|
السدود والتنمية المزعومة للمنطقة النوبية
|
الجوانب االفنية والتقنية : الفائض من حصتنا - البالغ 18 مليار متر مكعب - من مياه النيل الآن هو 3 مليار متر مكعب فقط . هذه الكمية حسب رأي الخبراء والفنيون بوزارة الري ، لا يمكن تخزينها إلا في خزان الرصيرص بعد تعليته وهذا حق مكتسب . بل أن هؤلاء الخبراء حسب دراساتهم يؤكدون بأن المصلحة الوطنية تحتم تعلية خزان الرصيرص ، وأولويتها تسبق حتي بناء سد مرًوي نفسه . تكلفة التعلية قدرت ب 350 مليون دولار في حين أن تكلفة سد الحماداب بلغت 1900 مليون دولار ( أكثر من 5 أضعاف ) . تكلفة بناء سد كجبار قدرت ب 750 مليون دولار . حسب الدراسات ورأي خبراء وزارة الري لم يرد ذكر خزان كجبار أو دال علي مدي عقود من الزمان أوأهميتها القومية سواء” لتخزين المياه أو لتوليد الكهرباء . الجدير بالذكر هو أن سد مرَوي لن يتمكن من إنتاج الكهرباء بالطاقة المعلن عنها بدون إتمام حفر قناة جونقلي . وزير الري السابق (السيد يحي عبد المجيد ) في سياق تعليقه علي أحداث كجبار الأخيرة لهيئة الإذاعة البريطانية ( يوم 16/ 6/ 2007 م ) صرح بأن تعلية خزان الرصيرص كانت ستغني عن كل السدود الصغيرة التي يخطط لإقامتها علي النيل بما فيها سد كجبار ؛ إلا أن مستودع الخبرة الفنية ( الري / الطاقة/ المساحه/ التخطيط/ صيانة التربة ….إلخ ) لم تستشار في هذا الأمر .
الدراسات تؤكد بأن سد كجبار سيؤدي إلي إغراق المنطقة حتي تخوم مدينة دنقلا . فبحيرة الخزان ستمتد لأكثر من 75 كم وهذا يعني إغراق المنطقة من كجبار بالغرب وسَبو بالشرق حتي الجزء الشمالي لجزيرة مقاصر . شلال دال يقع تحت خط الكنتور 182 وبالتالي فهي تقع داخل حدود بحيرة النوبة . وعليه فإن الهدف من بناء سد دال هو إغراق منطقة السَكوت حتي جنوب منطقة المحس شرقا وغربا . فالمحصلة إذا” تفريغ المنطقة شمال دنقلا بالكامل ؛ والدلائل التي تؤكد هذا تشمل :- - إصدار القرار الجمهوري ( عام 2003م ) بضم أراضي الولاية الشمالية لإدارة وحدة تنفيذ السدود وتجريد حكومة الولاية من أي صلاحيات . - الإعلان رسميا” عن تمليك 1.6 مليون فدان في منطقة غرب أرقين ( مثلث الحوض النوبي) لشركات و أسر مصرية ( 15 ألف) تنفيذا “لإتفاقية الحريات الأربعة” ولإحداث ما سمي بتغيير التركيبة السكانية . وفي ذات الوقت تم بيع حوالي 420 ألف فدان في غرب دنقلا للحكومة الليبية . - إمرار الطريق القاري من مصر إلي دنقلا بالضفة الغربية وعلي بعد 40 كم من النيل حيث يسكن النوبين . الطريق الآخر والذي تنفذه الحكومة السودانية يمر بالضفة الشرقية (وادي حلفا/ دنقلا) يبتعد كذلك عن النيل ببضع عشرات الكيلومترات . - إقامة 5 سدود (أسوان / السد العالي / مرَوي / كجبار / دال ) في حوالي 15 % من الطول الإجمالي لنهر النيل غير مرغوب فيه بيئيا لأن المياه لن تكون كافية ليجدد النهر نفسه في هذه المنطقة ، بالإضافة إلي الأثار الضارة الأخري المتعلقة بالآثار ، النباتات البرية ، النخيل ، والإنسان …..إلخ . - تحجيم الإطماء وكبح جماح الطمي حتي لا يترسب في السد العالي والذي قلل سعته التخزينية بحوالي 40 % الآن . وهذا يبرر صمت الحكومة المصرية عن قيام السدود في السودان كما في السابق . - المنطقة النوبية أقيمت عليها 3 سدود ( أسوان / السد العالي / مرَوي ) فهل من العدل بناء خزانين آخريين ( كجبار / دال ) ؛ ولماذا هذا الإصرار الحكومي المريب علي تنفيذ سد كجبار؟ رغم رفض المواطنين وثورتهم العارمة وإستشهاد أبنائهم ، ورغم تصريحات السيد رئيس الجمهورية بأنه لا يجب تنفيذ أي مشروع دون موافقة أهل المنطقة إستنادا” علي مقررات نيفاشا والدستور الإنتقالي ؛ إلا إذا كان الهدف هو تفريغ المنطقة بإغراقها مما يؤكد عدم وجود أي بعد تنموي لهذه المنطقة. - الثلاث الخزانات الحالية تبخر حوالي 14 مليارمتر مكعب ماء وذلك لإرتفاع درجة الحرارة وإنخفاض الرطوبة النسبية بهذه المنطقة كما أشار الخبراء ، فهل هناك فائض مياه يمكن تبخيرها بإقامة خزانات أخري. فحسب إتفاقية عام 1959 م سيتم إعادة تقسيم مياه النيل بطريقة عادلة علي كل دول حوض النيل وسيتم خصم نصيب هذه الدول من حصص كل من السودان ومصر مناصفة وبالتالي سيختفي ذلك الفائض . - الدراسات تشير بإمكانية إنتاج كهربائي ضخم بالتنسيق مع أثيوبيا بتكلفه زهيدة وتبخير أقل كثيرا”. - هناك إمكانيات أخري لتلبية إحتياجات المنطقة من الطاقة دون الحاجة إلي الإغراق بإستنباط الطاقة الكهربية بإستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الهائلة بالمنطقة وبتكلفة رخيصة ؛ إضافة إلي الطاقة الحرارية.
البديل الأستراتيجي للتنمية المستدامة : - هنالك إمكانيات تنموية هائلة مرتبطة بإستغلال مثلث الحوض النوبي ( حلفا- العوينات- دنقلا ) كحل تنموي إستراتيجي إقتصادي وثقافي لإستيعاب كل النوبين في مصر والسودان دون الحاجة إلي بناء السدود و تهجيرسكان المنطقة الأصليين أو إغراق مناطقهم . بل إن هذا سيمكن من إعادة توطين النوبين الذين هجروا قسرا من قبل . - الحوض النوبي عباره عن مثلث تمتد أضلاعه من وادي حلفا إلي دنقلا ثم العوينات فوادي حلفا . الحوض عباره عن رقعة مستوية وهي أرض بكر عالية الخصوبة وبها أكبر مستودع للمياه الجوفية في أفريقيا . سعة الحوض 5500 مليون متر مكعب وتغذي من نهر عطبره بمعدل 136 مليون متر مكعب وتزيد التغذية بمدي إستخدام هذه المياه . توجد المياه علي أعماق 15: 50 متر وهي عذبه و ذات جودة عالية ( ميكروبيولوجيا وكيميائيا ) وبالتالي فهي صالحه للإستخدام الآدمي وللزراعة والصناعة .
نقلآ عن المنتدى النوبي العالمى
|
|
|
|
|
|