رحلة الصراع مع المرض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-19-2025, 09:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2007, 11:05 AM

نجاة محمد الياس

تاريخ التسجيل: 08-08-2006
مجموع المشاركات: 4

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحلة الصراع مع المرض

    وغيب الموت عبد الباقى الجرارى
    نجاة محمد الياس
    اى فاجعةٍ تك التى عصفت بقلوب أهله ومعارفه واصدقاؤه .... رغم صراعه المرير مع الألم والمعاناة لرحلة إمتدت لأكثر من سنواتٍ وسنوات قضاها المغفور له عبد الباقى الجرارى تحت الملاحظة والمراقبة الطبية بعد خضوعه بالسودان لعملية زراعة كُلى باءت بالفشل .. ورغم المعاناة القاسية التى كان يعيشها ... ورغم ان الموت حق علينا .. لم نتوقع جميعنا ان يرحل هكذا سريعاً عن دنيانا مخلفاً وراءه قلوبٌ جريحة وعيون دامية من الحزن والفقد الأليم .. ظل صديقنا لسنواتٍ طوال يعانى فى صبرٍ وصمتٍ بليغين . يتحمل ويلات الألم وهو بين أجهزة غسيل الكلى التى صارت تزداد جرعاتها فى جسده النحيل فى السنوات الأربعة الأخيرة .. لقد كان عبد الباقى رجلاً مؤمناً بالله قوى العزيمة والإصرار وكان يقاوم المرض فى شجاعةٍ قل أن يوجد لها مثيل .. ولأنه كان ودوداً محبوباً بين كل من عرفه .. استطاع أن يغزو قلوبنا بمحبته وروحه الطيبة الطاهرة ورغم من اننا لم نعرفه عن قرب الا انه كان بمثابة الابن لنا والأخ للكثيرين منا.. وكانت تجمعنا به أواصر صداقة نشأت بعد إنضمام أخته الرائعة ( منى ) اليه بالمملكة للتبرع بكليتها .. ..وكنا نلتقى بمعدل يومياً على شبكة الانترنت مما عمق أواصر هذه المودة بيننا وبينه ، وكان يطمئننا دائماً بانه بخير وأن الايام سرعان ما تنقضى ويتعافى محدداً لنا موعداً للقاء ببنغازي لما تملكه من عشقٍ للمقيمين بها من الأصدقاء ... كان عبد الباقى الجرارى رحمه الله مثالاً للعبد الصابر التقى الورع ... لم نحس معه قط بأنه يصارع الموت .. ولم نحس بأنه يعيش اخر لحظات عمره حتى قبيل رقاده طريحا بمستشفى الملك بأيامٍ كان معنا على الماسنجر يسألنا أن نطمئن شقيقته ( منى ) بانه بخير وأن الايام إذا اراد الله ستجمعه بها .. وأن نبلغها بقوله ( تصبرى يا اختى ) وكنا ندرك بانه يقصد بطء الإجراءات بينما كان يدرك هو بانها لحظاته الأخيرة ولم نكن ندرك بأن أحرفه المتسارعة كانت تقول أنه اللقاء الأخير ...
    رحل عبد الباقى الجرارى عن دنيانا وهو فى ريعان شبابه .... ترجل الفارس عن جواده ولم يكبو ترك لنا كل الرحيق المختوم من ذكرياته العطرة .. وقد قلوبنا بالوجعِ والحسرة .. كان فقداً فوق مشاعر الناس وكان جمرةً إتقدت بقلوب كل من عرفه ... من نساءٍ ورجالٍ وفتيان وفتيات ..

    فكنت تشاهد فى عزاءه الجميع يتعانقون فتحس بأنه فقد الجميع .. تجمعت المشاعر فى أسى وحزنٍ عميقين تبكى صديق النت الذى لم تلتقيه ... لوعة هنا وحسرة هناك ودموع تنذرف عندما تشهق ( رغد الصغيرة) بالبكاء تلك الصغيرة التى عايشت لحظات الألم مع خالها لحظة بلحظة برفقة والدتها ... وكان الألم عميقاً بعمق تلك المحبة التى اكتسبها من الجميع .. ومن خلاله عرفنا .. الحاجة سعدى وعبد الرحمن واحمد وحمد وحماد .. وعبر احساسنا بمعاناته التقينا سلوى والحاجة حرم وبنياتهن وليلى ... كان رابطة عقدٍ فريد ألف بين قلوبنا فأصبحنا أخوانا رغم الغربة التى تنخرنا ...
    كيف أعزى نفسى وكيف أرثى ابنى وصديقى .. يا لله حتى ابنائى ادركوه عن بعد .. باى اللغات أخاطب من أحبوه فى كل بقاع الأرض لم يثنيه المرض والألم والتجربة القاسية من أن يقتنص لحظات دعته وراحته ليجلس على الكمبيوتر مشرعاً نافذة النت ليعانق كل من أحبوه عبرها ....
    ان عبد الباقى الجراراى كان فريداً فى علاقاته مع كل من عرفهم .. مع شقيقاته مع اهله مع اصدقاءه لذلك كان فريداً حتى فى معاناته بل حتى فى موته المفاجئ .. وكان حزنه كبحار ملح تنزل على الحلوق فتحشرجها وعلى القلوب فتدميها ... وعلى الأجفان فتقرحها رحل عبد الباقى وهو يعلم أن رصيده من الأصدقاء سيكونون بمثابة الأبناء الذين لا تنقطع صلة ابن آدم بهم .. لذلك مات هانئا قرير العين متيقناً بان تلك الأنامل التى خطت معه حروف المودة والمحبة سترتفع أكفها بالدعاء له عقب كل صلاة وذكرى بان يرحمه الله ويغفر له ويجعل مثواه الجنة ورفقة الصديقين والشهداء والابرار ....
    إن عبد الباقى الجرارى أحد اعظم شهداء الغربة فمن مات بعيداً عن موطنه فهو شهيد ويا لها من شهادة تلك التى يوارى فيها الثرى الجسد بقربة بيت الله الحرام .. لنتعاهد جميعاً بان لا ننسى صديقنا وأخانا وإبننا عبد الباقى فهو قد انتقل فى ريعان الشباب فلنكن جميعاً الأبناء الذين يدعون له .. فهو يستحق ذلك لأنه منحنا مكسباً إنسانياً لا نظير له من خلال مواكبتنا لمعاناته .. ومعه تعارفنا برغم البعد والتشتت فى بلاد الغربة ...
    اللهم تقبل عبد الباقى إبن عائشة بقدر ما أفسح متسعاً من اوقات راحته واستجمامه للقاءنا .. اللهم عوضه عن شبابه جنة ظلالها ورافه تظله يوم لا ظل الا ظلك يا الله .. ونسألك اللهم الصبر على ما ابتليتنا به من فقدٍ زعزع أركاننا ... وإنا لله وإنا اليه راجعون .

    (عدل بواسطة نجاة محمد الياس on 04-23-2007, 11:12 AM)

                  

04-23-2007, 11:58 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلة الصراع مع المرض (Re: نجاة محمد الياس)

    ربنا يعوضه بشبابه الجنة ويرحمه
    والبركة فيكم عزيزتي

    ربنا يصبركم...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de