|
|
 الهمباته .....مقاربه لشخصيه سودانيه.
|
الهمباتة فى السودان . . مقاربة لشخصية سودانية
د| ناهد محمد الحسن على فضل
(1) النشأة والدوافع :
يشكل التراث الشعبى من أمثال وأحاجى شعبية وأشعار وأغانى , ورقص وموسيقى وغيرها ...الادوات التى نسجت اللاوعى الجمعى , وشكلت الشخصية الاساسية للفرد . ومن هنا جاء اهتمامى بدراسة الهمبتة فى السودان باعتبارها مجتمعا فولكلوريا قائما بذاته , له عاداته وتقاليده ولغته الخاصة وقيمه المتوارثة واشعاره التى تعبر عن اناه الجمعية , ومنطلقاته الفكرية ومبرراته الوجودية .الشىء الذى يجعله مادة دراسية لاغنى عنها لاى باحث فى الانثربولوجيا النفسية التى تبحث فى الثقافة وأثرها على الشخصية والشخصية وأثرها فى صياغة الثقافة المعينة .
ومع تنامى الاهتمام بتحليل الظواهر العنيفة فى المجتمع السودانى , ابتداءا من اللغة الحادة مرورا بأشكال العدوان المختلفة على الآخرين , والعنف داخل الجامعات , والنهب المسلح والنزاعات المختلفة والحروب . وجب علينا مراجعة قاموس القيم السودانى , بالتنفيب داخل التراث بحثا عن تعريفات مختلفة للحقوق والرجولة والانوثة والادوار الجندرية لكليهما , لان السلام فى فى المقام الاول اتفاقية تبدأ مع الذات ! . لذلك حينما سأل الرسول ( ص) على بن ابى طالب عن الاسم الذى اطلقه على ابنه البكر , واجابه على رضى الله عنه بأنه اسماه حربا ! قال له الرسول (ص) بل هو الحسن , وحين ولد الثانى قال على انه اسماه حربا , فقال ( ص) بل هو الحسين , والثالث الذى توفى , اسماه سيدنا على حرب وقال ( ص ) بل هو محسّن , فقال على والله انى وددت ان اكنى بأبى حرب ! ,لكنه ( ص) بحكمته وبعد نظره اراد له ان يكنى بكل ما هو حسن ومحسّن , غرسا لثقافة السلام فى مجتمع لايؤمن الا بالحرب والعدوان ! .
يقول الاستاذ شرف الدين عبد السلام فى كتابه الهمبتة فى السودان * ان هذه الظاهرة انتشرت أساسا فى باديتى كردفان والبطانة بعد مملكة الفونج كامتداد لحالة شبيهة عرفت ( بالقيمان ) , ( والنهيض ) وهى اغارة قبيلة على أخرى , بخلاف الهمبتة التى يقوم بها شخص بمفرده أو مع رفيق آخر أو جماعة محدودة .كما ان الهمبتة تختص بسرقة الابل وحدها دون غيرها
قال الكاهلى :
ناس عبد الله علّو وشدّو فوق تباس
بقيت حيران وزهجان من خدمة الفاس
البكرة العلى جيهة الحبال يا اب راس
بنجيبه للحجبوها من عين الحسود والناس
فهنا يظهر الشاعر ضيقه بحرفة الزراعة شوقا للنهب الذى يجلب الابل لارضاء المحبوب وهذه الخصوصية للابل لانها مقياس الثراء فى المجتمع البدوى , ولقدرتها على السير الطويل والسريع هربا من قصّاص الأثر.
الاسباب التى تقف خلف ظاهرة الهمبتة كثيرة , اهمها ظهور القبيلة فى السودان بمفهوم شبيه لمفهوم القبيلة فى بادية الجزيرة العربية , والذى يلزم الفرد بقوانين وحياة معينة قوامها العصبية للقبيلة والتفانى فى الدفاع عنها والالتزام بالدور الموكول له القيام به . فالاغارة على الآخرين لم تكن عادة غريبة على ذلك المجتمع , الذى تشح فيه الموارد ويبرّر قانون البقاء فيه ما يبدو اليوم نقيصة أخلاقية كبرى , واضعة بذلك قاموسها الاخلاقى الخاص , والذى صاغته مصلحة أساسية , هى البقاء على قيد الحياة . ومن هناك تبدو القيم الاخلاقية وأحكامها مدلولات نسبية وليست مطلقة خاصة بتكوين ذلك المجتمع وظروفه , وهذا يوافق ( النظرية الانفعالية ) ل Stevenson والتى تقول : ( بأن الاستخدام الرئيسى للأحكام الخلقية انما هو من أجل خلق مصلحة ), _د. صلاح قنصوه _نظرية القيم فى الفكر المعاصر _ ( ص 20 ) لذلك كان الهمباتى ينهب من أجل ارضاء القبيلة ومن هذا قول احدهم :الولد البدور فوق القبيلة يشكّر
يخلف ساقو فوق بلد العدو ويتوكّر
أما جاب رضوة البهم اللّهيجو مسكّر
اما أب صلعة فوق ضلاعو تيتل وكركر
كما كان الهمباتى يرغب فى ارضاء المرأة المحبوبة زوجة كانت أم غانية , اكراما لها او خوفا من لسانها اوشوقا اليها كما تظهر الابيات التالية , يقول الطيب ود ضحوية :
الليل أمسى والنعسان جرايدو بدحّن
كبس الهم على السلّط قلوبن وحّن
كضم الجرّه سحّار الغروب اتمحّن
نعود (سلمانه) يا (عمر ) الظنون ان صحّن
وقد تكون المرأة ابنة يرغب الهمباتى فى حملها على التباهى به والاعتزاز بسيرته , يقول ود ضحوية :
كم شدّيت على تيسا بسوك الناب
وكم جايب زمل من الرهد كسّاب
حديث الناّس كتير ما عندى ليهو حساب
انقطع اللسان يا( فاطمة ) ابوكى ان عاب
وفاطمة هى ابنة الطيب ود ضحوية التى يقال انها تقطن بقرية ( الشقالوة ) ريفى شندى .
وخوفا من لوم الحبيبة , يخشى الهمباتى ان يعود خالى الوفاض , وفى ذلك يقول أحدهم :
ولّع الكدوس تمبكنا يا عبّاس
عقيد النوقرن لامن نهارن داس
هلّكنا العمير الارب العباد خلاس
ما بترضى ام رشوم جيبة السروج يبّاس
والهمباتى الذى يتقدّم فى العمر قد يغلبه شوقه الى لحظات الانس والمتعة فيعود يعتلى بعيره من جديد , شوقا الى اللهو ورغبة فيه :
عكسنا طربنا يا الممنوع ليالى لعبنا
وسينا سروجنا فوق النوق بعد ما شبنا
قلّت نومى فوسيبة القرير اللّبنة
كم لى رضاها بى درب الدراهم غبنا
وقد يسلب الهمباتى خوفا من احتقار النساء ان هو قعد , فالمرأة واجبها ان تحث الرجل على الحرب وتلومه وتحقّر من شأنه ان هو تخاذل , دون التستّر على الاقرباء وان كان القريب ابنا , حتى لايطالها اللوم !ومن ذلك الشعر الذى لامت به (شغبة) شاعرة (المرغوماب) ابنها (حسين ) الذى تخاذل عن نصرة قومه فى حربهم مع البطاحين :
يا حسين انا امّك وانت ماك ولدى
بطنك كرّشت غى البنات ناسى
ودقنك حمّست جلدك خرش ما فى
لاك مضروب بالسيف نكمد فى
متين يا حسين أشوف لوحك معلّق
لاحسين كتل ولاحسين مفلّق
لاحسين ركب الفى الشاية علّق
قاعد لى الزكاة ولقط المحلّق
ويقال ان الهمباتة نادرا ما سلبوا لاجل الفقر , وكثيرا ما فعلوا لاجل المتعة الشخصية وحب المغامرة , وليشبعوا حاجتهم الى اللّهو فى مجالس الشرب والنساء :
آح وا غلبى من زولا جمالو ملوكى
والحاس بيهو من تالاك يضوقو عدوكى
أمّن برضى بالذلّة واتركو لهوكى
وأمّن نطلع القلعة وجبال السوكى
وأوضح مثال للهمبتة من اجل المتعة الشخصية , الهمباتى الشهير الطيب ود ضحوية , فالرجل كان ذا سعة فى المال , وقد قيل ان والده بذل ما فى وسعه ليردّه عن حياة الهمبتة حتى أنه قاسمه ماله الخاص , وقد كان وراء بعض اللحظات التى قرر فيها ود ضحوية التقاعد , غير ان الرجل لايلبس ان يعود , وفى مراودة الحنين للهمبتة فى تلك الاوقات يقول الطيب :
قعادا فى البيوت يالرايقة مندون صالح
بسمع يا على العاقل بقول مو فالح
لو كان مساعدنى الزمن مو مجالح
كم ودّيت رزمة للساكنين بلود المالح
(عدل بواسطة د.ناهد محمد الحسن on 06-03-2007, 06:43 PM)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباته .....مقاربه لشخصيه سودانيه. (Re: د.ناهد محمد الحسن)
|
د/ناهد
السلام عليكم
بصراحة حاجة رائعة,وأشكرك على هذه المعلومات المفيدة فى التراث.
عجبنى البوست جدآ
لكى منى التحية..
إسماعيل محمد أحمد عباس,,,,,,,,,,,,أم درمان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباته .....مقاربه لشخصيه سودانيه. (Re: ismeil abbas)
|
شكرا د. ناهد على هذا البوست الرائع
لقد كتب الدكتور فاروق احمد ابراهيم ما يلي عن الهمبتة :
تتم عملية الهمبتة عبر عدة مراحل تبدأ بتجمع الاسباب والدوافع، ثم تحديد الهدف، ومكانه، ومعرفة الطريق اليه، ثم تأتي مرحلة بلوغ الهدف واختيار الابل التي تتسم بدلائل القوة والقدرة على التحمل والسير لمسافات طويلة، وتنتهي ببيع الإبل وانفاق المال الوفير الذي تدره في اعانة المحتاجين والمساكين، ومساعدة «رفاق الفرده» ثم الانصراف الى «ستات المجال» لشرب الخمر واللهو مع الغواني الحسان. «وستات المجالس» هن من الرقيق اللائي نلن حريتهن بعد الغاء تجارة الرقيق في بداية هذا القرن، ولكن يَسكُنَّ في اطراف المدن والقرى ويتكسبن بصنع الخمر والبغاء.
وتحكم مجتمع الهمباتة قيم حميدة منها ماهو خاص بمجتمعهم، ومنها ما هو شائع في المجتمع العربي البدوي عامة .. ومما هو خاص بمجتمعهم اضافة الى حق «السالف» المكفول لكل رفيق:
حقوق الرفقة:
وللمرافقة في مجتمع الهمباتة قوانين تحكمها وقواعد تنظمها وقيم تستند عليها ومعتقدات تدفعهم الى الالتزام بحقوقها .. واول ما يحكم «الرفقة» ان الهمباتة قبل ان يبدأوا رحلتهم يتعاهدون «الخاين الله يخونو» ويقرأون الفاتحة، وهم يعتقدون ان من يخون «الرفقة» يلحقه الضرر في نفسه وذريته وماله، ويقولون «خون كل شيء الا الغُردَه» والغرده هي الحزام الذي يربط السرج على ظهر الدابة، وهي كناية عن رفيق الهمبتة .. وقد ادى هذا الاعتقاد الى تمكن هذه الخاصية في نفوسهم والتزامهم بها، فاصبح الوفاء للرفيق من اميز صفاتهم، وهو يصل الى حد الذود عنه بالروح والمال، والرفيق دائما هو موضع الحفاوة والاكرام والاحترام، وما وقع في مشكلة الا وتعاطف معه الآخرون، وسعوا بكل مايملكون لتخليصه من مشكلته، واذاحدث ماحمل الرفيق على الغياب عن اهل بيته قام الرفاق بمعاونتهم وبرعايتهم وحمايتهم وتوفير كافة احتياجاتهم ومعاودتهم.
وقد استخلص الباحث من اشعارهم عدة اشكال من صور الوفاء للرفيق تعبرعن شعور عميق بالتعاطف حين يقع احدهم في قبضة القانون ويزج به في السجن .. سمع «ود ضحوية» ان رفيقه «طه الضرير» قد حكم عليه بالسجن فقال:
الليله النّفس أمسَت حزينة وعامدة
وما بَتْسلّى بي بُرقُع حميده وحامدة
فارْقَنا أبان قلوبا جامدة
ناس طه اللّحو ضو القبيله الخامدة
يقول ان نفسه امست حزينة ومنقبضة ولاتسليه مجالسه الغيد الحسان ولابراقع «حميدة وحامدة» بعد ان فارق رفاقه «الرباعة» اصحاب القلوب الشجاعة، وخاصة «طه» الذي يشبه الاسد «اللحو» ضوء القبيلة التي تخمد نارها.
ويقف الهمباتي الى جانب رفيقه عند القبض عليه، ويبذل كل مافي وسعه لتخليصه من ورطته:
الخبر البيجي الصديق مقفل جوه
حالف مابقيق دونو ان بقيت في هوه!!
فقد ورد خبر بأن رفيقه «الصديق» ود التركاوي قد سجن فاقسم الا يكف عن السعي لخلاصه حتى قاده ذلك الى هاوية.
ومن صور الوفاء للرفيق عندهم ان احدهم اذا قبض عليه بجريمة سرقة الابل فانه يتحمل وحده العبء ولايذكرشركائه او يقر باسمائهم، وبالمقابل فإن شركاءه يسعون بكل السبل لتخليصه، واذا اخفقت محاولاتهم فانهم يتكلفون باعالة اسرته طوال مدة بقائه في السجن.
ـ قواعد الهمبتة:
وتقوم الهمبتة على قواعد يتحتم على «الهمباتي» مراعاتها والا فهو لايعد في عداد «الهمباتة» ويكون محتقرا .. واول هذه القواعد:
ـ الابل فقط:
ان الهمباتي لا يقرب الا الابل فقط دون غيرها من المواشي او الاموال، كقاعدة اساسية تميز بين الهمباتي واللص.
ما بتدبى لي عنز الفطيم والشاي
بعرف سوق بكارا دلتن داداي فمن العيب ان يدب متلصصا ليسرق المعزى التي تحلب للطفل الرضيع وللشاي وهو يعرف فقط سوق النياق على اصوات الحداء «الداداى» ذلك ان نهب الابل في عرفهم عزة وفخر ويجلب تقدير وثناء القبيلة كمايجلب اعجاب الغواني .. ونهب غير الابل فيه ضيعة وصغار ويجلب الذم والاحتقار .. ويرجع الباحث ذلك الى ان الابل هي اثمن ثروات البدو، العائد منها لايقاس بالعائد من غيرها كالبقر والضأن، وهناك الجانب الاجتماعي حيث تقاس ثروة الرجل بمايملك من ابل تحدد مكانته في السلم الاجتماعي، وفوق هذا وذاك فإن الابل قادرة على السير لمسافات بعيدة لايدركهااصحابها الذين يقتفون اثرها(الفزع).
ويحكى عن «السريري» وهو احد همباتة الكواهلة انه مر بقرية بها مناسبة زواج، فطلب من رفيقه ان ينتظر زفة العريس «السيرة» لرؤية الفتيات الجميلات «والعرضة فوقهن» وعندما جاءت الزفة حمل السريري بندقيته وبقي رفيقه عند الجمال مصوبا سلاحه الناري، واطلق السديري عيارا ناريا من بندقيته ووضع فيها ظرفا آخر، وطلب من الرجال ان يقفوا على جانب ففعلوا مرغمين، افراح يسلب النساء حليهن الذهبية والفضية من عقود وأساور واقراط وخواتم، ثم طلب من رفيقه ان يحضر «الفروج» فاحضرها وفرشها، فطرح فيها السديري الحلى، وقال للنساء: يابنات العم اردت ان تعرفن انكن كنتن تغنين لنساء مثلكن لا يقدرن على حمايتكن .. انا لا اريد حليكن فلتأخذ كل منكن حليها.
ـ العلانية:
ان الهمباتي لا يأتي متلصصا في الخفاء، وانما يحصل على غنيمته جهارا نهارا وعنوة واقتدارا.
والهمباتة يعزفون عن الابل «الهاملة» ولا يسلبون الا الابل المحمية:
الزول البدور من البوادي ضريبة
يبقى موارك الغربه ويبعد الريبة
ما بتدبى لي الهاملة البشوفا غريبة
الا السيدا في الدندر مسيلها زريبه.
فالشحص الذي يريد من البوادي فرصة عليه ان يداوم «يوارك» على الغربة ويبعد ريبته عن القبيلة والجار والعشير، انه لا يتلصص ويسرق الناقة الهاملة التي يراها غريبة ولا ينهب الا الابل المحمية التي اقام لها اصحابها الحظائر في بادية الدندر.
ـ البعد:
ان الهمباتي لا ينهب من قبيلته ولا من الجار والعشير:
الولد البدور الشكره يابى الشينه
يبعد ردو غادى .. ينطح بوادي جهينة
اما نجيب فلوسا تبسط الراجينا
ولا أم روبة لاحولين تكوفتو علينا
فمن يريد ان يشكر ويأبى الفعل الشائن عليه ان يوغل في البعد ويقارع الابطال من جهينه في بواديهم بغرب وشرق السودان فاما ان يأتي بمال يفرح الحبيبة التي تنتظر عودته «نبسط الراجينا» او ان ذات الشعر الغزير الطويل «ام روبه» تحد عليه لمدة حولين فلا تضفر شعرها ضفائر ناعمة وانما تضفره ضفائر غليظة «كوفات» ولا تطيبه لمدة عامين.
وهم وراء الابل الاصيلة اينما كانت، يقول طه ودأب زيد:
ابوك يا الزينة عكاهن قبض في روسن
الهوج والشرق فوق العواتي بكوسن
يقول لابنته «الزينة» ان أباك كم استولى على الإبل وقاده وانه يجوب الغرب «الهوج» والشرق بحثا عنهن «بكوسن» .. وقد وردت في اشعار ود ضحوية وطه الضرير واضرابهما من وسط السودان اسماء مناطق في الشرق والحدود الحبشية والبحر الاحمر وفي الشمال عند الحدود المصرية:
كم عتمر تبن فوق قجة العبادي
وكم غوصتلن من الدنادر غادى
فكم من ابل قادها عبر صحراء العتمور في الشمال وهو يمتطي جمله المنسوب لقبيلة العبابدة اصحاب الابل الجيدة، وكم ابعد وتوغل «غوص لهن» في البحث عن ابل الى ابعد من نهر الدندر عند ا لحدود الحبشية.
ـ حق الجار:
ان مراعاة حق الجار من ابرز القيم العربية وارسخها جذورا، اذ هي متأصلة في طباعهم منذ جاهليتهم، وهي من اوجب واجبات الهمباتي وكما اوضحنا فانهم يبعدون عن مضاربهم وجيرانهم ويتوغلون في البعد رعاية لحق الجار.
ببعد ردى مابتدبى اخوان الجار
وبحرت كفى في اليوم أب لطاما حار
فهو يبعد من جيرانه ولا يدب متلصصا ويخون جاره، وانما «يحرت كفه» في يوم العار اللطام حتى تخلص له الابل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباته .....مقاربه لشخصيه سودانيه. (Re: على احمد النعيم)
|
وتحكم مجتمع الهمباتة قيم حميدة منها ماهو خاص بمجتمعهم، ومنها ما هو شائع في المجتمع العربي البدوي عامة
مافينا البِمقوهو وبمُرق تلوة
ومافينا البِوَصِف للضيوف الخلوة
نحنا الفوق قفا الشيحان نطبق السروة
والبنقصدوا شن هد في البحر مابِروى
طه الضرير
كما أرتبط المسدار بالحاردلو والرواية بالطيب صالح
أرى هنا إرتباط الهمبتة بود ضحوية نعم ولكن هناك
فحول فى كل مجال من هذه المجالات كما قال ودالصقرى
لاأثر لوجودهم فى مثل هذه الدراسات مما يدل على أنه
لايوجد باحث ذهب لجمع هذا التراث
من أفواه أهله ومن قلب بيئتهم ( عبدالله ود الشريقاوى )
ان الهمباتي لا يأتي متلصصا في الخفاء، وانما يحصل على غنيمته جهارا نهارا وعنوة واقتدارا
الهمباتة نحنا أصلنا معروفين
غير حق الرجال ماعندنا تعيين
مابندّبا ليهو نشيلوا حمرة عين
بى موت بى لقا لازم نرضى أم زين
ان الهمباتي لا يقرب الا الابل فقط دون غيرها من المواشي او الاموال، كقاعدة اساسية تميز بين الهمباتي واللص.
ما بتدبى لي عنز الفطيم والشاي
بعرف سوق بكارا دلتن داداي
فمن العيب ان يدب متلصصا ليسرق المعزى التي تحلب للطفل الرضيع وللشاي وهو يعرف فقط سوق النياق على اصوات الحداء «الداداى» ذلك ان نهب الابل في عرفهم عزة وفخر
كم شدينا مرقنا
كدى لى بيلا عرقنا
جبنا حلال ماسرقنا
علينا شهودنا درقنا
د . ناهد لك التحية وأنت تهمبتين المنبر .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباته .....مقاربه لشخصيه سودانيه. (Re: أحمد طه)
|
د/ ناهد مشكورة علي هذا البوست الرائع الجميل وصحيتي فيني صورة الوالد عليه
رحمة الله فقد كان دائماَ ما يحكي لي عن الهمباتة وعن أشعارهم , سبحان الله ابوي
غير متعلم لكن لما يقعد ويحكي احس كانه استاذ في مادة التاريخ سرد سلس وجميل
لكن يبدو تأسرهم بشخصية الهمباتة كان عاجبهم عشان كده بيستمتعوا كتير وهم
بيحكوا الحكاوي عنهم , رحم الله والدي أحمد ود السارة وهو لقب عٌرف به ومشكورة
كتير يا دكتورة ان جعلتيني اترحم علي روح والدي الما همباتي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بين الهمباتة والشعراء الصعاليك ...(2) (Re: د.ناهد محمد الحسن)
|
(2)
يرى كثير من الباحثين ان ظاهرة الهمبتة فى السودان هى امتداد لظاهرة ( الصعلكة ) , التى ظهرت فى اواخر العصر الجاهلى فى بادية الجزيرة العربية ..لاسيما وان القبائل التى مارست الهمبتة فى السودان هى من القبائل ذات الاصل العربى مثل قبائل البطاحين والشكرية فى البطانة , وحمر ودار حامد والكبابيش فى كردفان .والحقيقة ان الصعلكة تلتقى مع الهمبتة فى كثير من الاشياء وان كان لكل منهما خصوصيته التى تنبع من ظروف وملابسات وتأريخ نشأته . وقد تناولنا فى المقال السابق اسباب ونشأة الهمبتة ,ونحن فى هذا المقال بصدد القاء الضوء على علاقتها بقيم الصعلكة العربية .
يقول ( شوقى ضيف ) ان الصعلوك فى اللغة هو الفقير الذى لايملك من المال ما يعينه على اعباء الحياة , وان هذه اللفظة لم تقف عند دلالتها اللغوية الخالصة فقد اخذت تدل على من يتجردون للغارات وقطع الطرق ,ويمكن ان نميز منهم ثلاثة مجموعات :
1_مجموعة من ابناء الحبشيات السود ممن نبذهم آباؤهم ولم يلحقوهم بهم لعار ولادتهم , مثل السليك بن السلكة وتأبط شرّا والشنفرى , وكانوا يشاركون امهاتهم فى سوادهم . فسمّوا هم واضرابهم بأغربة العرب .
2_مجموعة من الخلعاء الشذّاذ الذين خلعتهم قبائلهم لكثرة جرائرهم , مثل حاجز الازدى وقيس بن الحدّاد وابى الطمحان القينى .
3_ مجموعة ثالثة لم تكن من الخلعاء ولا ابناء الاماء , غير انها احترفت الصعلكة احترافا , وهى قد تكون افرادا مثل عروة بن الورد العبسى , او قبيلة بكاملها مثل قبيلتى هذيل وفهم اللتين كانتا تنزلان بالقرب من مكة والطائف على التوالى .( شوقى ضيف _تاريخ الادب العربى _ص 375)
من الواضح ان كل من الهمبتة والصعلكة قد نشأتا فى بيئة بدوية قبلية , الشىء الذى جعل بعض الباحثين يرجعون هذه الظواهر الى ظروف البادية باعتبار انها تهىء لهذا النوع من الحياة اكثر من غيرها . وقدموا لهذا تحليلات منها ان القبيلة مفهوم يقوم على اسس عصبية , تؤسس نفسيا لتطلع كل قبيلة للسيادة على غيرها وبضخم من ذاتها واعتدادها بنفسها , الشىء الذى يولد الاحتكاكات المباشرة بين القبائل لتأكيد هذه السيادة . كما ان البادية باتساعها وغياب القانون فيها والحماية المباشرة ,يمكنها من ان تبتلع فى جوفها الكثير من قطاع الطرق دون ان يعثر لهم على اثر .كما ان القبائل الرعوية فى العادة قبائل غير مستقرّة فليس من السهل ان تضع الدولة يدها عليها وتسوسها بقوانينها .ولان الاعتماد على الرعى كحرفة اساسية من اجل المعيشة يحتم وجود مراعى , فقد كان هنالك نزاع دائم حول المراعى الخصيبة . وبذلك تقوم الظروف المعيشية بصياغة اول قوانين القبيلة ومباركته , وهو العدوان على الآخرين من اجل البقاء . وفى الوقت الذى نشأت فيه الهمبتة كأمتداد لظاهرتى ( القيمان والنهيض ) وهى اغارة قبيلة على اخرى .. كانت قبائل بكاملها تمارس الصعلكة مثل قبيلتى هذيل وفهم . وان كانت الهمبتة تتم برضا ومباركة القبيلة فان الصعلكة كانت محط استهجانها واستنكارها.ويرى بعض الدارسين امثال الاستاذ احمد الشايب ان الصعلكة هى ثورة على النظام القبلى او على النظام الاقتصادى والاجتماعى كله _تاريخ الشعر السياسى ص32 .وباعتبار ان الصعاليك كانوا منبوذين ومطرودين من القبيلة قبل احترافهم الصعلكة فليس من الصعب علينا ان نفهم سلوكهم , كمحاولة للتوازن النفسى ! باعتبار ان اى شخص ليشعر بالتوازن النفسى , عليه ان يقدر ذاته بصورة طبيعية , فالمبالغة فى تقدير الذات يعطى شخصية منفتحة ونشطة اجتماعيا ومغامرة . كما ان التقليل والنظرة الدونية للذات يؤدى الى شخصية منعزلة ومترددة وانطوائية وخاملة . والانسان انما يحسن تقدير ذاته عندما تكون صورة الذات متوافقة مع مفهوم الذات , ونعنى بصورة الذات وضعك وما انت عليه مثل صفاتك الشخصية والجسمية والوظيفة ونحوها . ومفهوم الذات هو مفهوم مجتمعى عن الذات المرغوبة اجتماعيا , وتنشأ من النماذج الموجودة كقدوة تثير الاعجاب ومن ردود فعل الناس حولها ومقارنتها بغيرها . ولهذا كان الصعلوك محط احتقار الناس قبل ان يتصعلك لفقره وضعفه , فى مجتمع يعول على الثراء والقوة كقيم مجردة من اى قيمة ! فليس من الضرورة مثلا ان تكون قوتك وشجاعتك فى الحق ! والا ما كانت قبيلة بأكملها كقبيلة تغلب تحتفى بقصيدة لعمرو بن كلثوم , بها مثل هذا البيت :
بغاة ظالمين وما ظلمنا ولكنا سنبدأظالمينا
وأكثر من هذا عدت القصيدة من المعلقات الشهيرة وشاعت عند التغلبيين واكثروا من ترديدها الى الحد الذى جلب لهم هجاء القائل :
الهى بنو تغلب عن كل مكرمة قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
يفاخرون بها مذ كان اولهم ياللرجال من شعر غير مسؤوم !
لكل هذا ارى ان المجتمع الجاهلى اضطرّالصعاليك ان يتصعلكوا بما مارسه عليهم من قهر واستعلاء كان من شأنه ان يحطم صورة الذات لديهم وبالتالى تقديرهم لانفسهم . وعندما تواجه اىّ ذات تهديدا من ذات النوع فانها تلجا بشكل لاواعى الى بعض الحيل الدفاعية للحفاظ على توازنها فتقوم بتوظيف القهر الواقع عليها اما للداخل فيقنع الفرد نفسه بوضع الضعف هذا معلقا بؤسه على الاقدار وبالتالى تظهر الشخصية الانهزامية المستسلمة التى تحدثنا عنها سابقا . او توظف الذات القهر الواقع عليها للخارج فى شكل عدوان على الاخرين تتناسب حدته مع حدة القهر الواقع عليهم !لذلك الصعلكة فى نظرى ثورة وجودية الملامح ...فهى ثورة على قيم العبيد انتصارا لقيم السادة , المبدأ الذى ناقش حوله ( نيتشة ) طبيعة ( القيم) باعتبارها ارادة القوة ,( والانسان هو الذى يخلع القيمة على الاشياء ويضفى عليها المعنى , والانسان هو المقوم والحيوان لايقوم , والتقويم هو خلق القيمة . فالقيمة تمليها الارادة التى لاقانون لها الاما تخلقه من قوانين لنفسها )_ نظرية القيم فى الفكر المعاصر _ د. صلاح قنصوه .ص154 . وهكذا نفض الصعاليك ايديهم من الاعمال الحقيرة سعيا وراء نموذج يحترمه الجميع .. مطلقين بذلك طاقتهم الانسانية الكاملة والحرة ..واضعين انفسهم بين الحرية والمسؤلية .. مستغلين التباس مفهوم الرجولةوالشجاعة كمغامرة مجردة من القيمة ..ليعيدوا ترتيب انفسهم فى ذلك المجتمع الذى يحترم الثراء بغض النظر عن مصادره , يقول عروة بن الورد :
دعينى للغنى اسعى فانى * رأيت الناس شرهم الفقير
وابعدهم واهونهم عليهم * وان امسى له حسب وخير
ويقصيه الندى وتذدريه * حليلته وينهره الصغير
ويلقى ذا الغنى وله جلال * يكاد فؤاد صاحبه يطير
وفىنظرى هذا الاختلاف فى ظروف النشأة بين الهمباتة والصعاليك هى التى اثرت على الاختلافات الاخرى . وعلى عكس الصعاليك راح الهمباتة ينهبون بمباركة القبيلة , وينالون التقدير والاعجاب من العامة وبالتالى يحصلون على شخصية تبالغ فى تقديرها لذاتها الشىء الذى يجعلها نشطة اجتماعيا ومنفتحة ومغامرة وبالتالى امثلة تحتذى وتسهم فى صياغة اللاوعى الجمعى وتؤسس لمفاهيم تتعلق بالرجولة والانوثة والقيم المجتمعية الفضلى .
نواصل!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباتة مقاربة لشخصية سودانية ..(3) (Re: د.ناهد محمد الحسن)
|
(3)
لقد تحدثت فى المقال السابق عن الهمبتة وارتباطها بقيم الصعلكة العربية ... وانتهيت الى ان الصعلكة هى ثورة على النظام المجتمعى الجاهلى الذى كان سادنا للاستعلاء العرقى والطبقى ..فى الوقت الذى تمتعت فيه الهمبتة بتدليل القبيلة فى السودان ومباركتها ..وفى نظرى ان العلاقة بالقبيلةهى التى صاغت القيم المجتمعية للهمباتة والصعاليك على حد سواء ...وهى بالاضافة الى التطور التاريخى وسودنة القيم العربية الوافدة , اساس الاختلاف بين القيم المتعارف عليها بين المجتمعين .
خرج الصعاليك للنهب تحت ضغط الذل والفقر والحاجة فكان خروجا من اجل البقاء , يقول السليك بن السلكة :
وما نلتها حتى تصعلكت حقبة * وكدت لاسباب المنية اعرف
وحتى رأيت الجوع بالصيف ضرّنى * واذا اقمت تغشانى ظلال فأسدف
تعتبر الحاجات الفسيولوجية كالاكل والشرب , حوافز ملحّة , ترفع درجة الاستثارة الانسانية بحثا عن المأكل والمشرب , وقد وضعها (MASLOW)
فى قاعدة هرم الاحتياجات الانسانية , التى لابد من اشباعها اولا , قبل الانتقال الى الطبقة الاعلى فى الهرم . يليها الحاجة الى الامن , ثم الحاجة الى الحب والانتماء , الحاجة الى تقدير الذات , والحاجة الى المعرفة , والى الجمال , واخيرا الحاجة الى تأكيد الذات . ولان الحاجة الى الغذاء عضوية , فان السعى خلفها يحدث تغيرات عضوية , وكلما اشتدت الحاجة اليها ارتفعت الاستثارة , حتى يتم التشويش التام على القيم . لذلك عطل عمر بن الخطاب حد السرقة فى عام الرمادة . لهذا لم تكن القيم الاساسية للصعلكة موحدة اومتناسقة , وان كانت بنت ظرفها مع ميل الى الاخلاق الكريمة ما امكن . وفى الوقت الذى نجد فيه رجل مثل عروة بن الورد يقول فيه عبد الملك بن مروان  من زعم ان حاتما اسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد ) رجلا متصعلكا فى مجتمع يضم من قطاع الطرق والسفاحين الكثير .
وفى المقابل يبدوا مجتمع الهمبتة موحدا ومتناسق القيم , فالهمباتى لايسرق من اجل لقمة العيش بل تأتى اولوياته من قمة هرم (ماسلو), الحاجة الى الانجاز وتأكيد الذات
يقول الطيب ود ضحوية :
الدرب البجيب كمش النقود موهين
ما بمشيهو ديك بيتو اب جليدا لين
الولد البقوم من ام حمد مدين
غصبا عنو يالساحر بسوقهن بين
وكمش النقود جمع كمشة ما يملا الكف , وهو يرمى الى انه يسلك الطريق الصعبة من اجل المال , وهى طريقا ليست متاحة للضعفاء الذين نعتهم ب(ديك بيتو) اى الذى يلازم بيته كالديك ,وام حمد كما يقول شرف الدين عبد السلام هى احدى الغوانى واسمها سهوة , والساحر هو جمل الطيب . وفى النص ذكر لما سبق وتعرضنا له من قيام بعض الغوانى بدور العميل الذى يتصرّف فى الابل المنهوبة , والذى قد يضطر الى ان يعطيهم بعض المال قبل النهب فى شكل دين يعرف بالسالف , يرده الهمباتى بعد النهب .
ولان السبب الاساسى للهمبتة هو تأكيد الذات , يرفع الهمباتة سقف المغامرة الى اعلاه , بوضع الكثير من الشروط الصعبة . فالهمباتى لاينهب الا الابل , والذى يحاط بالحراسة منها فهم لاينهبون ما يعرف بالهامل , ولاالجمل الوحيد عند صاحبه , ما يعرق بجمل الشيخ عبد القادر , كما انه ينهب علانية والا لحقه عار السرقة !يقول الطيب ود ضحوية :
ما بدّبى لى عنز الفطيم والشاى
بعرف سوق بكارا دلّتن داداى
بضرب ما برابى بخالف الهدّاى
كسبى ال عند قراناتهن بهز بى ام ياى
ويعنى الطيب هنا انه لن يتلصص من اجل العنزة التى يسعاها اهلها لطفلهم الفطيم او للشاى , مما يدل على حوجتهم اليها , ودلتن تعنى دليلهم , والداداى هو الصوت الذى يطلقه الراعى الذى يود جمع الابل , ويهز بى ام ياى يعنى يحرك البندقية , وهويرمى الى انه رجل الصيد الخطر والثمين . ويقول فى موقع اخر موضحا انه لايسرق الابل الغير محروسة , ولايتلصص :
الزول البدور من البوادى ضريبة
يبقى موارك الغربة ويبعد الريبة
ما بدبّى للهاملة البشوفها غريبة
الا السيده فى الديدى مسيلها زريبة
و( الهامل ) هى الابل غير المحروسة , وهى مما يجلب العار ويلطخ السمعة , وضريبة فرصة سانحة , وموارك ..مداوم . وقد اوضح انه يود ان يسوقها علانية دون ان (يدبّى ) , حمرةعين كما يقول البعض !
والهمباتة لاينهبون المرأة والطفل اليتيم , اوالرجل الفقير , كما لاينهبون الرجل الكريم او القبيلة المجاورة . يقول احدهم :
الولد البدور الشكرة يابى الشينة
يبعد ردو كو ينطح بوادى جهينة
اما نجيب فلوسا تبسط الراجينا
ولا ام روبة لاحولين تكوفتو علينا
ويقصد, الذى يريد ان يبعد عن اللوم عليه ان يبعد شرّه عن جيرانه , ويبحث له عن طريدة اخرى , وهو قد ينجح فى مسعاه , او تضطر محبوبته او زوجته الى الحداد عليه بجعل شعرها ضفائر كبيرة غير منسّقة (الكوفات) .
و العلاقات الخاصة داخل مجتمع الصعلكة , تتميز بوضوح القيم وثباتها و فالصعاليك جميعهم يحترمون رفاقهم ويتضامنون معهم ويدافعون عنهم يقول السليك بن السلكة :
الا عتبت على مصارمتنى * واعجبها ذوو اللمم الطوال
فانى يابنة الاقوام اربى * على فعل الوضىء من الرجال
فلاتصلى بصعلوك نؤوم * اذا امسى يعد من العيال
ولكن كل صعلوك ضروب * بنصل السيف هامات الرجال
فالسليك يفخر بالمفهوم الجديد للصعلكةوالذى خطّه ورفاقه ,فهم يأنفون من فتات الموائد ومن حياة الذل ويتجردون للسلب الذى يساويهم بالاغنياء الذين يعجبون الفتيات .
والصعاليك امتازوا بالشجاعة والكرم واحترام الكريم وهى خصال التقى فيها الهمباتة والصعاليك حيث عرف كل من عروة بن الورد والطيب ود ضحوية انهم لاينهبون الرجل الذى عرف بكرمه , يقول فى دلك الطيب :
بالك فاضى فى روبة الغصون بتقّلم
وبيك متملى يالساحر عليك متكّلم
الزول العلى كمش النقود متعّلم
نهجم ديرتو فى القبسة الضياها مضلّم
والطيب هنا يخاطب جمله الذى يلقبه بالساحر , يداعبه ويوعده بغارة على ديار الرجل البخيل ..
ومجتمع الهمبتة بحكم تعقيداته التى تختلف عن الصعلكة فى انها نمت فى وجود القانون والتهديد بالسجن , كما انها حدثت فى وقت عرف فيه البعض النقود والاوراق المالية , لذا احتاجت ان تحيك لها من القيم ما يضمن بقاءها واستمرارها ومن ذلك ان يكون الرفيق شجاعا وامينا , كما انه لايشى برفيقه اذا ماوقع له مكروه ويهتم باسرته اذا وقع فى الاسر ويشجعه فى المعارك و يصبره فى الاسر ويتضامن معه عاطفيا اذا حدث له مكروه ولايخونه فى عرضه . يقول الطيب ود ضحوية :
الليلة النفس امست حزينة وعامدة
وما بتسلى بى برقع حميدة وحامدة
فارقنا الرباعة ابان قلوبا جامدة
ناس طه اللحو ضو القبيلة الهامدة
وهنا يوضح الطيب شعوره فى غياب صديقه طه الذى عرف بالضرير , وكيف ان وجوده فى الاسر افقد الحياة معناها , فلم يعد يسعده اللهو الذى كان يسعى اليه سابقا ويخاطر لاجله بحياته .
ونواصل باذن الله....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباتة مقاربة لشخصية سودانية ..(4) (Re: د.ناهد محمد الحسن)
|
(4)
لقد تحدثنا فى المقالات السابقة عن الهمبتة , اصولها ودوافعها وارتباطها بقيم الصعلكة العربية , وكيف ان الهمباتة لم يخرجوا من اجل الفقر وانما دفعتهم الرغبة فى الانجاز وتأكيد الذات . لذلك حّولوا الهمبتة الى مغامرة وعرة وشائكة , وغلّفوها بالشروط الصعبة قبل ان يكتبوا عليها للرجال فقط ! فالهمباتة لايسرقوا غير الابل المحروسة . ويعافون سرقة الابل ( الهامل) , وجمل الشيخ عبد القادر ( الجمل الوحيد عند سيّده ) . كما انهم لايسرقون اليتيم ,المرأة ,الفقير, الجار والرجل الكريم .
وانا اتأمل مجتمع الهمبتة _بشكله الذى وصفته ! _ و الذى تغيب منذ سنوات خلت عن السودان, اجد ان هذا المجتمع قد ترك فى لاوعينا وصفا لمن هو الرجل الجدير بالاحترام والحب . وبمزيد من التأمل استطيع ان اقتفى اثر ( القدلة ) , و(العرضة ) , واتنصّت لصوت ال(هع) . وانا ( اخوك يا السمحة ), وانا ( اخو البنات ), كما اتلافى وهج العين ( الحمرة وشرارة ) . وللمرة الاولى ادرك من اين جاء هذا الهمباتى الذى يسكن تصوراتنا عن الحبيب , والذى تسلّل عروبيا صرفا باسم الاسلام ومخصّصاته , وخاليا من تعاليمه ليحل محل سبعة الاف سنة من الحضارة وقيم المجتمع الامومى . فقد نشأت الهمبتة كما اسلفنا بعد دولة الفونج الاسلامية , دون ان يطالها حد الحرابة كتأكيدعلى ان السودان لم يعرف الاسلام المدرسى الّامع حملة الغزو التركى المصرى . وان نبال النوبة التى اتت بالبقط قد سمحت للتجار والرعاة ان يعلموا السودانيين الاسلام الذى يعرفونه مختلطا بالموروث الشخصى والذى بالكادهذبته الدعوة . كما ان تحويل الخلافة الاسلامية الى ملك عضود على يد الاموين قد شكل ردّة على المشروع الفكرى الاسلامى , واعاد احياء النعرات القبلية , وجعل التسابق للحصول على نسب قرشى اصيل , هو الطريق الوحيد للسلطة السياسية . لهذا حرص العرب على ابقاء قيمهم واشعارهم كما كانت قبل الاسلام تأكيدا لنسبهم الاصيل الجدير بالاستعلاء والسلطة , باعتبارهم حاضنوالاسلام الاوائل ورعاته . ولم يسلم السودان بالطبع من حمى الاستعراب هذه كأى ّثقافة متلقية لقيم ثقافة منتصرة , مانحة .فما هو الرجل الذى تركه لنا الهمباتة ؟
الرجل عند الهمباتة هو الذى يقبل خوض مغامرة الهمبتة بشروطها الصعبة التى ذكرناها , ومن ذلك قول الطيب ود ضحوية :
جنيات الزمن خربو النهيض يا عبيد
ويات من يقول لى امّو مانى وليد
لاتحسبوهو سوق اللبل تكتّل صيد
كاسيات الرجال من اللّبد والقيد
وهنا الطيب يخاطب عبيد صديقه قائلا ( ان شباب هذا الزمن اساء الى هذه الحرفة ( خربو النهيض ) وذلك _ طبعا _ بعدم التزامهم باسسها وخرقهم لقيمها . ودليل هذه الفوضى ان كل من هبّ ودبّ يريد ان يكون نهّاضا , واذا كان اولئك يعتقدون ان النهيض لايعدو ان يكون مجرّد صيد فقط اخطأوا التقدير , فهو يحتاج الى القوة والشجاعة والصمامة وذلك ما يفتقر اليه هؤلاء ) . ومن هنا تسلل _ على ما اعتقد _ الى قاموس الامثال السودانية , المثل الذى يقول ( ان سرقنا بنسرق جمل , وان عشقنا بنعشق قمر ! ) , فلابد ان يكون قائله همباتى !. والرجل هو الذى يتحمل جرائر افعاله ويقف لها بصلابة ومن ذلك هذه الرواية بين (طه الضرير) والطيب ود ضحوية حين نهبوا ابلا من عرب البازّة , فطاردهم ( الفزع ) _ فرسان البازة _ ليلحقوا بهم ويردّوا ابلهم , وحين رآهم ود ضحوية التفت الى طه وقال :
ليك زمنا عديد يا طه تاكل باردة ما ضق حارّة
ترى داك درع (البازّة ) جاك متل السحابة الجارّة
فيهو ضرب اب خمسة والقربين صواقعا كارّة
اركز لى التجيك اطرى ام حمد والسارّة
فردّعليه الضرير بقوله :
باكل حارّة ما ضق باردة ماك دارينى
واسعل منّى ربعاى البعرفو قرينى
حس ابو جقرة والقربين دوام بارينى
انا اخو الّلينة كان يبقى الحديث عانينى
والباردة عند الهمباتة هى الكسب من دون قتال . والحارة عكسها .وام حمد والسارة من الغوانى , والبازة قبيلةعلى الحدود السودانية الحبشية , واسعل _ اسأل , وربعاى _ رفاقى , واركز _ اثبت وتشجع .
واذا سقط الهمباتى فى الاسر , فالسجن للرجال ! كما يقول الطيب :
يوما فى السجن ويوما رقاد متحدّر
ويوما بالصفايح للبحر بنبدّر
القيد والحبس قط للقلب مابودّر
اطرى اللينة ياطه الضرير لاتودّر
بدّر ذهب فى الصباح الباكر , وودّر الشىء اضاعه , ولاتودّر تقول فلانا ودّر اذا خرف وشاخ .
كما ان الاسير ان كان ( رجل , حقيقة ! ) فهو لن يشى برفيقه ولا العميل الذى يسوّق له نهيبته , لاسيما وان كان العميل امرأة , يقول الطيب ود ضحوية :
جنيات المهاجرة الما بختّو الشمتة
عند الحارّة ما بطرو الجلوس والسمتة
حلف بى الله العظيم وبالذات العليّة قسمته
ما بجيب شمّه لى حللى ان بقى اتقسّمته
وسبب هذه الابيات ان الطيب كان حاضرا حين قبض على بعض المتهمين بسرقة الابل , وفى اثناء التحقيق تخاذل المتهمون , وذكروا انهم اضاعوا المال الذى حصلوا عليه بعد بيع الجمال فى بيت احدى الغوانى وتدعى ( شمة ) , فلم يعجب الطيب هذا التصرّف .والشمتة هى الشماتة , والسمتة هى الصيت الحسن . كما ان الرجل الهمباتى الحقيقى لايزحزحه السجن عن النهب لاسيما (المراح ) _القطيع _ الذى سجن بسببه , يقول الطيب متوعدا مراح حسب الله :
الليلة السجن جابلو انكتامة وحرّه
ونحن جرارقو حدّث للجنين البرّه
سحّار الغروب راجينا كاضم الجرّه
بلحق بيك مراح حسب الله وين مافرّه
كما على الهمباتى ان ينصر رفيقه الاسير ,من ذلك قول الطيب :
الخبر البجى الصدّيق مقفّل جوّة
حالف ما بقيف دونو ان بقيت فى هوّة
عند طرش الدرق ما بنسى شرط الخوّة
كبّاس للدهم عند البقول يا مروّة
والهوّة هى الحفرة , وطرش هى ضرب وكبّاس من زحم وملأ والدهم السواد , ومروّة _مروءة. كما ان الرجل الهمباتى لايلوم رفيقه ولايطعنه فى عرضه , يقول احدهم :
ما بشيل الرفيق بى لومو بى سيّاتو
ما بدّبى فى غيبتو وبخالى اخواتو
يوم بلقانى فى الوعرة القنوبة وطاتو
قلبى بكجّن البسمع كلام امّاتو
يعنى انه يحترم رفيقه مهما فعل معه ولايكثر من لومه , تقابل المثل السودانى الذى يقول ( الماببلع ريق فوق ريق ما بربّى ليه رفيق ) , يخالى يعنى يتحدث اليهن بمعزل عن الناس _ فى خلاء _ القنوبة واطاتو , ذو الارض الجافة العالية .
والرجل الهمباتى يصون جاره ايضا , على طريقة عنترة بن شدّاد الذى قال :
وانا امرؤ سمح الخليقة ماجد * لااتبع النفس الّلجوج هواها
واغضّ طرفى ما بدت لى جارتى * حتى يوارى جارتى مأواها
وفى مثل هذا يقول احدهم :
ببعد ردّى ما بدبى اخون الجار
وبحرت كفّى فى اليوم اب لطاما حار
الرد هى المكان واللطام هى الحرب .
والهمباتى يخوض كل هذا الويل من اجل المال , الذى يهبه للكرم وللنساء , يقول الطيب :
مانى التنبل القاعد بقول سوّيت
ويشهد خالقى كان يوم السعال قرّيت
ان بردن نقود مانى البخيل صرّيت
وان حرّن بكار ميهن صفايح زيت
ويعنى هنا انه لايكثر الحديث عن افعاله الحسنة , كغيره من الناس , رغم انه لايشى برفيقه , وان تم سجنه فعلى الاقل ليس متهما بشىء صغير وفاضح مثل صفائح الزيت . وان نجا بفعلته فهو الكريم الذى لن يبقى منها شيئا كغيره من البخلاء الذين يضبّون مالهم فى ( صرّة ). لكن السؤال هنا هل هذه القيم الجميلة جميلة حقا كما تبدو , ومقصودة لذاتها ....؟!
سنرى ...!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباتة مقاربة لشخصية سودانية ..(5) (Re: د.ناهد محمد الحسن)
|
(5-5)
تتبعنا فى المقال السابق مفهوم الرجولة عند الهمباتة باعتباره احد المنابع التى شكلت ( اللاوعى الجمعى ) فى المجتمع السودانى , وقد وقفنا على القيم الايجابية من المنظور الرجولى كالشجاعة والكرم , الترفق بالضعفاء , النساء , الايتام , والفقراء . واحترام الكريم من الرجال وتقدير الجار والاصدقاء , والتعفف عن اعراضهم واموالهم . بالاضافة الى الوقوف بجانبهم وكتم اسرارهم ونصرتهم , وغيرها من الخصال الكريمة , التى تجعلك متنازعا بين الاعجاب بهم وانكار افعالهم . وهنا يبرز سؤال فلسفى كبير عن القيم الانسانية , وهل هى نسبية ام مطلقة ؟. وانا كالكثيرين ارى ان القول بنسبية القيم الانسانية , يفتح الطريق امام القيم السالبة. وان القيم الانسانية الاصيلة كالحرية والكرامة والعدل والمساواة هى قيم مطلقة لايختلف حولها الانسان _ ايا كان _ وفى اى مكان . والانسان ماهو الاجزء من هذا الكون ويشاركه حركته الدائبة , التى تستبطن الميل الى التوازن و الكمال. ومن هنا لاتبدو لى قيم الهمباتة الايجابية اصيلة ومقصودة لذاتها , ونحن بحاجة لمناقشة هذا الرجل الذى زلنا عليه عاكفين , لنحرّقه وننسفه فى اليم ونفتح قلوبنا للحب والسلام . فالشجاعة عند الهمباتة هى _ كما اسلفنا _ قيمة مجرّدة من القيمة , ومكرّسة للعدوان على الآخرين , ولهذا نحن منذ الطفولة نضحك على الذى يتم ضربه , والذى يتدحرج بسبب قشرة موز! والطريقة التى ننتصر بها لذواتنا عندما نرسب فى الامتحان , تبدأ بضرب ( الاوّل) بدلا عن نقد الذات, ومعالجة الاخطاء, ولهذا ايضا نحن نخجل من الآمنا ونكتم آهاتنا ونحتقر الآم الاخرين واهاتهم ! . اما الكرم عند الهمباتة , فما هو الا تبديد ما شقى الاخرون فى جمعه بعرقهم وكدّهم . والتبرير لهذا العدوان بزريعة البخل انما يصدر عن شخص لايقدر الادخار لانه لم يعرف مشاق العمل اليدوى وذل الحاجة لدى الرجل الذى لايعرف غير الكسب الحلال ومن عرق الجبين . كما ان الامتناع عن سرقة الضعيف والفقير ليس بسبب الشفقة , بل لان الهمباتة كما ذكرنا لم يخرجهم الفقر للسرقة , لكن دفعتهم المغامرة بحثا عن الانجاز ورغبة فى تأكيد الذات , فاى انجاز فى سرقة الضعيف والمحتاج ! وهم ابناء ثقافة تفاخر بمنازلة النظراء من نوع مدجّج كره الكماة نزاله , ونحو ذلك . وعن القيم الخاصة بالعميل والرفيق والجار والقبيلة المجاورة , فما هى الاشروط لحماية الهمبتة وضمان استمرارها , فان كنت لاتأمن رفيقك فى النهب على نفسك واسرتك من بعدك .. فقد انتهت اللعبة ! وكذلك العميل الذى يسوق لك نهيبتك . واين تجد لك مكانا آمنا تمتّع فيه نفسك بما نهبت ان كنت ملاحقا من الجار والقبائل المجاورة ؟ لكل هذا ارى ان قيم الهمبتة ليست جميلة كما تبدو ولامقصودة لذاتها بقدر ما انها لحماية الهمبتة وضمان استمرارها . بالاضافة للقيم التى تبدو ايجابية فى ظاهرها , الحقت الهمبتة بمفهوم الرجولة الكثير من الصفات السالبة كالتدخين و( سفّ التمباك ) , وشراب الخمر ومن ذلك قول احدهم :
بكيرات العشارى البرعن شقوق الباك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباته .....مقاربه لشخصيه سودانيه. (Re: اشرف السر)
|
الاعزاء في المنبر العام :
كل الحب والتحية :
استمتعت بالمداخلات القيمة وحزينة لان زحمة العمل العام تحرمنى التواصل الدائم . غير انى اتابع واقدر الجهدالعالى فى المتابعة والاضافة الحقيقية . وهنالك شكر خاص للحبيبة اللطيفة رجاء العباسى , بت القبائل , مستورةالحال والبتكرم الضيف .ولى اسماعيل عباس , الطيب شيقوق والاضافة الجميلة وعلى ود النعيم وسمية الحسن طلحة والمربعات الجميلة التى اثرت ذخيرتى عن الهمباتة , والجنرال والمثابرة الدؤوبة معى لاظهر كتاباتى ويوم شكرك انت ان شاء الله ما يجى وهاشم احمد خلف الله واخير اصدق الختام للصديق الصدوق اشرف السر , رائحة الايام الجميلة وطعم الوفاء فى زمن التنكر والانكار . ارجو ان اكون بقدرة حبكم ورعايتكم وان تأخرت على الرد افقدونى !
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباته .....مقاربه لشخصيه سودانيه. (Re: Abdelmuhsin Said)
|
الأخت الدكتورة ناهد
صباح الخير
البوست ده كان نازل مرتين وكان فيه حوالي ستة مداخلات لي من ضمنهن واحدة..لكن يبدو انه (تهمبت) او فطنت الإدارة لنزوله مرتين فحذفت واحدة بما فيها مداخلاتنا وابقت على هذه النسخة.
على العموم مرحبا بك والموضوع فعلا شيق وسنعوض المداخلات (المهمبتة) ونعود إليك بالمزيد إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباته .....مقاربه لشخصيه سودانيه. (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)
|
لحسن الحظ ان البوست (الدبل) لم يحذف كما اعتقدت..
ولما كانت هذه النسخة ستكون النسخة الاصلية (ألصق) فيما يلي مشاركتي التي نوهت إليها سابقا وادعو الاخوة اصحاب المشاركات الآخرى لذلك:
Quote: د. ناهد
يقال أن الطيب ود ضحوية تتلمذ في مجال النهيض والهمبتة على يد طه الضرير الهمباتي الأشهر . وطه يكبر ودضحوية من حيث العمر والخبرة ، لكن عمرت بينهم صداقة قوية وربطت بينهم وشائج عامرة من الخوة والمحبة وتزاملا في رحلاتهم ومغامراتهم ردحا من الزمان.
| Quote: كما كان الهمباتى يرغب فى ارضاء المرأة المحبوبة زوجة كانت أم غانية |
واثباتا لهذا المقتبس نورد كلام طه الضرير الذي قال:
جبال المتنى خابرهن زمانن جاهل
بي اشقى ومحنى ودومو ازرق باهل
مصروف المتبر وفي المجالس ماهل
بندليلو بارينا ...ام غطاسن ساهل
وسنتابع معك ان شاء الله |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباته .....مقاربه لشخصيه سودانيه. (Re: د.ناهد محمد الحسن)
|
د. ناهد
مرحب حبابك
التحية لك وأنت تسهمين في رفد قراءة الثقافة السودانية ومكونات الفكر السوداني عبر تفكيك وتحليل الشخصية من زاوية الفلكلور (الثقافة المادية) والأنثربولوجيا ... وربطها بالحركة السياسية والثقافية أو عموماً بالراهن المعاش.
لقد مثلت مضامين كثير من الشعائر والممارسات في التراث الشعبي السوداني ركيزة أساسية أنطلقت منها مفاهيم وأطر وقيم كانت معيار اساسي لإنسان السودان الحالي، والذي تمثل ثقافته خليط مجموعة من الثقافات المتنوعة (العربية، النوبية، الإسلامية، المسيحية، اليهودية ... الخ)-(مثال شعيرة الولادة ففيها تنوع ثقافي غريب)- وكذلك الهمبتة على اساس أنها شكلت جزء أساسي من مضامين التراث الشعبي لدى بعض القبائل العربية كما تفضلتي (البطاحين والشكرية فى البطانة , وحمر ودار حامد والكبابيش فى كردفان) لذلك تجد أنفة الهمبتة موجودة لدى هذه القبائل مما أعطاها شخصية ربما نراها متفردة.
* تاريخ الهمباتة في السودان يحتاج إلى معالجات درامية فهو مادة جيدة لأعمال تلفزيونية وسينمائية ممتازة فقط من يتقدم ومن يتبرع ...
* السؤال الذي يطرح نفسه د. ناهد هل هناك علاقة بالهمبتة (على أساس كونها في اللاوعي) بما يدور من مشكلات في دارفور؟، هل يمكن قراءة ما يحدث في دارفور (اساس المشكلة وليس التطورات التي أسهم فيها النظام الحاكم) وفقاً لثقافة الهمبتة خاصة الصراعات التي تحدث بين الرعاة في المنطقة؟.
إحتراماتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهمباته .....مقاربه لشخصيه سودانيه. (Re: د.ناهد محمد الحسن)
|
د.ناهد كنت قد اطلعت على جزء من هذا العمل على جريدة الخرطوم او السودانى وكم وددت
ان اجد بقية الحديث والحمد لله ان اطالعه هنا..شكرى الجزيل ونثمن ما تكتبى.
سوف اعود لاهمبت هنا قليلا وفى خاطرى قول عمر بن العاص:
اكرموا سفهاءكم فانهم يقونكم العار والدمار،،،
شكرا ثانية..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Raja
ismeil abbas
الطيب شيقوق
على احمد النعيم
أحمد طه
هاشم أحمد خلف الله
د.فاروق ابوكساوي
اشرف السر
Bushra Elfadil
Abdelmuhsin Said
Ahmed Yousif Abu Harira
عبد الله إبراهيم الطاهر
صديق الموج
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست