجتمع وتحرر الناس تصبح خالدة كما في موسم الهجرة الي الشمال
    اما التداعيات فهي من فعل البشر المسكونين بروح الغجر..لا الزمان يعرف احدا منهم وليسو بقايا المكان...تصبح ذكرى ما بعوضا الحاضر وتسكن ارواح الناس الطيبة ومتلقيها في المنافي وهي تعبير عن احساس فقط

    اشكرك تروتسكي لهذا الفعل النقدي الابداعي ..رغم عرضه في بيتي واشكو اليك من قلة الفئران/الزوار في بيتي
                  

08-03-2007, 07:15 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: الحديث عن كائنات هذه المدينة العجيبة ذو شجون..اسمه جوك والمدينة الدامر فى السبعينات..يرتدى ذى عسكرى قديم مهترى وحذاء عسكرى ثقيل..كان شرسا ولكنه لم يكن شريرا...عالمه الغريب والعجيب كان مصدر اثارة لدهشتنا الطفولية قبل ان يغتالها الزمن ونكبر وتبكر احزاننا..كان يشجع فريق الرابطة باخلاص الى حد التهور والمهاترات والضرب احيانا..وكثيرا ما نسمع صياحه الجهورى الذى يغمز به ناس الاتحاد فى المنصة(والله لو غلبونا فرحانين..لكن كان غلبنا الفرح الشديد)..وفى احدى المباريات كان تحييز الحكم وضاحا بصورة اغضبت جوك فاستدار الى المنصة الى رجالات الاتحاد((يا ناس الاتحاد يا(...)...الحكم (اب كرش ده..) جبتوا من وين)..وانبرى له حينذاك المخضرم العبيد ادريس مدير مدرستنا مدرسة شيخ مجذوب..وقف وضعا يده فى وسطه وبصوته ا المتميز والممطوط( نوريك جبناه من وين يا جووك..نوريييك من وييين..من مدرسة الدااااايات)...ويستشيط جوك غضبا..ولكن بعد نهاية المباراة ينصرف الجميع كل الى مكانه فى هذه المدينة العلاقات الانسانية المتشابكة فريدة ليس هناك خفير ووزير خاصة فى دار الرياضة ..ويذهب جوك الي انداية بت حمرى فى مربع ثمانية ويمتد به المقيل الى التاسعة مساء يحتسى المريسة ..وبعدها يبدا مشوار البحث عن حفلة..وكثيرا ما كان يشارك فى وصلة غنائيةبصوته الاجش واغنتيه المفضلة((الجواب الجانى بالقندران...الجواب الجانى من بورسودان..قال حبيبي عيان))..لم يعرف احد ابدا لجوك اعمال تخل بالشرف والمرؤة ولم يسجل اسمه اطلاقا فى دوائر الشرطة...
    **************
    عرفت لاحقا بعد تركنا للمدينة الانيقة الدامر ان جوك وضع نهاية فاجعة لحياته..عندما شاهده المواطنين فى الضفة الشمالية لنهر عطبره ذات غروب يندفع من الجهة الجنوبية من النهر بعد ان نزل من باص الدامر ويسير بزيه العسكر وحذاءه الثقيل صوب النهر المتمرد نهر عطبره ذلك السفاح اللعين..غاص فى النهر ولم يخرج مرة اخرى ..واضحى حكاية لم يروها النهر...جوك المواطن من ابناء جنوب السودان الطيبين ..الذين لا تعرف من اين جاؤ وكيف جاءوا والى اين يذهبون ؟


    ارشيف 2005
                  

08-03-2007, 07:37 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: سيرة مدينة:الخرطوم 1991


    ها انا الان فى الخرطوم....بعد غيبة طويلة قضيتها مدفونا فى رمال الشمال فى مدرسة كريمة الصناعية...نزحت اسرتنامن عطبره نزوح فاخر واقامت فى التخوم الشمالية للخرطوم بحرى ...تحديدا فى الدروشاب التى لا يعترف بها اليسارى السابق سبدرات فى ايام لها ايقاع ..انى اعمل اليوم فى ام درمان الفنية ..ادرس الفيزياء التى لغاهاالوزير المخضرم عبد الله محمد احمد كبداية لعبقريات العهد الانقاذى الميمون..وما جدوى الفيزياء ونحن قد بدانا زمن الكوليرا والمظاهرات اليومية التى تخرج تايدا لصقر الخليج صدام ومعركته الكبرى ضد دولة الكويت الشقيقة"ام المعارك" وتزوجت كل النساء الا ام المعارك كما قال الشاعر المرهف نزار قبانى
    ********
    كانت معاناتى الكبرى هى عند العودة الى موقف باصات الدروشاب ظهرا...بحكم تكرر المشهد اليومى تعرفت على الاخوان الطيب من ابناء الجزيرة الخضراء وله كشك يبيع اشرطة الكاسيت والى جواره صديقى الاخر من غرب السودان محمدان وهو صاحب كشك للمشروبات الباردة..كانا ودودين للغاية بل بلغ الكرم بمحمدان ان يتحفنى بكوب ليمون زيادة ويعطينى كرسى من الداخل لاجلس بين الكشكين ويحكيا لى طموحاتهم الصغيرة واحلامهما الغضة..كنت انظر عن كثب الى سرب حمايم ...الموظفات فى دار الوقائق القومية مع زميلى بكور وهن يقفن تحت شجرة فى انتظار الباص باثوابهن البيضاء الجميلة وليس هناك فى الدنيا اجمل من الموظفة السودانية والمراة السودانية العاملة..وعبرالاسفلت الممتد امامى فى ظل البعيد ..كانت ..غابة الابنوس الجميلة .....سرب من بنات الدينكا بملابسهن الغنية التلون ..يقفن مع شباب من ابناء الدينكا يتحدثون وتنبعث اصواتهن واصواتهم لتعزف سيموفنية المكان ومدرسة الغابة والصحراء ...عن كثب موظفين يتصببون عرقاويتحدثون فى سخط ...وامراة تبيع الشاى الانيق تحت شجرة فى الركن امام مركز شباب بحرى
    *************
    كانت احاديث صديقاى البسيطة الطيبة تنساب على اذني وانا اتامل هذه البوتقة من ناس الخرطوم..والتى كان يعكرها مرور عربة عسكرية مجروس محملة بالجنود..لتعيد وتذكرنى اننا فى زمن الكوليرا..ان هؤلاء الناس الطيبون واحاديثهم البسيطة التى استمع لها يوميا وانا اجلس على الكرسى بين الكشكين وتنساب دائما الاغنية التى اطلبها من صديقى الطيب"يا زمن" للفنان الذرى ابراهيم عوض والتى اضحت الموسيقى التصويرية للمكان..لا زلت احتفظ بهذا الشريط الذى اكرمنى به الطيب
    *********
    فى ذلك الوقت كنت اجلس على الكرسى واتأمل هذا الخليط المتجانس من البشر وكنت ايضا ارى شجرأ يسير!!...لانى اعرف الكثير الذى لا يعرفه هؤلاء..صديقاى واحلامهما الصغيرة..اسراب الحمائم...غابةالابنوس..ست الشاى الانيق..الموظفين الساخطين الذين يتصببون عرقا
    *************
    كما قلت لكم انى كنت ارى شجر يسير..غادرت السودان وعدت لمرة الاخيرة عام1993 وجئت ابحث عن اصدقائى...اختفت الاكشاك وازيلت ايام رامبو..احترقت غابة الابنوس الجميلة...اختفى جل الموظفين واسراب الحمايم تحت نير قانون الفصل للصالح العام..اما ست الشاى فقد انهكتها الكشة* واصبحت تمارس عمل اخر يمزقها ويهدر ما تبقى من انسانيتها...لنعيش نحن فى المنافى يجللنا الاحساس بالعار ونقاوم هذا الاحساس بالكتابة غير المجدية
    هذه هى الخرطوم1991 التى اعرفها او عرفتها...ولو تفندون!!!!!!!!!!أ
    الكشة: مداهمة شرطة البلدية

    *************
    يا نسمة يا جاية من الوطن
    بتقولى لى ايام زمان ما برجعن
                  

08-04-2007, 09:53 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: سيرة مدينة(6)أ: خيول باكنجهام
    عادل الامين
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23


    كان يجوب بعربته الكارو شوارع المدينة،لا يفرط فى اناقته واثوابه الناصعة البياض وحصانه المغرور يسير في خيلاء كخيول باكنجهام،ويردد قولته المشهورة دائما:المحافظ عنده مارسيدس وانا عندى حصانسدس،وفى الظهر ياتى بحصانسدسه الى موقف باصات الخرطوم،ليكحل عينيه بالجمال المسافر والجمال العابر وهذه عادة ورثها من اجداده فى مدن النخيل فى الشمال الشعراء اللذين لا يتبعهم الغاوون وهم يجلسون فى مرسى البوستة الباخرة وينزفون مشاعرهم شعرا يسمى هذا ناس الخرطوم بغنى الشايقية
    ******
    كانت حوراته الذكية الغامضة تسحر الناس،اليوم يوجد صيد ثمن امراة مسافرة مع ابنتيها الشابتين صاح بصوته الجهورى
    -سلام ناس المكان
    التفت له صديقه مداعبا
    _الجابك شنو ما تمشى بالكاروا بتاعك ده تشوف ليك زبالة تلمها
    ابتسم ابتسامة خبيثة ورمق احد الفتاتين عن كثب ووجد انهن لا زلن غير مكترثات بقدومه السعيد:فردد بصوته الجهورى
    - زبالة شنو....انا بشيل بالمراسيدس بتاعتى دى تلفزيون ..تلاجة ،فديو ،غسالة ....وكمان مرة مطلقة
    وسقطت الفراشات الجميلة فى الفخ وبدا على احدهن الاهتمام للجملة الاخيرة
    رد صاحبه فى دهشة مصطنعة
    - عرفنا الهتش ده كلو بشيلو بالكارو...المرة المطلقة دى شنو
    - يا اخى المشوار بمشوارين .قبل ما اوصلها بيت ابوها يجو الاجاويد يرجعوها واكون كده انا الربحان
    ضج الجميع بالضحك بما فى ذلك البنات ودون ان يفقدن وقارهن،ورمقته احداهن فى ود فاضاء وجهه الاسمر بكل الوان الفرح ،هذا ما كان يصبو
    *******
    مضى الوقت المرح..وصعد المسافرين والمسافرات وتحرك البص مبتعدا وقفز صاحبنا على عربيته ونهر الحصان ولم يلحظ احد الدمعة المرة التى سقطت من عينيه الولهانتين وطفق يغني مبتعدا
    امسك حبل الصبر
    وخلى قلبك ما يبقى نى
    اصلو ود اب زيد كل يوم
    من بلدنا يرحل جدي
    *******
    يا نسمة يا جاية من الوطن
    بتقولى لى ايام زمان ما برجعن

                  

08-07-2007, 11:09 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: تداعيات الزول السوداني في اليمن
    عادل الامين
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24


    في هذه المدينة الساحرة : الجاهل من ظن الأشياء هي الأشياء ..تزدان المدينة بالعديد من الحدائق، حديقة الشعب التي تمتلئ بالاسر وكل من يبحثون عن نسمة عليلة ... حديقة المحافظة ، يرتادها الطلاب للمذاكرة والادباء لاستلهام ابداعهم .... أما الحديقة التي تستهويني منذ أن جئت إلى هذا البلد الطيب في زورق يمضي على الصحراء عبر سراب ... اسميها حديقة الديناصورات* ... جنوب عمارة الشيخ سنان ... حديقة المتأملين ،اشجارها المتيبسه تقف في اجلال كأنها حرس اسطوري وتوحي بجمال قديم ، أنوارها تضيء في شحوب عيون طافحة بالدموع ..يأتي إلى هذه الحديقة أناس يخيم عليهم الحزن.. ذاهلين في عالمهم الخاص، ثروتهم لا تقدر بثمن ..إنها كنز القناعة شعورهم مجدولة كالحبال ، صبرهم بقامة الجبال،يهيمون بين الحقيقة والمحال !! ملابسهم رثة.. يبدو أن هذا موقفهم من الحياة ... عند ما أجلس على مقعد في طقوس قراءة صحيفة القدس العربي الليلية ... يلقون على تحية المساء في آدب جم ويستلقون على المقاعد الخالية المنتشرة في الحديقة المهجورة ... من نافذة عيونهم الطيبة تزدهر حدائق وتغرد طيور في عالمهم الداخلي الرحيب .... أحياناً يتعرى أحدهم عن الخرقة التي لاتكاد تغطي وسطه ويلقي بنفسه في حوض النافورة شبه المعطلة يطفئ عن جسده حر المدينة وجحيمها الذي لا يطاق .. يخيم عليها الصمت ولكنهم أحياناً يتحدثون مع الغرباء مثلي.. يتداعون في مرارة .. لأن الغرباء يمضون ولا يتركون احزانهم تذهب أدراج الرياح .
    - قبل عشرين عاماً وجدت نفسي مسجوناً لجريمة قتل وهمية لم أرتكبها في محافظة بعيدة وعندما خرجت من السجن بعد خمسة عشر عاماً وجدت كل شيء قد ضاع ... الأرض والزوجة والأولاد ... فأرتحلت إلى الحديدة " سويسرا اليمن).
    - شيء مؤسف جداً .
    - لا شيء يدعو للأسف يا أبني .. أن تعيش مظلوماً خير من أن تكون ظالماً...
    - ...
    - يا أبني الحياة كذبه كبيره يفضح حقيقتها الموت .
    هكذا كانت تجري الحكمة على أفواههم ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ) لن أقول مقولة صمويل بكت انهم في إنتظار جودو ... بل ينتظرون معي فاتنة الدنيا ... وحسناء الزمان ..
    * * *
    ( حتجي البنت الحديقة ...
    فاردة انسام في طريقا وشايلة الوان ..
    حتجي البحدث بريقا ضجة الضوء في المكان ..
    حتجي المن بدري جات
    .. من ظلامات السكات ..
    شايلة قمرين في عيونا.
    .وفاتحة ليلين بجنونا
    وضاوية ساحات انتمت لفجر فات
    وتنتمي لعصور جديدة ....
    حتجي البنت البريدة ...
    ضاحكة منتصرة وعنيدة ....
    آمله مزدهرة وفريدة ...
    ناقشة في الزول أغنيات
    .. حتجي المن بدري جات
    .من ظلامات السكات ..
    ناسفة أزمان السبات .....
    ** واصفة للناس الطريقة وللعصافير الجهات.


    .و اليمينون كائنات بديعة تشبه العصافير فعلا في كل واحد منهم معنى ويدللهم شاعرهم ذو البصيرة النافذة عبدالله البردوني بكائنات الشوق الاخر
    * * *

    1992 هوامش*حديقة التحرير بالحديدة .
    ** القصيدة للشاعر السوداني خطاب حسن أحمد.




                  

08-08-2007, 10:09 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: فى محطة الدامر...فى بيوتها تقيم الحاجة دار النعيم وزوجها الطيب حسين..هذه الاسرة صاحبة اشهر ديك فى المنطقة..ديك بلدى اسود وشرس.(موبوتو شسسيكو) .يعاشر كل الدجاج فى داخل سور المحطة ويمتدد نفوذه الى الجوار احيانا الى حلة الموظفين والتى يفصلها عن المحطة طريق الاسفلت الوحيد فى المدينة والذى يربط بين المحكمة والسجن ويستطيل كحبل سرى لربط مدينة الدامر بمدينتنا عطبره
    فى الحقيقة ديك ناس دار النعيم معجزة..ومقاتل شرس..كان يطير على ارتفاع ثلاث امتار وينقض على عدوه ملحقا بها هزيمة نكراء..كا يطير قبل ان تدخل رياضة الكارتيه السودان وهناك اسطورة داروينية تقول ان جدوده فى الماضى كانو صقور جديان ..
    للتخلص من الديوك المنافسة..كان يدبر سباقات مهلكة..مع الديوك الجديدة فى حلة المحطة ..دائما ما تنتهى بوفاة الديك المنافس محشورا تحت عجلات القطار وتتسع دائرة زوجاته..فهو ديك قديم وصاحبه عم حسين ناظر المحطة يعرف مواعيد القاطرات..هذا الديك المشبوه لا ينام ليلا ..الديك الوحيد فى العالم الذى لا ينام ليلا..زودته (الموساد) بمنظار رؤية ليلية يرتديه عندما يعسعس الليل ويعبر السلك الشائك الذى اقامته (الامم التى ما تحدت يوما) للفصل بين القوات المتحاربة .. حلة المحطة وحلة الموظفين حيث الدجاج البيطرى الجميل...لقد سبب هذا الديك المحمى من (اسرائيل) الكثير من الخروقات مستغلا (الفيتو الامريكى)..وكثرة الوفايات الغامضة و(التطهير العرقى) للكثيرمن ديوك البيطرية البيضاء الجميلة فى حلة الموظفين التى تقع (غرب) المحطة والذى استرعى التدخل الدولى الاول من نوعه فى السودان..واقامة (نقاط المراقبة) المذكورة اعلاه ..و(القوات المتعددة الجنسيات)
    ***********
    ومن اعماله الرعناء والتى اغضبت عم حسين الطيب ولاول مرة يفكر فى التخلص منه او ذبحه..عندما كان عم حسين يجلس مع صديقه عبد الماجد الجعلى.امام البيت يحتسيان الشاى.اراد هذا الديك ان يظهر تفوقه..واندفع فى معركةشرسة مع ديك عبد الماجد..تجمع المسافرين وكل العابرين فى ذلك اليوم المشهود...انزل بالعدو هزيمة نكراء ..اثارت فرح حسين و غضب الجعلى ...فاندفع الى بيته وعاد يحمل عصاه..ويلوح بها امام حسين الذى صعقته الدهشة وهو رجل مسالم فى منظمة (السلام الاخضر)..ردد الجعلى والشرر يتطاير من عينيه :معركة الدجاج(ام المعارك) قد انتهى امرها...واستعد (لام الحواسم) يينى وبينك..!!
    .وهاجت الدنيا وماجت مما استدعى التدخل الثانى من (الامم المتحدة)..والرئيس (القذافى ) ..وجاء وفد على مستوا عال من( جامعة الدول العربية) ايضا..واقنعو الجعلى بان ديكه بيطرى مستورد من هولندا وهو ابدا لا يعبر عن ثقافة المنطقة وقبيلة الجعليين وتراثها الاصيل الحافل بالشجاعة والكرم..وكانت قطيعة طويلة بين الرجلين..لم تنتهى الا بعد زواج حمزة ولد الجعلى من ابنة حاج حسين سعاد..واصبح الديك المهزوم وجبةعشاء للمطربين اللذين احيو الحفل البهيج. وتحولت الحادثة الى نكتة يتداولها السودانيين سنين عددا فى ذلك العصر الغابر فى الثمانينات .كانت دار النعيم الفخورة بديكها تقف دائما امام كل محاولات ذبحه او بيعه حتى بعد ان شوهد هذا الديك فى ظروف غامضة يراود حدية عن نفسها فى مزبلة فى الجوار..ولا تثريب فى ذلك فقد (عولم )هذا الديك نفسه قبل (انهيار الاتحاد السوفيتى) وابتداء (الزمن الامريكى )حيث الفضيحة هى الحرية الوحيدة التى يمكننا ممارستها
    *************
    لاحقا وجد ديك ناس دار النعيم ميتا.. بعد ان دهسته سيارةمسرعة ليلا اثناء غزوه لحلة الموظفين..حمله طلاب المدارس والقوه فى (حفرة.).كانت مثواه الاخير بعد حياة حافلة ومبتزلة و مجللة بالعار
    ***********
    هذه القصة خيالية طبعا..لانه ..لا يوجد فى الاصل بلد يسمى (السودان)..حتى توجد مدينة يكون اسمها (الدامر.) او (عطبره).قد تكون حدثت فى (ام قصر) ..او (الفلوجة)...اذا لا يوجد فى (العالم اليوم) سوى (العراق )و(امريكا)..هكذا تحدثنا الاخبار فى (فضائية الجزيرة)

    سيرة مدينة:......ديك ناس دار النعيم
                  

08-23-2007, 09:12 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    Quote: كنا عندما نعود الى الشمال..ونزور بيت جدى لامى فى كوري..نتسابق انا وابناء خالتى الى الزريبةلحجز المواليد من صغار الماعز..وثم ننساب الى جهة النيل لنحجز النخيل..الملوطة لجلال....المشرقة لفؤاد والكلم لعادل..كانت نخلاتى ثلاث غاية فى الجمال...اشبه بشمعدان..ولكن كن ينتابنى التوجس لقربهما من ضفة النيل..فهناك فى الشمال تحاصر الناس الرمال من الشمال والهدام من الجنوب الذى يقضم الارض بنهم لا يحسد عليه..عندما امتطى صهوة نخلاتى الثلاث واسمع هديره الغامض اشعر بالرعب..كان اهلنا فى الشمال بحكم التجربة يعرفون غوائل النيل..لذلك يزرعون النخل ايضا شمالاويسموه تمر الخلا ويبنون بيوت خلفه...فى تلك الازمنة الغابرة كثير ما جال تساؤل فى نفسى لماذا فى المدن التى بها بصمات الانجليز يوجد رصيف حجرى بينما يترك اهلنا فى القري تحت رحمة الرمال الوقحة والنيل المفترس
    فى اليوم قبل سفرنا...كان النيل قد اقترب من صديقاتى الجميلات..وفى ذلك اليوم هب اهلى وقامو بقطع ظبائط التمر والسعف وتم تجهيز العرائس للغول المفترس...وعند الفجر استيقظت مبكرا للوداع المر..كان الهدير الغامض يزداد وصوت الانهيارالمكتوم يبدد عتمة المكان..وفجاءة مالت النخلات الثلاث كراقصات باليه وكانت رقصة الموت الاخيرة وهون الى المجهول وسمعت حشرجات اوراقهن وعويلهن ..ثم عاد الهدير الصامت وعاد النيل الى هدؤه المريب..غمرت الدموع عيناى..واستدرت عائدا الى البيت ولم اشرب الشاى المعتاد ونظرات الشماتة من غرمائى واللذين لا زالت نخلاتهم لم تطالها يد النيل الباطشة بعد..وسافرنا عائدين الى مدينة عطبره..ومضت السنين تباعا..وكانت تاتينا اخبار الهدام والذى ايضا ابتلع الكثير من العذارى الاتى يذهبن لورد الماء فى صفائح فجرا..ويرحلن كنخلاتى الثلاث
    ***********************
    ما رايكم فى الشمال...برؤى السودان الجديد..اليس الرمال والهدام عدو ايضا ...ويحتاج معونات من كل العالم؟



    من ارشيف 2004
                  

08-30-2007, 09:34 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي........... (Re: adil amin)

    كنا نراها فى طفولتنا البعيدة فى حى الداخلة العمالى فى عطبره...وهى تخرج صباحا وترتدى ثوب الموظفات الابيض،،تسير فى رزانة وتحرق قلوب المتسكعين..كانت تعمل فى مكتب البريد..شقيقها الصغير كان صديقى،كنت اذكر ان هناك نخلة معطاءة تقبع فى منتصف فناء دارهم وكثيرا ما كان عمى عمر الكثير الصيام يرسلنى لاجلب له التمر منهم..كان صديقى يصعد الى النخلة وبينما هى تجمع الرطب لجنى فى الماعون وتعطينى له..مرت السنين وعرفت ان هذا النوع من النساء لابدان يتزوج يوما ما..وتزوجت من احد رجال حارتنا وسافرت معه الى دولة عربية افريقية تنضح بالنفط وايضا بالقهر والاستبداد واضاعة الحقوق..
    *********
    مضت السنين تباعا وانجبا البنين والبنات..ولكن فى غربة السودانيين فى الدول العربية ورغم اننا نعيش بينهم على استحياء..الا انهم يرتكبون الاخطاء الفادحة والتى لا تحتمل..فقد صاحبنا زوج الموظفة عقله وعاد ليستلقى فى البيت فى غرفة مظلمة فى انتظار جودو..قامت اختنا باخذ اولادها وزوجها المذهول والعودة الى السودان
    ************
    ولان السودان كان يعيش فى زمن الجمرة الخبيثة،وظن بعض اثرياء الغفلة ان الزواج مؤسسة اقتصادية يكون الزوج فيها فقط وسيلة انتاج متى ما فقدت قدرتها على العطاء يجب تركها..وبدا يحوم حولها الرجال وصائدو الطيور الايبة ويمارسون الضغوط علي اهلها ا..ولكن كما اسلفت لكم كانت امراة من نوع خاص جدا..صناعة سوادنية مائة فى المائة..اعادت خدمتها واخذت عائلتها وركبت قطار الشمال الى مدينة اخرى.
    ************
    هذه المدينة عبارة عن مجتمع حر وحضارى بعظمة الاثار التى فيها ويمثلها جبل البركل لا يضايق اهلها الغرباء اللذين ياتى بهم قطار الشمال سواء جاءوا من اقاصى الجنوب اوالغرب او من اماكن اخرى..شاهدوها تنزل من القطار وتركب سيارة التاكسى الىبيتهم الجديد.. تقود الرجل المذهول والاطفال..ولم يشاهد احد هذا الرجل الغارق فى الاسى مرة اخرى..فقط كل صباح تخرج مع اطفالها وتوزعهم على المدارس ثم تذهب الى مكتب البريد ..والكل يحيطها بالاحترام والاعجاب ولا يريد احد ان يجلى سر حزنها النبيل
    *********
    عنما كنت معلما فى كريمة..اخبرنى صديقى النور الذى يعمل موظفا فى البريد..ان هناك موظفةمن عطبره جاءت تعمل معه فى مكتب البريد..ويا لها من امرأة!!
    *********
    نتعمد الاسراف
    كى نستر الفاقة
    والزاد خبز حاف
    والنفس افاقة
    سيرة مدينة:الحب فى زمن الانثراكس

    (عدل بواسطة adil amin on 08-30-2007, 10:02 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de