*قادة (مايو) كانوا يفطرون بالفول.. *هذا ما رواه لنا المؤرخ اللبناني فؤاد مطر.. *وبعض قادة الإنقاذ كانوا يفطرون بطعام (مغلف) من الهلتون.. *هذا ما رواه لي شقيقي المستشار بمجلس الوزراء آنذاك.. *والقائد مونتغمري كان نباتياً يأكل طعاماً بئيساً.. *وفي يوم شاركه رئيس الوزراء تشرشل طعامه هذا خلال زيارة للجبهة.. *ولما رجع لبلاده تندر على بساطة طعام قائده الفذ.. *ووقع ضابط ألماني كبير في قبضة هذا القائد فدعاه لطعامه.. *وانفجر نواب البرلمان البريطاني غضباً عدا واحداً.. *وكان الواحد هذا هو تشرشل مكتفياً بابتسامة عريضة قبل أن يتكلم.. *وعندما تكلم قال حديثاً أضحكهم به من بعد غضب.. *قال لهم: لو علمتم طعامه لرثيتم لحال الضابط الأسير.. *ثم أضاف: لا أرى له عقاباً أفظع من هذا.. *وقادة الإنقاذ الآن لا يعلمون شيئاً عن طعام غالبية أفراد الشعب.. *بل لا يعلمون أي شيء عن معاناتهم المعيشية.. *والدليل على ذلك ما قاله علي عثمان عقب تركه منصب النائب الأول.. *فقد اعترف بأنه (كان بعيداً عن معاناة الناس).. *والإنقاذ من أحد أسباب استلامها السلطة حجة (معاناة الناس) هذه.. *رغم إن معاناة الأمس هي (نعيم) قياساً لواقع اليوم.. *وهيئة علماء السودان تغضب حين نسميها (هيئة علماء السلطان).. *ولكن رئيسها يحمل الشعب الآن أسباب معاناته هذه.. *يقول إن الذي يصيبه من عنت ورهق وبؤس عيش هو (بلاغ إلهي له).. *بلاغ بأن (يتوب ويستغفر ويعود إلى الله).. *فالمعاناة الآن - عند محمد عثمان صالح - سببها الناس أنفسهم.. *ولكن قبل مجيء الإنقاذ كان سببها الحكومة.. *يعني - حسب منطق علماء السودان- الحكومة في ذلكم الأوان هي المخطئة.. *وفي زماننا هذا الشعب هو المخطئ.. *فهل نخطئ نحن إن سميناهم- كما كان يقول الترابي- (علماء السلطان)؟.. *يعني الشعب يتحمل عبء الانهيار الاقتصادي.. *ويتحمل تبعات الفساد والتجاوزات والاختلاسات و(المفارقات المعيشية).. *ويتحمل إفرازات الصرف على (أكثر وزراء العالم عدداً).. *ويتحمل وطأة الفقر والضنك وشظف العيش.. *ثم بعد ذلك يتحمل- نيابة عن النظام - (إثم) اقتراف ما يغضب الله.. *وسعاد الفاتح لها تصريح شهير في هذا الصدد.. *قالت إن على (إخوانها) التحسب ليومٍ آت.. * يوم قد (يصرخ) فيه الناس من بعد (صمت).. *وإن حدث هذا فليُفرض على بعض علمائنا (سخينة) الناس الآن.. *ثم يُقال لهم: توبوا واستغفروا وعودوا إلى الله.. *ولا أرى لهم عقاباً أفظع من هذا !!! assayha