في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 01:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-26-2007, 03:16 PM

خليل عيسى خليل

تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً

    Quote: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً

    بقلم: أبوعاقلة إدريس إسماعيل

    صحيفة السودانى

    في محراب الشعر على ضوء ثقاب وقف الشاعر الهادي آدم (1927-2006) ليتملّى –مشدوهاً في استغراق- لحظة الخلق الفني، وهي لحظة تستعصي على مظان التأويل والبوح، وتستعلي على مغاليق الفكر والحدس.
    أمن طوارق اشجان مغيرات؟
    أم من شؤون على الآماق ثرّات؟
    تستنجز النجم وعدا ما يبر به
    زلفى لإسكات جرح أو مؤاساة
    تغريك بالدمع اظلال هرقت
    على اعتابها صفو أحلام وأوقات
    فما وقوفك مصلوباً على صنم
    لا يستجيب لبثٍّ أو مناجاة؟
    والشعر عند الهادي آدم ليس تلبساً من تلبسات الشياطين، كما توهم بعض الأوائل، بشاعر ممسوس، "إني وكل شاعر من البشر ** شيطانه انثى وشيطاني ذكر".. وفي عينيه سويد بن ابي كاهل اليشكري وهو شاعر مخضرم:
    فر مني هارباً شيطانه
    حيث لا يعطي ولا شيئاً منع
    فر مني حين لا ينفعه
    موقر الظهر ذليل المتضع
    ورأى مني مقاماً صادقاً
    ثابت الموطن كتام الوجع
    وابن الرومي نظّام مكدود في صناعة الشعر..
    وشقيقة قالت أراه مفكراً
    حتى أراه من السكينة نائما
    فأجبتها إني امرؤ هيّامة
    في كل وادٍ ما ازال هماهما
    وفي كتابه (معجز احمد) شرح أبوالعلاء المعري ديوان ابي الطيب المتنبي، فلما بلغ أعمى المعرة قول أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي:
    أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
    انتفض أبوالعلاء وقد ذهب به العجب كل مذهب وهو يقول:
    لكأن أحمد بن الحسين نظر إليّ بعين الغيب وهو يقول:
    انا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.
    وشاعرنا الهادي آدم وهو ينجز قصيدته على ضوء ثقاب لعله كان اقرب إلى الشاعر الإنجليزي و.هـ اودن وهو يقول: "إن آراء الكاتب، أي كاتب، هي غالباً مظاهر حواره مع نفسه عما عليه أن يفعل في مقبل أيامه، وما عليه أن يتجنب، وفي (الموحى) يصور التجاني يوسف بشير لحظته تلك الخلاقة:
    قم لموحاك في الدجى بين صحوان
    نديٍّ وبين سهران ساكر
    ينفخ الله في مشاعرك اليقظى
    وجوداً فخم التصاوير فاخر
    ويفجر لك الغيوب وينشر
    بين عينيك عالماً من ذخائر
    فتخيَّر وصف وصوّر رؤى الوحي
    وصغ واصنع الوجود المغاير
    ويسبر التجاني في آثاره النثرية الكاملة اغوار فن الشعر وهو يبحث عن مجرى التفكير في الشعر: "هذا الروح الخفي من أقوى أركان الشعر، وإذا كان من بعض ما تجنح إليه العاطفة ويتركز عليه هو هذا التوقيع، فإن على ذلك وحده يتوقف الجمال الذي تنشئه الأرواح. وقد يصعب على القارئ فهم ما نسميه بالروح المعنوية والوزن الخفي، ولكنه حقيقة لا خيال فيها ابداً، موجود لا وراء اللفظ، ولكن وراء حقيقة المعنى، فليتعمق القارئ في فهم حقائق الشعر يجد أن وراء كل وزن معنى، ووراء كل معنى وزناً آخر.
    ولا تحسبن أن الشعر دائماً وقف على الفكر لا يقوم له وجود إلا به، فقد تستطيع أن تقول إن بعض الشعر لا عن فكرة، وإن بعضه يرجع الفضل الأكبر فيه إلى شيء لا نعرف ما هو، قد يسمونه (الإلهام) الذي ينقطع إليه أكبر الشعراء منزلة إلى الحياة العليا، ولكنه الهام يبدؤه الشاعر من جانبه وتكمله له ارواح أخرى، تهمس في دمه الشعري النبيل. وقد تستطيع أن تقول إن بعض الشعر لا عن فكرة وإنما يهبط إلى النفس قوياً هادئاً في ساعة كأنها لمحة من حياة الأنبياء يوحى إلى الشاعر فيها ما يوحى إلى (النبي) في سره، من غير أن يعمل له فكراً في ذاك، وإنما هي الفجاءة الجميلة لا تلبث أن تنقطع".
    اذّن الليل يا نبي المشاعر
    وغفت ضجة ونامت مزاهر
    دفق العطر في صدور الروابي
    مستجيشاً وفاض ملء المحاسر
    وسرت في الورود انفاس ريا
    روحك العنبري والورد ناضر
    قم لموحاك في الدجى بين صحوان
    نديّ وبين سهران ساكر
    يرقب البدر مطلع الروح من هنّا
    وتستقدم النجوم البشائر
    طبعت ساعة التنزل دنياك
    بوجد كوجد هيمان ذاكر
    كلها بدلت محاريب نشوى
    تحت فيض من روعة الوحي ماطر
    في جذبته وذهوله يعيش جماع لحظاته الباقية، ويناجيه صديقه الشاعر منير صالح عبدالقادر وقد استولت عليه تهاويم ربة الشعر في وادي عبقر:
    وقرى شياطين وددت لو أنني
    قد كنت زائرها بغير شعور
    لنطوف بالدنيا التي قد عشتها
    ونرى مباهج كونك المسحور
    وفي (مولد شاعر) يرسم محمد محمد علي صورة مغايرة للشاعر المثال:
    كما الأطفال قد ولدوا
    نبي الشعر قد ولدا
    فلم يغلق له قمر
    ولا ملك له سجدا
    نعم قد هلّل الأهل
    وقاموا حوله حشدا
    وتمتم جده برقىً
    ترد الكيد والحسدا
    ***.
    لقد صنعوا كما صنعوا
    بمولد صنوه الأكبر
    ولو علموا بأن له
    بكل خميلة منبر
    وملء دمائه نغم
    وتحت لسانه مزهر
    لما زادوه تكرمة
    ولا حفلوا به أكثر
    **
    وهل للشعر عند الناس
    اعزاز وتقدير
    حديث الشعر اوهام
    ورب الشعر مسحور
    يرى الأشباح ماثلة
    وتخلبه الأساطير
    ويسمع خفقة النور
    إذا ما اشرق النور
    ***.
    وإن دوّى هزيم الطار
    بين أكف مداح
    وسالت نغمة الشادي
    على رَسل وأسماح
    وفاض الدمع من مقل
    تنام وشوقها صاحي
    ترنح خطوه طرباً
    كمصبوح من الراح
    ***.
    وإن غنى على الرق
    مغنٍّ ماهر غرد
    وردد خلفه صحب
    طراب ليلهم سهد
    وماجت رقصة العذراء
    طوع الرق ترتعد
    اطل الوجد من عينيه
    مثل الجمر يتقد
    وفي لغة انقى من عوالم البراءة ينتخب الشاعر المثالي إدريس جماع مثاله الأرقى (شاعر الوجدان والأشجان):
    ماله ايقظ الشجون فقاست
    وحشة الليل واستثار الخيالا؟
    ماله في مواكب الليل يمشي
    ويناجي اشباحه والظلالا
    هين تستخفه بسمة الطفل
    قوي يصارع الأجيالا
    حاسر الرأس عند كل جمال
    مستشف من كل شيء جمالا
    ها هو ذا الهادي آدم في رثائه محمد عبدالقادر كرف يبكي النديّ وقد انفض السامر، بعد أن قضى شعراء السودان الأفذاذ: محمد محمد علي، وجماع، المجذوب، ومنير صالح عبدالقادر واسمه الفني المستعار (الشهاب)..
    لهفتا للندى إذ يتبدى
    طللاً يوسع النفوس اكتئابا
    بات في البقعة الحزينة ايكاً
    ند عن وكره الصفاء وغابا
    كنت استاذه المعلم والداعي
    وصداحه الشجي المجابا
    بشجون نقرن من وتر
    (المجذوب) قيثارة وهجن ربابا
    وتهاويم في متاهات (جماع)
    ودنياه إذ يرود السحابا
    وغوالي (محمد) وهي تجري
    ثم تنساب كالنمير انسيابا
    ياله سامرا لو أن الليالي
    ملأت منه يوم ذاك وِطابا
    فانطوى كالربيع خلّف محلاً
    وتهاوى كالنجم وافى الترابا
    ذهب الصخب يا (منير) ولله
    شؤون فيما يريد ويأبى
    فغدونا لذلك الطلل المطرق
    اسوان ما يحير جوابا
                  

11-26-2007, 04:13 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً (Re: خليل عيسى خليل)

    كان مولده فى مدينة الهلالية
    وفى مدرستها الابتدائية تلقى تعليمه الاولى
    ثم انتقل الى معهد امدرمان العلمى
    حيث درس به الدراسة المتوسطة
    ثم الثانوية
    انتقل بعد ذلك الى مصر
    فدرس الجامعةفى كلية دار العلوم ونال بكالريوس الاداب
    والدبلوم العالى فى التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس
    كلية التربية
    يقول
    فى معهد امدرمان العلمى تفتح وعيى حيث هناك صدى واسع للحياة والادب
    حيث كانت تقام الجمعيات الادبية فى كل حى
    وكان الطلاب من المعهد العلمى وكلية غردون يؤلفون مجتمعا رفيعا
    يتبارى الجميع فى قراءة الكتب التى استطاع استيعابها
    وتناقش هذه الكتب من الجميع
    رحم الله الشاعر والانسان الهادى ادم
                  

11-26-2007, 06:37 PM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-19-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    سعدت بلقائه في قمة العطاء
    حين يدفع أويحال من فى عمره للمعاش !
    حيث أستقر لبعض الوقت برفاعة
    وكنا نحن المستفيدون

    الرحمة الواسعة للشاعر القامة الهادب آدم
                  

11-26-2007, 06:58 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً (Re: سمية الحسن طلحة)

    رحم الله الشاعر والانسان الهادى ادم
                  

11-26-2007, 07:06 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً (Re: Mustafa Mahmoud)

    أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غدى
    يالشوقى واحتراقي في انتظار الموعد
    آه كم أخشى غدي هذا وارجوه اقترابا
    كنت استدنيه لكن هبته لما أهابا
    واهلت فرحة القرب به حين استجابا
    هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا
    مهجة حاره وقلبا مسه الشوق فذابا



    أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
    أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
    أغدا تشرق أضواؤك في ليل عيوني
    آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
    كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء
    يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
    أنا لولا أنت أنت لن احفل بمن راح وجاء
    أنا أحيا بغدى الان و بأحلام اللقاء
    فأت أو لا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء



    هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
    هذه الدنيا ليالى انت فيه العمر
    هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
    هذه الدنيا سماء انت فيها القمر
    فأرحم القلب الذي يصبو اليك
    فغدا تملكه بين يديك
    وغدا تأتلق الجنة أنهارا وظلا
    وغدا نسمو فلا نعرف للغيب محلا
    وغدا ننسى فلا نقسى على ماض تولى
    وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس الا
    قد يكون الغيب حلوا
    انما الحاضر ..... أحلى
                  

11-26-2007, 07:15 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً (Re: Mustafa Mahmoud)

    الشاعر الهادي آدم بعد تكريمه في مصر

    قصيدة أغدا ألقاك قصيدة عادية مثل بقية قصائدي .. وغناء أم كلثوم كتب لها الشهرة
    * اللغة العربية ليست سبب تخلفنا وهي جنسية لكل الناطقين بها وأقوي الروابط بين الشمال والجنوب
    أجرت الحوار في القاهرة ـ أسماء الحسيني
    عاش ينتظر اللقاء .. ويهفو قلبه لرؤية المحبوبة، التي جاهر العالم بحبه لها، بعد أن خلدته ذلك الحب قصيدته الرائعة التي غنتها له سيدة الغناء العربي أم كلثوم أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غد .. يالشوقي واحتراقي في انتظار الموعد . إنه الشاعر والأديب السوداني الهادي آدم الذي كرمته مصر في المهرجان العاشر للإذاعة والتليفزيون أخيرا . ولدي بقرية الهلالية علي شاطئ النيل الأزرق جنوبي الخرطوم، وفيها تشكلت أولي معالم شخصيته وارتبط بالنيل الذي تغني له في أكثر من قصيدة وكان عاشقا له . ثم توجه صوب مصر، حيث تخرج في كلية دار العلوم بالجامعة المصرية وحصل علي درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وحصل علي دبلوم عال في التربية من جامعة عين شمس، ثم حصل علي الدكتوراه الفخرية من جامعة الزعيم الأزهري بالسودان وعمل معلما بوزارة التعليم . وفي القاهرة عاش أياما حافلة في صحبة رفاقه المتميزين وأساتذة عصره العظام، الذين كان يتردد علي مجالسهم الأدبية كعباس العقاد وطه حسين وغيرهما . وماتزال مصر تحتل في نفسه مكانة كبيرة وتربطه بها أوثق العلائق . فيما كتب العديد من القصائد آخرها قصيدة لم تنشر بعد بعنوان لن يرحل النيل يصور فيها بريشة الفنان ذكرياته العزيزة التي عاد يتفقدها في حي منيل الروضة الذي سكنه في صباه . وعلي غير عادة السودانيين لم ينتم الهادي آدم يوما لأي حزب سياسي، ولكنه لم



    يستطع أن يفصل نفسه يوما عن قضايا السياسة وهموم الوطن، وظل علي الدوام من المتحمسين للوحدة العربية، وله في المعركة ضد إسرائيل وفي الدعوة إلي وحدة وادي النيل مواقف رائعة، من أجملها قصيدته حينما قصفت إيلات . وعندما اندلعت الشرارة الأولي لحرب الجنوب في السودان عام 1955 كتب أحب قصائده إلي نفسه التي اطلق عليها اسم توريت وهي المدينة التي شهدت أولي أحداث التمرد .



    صدرت له أخيرا مجموعته الشعرية الكاملة والتي تحتوي علي دواوينه كوخ الأشواق ونوافذ العدم، وعفوا أيها المستحيل، وله مسرحية شعرية باسم سعاد . ويري أن قصيدته أغدا ألقاك التي وصفتها أم كلثوم بأنها كنز أدبي وكانت بوابته إلي الشهرة في العالم العربي قصيدة عادية مثل بقية قصائده، وان ما كتب لها الشهرة هو صوت أم كلثوم ولحن محمد عبدالوهاب . ظل يدافع عن اللغة العربية ويراها أقوي الروابط التي وحدت بين أبناء الشمال



    والجنوب في وطنه، ويرفض الدعاوي التي تشهر في وجهها الآن بأنها سبب تخلف العرب، بل ويعتبرها جنسية لكل الناطقين بها، ويري أن الحرب الأمريكية ضد الإرهاب، والسعي لتجفيف منابعه هي حرب سافرة ضد الإسلام والعربية . ويري الهادي آدم أن الاحتفال بالخرطوم العام المقبل كعاصمة للثقافة العربية سيكون بمثابة صرخة للعالم العربي بأن السودان في حاجة إلي عون أشقائه في مواجهة تحديات جسام، وأنه لا ينبغي تجاهله أكثر مما حدث في السابق، هذا ما قاله الهادي آدم شاعر النيل الذي عشق الخرطوم وتوريت ودارفور وكل بقعة من أرض وطنه العزيز ويسؤوه كثيرا ما يوجه له الآن من حملات معادية .
    * سألته : كيف تنظر لتكريمك الأخير في مصر وهو الأول من نوعه؟ وهل تعتبره متأخرا؟ ** كرمت حقيقة في السودان وفي غير السودان، ولكن هذه هي المرة الأول التي يتم تكريمي فيها بمصر، وهي لفتة كريمة من مهرجان الإذاعة والتليفزيون، الذي أري في تكريمه لشخصيات عربية إلي جانب المصريين ممن لهم عطاء واضح دعم للعلاقات العربية .
    * وماذا يعني لك هذا التكريم؟
    ** التكريم عموما يلفت الأنظار للعطاء الذي قدمه المكرمون، ويكون له تأثيره في حفز الهمم .. وهو يعني أن ما قدمه المكرم قد تمت دراسته ومناقشته .. ويبقي أن التكريم الحقيقي يأتي من الشعوب .
    * ارتبط اسمك في مصر والعالم العربي بقصيدتك أغدا ألقاك كيف تنظر لهذه القصيدة .. هل كان لتلك القصيدة الحظ الأوفر من بين كل قصائدك؟
    ** هي قصيدة عادية مثلها مثل أي قصيدة أخري من قصائدي كتبتها في زمن مبكر، لكن غناء سيدة الغناء العربي أم كلثوم لفت إليها الأنظار مثل أي قصيدة أخري لأي شاعر غنت له، وهي واحدة من العديد من القصائد التي كتبتها للتعبير عن مشاعري .
    * وكيف كان اختيار أم كلثوم لها؟
    ** زارت أم كلثوم السودان عام 1968 لتغني لمصلحة المجهود الحربي بعد النكسة
    في 1967 في إطار جولتها في عدد من الدول العربية للغرض ذاتها، وقررت وقتها أن تغني لعدد من شعراء الدول العربية من بينها السعودية ولبنان، وعندما زارت السودان استقبلت استقبالا رائعا، ولذا اتخذت قرارا بأن تقدم شعراء السودان،
    وبدأت تبحث في الشعر السوداني وكنت سعيدا باختيار أم كلثوم لقصيدتي أغدا ألقاك لغنائها .
    * وكيف كان أدائها للقصيدة؟
    ** قمة الإبداع .. وعبدالوهاب كان في قمة ارتباطه بالسيدة أم كلثوم فكان
    لحنه للقصيدة رائعا .. ولكن تأخر تقديم القصيدة بسبب ظروف وفاة الرئيس جمال عبدالناصر حتي غنتها أم كلثوم في مايو عام 1971 في مسرح سينما قصر النيل وكان يوما بهيجا .
    * وهل كنت حاضرا وقتها؟
    ** نعم وكنت في غاية السعادة .
    * حينما تتذكر تلك القصيدة .. هل تتذكر ملهمتها؟
    ** هذا موضوع آخر .. بالطبع لاشئ يأتي من فراغ .. وكانت هناك عواطف ومشاعر وأحاسيس في وقتها .
    * أين كانت نشأتك وتكوينك؟ وما العوامل التي أثرت في تشكيل شخصيتك؟
    ** ولدت في قرية أصبحت مدينة الآن هي قرية الهلالية علي شاطئ النيل الأزرق جنوبي الخرطوم وتابعة للجزيرة وهي بيئة زراعية تجارية، والمؤكد أن الإنسان يتأثر بمسقط رأسه وموطنه .. والبيئة التي نشأت فيها أهلها أناس بسطاء طيبون يحرصون علي الرزق الحلال في الزراعة والتجارة ويؤازرون ويشاطرون بعضهم بعضا في الأفراح والاحزان، ويعتبرون كل من ينتمي كل من ينتمي إليهم جرءا لا يتجرأ منهم .



    * ولذا كان ارتباطك الكبير بالنيل وتأثيره في قصائدك؟
    ** نعم وأنا صغير في قريتي كنت أنشد للنيل المتدفق وللطبيعة الساخرة وأنا أخال الأرض حول النيل جنة .
    * هل جمع ديوانك الذي صدر أخيرا كل أعمالك؟
    ** نعم ماعدا مسرحية شعرية اسمها سعاد وقد ضم عدد من الدواودين التي صدرت سابقا كوخ الأشواق الذي صادف أيام استقلال السودان، وفيه قصائد وطنية إي جانب قصائد وطنية إلي جانب قصائد أخري عاطفية، ونوافذ العدم وهو يمثل مرحلة جديدة للشعر من ناحية البناء، ثم عفوا أيها المستحيل .
    * وماهي أحب القصائد إلي قلبك؟
    ** هي قصيدة توريت فقد كتبتها في مقتبل العمر، وكانت وقتها تعالج قضية إندلاع الحرب التي كان الشعب السوداني كله مشغولا بها وكانت موضوع الساعة .
    * وما القصيدة التي تتمني أن تكتبها ولم تفعل بعد؟



    ** كثير .. وبعض القصائد تكتب الشعراء ولا يكتبها الشعراء وقصيدتي الأخيرة لن يرحل النيل التي كتبتها في مصر ل يس لها ميزات إبداعية لكنها تعبر عن إحساس خاص .
    * علاقتك الخاصة بمصر .. كيف بدأت؟
    ** درست في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ثم بكلية التربية بجامعة عين شمس ولي عدد من الأصدقاء في مصر .
    * من زاملت من المصريين؟
    ** زملاء الدراسة عديدون فيهم أعداد كبيرة من المبدعين .. ونحن طلبة عشنا معا عدد كبير منهم برز بشكل واضح منهم أحمد هيكل وزير الثقافة السابق وعديد آخرين أمثال محيي الدين الحلواني، وسعد دعبيس، وإبراهيم سلامة، وإبراهيم أنيس، وعبدالواحد وافي وغيرهم .
    * قصيدتك الأخيرة تعبر عن عواطف جياشة وذكريات عزيزة في مصر؟
    ** نعم فثقافتنا كلها ثقافة مصرية والعلاقة القوية بين مصر والسودان شئ طبيعي ولايمكن توجد علاقة أخري توازيها * وهل تري هذا الوضع في العلاقة بين البلدين تغير الآن؟
    ** السياسيون بطبيعة الحال يحاولون ايجاد فجوات لكن لا شئ يؤثر علي الواقع ولا يمكن فعلاقة البلدين تقوم علي أساس علاقة الشعبين .. والحكومات تأتي وتذهب وتظل العلاقات الشعبية هي الأبقي .
    * وكيف كانت صلتك الأدبية بقضية الحرب في الجنوب؟
    ** كتبت قصيدة توريت التي اشتهرت بها عام 1955 عند حدوث التمرد الأول الذي فوجئنا به وكان بداية الحرب في الجنوب وقتل فيه خيرة شباب الوطن، حيث خلف مأتما في كل بيت، ويومها كتبت أعبر عن شعور الشعب السوداني . * كيف كانت علاقتك بالسياسة؟
    ** لا علاقة لي بها .
    * ألم تنتم لأي حزب سياسي في حياتك؟
    ** أبدا .
    * ألم تعجب بأي زعيم سياسي؟
    ** إسماعيل الأزهري رحمه الله .
    * ألم يكن غريبا بعدك عن السياسة في بلد مثل السودان؟
    ** السياسة مفتوحة لكل من هب ودب وليس لها أبواب مغلقة .
    * هل تري الظروف في دولنا مازالت مواتية لانتاج جيل مبدع كما كان في السابق؟
    ** أكيد .. فالإنسان يحمل مكونات الإبداع وهو جنين في بطن أمه حتي إذا ما خرج إلي الحياة تشكلت شخصيته وأثرت عليه بيئته .
    * لكن ألا تري أن الأوضاع الثقافية اختلفت واللغة العربية تتراجع؟
    ** علي ذكر اللغة .. تظهر الآن مبررات من بعض الجهات بأنها معوقة ومعطلة للفكر، وهذا الكلام غير صحيح ربما يري بعض العوام أن قواعد اللغة العربية صعبة، والبعض يسميها لغة سيبوية وهي ليست لغة سيبوية، فاللغة العربية تكسب الجنسية العربية، وكل من يتكلم العربية هوعربي ولو لم يكن فيه دم عربي، وهي ترتبط بكثير جدا من القيم وبالقرآن والتاريخ وهي أيضا لغة للفكر .
    * قلت إن اللغة العربية تكسب كل من يتكلم بها الجنسية العربية .. كيف تنظر إلي هذا الأمر علي ضوء الصراع الذي يتحدث عنه البعض بين العروبة وغيرها في السودان؟
    ** أؤكد لك أن اللغة الغربية نجحت نجاحا شديدا في اجتذاب أبناء الجنوب إلي شمال السودان، وهي الصلة الوحيدة بين الشمال والجنوب رغم الاختلافات الحقيقية والأخري المصطنعة التي خلقها المستعمر حينما سن قانون المناطق المقفولة التي عزلت الشمال عن الجنوب، وماتلاه من اتهامات للشمال بأنه يسيطر ويهيمن علي كل شئ، والحقيقة أن الحرب بين الشمال والجنوب غذتها الدعايات المغرضة للاستعمار والجمعيات التبشيرية، الذين غرسوا بذور الكراهية بين أبناء الوطن الواحد . ورغم ذلك فالجنوبي إذا خرج من الجنوب لايذهب إلي دول جوار السودان الجنوبية، ولكنه يذهب إلي الشمال، لأنه رغم أنه يعتقد أن هناك ظلم واقع عليه إلا أنه يعتقد أنه لا يجد نفسه إلا في الخرطوم ومدن الشمال، كما أن المثقفين الجنوبيين يتحدثون اللغة العربية، وبعضهم يجيدونها، أفضل من أهلها ذوي الأصول العربية .
    * ولماذا تشعر بخطورة الانتقادات التي توجه للغة العربية الآن؟
    ** لأنها تنطلق في دولنا العربية في الوقت الذي يسعي فيه الأمريكان الآن للتدخل في مناهجنا تحت دعاوي ما يسمونه تجفيفا لمنابع الإرهاب .. وهم لا يريدون تغيير الكيمياء أو الرياضيات أو الفيزياء أو الأحياء وإنما يستهدف تغيير التربية الإسلامية واللغة العربية .



    * وكيف تري مستقبل الفصحي في مواجهة العامية؟
    ** اللهجات العامية هي لهجات عمومية ومهيمنة ومسيطرة ولها أدبائها وشعرائها وهي الأكثر سهولة وعملية، ولكن هذا لا ينقص من مكانة اللغة العربية الفصحي وأي لغة في العالم لا تخلو من القواعد .. فلماذا يؤخذ علي اللغة العربية ذلك .
    * لماذا لم يستطيع الأدب السوداني تجاوز حدود السودان إلي العالم العربي؟
    ** هذه قضية كبيرة قضية الإعلام والتواصل دائما أقول لإخواننا العرب بيننا وبينكم زجاج عاكس .. نحن نراكم ولكنكم لاتروننا البتة .. ربما كان السبب في ذلك زهد السودانيين في الإعلام عن انتاجهم أغلق الباب أمام التواصل .. لكن أبناءنا في السودان يطلعون علي كل إنتاج الدول العربية، ولا تصادفهم أي مشكلة علي الإطلاق في فهم أي إنتاج في أي دولة عربية ولو كان باللهجة العامية، لكننا في السودان حتي لو تكلمنا صح سيقولون لنا : لا نفهم شيئا .. فهذه قضية كبيرة يحلها الإعلام والتواصل والثقة .
    * يتم الإعداد حاليا لتكون الخرطوم عاصمة للثقافة العربية العام المقبل ..
    هل تري الخرطوم مستعدة لذلك؟ وماهي الرسالة الأساسية التي سيوجهها السودان عبر تلك الاحتفالية؟
    ** أنا شاهدت عددا من العواصم الثقافية العربية ولاحظت أن تلك العواصم هي متلقية أكثر منها مرسلة، ونحن في السودان مستعدون لكي نتلقي ونرسل .. وهذا العمل يحتاج إلي عمل مادي وبنسبة تحتية وقاعات مغلقة .. وعندنا بعض من ذلك ونحتاج إلي عم آخر لاستقبال الوفود وتقديم تراثنا .. وما نتمناه أن ننجح في كسر الفجوة في معرفة العالم العربي للإنتاج السوداني .
    * البعض يعدل عنوان الاحتفالية ويجعل شعارها الخرطوم عاصمة للثقافة العربية والإفريقية كيف تنظر لذلك؟
    ** السودان يريد أن يتكلم من منطلق أصوله العربية والإفريقية وباعتباره معبرا للثقافة العربية فالسودان يختلف حقيقة عن الدول العربية في شمال إفريقيا التي ليس لها نفس ارتباط السودان بكل جهات إفريقيا، وكما هو ارتباطه بكل العالم العربي، فالسودان حقيقة عربي إفريقي، ونرجو أن تنجح تلك المناسبة في ايجاد أواصر اتصالات عربية إفريقية .
    * وماهي الرسالة التي سيحاول السودان توصيلها للعالم العربي في تلك المناسبة؟
    ** إن يقول للعالم العربي : نحن هنا موجودون نحن عرب وأفارقة تشكيلة إنسانية كبيرة ولنا حضارة عريقة تجري مع حضارة مصر من أقدم عصور التاريخ وأننا جزء من الحضارة الفرعونية والرومانية واليونانية والعربية والإسلامية .
    * هل تري أن الثقافة العربية في السودان أصبحت الآن في خطر، وقد أصبح البعض يتحدث عن العروبة في السودان وكأنها عار .. أو كأنها المسئولة عن كل الأخطاء؟
    ** في مجال الفكر والأدب لا نقبل مقولة أن هناك أدب أو فكر عربي في السودان، فهناك فكر وأدب سوداني .. وإذا قلنا إن هناك فكرا وأدبا عربيا في السودان فكأننا نقدم شيئا في غير إنائه، فنحن لدينا أدب يعبر عن السودان عندنا شعراء وكتاب مميزين لكن قد يكون أثر عليهم تجاهل الآخرين لهم .. وقد يكون حدث لنا إحباط فالشعوب تحبط كما الأفراد .



    * لكن البعض يري أن الثقافة العربية في السودان كانت علي الدوام ثقافة مهيمنة وتحاول أن تلغي الآخرين؟
    ** لا .. صراع الثقافات مربوط أيضا بقوة ديناميكية محركة .. وجود الاستعمار لم يكن يغذي الجانب العربي وكان يغذي الجوانب الأخري .. في الوقت نفسه كان هناك صراع علي السودان الذي كانت تحكمه دولتان مصر وبريطانيا .. وكلها أشياء تخطاها السودان إلي تلمس ذاته بعيدا عن تلك المؤثرات، وإن كنا مدينيين بالكثير جدا من ثقافتنا العربية في السودان لمصر، وبثقافتنا الغربية لانجلترا .. وكانا يتنافسان علي رعاية الزعامات في السودان .
    * كيف تري الوضع الثقافي في السودان علي ضوء رياح العولمة التي تهب علي دولنا الآن؟
    ** كأي دولة أخري .. العولمة شئ مرفوض، ونرفضها لأنها استعمار أمريكي مغلف بأشكال مختلفة، وتسعي أمريكا لفرضه باعتباره أمر واقع اقتصادي وسياسيا، وتجعل بعض الأبواق العربية والإسلامية تروج له، لكن الشعوب لها توجهاتها .. لكن الشعوب لها توجهاتها .. فلقد نشأت في بيئة لها أفراحها وأحزانها ولها أعيادها ومواسمها وقضاياها ولغتها ولا يستطيع أحد ولا يمكنه تغيير ذلك وفقا لتوجهاته .. تسعي أمريكا الآن لفرض هيمنتها علي العالم كله بما فيه أوروبا ..



    وأصبحت تتدخل بشكل سافر في شئون الدول .. الاستعمار في السابق كان لديه دبلوماسية الآن أصبح يعلن عن ذاته بشكل سافر، الإسلام أسموه الإرهارب، وأعلنوا عزمهم تجفيف منابعه والصعاليك في البيت الأبيض أصبحوا يتحكمون فينا .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de