في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 01:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-26-2007, 03:16 PM

خليل عيسى خليل

تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً

    Quote: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً

    بقلم: أبوعاقلة إدريس إسماعيل

    صحيفة السودانى

    في محراب الشعر على ضوء ثقاب وقف الشاعر الهادي آدم (1927-2006) ليتملّى –مشدوهاً في استغراق- لحظة الخلق الفني، وهي لحظة تستعصي على مظان التأويل والبوح، وتستعلي على مغاليق الفكر والحدس.
    أمن طوارق اشجان مغيرات؟
    أم من شؤون على الآماق ثرّات؟
    تستنجز النجم وعدا ما يبر به
    زلفى لإسكات جرح أو مؤاساة
    تغريك بالدمع اظلال هرقت
    على اعتابها صفو أحلام وأوقات
    فما وقوفك مصلوباً على صنم
    لا يستجيب لبثٍّ أو مناجاة؟
    والشعر عند الهادي آدم ليس تلبساً من تلبسات الشياطين، كما توهم بعض الأوائل، بشاعر ممسوس، "إني وكل شاعر من البشر ** شيطانه انثى وشيطاني ذكر".. وفي عينيه سويد بن ابي كاهل اليشكري وهو شاعر مخضرم:
    فر مني هارباً شيطانه
    حيث لا يعطي ولا شيئاً منع
    فر مني حين لا ينفعه
    موقر الظهر ذليل المتضع
    ورأى مني مقاماً صادقاً
    ثابت الموطن كتام الوجع
    وابن الرومي نظّام مكدود في صناعة الشعر..
    وشقيقة قالت أراه مفكراً
    حتى أراه من السكينة نائما
    فأجبتها إني امرؤ هيّامة
    في كل وادٍ ما ازال هماهما
    وفي كتابه (معجز احمد) شرح أبوالعلاء المعري ديوان ابي الطيب المتنبي، فلما بلغ أعمى المعرة قول أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي:
    أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
    انتفض أبوالعلاء وقد ذهب به العجب كل مذهب وهو يقول:
    لكأن أحمد بن الحسين نظر إليّ بعين الغيب وهو يقول:
    انا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.
    وشاعرنا الهادي آدم وهو ينجز قصيدته على ضوء ثقاب لعله كان اقرب إلى الشاعر الإنجليزي و.هـ اودن وهو يقول: "إن آراء الكاتب، أي كاتب، هي غالباً مظاهر حواره مع نفسه عما عليه أن يفعل في مقبل أيامه، وما عليه أن يتجنب، وفي (الموحى) يصور التجاني يوسف بشير لحظته تلك الخلاقة:
    قم لموحاك في الدجى بين صحوان
    نديٍّ وبين سهران ساكر
    ينفخ الله في مشاعرك اليقظى
    وجوداً فخم التصاوير فاخر
    ويفجر لك الغيوب وينشر
    بين عينيك عالماً من ذخائر
    فتخيَّر وصف وصوّر رؤى الوحي
    وصغ واصنع الوجود المغاير
    ويسبر التجاني في آثاره النثرية الكاملة اغوار فن الشعر وهو يبحث عن مجرى التفكير في الشعر: "هذا الروح الخفي من أقوى أركان الشعر، وإذا كان من بعض ما تجنح إليه العاطفة ويتركز عليه هو هذا التوقيع، فإن على ذلك وحده يتوقف الجمال الذي تنشئه الأرواح. وقد يصعب على القارئ فهم ما نسميه بالروح المعنوية والوزن الخفي، ولكنه حقيقة لا خيال فيها ابداً، موجود لا وراء اللفظ، ولكن وراء حقيقة المعنى، فليتعمق القارئ في فهم حقائق الشعر يجد أن وراء كل وزن معنى، ووراء كل معنى وزناً آخر.
    ولا تحسبن أن الشعر دائماً وقف على الفكر لا يقوم له وجود إلا به، فقد تستطيع أن تقول إن بعض الشعر لا عن فكرة، وإن بعضه يرجع الفضل الأكبر فيه إلى شيء لا نعرف ما هو، قد يسمونه (الإلهام) الذي ينقطع إليه أكبر الشعراء منزلة إلى الحياة العليا، ولكنه الهام يبدؤه الشاعر من جانبه وتكمله له ارواح أخرى، تهمس في دمه الشعري النبيل. وقد تستطيع أن تقول إن بعض الشعر لا عن فكرة وإنما يهبط إلى النفس قوياً هادئاً في ساعة كأنها لمحة من حياة الأنبياء يوحى إلى الشاعر فيها ما يوحى إلى (النبي) في سره، من غير أن يعمل له فكراً في ذاك، وإنما هي الفجاءة الجميلة لا تلبث أن تنقطع".
    اذّن الليل يا نبي المشاعر
    وغفت ضجة ونامت مزاهر
    دفق العطر في صدور الروابي
    مستجيشاً وفاض ملء المحاسر
    وسرت في الورود انفاس ريا
    روحك العنبري والورد ناضر
    قم لموحاك في الدجى بين صحوان
    نديّ وبين سهران ساكر
    يرقب البدر مطلع الروح من هنّا
    وتستقدم النجوم البشائر
    طبعت ساعة التنزل دنياك
    بوجد كوجد هيمان ذاكر
    كلها بدلت محاريب نشوى
    تحت فيض من روعة الوحي ماطر
    في جذبته وذهوله يعيش جماع لحظاته الباقية، ويناجيه صديقه الشاعر منير صالح عبدالقادر وقد استولت عليه تهاويم ربة الشعر في وادي عبقر:
    وقرى شياطين وددت لو أنني
    قد كنت زائرها بغير شعور
    لنطوف بالدنيا التي قد عشتها
    ونرى مباهج كونك المسحور
    وفي (مولد شاعر) يرسم محمد محمد علي صورة مغايرة للشاعر المثال:
    كما الأطفال قد ولدوا
    نبي الشعر قد ولدا
    فلم يغلق له قمر
    ولا ملك له سجدا
    نعم قد هلّل الأهل
    وقاموا حوله حشدا
    وتمتم جده برقىً
    ترد الكيد والحسدا
    ***.
    لقد صنعوا كما صنعوا
    بمولد صنوه الأكبر
    ولو علموا بأن له
    بكل خميلة منبر
    وملء دمائه نغم
    وتحت لسانه مزهر
    لما زادوه تكرمة
    ولا حفلوا به أكثر
    **
    وهل للشعر عند الناس
    اعزاز وتقدير
    حديث الشعر اوهام
    ورب الشعر مسحور
    يرى الأشباح ماثلة
    وتخلبه الأساطير
    ويسمع خفقة النور
    إذا ما اشرق النور
    ***.
    وإن دوّى هزيم الطار
    بين أكف مداح
    وسالت نغمة الشادي
    على رَسل وأسماح
    وفاض الدمع من مقل
    تنام وشوقها صاحي
    ترنح خطوه طرباً
    كمصبوح من الراح
    ***.
    وإن غنى على الرق
    مغنٍّ ماهر غرد
    وردد خلفه صحب
    طراب ليلهم سهد
    وماجت رقصة العذراء
    طوع الرق ترتعد
    اطل الوجد من عينيه
    مثل الجمر يتقد
    وفي لغة انقى من عوالم البراءة ينتخب الشاعر المثالي إدريس جماع مثاله الأرقى (شاعر الوجدان والأشجان):
    ماله ايقظ الشجون فقاست
    وحشة الليل واستثار الخيالا؟
    ماله في مواكب الليل يمشي
    ويناجي اشباحه والظلالا
    هين تستخفه بسمة الطفل
    قوي يصارع الأجيالا
    حاسر الرأس عند كل جمال
    مستشف من كل شيء جمالا
    ها هو ذا الهادي آدم في رثائه محمد عبدالقادر كرف يبكي النديّ وقد انفض السامر، بعد أن قضى شعراء السودان الأفذاذ: محمد محمد علي، وجماع، المجذوب، ومنير صالح عبدالقادر واسمه الفني المستعار (الشهاب)..
    لهفتا للندى إذ يتبدى
    طللاً يوسع النفوس اكتئابا
    بات في البقعة الحزينة ايكاً
    ند عن وكره الصفاء وغابا
    كنت استاذه المعلم والداعي
    وصداحه الشجي المجابا
    بشجون نقرن من وتر
    (المجذوب) قيثارة وهجن ربابا
    وتهاويم في متاهات (جماع)
    ودنياه إذ يرود السحابا
    وغوالي (محمد) وهي تجري
    ثم تنساب كالنمير انسيابا
    ياله سامرا لو أن الليالي
    ملأت منه يوم ذاك وِطابا
    فانطوى كالربيع خلّف محلاً
    وتهاوى كالنجم وافى الترابا
    ذهب الصخب يا (منير) ولله
    شؤون فيما يريد ويأبى
    فغدونا لذلك الطلل المطرق
    اسوان ما يحير جوابا
                  

العنوان الكاتب Date
في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً خليل عيسى خليل11-26-07, 03:16 PM
  Re: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً سلمى الشيخ سلامة11-26-07, 04:13 PM
    Re: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً سمية الحسن طلحة11-26-07, 06:37 PM
      Re: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً Mustafa Mahmoud11-26-07, 06:58 PM
        Re: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً Mustafa Mahmoud11-26-07, 07:06 PM
          Re: في ذكراه الأولى..الهادي آدم: هكذا أستبطن العمر نعيماً وعذاباً Mustafa Mahmoud11-26-07, 07:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de