*حسنٌ، دعونا نطرح الأمر بشكل مبسّط.. *أو بشكل أكثر بساطة ووضوحاً ومباشرةً و(ألماً).. *وهو النهج الذي أتبعه - في مساحتنا هذه- منذ عدة أيام.. *أن ننظر إلى القضايا من زاوية الشعب، لا الحكومة ولا المعارضة.. *ولا- بالطبع- من زاوية التحليل الساسي (البارد).. *وأعني بمفردة (بارد) أنه لا يستصحب نبض غالبية أبناء السودان.. *فالسودانيون ما عاد يعنيهم أمر المفاوضات في شئ.. *ونعيد ونقول ونكرر إن الحكومة- وصحافتنا- في وادٍ والشعب بوادٍ آخر.. *في وادٍ غير ذي زرع وضرع ونبع.. *وهذا أحد أسباب التراجع المخيف في نسبة توزيع جرائدنا.. *والتراجع المخيف في نسبة مشاهدة فضائياتنا.. *والتراجع المخيف في نسبة تصديق وعود حكومتنا.. *الناس كرهوا ذلكم كله وباتوا يريدون أفعالاً- تنعكس عليهم إيجاباً- لا كلاماً.. *لا أحد منهم يتابع نشرات أخبار أجهزة إعلامنا.. *ولا أحد منهم يعنيه في شئ أمر التحليل السياسي المصاحب لها.. *ولا أحد منهم يهمه تعيين زيد أو إقالة عبيد.. *ولا أحد منهم يستمع لتصريحات الطاقم الاقتصادي المليئة بسخيف الأرقام.. *وليت قادة الحكومة يدركون هذه الحقيقة المفزعة.. *حقيقة أن الشعب فقد الثقة فيهم نهائياً.. *وانصرف- من ثم- عن كل ما له صلة بسياساتهم وحركاتهم وسكناتهم.. *وهو الانصراف الذي قد ينذر بالعاصفة.. *أم يظنون - يا ترى- أن الشعب منحهم صكوكاً على بياض لما لا نهاية؟.. *والآن هم مشغولون بزيارة تعبان اليوم.. *تعبان دينق الذي (باع) قائده مشار بقيمة منصب نائب رئيس.. *ويريد - ربما- أن يبيع (آخرين) الآن.. *يبيعهم في إطار صفقة تُرفع فيها الأيادي من هنا وهناك.. *وذلك بمظنة وجود دعم متعاكس لمعارضي الطرفين.. *فيكون قد أضاع رياك مشار من جهة.. *وكسب ود سلفاكير- وحكومة الشمال- من جهة أخرى.. *مشغولون بزيارة تعبان- إذاً- بينما الشعب لم يسمع بها أصلاً.. *فهو في شأن يغنيه عن (أمور) الحكومة.. *وحتى القلة التي سمعت - (على الماشي)- تبدو غير مكترثة بالمرة.. *وقد سألت - عشوائياً- عدة أشخاص عنها.. *سألتهم - قبل الشروع في كتابة كلمتي هذه- رغم علمي بردودهم سلفاً.. *وتمركزت إجاباتهم جميعاً في إفادة واحدة.. *إفادة ذات سخرية لاذعة على إيقاع التطابق بين الاسم و(الحال).. *أنه ما من أحد (تعبان) سوى الشعب السوداني.. *ومنهم كاتب هذه السطور على خلفية (تعبه) من كثرة التنبيه.. *تنبيه الحكومة إلى أنها تبدو مثل (ماري انطوانيت).. *بينما الشعب (تعبان خالص!!!).