عندما يغشي بار الاتينيه في تلك الليالي الشتوية القارسة كان يطبق على نصية الشيري باصابع متخشبة يرشف جرعة سريعة تنزل ببطء مشعلة بلعومه وبحرص يضم عليه قميصه القطني المتهدل ثم ينطلق نحوها ومعها
كانت هي تنتظره دائما عند زاوية اجزخانة قرنفلي وتقبل عليه هي.. هي بهوسها وعينيها الغريبتين
تتكيء على ذراعة بغنج وتلتصق به اكثر كمن تختلس من جسده دفئا تختزنه لبرودة ايام قادمة وتلفه بخيوط سحر واهن ولكنه لاينكسر
ومعا.. يخطوان خارج الحلم.. ومن فوقهما تعلو السماء فوق اضواء المدينة الغافية وقد شحبت اطرافها
ثلاث اشباح... هي وهو وظله الذي يتراقص بمجون على اعمدة البنايات الغارقة في نومها المريح مضوا يشقون عباب المشهد الليلي
ليس ثمة غفران او اثم ولا غضب بل طقس عشق هامس حميم ولكنه بلا شموع او بهرجة جاد وصارم وكانه لا يعنى ذلك
قالت له بحذر وبلهجة محايدة تماما
اتدرى ما الساعة الان..؟؟
قال ببساطة
نعم .. تقارب الرابعة صباحا
كان يعجبة حذقها ومهارتها في استعمال الالفاظ بحيث تبدو مسطحة وبريئة عن كل احتمال وتلك حصافة انثوية ندر ان تملكها النساء..!!
تحادثا عن الموت والحياة والسياسة اخبرته عن صداقتها الحميمة مع رئيس الوزراء وعن مضاجعاتها الماجنة لامرئ القيس وهي تنظر في عينيه بثبات متيقظ
لم يقل لها انها كاذبة
ولم تتساءل هي عن يقينه
ومضت تحكي في تحد هيّن وعندما احس بدفء ذراعها يتسلل الى عظامه اخرج القارورة من غلافها الورقى رشف جرعتين متلاحقتين مستشعرا الطعم الصابوني اللاذع ثم لفها بحرص واعادها الى مخباها
كان يخطو وقتها خطواته الاخيرة نحو الباب الحديدي الصدئ.. وقف قبالته وادخل المفتاح في فرجة القفل ثم القى نحوها نظرة عجلى
كانت هي أيضا تلملم ما تبقى من.. اطراف ضوءها الشاحب وترسل نحوه اخر خيوط سحرها قبل ان تتوارى في الافق الغربي
خلاااااس؟؟
05-11-2007, 06:52 AM
هاشم أحمد خلف الله هاشم أحمد خلف الله
تاريخ التسجيل: 01-16-2007
مجموع المشاركات: 6449
قال مدهوشا وهو ينظر في عينيها البنيتين الدفيئتين وقد لمعتا بخضرتهما العميقة حين مالت بكلها نحوه تقبضت أصابعها المغروسة بعنف في لحم ظهره وهي تشده إليها تفرست في عينيه طويلا حتى أشاح بوجهه جذبت ذقنه بنعومة ولكن بإصرار عنيد عندما نظر إليها كانت تحدق فيه بثبات ثم قالت بصوت هادئ مصمت أنا آخر مومسات الليل عابدات القمر..! .......... ...........
آذيتـــك..؟؟ تساءلت بنزق
نظر إليها في غير شغف ثم أجاب لا.. ولكن حان موعد عودتك إلى الميس البيرمشن ينتهي في العاشرة.. والآن تجاوزت التاسعة بنصف ساعة وأمامنا طريق طويل .............. ...........
وكانت بها رغبة وحشية لجرحه.. وتمزيق صمته البارد عندما نهض فجأة نافضا عن بنطاله ما علق من رمال وبقية من عشب ندي مد يده يساعدها على النهوض
كانت استجابتها أن تجاهلت كفه الممدودة وارسلت يمينها فقبضت على ساعده بقوة ثم نقلت إليه ثقل عجيزتها
كانت أصابعها البضة وقد تقشر بعض طلاؤها الأحمر الزاهي تحفر أخاديدا عميقة داخل روحه.. وتبيض عقدها وأطرافها قليلا ثم تعود للونها الزهري عند انحسار الضغط
رأى للمحة.. بياض اصل ذراعها.. وجزءا من تقوس نهدها الصلب الفتي يطل بصلف من فرجة ثوبها المنسدل وتصلبت عضلته استجابة لضغط ثقلها وهي تنهض واقفة فشهقت بخفوت و.. بقي هو معلقا للحظة في فراغ موحش مختنق.. لم يكن نداءها استلاما أو.. طلبا كان أمرا قاطعا وكان في داخله صلاة... وتمتمات.. وصلابة لا تلين..
سارا صامتين جزيرتين لكل منها خصوصيته رغم موج الرغبات العارم الذي أخذ في الانحسار أخيرا مستسلما للنسمات الليلة الباردة
كلية الفنون الجميلة والتطبيقية قسم الخزف دفعة العام 1978 - 1979
من اليسار الى اليمين عبدالرحيم فؤاد بدرالدين (عصفورالجنة) - عزالدين أحمد البشير (المايسترو) عبدالرحمن عبدالله الدود (ابوسريع) - الشبلي - ميرغني محمد احمد (ودالغفير)
ميرغني محمد احمد ود الغفير هكذا كانت الزميله ليلى وكنا نناديه كان اصغرنا حجما حين جاء فاصبح اكبرنا عقلا وتخير ان يغادرنا لعالم لا يخادع فيه ولا يكذب خرج عنا مؤقتا ولم يعد.. رد الله غربته
عزالدين احمد البشير الاستاذ المايسترو كما كنا نناديه كان افضلنا واكثرنا حكمة فاختاره المولى إلى جواره باكرا رحمة الله عليه
عبدالرحمن عبدالله الدود ابو سريع مسجل على قيد الحياة
عبدالرحيم فؤاد بدرالدين عصفورالجنة/ طيفور مسجل على قيد الحياة
انا.. وانت.. وهذا المساء ايييييييه يا صديقي اين مرقدك الليلة فـ ....
كم هو بارد هذا المساء.. ودمك المهروس في طرقات لا تستريح على جوانبها الرياح ولا الجياد ترسم ظلها!! لا يقاسمك الرفاق الضحكات واللّعنات والقصص البليدة والاغنيات والترف المريح على رمل الحياة الراعدة!!
بارد هذا المساء.. أيها الراكض خلف زمن تخبأ في دهاليز المدى زمن تحنط في توابيت البكاء وجبينك المثلوج مستنقع ليلي مثخن بالشوق والتوق وأفراح وئيدة وهذا النواح اللاَّهث في أعقاب شمس شاردة!!
بارد هذا المساء يا صديقي.. فمن لي بمن يشعل الدفء في العروق القديمة يشعل المصباح للرغبات ويخرج من طين الأزقة مجدها من يسدل غناءا بهيا على جرح السنين والشهوات والأحلام الراكدة
بارد هذا المساء..
خلااااااااااث؟؟ّ!
05-11-2007, 04:05 PM
اساسي اساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468
الللللللللللللللللللللللله يا منعول .. الللللللللللللله يا عبدالرحيم . و تظل تتعولق , و تمكر طويلا .. كأنك تغنج .. كأنك تعرف يا مقطوع الطاري بجوعنا إلى اللغة العنفوان حراقة البهار هذه .. كأنك تستخسرها هطولا علينا ..
عليك اللعنة قدرما فتحت من كوى .. يقول عنها أخانا المنعول أيضا عبد الحميد البرنس :
Quote: ما يبكيني أحيانا: أن البيوت الأليفة لا يدلف إليها سوى الحنين وأقدام الذكرى الحافية من عزاء!.
الللللللللللللللله يا عبدالرحيم . يا رجل .. أحبك لله و الرسول .
فوالله لن تسكت بعد اليوم .. و قل لنجوى أن تحل عنك مرة مرة .. و أن تترك لنا نحن الغلابة بعضٌ من ( قليله الذي يشفي ) . مسؤول أنت مع آخرين عن توفير لقمة الجمال الكريم لنا .. أطعمونا في أعوامنا الرمادة هذه .. نضفونا أيها الصعاليك الأنبل .. من أحزاننا و خيباتنا نضفونا .. الله لا يهينكم .
05-15-2007, 06:09 AM
طيفور طيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666
لعينها بوابتان من عسل المنافي المر والصبر الحزين فمن لي بأوزير* يشعل حمأة الخصب وشهقات شهوتها شهوة الطين... للطين وكل اؤلائك العابرين و.. قلبك ممتلئ بهم.. من يناصبك الملح وكثافة اللعنات.. و سورة الظمأ اللعين.. وذاك الذي يراودك عن لحظة قادمة عن خطر يحيق ولا ينجلي يأتي على عجل أو يحل أوانه بعد حين ونجاتك في دعاء الغابرين العُبّاد.. والزهاد.. والدراويش الوالهين الباذلين كفوفهم للعتق.. والغفران والمجد الركين فما زال في عامود الضحى نفلا من الشوق والتذكار وما زال قلبك هين قابل للانشطار والوهم والعطب المبين يتفاءلون إذ ما زلت في وحدتك القصية صخرة في الماء يغمرها البلل ويبقى لبُّها يابس في فجاجته القديمة ومتقد بصلابة البازلت مترع بالصمت والموت المطلسم والأنين
خلاااااااااااث؟!
* أوزريس
05-19-2007, 05:51 AM
طيفور طيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666
بتول تعود من المدرسة عند الغروب تحمل القمر في يمينها وفي اليسرى كتاب .... ..... ...... ومسعود ذاك الذي.. ذبح الخروف لم يطمئننا الراوي ولم يحفل.. بذكر المناسبة.. قد يكون عرسا.. ربما!! شخصيا.. اميل الى تغليب انها مجرد احتفالية بـ.. اللحم ليلة شواء باذخة و.. لا بأس.. ما يثيرني حقيقة..
هل الجمل يطير...؟؟
السؤال المبهم المفضوح في آن والمندلق على احتمالات لا تحصى وفي غمرة سعالي الصباحي المزمن اشعلت سيجارة (حمراء) وتركتها عامدا تصطلي بنارها على طرف المنفضة ورحت ارقبها في احتراقها العبثي وارخي مسامعي لزقزقة خفيفة لا تلحظ تاتي من بين غصون الجهنمية المعرشة عندالمدخل.. كانت الشمس تذر بقرنها وشعاع رقيق ينفذ للغرفة على استحياء عبر شقوق النافذة الغنية بصبرها والدخان يتصاعد.. ومع هبات الهواء الصباحي الخفيف يصنع اشكالا ودوائر تمور وتتلوى في ضوء الغرفة الشحيح تأملت الدخان والذرات التي تتطاير فتصنع اشكالا خرافية وتلك العصافير خارجا باجنحتها الرقيقة.. ياااااااااه كم من معجزة تتكرر حولنا.. باهمال ولا مبالاة,, ودون ضجيج فما اعظم الله... وما اشد كرمه وجاشت نفسي بحب كامل.. خالص مطلق.. دون خوف... ودون حرج
هذا الصباح كنت إليكِ أقرب
خلااااااااااث..؟؟
06-08-2007, 05:18 PM
طيفور طيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة