مواضيع توثقية متميزة

محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2006, 12:24 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان

    في الأنباء تحالف بين حزب الأمة والمؤتمر الشعبي.
    وشروع شراكة بين الإتحادي الديموقراطي والمؤتمر الوطني.

    ما معنى هذا ؟
                  

08-06-2006, 12:47 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    جاء المشروع السياسي الإسلامي إلى السلطة عن طريق انقلاب البشير في 30 يونيو 1989 في محاولة لكتابة صفحة جديدة في تاريخ السودان السياسي. وكان هذا يستلزم بدءا إبادة الاحزاب السياسية السودانية (سياسيا) و(خلافتها) في قيادة البلاد.

    كان هذا هو الحلم الرومانسي الذي حاول الترابي تسويقه في بداية الامر وقد انطلى بالفعل على الكثير من الصبية والمراهقين الذين دفعوا حياتهم ، أحيانا، ثمنا لهذا الحلم.

    أصبح الصبح وتبخرت الأحلام على هدير الصواريخ الأمريكية على الخرطوم بحري، فانقسم القوم بين سياسيين يرون ضرورة إعادة اللعبة الحزبية لضمان استمرار الوجود السياسي للجبهة الإسلامية، بقيادة الترابي، وبين سلطويين يرون التمسك بالسلطة الدكتاتورية حتى يظهر المسيح عيسى عليه السلام.

    أثبتت المناجزة العسكرية التي قادتها الحركة الشعبية لتحرير السودان والمناجزة السياسية التي قادها التجمع الوطني الديموقراطي أن التمسك بالسلطة الدكتاتورية إلى ما لا نهاية هو مجرد وهم.

    وهكذا جاءت إتفاقية السلام وعودة الأحزاب المعارضة فكان لا بد من خلط أوراق اللعب وتقسيمها على أسس أخرى.

    ما هي الأسس الجديدة لتقسيم أوراق اللعبة السياسية في السودان؟؟
                  

08-06-2006, 01:02 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    لمعرفة الأسس الجديدة لتوزيع أوراق اللعبة السياسية في السودان، لا بد لنا من استعراض متأن لمنطلقات وخطابات الأحزاب السياسية الفاعلة اليوم في الساحة السياسية السودانية.
                  

08-06-2006, 01:07 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    1 - حزب الأمة

    يعتبر حزب الأمة من أكثر الأحزاب السودانية حاجة لتبرير وشرح وتوضيح مواقفه السياسية. وإذا وصف رجل الشارع السوداني رئيس حزب الأمة الحالي، السيد الصادق المهدي (بكثرة الكلام)، فأن ذلك ليس بسبب أن الله قد خلق الرجل هكذا، محبا للكلام وإنما هو قد صار كذلك، لأنه قد صار رئيسا لحزب هو في حاجة مستمرة لتبرير وشرح وتوضيح مواقفه السياسية. فهذا الحزب هو من أكبر الأحزاب السودانية من ناحية التأييد الجماهيري، وبالتالي فأن رئيسه هو دائما رئيس حكومة السودان في العهود الديمقراطية. ومأزق هذا الحزب هو أن الديمقراطية التعددية، العلمانية بالضرورة، هي في تناقض جذري مع الأسس الدينية الشمولية التي انبنى عليها الحزب والتي يدين لها بالسند الشعبي الدائم المتمثل في طائفة الأنصار الدينية. وهذا الوضع يتطلب أن يداوم المسئول الأول ويستمر في شرح وتبرير وتوضيح مواقفه.

    فهو إما أن يبرر لجماهيره من الأنصار ويشرح ويوضح لهم موقفا علمانيا أضطر لإتخاذه، وإما أن يبرر لبقية الأحزاب وللشعب السوداني موقفا دينيا شموليا أضطر لإتخاذه. ويتجلى هذا المأزق الذي يعيشه (حزب الأمة) أكثر كلما وقع حدث سياسي يتطلب أن يوضح حزب الأمة موقفه منه بجلاء. وكثيرة هي الأحداث السياسية التي جعلت (حزب الأمة) يواجه مأزقه وجها لوجه ويفشل في إتخاذ موقف واضح منها. ومنها علي سبيل المثال:-

    1 - المصالحة الوطنية علي عهد الدكتاتور نميري 1977
    2 - تحديد موقف من قوانين سبتمبر لعام 1984 بعد الإنتفاضة
    3- إتفاقية كوكادام 1987
    4- إتفاقية السلام السودانية (الميرغني – قرنق) 1988
    5- إنقلاب الإنقاذ الإسلامي 1989
    6- المصالحة مع نظام الإنقاذ الإسلامي.

    ولسوء الحظ فأن هذا التذبذب الراسخ في تفاصيل نشأة هذا الحزب قد جعله، وهو أكبر الأحزاب السياسية، غير قادر علي إنجاز حلول عملية جريئة للمشاكل السياسية التي يمور بها بلد مثل السودان متعدد الأعراق والأديان والثقافات والتوجهات السياسية.

    وفيما يلي كشفا بمواقف هذا الحزب منذ إتفاقية الحكم الذاتي عام 1953 وحتى الوقت الراهن (عام 2000)

    1- ظل قادة (حزب الأمة) حتى نهاية عام 1953 يعولون علي أمرين: -
    ا/ رفض الحكومة البريطانية للسيادة المصرية علي السودان.
    ب/ مقدرة الحزب علي اكتساح أية إنتخابات أو أي إستفتاء لتقرير المصير.

    2 - الفترة من عام 1954 حتى عام 1956، كانت أسوأ فترة سياسية تمر علي هذا الحزب. فقد تلقى الحزب هزيمة نكراء في إنتخابات برلمان الحكم الذاتي عام 1954 وفاز الإتحاديون بأغلبية ساحقة، مكنتهم من تكوين الحكومة الإنتقالية منفردين. ولم يعد أمام (حزب الأمة) سوى اللجوء للدين وقودا لحشد الأنصار وإعلان الجهاد للوقوف في وجه إحتمال ضم السودان لمصر نهائيا. لكن ولحسن حظ هذا البلد، فإن الخطر المصري قد انجلى من تلقاء نفسه بقيام ثورة يوليو 1952 وتململ الإتحاديين من الخطاب الثوري الإشتراكي الذي بدأ يطل من القاهرة.

    لقد كانت تلك فترة عصيبة حقا حيث بدأت صحيفة الحزب المسماة (الأمة) تصدر بعناوين ضخمة تذكر " الدم " في تهديد واضح. بل إن هذا الحزب قد جرب حشد أنصاره ومقاومة حكومة الإتحاديين في حوادث مارس الشهيرة عندما زار الرئيس المصري محمد نجيب السودان.

    3- خلال الفترة من عام 1956 وحتى عام 1958 ، عادت مخاوف (حزب الأمة) من إحياء فكرة الإتحاد مع مصر، خاصة بعد ظهور حزب إتحادي عروبي جديد في منتصف عام 1956 وهو (حزب الشعب الديمقراطي) فهذا الحزب، بخلاف حزب الإتحاديين القديم (الوطني الإتحادي)، قد بدأ يتحدث نفس لغة خطاب مصر الناصرية الثوري الإشتراكي القومي العربي. ثم أن هذا الحزب قد حصل علي مباركة ثاني أكبر طائفة دينية في السودان وهي طائفة (الختمية). وإزء تجدد الخطر الإتحادي العروبي، سعى (حزب الأمة) للتقارب مع الولايات المتحدة التي أبدت عدم رضاها تجاه المواقف السياسية لمصر الناصرية. وقد تمظهر التقارب بين (حزب الأمة) والولايات المتحدة في مشروع (آيزنهاور والمعونة الأمريكية) التي كان الهدف منها محاصرة مصر الناصرية من ناحية الجنوب. وقد أفلح الإتحاديون الثوريون الجدد في إجهاض ذلك المشروع الأمريكي، فازدادت مخاوف (حزب الأمة).

    في أواخر عام 1957، استفحلت مخاوف (حزب الأمة) تجاه تحركات الإتحاديين. وقد كان الحزب في السلطة وفي رئاسة حكومة ائتلافية تجمعه مع (حزب الشعب الديمقراطي). ولكن اتضح أن الإتحاديين القدامى (الحزب الوطني الإتحادي) والإتحاديين الثورين الجدد (حزب الشعب الديمقراطي)، قد أخذوا يتقاربون بتشجيع واضح من مصر الناصرية، وسط أجواء عربية بدأ يسطع فيها نجم القومية العربية الإشتراكية وسلطة الحزب الواحد في العراق وسوريا بالإضافة لمصر. إذن فقد عاد النفوذ السياسي المصري يدق علي أبواب السودان بإلحاح بعد أن ظن (حزب الأمة) أنه قد ارتاح منه منذ أن تخلى (الحزب الوطني الإتحادي) عن فكرة الإتحاد مع مصر عام 1953، وإعلان السودان دولة مستقلة ذات سيادة عام 1956.

    أمام هذه المخاوف ذات الأساس الواقعي أضطر (حزب الأمة) إلى استدعاء قادة الجيش لاستلام السلطة وإبعاد الخطر الإتحادي العروبي. وبالفعل فقد استلم الجيش السلطة في نوفمبر 1958.

    4- خلال الفترة من 1959 حتى 1964، أضطر (حزب الأمة) لإعلان عدائه للسلطة العسكرية التي أتي بها للحكم، فقد حدثت تحركات داخل المؤسسة العسكرية، فرضت وجوها جديدة من الضباط علي المجلس العسكري الحاكم، كما أن العسكر قد تنكروا لبعض الوعود التي قطعوها لقادة (حزب الأمة ). وكان لا بد من أن يقع الخلاف ويتحول (حزب الأمة) من تأييد العسكر إلى معارضتهم.

    5- خلال الفترة من 1964 وحتى 1969، انزعج حزب الأمة من ظهور قوي لليسار السوداني متمثلا في (الحزب الشيوعي السوداني) و(إتحاد عمال السودان) و(حزب الشعب الديمقراطي)، وزاد الأمر سوءا بسيطرة الشيوعيين وتنظيماتهم علي حكومة أكتوبر 1964 الأولى، التي جاءت نتيجة للثورة الشعبية العظيمة التي أسقطت حكومة الجيش. وإزاء تحالف الإتحاديين الثوريين (حزب الشعب الديمقراطي) مع قوى اليسار، كون حزب الأمة تحالفا مضادا ضمه مع الحركة الإسلامية، (جبهة الميثاق الإسلامي) والإتحاديين القدامى، (الحزب الوطني الإتحادي). وراح هذا التحالف اليميني بقيادة (حزب الأمة) يضغط علي حكومة الثورة حتى إستطاع أن يغيرها ويقلل النفوذ اليساري داخلها.

    غير أن هذه الفترة التاريخية قد جلبت معها لحزب الأمة كارثة حقيقية. فقد إنقسم الحزب علي نفسه بسبب الخلاف بين السيد الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة الشاب، آنذاك، والذي سعى لتجديد أجهزة الحزب والميل به أكثر تجاه العلمانية وبين عمه راعي الحزب، السيد الهادي عبد الرحمن المهدي الذي بدأ يتطلع لدور سياسي أكبر وبدأ يعد العدة للترشح لرئاسة الجمهورية علي أساس ديني وتحت شعار(الدستور الإسلامي).

    وحيث أن الإتحاديين القدامى بقيادة السيد إسماعيل الأزهري كانوا يسعون بقوة لنيل رئاسة الجمهورية، وسط نشاط مكثف من الحركة الإسلامية، فإن المزايدات الدينية قد بدأت فعلا. وكان الإتجاه الديني العام يقوده حزب الأمة ويزايد عليه (الحزب الوطني الإتحادي) وسط زخم ديني عالي تثيره (جبهة الميثاق الإسلامي). فتم تم طرد نواب (الحزب الشيوعي السوداني) من عضوية الجمعية التأسيسية وأعدت كل الترتيبات لإجازة الدستور الإسلامي من داخل الجمعية التأسيسية. وبسبب هذه الخطوات التي شكلها التيار الديني كان لا بد من وقوع إنقلاب نميري 1969 ليوقف هذه المسيرة الدينية. وكان لا بد من أن يجيء هذا الإنقلاب عروبي التوجه ومرتبط بمصر، ومضاد للتوجه الديني الذي يقوده حزب الأمة.

    6- خلال الفترة من 1969 وحتى 1977، قاد (حزب الأمة) المقاومة المسلحة ضد سلطة إنقلاب نميري التي بدا فيها التحالف اليساري العروبي واضحا، كما بدا واضحا عداؤها للإتجاه الديني. وكان طبيعيا أن يتحالف (حزب الأمة) في مناهضة السلطة اليسارية العروبية، مع الحركة الإسلامية والإتحاديين القدامى بقيادة الشريف حسين الهندي. وكان ضغط هذه المعارضة المسلحة قويا علي سلطة الإنقلاب داخليا وخارجيا. خاصة وأن التناقض بين (الحزب الشيوعي السوداني) والضباط القوميين العرب قد تفجر لدرجة الرصاص في الشوارع والمحاكمات والاعدمات و المطاردات.

    في عام 1977 جنح نظام نميري المنهك للمصالحة مع المعارضة اليمينية بعد أن استبدل خطابه اليساري الثوري بخطاب معتدل برجماتي، فدخل (حزب الأمة) والإسلاميون في المصالحة الوطنية مع نظام نميري. بدأ الدكتاتور نميري يزايد دينيا وكون لجنة لتنقيح القوانين لتتماشى مع الشريعة الإسلامية وبدا واضحا بأن المستفيد الأول من هذا التحول هم الإسلاميون. هنا ظهر إلى السطح التناقض الثانوي بين الطائفية الدينية التي يمثلها (حزب الأمة) وبين الإسلام الراديكالي الذي يمثله الإسلاميون. وإزاء سقوط نميري الكامل في أحضان الإسلاميين، فإن (حزب الأمة) أضطر للانسحاب من المشاركة في السلطة والركون إلى المعارضة الشعبية ورفع شعار الحريات والديمقراطية. وحتى عام 1985، كرست قيادة (حزب الأمة) جهدها لإعادة تنظيم الحزب وتنظيم الطائفة وتصفية الخلافات الداخلية، خاصة وأن السيد أحمد المهدي، عم رئيس الحزب، قد بدأ يتطلع لتولي إمامة طائفة الأنصار بتشجيع واضح من سلطة نميري المتحالفة مع الإسلاميين.

    7- خلال الفترة من عام 1985 وحتى 1989، وعقب الإنتفاضة الشعبية، التي أطاحت بنظام نميري وعقب الإنتخابات التي أثبتت أن هذا الحزب العريق لا يزال يتمتع بالسند الشعبي، ظل (حزب الأمة) يكون حكومات ائتلافية هشة، مرة مع (الحزب الإتحادي الديمقراطي) ومرة مع (الجبهة الإسلامية القومية). وقد بدا واضحا عجز مثل تلك الحكومات عن مواجهة مشاكل البلاد المستعصية سواء علي الصعيد السياسي أو الإقتصادي. وفي هذه الفترة إستطاع (حزب الأمة) مسنودا بالإسلاميين، عرقلة وإجهاض بوادر التحالف بين الإتحاديين العروبيين وبين الحداثيين العلمانيين والذي تبلور في إتفاقية كوكادام 1988 وإتفاقية (الميرغني - قرنق) 1988. وقد ظل (حزب الأمة) متذبذبا بشأن الحرب في الجنوب، مترددا بين النزعة السلمية لدى الإتحاديين وبين النزعة الحربية لدى الإسلاميين.

    8- الفترة ما بين عام 1989 حتى 2000، وقع في بدايتها إنقلاب الإسلاميين واستيلائهم علي السلطة وخروج الإتحاديين واليساريين لشن المعارضة من الخارج بالتحالف مع (الحركة الشعبية لتحرير السودان). هنا واجه (حزب الأمة) مأزقه التاريخي المستعصي. فلم يكن راضيا عن غلو لإسلاميين الذين علي السلطة، كما لم يكن راضيا عن غلو المعارضة الرافضة للدولة الدينية. وكانت الحيرة واضحة في جميع تصرفات (حزب الأمة) حيث مكث رئيسه بالداخل فترة ينادي (بالجهاد المدني) الذي يعني المعارضة السلمية. محاولا التقليل من الغلو الديني للإسلاميين. ولما شعر بأن حزبه يفقد دوره القيادي تدريجيا، تسلل خارجا من البلاد لينضم للمعارضة المسلحة في الخارج محاولا التخفيف من الغلو العلماني للمعارضة ومخففا من أجندتها التي تشدد علي فصل الدين عن الدولة. ثم لم يلبث رئيس (حزب الأمة) أن عاد إلى الداخل ضمن تفاهم مع الحكومة الإسلامية. وخلال كل هذا التذبذب كان علي رئيس (حزب الأمة) أن يواصل شرح مواقف الحزب. لهذا فهو رئيس الحزب الوحيد في السودان الذي ألف عددا كبيرا من الكتب السياسية. والخط السياسي الذي يتبعه الحزب الآن هو ما يسميه (الطريق الثالث). أي خط وسط بين الدولة العلمانية والدولة الدينية.

    يتضح بجلاء من الفذلكة أعلاه، أن الخطاب السياسي الرئيسي لحزب الأمة يقوم علي الإخفاء وليس علي التوضيح. أي أن الخطاب السياسي لهذا الحزب يجتهد في إخفاء الخطوط والتوجهات والأهداف الحقيقية للحزب عن طريق خلق زخم خطابي مكرس بالكامل للإخفاء وليس التوضيح. ويمكن توضيح ذلك من خلال بعض الأمثلة البسيطة والمعروفة تماما في الساحة السياسية السودانية:-

    1- الخطاب السياسي لحزب الأمة ومن خلال جريدة (الأمة) أخفى طموحات السيد عبد الرحمن الرئيسية الرامية لإقامة ملكية أنصارية في السودان وذلك حتى إنتخابات 1954 التي هزم فيها شر هزيمة وأثرت بالتالي في خططه وبرامجه وتكتيكاته فيما يلي من سنوات.

    2- أخفي الخطاب السياسي لحزب الأمة محاولة تنصيب السيد عبد الرحمن المهدي رئيسا للجمهورية من خلال تسليم السلطة للجيش عام 1958. كما أخفي الدواعي الحقيقية التي جعلته يسلم السلطة للجيش وهي خوفه من عودة المطالبة بالسيادة المصرية علي السودان بعد أن استقر الوضع في مصر للقوميين العرب الثوريين. ولو كان (حزب الأمة) قد فضح علنا مما يعتقد بأن (الحزب الوطني الإتحادي) و(حزب الشعب الديمقراطي) يحيكانه مع القيادة الثورية المصرية بضم السودان إلى مصر، لوجد تأييدا لا يستهان به في الساحة السياسية السودانية. لكن (حزب الأمة) قد اختار خطابه السياسي القائم علي الإخفاء بدلا من الأيضاح.

    3- رغم كل التنظير السياسي والمؤلفات السياسية، لم يستطع هذا الحزب الكبير أن يقول بوضوح مإذ يريد بإزاء الإستقطاب الحاد الراهن بين الدولة الإسلامية الدينية والدولة الحداثية العلمانية. وحتي خطه السياسي الراهن الذي يمكن أن نستنتج منه أنه يريد دولة دينية مخففة وعلمانية معدلة ومدموجتان في شكل ثالث من نظم الحكم، حتى هذا الخط فإن الحزب لم يصرح به وإنما فقط يمكن إستنتاجه إستنتاجا.
                  

08-06-2006, 02:51 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    up
    well done
    i congratulate you on your accurate analysis
    we will wait for this beautiful analysis
    thank you
    dr mustafa mahmoud
                  

08-07-2006, 07:43 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: Mustafa Mahmoud)

    Dear Mustafa Mahmood
    Thank You for youer nice comment
    I hope you will follow until the end of this post
                  

08-07-2006, 08:22 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    فووووووووووووووووق
    تمام يا استاذ حامد بدوي
    هذا بوست هام ومفيد
    وجدت فيه كثير من المعلومات الهامة
    التى اعرفها لاول مرة..
    لو استمريت بالصورة دي
    ستكسب اعجاب الناس جميعا بما فيهم انا
    وربما اعتذر ليك عن خشونتي المبررة
    معك
    فانا ارفع شعار من علمني حرفا صرت له عبدا..
    يلا استمر وخلي نفسك طويل...
    وشكرا مرة اخرى لهذا البوست المحمل...
                  

08-07-2006, 10:08 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: bayan)

    الدكتورة بيان،
    لك التحية والشكر على التشجيع.

    نعم إعجاب الناس (مفرح) ولكنه ليس الغاية.

    أنا أحاول أن أنتج معرفة بما صار حتى أدخل إلى تفسير ما يصير على أرضية من المعرفة.

    وقع ليك؟
                  

08-07-2006, 10:24 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: وقع ليك؟


    انا قلت غير كدا..
    والله التعامل معك كسواقة العجلة في الرملة..
    عشان اقرا ليك لازم تكون تعجبني كتاباتك
    ما قاصدة اعجاب بشخصيتك ولا شكلك ولا وسامتك..

    دي كلها برة الموضوع.. انا هنا بتعامل معاك
    ككاتب لا غير..
    وعشان اقرا لك لازم تعجبني كتاباتك.
    موش؟
    لانه ما مقررة نقراها بالجبر,,,
    نفتحها اختيارا ..
    والاختيار بيتم بالاستلطاف والاعجاب...
    وما علينا استمر...
    ما ترد علي لانه تاني ما حاجي الا للقراءة فقط,,,
                  

08-07-2006, 10:55 AM

WadAker

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: والله التعامل معك كسواقة العجلة في الرملة..

    لربط الارتباط وليس لفكه...بين الاستاذ حامد بدوى والدكتورة بيان.... هذا بالضبط مايحصل بين الاحذاب السياسية السودانية...!! صح؟
    واصل ياعم حامد رغم انك قد بدات فى كتابة بوست سابق فى مشكل تاريخ السياسة السودانية فكرا وممارسة ولكنه او لكنك قطعتة فجاة ولم تواصل ,,, الان الوقت والموضوع اكثر سخونة وجدية ويحتاج لنفس طويل وقراءة عميقة ومتانية لان وقت المناورات والمماخكات السياسية قد حان واعنى رائحة الانتخابات التى لامست "الانوف" وستبدا نصب الخيم وتجميع القواعد الليالى والندوات....الخ ... وهلمجرا .... ارجو ان يكون فى البال ان ملف الشرق يؤثر فى معادلة توافق الاتحادى "الميرغنى"/الموتمر الوطنى"البشير" دون ان اجد موقعا فى هذه الخرطة لتحرير دارفور"منى"... واصل
                  

08-07-2006, 11:11 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    حامد بدوي بشير:
    ممتاز جدآ
    نقرأ ونتابع

    عجبني تفسيرك { لأبو كلام }
    صاح ، الرجل محتاج يبرر ويشرح وبفسر
    طوالي
    ولو الناس عملوا حاجة
    يطالبهم بالتوضيحات
                  

08-07-2006, 12:02 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: أبو ساندرا)

    إبننا الصحفي النابه، ود عكر،

    رغم (ارتباط) ظهورك في بوستاتي بظهور بيان، إلا إني أعدك بأن أقلب كل الأحجار لنرى أولا أسس ومنطلقات أحزابنا الفاعلة في الساحة السياسية. وبعدها سأعود لمحاولة فهم ما في الأفق من تحالفات وتنسيقات وشراكات. والأهم هو هل تتسق هذه مع تلك؟
                  

08-07-2006, 12:08 PM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)
                  

08-07-2006, 12:55 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: lana mahdi)

    2 (الحزب الإتحادي الديمقراطي):

    أ‌- الوطني الإتحادي

    ب‌- الشعب الديمقراطي

    مدخل

    نصر في هذا البحث علي أن الدافع الأساسي لنشوء التيار الإتحادي ضمن الحركة السياسية السودانية كان هو الخوف المبرر تماما من عودة الدولة الدينية المهدية. ونظرة واحدة للفئات الإجتماعية التي إلتفت حول هذا التيار تؤكد لنا صدق ما ذهبنا إليه. فتلك الفئات تتناقض مصالحها تماما مع عودة الدولة الدينية المهدية كما شهدها المجتمع السوداني خلال حكم الخليفة عبد الله التعايشي الذي إستمر ثلاثة عشرة عاما. وعلي الرغم من أن غالبية هذه الفئات تدين بالإسلام، إلا أن الفكرة المهدية نفسها محل شك بالنسبة للكثيرين فيها. وتلك الفئات هي:-

    1 - سكان المدن الثلاث

    ينقسم سكان مدن العاصمة الثلاث إلى فئتين. الفئة الأولى تتكون من أولئك السودانيين الذين ظلوا في الخرطوم وامدرمان والخرطوم بحري بعد هزيمة جيوش المهدية وهروب الأرستقراطية السياسية والعسكرية الحاكمة، بعيدا عن العاصمة. والفئة الثانية تتكون من أولئك الذين نزحوا إلى هذه المدن مع بداية الحكم الثنائي. أما الفئة الأولى فتعتبر من المتضررين من الحكم المهدوي من الرقيق والمنبوذين الذين لا شك أنهم قد فرحوا بسقوط التسلط الأمي الرعوي الذي تمثله الطبقة الحاكمة والطبقة العسكرية في سلطة الخليفة. وهؤلاء هم السودانيون الأكثر خشية من عودة الدولة المهدية. وهذا يفسر لنا اندفاع هذه الفئة في النضال من أجل وحدة وادي النيل تحت التاج المصري. كما يفسر لنا قيادة هذه الفئة للدعوة الإتحادية منذ نشأتها، حيث برز من بين صفوف هذه الفئة القادة الوطنيون من أمثال علي عبد اللطيف وعبد الفضيل ألماظ وغيرهما كثيرون من أبناء هذه الفئة.

    أما الفئة الثانية من سكان المدن في بداية الحركة السياسية السودانية، فهم أولئك الذين ما كانوا يجرئون على الاقتراب من أمدرمان حاضرة الخلافة المهدية حتى لا يتعرضوا لبطش التسلط الأمي الرعوي كونهم ببساطة لم يكونوا أنصارا. هؤلاء قد حاربوا فعليا ضمن صفوف الجيش الغازي وقد كانوا جزءا من قوات الفتح الفتح الإنجليزي المصري وهم الذيل كانوا تحت قيادة الكولونيل استيوارت وتولوا مهاجمة جيش الخليفة من الضفة الشرقية للنيل الأزرق. وهؤلاء أيضا كانوا يرون في الإتحاد مع مصر صمام الأمان الوحيد ضد عودة الدولة المهدية التي نفخ في صورها السيد عبدالحمن المهدي.

    2- قيادة جماهير الطائفة الختمية في شمال وشرق السودان
    عانت قيادة هذه الطائفة الأمرين علي يد الدولة المهدية، لدرجة أنها قد أجليت من السودان تماما ولجأت إلى مصر. ولهذا ظلت قيادة الختمية تمنح تأييدها بإستمرار للتيار الإتحادي ليس حبا في مصر بقدر ما هو خوفا من عودة المهدية.

    3 – المتعلمون

    أولئك هم أبناء أسر الزعامات الدينية والقبلية وأبناء سكان المدن الذين أتاح لهم الإستقرار الذي فرضه الحكم الثتائي كما أتاحت لهم أوضاع أسرهم فرصة الالتحاق بالتعليم، بل والسفر إلى مصر ولبنان وحتى بريطانيا لإكمال تعليمهم. يضاف إلى هؤلاء العديد من النابهين من سكان المدن العاديين الذين إستمروا في مراقي التعلم باجتهادهم الشخصي. وهؤلاء سواء، بخلفياتهم الأسرية أو نشأتهم المدينية أو آفاقهم الثقافية لا يستطيعون إلا أن يكونوا في الجانب الداعي للإتحاد مع مصر. فمصر كنقيض للدولة المهدية، كانت تمثل التنوير والتقدم والرقي والحرية الإجتماعية، مقابل التخلف القبلي الذي ساد الحياة علي أيام عهد الخليفة عبد الله التعايشي.

    تلك هي الفئات الثلاث التي أسست التيار الإتحادي إستجابة لمخاوفها تجاه عودة الدولة المهدية الدينية، وتأسيسا علي الأثر الثقافي والسياسي القوي لمصر في السودان نتيجة لإرتباط السودان بمصر لما لا يزيد عن الستين عاما هي فترة الإحتلال المصري – التركي للسودان. بالإضافة لأثر الدين الإسلامي السني الرسمي المشع من الأزهر وثقافة النهضة الثقافية العربية المنبعثة من القاهرة.

    وقد تناسلت عن هذا التيار أحزابا سياسية أثرت ولا تزال تؤثر علي مسيرة الحركة السياسية السودانية حتى اليوم. وأهم هذه الأحزاب هما الحزب (الوطني الإتحادي) وحزب (الشعب الديمقراطي). الأول اعتمد علي تأييد سكان المدن والمتعلمين والثاني اعتمد علي تأييد الطائفة الختمية.

    في عام 1967إندمج الحزبان ليكونا (الحزب الإتحادي الديمقراطي) وفيما يلي نرصد حركة ومواقف هذين الحزبين، وضمن ذلك تحولات ومواقف الحزب الثالث الناتج عن إندماجهما، باعتبارهما من الأحزاب الرئيسية التي ساهمت في تشكيل الحركة السياسية السودانية.
                  

08-07-2006, 01:23 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الدكتورة بيان،

    ما تزعلي.

    أنا بهظر معاك.

    وإتي ست الهظار الخشن.
                  

08-07-2006, 01:27 PM

عثمان حسن الزبير

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 919

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    كل التحايا حامد بدوي بشير

    تسجيل حضور ومتابعة ..


    وفي إنتظار نهاية الورقة للنقاش ..
                  

08-08-2006, 03:30 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: عثمان حسن الزبير)

    الاخ بدوي
    تحية طيبة
    تحدثت عن السودان القديم واحزابه..فماذا عن رهانات المستقبل

    مثلا ماهي رهان الاتحادي الديمقراطي الحالى/المستقبلي ...عبر المحاور الثلاث الاتية
    ضع دائرة حول الاجابة الصحيحة
    من احق ان يتحالف معهم الحزب الاتحادي الديموقراطي؟
    1- ناس المزاج الشخصي والفهلوة السياسية الجبهة الوطنية2006 الامة+الشعبي
    2- ناس مهاجري ام قيس(المؤتمر الوطني) المكاسب والغنائم الشخصية..والنتائج المعروفة سلفا...العزلة الشعبية غير المجيدة.. لانه سيحمل اوزارهم
    3- ناس الثوابت الوطنية ومشروع السودان الجديد(الحركة الشعبية الحليف الاستراتيجي الاصلي للحزب الاتحادي الديموقراطي...وصمام الامان لوحدة السودان)

    ****************
    سؤال
    هل ما كان يوجد في السودان القديم..ايام ديمقراطية(الجداد غمت) يمكن تعريفه علميا بالحزب
    ولماذا لا ترجع هذه الاحزاب الكئيبة الى قواعدها في اتخاذ مثل هذه القرارت بالتحالف او فك الارتباط... والديموقراطية وعي وسلوك
    وواصل عروضك الجيدة
                  

08-09-2006, 05:33 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    الصديق أبو سانرا،
    شكرا على المتابعة.

    لا تحرمونا في النهاية من تعليقاتكم التي بال شك سوف تثري.

    الأستاذة لنا مهدي،
    لنجتهد وننال أجر الإجتهاد.

    الأستاذ حسن عثمان الزبير،
    شكرا على المرور وأرجوا أن تتابع ولا تحرمنا من إبداء رأيكم.
                  

08-09-2006, 06:41 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الأستاذ عادل أمين،

    أنطلق من قناعة بأن كل الأحزاب في السودان ، سواء اتفقنا أو اختلفنا معهان هي أحزاب شرعية لأن وجودها ينبع من حرية التعبير السياسي.

    أما عن فهم التحالفات والشراكات الجديدة استعدادا لخوض الإنتخابات المقبلة، فهذا ما نحاوله هنا.

    وحتى يكون تحليلنا علميا لجأنا للتعرف على المسيرة التاريخية لكل حزب من الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية. بعد ذلك قد نكتشف المنطق (أو عدم المنطق) في كل تحالف أو شراكة جديدة.
                  

10-27-2006, 10:05 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    سباق المسافات الطويلة
    بمناسبة صدور قانون تنظيم الاحزاب الجديد
                  

08-09-2006, 07:31 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الاخ حامد.

    الشئ الذي يدعوا للحيرة فعلا هو موقف الحزب الشيوعي السوداني, فهو في تحالف غريب جدا.
    تحالف مع حزب الامة وحزب الترابي. ولقد صمت الاخوة الشيوعين عن المطالبة بالدستور العلماني.


    دينق.
                  

08-09-2006, 10:16 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: Deng)

    الأخ دينق،

    إنني أأخر التنائج المستخلصة حتى أفرغ من استعراض الخطاب السياسي والمواقف السياسية لكل حزب من الأحزاب الفاعلة في الساحة. وسوف نأتي بلا شك للحزب الشيوعي السوداني.

    فاصير معي.
                  

08-09-2006, 12:15 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    ا- الحزب الوطني الإتحادي

    تكون هذا الحزب نتيجة إندماج حوالي خمسة أحزاب كانت تشكل التيار الإتحادي داخل الحركة السياسية السودانية. وقد تم ترتيب الإندماج وتكوين (الحزب الوطني الإتحادي) في القاهرة عام 1952 بعيد اندلاع ثورة يوليو المصرية في نفس العام. وتوقيت ميلاد هذا الحزب في عام اندلاع الثورة المصرية يوضح بان هذا الحزب قد ولد مأزوما. فنحن إزاء حزب سياسي إستراتيجيته الأساسية هي ربط السودان سياسيا بمصر حيث ظلت الأحزاب السياسية المندمجة في هذا الحزب وطوال عقد من الزمان تعمل على خط عام هو ربط السودان بمصر. وهذا يعنى بالضرورة أن قيادة هذه الأحزاب الإتحادية قد إرتبطت سياسيا وأيديولوجيا بمصر ما قبل ثورة يوليو 1952. ويعنى أيضا أن هذه الأحزاب الإتحادية قد إرتبطت بالأحزاب السياسية المصرية التي حلتها الثورة. هذا من الناحية السياسية. أما من الناحية الإجتماعية فان الفئات الإجتماعية التي بررت بروز تلك الأحزاب الإتحادية ومنحتها أيديولوجيتها، هي نفس الفئات التي ضربت مصالحها في مصر بقيام ثورة يوليو، وهم برجوازية المدن وأغنياء الريف والمتعلمون الذين كانوا هم نواة البرجوازية الصغيرة. وهذه مفارقة ضخمة فمصر قبلة الإتحاديين من برجوازية المدن وأغنياء الريف والمتعلمين السودانيين قد انقلبت على نفسها وضربت مصالح الفئات التي إرتبط بها الإتحاديون السودانيون طوال ما يزيد على عقد من الزمان. وبكلمات أخري فان الثورة المصرية قد نسفت مرتكزات الحياة السياسية المصرية التي إرتبط بها الإتحاديون السودانيون. وحيث أن مصر ما بعد الثورة قد بدأت تطرح خطابا سياسيا جديدا لم تستطيع الأحزاب الإتحادية السودانية استيعابه أو التناغم معه، فانه من المنطق السليم أن نستنتج أن (الحزب الوطني الإتحادي) قد ولد مأزوما.

    كانت تلك الأزمة من الحدة بحيث لم يعد أمام هذا الحزب إلا أحد خيارين. إما أن يتتلمذ من جديد على السياسية المصرية الثورية الجديدة ليظل حزبا إتحاديا، وإما أن يتخلى نهائيتا عن المبدأ الذي بنى قواعده عليه وهو الإتحاد مع مصر. وقد كان الخيار الأول مستحيلا، حيث لا يعقل أن يفاجئ الحزب قواعده من تجار المدن وأغنياء الريف والمتعلمين المتطلعين للسلطة ومكاسبها، لا يعقل أن يفاجئهم الحزب بخطاب سياسي وإستراتيجية سياسية وأيديولوجية جديدة تنادى بحقوق العمال والفلاحين وتهدد الطبقة البرجوازية بالتأميم والمصادرة.

    هكذا سار الحزب في الخيار الوحيد المتاح وهو التخلي عن فكرة الإتحاد مع مصر. ومن اجل سد الفراغ السياسي والأيديولوجي الناتج عن هذا التحول الخطير في خط الحزب كان لابد من خلق إستراتيجية وخط سياسي وهدف مرحلي حتى لا ينهار الحزب. وقد تمثل كل ذلك في شئ وحيد هو(إستقلال السودان). فإذ تذكرنا بان شعار (الاستقلا التام) هو شعار الحزب الخصم، ( حزب الأمة)، فإننا نستطيع أن ندرك عمق الأزمة التي وقع فيها هذا الحزب وعمق اليأس الذي اجتاحه ودفعه ليتبنى شعار الحزب الخصم. وسوف نتتبع الآن مسيرة هذا الحزب منذ عام تكوينه 1952 وحتى اختفائه نهائيا عن الحياة السياسية السودانية.



    1 - خلال الفترة من عام 1952 إلى عام 1954

    أخفى الحزب الوطني الإتحادي أزمته ولم يستطيع أن يعلن صراحة تخليه عن مبدأ الإتحاد بمصر ودخل إنتخابات الحكم الذاتي أواخر عام 1953 كحزب إتحادي. وقد استثمر الحزب كل مقومات تكتيكاته السياسية القديمة ليكتسح إنتخابات الحكم الذاتي محققا أغلبية برلمانية مريحة. ومقومات تكتيكات الحزب القديمة هي:
    - استثمار الخوف من عودة الدولة المهدية الدينية.
    - استثمار العداء الشعبي التقليدي للمستعمر الإنجليزي.
    - استثمار الروابط التاريخية الثقافية والدينية مع مصر.

    2- خلال الفترة بين عامى 1954- 1956

    استفحل مازق (الحزب الوطنى الإتحادى) المتمثل في التناقض بين متطلقاته التاريخية والإجتماعية وبين توجهات الثورة المصرية، مما دفعه إلى إعلان التملص عن مبدا الإتحاد مع مصر والميل الى إعلان السودان (جمهورية مستقلة ذات سيادة) وقد عمل الحزب على حشد تاييد كل الساحة السياسية السودانية خلف إستراتيجيته الجديدة، ولم يكن ذلك عملا صعبا اذ لايوجد سودانى يرفض إعلان إستقلال السودان. لكن حالة من الارتباك الايديولوجى قد اصابت الحزب وهو يتخلى عن الإستراتيجية التى انبنى عليها ألا وهى ربط السودان بمصر. ولم يكن امام الحزب في تلك الظروف القاسية سوى أن يجعل من (إستقلال السودان) إستراتيجيته وهدفه النهائى. ومن اجل ان يحافظ هذا الحزب على تماسكه الداخلى المهدد بالانقراض فقد كان في حاجة ملحة لإنجاز سريع وإعلامي الطابع يغطى به آثار تخليه عن إستراتيجيته التى بنى عليها. وليس مثل إنجاز إستقلال البلاد ورفع علم الدولة الجديدة شئ ينقذ الحزب من مازقه. وهذا يفسر لنا ذلك التسرع اللجوج الذى طبع تصرفات الساحة السياسية السودانية عام 1955. كانت مشكلة الجنوب تتفجر ولم تتفق الحركة السياسية السودانية بعد على نظام الحكم في الجمهورية الجديدة، ولم يستفت الشعب السودانى حول تقرير المصير، ولم تعين الوسائل الكفيلة باشراك كل الشعوب السودانية في تقرير مصير البلاد. ومع ذلك كانت الصفوة تتعجل إعلان الإستقلال وكأنه سوف يحل كل القضايا الشائكة والمشاكل المستعصية التى تحيط بالوضع السياسى السودانى.

    وهكذا انعكست أزمة هذا الحزب على البلاد كلها ودفعت بها الى إعلان إستقلال لم يخطط له ولم يمهد له بوضع الحلول اللازمة لمشاكل البلاد. وهذا يفسر لنا عدم إلتفات حكومة (الحزب الوطنى الإتحادى) لعدد من الحوادث الخطيرة التى تستدعى الإلتفات اليها والوقوف عليها ووضع الحلول لها. فقد تجاهلت تلك الحكومة تمرد الجنوب عام 1955 وأحداث مشروع جودة في نفس العام والتى راح ضحيتها مئات المزارعين البسطاء الذين ماتوا اختناقا داخل عنبر من الزنك، كما تجاهلت أيضا أحداث مارس الدامية في العاصمة عندما اصطمت جماهير (الأنصار) بشرطة الحكومة عند زيارة محمد نجيب الى السودان. فأية حكومة متوازنة وصافية الذهن كانت ستقف أمام تلك الأحداث الخطيرة، حتى لو أدى ذلك لتاجيل إعلان الإستقلال. لقد كان (الحزب الإتحادى) يتخبط بعد ان فقد الإستراتيجية والهدف. ولسؤ الحظ فانه كان الحزب الحاكم، ولهذا انعكس تخبطه على مستقبل البلاد التى كان يقودها.


    3- الفترة من 1956 ـ 1958.

    إستفحلت أزمة هذا الحزب بسحب طائفة الختمية تاييدها لة وتقارب قيادتها مع قيادة (حزب الامة). وكان لابد ان تتحرك قيادة الحزب بسرعة لرأب الصدع الذى أصاب الجبهة السياسية التى يقودها. وتصادف ذلك مع بروز قيادة جديدة للتيار الإتحادى، قادرة على استيعاب وهضم خطاب مصر الناصرية. فقد أعلن في منتصف عام 1956 عن قيام (حزب الشعب الديمقراطى) الذى نص دستوره على ان يعمل الحزب الجديد على ترسيخ القومية العربية المرتبطة بمراكز الاشعاع القومى العربى في مصر وبغداد. كما ان ذلك الحزب الإتحادى الجديد لم يبد تحفظا حول التوجيهات الإشتراكية لتلك المراكز. وأمام هذه المستجدات، عاد (الحزب الوطنى الإتحادى) يحاول الدخول مرة اخرى الى التيار الإتحادى العروبى. وقد شجعته تجربة الحزب الجديد (الشعب الديمقراطى) على ذلك. فها هو الحزب الجديد يحظى بتايد ومباركة ورعأية الطائفة الختمية. وهاهو يحقق إنجازا مميزا بوقوفه بصلابه في وجه مشروع ايزنهاور والمعونه الأمريكية حمأية لظهر مصر الثورية. إذن فالإرتباط بمصر الثورية ليس كفرا يخرج من المله أو خطأ إستراتيجيا يجعل الجماهير تنقض من حول الحزب. وهكذا بدأ (الحزب الوطنى الإتحادى) يتقرب من (حزب الشعب الديمقراطى) اواخر عام 1958. ذلكم هو التقارب بين الإتحادين القدامى، (الوطنى الإتحادى) والإتحاديين الجدد، (حزب الشعب الديمقراطى) في ظل صعود نجم مصر الناصرية الذى أرعب (حزب الامة) وجعله يسلم السلطة الى العسكر أواخر عام 1958.



    4- الفترة من 1959ـ 1964.

    لا نظن إلا أنها كانت فترة راحة واستجمام للحزب (الوطنى الإتحادى). فقد توقف الشد والجذب السياسى وأستبعد التنافس الحزبى والإنتخابات بسبب الإنقلاب العسكري في نوفمبر 1958. وقد باء (حزب الامة) بجريمة اغتيال الديمقراطية، وبدى ان مصر الناصرية غير منزعجة لانهاء اللعبة الديمقراطية في السودان. وعندما انقلب (حزب الامة) على العسكر الذين أتى بهم الى السلطة وقاد المعارضة ضدهم، كان الحزب (الوطنى الإتحادى) يعارض باعصاب هادئة. فهو لم يفقد الكثير من جراء الإنقلاب العسكري كما انه في الجانب السليم مقارنة مع (حزب الامة) المدموغ باغتيال الديمقراطية. في هذه الفترة كرست القيادة التاريخية لهذا الحزب نفسها بديلا لأى نوع من الإستراتيجية أو المبادئ أو البرامج السياسية. فهذه هي القيادة الياريخية التى حققت إستقلال السودان و(رفعت العلم) وهذا وحده كاف لتكريسها قيادة شعبية محبوبة.

    5- الفترة من 1965ـ 1969.

    بدأت هذه الفترة بتكريس الخلاف بين جناحى التيار الإتحادى العروبى، حيث وقف حزب (الشعب الديمقراطى) مع التيار اليسارى الثورى المؤيد لحكومة ثورة أكتوبر الأولى، متحالفا مع (الحزب الشيوعى السودانى) وإتحادات العمال والمزارعين والمراة، فيما عرف حينها (بالجبهةالإشتراكية)، بينما وقف (الحزب الوطنى الإتحادى) مع التيار اليمينى الدينى المعارض لحكومة الثورة الأولى، متحالفا مع (حزب الامة) و(جبهة الميثاق الإسلامي)، فيما عرف (بالجبهة الوطنية).

    كان (الحزب الوطنى الإتحادى) لايزال يحافظ على مكانته كثانى أكبر حزب سياسيى في البلاد بعد (حزب الامة) وذلك بفضل كوادره النشطة والمدربة. وكان هدف الحزب في تلك الفترة هو رئاسة الجمهورية. غير ان الحزب في سبيل الوصول الى ذلك الهدف قد إرتكب أخطاء سياسية قاتلة. أولها أنه قد دخل باندفاع في لعبة المزيدات الدينية من أجل كسب رجل الشارع البسيط من ناحية، وتغطية فشل الحزب في صياغة برنامج سياسي واضح من الناحية الأخرى. وثانيها ان رئيس الحزب بصفته رئيس مجلس السيادة قد إرتكب ماوصفه خصومه بانه خرق للدستور عندما حل الجمعية التاسيسية وعندما تجاوز قرار المحكمة الدستورية ووافق على طرد نواب منتخبين من الجمعية التاسيسية هم نواب (الحزب الشيوعى السودانى).

    بل ان هذا الحزب العريق، قد بدى في تلك الفترة بلا برنامج وبلا رؤية واضحة لحل مشاكل السودان. وصار مثل الشيخ الذى فقد قوته وظل يعدد مآثره القديمة. لكل هذا كان من المستغرب عودة هذا الحزب للتقارب مع الإتحادين العروبين الثوريين في (حزب الشعب الديمقراطى) بعد أن قطع شوطا طويلا في الإبتعاد عن خطهم. وتظل هذه الخطوة لا تفسر إلا ضمن الإرتباك السياسي العام الذي كان يعيشه هذا الحزب.

    فى نهاية المطاف إندمج الحزبان في حزب واحد أسموه (الحزب الإتحادى الديمقراطى). وكانت هذه الخطوة هي النهاية الفعلية لهذا الحزب العريق. فلم يلبس ان وقع إنقلاب مايو 1969 ودخلت الحركة السياسية السودانية كلها طورا جديدا.

    6- الفترة من 1969 ـ 1985.

    ظل الإتحاديون خلال هذه الفترة يعتبرون رسميا جزءا من الحزب (الإتحادى الديمقراطى) الذي إندمجوا فيه مع (حزب الشعب الديمقراطى) عام 1967. وفى نفس العام فجع الإتحاديون بموت زعيم الحزب التاريخى السيد/ إسماعيل الازهرى. ويبدو ان الكاريزما الشخصية لهذا الزعيم العظيم كانت هي العامل الوحيد المتبقى لتوحيد كلمة ومواقف الإتحاديين. فقد بان التشقق وعدم الإنسجام داخل الجسم الإتحادى حيث انفرد الشريف حسين الهندى بتبنى المقاومة المسلحة لسلطة الإنقلاب بدعوى انها سلطة شيوعية، متحالفا مع (حزب الامة) والحركة الإسلامية. هذا بينما دخل بعض القادة الإتحاديون في السلطة الجديدة وعملوا معها بصفة فردية، بينما ظل جزء ثالث ملتزم بقررات الحزب المؤتلف (الإتحادى الديمقراطى).

    وأهم حدث في هذه الفترة التاريخية على صعيد التيار الإتحادى العروبى، هو تولى قيادة الختمية، متمثلة في زعيم الطائفة السيد محمد عثمان الميرغنى للزعامة السياسية للحزب (الإتحادى الديمقراطى). ومنذ اليوم الأول لإنقلاب مايو عام 1969، قرأت القيادة الجديدة للحزب المؤتلف الإنقلاب قراءة صحيحة وتعاملت معه كإنقلاب قومى عربى إشتراكى ووقفت منه بالتالى موقفا مناقضا لموقف الشريف حسين الهندى، حيث تعاملت معه انطلاقا من مبادئ حزبها القديم، قبل الائتلاف، (حزب الشعب الديمقراطى) فايدته بوضوح.

    7- الفترة من 1985ـ 1989.

    كانت هذه هي فترة الديمقراطية الثالثة التى أعقبت إنهيار نظام الدكتاتور نميرى. وقد أوضحت هذه الفترة موت هذا الحزب العريق الذى مات بموت الزعيم الازهرى والزعيم الشريف الهندى. وتلاشى تماما أى أثر قوى للإتحاديين في فترة الديمقراطية الثالثة وهم الكتلة السياسية التاريخية التى ظل رئيسها بمثابة رئيس لجمهورية السودان كلما عادت الديمقراطية للبلاد. فقد كان السيد إسماعيل الازهرى رئيسا لأول وزارة سودانية منتخبة ثم رئيسا لمجلس السيادة عقب ثورة أكتوبر عام 1964 وعودة الديمقراطية، وظل رئيسا لمجلس السيادة حتى وقوع إنقلاب مايو عام 1969.

    في الديمقراطية الثالثة (1985ـ 1989)، إستولت قيادة (حزب الشعب الديمقراطى) والتى هي قيادة الطائفة الختمية إستولت على قيادة الحزب المؤتلف (الإتحادى الديمقراطى) كما إستولت على رئاسة مجلس السيادة.

    8 - الفترة من 1989ـ2000.

    أهم أحداث هذه الفترة على صعيد ماتبقى من الحزب (الوطنى الإتحادي) هو محاولة الشريف زين العابدين الهندى شق الحزب المؤتلف (الإتحادي الديمقراطى) وانسلاخه من المعارضة التى يقودها الحزب الأخير ومصالحته للنظام الإسلامي الشمولى الحالى. ومما يثبت تلاشى الإتحاديين ككتلة سياسية إن الشريف زين العابدين الهندى لم يعلن إنشقاقه عن الحزب (الإتحادي الديمقراطى) بإسم (الوطنى الإتحادي) وأنما إنشق بصفته أمينا عاما للحزب المؤتلف. ولو كانت هنالك بقية من الكتلة الإتحادية لما إنشق الشريف الهندى إلا بإسم الإتحاديين.
                  

08-10-2006, 03:02 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: 2 بعيد اندلاع ثورة يوليو المصرية في نفس العام. وتوقيت ميلاد هذا الحزب في عام اندلاع الثورة المصرية يوضح بان هذا الحزب قد ولد مأزوما. فنحن إزاء حزب سياسي إستراتيجيته الأساسية هي ربط السودان سياسيا بمصر حيث ظلت الأحزاب السياسية المندمجة في هذا الحزب وطوال عقد من الزمان تعمل على خط عام هو ربط السودان بمصر. وهذا يعنى بالضرورة أن قيادة هذه الأحزاب الإتحادية قد إرتبطت سياسيا وأيديولوجيا بمصر ما قبل ثورة يوليو 1952.


    الاخ العزيز حامد بدوي بشير
    تحية طيبة
    ما تقوم بها متطور بكل المقايسس وجديد علي السودان وعيا وسلوكا...وهو نقد الاحزاب التي عجزت عن تقدم نقد علمي لنفسها ذاتيا...ولان كلامك ده جيد وممتاز ايضا اسعى في نشره في الصحف السودانية او اصدره في كتيب..لعموم الفائدة
    ..............
    من الجزئية اعلاه
    فقط لدي تعقيب
    1- هل تاثير مصر السياسي علي السودان فقط عبر الحزب الاتحادي الديموقراطي فقط؟
    1- الحزب الشيوعي السوداني صناعةمصرية
    2- الاخوان المسلمين صناعة مصرية
    3- القوميين الناصريين صناعة مصرية
    ثانيا ما يعيب في الاتحاد مع مصر في تلك المرحلة في زمن زخم الوحدة العربية ..وحتى بعد ان انحسر هذا المشروع..كان ميثاق التكامل مع مصر زمن نميري انعكس ايجابيا علي الشمال والغائه وايقافة في فترة الامام وصهره(1987-1999) دمر الشمال تماما وانا كنت هناك ولدي شهادة طويلة في الارشيف(متي يعلنون وفاة الشمال)..لاننا لا يمكن ابدا اسقاط مصر وخصوصيتها التاريخية بواسطة فرمانات فقط...

    **************
    واصل عرضك....هذا هو سقوط الاقنعة الحقيقي
    فقط اريد ان ادعم سردك المنظم والموثق..بانارة بعض الجوانب حوله...حتي يكتمل ونبدا معك مرحلة النقد والتحليل للسودان القديم برمته...والحديث ذو شجون

    وهذه هدية مني ليك وموثقة(((وهذا عرض قدمه المفكر الراحل الاستاذ محمود فى ديباجة الدستور..وصاحب العقل يميز....


    كلمة "الديمقراطية" كلمة يونانية و هي كلمة يدل بها علي: حكم الشعب بواسطة الشعب، لمصلحة الشعب‏ .‏‏.‏ و لقد تطور مدلول هذه الكلمة بتطور مدلول كلمة الشعب‏ ..‏ فان كلمة الشعب كانت تضيق ، علي عهد اليونان ، فلا تشمل النساء ، و لا العبيد ‏.‏‏.‏ ثم اخذ معناها يتسع ، علي مر الزمان ، بفضل الله ، ثم بفضل يقظة المستضعفين في الأرض ، حتى اصبح ، في آخر القرن الماضي ، يشمل المواطنين جميعا من الرجال البالغـين سن الرشد ‏..‏ ثــم تداعـي التطور بكلمة الشعب هذه حتى أصبـح، في القـرن الحاضـر، عند البــلاد التي تــمارس الديمقراطية، يعني كل المواطنين، من رجال، ونساء منذ يبلغون سن الرشد ‏.‏‏.‏

    ولما كان حكم الشعب ، بواسطة الشعب ، من الناحية العملية، مستحيلا، فقد جاء الحكم النيابي، ونشأت الأحزاب السياسية‏ .‏‏.‏ و في الحكم النيابي قلة قليلة جدا هي التي تباشر، نيابة عن الشعب، السلطة التشريعيـة، والسلطة القضائية، والسلطة التنفيذية‏.‏‏.‏ والمفترض أن الشعب يراقب هذه القلة حتى يطمئن إلى أنها، إنما تدير دولاب السلطة لمصلحته هو، لا لمصلحتها هي ‏.‏‏.‏ و هذا يقتضي وعي الشعب، و يقتضي وعي القلة التي تباشر السلطة أيضا‏.‏‏.‏ وليس هناك شعب من الشعــوب، إلى وقتنا الحاضر، استطاع أن يكون في مستوي الوعي الذي يمكنـه من مراقـبة أداء من يتولـون، نيابة عنه، إدارة مرافقه بصورة تقرب، و لو من بعيد من مستوي الحكم الديمقراطي بمعني هذه الكلمة‏.‏‏.‏ و ليست هناك، إلى وقتنا الحاضر، قلــة، في شعب من شعوب الأرض، استطاعت أن ترتفع فوق مطامعها، و أنانيتها، و جهلـها، لتحكم شعبهـا حكمـا ديمقراطيـا صحيحا‏.‏‏.‏ فالقلة إنما تحكم الشعب لمصلحتها هي، لا لمصلحته هو‏.‏‏.‏ و يصدق في كل قلـــة حاكمــة اليوم ما قاله أبو العلاء المعري منذ وقت طويل ]
    مُـلّ المقـامُ ، فكم أعاشر أمـة أمرت بغير صلاحــها، أمراؤهـا
    ظلموا الرعية و استباحوا كيدها و عَدوْا مصالحها، و هم أجـراؤها


    أما نحن السودانيين فقد بلونا أسوأ ألوان الحكم النيابي، في محاولتنـا الأولي، في بدء الحكــم الوطني، و في محاولتنـا الثانيــة، بعـد ثورة أكتوبر 1964‏.‏‏.‏ فقد كانت أحزابنا السياسية طائفية الولاء، طائفيـة الممارسـة، فهي لم تكن تملك مذهبيــة في الـحكم ‏.‏‏.‏ و الطائفية نقيض الديمقراطية‏ .‏‏.‏ ففي حين تقوم الديمقراطية علي توسيـع وعي المواطنين، تقوم الطائفية علي تجميد وعيهم‏ .‏‏.‏ و في حين أن الديمقـراطية في خدمة مصلحة الشعب، فان الطائفية في خدمة مصلحتها، هي، ضد مصلحـة الشعب ‏.‏‏.‏ و من ههنا جاء فساد الحكم النيابي الأول عندنا ‏.‏‏.‏ فكانت أصوات الناخبين توجه بالإشارة من زعيم الطائفة، كما كانت تشتري!! و كـان النـواب يشترون أيضا!! وذلك في جـو مـن الصـراع الحزبي الطاحن علي السلطة أدي إلي تهديد سيادة البلاد واستقلالها‏ .‏‏.‏
    فقد كانت الحكومة ائتلافية بين حزب الأمة، و حزب الشعب - حزبـي الطائفتين ذواتي الخصومة التقليدية، طائفة الأنصار، و طائفة الختمية .‏.‏ ودخلت البلاد في أزمة سياسية من جراء عدم الانسجام في الوزارة، وبروز الاتجاه للالتقاء بين الحزب الوطني الاتحادي، الذي كان في المعارضة، وحزب الشعب، عن طريق وساطة مصر ‏.‏‏.‏ فسافر رئيسا الحزبين، السيد إسماعيل الأزهري، والسيد علي عبد الرحمن، إلي مصر، لهذا الغرض .. و لقد نسب لرئيس الوطني الاتحادي تصريح ، بمصر، يعترف فيه باتفاقية 1929، التي كانت حكومة السودان الشرعية قــد ألغتها‏ .‏‏.‏ (وهي الاتفاقية التي أُبرمت في الماضي بين دولتي الحكم الثنائي، بريطانيا، و مصر، بينما كان السودان غائبا، تحت الاستعمار، فأعطت السودان نصيبا مجحفا من مياه النيل، بالنسبة لنصيب مصر‏.‏‏.‏) و كان ذلك الاعتراف بالاتفاقية بمثابة مساومة مع مصر لتعين الحزب علي العودة للحكم‏.‏ كما صرح رئيس حزب الشعب، بمصر، بأن حزبه يقف في المعارضة ! ! (أنباء السودان 15/11/1958، الرأي العام 9/11/195 ‏.‏‏.‏ في هــذا الجو السيـاسي الذي يهدد استقـلال البلاد، و سيادتـها، بالتدخـل الأجنبي، سلم السيد عبد الله خليل رئيس الـوزراء، الحكــم للجيش‏.‏‏.‏ (أقوال الفريق عبود في التحقيق الجنائي حـول الانقــلاب بعد ثورة أكتوبر 1964، (( التجـربة الديمقراطية، وتطور الحكم في السودان)) للدكتور إبراهيم محمد حاج) ‏.‏‏.‏ فكان انقلاب 17 نوفمبر 58 بمثابة إنقاذ للبلاد‏.‏‏.‏ وحكم الحكم العسكـري ست سنوات، صادر فيها الحريات الديمقراطية .‏‏.‏ و برغم انه حقق شيئا من التنمية الاقتصادية، إلا انه آل إلى صور من العجز عن الإصلاح، وفي الفساد، أدت إلى قيام ثورة 21 أكتوبر 1964 ‏.‏‏.‏ و لقد تمثل في تلـــك الثــورة الشعبيـة، السلمية، إجماع الشعب السوداني الكامل علي الرغبة في التغيير، وإن لم يكن يملك المعرفة بطريقة التغيير‏.‏‏.‏ فتخطي الشعب الولاءات الطائفية، وهو ينادي بعدم العودة لماضي الحزبية الطائفية‏.‏‏.‏ و لكـن سرعان ما أجهضت الأحزاب الطائفية تـلك الثورة، و صفـــت مكتسباتها ‏.‏‏.‏ فقــد ضغطت، بالإرهـاب السياسي، علي رئيس حكومة أكتوبر الثورية حتى استقال، و شكل حكومة حزبيـة برئاستـه ‏.‏‏.‏ ثم عادت الأحزاب الطائفية للسلطة، عن طريق الأغلبية الميكانيكيـة الطائفيـة فـي الانتخابات ‏.‏‏.‏ وقامت حكومة ائتلافية من حزب الأمة والوطني الاتحادي‏.‏‏.‏ و تعرضت الديمقراطية في هذه التجربة النيابية الثانية ! لأسـوأ صـــور المسـخ، عــلاوة علــي المسـخ الذي تعرضت له الديمقراطيـة من جراء فسـاد القلة، ومـن جراء قصــور وعـي الشعب ‏.‏‏.‏ فقد عُدل الدستور مرتين للتمكين للحكم الطائفي في الاستمرار: مرة ليتمكن أزهري من أن يكون رئيسا دائما لمجلس السيادة، في إطار الاتفاق بين الحزبين علي اقتسام السلطة ‏.‏‏.‏ و مرة أخري لحل الحزب الشيوعي، و طرد نوابه من الجمعية التأسيسية‏.‏‏.‏ فقد عدلت الجمعية التأسيسية المادة 5/2 من الدستور، و التي تعد بمثابة روح الدستور‏.‏‏.‏ و هي المادة التي تنص علي الحقوق الأساسية، كحق التعبير، وحق التنظيم‏.‏‏.‏ و لما حكمت المحكمة العليـا بعدم دستورية ذلك التعديــل (مجلة الأحكام القضائية 196 أعلن رئيس الوزراء آنذاك، السيد الصادق المهدي، ((أن الحكومة غير ملزمـة بأن تأخذ بالحـكم القضائـي الـخاص بالقضيــة الدستورية))‏.‏ (الرأي العام 13/7/1966)‏.‏‏.‏ ليتعرض القضاء السوداني بذلك لصـورة مـن التحقيـر لم يتعـرض لـها في تاريخه قط!! و لما رفعت الهيئة القضائية مذكرة إلى مجلس السيادة تطلب فيها تصحيح الوضع بما يعيد للهيئة مكانتها (الرأي العام 27/12/1966) وصف مجلـس السيادة حكم المحكمة العليا بالخطأ القانوني (الأيام 20/4/1967) فاستقال رئيس القضاء السيد بابكر عوض الله، و قد جاء في الاستقالة: ((إنني لم أشهد في كل حياتي القضائية اتجاها نحو التحقير من شأن القضاء، و النيل من استقلاله كما أري اليوم‏.‏‏.‏ إنني أعلم بكل أسف تلـك الاتجاهات الخطـيرة عنـد قــادة الحكم اليـوم، لا للحـد مـن سلطـات القضـاء في الدستـور فحسب، بل لوضعـه تحت إشـراف الهيئة التنفيذية)) الكتاب المشار إليه آنفا‏.‏‏.‏ هذه صورة لفشل التجربة الديمقراطية النيابية في بلادنا، مما حولها إلى دكتاتورية مدنية، فهدد الاستقرار السياسي، حتى جاءت ثورة مايو بمثابة إنقاذ للبلاد!! إن قصور تجربتنا الديمقراطية مرده الأساسي إلى قصور الوعي- وعي الشعب، ووعي القلة التي تحكم الشعب، مما أفرغ مدلول كلمة الديمقراطية من محتواها - هذا وفشل الديمقراطية في ظل البلاد المتخلفة أدي إلي الانقلابات العسكرية، في كل مكان، في النصف الأخير من هذا القرن و ليس في الانقلابات العسكرية حل‏.‏‏.‏ *************
    تاكد البوست ده لو ما بكري ثبتو عنوان رائيس...انا بقوم برفعو يوميا ذى نشيد العلم..كل صباح الناس يحلقو قدامم...الناس العايزة توعى وتفيد وتستفيد
    سامعني ولي اقول كمان
                  

08-10-2006, 03:26 PM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    *
                  

08-11-2006, 01:33 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: Murtada Gafar)

    Quote: فقط لدي تعقيب
    1- هل تاثير مصر السياسي علي السودان فقط عبر الحزب الاتحادي الديموقراطي فقط؟
    1- الحزب الشيوعي السوداني صناعةمصرية
    2- الاخوان المسلمين صناعة مصرية
    3- القوميين الناصريين صناعة مصرية


    الأستاذ عادل أمين،

    الشكر لك على كلماتك الجميلة في حق هذه المساهمة.
    والشكر لك على المساندة والتشجيع.

    أما بخصوص ما أثرته أعلاه، فأقول لك:

    إنني لا أنكر أن التأثير المصري في الحركة السياسية السودانية يتجاوز كثيرا الإتحاديين كفصيل سياسي في الساحة السياسية السودانية. فقد شكل هذا التأثير ما أسميته في مداخلة لي في بوست الدكتور حيدر بدوي، (بالتيار الإتحادي العروبي) الذي وقف في وجه عودة الدولة الدينية الأنصارية كما خطط لها السيد عبدالرحمن المهدي.

    لكن الحزب الوطني الإتحادي الذي جاء نتيجة لاندماج خمسة أحزاب إتحادية، وحزب الشعب الديموقراطي، قد شكلا التجلي السياسي البحت لهذا التيار الثقافي العريض. أي جعلا من قضية الإتحاد مع مصر أيديولوجية مبررة لتجليهما السياسي. لذا لا أختلف معك في وجود بصمات لهذا التيار في الحزب الشيوعي السوداني والحركة الإسلامية السودانية. ولعل ذلك يتضح عند ما نصل بهذه المساهمة إلى سيرة هذين الحزبين.

    ولا يفوتني أن أعلن عن امتناني على ما أهديتني من كتابة المفكر الشهيد الاستاذ محمود محمد طه.
                  

08-12-2006, 06:05 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    ب- حزب الشعب الديمقراطى

    1- الفترة من 1956- 1958.

    يثبت قيام هذا الحزب عام 1956 المرونة الفائقة التى يتمتع بها التيار الإتحادي العروبى داخل الحركة السياسية السودانية. فقد إستطاع هذا التيار إن يبرز مرة بعد الأخرى تكتلا سياسيا وقيادة سياسية مختلفين كلما حدث تحول كبير في مصر. فقد ابرز هذا التيار جمعية اللواء الأبيض وقيادتها الصلبة على أيام مصر الملكية الإقطاعية في الربع الأول من القرن العشرين. وأبرز الأحزاب الإتحادية الديموقراطية العلمانية وقيادتها الواعية عندما تحولت مصر إلى الملكية الدستورية بعد عام 1936. وعندما وقع التحول السياسيى الأكبر في مصر بقيام ثورة يوليو عام 1952، إنتظر التيار الإتحادي العروبى أربع سنوات استبان فيها التوجهات السياسية الجديدة لمصر، ومن ثم أبرز في السودان (حزب الشعب الديمقراطى) ذا المنظور السياسي المتطابق مع خط مصر الناصرية القومى الإشتراكى. ونحن نعتقد إن أسباب قيام هذا الحزب تتلخص في ثلاثة نقاط :

    1/ تخلى الإتحاديين القدامى المتمثلين في (الحزب الوطنى الإتحادي) عن مبدأ الإتحاد مع مصر وهروبهم بعيدا عن الشعارات الثورية الإشتراكية التى نادت بها مصر الثورة.

    2/ التقارب الذى بدأ بين (حزب الامة) والولايات المتحدة الأمريكية والمتمثل في مشروع ايزنهاور والمعونة الأمريكية والرامى لمحاربة المد الإشتراكى المنطلق من مصر.
    3/ الخوف الإتحادي العتيق من عودة الدولة المهدية الدينية والتى بدا في العديد من فترات التاريخ السياسيى السودانى أن لامنجاة منها إلا بقوة مصر.

    بدأ هذا الحزب عمله السياسيى بعد إنتخابات عام 1957 حيث دخل في حكومة ائتلافية مع (حزب الامة) في ظل تقارب السيدين، علي الميرغني وعبدالرحمن المهدي. وإستطاع هذا الحزب ومن داخل الحكومة عرقلة وإيقاف مشروع ايزنهاور والمعونة الأمريكية للسودإن، دفاعا عن مصر الثورية. وقد كإن سلوك هذا الحزب ودفاعه عن أفكار الحكومة المصرية هو ما أرعب (حزب الامة) وجعله يستدعى الجيش ويسلمه السلطة عام 1958.

    2 - الفترة من 1964ـ 1969.

    بعد عودة النشاط السياسى الحزبي عقب ثورة أكتوبر الشعبية التى أطاحت بحكم العسكر في أكتوبر عام 1964، ظهر (حزب الشعب الديمقراطى) متمسكا بمبادئه العروبية القومية، واقفا في وجه التيار اليمينى الدينى المتمثل في (حزب الامة) والإسلاميين (جبهة الميثاق الإسلامي) والإتحاديين القدامى، (الحزب الوطنى الإتحادي). لهذا فإن الإندماج الغريب بينه وبين (الحزب الوطنى الإتحادي)، الذي كان في طريقه للتلاشي، عام 1967، لا تفسير له سوى أن الإندماج قد تم تحت مبادئ (حزب الشعب الديمقراطى) وليس بناء على تنازلات متبادلة. خاصة وإن الإتحاديين القدامى كإنوا في ذلك الوقت قد فقدوا الإستراتيجية والهدف. فهم لم يعودو إتحاديين بسبب نفورهم من الخطاب السياسيى لمصر الناصرية. ولم يعودوا عروبين بسبب نفورهم من المد القومى الإشتراكى في البلاد العربية.

    شكل إنقلاب مايو عام 1969 إختبارا حقيقيا لصلابة الخط العروبى القومى لحزب (الشعب الديمقراطى). فها هوالإنقلاب يرفع الشعارات القومية العربية، ويحدد موقفه من دول العالم بحسب موقف أية دولة من القضية الفلسطينية، ويقدم مساندته المطلقة لمصر الناصرية في نضالها ضد إسرائيل وضد الأنظمه العربية الرجعية. ولم يسقط (حزب الشعب الديمقراطى) في هذا الإختيار إذ أعلن تاييده لسلطة إنقلاب مايو 1969 وهى تواجه التيار الدينى المسلح في الجزيرة أبا عام 1969 كما ايدها وهى تواجه (الحزب الشيوعى السودانى ) في يوليو عام 1970.

    3 - الفترة بين عامى 1977 ـ 1985.

    في عام 1977وعقب التظاهرات الضخمة التى حركها التيار الدينى داخل السودان وعقب محاولة حسن حسين الإنقلابية اليمينية، وعقب محاولة غزو السودان من الخارج بواسطة مليشيات (الجبهه الوطنية) المعارضة المكونة من (حزب الامة) والإسلاميين والشريف حسين الهندى، الرمز الوحيد الباقى من الإتحاديين، عقب كل ذلك، أخذ النظام العسكري الدكتاتورى بقيادة جعفر نميرى يلين أمام كل هذه الضغوط القوية من التيار الدينى. وأخيرا أعلن قائد النظام دخوله في(مصالحة وطنية) مع المعارضة الدينية. ومنذ اليوم الأول لهذه المصالحة كان واضحا لكل ذى عين أن الدكتاتور جعفر نميرى قد سقط سقوطا كاملا في أحضان التيار الدينى. وكان هذا التحول هو الإختبار الثإنى لصلابة موقف (حزب الشعب الديمقراطى) ولتاكيد أن إندماجه مع (الحزب الوطنى الإتحادي) كان بناءا على مبادئه هو وليس تنازلا متبادلا مع الإتحاديين. وفى هذا الإختبار أيضا ورغم قسوة الظروف السياسية تمسك الحزب بمبادئه القومية العربية وفتر تاييده لسلطة مايو كما نأى الحزب بنفسه عن الدخول في مؤسسات السلطة التى دخلتها الحركة الإسلامية و(حزب الامة) وشتات الإتحاديين.

    4 - الفترة من 1985 ـ 1989.

    ظهر في هذه الفترة حصاد العلاقات العربية الواسعة التى إستطاعت زعامة الحزب (الإتحادي الديمقراطى) بنائها أثناء وقوفه في صفوف المعارضة بعد تحول نظام الدكتاتور نميرى بإتجاه التيار الدينى منذ عام 1977. وعلى الرغم من الضعف التنظيمى الواضح الذى بدى على أداء هذا الحزب خلال الفترة الديمقراطية، نتيجة لحظر النشاط السياسى في العهد الدكتاتورى، الا أنه كان له خط سياسى واضح وشجاع في القضايا السياسية السودانية الكبرى، مثل قضية الحرب المشتعلة بإستمرار في جنوب السودان. وقد كان ذلك الخط، وبالضرورة مخالفا لخط الحركة الإسلامية الذى يدق طبول الحرب ويطالب بالجهاد ضد (الحركة الشعبية) كما كان مخالفا لرأي (حزب الامة) المتذبذب كالعادة. لكل هذا فقد سعى الحزب (الإتحادي الديمقراطى) للتفاوض مع (الحركة الشعبية لتحرير السودان) وتوصل معها إلى إتفاق لإنهاء الحرب عام 1988. غير إن (الجبهه الإسلامية القومية) قد استبقت مابدا أنه بوادر تحالف عروبى ـ علمإنى، فنفذت إنقلابها في منتصف عام 1989.
                  

08-12-2006, 01:08 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: لمعرفة الأسس الجديدة لتوزيع أوراق اللعبة السياسية في السودان، لا بد لنا من استعراض متأن لمنطلقات وخطابات الأحزاب السياسية الفاعلة اليوم في الساحة السياسية السودانية.]


    قصدنا بالأحزاب السياسية الفاعلة هي تلك الأحزاب التي استطاعت الوصول للسلطة خلال نصف القرن الماضي الذي يمثل عمر السودان المستقل.

    بهذا المعنى فقد تبقى لناحزب (الإسلاميين) بغض النظر عن تقلبه بين الاسماء من مرحلة لأخرى (جبهة الميثاق - الجبهة الإسلامية - الجبهة القومية الإسلامية - المؤتمر "وطني وشعبي"). كما تبقى لنا (الحزب الشيوعي السوداني). ونعود بعدها لموضوعنا الأساسي، محاولة فهم التحالفات والشراكات الجديدة عشية الإنتخابات العامة
                  

08-13-2006, 10:58 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    ****
                  

08-13-2006, 12:00 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    4 - الحركة الإسلامية الحديثة

    مرت الحركة الإسلامية الحديثة في السودان بخمسة مراحل قبل أن تبلغ تحقيق هدفها النهائي وهو إقامة الدولة الإسلامية النموذج في السودان. ونلقي فيما يلي نظرة على مسيرة هذه الحركة في مختلف هذه المراحل.

    المرحلة الأولى 1950 – 1964

    هذه هي مرحلة الحركة التربوية الإصلاحية ومرحلة (الإخوإن المسلمون). في هذه المرحلة كانت الحركة، وكما عبر الدكتور حسن الترابي: (عالة في زادها الفكري والتنظيمي علي الخارج) . وفي واقع الأمر فإن المنبع الفكري الوحيد للحركة في هذه المرحلة كان هو إرشادات حسن البنا. والمطلب الوحيد للحركة هو إن يتقبلها المجتمع السياسي السوداني جزءا منه. وقد إستفادت الحركة من الأجواء السياسية الديمقراطية التي سادت المجتمع السياسي السوداني بعد الإستقلال، فلم تواجه حروبا من أي نوع كما لم تتكلف أية تضحيات. وحيث إن حسن البنا كان داعية مدنيا رافضا للعنف بشتي صوره، فإن الحركة، وهي تستقي منه فكرها، لم تكن نشازا وسط المجتمع السوداني المدني المسالم.



    المرحلة الثانية 1964 – 1969

    هذه مرحلة (جبهة الميثاق الإسلامي) وشعار (الدستور الإسلامي). مرحلة الحزب الذي شارك في الحياة السياسية مشاركة كاملة، وخاض الإنتخابات تحت شعاره المرفوع وإستطاع إن يدخل نوابا إلى الجمعية التاسيسية. في هذه المرحلة طرحت الحركة نفسها جماهيريا، وإن لم تستطع إلا إن تكون حركة صفوية. وقد امتازت جبهة الميثاق الإسلامي بالدقة في التنظيم ووضوح الرؤية في طرح الإسلام سياسيا بصيغة جديدة وكبديل سياسي منافس، متفوقة في ذلك علي التيارات الإسلامية الأخرى في السودان }الأنصار، الختمية، الصوفية، أنصار السنة{ ماعدا الجمهوريين.

    في هذه المرحلة تجاوزت الحركة الإسلامية السودانية أطروحات حسن البنا وأصبحت مرجيعتها الفكرية تعود إلى سيد قطب. والاختلاف في الدرجة بين فكر حسن البنا وسيد قطب يعود إلى سبب موضوعي جدا، وهو إن حسن البنا كان يفكر وينظم ويعمل ضمن نظام سياسي علي درجة كبيرة من اللبرالية، حيث كانت في مصر أحزاب وبرلمان وحريات عامة وحياة نيابية على أيام حسن البنا. بينما كان سيد قطب يفكر ويعمل وينظم ضمن نظام شمولي يكبل الحريات العامة ويمنع النشاط السياسي. وفي هذا نجد تعليل نبذ العنف لدي حسن البنا وتبنيه لدي سيد قطب. فحين رفض حسن البنا الثورة والعنف ضد الحكومة بعد حادثة إغتيال رئيس الوزراء المصري، النقراشي باشا علي يد أحد أفراد جماعة (الإخوإن المسلمون)، كان في الواقع يرفض معاملة الحكومة بالمثل إثر قيامها بحل الجماعة واعتقال قادتها وتشريدهم ومصادرة الأموال والشركات الخاصة بالتنظيم. وقد قال حسن البنا عندما سئل عن ردة فعل تنظيمه تجاه ما قامت به الحكومة، قال: (أما الثورة فلا يفكر فيها الأخوإن، ولا يعتمدون عليها ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها) .

    أما سيد قطب فقد حكم بجاهلية المجتمعات الإسلامية إستنادا علي مبدئه في الحاكمية، حيث ربط الحاكمية بالإقرار بألوهية المولي عز وجل. فهو يقول في (مقدمات التصورالإسلامي): (إن الإقرار بالألوهية يتضمن الإقرار بالحاكمية، وعدم الإقرار بالألوهية والحاكمية أو بالأولى دون الثانية، يفضي إلى جاهلية المجتمع، فالمجتمع إما مسلم وإما جاهلي) . ولمصطلح (الحاكمية) معني واحدا لدي سيد قطب، وهو تحكيم الشريعة الإسلامية. وهذا يعني ضمنا إستيلاء الإسلاميين علي السلطة في البلد المعين. فليس الحاكمية هنا مفهوما فلسفيا، إنما هي مفهوم سياسي مباشر يعني حكم الإسلاميين الراديكاليين. ولهذا يكون المجتمع إما مسلما يحكمه الإسلاميون وإما جاهلي يحكمه الآخرون ويجب تقويضه بالعنف.
    وأخطر من ذلك فإن سيد قطب قد نادى بحمل الناس وقسرهم علي الشرائع. فهو يقول إن (أولي خصائص الألوهية هي حق تعبيد الناس، وتطويعهم للشرائع والأوامر) .

    وبإنتقال الحركة الإسلامية السودانية من فكر حسن البنا إلى فكر سيد قطب فإنها قد أدخلت نفسها في مفارقة موضوعية باعتبارها حزبا عاملا في نظام ليبرالي تعددي. فإذ كان عنف (الإخوإن المسلمون) في مصر علي أيام سيد قطب مبررا بإزاء سلطة دكتاتورية عنيفة، فإنه لم يكن لعنف الإسلاميين في السودان ما يبرره حسب معطيات الساحة السياسية السودانية خلال تلك الفترة الديمقراطية (1964 – 1969). غير إن سرعة احتضإن الحركة الإسلامية السودانية لأفكار سيد قطب يؤكد إن العنف والقهر الذي أبدته الدولة الإسلامية الأولى في السودان، دولة الخليفة عبد الله، لم يكن أمرا عارضا أو ظرفيا، وإنما هو عنصر أساسي من عناصر قيام الدولة الدينية في بلد متعدد في كل شيء، ويرفض ويقاوم بإستمرار تجاهل أو سحق هذه التعددية. فمن شدة وعنف رفض الآخر للدولة الدينية، تأخذ الدولة الدينية في السودان شدتها وعنفها.


    المرحلة الثالثة 1969 – 1985

    هذه الفترة تشمل علاقة الحركة الإسلامية بالدكتاتور جعفر نميري، من المواجهة المسلحة ضده إلى المصالحة معه. ففي المقاومة المسلحة ضد نظام جعفر نميري الذي بدأ بوجه يساري صارخ، كان الإسلاميون هم رأس الرمح. وقد تحالفوا مع (حزب الأمة) والجناح غير الطائفي من الحزب (الإتحادي الديمقراطي) بقيادة الشريف حسين الهندي. ولم يكن ذلك التحالف سوي تحالف تكتيكي مرحلي هش, لكل عنصر من عناصره أجندته الخاصة. فبينما كان حسين الهندي يعمل صادقا لإعادة الديمقراطية، كانت الحركة الإسلامية تحلم بإقامة الدولة الإسلامية الحديثة. أما (حزب الأمة)، وبحسب مأزقه التاريخي الذي ذكرناه، فقد كان عليه إن يقول للدولة الديمقراطية التعددية نعم، وإن يقول للدولة الإسلامية الراديكالية الشمولية أيضا نعم. ولو كتب لمحاولة (الجبهة الوطنية) عام 1976 أن تنجح، لحدثت المواجهة بين الدولة الدينية والدولة العلمانية في ذلك التاريخ المبكر.

    مثلت مواقف أطراف هذه الجبهة من موضوع المصالحة مع نظام نميري، الاختلافات الجذرية بين هذه الأطراف. حيث ثبت الإتحاديون علي موقفهم المعارض للدكتاتورية باعتبار أن قضيتهم هي إستعادة الديمقراطية، ودخل (حزب الأمة) المصالحة ثم انسحب منها تمشيا مع التذبذب الناشئ من المأزق التاريخي الذي تطرقنا إليه سابقا. أما الحركة الإسلامية فقد وجدت في النظام الدكتاتوري ضالتها بعد أن غير وجهه الإشتراكي بوجه برجماتي ثم بدأ يميل إلى لبس قناع إسلامي. ولعل ما جذب الحركة الإسلامية إلى نظام نميري هو جرأته علي حمل الشعب السوداني وقسره علي كل ما يراه الدكتاتور القائد جعفر محمد النميري.

    إستمرت الحركة الإسلامية جزءأ من النظام الدكتاتوري حتى الأسابيع الأخيرة من عمره. وظهر خلال هذه المرحلة، تكتيك الحركة الإسلامية تجاه الطائفية. فهم يستعينون بالطائفية الدينية لدحر اليسار، كما حدث أول عهد نميري، ثم هم مع تحطيمها وزوالها في سبيل إقامة الدولة الإسلامية. أما إستراتيجيا فإن ضعف الطائفية دائما فرصة للحركة الإسلامية لسحب البساط من تحتها وإزاحتها من الطريق لتتولي هي قيادة الدولة الدينية وليس الطائفية. وقد قال الدكتور حسن الترابي مبررا إندماج الحركة في نظام نميري الدكتاتوري وفاضحا لإستراتيجيتها تجاه الطائفية :

    (مهما كانت من سياسيات اتخذتها مايو" يقصد نظام نميري " إزاء الطائفية، فقد إنكسرت شوكتها وتهيأت حركة سياسية نحو الإسلام مبرأة عن الجمود والقيود، وتتجه نحو المستقبل وتنفتح للأمة الموحدة ) . ولعل هذا من الأسباب التي جعلت (حزب الأمة) يتراجع عن المصالحة للحاق بركب المعارضة مرة أخرى والمطالبة بالديمقراطية.

    أخطر ما في هذه المرحلة هو أن الحركة الإسلامية قد فقدت فيها عنوإنها. فدخلت عناصرها في مؤسسات السلطة بما فيها (الإتحاد الإشتراكي). ولم يعد لها كيإن معلن يميزها عن النظام باستثناء (جماعة الفكر والثقافة الإسلامية)، التي قامت عام 1981 برئاسة بروفيسور مدثر عبد الرحيم. وحتى هذه فقد ضمت خليطا من التيار الديني بما فيهم الصادق المهدي، زعيم (حزب الأمة) نفسه.

    إندفع الدكتاتور جعفر نميري وقد ركبه الهوس الديني، يفعل ما كانت تتمنى الحركة الإسلامية، لو إنها كانت الفاعلة، فأعلن تطبيق الشريعة الإسلامية فيما عرف بقوإنين سبتمبر 1983، وقتل محمود محمد طه وتجاوز المؤسسات وأعلن الطوارئ وأقام محاكم الطوارئ وفصل الآلاف من العمال المضربين عن العمل وفصل القضاة من الخدمة.

    في كل ذلك، كان دور الحركة الإسلامية هو إخراج وصياغة المبررات الإسلامية لتصرفات الرئيس. فعندما أعلن الرئيس حالة الطوارئ بادر الدكتور الترابي ليقول: (إن في الإسلام طوارئ حتى في العبادات، كقصر الصلاة وإسقاط الصوم عن المسافر. وأن النبي صلي الله علية وسلم قد أعلن حالة الطوارئ يوم فتح مكة وكذلك أبو بكر رضي الله عنه عندما حارب مإنعي الزكاة).

    المرحلة الرابعة 1985 – 1989

    مجرد حسن الحظ، هو الذي أنقذ الحركة الإسلامية من مغبة حمل بعض أوزار العهد الدكتاتوري بعد إنتفاضة أبريل 1885 التي أطاحت به. فقد تدخلت الولايات المتحدة بقوة للضغط علي نميري ليتخلي عن تطبيق الحدود الشرعية. وكان هذا يعني تحريض نميري ضد الإسلاميين. وكان نميري، أواخر 1984 كالغريق الذي يبحث عن طوق للنجاة. فقد قابلت الدول الإسلامية وخاصة المملكة العربية السعودية، إعلانه تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان ببرود لم يتوقعه. أما مصر، فقد رأت في خطوة نميري تشجيعا مؤثرا للجماعات الإسلامية المنادية بتطبيق الشريعة في مصر. بالإضافة لهذه الصعوبات الخارجية، كان النميري يعاني صعوبات داخلية خطيرة في الإقتصاد. كما أن الحرب الأهلية قد تفجرت في الجنوب بشراسة بعد عشر سنوات من السلام. لكل هذا كان النميري مستعدا للتضحية بأصدقائه الإسلاميين إن كان ذلك سيجلب له رضا الولايات المتحدة ورضا مصر ورضا السعودية. فقد كانت عزلته قاتلة. وبالفعل فقد بدأ نميري إجراءاته التعسفية وشرعت أجهزته الأمنية في اعتقال زعمائهم إلا إن الإنتفاضة الشعبية لم تمهله فألقت به وبنظامه في مزبلة التاريخ في أبريل 1985 .

    خرج الإسلاميون أو قادتهم بالأصح من سجون نميري قائلين:
    (نحن أول من دخل سجون الدكتاتور وأول من خرج منها). ولم تكن هذه الحجة الواهية لتجدي لولا إن الحركة الإسلامية قد خرجت بمكاسب ضخمة من خلال مشاركتها في سلطة نميري لما يقارب العشر سنوات. فقد تغلغلت الحركة في الجيش والأمن وأمسكت بزمام الإقتصاد والإعلام في السودان.

    خرج الإسلاميون من خلال تجربة إشتراكهم في سلطة النميري، بما أكد لهم عمليا، إن تطبيق الشريعة في السودان لا يتأتى إلا عن طريق سلطه شمولية دكتاتورية. فالمعارضة التي واجهتها القوإنين الإسلامية من داخل مؤسسات النظام الشمولي نفسه، علي عهد نميري كانت أمرا لا يمكن للحركة الإسلامية الاستهإنة به. ولولا دكتاتورية نميري المطلقة لما أمكن تمرير تلك التشريعات في مجلس الشعب. فقد وقفت عناصر حزب السلطة نفسه، (الإتحاد الإشتراكي) ضد تلك التشريعات كما وقف الجنوبيون الذين صالحوا النظام في إتفاقية أديس أبابا عام 1992 ضدها. وشهد مجلس الشعب مواجهه حقيقية بين الدولة الدينية والدولة العلمانية عام 1983.

    هذه التجربة في محاولة تمرير التشريعات الإسلامية علمت الإسلاميين أنه لابد لهم من ضمإن تأييد الجيش ولابد لهم من الإمساك بزمام الإقتصاد والإعلام إن هم أرادوا تحقيق هدفهم النهائي وهو إقامة الدولة الإسلامية النموذج في السودان. وقد فعلوا الأمرين بنجاح خلال مشاركتهم في نظام نميري.

    جاءت نتيجة أول إنتخابات بعد سقوط الدكتاتور نميري عام 1986 لتزيد الإسلاميين ثقة في إنفسهم إذ إنهم ، بغض النظر عن أقوال خصومهم حول الأساليب التي مارسوها أثناء عمليات التصويت وقبلها، قد احتلوا المرتبة الثالثة بعد أكبر حزبين في البلاد وصاروا رقما سياسيا لا يمكن تخطيه. كل هذه النجاحات جعلت الحركة الإسلامية تعمل علنا، أثناء الفترة الديموقراطية، للسيطرة علي الجيش وتجاهر بالتقليل من شأن الديمقراطية العلمانية في صحفها السيارة وتعد عدتها للإستيلاء علي السلطة .

    كان الأمر في السودان في الفترة ما بين عامي 1986 – 1989 يشبه من عدة وجوه أجواء ألمإنيا أواخر الثلاثينيات، والحزب النازي يعد عدته علنا لوأد الديمقراطية ولا توجد قوة قادرة علي تغيير القدر المحتوم. فإذا أضفنا إلى ذلك إن الحركة الإسلامية قد بان لها خطأ حساباتها بشأن قوة الطائفية، واتضح لها بإن تجربة نميري الطويلة المتنوعة من الإشتراكية إلى الإسلام لم تكسر شوكة الطائفية أو تنهي سيطرتها علي الشارع الإسلامي في السودان، فإن الحركة الإسلامية لاشك قد صارت أكثر قناعة في تلك الفترة، بإن الطريق إلى الدولة الإسلامية لا يمر مطلقا بالبرلمان وصناديق الإقتراع، ولابد من وازع السلطإن.

    وأخيرا جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما وقع زعيم الحزب (الإتحادي الديمقراطي) إتفاقية سلام مع زعيم (لحركة الشعبية لتحرير السودان) في أديس أبابا عام 1988. فقد رأت الحركة الإسلامية في هذه الإتفاقية الخطر، كل الخطر علي مخططاتها لإقامة الدولة الإسلامية في السودان. هنا تحركت الحركة الإسلامية لنسف الدولة العلمانية التي حاول الميرغني وقرنق وضع حجر أساسها في أديس أبابا عام 1988.

    المرحلة الخامسة ( 1989 – 2000 )

    هذه هي مرحلة إقامة النموذج . نموذج الدولة الإسلامية في العصر الحديث . لقد ظلت الحركة الإسلامية الراديكالية العالمية، وظل جهد قادتها، منذ حسن البنا إلى حسن الترابي، تجريدا نظريا حول وجوب إقامة الدولة الإسلامية ووصفا إنشائيا للخير العميم المرتجي للمسلمين من إقامة هذه الدولة، وظل التنظير الإسلامي يعوزه النموذج الحي في العصر الحاضر، كان الشيوعيون يمدون سبابتهم تجاه الإتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وحتى الصين وكوريا, نمإذج حية وواقعية لما يدعون الجماهير إليه. وكان اللبراليون يؤشرون تجاه أوربا الغربية والولايات المتحدة وكندا وأوستراليا، نمإذج لما يصبون إليه. أما الإسلاميون، فقد ظل نموذجهم الذي يشيرون إليه هو التاريخ. دولة الرسول (ص) في المدينة، عدل عمر بن الخطاب وعدل عمر بن عبد العزيز. وبين المواطن البسيط والمتعلم وبين هذا التاريخ المجيد تقف العديد من عهود الظلم والإنحطاط منذ الأمويين وحتى خلافة الأتراك العثمإنيين التي حاربها السودانيون في الثورة المهدية. ومقابل عدل عمر بن الخطاب وعدل عمر بن عبد العزيز، يستطيع أي خصم سياسي أن يعدد عشرات الخلفاء الظلمة الجائرين.

    نعم، كان لابد من نموذج يثبت إن الإسلام كنظام دولة صالح لكل زمإن ومكان. وكانت الحاجة لنموذج لا تخص الحركة الإسلامية السودانية وحدها، بل هي الهم الذي يؤرق الحركة الإسلامية العالمية. وكانت الحركة الإسلامية السودانية وبلدها السودان هما الإنسب والأقرب لإقامة النموذج الإسلامي العصري. لماذا؟

    أما من ناحية الحركة الإسلامية السودانية فهي الوحيدة من بين مثيلاتها التي تمرنت علي السلطة في عهد جعفر محمد نميري (1975 – 1985). وهي الحركة الحيدة التي صارت حزبا شرعيا ضمن عهدين ديمقراطيين، مارست خلالهما طرح أفكارها وبرامجها جماهيريا، واحتكت مباشرة مع قضايا الشعب متخطية مرحلة الخطاب الصفوي إلى الخطاب السياسي العام. وهي الحركة التي صارت رقما سياسيا في بلدها من خلال الكسب الجماهيري عبر صناديق الاقتراع. لكل هذا فهي الحركة الأكثر تأهيلا علي مستوي العالم الإسلامي لإقامة النموذج العصري، خاصة وإن النموذج الإيرإني الشيعي ليس هو النموذج المطلوب، كما إن نموذج آل سعود ليس هو حلم الحركة الإسلامية الراديكالية.

    أما من ناحية موطن الحركة الإسلامية السودانية، السودان، فهو الآخر أقوي الأقطار الإسلامية حظا في إقامة الدولة النموذج. فالسودان لا يزال مشروع جمهورية لم يتفق بعد علي نظام الحكم فيها. والقومية السودانية لا تزال أمر مشكوك فيه لعدم حسم قضايا البلاد المصيرية. وهذا يعني إن السودان بخلاف كل الدول العربية والإسلامية، لم يحسم أمر السلطة فيه بعد، إذ أن السلطة في السودان لم تؤول إلى فئة محدد، هي صاحبة السلطة فيه. فمعظم الدول العربية والإسلامية، للسلطة فيها أصحاب، يصعب إنتزاعها من أيديهم، سواء كان هؤلاء أسرا مالكة مثل السعودية والمغرب والأردن ودول الخليج، أو حزبا سياسيا مثل العراق وسوريا والجزائر ( إنذاك)، أو مؤسسة عسكرية مثل مصر وسوريا وتركيا وليبيا. فالسودان هو بلد السلطة غير المحروسة بأسرة أو جيش أو حزب أو دستور. فهو البلد الوحيد الذي من السهل الوصول للسلطة فيه بإنقلاب عسكري. وقد اثبت الدكتور حسن عبدالله الترابي، قائد الحركة الإسلامية منذ ظهورها علي المسرح السياسي السوداني، أثبت إن هذا الأمر، أمر استلام السلطة قد جرت حوله نقاشات مطولة داخل الحركة:

    (فدارت مناظراته حول محاور شتي منها - المناظرة بين إستراتيجية التمكين أو الأخذ العام وإستراتيجية التدرج أو الأخذ علي تخوف، أي بين الذين يرون إن منهج التحول الإسلامي الأسلم هو قيام الحركة بديلا موازيا ومتميزا عن النظام الحزبي القائم ثم مواجهته وإجتثاثه جملة واحدة وتولي خلافته السياسية، والذين يرون بلوغ نفس النتيجة من خلال إدخال التحولات في السياق القائم شيئا فشيئا بما يربي الجماعة ويؤهلها تدريجيا علي تحمل المسئوليات الكبرى، وبما يهيئ البلاد والعالم من حولها لاستقبال صدمة التحول وبما يبعض ردة الفعل )

    هذا هو مشروع الدولة الدينية في السودان يتحرك في تجليه الثالث بعد دولة الخليفة عبد الله التعايشي ودولة أمير المؤمنين نميري، لإجتثاث مشروع الدولة الديمقراطية العلمانية ضمن علاقة الإجتثاث التي ميزت المشاريع السياسية الثلاث الكبرى التي تقسمت حولها الحركة السياسية السودانية منذ نشأتها.

    المرحلة السادسة (الإنقسام)
    السلطة هي مقبرة الأحزاب العقائدية. فعند الوصول للسلطة ينقسم الحزب العقائدي تلقائيا ما بين فئة في السلطة ترى ما تراه الأجهزة الحزبية الأخرى والقواعد. ترى ما يجبرها على الترتجع والمساومة والحسابات الإقليمية والدولية. وفئة بعيدة عن الممارسة الفعلية للسلطة السياسية لن تتفهم ما تقوم به الفئة الأولى فيقع التناقض والإنقسام.

    هذا من ناحية عامة. أما من ناحية ما حدث للجبهة القومية الإسلامية تحديدا فقد كانت ثمة عوامل متشابكة أدت لانقسامها. فبالإضافة للضغوط الداخلية (المعارضة السياسية والعسكرية)، كان هناك رفض إقليمي (أفريقي وعربي) لهذا النظام الذي يشجع الجماعات المتطرفة على التطلع لاقتصاب السلطة. وكان هناك الرفض الدولي.

    والنتيجة أن الجبهة القومية الإسلامية التي كونها الترابي بعد انتفاضة أبريل 1985 قد انقسمت إلى (المؤتمر الوطني) و (المؤتمر الشعبي).
                  

08-13-2006, 12:07 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    فات علينا أن ننوه إلى أننا قد اعتمدنا في كامل المعلومات الواردة عن مراحل تطور الحركة الإسلامية، على كتاب الدكتور حسن عبدالله الترابي الذي بعنوان: (الحركة الإسلامية في السودان)، الطبعة الأولى - كراتشي - باكستان.

    ولهذا وجب التنبيه.
                  

08-14-2006, 03:42 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الخيل الحرة تظهر في اللفة

    البوست ده يبقى في الصفحةالاولى
                  

08-14-2006, 07:07 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    عاجزون عن الشكر أيها الرائع عادل أمين.
                  

08-15-2006, 05:13 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: فات علينا أن ننوه إلى أننا قد اعتمدنا في كامل المعلومات الواردة عن مراحل تطور الحركة الإسلامية، على كتاب الدكتور حسن عبدالله الترابي الذي بعنوان: (الحركة الإسلامية في السودان)، الطبعة الأولى - كراتشي - باكستان.
    ولهذا وجب التنبيه.


    الاخ العزيز حامد بدوي البشير
    تحية طيبة
    لفتة اكاديمية بارعة ان تنسب كل شيء الي مصدره
    اما رفع البوست

    هذا واجب وطني...ومحاولة جادة لكسر الشللية والمجاملات..و بوستات المهاترات المسنجرية الطابع المخيمة في الصفحة الاولى الكثيرة الزوار والمتفاعلين دون احتواءها علي اى قيمة معرفية تذكر(ليس كل البوستات بالطبع ونحن نذكر الحقيقة ولا نبخس الناس اشياؤهم )
    نحن نتعامل مع ما ينفع الناس هنا بصرف النظر عن كاتبه...وهذا الجهد المقدر..يجب ان يرفع عنوان رئيس فوق ايضا
    .......................................
    تعقيب
    طبعا من الواضح من كلامك
    بعد الاستقلال
    ان الدولة السودانية الفدرالية الديموقراطية المدنية نفسها لمن تنضج ..لذلك عجزت احزاب السودان القديم ان تملاء الفراغ الناجم عن اشكالية الهوية والتوزيع العادل للسلطة وللثروة
    وكان يمكن ان تتطور هذه الاحزاب لو فصلت المكتب السياسي فصل تام عن العبائة الطائفية واحتكار ابناء الاسر الارستقراطية في الحزبين للمناصب الحساسة دون انجازات تنموية او فكرية تذكر .. اعني فصل الدين عن السياسة داخل الحزب يجعله حزب لكل السودانيين..هذا الفراغ فتح الباب امام الايدولجيات الوافدة الشيوعيين/الاخوان المسلمين/البعثيين/الناصريين.. وطرحت نفسها البديل الاسوا..وخلق الصراع بين الاحزاب السودانية المنشا والوافدة الدائرة الشريرة انقلاب.. ديموقراطيةهشة...انقلاب..ديموقراطية هشة في مسلسل الصعود الي الهاوية... ودفع ثمنه الشعب االمغييب فقط لان هذه الكيانات تعيد انتاج نفسها وفشلها ايضاعبر كل مرحلة وتنسلخ من ماضيها المشين كالثعابين
    لذلك ساعيدك الي السؤال الاول
    هل نستورد احزاب من اليابان؟؟؟؟؟
    ام تنشا احزاب جديدة من تكتلات الساحة السودانية..وهو جوهر العنوان الذى فتحت به انت هذا البوست
    لذلك الدراسات التي تتعلق بالمستقبل اهم من التي تتعلق بالماضي في هذه المرحلة..ومع ذلك جهدك المقدر سيساعد احزاب السودان القديم على معرفة نفسها واخفاقاتها المستمرة..والحديث ذو شجون
    وفوق ايضا
    حتى ياتي من يدافع عن السودان القديم او احزابه هنا
    انهم يهربون من العمل الاكاديمي الموثق والجيد كالذى قدمته هنا..ويذهبون للبوستات الغوغائية والضد ثقافة المجتمع المدني والتى تحقر بالناس والقبائل والجهات والرموز والنساء ايضا.. للتشويش والاستشعار من بعد..وهنا تكمن ازمة المثقف السوداني القديم والمعاصر وتتجلى بصورة مؤسفة في هذا البورد
    واصل نحن في سباق المسافات الطويلة
    والخيل الحرة تظهر في اللفة
    واللفة قربت ك
                  

08-15-2006, 01:30 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    في كل ذلك، كان دور الحركة الإسلامية هو إخراج وصياغة المبررات الإسلامية لتصرفات الرئيس. فعندما أعلن الرئيس حالة الطوارئ بادر الدكتور الترابي ليقول: (إن في الإسلام طوارئ حتى في العبادات، كقصر الصلاة وإسقاط الصوم عن المسافر. وأن النبي صلي الله علية وسلم قد أعلن حالة الطوارئ يوم فتح مكة وكذلك أبو بكر رضي الله عنه عندما حارب مإنعي الزكاة
    that is the the truth
    but what did others do about it?
    nothing

    i have to say this is wonderful analysis
    please keep it up
    i hope bakri will put this post at the top of the board
    as adil said
    well done
    dr mustafa mahmoud
                  

08-16-2006, 05:30 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: Mustafa Mahmoud)

    الأستاذ عادل الأمين،
    لك تحياتي.

    كلما قررت أن (الف) يجئني منك سؤال يطيل المسافة. بعض اسئلتك تحتاج (بوست) منفرد. والاسئلة الصحيحة والجديدة أهم من كل الإجابات لأنها تضئ المناطق المعتمة من الفكرة.

    أثار انتباهي الفكرة التي طرحتها حول أن الصراع بين الأحزاب السودانية المنشأ والوافدة هو المسئول عن الدائرة الشريرة (ديموقراطية هشة – إنقلاب – ديموقراطية هشة - ... الخ.). فلم يسبق لي أن فكرت في الأحزاب السودانية مقسمة إلى سودانية المنشأ ووافدة. أما عن الدائرة الشريرة وحتي تكون إجابتي وافية بقدر المستطاع، فأعد بأن أفرد لها خيطا بعنوان: (كيمياء السلطة في السودان).

    تبقت لنا من الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية السودانية كل من الحزب الشيوعي السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان. بعدها سنحاول قراءة التحالفات والشراكات الجديدة على ضؤ ما عرفنا من استعراضنا لمواقف وخطابات هذه الأحزاب.


    الدكتور مصطفى محمود،
    أشكر لك المتابعة والتشيع والتعليقات المحكمة والتساؤلات الصحيحة.
                  

08-16-2006, 12:15 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    5 - الحزب الشيوعي السوداني

    تنويه: كل المعلومات التاريخية الواردة في التحليل أدنا مأخوذة مباشرة من كتاب ((لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني) –الطبعة الثانية 1987م، لمؤلفه/ الأستاذ عبدالخالق محجوب.


    كانت أغلبية المثقفين السودانيين القاطنين في العاصمة الوطنية أمدرمإن، قد رأت، عند إنبعاث الحركة السياسية - الثقافية السودانية، في بداية أربعينات القرن العشرين، إن صمام الأمان الوحيد بينهم وبين عودة تسلط العقلية الهمجية الرعوية الأمية، هو الإحتماء بمصر، باعتبارها القوة القريبة القادرة على ردع ذلك الخطر. هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى فإن مصر كانت هي رمز ونموزج للحياة المتقدمة الراقية المتحضرة في نظر أغلبية المثقفين السودانيين في ذلك الزمن.

    نعم هذه القناعات لم تكن ضمن ما أفصح عنه الخطاب السياسي -الثقافي للتيار الإتحادي العروبي ولكنها بالتأكيد ضمن ما أخفاه ذلك الخطاب. وبدون الكشف عن هذا المخفي من الخطاب السياسي-الثقافي الإتحادي، فإن الدعوة للإتحاد مع مصر، ومهما جعجع الإتحاديون، سوف تظل واهية وغير وطنية وتعج بالمغالطات. فكيف يطمح السودان الضعيف إلى الثورة وطرد بريطانيا العظمى من (وادي النيل)، بينما يقف ملك مصر وبشواتها موقفاً سلبياً، إن لم يكن ممالئاً للإنجليز؟ هذا فضلا عن أن مصر تشارك فعلياً في إحتلال وإستعمار السودان.

    لكل هذا فإن الجزء المخفي من الخطاب السياسي الإتحادي أكثر تماسكاً من الجزء المعلن. وعلى العكس تماماً من ذلك، فإن الجزء المعلن من خطاب التيار الإستقلالي الديني أكثر تماسكاً ومعقولية من الجزء المخفي. فالمعلن من خطاب التيار الإستقلالي الديني مباشر وواضح المضمون وهو خروج المستعمر المصري -الإنجليزي وعودة السودان مستقلاً لأهله. والمستعمر الإنجليزي ليس له أطماع في ضم السودان ضماً نهائياً لبريطانيا، لإن ذلك مستحيلاً عملياً. أما المستعمرالمصري فلديه تلك الأطماع ولا يفتأ يعلن عنها صراحة. وإذا كان الخيار بين إستعمار عادي وإستعمار استيطإني، فبالتأكيد إن الإستعمار الأول هو الأفضل.

    إذن، إن ما أخاف الإتحاديين هو الجزء المخفي من الخطاب السياسي الإستقلالي. فعودة السودان الحر المستقل عن مصر مقصود به عودة الوضع إلى ما قبل التدخل المصري - البريطإني، أي عودة المهدية. وها هم الأنصار جاهزون ومستعدون للجهاد والتضية بأرواحم من أجل عودة دولتهم. ولهذا قال الإتحاديون عن الدعوة لإستقلال السودان: (دعوة حق أريد بها باطل).

    كان هذا هو الواقع السياسي الذي واجهه المثقفون الماركسيون السودانيون في بداية أربعينات القرن العشرين وهم يسعون ليكونوا عنصراً مؤثراً في الساحة السياسية السودانية. فلمإذ أحجم مؤرخو الحركة الشيوعية السودانية عن الخوض في تحليل هذا الواقع؟.

    نحن نعتقد إن مؤرخو الحركة الشيوعية السودانية، وعل رأسهم الأستاذ عبد الخالق محجوب، قد تحاشوا الخوض في تفاصيل الواقع السياسي السوداني في بداية إنبعاث الحركة السياسية السودانية، بسبب أن الخوض في تحليل ذلك الواقع كان سيكشف ما أرادوا هم اخفاءه من خطابهم السياسي العام، عندما قرروا إن يعملوا (كجناح يساري في نطاق الأحزاب الإتحادية). وتحليل الخطاب السياسي الإتحادي كان سيكشف عن أن الماركسيين قد ركنوا مع الإتحاديين للتحالف مع باشوات مصر.

    والوسيلة الوحيدة لكشف المخفي من أي خطاب سياسي، هي تفكيك الجزء المعلن فيه وكما فعلنا مع الخطاب السياسي الإتحادي والخطاب السياسي الإستقلالي نفعل مع الخطاب السياسي الماركسي، فنقول:

    عندما كون الماركسيون (حركة التحرر الوطني) وقرروا العمل (كجناح يساري في نطاق الأحزاب الإتحادية)، فإنهم قد حكموا على حركتهم بإن تنفصل تماماً عن الجماهير المسحوقة إقتصادياً والمهمشة إجتماعيا وسياسياً وثقافياً وذلك لإن هذا القرار كان يعني عملياً حصر النشاط الشيوعي داخل المدن حيث توجد جماهير الأحزاب الإتحادية. أما الجماهير المسحوقة المهمشة فهي في الأرياف والهوامش حيث يتمدد نفوذ (حزب الأمة). والسبب وراء هذا القرار هو عجز المثقفين الماركسيين عن مواحهة الصعوبات الهائلة التي تقف بينهم وبين الاتصال بهذه الجماير المهمشة المسحوقة من الرعاة والمزارعين المطريين في الأرياف والهوامش وأطراف القطر شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. وتتمثل تلك الصعوبات في نقطتين أساسيتين هما:

    1 - الإنعدام التام للوعي لسياسي - الثقافي لدى هذه الجماهير مما يمنع وصول الخطاب السياسي - الثقافي والشعار الماركسي إليها.

    2 - الدين. فغالبية هذه الجماهير مسيطر عليها دينياً من قبل القيادة الطائفية الأنصارية والختمية، وذلك في الشمال والشرق والغرب، ومن السهل جداً شحنها ضد الفكر الشيوعي الملحد.

    وإذ قرر المثقفون الماركسيون، دون إن يقولوا ذلك صراحة إنهم أضعف من إن يجابهوا الصعوبات التي تحول بينهم وبين غالبية الجماهير المسحوقة المهمشة، فإنهم قد قرروا حصر قضيتهم وموضوع نضالهم في مسألة مقاومة الإستعمار، وكأن زوال الإستعمار سوف يحرر تلك الجماهير مما تعإني من الإنسحاق والتهميش والمظالم.

    لكل هذا فقد كان شعار (حركة التحرر الوطني) هو (النضال ضد الإستعمار) كجزء معلن من خطاب الماركسيين السياسي. وهكذا فإن الماركسيين يبدون هنا وكأنهم في حيرة من أمرهم. فالنضال ضد الإستعمار لايحتاج نظرية ماركسية، إذ أن أي إنسان وطني يمتلك الإستعداد الفطري لذلك. وعليه فالجزء المخفي من الخطاب السياسي الماركسي هو (النضال ضد الرإسمالية في مرحلة لاحقة)

    ويبدو إن مثقفو (حركة التحرر الوطني) لم يكونوا أكثر من حلقة مغلقة لتدارس الماركسية. ولكن مسيرة الحركة الشيوعية السودانية قد إستطاعت سريعاً أن تكسر جمود تلك الحلقة وأن تنطلق. وهذا ماسوف نأتي عليه ونحن نتابع مسيرة (الحزب الشيوعي السوداني).

    (1) في عام 1946م كان الصراع بين دعاة الجمود ودعاة الإنطلاق داخل الحركة قد احتدم، بل إنفجر إنفجاراً داخل اللجنة المركزية للحركة. وفي صيف ذلك العام إستطاعت (العناصر الثورية) أن تطرد من اللجنة المركزية من أسموهم حينها (بالعناصر الإنتهازية). وتشكلت لجنة مركزية جديدة. وبالفعل فقد إستطاعت القيادة الجديدة أن تعمل بسرعة على توطيد الحركة داخل جماهير العمال في المدن، إذ لم يكن هناك عمال خارجها. وقد ظل خط الحركة العام هو (النضال ضد الإستعمار وحق الشعب السوداني في تقرير مصيره). وتقوقع الشيوعيون داخل المفهوم الغامض للإستقلال وتقرير المصير، إذ لم تتحدث وثائقهم حول آليات ممارسة الشعب السوداني تقرير مصيره. وكان هذا الموقف ضبابيا تماما مقارنة مع موقفي الحزين الكبيرين. فإذا كان التيار الإستقلالي يتحدث عن الإستقلال، فقد كان لدى قيادة هذا التيار مفهوم خاص للإستقلال. وهو خروج المستعمرين، مصر وبريطانيا. أما الإتحاديون فإنهم يعنون بالإستقلال خروج الإنجليز عن وادي النيل. ولم يستطع الشيوعيون تحديد مفهوم خاص بهم للإستقلال. فهم يتحدثون فقط عن النضال ضد الإستعمار وحق الشعب السوداني في تقرير مصيره، بدون تفاصيل تكشف عن رؤية واضحة. بل إن الشيوعيين إندفعوا ودفعوا بالعمال في نضال غير واضح الأسباب أو الأهداف ضد (الجمعية التشريعية) عام1948م. فإذا كان الإستقلاليون قد أيدوا قيام الجمعية التشريعية فلأنها تؤكد إنفصال السودان عن مصر. وإذا كان الإتحاديون قد قاوموها فلنفس السبب الإستراتيجي. أما موقف الشيوعيين منها، فلم يكن في وضوح موقف تلك القوة التقليدية.

    فلاشك أن الإدارة الإستعمارية، قد قصدت من إقامة الجمعية التشريعية خلق جسر يين السلطة، (الحاكم العام)، وبين الشعب السوداني. فالجمعية التشريعية لم يقصد منها إضفاء شرعية على سلطة الحاكم العام. فشرعية سلطته مستمدة من إتفاقية الدولتين المستعمرتين. بل إن الحاكم ترشحه بريطانيا وتعينه مصر.

    (2) في عام1950م عقدت (حركة التحرر الوطني) أول مؤتمر لها تحت مسمى (الحزب الشيوعي السوداني). وحدد الحزب وجهة نظره حول المرحلة السياسية إنذاك على إنها: (مرحلة الإتحاد الوطني ضد الإستعمار من أجل حق الشعب في تقرير مصيره). وإذا كان الصراع السياسي في السودان يدور أساساً حول معنى الإستقلال، فإن ذلك يعني أن الصراع كان يدور حول مستقبل السودان بعد خروج المستعمر ونيله إستقلاله. فالإستقلاليون الدينيون كانوا يرون إن مستقبل السودان هو الإرتباط بارثه الديني المهدوي، كما كان الإتحاديون يرون إن المستقبل الوحيد للسودإن هو في الإرتباط بمصر من أجل إجهاض المشروع الإستقلالي الديني. ووسط كل هذه الرؤى الواضحة المرتبطة بمستقبل الدولة المستقلة في السودان، كان (الحزب الشيوعي السوداني) يجعل من النضال ضد الإستعمار وحق تقرير المصير نهاية حدود رؤيته، ولا يقول شيئاً عن مستقبل الدولة المستقلة. هل كان الحزب يسعى إلى أن تكون الدولة القادمة، إستقلالية دينية أم إتحادية عروبية أم شيئاً ثالثاً؟ هذا ما لم يكن واضحاً أبداً. بل أن الحزب قد ترك هذه القضية الرئيسية، قضية الساعة آنذاك، وانغمس أكثر في الحديث عن وسائل تحقيق النضال ضد الإستعمار. وقد حدد ذلك (بتنظيم جماهير الطبقة العاملة وبناء التحالف الوثيق بينها وبين جماهير المزارعين). ولم يحاول أبداً خلق تيار ثالث ينادي بالإستقلال حسب رؤية جديدة. وهذا يعود بنا إلى ما ذكرناه سابقاً عن عجز الماركسيين عن الوصول إلى جماهير الأرياف والهوامش لاستقاء وجهة نظرها وتبني خط سياسي بناءاً على ذلك. فقد كانت الجماهيير الغفيرة في الشمال الأقصى والجنوب وجبال النوبة ودارفور بعيدة كل البعد عما كان يسعى له التيار الإتحادي العروبي المتمثل في الأحزاب الإتحادية وعما كان يدعو له التيار الإستقلالي الديني المتمثل في (حزب الأمة).

    (3) في عام 1952م أسهم الحزب بفعالية في تكوين (الجبهة المتحدة لتحرير السودان) التي دفع فيها بالنقابات العمالية. وكان هذا امتدادا لمحاولات الحزب إثبات وجودة كقوة فاعلة داخل الساحة وليس أكثر. فلا تزال الأجندة الرئيسية وراء حركة الساحة السياسية السودانية غريبة عليه، كما لا يزال الحزب عاجزاً عن تحديد وإعلان رؤيته الخاصة لمستقبل السودان بعد خروج المستعمر. وحيث إن الحزب قد صنف الأحزاب الإتحادية على إنها (أحزاب الرإسمالية الوطنية)، فإنه من الواضح كان يركن إلى أن رؤيتها لمستقبل السودان هي الأقرب إلى خط الحزب على الرغم من إنتقاداته (لتردد) تلك الأحزاب و(إتجاهاتها الرجعية) أحيإناً.

    (4) في عام 1953م اتخذ الحزب الشيوعي السوداني موقفاً غريباً من (إتفاقية السودان) أو ما عرف بإتفاقية الحكم الذاتي. فقد إنفرد الحزب برفضه لتلك الإتفاقية التي قبلتها كل الأحزاب السودانية. فهذه الإتفاقية كانت تعني عملياً موافقة بريطانيا على الخروج من السودان بعد إنقضاء فنرة الحكم الذاتي التي تركت للبرلمان المنتخب تحديد موعد نهايتها ولم تشترط سوى إكمال عملية السودنة خلال تلك الفترة، ومن ثم إجراء إستفتاء يحدد فيه الشعب السوداني مصيره بين خيارين هما الإرتباط بمصر حسب ما يدعو إليه التيار الإتحادي العروبي أو الإستقلال التام حسب ما يدعو إليه التيار الإستقلالي الديني. وواضح جداً إن هذه الإتفاقية كانت تضع نهاية تامة للهدف المرحلي الذي كرس (الحزب الشيوعي السوداني) كل جهده السياسي تجاهه، ألا وهو النضال ضد المستعمر وحق الشعب السوداني في تقرير مصيره. فقد أجابت الإتفاقية على القضيتين بما يرضي غالبية الشعب السوداني. ولم يلبث الحزب إن رأي ضعف موقفه الرافض للإتفاقية فعاد وتراجع عن هذا الموقف في شهر مارس من نفس العام.

    (5) وإزاء تسارع الأحداث السياسية بعد عام 1953م، كان على الحزب إن يحدد إستراتيجيته السياسية فوراً بعد أن تراجع عن الموقف الفج تجاه إتفاقية الحكم الذاتي. وبالفعل فقد حدد الحزب إستراتيجيته في مؤتمره الثاني عام 1953م. وإنقل هنا حرفياً ما أورده الأستاذ عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب في تحديد تلك الإستراتيجية:

    (إن يدفع بالطبقة العاملة إلى مركز القيادة للجماهير، وإنه من الممكن لهذه الطبقة أن تحل قيادتها مشاكل التحرر الوطني الديموقراطي ثم تسير بالبلاد إلى أحداث الثورة الإجتماعية)

    فإذا عرفنا أن الحزب لم يحقق أي نجاح يذكر في إنتخابات برلمان الحكم الذاتي (فاز بمقعد واحد)، فإننا ندرك أن تلك الإستراتيجية السياسية التي تبناها الحزب عام 1953م، لم تكن أكثر من أحلام. فإذا كان الحزب يخطط لأن تتولى قيادة الطبقة العاملة قيادة جماهير الشعب السوداني متخطية (الحزب الوطني الإتحادي) و(حزب الأمة)، فإن الحزب كان يحلم بلا شك، بل كان يسعى إلى تضليل كوادره بهذه الأوهام. نعم إن التفاؤل جزء أساسي من قناعات المثقف الماركسي، ولكن ليس لحد خداع الذات.

    (6) غير إن الحزب سرعان ما اكتشف الأساس الخيالي لإستراتيجيته في وطيس حركة الإعداد للإنتخابات. وواجه الحزب نفسه، معترفاً (بعزلة الحزب وضعف صلاته الثابته بالجماهير) . لهذا ابتكر الحزب تنظيم (الجبهة المعادية للإستعمار)، وذلك بعد إتفاقية الحكم الذاتي المؤدية للإستقلال حسب مشيئة الشعب السوداني التي ستظهر في نتيجة الإستفتاء. من هنا يتضح، بما لا يدع مجالاً للشك بأن (الحزب الشيوعي السوداني)، كان لايزال في حيرة من أمره ولا يدري مإذا يفعل عشية الإستقلال. فبعد موافقة بريطانيا علىالجلاء بمجرد إن يطلب البرلمان المنتخب ذلك بعد اكمال السودنة وإجراء الإستفتاء، لايكون هناك معنى لتكوين (الجبهة المعادية للإستعمار). فالحركة السياسية السودانية في أواخر عام 1953م، كانت قد تجاوزت مرحلة محاربة الإستعمار ودخلت فعلياً في مرحلة الحكم الوطني. وأية إستراتيجية سياسية لم تع ذلك، هي إستراتيجية متخلفة.

    (7) خلال عامي1954-1957م، وقف عداء الشيوعيين التقليدي للديموقراطية واللبرالية، بين الحزب وبين العديد من المتعلمين اللبراليين الذين يرفضون كلاً من المشروع الإتحادي العروبي والشروع الإستقلالي الديني. كما إن تقوقع الحزب داخل المدن قد حرمه من التواصل مع القضايا الحقيقية لجماهير الأرياف والأطراف المهمشة. غير إن الحزب قد أبدع مخرجاً ذكياً من تلك العزلة عن طريق الحركة النقابية العمالية والحركة النسوية والحركة الشبابية الطلابية، كمنافذ يصل عبرها إلى جماهير الشعب السوداني خارج المدن. وهنا بالتحديد حقق (الحزب الشيوعي السوداني) أعظم نجاحاته. فقد نجح في ربط الحركة النقابية بالفكر الإشتراكي العلمي كما نجح في خلق حركة نسوية صارت مثار أعجاب الصديق والعدو حتى اليوم، كما أحرز الحزب تقدماً ملحوظاً في أوساط الشباب والطلاب.

    غير إن تلك الفترة التاريخية قد شهدت ظهور الحركة الإسلامية الراديكالية في السودان ممثلة في تنظيم (الأخوإن المسلمون) عام 1954م. وقد جاء هذا التنظيم وكانما هدفه الوحيد هو محاربة الشيوعية في السودان. وهكذا واجه الحزب خطراً جديداً وعدواً عنيداً ظل يصارعه وينافسه في مناطق نفوذه حتى اليوم.

    ( الفترة من 1958م إلى 1964م كانت هي الفترة الذهبية لنشاط (الحزب الشيوعي السوداني). فعندما قامت السلطة العسكرية بحظر نشاط جميع الأحزاب السودانية، أثبت الحزب أنه الأكثر مقدرة من بين كل الأحزاب على العمل السري. وبينما كانت فترة الخظر التي إستمرت ستة سنوات، فترة توقف عن النشاط بالنسبة للأحزاب السودانية، كانت نفس هذه الفترة هي فترة النشاط الأعظم للحزب الشيوعي السوداني. وقد ساعد على ذلك أن نفس الفترة كانت فترة تحرر وطني في آسيا وأفريقيا وفترة مد إشتراكي عالمي. كانت الإشتراكية قد صارت، في تلك الفترة، هي النجم الهادي لنضال الشعوب حديثة الإستقلال ولنضال تلك التي لا تزال في طريقها إلى الإستقلال. وهكذا صار فكر وشعارات الحزب تأخذ طريقها بسهولة في أوساط الحركة النقابية والحركة الطلابية والحركة النسوية، بل ووسط المزارعين.

    وعلى الرغم من الخطأ التكتيكي القاتل الذي إرتكبه الحزب بقبول الدخول في المجلس المركزي الذي ابتكره النظام العسكري كنوع من الجهاز التشريعي والرقابي عام 1963م، إلا إن الحزب قد تراجع عن هذا الخط التصالحي مع النظام العسكري وعاد إلى صفوف المعارضة. وقد ميز الحزب نفسه عن بقية الأحزاب السودانية عن طريق ابتكار اساليب المقاومة ضد حكومة العسكر. فكان الحزب هو الذي يوزع المنشورات ويكتب على الجدرإن ويحرك الإضرابات. ولهذا فقد أسهم الحزب بنصيب الأسد في ثورة أكتوبر 1964م التي أطاحت بحكومة العسكر.

    (9) إن أدق جملة يوصف بها ماحاق بالحزب الشيوعي خلال فترة الديموقراطية الثانية 1964-1969م، هي جملة (جزاء سنمار). فقد تميزت الحياة السياسية بعد ثورة أكتوبر الشعبية 1964م بالنضوج. فها هو الشاب الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي يضخ في شرايين حزب الأمة دماءاً جديدة، وهاهم الإتحاديون الجدد في (حزب الشعب الديموقراطي) يحددون المعسكر الإشتراكي المتمثل في الشيوعيين وإتحادات العمال والمزارعين، حليفاً. هذا النضج الذي ميز الساحة السياسية السودانية في تلك الفترة، مضافاً إليه النجاحات التي حققها (الحزب الشيوعي السوداني) أثناء مقاومة الدكتاتورية وأثناء الثورة الشعبية ضده كل ذلك قد أدى إلى تنبه الأحزاب اليمينية السودانية إلى الخطر الذي يمثله (الحزب الشيوعي السوداني).
    فإذ تذكرنا بإن معسكر الأحزاب اليمينية الدينية، بعد عام 1964م قد ضم بجإنب (حزب الأمة) و(الأخوإن المسلمون) الذين إنتظموا في حزب سياسي أسموه (جبهة الميثلق الإسلامي)، قد ضم إلى جإنب هؤلاء، (الحزب الوطني الإتحادي)، فإننا سندرك حجم القوى المناوئة للشيوعية في السودان في تلك الفترة.

    ولم تخف هذه القوى عدائها للحزب الشيوعي السوداني وكانت تتربص به بصورة واضحة. وقد استغلت هذه القوى حادثة فردية وقعت في معهد المعلمين العالي، حيث قيل إن شاباً شيوعياً قد قدح في ذات وأسرة الرسول صلى الله عليه وسلم في ندوة أقيمت في المعهد المذكور. إستغلت القوى المعادية للشيوعية هذه الحادثة إلى أقصى حد من الإستغلال وألهبت مشاعر المسلمين في كل الأوساط، ودفعت بالمتعصبين من الشباب والطلاب والشيوخ في مظاهرات حاشدة مطالبة بحل الحزب الشيوعي. ووسط ذلك الزخم إقترحت هذه القوى وأجازت طرد الأعضاء المنتخبين من الحزب الشيوعي من داخل الجمعية التأسيسية.

    وكانت حمى العداء للشيوعية أرضية مناسبة لوضع دستور إسلامي وتقديمه للجمعية التأسيسية التي تسيطر عليها هذه القوى. كما إن ذلك الزخم الديني قد شكل مناخاً عاماً من المزايدات الدينية، بين القوى اليمينية نفسها. فأعلن رئيس مجلس السيادة، رئيس (الحزب الوطني الإتحادي) ومرشح الحزب لرئاسة الجمهورية، فصل القضاء الشرعي عن القضاء المدني وجعل السيطرة الإدارية للقسم الشرعي من القضاء لأول مرة في تاريخ السودان منذ أن صار دولة مستقلة. ومن الناحية الأخرى كان راعي (حزب الأمة) السيد الهادي عبد الرحمن المهدي يعلن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية عن (حزب الأمة) تحت شعار (الدستور الإسلامي).

    في أجواء الإستقطاب تلك، كانت طلائع التيار الإتحادي العروبي داخل الجيش السوداني، واستباقاً لتحقق الدولة الدينية، تتحرك في الخفاء لإجهاض ما كان يحاك علناً. وكان طبيعياً إن ترى تلك الطلائع في (الحزب الشيوعي السوداني) حليفاً قوياً وهي تعد العدة لضرب التيار الديني الذي كسب قوة كبيرة بإنحياز الإتحاديين القدامى (الوطني الإتحادي) إليه.

    وهنا إرتكب (الحزب الشيوعي السوداني) خطأه القاتل، إذ قرر مسإندة الإنقلاب العروبي الراديكالي، بل والمشاركة فيه. تنفيذاً وسلطة. وقد إستطاعت كوادر الحزب إن تصبغ السلطة الجديدة بالصبغة الحمراء بعد إن سيرت المواكب الهادرة المؤيدة للإنقلاب العسكري عن طريق تحريك جماهيرها وسط الطلاب والعمال والمزارعين والمثقفين،

    كل ذلك كان من مصلحة القوى المناوئة للإنقلاب ضمن التيار الديني. إذ وفر عليها (الحزب الشيوعي) عبء إثبات إن الإنقلاب شيوعي. ثم إن (الحزب الشيوعي) قد وجد نفسه منساقاً دون إرادته في عملية تصفية الحسابات بين التيار العروبي في قمته الراديكالية وبين التيار الديني بكل مستوياته. وهكذا عندما وقعت المواجهات المسلحة بين التيارين في الجزيرة أبا وودنوباوي بامدرمإن في الايام الأولى للإنقلاب، كان التيار الديني يحشد جماهيره بإسم الجهاد (ضد الشيوعية الملحدة). وكان (الحزب الشيوعي) عاجزاً تماماً عن توضيح تباين موقفه عن موقف السلطة العسكرية العروبية الراديكالية أمام الشعب السوداني. وكان كل ذلك يحدث للحزب في الوقت الذي تزداد شقة الخلاف بينه وبين الضباط العروبين الذين كانوا يسيطرون على السلطة ولجيش.


    وعندما تفاقم الخلاف بين الحزب وبين الضباط الإنقلابين، وبعد محاولة هاشم العطا التصحيحية في يوليو 1970م، لم يجد الحزب من يبكي عليه وهو يضرب بعنف من قبل العساكر الذين سإندهم وساعدهم في الوصول إلى السلطة.

    (10) السنوات ما بين عامي 1971 و 1985م، قد كانمت أسوأ سنوات عمر (الحزب الشيوعي السوداني). فقد خرج الحزب من المواجهة مع النظام العسكري منهكاً مثخناً بالجراح، إذ أعدم خيرة كوادره بما فيهم أمينه العام الأستاذ عبد الخالق محجوب وأعدم رئيس إتحاد عمال السودان الشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق القيادي الشيوعي الجنوبي وآخرون. هذا بالإضافة إلى تلك الكوادر المدربة التي آثرت السلامة والسلطة فانقسمت من الحزب وإنحازت لسلطة الإنقلاب.

    من ناحية أخرى فقد كانت خسارة الحزب سياسياً أفدح أثراً على مستقبله من فقدإنه لكوادره بالموت والإنقسام. فقد قضت الفترة القصيرة التي قضاها الحزب مسإنداً ومشاركاً في السلطة العسكرية، على كل ما بناه الحزب من رصيد في العقل الجمعي للشعب السوداني، الذي كان يرى في الشيوعيين مثالاً للشجاعة وعفة اليد والثبات على المبدئ. ولم يستطع الحزب، طوال السنوات التي أعقبت إشتراكه في السلطة إن يمحو عن إذهإن الناس إن كوادره قد وقفت في صف السلطة وهي تواجه الطلاب بالدبابات عام 1970م في جامعة الخرطوم. وظل الشيوعيون وحلفاؤهم من الديموقراطيين يخسرون بإستمرار إنتخابات إتحادات الجامعات والمعاهد العليا منذ عام 1970م لصالح الإسلاميين حتى إرتكب الإسلاميون نفس الخطأ عندما نفذوا إنقلاب 1989م.

    (11)1985-1989م
    مع إن (الحزب الشيوعي السوداني) قد كان أشد الأحزاب السودانية عداءا وأكثرها تضرراً من نظام الدكتاتور جعفر نميري، إلا إن هذا الموقف لم يشفع له لدى الناخب السوداني في أول إنتخابات بعد سقوط النظام الدكتاتوري، إذ جاء في ذيل الأحزاب المعروفة. جاء بعد (الأمة) و(الإتحادي الديموقراطي) و(الجبهة الإسلامية) و(الحزب القومي السوداني) و(المستقلون). فجميع هذه التنظيمات قد تخطت (الحزب الشيوعي السوداني). كما إن الإسلاميين، أعداء الشيوعيين الالداء والذين ظلوا مشاركين في سلطة الدكتاتور حتى أسابيعها الأخيرة، قد إستطاعوا الحصول على (2 دائرة جغرافية وجميع دوائر الخريجين.

    وإذ كان النصر السياسي بعد ثورة أكتوبر 1964م قد أغرى الشيوعيين بالمشاركة في إنقلاب نميري 1969م، فإن الشيوعيين هم أول من يعرف إن الإنتصار السياسي بعد إنتفاضة 1985م سوف يغري الإسلاميين بتدبير إنقلاب عسكري واستلام السلطة. ولهذا فقد كان (الحزب الشيوعي السوداني) أكثر الأحزاب توقعاً لإنقلاب الجبهة الإسلامية عام 1989م. بل أعمل الحزب كل جهده لإجهاض ذلك الإنقلاب،إلا إنهم لم يجدوا إذناً صاغية من رئيس الوزراء آنذاك.
                  

08-16-2006, 01:17 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: لمعرفة الأسس الجديدة لتوزيع أوراق اللعبة السياسية في السودان، لا بد لنا من استعراض متأن لمنطلقات وخطابات الأحزاب السياسية الفاعلة اليوم في الساحة السياسية السودانية.]
                  

08-17-2006, 06:05 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    فوق
    مع تحيات الحملة الوطنية لاستئصال شلل الافكار
                  

08-18-2006, 08:29 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    Quote: مع تحيات الحملة الوطنية لاستئصال شلل الافكار ]


    جملة فيها الكثير من الإبداع يا عادل أمين.

    تابع وسأتابع حتى يستبين الخيط الأبيض من الاسود وسط هذا الضباب الكثيف.
                  

08-18-2006, 09:31 AM

عبدالعظيم عثمان
<aعبدالعظيم عثمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 8399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الاخ حامد بدوي لك التحيه
    اتابع باهتمام اكمل وتابع السيناريوهات
    المتوقعه للتحالفات المستقبليه في السودان
    مؤكد ستكون لنا مداخلات...
    لك كل الود
                  

08-18-2006, 11:12 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: عبدالعظيم عثمان)

    الاخ الحبيب ودالبشير

    1- هناك فاصل ايضا في علم النفس السياسي لابد ان يقدم ايضا اضاءت حول الاحزاب السياسية في السودان القديم ولماذا تتفتت كظاهرة غريبة تسمي التكاثر اللاجنسي في الاحزاب يعني ذى الطحالب ....تعرف ليه
    لان الديموقراطية قبل ما تبقى اطار سياسي زائف هي وعي وسلوك...واخر ناس يكونو ديموقراطيين هم المثقفين السودانيين...والبورد نموذج حي للكراهية غير المبررة والغباء ايضا... وهذه ايضا العجز عن ثقافة المجتمع المدني ووعي داحس والغبراء

    ولانها اصلا ما موجودة في احزاب السودان القديم...زالت من السودان

    ولان البورد ده مسجل فيه الفين مشترك لا يتفاعلون مع قضية وطنهم وحتى منتسبى تلك الاحزاب التى ذكرتها وتلقاهم في زقاقات سعد قشرة(بوستات المهاترات) تنتظرنا الف سنة ضوئية عشان نكون بلد ....والحديث ذو شجون
    واصل طرحك المفيد والقحة ولا صمة الخشم...على الاقل ستخلف تاريخ مجيد في هذا المنبر الحر...
    وان شاء الله ساسعى ان يرفعه بكري عنوان رئيس فوق

    وفوق ايضا
                  

08-18-2006, 12:03 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    عزيزي ود الأمين،

    شرط وجود للكتابة أن تقرأ (تطالع) من قبل طرف آخر غير الكاتب. وشرط حياة لها أن تقرا (نقديا). وأنا أنشر هنا هذه الكتابة ليتحقق شرط وجودها. وليس في حساباتي الكم. وإذا قرأني 100 قارئ فهذا يكفيني.

    وأعدك بأن أواصل وأقلب كل القباب المظنون أن تحتها شيخ لنرى إن كانت كذلك.

    والبوست القادم بعد هذا عنوانه: (كيمياء السلطة في السودان). والذي يليه عنوانه لم يتكون بعد ولكنه يتناول أحزابنا والديموقراطية.

    سأستمر أكتب.
                  

08-18-2006, 12:29 PM

عبدالعظيم عثمان
<aعبدالعظيم عثمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 8399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الاستاذ حامد بدوي لك كل الود
    استمر في تحليلك اما بخصوص القراء اعلم ان التعاطي مع القضايا السياسيه والفكريه
    يتطلب عمقا معرفيا قد لا يتوفر عند الجميع فقله المتداخليين له اكثر من سبب....
    ادمان البعض في البورد علي شخصنة القضايا قد يكون مبرر بالاضافه الي الفقر والعوز
    المعرفي....فمسالة التحالفات السياسيه تحتاج الي افق فكري سياسي ....
    لان العمل المشترك يبني علي اسس فكريه وسياسيه ويكون قوامه مجموعه من المشتركات الفكريه
    والمواقف السياسيه المتقاربه فمنها التحالفات المرحليه ومنها ماهو استراتيجي وكل تحالف
    له ادوات واليات ....
    استمر الاستاز حامد فبعد هذا التحليل التاريخي لمسيره القوي السياسيه والذي نتفق معك في بعضه
    ونختلف معك في اجزاء منه ..فاكمل هذا المشروع فما هي السيناريوهات التي تتوقعها للتحالفات المستقبليه
    في السودان....
    واكاد اجزم ان مظم البورداب متابعيين فلا تابه فاكمل المسيره
    مع تقديري
                  

08-19-2006, 06:42 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: عبدالعظيم عثمان)

    الأستاذ عبدالعظيم،

    قطعا سأواصل.

    تبقى لي إستعراض مواقف الحركة الشعبية فقط وبعدها سأحاول تأسيس فهم لما قد يحدث من تحالفات وشراكات استعدادا للإنتخابات بناء على ما أسسنا من معرفة بالأحزاب السياسية السودانية.

    وربك يستر.

    شكرا لك على المتابعة.
                  

08-19-2006, 11:44 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الحركة الشعبية لتحرير السودان

    تنبيه: (المعلومات الاساسية الواردة تحت هذا العنوان مأخوذة مباشرة من (دستور السودان الجديد) طبعة الأمارات ومن (المنفستو) الذي أصدرته الحركة عند اندلاعها عام 1983م.)


    مرت الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ إندلاعها عام 1983م بثلاث مراحل هي في جوهرها مراحل تطور ونضج أكثر من كونها إستجابة للمتغيرات الداخلية والإقليمة والدولية، وإن ظلت هذه المتغيرات عوامل أساسية في تحديد توقيت تلك التحولات.




    المرحلة الأولى: المرحلة الثورية 1983-1993م (فهم جديد لمشكلة السودان)

    مثل (منفستو) الحركة الذي أعلنت من خلاله عن وجودها، نقلة نوعية ضخمة ضمن حركات التمرد والثورة التي ظلت مندلعة في الجنوب منذ عام 1955م. فلأول مرة في تاريخ السودان يقدم تنظيم سياسي سودإني فهماً قائماً على الدراسة والتحليل لما كان يسمى (مشكلة جنوب السودان)، وتتبدى نتائج الدراسة والتحليل في فهم الجديد للمشكلة. فقد توصلت (الحركة الشعبية لتحرير السودان) إلى إن ما يسمى بمشكلة جنوب السودان هي في الحقيقة (مشكلة عامة، إذ هي في الاساس مشاكل المناطق المتخلفة في القطر كله).

    ولا تتحامل الحركة على (الشمال) وتحمله مسئولية خلق مشكلة المناطق المتخلفة، بل تلوم الإستعمار. فهي ترجع نشوء هذه المشكلة إلى سياسة الإستعمار التي كانت قائمة على (تكريس التباين الإجتماعي والثقافي والديني بين الشمال والجنوب).

    كما يظهر أثر الدراسة والتحليل في تحديد مصطلح (الشمال) في فهم الحركة، فالحركة ترى إن الشمال (يشمل [فقط] مديريتي الخرطوم والجزيرة القديمتين). وترى الحركة إن إقليم دارفور وكردفإن وكسلا والشمالية (متخلفة مثلها مثل المديريات الجنوبية).

    ترجع الحركة سبب إندلاع التمرد في الجنوب، دون بقية الاقاليم المتخلفة إلى عدم الرضى بحركة سودنة الوظائف [1954-1955م] من قبل الصفوة الجنوبية. إلا إنها لا تلوم الصفوة الشمالية على التوزيع غير العادل للوظائف بين الصفوه الشمالية والصفوه الجنوبية. فهي ترى إن هذا التوزيع غير العادل، (كان ضرورة تاريخية ترجع جذورها إلى التنمية الهامشية غير المتوازنة في الشمال والجنوب خلال الفترة الإستعمارية).

    وبناءاً على هذا الفهم للمشكلة تتوصل الحركة إلى إستنتاج أساسي يبرر إحداث هذا التحول الراديكالي في تنأول المشكلة. فحيث إن إندلاع التمرد في الجنوب يرجع إلى عدم رضا الصفوه الجنوبية وسخطها على التوزيع غير العادل للوظائف التي أخلاها الموظفون الاستعاماريون، فإن هذا قد جعل أهداف التمرد في الجنوب (تدور حول الوظائف والالقاب الوظيفية) وليس حول مشكلة الجماهير المهمشة والاقاليم المتخلفة. ومن هذا التشخيص الدقيق لنشأة المشكل السياسي السوداني ولطبيعة حركات التمرد في الجنوب، تخرج الحركة الشعبية بخطها السياسي الجديد الذي يمكن تلخيصه في ثلالث نقاط رئيسية هي :

    1 - (تحويل الحركة السياسية الجنوبية من حركة رجعية يقودها رجعيون همهم الجنوب والمصالح الذاتية، إلى حركة تقدمية يقودها ثوريون ملتزمون بأحداث تحول إشتراكي في القطر كله).

    2 - الوقوف ضد محاولات فصل الجنوب،سواء جاءت من قبل قوى جنوبية أو قوى شمالية، فالهدف الأساسي للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان (ليس فصل الجنوب عن بقية القطر).

    3 - ادراك السودان وإنقإذه من: (التشتت الكامل) الذي يتهدده بسبب: (الروح الإنفصالية التي تطورت في الجنوب منذ عام 1955م. فهذه الروح الإنفصالية، حسب رأي لحركة الشعبية، (وجدت تجاوباً في المناطق المتخلفة في شمال السودان. ولقد ظهرت بالفعل حركات إنفصالية وحروب عصابات في غرب وشرق السودان. وإذا ترك الحبل على القارب، فإن هذه الحركات الإنفصالية في الجنوب والشرق والغرب، مضافاً إليها عناد نظام طغمة الاقلية القمعي في الخرطوم وتعلقة بالسلطة تحت كل الظروف، كل هذه سيقود إلى التشتت الكامل للسودإن. إن تشتت السودان المحتمل هو الذي تهدف الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان إلى ايقافه).

    هذا هو الخط السياسي الذي كان للحركة الشعبية عند بداية إندلاع نضالها. ولا شك إن الإتجاه الثوري الإشتراكي واضح في هذه المرحلة من الخطاب السياسي للحركة. وطبيعي إن تتحالف الحركة في هذه المرحلة مع نظام الرئيس الاثيوبي منقستو هيلا مريام الثوري الإشتراكي في اثيوبيا.

    (2) المرحلة الثانية: (1993-1998م)(الواقعية السياسية)

    شهد عام 1992 حدثين هامين، أثرا بعمق على المسيرة السياسية للحركة الشعبية لتحرير السودان. الحدث الأول داخلي، حيث أعلنت (مجموعة الناصر) التي تمثل القيادات العسكرية والسياسية المنتمية لقبيلتي (النوير) و(الشلك)، داخل الحركة الشعبية، تمردها وإنفصالها عن قيادة الحركة. وقد عادت هذه العناصر في بيإن إنفصالها إلى ما رفضته الحركة الشعبية وتجاوزته من إتجاه لفصل الجنوب عن بقية القطر، كما تملصت تلك العناصر من الخط الثوري الإشتراكي الذي أعلنته الحركة الشعبية عند قيامها.

    أما الحدث الثاني فخارجي، وهو الإنهيار المفاجئ والداوي للإتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الإشتراكية في ما كان يعرف باوربا الشرقية. وعلى الرغم من إنعدام الوثائق حول هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الحركة الشعبية لتحرير السودان، إلا إنه يمكن إستنتاج إن مراجعة وتقييماً دقيقين للموقف قد أجريا. وخاصة إن الحدثين الداخلي والخارجي، قد وقعا في وقت واحد تقريباً. كما يستنتج أيضا بإن الحركة الشعبية لتحرير السودان قد وجدت نفسها أمام خيارين واضحين. إما الاصرار على الخط الثوري الإشتراكي وإختيار مجابهة معطيات داخلية وإقليمية وعالمية لا قبل لها بها، وإما إختيار المرونة السياسية وإنتهاج خط حداثي علماني لبرالي يؤدي لإيجاد قوإسم مشتركة بينها وبين بقية الأحزاب السودانية المعارضة والمنضوية تحت رأية التجمع الوطني الديموقراطي الذي يعمل من خارج السودان.

    وبالفعل، إنتهجت الحركة الشعبية الطريق الذي يتطلب المرونة ويسمح بإستمرار النضال وتجاوز العزلة الداخلية والإقليمة والدولية. وقد توجت الحركة الشعبية توجهها الجديد بنجاح باهر تمثل في توقيعها على (ميثاق القضايا المصيرية) مع بقية القوى السياسية السودانية المعارضة بإسمرا عام 1995م وإنضمامها للتجمع الوطني الديموقراطي المعارض.

    (3) المرحلة الثالثة 1998-2000م (تحقيق الأهداف)

    يتضح من مطالعة (منفستو) الحركة الشعبية لتحرير السودان ومطالعة [دستور السودان الجديد] الذي أصدرته، يتضح إن الحرب لدى الحركة وسيلة مؤقته لتصحيح الكثير من الأوضاع حتى داخل جنوب السودان نفسه. أما الهدف النهائي للحركة فهو قيام [السودان الجديد]. ولن يقوم السودان الجديد ما لم تتم هزيمة الهيمنة بإسم العروبة و هزيمة التغول بإسم الدين. فالهيمنة بإسم العروبة هي التي تنتج كل شرور التعالي العرقي والتهميش الثقافي والحرمإن السياسي. أما التغول بإسم الدين فهو الذي ينتج منه كل شرور الدكتاتورية والاضطهاد.

    وقد تبلورت هذه المفاهيم في مطلبين أساسيين هما مطلب قسمة السلطة ومطلب قسمة الثروة. فإذ تحققت هذه القسمة فإن ذلك سوف يخلق أرضية صلبة لنهوض الأطراف المهمشة من البلاد إقتصادياً وسياسياً وثقافياً، مما يؤدي إلى كسر الهيمنة العرقية والتغول الديني. وبتحقيق ذلك فإن الحركة تكون قد وضعت اللبنة الأولى في بناء [السودان الجديد] الذي تنادي به.


    والدعوة لقيام [سودإن جديد] تتطلب إن يصل الخطاب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان إلى كافة مواطني السودان في الجنوب والشمال والشرق والغرب. وهذا لن يتحقق إلا إذ أوقفت الحرب، وإلا إذا كان للحركة الشعبية وجود شرعي في المركز، في الخرطوم. ومن هنا جاءت ضرورة تحقيق السلام.

    وفي السياسة فإن السلام مثله مثل الحرب، هو معركة لها أسلحتها ولها مخاطرها. فعندما اتجهت (الحركة الشعبية لتحرير السودان) ومن ورائها كل الحركة السياسية السودانية تجاه السلام، عادت آليات السياق السياسي السوداني القديم إلى الظهور. وكان على الحركة إن تفاوض ضمن أحد ثلاث منابر، يعبر كل منبر منها عن توجه أحد التيارات السياسية الثلاث التي تنقسم حولها الحركة السياسية السودانية.

    أ/ منبر إيقاد:
    هذا منبر أفريقي ترعاه دول مجموعة (ايقاد) ويحظى بدعم اوربا والولايات المتحدة، وهو موجود ضمن فضاء سياسي علماني لبرالي بالضرورة. ومن هنا فهو يتوافق مع أطروحات التيار الحداثي العلماني ضمن الحركة السياسية السودانية.

    ب/ منبر المبادرة المشتركة:
    هذا منبر عربي وترعاه مصر وليبيا ويحظى بدعم جامعة الدول العربية، وهو موجود ضمن فضاء سياسي عروبي بالضرورة. ومن هنا فهو يتوافق مع أطروحات التيار الإتحادي العروبي ضمن الحركة السياسية السودانية.

    جـ/ منبر الإنقإذ:
    إزاء معركة السلام، فإن التيار الديني في الحركة السياسية السودانية، ظل يفضل إن يتم الحوار بصورة مباشرة ودون وسطاء هم بالضرورة مناوئين لأطروحات التيار الديني سواء كانت تصوراتهم تنتمي للفضاء الأفريقي العلماني أو الفضاء العروبي، الأقرب للعلمانية. ولهذا كانت السلطة في الخرطوم ترى إنتهاج نهج إتفاقية الخرطوم للسلام التي وقعتها مع الفصائل المنسلخة عن الحركة الشعبية لتحرير السودان. من هنا يأتي تمسك الحركة الشعبية بمنبر الايقاد الذي نجح في تحقيق إتفاقية السلام ودخول الحركة في سلطة المركز.
                  

08-20-2006, 04:24 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الاخ حامد بدوي البشير

    تحية طيبة


    قل الله ورزهم في خوضهم يلعبون

    دراسة خمس نجوم لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد




    ************
    الكبير كبير....والفي النص في النص والصغير ما نعرفوش
                  

08-20-2006, 06:45 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    الأستاذ عادل أمين،

    ما أنشره هنا هو جزء من تحليل مطول أنجزت أغلبه ولم يتبق منه سوى القليل.
    وهذا هو واجبنا تجاه الأجيال التالية. فإذا فشلنا في إعطائهم وطنا رحيما جميلا فلا أقل من أن نعطيهم معرفة بأحوال هذا الوطن لعلهم ينجحون فيما فشلنا فيه نحن وآباؤنا الأولون.

    تحيتي لك على المثابرة. وعموما قد انتهينا من التحليلات المطولة وسوف نحاول تلمس احتمالات الحراك السياسي في الفترة القريبة المقبلة على ضؤ ما أوردنا سابقا.
                  

08-21-2006, 06:33 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    ****
                  

08-21-2006, 10:21 AM

Ibrahim Adlan
<aIbrahim Adlan
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 1200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: دراسة خمس نجوم لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد



    اتابعها بكل حواسي

    و اقف اجلالا لكل مشارك
                  

08-21-2006, 11:53 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: Ibrahim Adlan)

    الأستاذ إبراهيم عدلان،

    شكرا على المتابعة. ولأمثالكم يا سيدي نكتب.
                  

08-22-2006, 05:40 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    اما الزبد فيذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في البورد
                  

08-22-2006, 12:21 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    لنبدأ محاولت فهم التقاربات والتحالفت والشراكات المرتقبة والتي بدأ بعضها يطل برأسه في وضوح، بين الاحزاب السياسية الفاعلة في الساحة السياسية السودانية، لنبدأها من الحزبين الاكثر قربا لبعضهما من غيرهما، حزب الأمة وحزب المؤتمر الشعبي.

    لماذا هذين الحزبين؟

    نعرف أن حزب الأمة قد تأسس على يد السيد عبدالرحمن المهدي, ذلك السياسي الإستثنائي، في أواخر ثلاثينات القرن العشرين. ونعرف أن عبدالحمن المهدي كان من البراعة والهيمنة والكارزمية بحيث جمع ما بين النقيضين وهو يؤسس هذا الحزب. فقد كان عليه أن يبقي جذوة الدولة الدينية الانصارية متقدة داخل نفوس جماهير الأنصار الغفيرة التي هي مصدر قوته الحقيقي. ومن هنا كان لا مندوحة له عن الأساس الديني للحزب. ومن هنا جاءت تسمية المهدية الثانية.

    كما كان عليه في نفس الوقت أن ينشئ خطابا لبراليا ديموقراطيا قوميا أقرب إلى العلمانية ليتوجه به إلى المستعمر الإنجليزي الذي لم يتخل قط عن شكوكه تجاه نوايا إبن المهدي المخيف.

    من هنا جاءت إزدواجية حزب الأمة ما بين الديموقراطية الأقرب للعلمانية وما بين الدولة الشمولية الدينية.

    هكذا كان الوضع داخل حزب الأمة عند نشأته. وكان ثمة عوامل سياسية كثيرة أعانت السيد عبدالرحمن للجمع ما بين النقيضين. وكان أهم تلك العوامل هو أن الدولة الدينية المهدية كأيديولوجية تسعى لتحقق سلطة الانصار، كانت لا تزال خضراء لم تجف جذورها بعد ولا تزال تستبطن إمكانية طرحها وسط قطاع لا يستهان به في السودان.

    المشكلة الآن هي أن تلك الأيديولوجية قد سقطت تاريخيا بلا أدنى ريب وصارت في حاجة ماسة لحقنها برافد أيديولوجي ديني جديد. وهذا الرافد موجود ومتوفر لدى المؤتمر الشعبي. فما هي حاجة المؤتمر الشعبي لجزب الأمة؟

    لنبدأ منذ البداية، فنقول:


    إن التيارات السياسية الدينية عموما ترتبط بأيديولوجية ماضوية تقوم على التمويه حيال شرعية تجليها باطلاق هالة من الدوغما الدينية القدسية بدلا عن التعبير الواضح الصريح عن مصالح فئة إجتماعية لها كل الحق في التعبير السياسي والفكري عن مصالحها.

    وتقوم الأحزاب الدينية بذلك التمويه بهدف جر جماهير عريضة تتعارض مصالحها فعليا مع مصالح الفئة التي تروج للأيديولوجيا الدينية وادماجها ضمن هذه الأيديولوجية إستغلالا لنزعة التدين المتجذرة في كل البشر على مر التاريخ وتوظيفا لها من أجل الكسب السياسي المؤدي للتجلى على السلطة.

    ولا تتمثل أزمة حزب الأمة في ارتباطه الأيديولوجيا الدينية الماضوية. فهذه لا تزال سلعة رائجة في دنيا السياسة حتى اليوم. وإنما تتمثل أزمة هذا الحزب في إرتباطه العضوي بمدرسة دينية سقطت تاريخيا. فإذا كانت الأحزاب الدينية في العالم الإسلامي تدعو الناس حتى اليوم (للرجوع) للدولة الدينية، فإن ذلك يتم تأسيسا على أن (الإسلام صالح لكل زمان ومكان). غير أن حزب لا يستطيع أن يقول علنا بأن المهدية (صالحة لكل زمان ومكان).

    أما حزب المؤتمر الشعبي فهو يمتلك أيولوجيا دينية أكثر تماسكا وأكثر تجاوبا مع التيار السياسي الديني في بقية العالم الإسلامي. ولكن أزمة هذا الحزب تتمثل في أنه قد وصل إلى السلطة في السودان عام 1989 عن طريق الإنقلاب العسكري ثم فضح نفسه من خلال ممارسات قمعية وممارسات اتسمت بالفساد المالي والأخلاقي مما أفقده مصداقيته لدى قطاعات واسعة من جمهور المسلمين الذين يفترض فيه أنه يخاطب أشواقهم الدينية في التطهر والعدالة والإستقامة.

    وبعملية جمع حسابية بسيطة يمكننا أن نرى كل من الحزبين يجد حلا لأزمته في الآخر. يمكننا أن نرى حوجة كلمهما للآخر. فحزب الأمة فاقد الأيديولوجية في حاجة ماسة للأيديولوجية الدينية المؤسسة لدى المؤتمر الشعبي. والمؤتمر الشعبي فاقد المصداقية في حاجة ماسة للمصداقية والطهر الذين امتاذ بهما حزب الأمة. كما هو في حاجة ماسة للجماهير المسلمة التي لا يزال حزب الأمة يسيطر على ولائها.

    من هنا فإن في اندماج أو تحالف هذين الحزبين تكمن الفرصة الوحيدة لاستمرار التيار الديني فيي الساحة السياسية السودانية. ونقول هذا باعتبار أن المؤتمر الوطني الحاكم قد وهت علاقته بالأيديولوجيا الدينية وأنه لم يعد سوى شلة من السياسيين والعسكريين الطامعين في السلطة. ولن تجدي المزايدات التي يمارسها رئيس هذا الجزب باسم الدين كثيرا. فالدين لدى المؤتمر الوطني هو للمتاجرة فحسب. وهؤلاء هم الذين قال في أمثالهم الفيلسوف العربي الفارابي أنهم يجعجعون (ذبا عن كراسيهم المزورة التي نصبوها من غير استحقاق بل للترؤس والتجارة بالدين وهم عدماء الدين لأن من تجر بشئ باعه ومن باع شيئا لم يكن له. فمن تجر بالدين لم يكن له دين).
                  

08-23-2006, 04:42 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الاخ العزيز حامد
    تحية طيبة
    وللمقارنة بين القوى الحية التي تسعى فعلا لتحول ديموقراطي حقيقى وبين ناس قريحتى راحت في هذا المنبر(مناقرة الديوك) وانت زول متمدن
    انقل ليك اللنك ده
    من موقع الحوار المتمدن لحبايبي الاكراد
    ويمكنك المشاركة بدراساتك القيمة هنا فيه
    لانو حر فقط تقوم بفتح صفحة المقال وترسل وفي سودانيين جيدين فيه

    وحتى تتمكن من بلورة رؤية مستقبلية واقعية وطنية قائمة على المتغيرات الاقليمية والدولية وتستفيد من تجارب الاخرين ايضا

    http://www.rezgar.com/camp/i.asp?id=36

    ده لنك تضامني ولكن يمكنك فتح الموقع نفسه..وان تعذر ذلك
    بجيك صاد
    وفوق
                  

08-23-2006, 11:21 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    الأستاذ ود اللامين،

    دخلت إلى الموقع. شئ رائع حقا. أشكرك. وأرجو أن أتمكن من المساهمة فيه.

    شكرا مرة أخرى على الإهتمام.
                  

08-23-2006, 01:08 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    تتحدث الأخبارالصفية عن تفكير وسط الأجهزة العليا للحزب الإتحادي الديموقراطي يدور حول شكل من التقارب مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالأمر الواقع.

    وإذا كان ليس هناك وجه غرابة في التقارب البادي بين (حزب الأمة) و(حزب المؤتمر الشعبي)، حسب تحليلنا السابق، فإن كل الغرابة تبدو في الأخبار التي تتحدث عن هذا التقارب الثاني وذلك استنادا على الفذلكة التي قدمناها سابقا لمسيرة الإتحاديين.

    لكن وبافتراض صحة الأنباء عن تقارب بين الحزبين، فإننا نستطيع أن نقرأ الأمر على النحو التالي:

    لقد رأينا كيف أقام الإتحاديون العروبيون، عموما، قطيعتهم مع الجزء الأقرب من تاريخ الحركة السياسية السودانية عندما رفضوا وقاوموا بفعالية، عودة الدولة الدينية المهدية التي كان يسعى لها السيد عبدالرحمن المهدي. والقطيعة، كما يقول المفكر محمد عابد الجابري، لا تؤسس نفسها إلا من خلال بديل جديد تقدمه لنفي القديم وتعويضا له. وقد رأينا هشاشة البديل الذي قدمه الإتحاديون في بدايةالحركة السياسية السودانية وهو الإتحاد مع مصر.

    هذا البديل، مع هشاشته، فقد تخطاه التاريخ مثله مثل الدولة الأنصارية ولم يعد صالحا للعمل. لكن من ناحية أخرى، فإن الدولة الدينية قد جددت جلدها وطرحت نفسها بثوب جديد هو الثوب الأصولي الراديكالي الذي رأيناها به في دولة الإنقاذ. وقد وقف الإتحاديون موقفا صلبا في مقاومتها. فإذا بلي بديلهم فلم يبل موقفهم من الدولة الدينية.

    إذن كيف يعودون للتقارب معها الآن؟

    لقد قلنا في تحليلنا للتقارب (الأمي – الشعبي)، إن الإنقسام الذي وقع وسط الحركة الإسلامية قد فصل ما بين أهل الأيديولوجيا وطلاب السلطة داخل الحركة. وإذا كان ذلك يعني تفريغ السلطة الحالية من محتواها الأيديولوجي (الديني)، فإن ذلك يمكن أن يكون عاملا مساعدا في تحقيق ما تتحدث عنه الأنباء الصحفية.

    وثمة عامل آخر يجب ألا يفوتنا ذكره هنا وهو التناقض السياسي والمنافسة السياسية والندية بين الحزبين الكبيرين، الإتحادي الديموقراطي وحزب الأمة. ولا شك أن هذا العامل يمكن أن يتحول لصالح التقارب بين (الديموقراطي) و(الوطني) إذا استشعر الإتحاديون خطرا سياسيا من تقارب (الأمة – الشعبي) من ناحية الكسب الإنتخابي في الإنتخابات المقبلة.

    وفي نهاية المطاف يظل هذا الأمر في حيز الأنباء والتكهنات الصحفية العجولة التي لا ينبغي أن نمضي كثيرا في الإعتماد عليها في بناء تحليل نقدي.
                  

08-24-2006, 05:17 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الاخ العزيز حامد
    تحية طيبة
    كنت نوهت لك ان تركز عل جانب علم النفس السياسي..لمعرفة الاتجاهات السياسية للافراد والجماعات في الاحزاب السودانية التقليدية والايدولجية(كيمياء الاحزاب السودانية)
    1- مثلا الجبهة الوطنية تعيد انتاج نفسها كشيء بديهي(حزب الامة+المؤتمر الشعبي)..وهذه لها سند شعبي في الغرب والوسط تقريبا(الاخوان المسلمين)..وهم لازالو يدورون حول وهم الدولة الدينية ويديرون صراعاتهم بطريقةالسودان القديم الفجور في الخصومة
    2- ولكن الاتحادي الديموقرطي اقرب للوسط والتيارات العلمانية..لان معظم اهل الشمال اميل لليسار الوافد من الخارج(الحزب الشيوعي والبعث والناصريين)..كما ان الدولة الدينية في مخيلة الاتحاديين ليست حادة التطرف كالتي سبق تجريبها في السودان من قبل الجبهةالوطنية..لذلك انقسام الانقاذ كان جهوي(كيزان المركز/الشمال ضد كيزان الهامش/دارفور) اكثر من انه سياسي..واضحى المؤتمر يسير دون ايدولجيا دينية(الترابي)..واخذ يستقطب السودانيين من كافة الاتجاهات والجهات...ويتجه نحو الوسط بخطى متعثرة يعرقلها دائما مهاجرين ام قيس من الانتهازيين من اصحاب الرؤي الضيقة من هم علي شاكلة منبرالسلام العادل والفاسدين والمؤلفة قلوبهم...وهلمجرا
    3- لاحظ في ظل المتغيرات الدولية اضحى لعالم يتجه نحو تحالف الوسط مع اليسار الليبرالي.. من كاديما والعمل في اسرائيل مرورا بامريكا الجنوبية
    ونحن الوسط لدينا هو الحزب الاتحادي الديموقراطي واليسارهو الحركة الشعبية ومشروعها السودان الجديد والبديل العلمي لكل مشاريع السودان القديم ان فقهو

    الرصيد البشع للموتمر الشعبي سيكون عب ء عل حزب الامة والرصيد البشع المؤتمر الوطني سيكون عبء على الحزب الاتحادي وظهرت تداعياته في هذا المنبر...ان حدثت هذه التحالفات الفوقيةوغيرالمدروسة(غياب المؤسسية) والرجوع للقواعد سيحدث شرخ كبير..والشعب يقرر بالانتخابات وهذا امر مؤكد ولكن اذا يتجاوز هؤلاء بمضي الي اين؟؟

    ما رايك...في كاديماسوداني في رحم الغيب(الجبهة الديموقراطية المتحدة) ومارايك في منبر السودان الجديد
    ثم
    ايهما اجدى للاتحادي
    التحالف مع المؤتمر
    ام
    الحركة؟؟
    وفعلا عليك التريث قليلا حتى ينجلي لك الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر
    لكن نحن في سباق المسافات الطويلة ده من سنة 2002 وارجع للبوست بتاعي بنفس الاسم للتاكد الي اين تسير الدارونية السياسية في السودان

    سباق المسافات الطويلة(الجزء الثاني)

    وفتك بالعافية
                  

08-25-2006, 12:39 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)


    التحالف الذي ظل في حيز الاماني

    الأستاذ عادل أمين،

    في السياسة السودانية، ثمة هوة واسعة تفصل ما بين ما نعيه بعقولنا وتتمناه قلوبنا ويتفق مع أبجيات منطق الاشياء، وبين ما يحدث حقيقة على أرض الواقع. والعامل الحاسم في تجسد هذا اللامعقول السياسي هو القيادات الحزبية المختلفة وتوابعهم الذين لا يتجرأون برفع الصوت المعترض.

    مثلا، إن المنطق البسيط الذي يعيه رجل الشارع الأمي يقول أنه، وبعد إتفاقية السلام، فالمتوقع أن ينبري (الحزب الشيوعي السوداني)، بما له من خبرات سياسية عظيمة وكوادر ممتازة، أن ينبري ويبادر إلى تجميع اليسار العريض في جبهة متحدة تقف في وجه إعادة إنتاج الدولة الدينية من خلال صناديق الإقتراع، متعاليا على الحزازات الشخصية القديمة والجديدة بدلا عن التعالي على قوى اليسار العريض، فاتحا زراعيه لحركة (حق) وحركة (حق وراق) و(الحركة الشعبية لتحرير السودان) واليسار العروبي القومي والناصري والبعثي. فهذا تحالف سياسي يساري قادر، لو تحقق، على هزيمة جميع المشاريع الإنتكاسية وإن تكتل (الأمة) و(الشعبي) و(الوطني) على صعيد واحد.

    هذا ما يمليه المنطق البدهي. بعد هذه التجربة المريرة مع الدولة الدينية. لكن ما يحدث أمام أعيننا هو أمر مخالف تماما.

    مثال آخر، وهو أن المنطق البسيط المباشر يقول بأن تعود روح التفاهم التي نشأت بين الحزب (الوطني الإتحادي) وبين (الحركة الشعبية لتحرير السودان) في إتفاقية أديس أبابا، (إتفاقية السلام السودانية 198 وتعمقت من خلال العمل المشترك في (التجمع الوطني الديموقراطي). لينشأ عن ذلك التفاهم تحالف بين الوسط واليسار كفيل بهزيمة الإتجاهات الظلامية في صناديق الإنتخابات.

    ومرة أخرى نرى القيادات السياسية تخالف المنطق البدهي البسيط.

    فإذا أضفنا لهذ ما تفضلت به من أن:




    Quote: الرصيد البشع للموتمر الشعبي سيكون عب ء عل حزب الامة والرصيد البشع المؤتمر الوطني سيكون عبء على الحزب الاتحادي وظهرت تداعياته في هذا المنبر...ان حدثت هذه التحالفات الفوقيةوغيرالمدروسة(غياب المؤسسية) والرجوع للقواعد سيحدث شرخ كبير..والشعب يقرر بالانتخابات وهذا امر مؤكد ولكن اذا يتجاوز هؤلاء بمضي الي اين؟؟




    فإذا أضفناما قلناه إلى ما تفضلت به من أن:

    فإننا يمكن أن نستوعب حجم الكارثة التي يوشك قادتنا على دفعنا إليها بدون أي سبب منطقي.

    الأستاذ عادل،
    أعتقد أنه من الصعب حدوث ظاهرة مشابهة لكاديما في السودان. وذلك لسبب بسيط هو اختلاف درجة الوعي السياسي ما بين الناخب الإسرائيلي والناخب السوداني. الناخب هناك هو الذي يملي على القيادة الحزبية خط سيرها السياسي. أو أن القيادات السياسية هناك لا بد لها، كي تعيش، من دراسة ومعرفة ميول الناخب لتتخذ منها خطا سياسيا. فأين نحن من ذلك؟

    سأعلق على بوستك(سباق المسافات الطويلة) لاحقا.

    لك التحية
                  

08-26-2006, 04:50 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الاخ حامد بدوي البشير
    تحية طيبة
    لاحظ علي مستوى الجامعات ومنذ دراستنا في جامعة الخرطوم كان التحالف العريض يهزم الاخوان المسلمين الاكثر تنظيما..وكان اتحاد الانتفاضة 1985 نتيجةلهذا العمل المدروس والمحسوب...وايضا اسقاط الترابي في دائرة الصحافة كان عمل سياسي مدروس
    ولكن التحالف العريض يريد اسس ديموقراطية حقيقية وديموقراطية داخلية وشفافية رفيعة المستوي ومشاريع وطنية وثوابت وطنية وهذا مفقود في القيادات القديمة في كافة الاحزاب...الاهواء والمزاج الشخصي هوالغالب

    نعم السودان ليس اسرائيل وليس دول امريكا الجنوبية لنحصل عل تحالف(وسط+يسار ليبرالي) و البؤس في البورد ده ينبيء بذلك

    لكن الحتميةالتاريخية نفسها سستجاوز الدولة الدينية والاحزاب الدينية...ولازال هناك متسع من الوقت
    قراتك للمشروع في سباق المسافات الطويلة سيعزز نقاط التقاء بيني وبينك وبين حيدر بدوي وانتم قوي جادة وجديدة في التغيير العلمي والمدروس
    ولكن هناك ثلاث محاور طور التشكيل
    1- المؤتمر الوطني+....
    2- الجبهة الوطنية 2006 وتوابعهاالامة+المؤتمر الشعبي+اليسار القديم+....
    3- الاتحاد لديموقراطي +الحركة الشعبية+ قوي الهامش الجديدة+المستقلين+ التجمع+....

    ونحن نمارس الواقعية السياسية يا اخي حامد ولو كنت خيالي لدعيت لاستيراد احزاب من اليابان ميسوبتشي

    ونواصل
    وتابع ايضا بوست حيدر بدوي الجمهورية الثانية
    ولا تياس من التفاعل... هناك قراء جيدون من خارج البورد...

    نحن لا نستطيع تغير الماضي...ولكننا نستطيع تغيير المستقبل
                  

08-26-2006, 12:37 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    تاريخ الإتحاديين يقف ضد هذا التحالف

    الأستاذ عادل،

    أسمح لي أن أواصل قليلا في موضوع هذا التحالف الغريب الذي يلوح في الافق بين (الإتحادي الديموقراطي) و(المؤتمر الوطني). فلا يزال هذا الأمر غامضا ومقلقا.

    في الفقرات التالية إثبات لأن تاريخ هذا الحزب وتكوينه لا تسمح بهذا.

    فقد كان هذا الحزب في بداية نشأته شديد الإرتباط بمصر خاصة إبان ثورة 1919 وما بعدها. واخطر نتائج ثورة 1919 الوطنية في مصر، إنها قد أسست للدولة الديمقراطية العلمانية في مصر، ويري الباحث الدكتور أحمد محمد جاد عبد الرازق إن ظهور الإتجاهات العلمانية العلمانية في مصر قد حدث في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مما اثر علي التصور السابق للدولة في مصر والذي كان يقوم بشكل أو آخر علي الإسلام، وهو يري أن التأثير الناتج عن الإتجاهات العلمانية علي تصور الدولة (قد تزايد بعد ثورة 1919 لعوامل كثيرة من أهمها قيام الحكم العلماني المستقل في مصر علي أسس ليبرالية) . كما يقول نفس الباحث في موضع آخر من بحثه: (وعلي أي حال، ففي أعقاب ثورة 1338ه 1919 م وإزدهار الدعوة إلى القومية الفرعونية، أخذ عدد من المفكرين المسلمين يهاجمون الثقافة العربية والإسلامية، ويدعون إلى تغريب العقل المصري، وتبني نزعة علمانية صريحة)

    في حوالي منتصف العقد الثالث من القرن العشرين، كانت ثورة 1919 قد أتت أكلها وإستطاعت أن تنقل مصر من سيطرة الملك والإقطاع إلى تجلي البرجوازية التجارية التي قوي عودها وتطلعت للسلطة ضمن مناخ مشحون بالحس الوطني والوعي القومي المصري. وفي هذه الأجواء العلمانية، كانت الحركة الوطنية السودانية تعاود إتصالاتها السياسية بمصر في بداية ثلاثينيات القرن العشرين، بعد فترة الجمود التي أعقبت هزيمتها في عام 1924. ونضيف هنا بان التحرر العلماني والثورة البرجوازية، قد كانتا في تلك الحقبة التاريخية، من سمات النهضة في العالم الثالث. فها هي تركيا نفسها تنقلب علي الخلافة العثمانية بقيادة العلماني كمال أتاتورك عام 1924 وتؤسس دولة تركيا الحداثية العلمانية العلمانية.

    لكل هذا كانت الديمقراطية العلمانية جزءا أساسيا من الدرس السياسي الذي تحصله الإتحاديون من علاقتهم بمصر في بداية الثلاثينيات. ومما ساعد علي إزكاء التوجهات العلمانية لدي التيار الإتحادي في الحركة السياسية السودانية، أن هذه الحركة قد اعتمدت في الداخل علي البرجوازية التجارية في المدن، فالمشروع الإتحادي وان بدأ لدي الصفوة من البرجوازية الصغيرة، فقد انتهي بالتدريج لدي البرجوازية التجارية التي صارت مع اشتداد عودها، هي الطبقة الإجتماعية التي منحت الإتحاديين أيديولوجيتهم وبررت تجليهم كحزب سياسي ينشد السلطة. ومن سمات برجوازية المدن هذه، النزوع للحريات العامة والحريات السياسية، فهي الطبقة التي أسست الديمقراطية العلمانية في العالم.

    هكذا تكاتفت كل الظروف التاريخية لتجعل من الإتحاديين تيارا وسطيا يؤمن بمبدأ الديمقراطية العلمانية. وهذا ما جعل من الحزب (الوطني الإتحادي) الحزب الوحيد الممثل لمشروع سياسي كبير، الذي لم يسع في يوم من الأيام لتقويض الديمقراطية عن طريق الإنقلاب العسكري . كما ظل هذا الحزب آخر الأحزاب سعيا للمصالحة مع النظم الدكتاتورية العسكرية وقبولها كأمر وواقع.
    وكان الشريف حسين الهندي قائد المقاومة الإتحادية العنيدة لنظام نميري الدكتاتوري يردد: (إننا إتحاديون ليبراليون، لم يلتصق إسمنا يوما واحدا بدكتاتورية الطبقة الواحدة، وهذا ما يميزنا عن الشيوعيين، ولم يلتصق إسمنا يوما واحدا بدكتاتورية الفئة الواحدة، أو الفئات، وهذا ما يميزنا عن الإتحاد الإشتراكي القميء، ولم يلتصق إسمنا يوما واحدا بدكتاتورية الطائفة الواحدة، ولهذا فنحن لسنا كأحزاب الطوائف في لبنان)

    وفي حقيقة الأمر فان المرحلة العلمانية من تحولات المشروع السياسي الإتحادي قد إنتهت فعليا بوفاة هذا الزعيم الإتحادي الفذ، الشريف حسين الهندي. وبوفاته فقد الحزب الوطني الإتحادي مبررات تجليه كممثل للطبقة الوسطي التجارية القديمة حيث أن هذه الطبقة قد عانت من تحولات عميقة إنتهت بذوبانها وبروز طبقة تجارية طفيلية جديدة في ظل سيطرة الإسلاميين علي نظام نميري منذ منتصف السبعينات من القرن العشرين. ولهذا أضطرت بقايا هذا التيار للسير خلف الطائفة الختمية التي تصدت لقيادة التيار الإتحادي بعد أن تحول إلى تيار عروبي مرتبط بالقومية العربية.

    وبعد،

    فلا أعتقد أنه يوجد في كل هذا التاريخ ما يعطي هذا الإتجاه بالتحالف مع (المؤتمر الوطني) مبررا منطقيا. فسواء نظرنا للأمر من زاوية علاقة هذا الحزب التاريخية بالديموقراطية اللبرالية أو من زاوية إرتباطاته القومية العربية، فليس ثمة ما يبرر تحالفه مع طغمة فاقدة لمقومات الحزب السياسي الحقيقي فضلا عن ارتباطها الدكتاتورية العسكرية.
                  

08-27-2006, 04:48 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: فلا أعتقد أنه يوجد في كل هذا التاريخ ما يعطي هذا الإتجاه بالتحالف مع (المؤتمر الوطني) مبررا منطقيا. فسواء نظرنا للأمر من زاوية علاقة هذا الحزب التاريخية بالديموقراطية اللبرالية أو من زاوية إرتباطاته القومية العربية، فليس ثمة ما يبرر تحالفه مع طغمة فاقدة لمقومات الحزب السياسي الحقيقي فضلا عن ارتباطها الدكتاتورية العسكرية.


    الاخ العزيز حامد
    تحية طيبة
    نعم تحليلك في محلو

    اذا قالت حزام فصدقوها فالقول ما قالت حزام


    ...لان الامر عن تحالف بين المؤتمر والاتحادي ليس سوى اراجيف.يروج لها ناس السودان القديم..ويمكنك مراجعة ما قاله حسنين والاتحادي العائد ميرغني مساعد في صفحة الاخبار....وسنظل نتعامل مع كاشاعة ومضيعة وقت....حتى اشعار اخر

    ومما يؤكد ايضا الروح الديموقراطية الحقيقة التي يتمتع بها زعيم الحزب السيد مولانا محمد عثمان الميرغني...انه بقي على تحالفه مع الحركة الشعبية منذ 1988 وهذا امر نادر الحدوث في الساحة السودانية...وايضا في التجمع الذى يضم قوى ليبرالية عديدة
    فالميرغني وقرنق جمعت بينهم خصلة حميدة الثبات علي المواقف..
    لذلك يكون الاتحادي الديمقراطي اقرب للتحالف مع الحركة الشعبية فقط وقوى التجمع فقط...
    ما ينقص القوى الديموقراطية السودانية الحقيقية هو فضائية وخاصة الحزب الاتحادي للمرحلة القادمة ولن تبخل عليهم مصر بفضائية من المدينة الاعلامية...لمعالجة ازمة الوعي فى السودان الذى اضحى مطية للاراجيف في زمن ثورة المعلومات...
    وعدم الاهتمام بامر المنابر الحرة والفضائيات سيدفع ثمنه الشعب السوداني علي المدى البعيد.....لانه سيبقي على االزبد الذى لا يذهب جفاء..
    *************************
    اذا حزب وسط (الاتحاد الديموقراطي)....ولدينا يسار ليبرلي (الحركة الشعبية)....فاذا ماذا ينقصنا اذا لنكون جزء من حركة التغيير في العالم نحوو الديموقراطية الحقيقية....وهزيمة قوى السودان القديم عبر صناديق الاقتراع بعد سنتين بمشروع سياسى واحد.....مشروع السودان الجديد والتوزيع العادل للسلطة وللثروة.. وخاصة ان السيد محمد عثمان ليس له طموحات شخصية في المناصب والمكاسب كما يحدث في نده التقليدي حزب الامة...

    اعتقد ينقصنا فضائية حرة...والحديث ذو شجون
    فاصل ونعود
    فابقو معنا في فضائية السودان الجديدNEWSUDAN-TV

    نحن لا نستطيع ان نغيير الماضي ولكننا نستطيع ان نسهم في تغيير المستقبل
                  

08-27-2006, 01:20 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    Quote: وعدم الاهتمام بامر المنابر الحرة والفضائيات سيدفع ثمنه الشعب السوداني علي المدى البعيد.....لانه سيبقي على االزبد الذى لا يذهب جفاء..


    هذا كان وظل أحد هواجسي الرئيسية. وإليك هذا اللنك:

    الحركة الشعبية لتحرير التلفزيون




    Quote: ...لان الامر عن تحالف بين المؤتمر والاتحادي ليس سوى اراجيف.يروج لها ناس السودان القديم..ويمكنك مراجعة ما قاله حسنين والاتحادي العائد ميرغني مساعد في صفحة الاخبار....وسنظل نتعامل مع كاشاعة ومضيعة وقت....حتى اشعار اخر


    طمنتنا طمنك الله. فهذا هو الأمر الطبيعي الذي يتفق مع تاريخ هذا الحزب العريق.



    Quote: اذا حزب وسط (الاتحاد الديموقراطي)....ولدينا يسار ليبرلي (الحركة الشعبية)....فاذا ماذا ينقصنا اذا لنكون جزء من حركة التغيير في العالم نحوو الديموقراطية الحقيقية....وهزيمة قوى السودان القديم عبر صناديق الاقتراع بعد سنتين بمشروع سياسى واحد.....مشروع السودان الجديد والتوزيع العادل للسلطة وللثروة.. وخاصة ان السيد محمد عثمان ليس له طموحات شخصية في المناصب والمكاسب كما يحدث في نده التقليدي حزب الامة...


    زادك الله تفاؤلا يا عادل. لكن أعتقد أنه تفاؤل مؤسس على رؤية نقدية متماسكة.


    Quote: نحن لا نستطيع ان نغيير الماضي ولكننا نستطيع ان نسهم في تغيير المستقبل


    نعم يا صديقي لا نستطيع تغيير الماضي. ولكن إذا لم ندرس ونحلل وننقد ونفهم ما حدث في الماضي، فلا أعتقد بأننا سنكون قادرين على استشراف وتخطيط وتنفيذ المستقبل.
                  

08-28-2006, 01:03 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

08-30-2006, 09:48 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    ****
                  

08-31-2006, 05:01 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الناس مشغولين بانتفاضة اذهب انت وربك قاتلا انا هنا قاعدون
                  

09-01-2006, 11:29 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الاخ حامد
    تحية طيبة
    لقيت الصفحة الاولي مليانة من الهزيان الغث..قلت ارفع بوستك ده هيبة وجبرة وازودك باخر التقارير الموثقة


    وشفت المرجفين والفاشلين ونقيق الضفادع في الفترة السابقة عن علاقة الاتحادي الديموقراطي بالمؤتمر الوطني دحضوالبيان المشترك ادناه


    اتخيل شعب يستمد وعيه من المرجفين والاراجيف..بتقوم ليه قائمة
    وبعدين قالو المظاهرة عشان الغلاء والهتافات هبي يا اكتوبر..وضد نيفاشا لدرجةانهم ازعجو دينق ونزل بوست ما فهمو لحدة هسه يا اخ الناس ديل ضد شنو ولى ضدمنو ضد المؤتمر ولى ضد البشير ولي ضد الحركة ولي ضد الاتحادي ولي ضد نيفاشا
    طيب نحن استفدنا شنو من اكتوبر1964 ومن ابريل1985...اذا كانت النتيجة الاخيرة هم ناس التوجع الحضاري وناس قريحتي راحت في الجبهة الوطنية 2006... لا يوجد ابدل لديهم مشروع حقيقى...فقط شينة وعجباني وتعيدانتاج نفسها كل مرة..والمرة دي بانتهازية قالوبمساعدة قوات دولية..شجبوها في العراق واشادو بيها في السودان ودي برضو حالة شيزوفرينا ما سمعنا بيها في ابائنا الاولين...
    *******************
    انا بصدق زول واحد في السودان المرحوم قرنق قال بعد نيفاشا السودان القديم ما برجع...وعشان خاطر قرنق بس ...الواحد يدعما هنا لاخر مرحلة ويعري كل من يعترضها اويحرفها عن مسارها اويشوهها...
    وفعلا كل المظاهر تدل على ذلك..لا المعارضةقدرت تطلع الناس(100) نفر ولمن فشلوقعدو ينبذوالناس في البورد ده ولا المؤتمر الوطني عندو جمهور حقيقى فقد مغلوب على امرهم من الطلاب والموظفين...يعني الشعب السوداني لا عاجبو البنا(المؤتمر الوطني) ولا البعجن في الطين(معارضة السودان القديم المازومة)....وهنا يبدا مشورا البحث عن طريق ثالث غير الاثنين ديل.........

    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم

    بيان مشترك حول لقاء
    مولانا السيد محمد عثمان الميرغني والفريق سلفا كير ميارديت
    أسمرا : الأربعاء 30 أغسطس 2006 م
    ـــــــــــــــــــــــ



    في اطار الزيارة التي يقوم بها الفريق سلفا كير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية ، رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان الى دولة ارتريا ، قام سيادته بزيارة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي رئيس التجمع الوطني الديمقراطي بمقر اقامته بأسمرا ، وعقدا اجتماعاً سادته روح التفاهم المشترك ، وبحثا آخر التطورات على الساحة السياسية السودانية ، وأكدا على أهمية تعزيز التحالف الإستراتيجي بين الحزب الإتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية ، واستمرار التنسيق والتشاور بين الرئيسين وبين مؤسسات التنظيمين ، وأتفقا على تشكيل لجنة مشتركة تتولى مهام التنسيق وتعمل على بلورة رؤى مشتركة حول كل القضايا الوطنية ، كما اتفق الجانبان على تفعيل التجمع الوطني الديمقراطي وتوسيع الحوار مع كل القوى السياسية السودانية وصولاً للإجماع الوطني .




    ياسر سعيد عرمان حاتم السر علي
    المتحدث باسم الحركة الشعبية المتحدث باسم الحزب الإتحادي الديمقراطي

    الجدير بالذكر أن لقاء السيد الميرغني وسلفا كير بأسمرا حضره من جانب الحزب الإتحادي الديمقراطي كل من د. جعفر أحمد عبدالله ، حاتم السر علي ، مهدي شيخ ادريس ، السر دقق ، ومن جانب الحركة الشعبية السيد كوال ميانق وياسر سعيد عرمان .



    عشان كده لو في فضائية حرة كانت حسمت حاجات كثيرة ولي مش كده
    مع تحيات NEWSUDAN-TV


    واعذرنا نحن ما نفهمش في السياسة

    (عدل بواسطة adil amin on 09-01-2006, 11:35 AM)

                  

09-01-2006, 11:49 AM

الزاكى عبد الحميد
<aالزاكى عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    فوق..فوق لحدي ما أجيك برواقة كدا..

    لك الشكر من قبل ومن بعد عزيزي حامد..

    الزاكي
                  

10-27-2006, 12:14 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: الزاكى عبد الحميد)

    الأستاذ عادل،

    لك التحية على المثابرة.

    إذا رجعت إلى ما كتبته عن تاريخ ومواقف حزب الشعب الديموقراطي سوف تجد موقفا ثابتا ومتفكرا وواعيا لهذا الحزب ضد الدولة الدينية في السودان. فحزب الشعب الديموقراطي هو:

    - الذي وقف مع الحزب الشيوعي وإتحاد نقابات عمال السودان في ( الجبهة الإشتراكية) عام 1965 لمساندة حكومة ثورة أكتوبر ضد (الجبهة الوطنية) المكونة من حزب الأمة والوطني الإتحادي وجبهة الميثاق الإسلامي.

    - الذي وقف ضد الرجعية المسلحة في الجزيرة أبا وأعلن دون مواربة عن مساندته لحكومة نميري حين كان الصراع متجليا بين الدولة الدينية التي مثلها في الجزيرة أبا نفس (الجبهة الوطنية) وبين قوى التقدم حينها.

    - هو الذي أنجز مع الحركة الشعبية (إتفاقية السلام السودانية) في أدس أبابا 1988 .

    - هو الذي قاد نضال أحزاب الشمال ضد إنقلاب الإنقاذ الإسلامي منذ يومه الأول، وصار آخر من صالح الإنقاذ.

    لكل ذلك كنت مندهشا من الأخبار الصحفية المتعجلة حو تحالفه مع المؤتمر الوطني. والآن فأن البيان الذي تفضلت أنت بنشره هنا يؤكد ما ذهبنا إليه.

    لك الشكر مرة ثانية.
                  

11-02-2006, 05:57 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: حامد بدوي بشير)

    الاخ العزيز حامد بدوي
    تحية طيبة
    ما كتبته هنا عن احزاب السودان القديم هو بداية طيبة لاستشراف المسنقبل..فقط عليك تنظيم هذه الكتابات المفيدة ونشرها في صحف السودان لعموم الفائدة
    لقد انجزت انجاز كبير في تمحيص الماضي..وكنت قد نوهت لك ان تنزل هذه المواضيع للمهتمين بالشان السوداني في موقع الحوار المتمدن

    ***********
    بقى ان نستنتج من كل ما كتبت
    ان المرحلة القادمة
    1- الانتخابات الحرة النزيهة هي الوسيلة الوحيدة للتغيير
    2- المنابر الحرة ضرورة مرحلية ومهمة جدا
    3- ان التكتلات ذات المشاريع المتشابهة والرؤى الواحدة هي البديل للاحزاب القديمة

    لذلك تجدنى وضعت شعار (الثورة البنفسجية- واعني بها الانتخابات)
    واعيد
    ارسل مقالاتك مباشرتا عبر اللنك ادناه للحوار المتمدن من الان

    http://www.rezgar.com/debat/add.art.asp

    وفوق ايضا
                  

11-12-2006, 10:24 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم التحالفات السياسية الجديدة في السودان (Re: adil amin)

    مع تحيات الحملة الوطنية لاستئصال شلل الافكار

    الجرعة الخامسة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de