قراءة في قيادة وسيرة السيد عبد الرحمن المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-15-2007, 07:33 PM

omdurmani

تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 1245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في قيادة وسيرة السيد عبد الرحمن المهدي

    قيادة السيد عبد الرحمن المهدي
    إمام الأنصار وأبو الاستقلال
    (من المراقبة والحصار إلي الحرية والنور )




    إعداد مهندس/
    شريف محمد شريف علي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (( ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين(5) ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون(6) ))
    صدق الله العظيم

    سورة القصص

    مقدمة:
    هذه قراءة في قيادة وسيرة السيد عبد الرحمن المهدي وتصلح نبراساً لكل قائد أو متطلع للقيادة لما فيها من معاني وقيم وعبر.
    نبذة عن حياة السيد عبد الرحمن :
    السيد عبد الرحمن المهدي يعتبره المؤرخون أعظم شخصية سودانية في القرن العشرين لما قدمه لبلاده طيلة حياته التي امتدت 75 عاماً. وهو إبن الإمام المهدي وأمه السيدة مقبولة بنت محمد الفضل أحد سلاطين دارفور.
    نجا السيد عبد الرحمن من الموت في معركة الشكابة في العام 1899م عندما تحرش الجنود الإنجليز الغزاة بأهل القرية المسالمين العزل فقتلوا عشرين رجلاً كان بينهم الخليفة محمد شريف والفاضل والبشرى إبني الإمام، وأصاب رصاصهم الفتي الصغير عبد الرحمن بجرح خطير حتى أنه طالب قائد الحملة ووالدته بأن يقتل هو كما قتل ذووه.
    عاش السيد عبد الرحمن وأسرته لعدد من السنوات تحت المراقبة والحصار والتضييق وصودرت في أحيان كثيرة حرياته الدينية، سمح له في العام 1908م بزراعة أرض والده في الجزيرة أبا فقام بزراعة القطن وتطورت مشاريعه لتصبح من أهم المشاريع الزراعية في السودان.
    ساند بريطانيا في الحرب العالمية الأولى مما أسهم في تقليص المراقبة والتضييق عليه وبرز دوره كقائد سوداني مؤثر على الأحداث.
    أعاد بعث كيان الأنصار وتأهيله وتعليمه كما أسهم في النشاط الزراعي بزراعة القطن وتحسين النسل للأبقار والخيول. شجع أنصاره علي التعليم والانضمام لنادي الخريجين وساهم في تعليم المرأة وكان صديقاً لبابكر بدري كما اهتم بالتعليم وانشأ المدارس في الجنوب وقدم منحاً مالية للجنوبيين لدعم تعليمهم.
    يقول الإمام في العام 1934م تحررت لحد ما من الحصار الصارم الذي ضربته علي حكومة السودان فأفلحت في جمع شتات الأسرة وإعادة تنظيم طائفة الأنصار على تعاليم المهدية وتوجيهها نحو العمل الاقتصادي والاجتماعي، وكانت الحكومة تشعر نحوى بضيق شديد وقلق.
    قاد ودعم الحركة الاستقلالية وشارك في مؤسسات الحكم بعد الحرب العالمية الثانية كالمجلس الاستشاري والجمعية التشريعية حتى تحقق حلمه في استقلال السودان في العام 1956م .
    أسس أول جريدة سياسية في السودان وهى حضارة السودان وكذلك أول نادي سياسي وأول حزب سياسي وهو حزب الأمة، كما اهتم بالفنون والشعر وكان بيته مفتوحاً لكل السودانيين.
    توفى في العام 1959م وشهد جثمانه 2 مليون شخص وشهد له كل الشعب السوداني بفضله وقدراته وصبره من أجل رفعة وطنه.
    مهارات السيد عبد الرحمن المهدي:
    أتصف السيد عبد الرحمن بالمصداقية لدى أتباعه، والقدرة على التعلم من التجارب، والقدرة علي الاتصال الفعال مع الجميع أعداء وأصدقاء، وعلي حل المشكلات وخير مثال لذلك حادث إضراب الطلاب عام 1931م عندما أصر الطلاب وأقسموا بألا يعودوا إلي الدراسة ما لم يتم إلغاء القرار الخاص بتخفيض المرتب الشهري للخريج. تباعد السيد علي الميرغني من الموقع وتدخل كبار الخريجين وبذلوا مساعيهم لإقناع الطلبة ولكنهم فشلوا.
    وجاء دور السيد عبد الرحمن فتدخل وأتصل بالطلاب وأقنعهم بضرورة أن تظل أبواب الكلية مفتوحة لكي تخرج جيلاً من المتعلمين لخدمة القضايا الوطنية، وأكد للطلاب أنة وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية فأن التحلل من القسم يمكن أن يتحقق بإطعام 5000 من الفقراء والمساكين وألتزم بتأدية كفارة القسم عنهم ووافق الطلاب علي ذلك وعادوا للانتظام في فصولهم.
    أيضاً كان يقضي الساعات الطوال مستمعاً لمشاكل أتباعه يحلها ويعالجها، التزم بالقدوة الحسنة وتمثيل النموذج والتفويض كثيراً، فقد كان يعين وكلاء في الأقاليم والأرياف يقومون بتنظيم شئون كيان الأنصار فيما يليهم، وقد تميز أيضاً بالنظر للأمور بكلياتها وخير علي دليل ذلك حادث الاستقلال وإعلانه بواسطة الأزهري حيث رأت الأحزاب في المعارضة أن تعلن استقلال السودان من داخل البرلمان حكومة قومية، واتفق علي المبدأ. وكانت ترى هذه الأحزاب المعارضة ان الحكومة يجب يكون تمثيلها مقسماً بالتساوي بين الأحزاب بغض النظر عن التمثيل النسبي في البرلمان وكان هنالك عدم اتفاق بين الأحزاب في المعارضة والأحزاب في الحكومة.
    ولما أعلن الزعيم الأزهري في رده علي بعض الأسئلة الموجهة عليه في جلسة الخميس 15 ديسمبر انه سيقدم باقتراح للبرلمان في جلسة الاثنين 19 ديسمبر لإعلان الاستقلال قام هرج ومرج بين الأحزاب بوجوب قيام الحكومة القومية بالصورة السابقة المتفق عليها قبل إعلان الاستقلال.
    هنا تجلت وطنية السيد وكفاحه من أجل الاستقلال عندما استدعى ابنه الأكبر الصديق رئيس حزب الأمة وقال له في حزم وعزم: ( لقد كنا ندعو للاستقلال منذ نشاتها واحتلفنا مع الأزهري وحزبه في هذا الشان واليوم ياتي الأزهري ليعلن الاستقلال فهل يجوز أن نقف من الاستقلال موقف المعارض؟ اذهبوا واتحدوا واعلنوا الاستقلال أملنا ومبتغانا).
    أيضاً تميز الأمام بقدراته الخطابية والاقناعية ومن عباراته المشهورة ( لا شبع ولا طوائف ولا أحزاب ديننا الإسلام)،ـ بالرغم من هذه العبارة قد استبان أنها لا تمثل جزء مقدر من أهل السودان (الهوية الجامعة ) إلا أنها تعبر عن تفكير غير أحادي .
    أعاد السيد عبد الرحمن المهدي البعث لكيان الأنصار وبفضله أعاد الحياة وروح النصر وأيقظ عقيدة الأنصار من جديد وأصبح الانصار أكبر كيان ديني في السودان،كما يذكر انه حرص علي أداء واجباته الدينية والاجتماعية و كان ذا ضمير يقظ كإمام لكيان الانصار.
    السمات الشخصية للسيد عبد الرحمن المهدي:
    تميز السيد عبد الرحمن بعدد من الخصال كانت سبباً في محبته في قلوب من عرفه وهي الصبر علي المكاره، والتحكم في الذات ، الحلم والاناة ، النظرة الواقعية إلي الأمور، الهمة العالية في الثبات علي المبدأ، وصدق محبة الوطن ، والكرم والعفو عند المقدرة، التفأول والمصداقية والقدرة علي تكوين صداقات وعلى جذب الآخرين لأهدافه والنزاهة والصدق. هذه الصفات هي ثمار ايمان عميق بالاسلام ومبادئه الروحية فهو ملتزم في دينه وعقيدته غيور عليهما وله قدرة عالية علي تحمل الآخر وتحمل الاختلاف (Tolerance ). وكان أيضاً جواداً كريماً مع البعيد والعدو قبل الصديق والقريب والكتب والتاريخ تحمل الكثير من وقائع كرمه مما لا يصدق- ومما يذكر عن كرمه انه عندما حل وفد من الحزب الشيوعي السوفيتي ضيفاً علي الحزب الشيوعي السوداني . ولما سمع السيد عبد الرحمن بذلك نادى عبد الخالق محجوب امين عام الحزب الشيوعي السوداني وكان يحدب عليه ويعامله كأبنه لأنه كان صديقاً لوالده فقال له: (يا عبد الخالق أنا سمعت أن الشيوعيين الروس نزلوا ضيوفاً عليكم وأنا أعرف أن حزبكم ما عندوا قدرة ضيافتهم وإكرامهم، نحن يهمنا أن يأخذوا فكرة طيبة عن السودان وأن الشيوعيين في السودان ناس كرماء يقوموا بواجب الضيف).
    كيف أنتو ما شين تكرموهم؟ فأجابه عبد الخالق قائلاً: (والله يا سيد نحنا ما فكرنا في الموضوع دا غايتو نكرمهم علي قدر قدرتن، ممكن نعمل ليهم حفلة شاي). فقال له السيد عبد الرحمن: (أبداً حفلة شاي ما كفاية تعزموهم كلهم للعشاء هنا، نعمل ليهم عشاء كبير عندي هنا في البيت). وهكذا أجتمع الشيوعيين في ضيافة السيد عبد الرحمن رجل الدين وإمام طائفة الأنصار وراعي حزب الأمة.
    ولذلك يرى الدكتور/ موسى عبد الله حامد أن هذه الصفات ومبادئه الروحية المتأصلة التي كانت مصدر إلهام لأتباعه هي التي وفقته فأصاب النجاح والحب من الجميع.
    رؤية السيد عبد الرحمن المهدي:
    هي إمتداد وتواصل مع رؤية والده الأمام المهدي وهي تتمثل في تحرير البلاد من الظلم والفساد وأحياء الكتاب والسنة، وتتمثل عند السيد عبد الرحمن المهدي في شعار السودان للسودانيين الذي يفترض أن السودانيون لن يحيدوا عن رؤية الإمام المهدي(تبين الآن أن رؤيته قد حققت الاستقلال ولكنها لا تحقق تطلعات بعض أهل السودان).
    من أين أستمد سلطته:
    من كونه أبناً للأمام المهدي وفيه (البركة) ومن قدرته علي خلق جذب وحب وطاعة الآخرين له بسلوكه وفعاله، ومن حبه للأنصار وحب الأنصار له، ومن قناعته بأن الأنصار نصروا البلاد من قبل فهم وطنيو الغد لا محالة، ثم هو بمرور الزمن استطاع أن يطور سلطته من سلطة التبجيل والحب إلي سلطة مستمدة من الخبرة في إدارة شئون الأنصار والنتظيم والحكمة وأيضاً إلي سلطة مستمدة من القدرة علي التحفيز.
    من الإنجازات التي حققها والخبرات التي استفاد منها:
    1. أعادة بعث كيان الأنصار (المهدية الجديدة):
    المهدية الجديدة هي حركة قادها عبد الرحمن المهدي تهدف إلي أحياء التراث المهدوي وقيمه الروحية والوطنية في مواجهة المستجدات بعد هزيمة كرري وهي تقترف من معين الثورة المهدية وترتبط بها وطنياً وروحياً. هي مهدية جديدة لأنها تستوعب حقائق العصر ذلك أن الانتفاضات المهدوية المسلحة جرى قمعها بالشدة والقسوة والوحشية، يقول السيد عبد الرحمن (تعاونت مع الإنجليز علي أساس واضح وهي التطور واستخلاص حقوق الشعب السوداني عن طريق السياسة لا الثورة).
    والوسائل هي مطالبة الحكومة والضغط عليها لتدريب السودانيين في شئون الحكم والإدارة والعمل علي رفع مستوى الحياة الاقتصادية بإنشاء مشاريع زراعية وتجارية وكانت نصيحتي لمن رفض سياسة الاشتراك في المؤسسات الدستورية أن (أمام السودان طريقين أما التطور الدستوري أو طلب الاستقلال بالثورة المسلحة وقلت لهم أني أخشى أن فشلت الثورة المسلحة أن ينتكس تقدم السودان إلي الوراء وأن يجد الإنجليز سبباً للبطش والتنكيل بالشعب السوداني وأني لا أوافق علي الثورة المسلحة لأني لا أريد أن تراق دماء السودانيين هدراً).
    المشاريع الاقتصادية:
    سمحت له السلطات البريطانية في العام 1908م بزراعة أراضي والده في الجزيرة أبا، فنادى الأنصار للزراعة والعمل، وكان ذلك بداية أعماله الاقتصادية وبقت سجايا كبيراً، أهتم السيد عبد الرحمن بالقطن وزراعته وأهتم بتحسين نسل الخيول والأبقار وأستورد سلالات جديدة من الأبقار، وأهتم في جوالاته الخارجية بزيارة المعارض التي تهتم بالزراعة وتقنياتها وعمل علي تطوير الزراعة – وقد قام بتشجيع الأصدقاء والأحباب من كل الفئات دون تمييز لاقتحام تجربة زراعة القطن – يدفعهم جميعاً ويشجع الشركات والبنوك أن تمدهم بالوابورات والآليات لتمويل الزرع حتى يؤتي أكله، ثم شجع بيوتات التجارة الأخرى كشركة أبو العلا وعبد المنعم وغيرها فأقاموا المشروعات ومولوا الآخرين حتى أصبح في يوم ما زراعة القطاع الخاص علي ضفتي النيلين الأبيض والأزرق تساوي زراعة مشروع الجزيرة.
    رعاية الاستقلال ورؤية (السودان للسودانيين):
    - أسس أول صحيفة سودانية وأول نادي سياسي وأول حزب سياسي وهو حزب الأمة.
    - رحلاته ومفاوضاته في كل من مصر وبريطانيا ولقاءاته مع المسئولين وصناع القرار لتوضيح وجهة نظر الاستقلالين والتأكيد علي حق تقرير المصير.
    - قبوله لفكرة المجلس الاستشاري كخطوة للأمام في سبيل الاستقلال، يقول السيد في مذكراته: (ولما عرضت علي فكرة المجلس الاستشاري قبلتها ونصحت رجالي أن يقبلوا الاشتراك في المجلس، وأذكر أني ضربت لهم مثل الشخص الذي يطلب ديناً علي آخر فهل يرفض إذا سلمه المدين جزءاً من دينه أم يأخذه ويطلب الباقي؟ وهكذا نحن يجب أن نقبل المجلس ونطالب بباقي حقوقنا).
    - دعمه لمذكرة المؤتمر الخريجين الشهيرة.
    - دعمه لاقتراح الحكم الذاتي الذي تقدم به حزب الأمة في العام 1950م حيث رفع حزب الأمة إلي حاكم السودان العام مذكرة يطالب فيها بالحكم الذاتي فوراً ونصها (نحن أعضاء الجمعية التشريعية للسودان من رأينا أن السودان قد وصل المرحلة التي يمكنه فيها أن يمنح الحكم الذاتي ونرجو من معاليكم الاتصال بدولتي الحكم الثنائي طالبين منهما إصدار تصريح مشترك يمنح الحكم الذاتي للسودان قبل نهاية الدورة الثالثة للجمعية الأولي وأن تجري الانتخابات القادمة علي هذا الأساس).
    - قاد زراعة أراضي المهدي في الجزيرة أبا لتصبح من أهم المشاريع الزراعية في السودان واستخدم إيراداته في تمويل الحركة الاستقلالية.
    السيد عبد الرحمن القائد:
    السيد عبد الرحمن المهدي زعيم ديني محترم ورجل دولة عظيم وهب حياته وماله وعافيته لوطنه السودان.
    السيد عبد الرحمن المهدي قائد لأن له أتباع في مستويات عدة فالأنصار اتخذوه أماماً وحزب الأمة راعياً وقائداً والشعب السوداني اتخذه أباً، قام بأحياء كيان الأنصار بعد الشتات والهزيمة وبتنظيمه والرقي بأفراده وأنشأ المدارس القرآنية (الخلاوي) وطبع الراتب وشجع الأنصار علي التعليم ومارس الدعوة إلي الاسلام قولاً وفعلاً وسلوكاً.
    استطاع السيد عبد الرحمن المهدي أن يحدث تغييراً باعادة تنظيم كيان الأنصار وفي تحقيق حلمه في أن يكون (السودان للسودانيين والمصريون أولي بالمعروف).
    استطاع الأمام عملياً أن يحول كيان الانصار ويسهم في تعديل سلوكه من اتخاذ قوة العنف سبيلاً للجهاد بالرأي والكلمة والصبر والأخلاق والجهاد بالنفس وأصبح كياناً يجيد العمل الاقتصادي والاجتماعي وكيان يسعى للتعليم والتطور يمزج بين روح الدين وواقع العصر.
    نال الأمام ثقة الانصار وحزب الأمة والشعب السوداني قاطبة فاستحق أن يكون (أبو الاستقلال).
    كانت علاقة السيد عبد الرحمن المهدي بالأنصار ومؤيديه قائمة على الشراكة والأبوية معا فهو لا يرفض رايا ولا يعاقب رافضا ولا يوذي مختلفا معه في الرأي .
    كان صادقا في عطفه على الأنصار وعلى السودانيين والوقائع تشهد بعطفه على الجنوبيين والشماليين من الشيوعيين وغيرهم حتى من أذوه من رجال المخابرات البريطانية وقصته مع سلاطين معروفة .
    مما يذكر على قدرته في التأثير على أتباعه أنه عندما قام وفد البعثة الاقتصادية المصرية بزيارة للجزيرة ابا على ظهر سفينة تجارية تعذر وصول السفينة فقام السيد المهدي باستنفار 5000 رجل من أنصاره لردم النيل الأبيض عند منطقة الجاسر لمرور السيارات .
    وكان منظرا مهيبا لسيادته تحف به هذه الآلاف المؤلفة من الأنصار وهو يتناول بيده قبضة من التراب يقذف بها في النيل فإذا بأنصاره يقتدون به ويستطيعون في خمسة عشر ساعة من العمل المتواصل أن يقيموا الجسر المنشود .
    دخل الإمام في مخاطر زراعة القطن في الجزيرة ابا وحواليها وكان لابد من أن يبدأ التجربة بنفسه وأسرته، وما أن نجحت واتت أكلها اخذ بتشجيع الأصدقاء والأحباب من كل الفئات وبدون تمييز أن يقتحموا هذه التجربة الناجحة – يدفعهم ويشجع الشركات والبنوك أن تمدهم بالوابورات والآليات وتمويل الزرع حتى يؤتي أكله .
    كانت رؤيته أن (السودان للسودانيين) . واستطاع بفعله وسلوكه أن يتواصل بهذه الرؤية مع الجميع كما استطاع أن يربط هذه الرؤية بتقاليد وقيم الأنصار القائمة على نبذ الظلم والفساد و الفرقة والاستعمار وبعث الإسلام النقي (لا شيع لا طوائف لا أحزاب ديننا الإسلام ووطننا السودان) .
    رؤاه وآراؤه كانت مقنعة للأنصار والاستقلاليين فشحذ الهمم وفجر طاقات أتباعه ومؤيديه واقعا فقام الأنصار والاستقلاليين ببذل النفس والنفيس من اجل تلك الغاية .
    الأنصار من هم :
    الأنصار هم أتباع ومؤيدي الأمام المهدي الذين بايعوه على النصرة والجهاد لتحرير البلاد من الظلم والفساد في العهد التركي المصري وإحياء الكتاب والسنة وهم ينتمون لقبائل السودان المختلفة بالإضافة للمهاجرين (الفلاتة).
    يرى المحجوب أن الأنصار في عهد السيد عبد الرحمن يختلفون عن الأنصار في عهد الإمام المهدي وهم ليسو بطريقة صوفية أو حزب سياسي او تنظيم عسكري ,كما يرى المحجوب رئيس الوزراء السابق بأنهم شيء من كل هذا .
    وكان الأنصار يتميزون في عهد السيد عبد الرحمن بالإخلاص في الولاء والتفاني في العطاء يعتبرون عملهم وطاعتهم للسيد عبد الرحمن عمل خير نابع عن حب صوفي (في الله وبالله وعلي الله )لا يرجون من ورائه مقابلاً.
    أنماط القيادة التي استخدمها السيد عبد الرحمن المهدي:
    اتخذ عبد الرحمن عدة أنماط للقيادة بحسب المواقف والأحوال فقد اتخذ النمط الاتوقراطي في إدارة مشاريعه الزراعية في الجزيرة ابا والعمل الاقتصادي عموماً.
    وقد كان لجهل العديد من الأنصار بزراعة القطن سبباً في أن يتبع معهم هنا النهج كما أن الأنصار في غالبهم أميون وغير قادرين على التفكير في إيجاد حلول – (هو كلام سيدي بيتفهم) يمثل رأي أحد الأنصار في خطاب الإمام للأنصار – يدل على ان بعض الأنصار غير راغبين في تقييم أو التفكير في حديث الإمام فهو كأنه مقدس .
    أتخذ كذلك السيد عبد الرحمن نهج الديمقراطية الاجتماعية (Consensus Democracy) في الأمور القومية و يتضح ذلك في حادثة رفع مذكرة الخرجين للحاكم العام في العام 1942م.
    أيضاً أتخذ السيد عبد الرحمن في التعامل مع الخريجين والانتلجنسيا نهج الديمقراطية التشاركية (Consensus Democracy) يدل على إحداث مؤتمر الخريجين وأحداث أول مارس عام 1954م.
    ولا ننسى اتخاذه نمط ال Free – rein مع وكلائه – الذين اتخذهم في الأقاليم و الأرياف يقومون بأداء واجبهم وحل مشاكلهم .

    المراجع :
    1. استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية للدكتور/ موسى عبد الله حامد


    والله ولي التوفيق
                  

11-15-2007, 08:15 PM

Saber Abdelhadi
<aSaber Abdelhadi
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 1397

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في قيادة وسيرة السيد عبد الرحمن المهدي (Re: omdurmani)

    (Sudan .. Death of a Dream)
    Graham F. Thomas..
    ..another valuable reference..

    (عدل بواسطة Saber Abdelhadi on 11-15-2007, 08:16 PM)
    (عدل بواسطة Saber Abdelhadi on 11-15-2007, 08:38 PM)

                  

11-15-2007, 08:21 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في قيادة وسيرة السيد عبد الرحمن المهدي (Re: Saber Abdelhadi)

    Quote: وأبو الاستقلال

                  

11-20-2007, 08:31 PM

omdurmani

تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 1245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في قيادة وسيرة السيد عبد الرحمن المهدي (Re: omdurmani)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اولا اعتذر عن الاخطاء التى رافقت الطباعة . واتقبل التصحيح .

    اخي صابر: شكرا علي الاضافة وارجوا ان تستعرض لنا خلاصة الكتاب.
    اخي نوريت:اتقبل رايك واعتراضك ...لا ينفي ذلك ان السيد عبدالرحمن اعظم شخصية سودانية في القرن العشرين وان الرجل ذو مواهب وانجازات وقدرات تفوق الاخرين ليس في ذلك شك ....ولا ينفي ذلك اسهام الاخرين في الاستقلال....وايضا يااخي نحن نتادب بادب الحوار ...فلا ضحك وسخرية بل بيان وتصحيح وتحمل للاختلاف.
    best wishes
    شريف محمد شريف
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de