عملاء و غواصات تم كشفهم . الميدان العدد الاخير

الا خ طه
تحياتي

كما ذكرت في بوست كامل الشيخ، في تقديري أن أسلوب نشر أسماء من يعتقد الحزب الشيوعي أنهم ارتكبوا أخطاء في حقه وعضويته هو أسلوب غير صحيح وخطاء سياسي درج الحزب بوعي أو غير وعي علي إغفال التعامل معه بموضوعية طوال هذه السنين، ربما تأثير الأفكار الشمولية التي سيطرت علي لوائح الحزب ومناهج نظمه الداخلية تلعب دورا في ذلك لكن إهمال هذا الموضوع وتركه بدون حسم سيؤدي الي المزيد من النقد ومن الاستهجان لهذه الأساليب السياسية وخصوصا من الذين يهمهم أمر هذا الحزب ومستقبله، لأن هذه الممارسات لا يمارسها إلا غلاة الأنظمة الشمولية. وهنالك طرق مختلفة يمكن أن يلجأ إليها الحزب حين اكتشافه أن أحد أعضائه غواصة أو خلافه بدون إثارة هذا الضجيج خصوصا في ظل نظام ديكتاتوري، لكن الذي يمارسه الحزب الان به شبهات أشانة السمع ومحاكمة الصحف واغتيال الشخصية، وهذه الممارسات للأسف كلها مخالفة لأبسط أسس العدالة وحقوق الإنسان والمتهم برئ حتى تثبت أدانته و حتى لا يظلم أحد.

ومسألة هامة جدا يجب أن ينتبه لها أعضاء الحزب الشيوعي هو التعلم والتكيف مع حقيقة لا مفر منها أن هنالك دائما وجهات نظر مختلفة وأراء أخري حول مختلف القضايا، و القدرة علي تحمل النقد و التعامل معه بقدر عالي من التسامح ورحابة الصدر حتى لو كان غير موضوعي، لأن هذا هام في أي حوار يريد أن يؤسس لنظام ديمقراطي وضرورة أخلاقية يجب أن يتمسك بها أي كادر سياسي يعتقد أن له مهمة بحجم السودان، لأن الحدة والآراء القطعية لا تفيد في أي نقاش سياسي بل تجعلنا جميعا مصابين بعمي البصيرة.

أنا شخصيا لا زلت أري أن هنالك أمل كبير في أن يجدد الحزب الشيوعي مناهج عمله الداخلية وخصوصا بعد محاولات الإصلاح التي بدأت منذ منتصف التسعينات وأخيرا تصريح يوسف حسين عضو اللجنة المركزية وأنا أعلم أن الكثير من أعضاء الحزب تؤيد هذه الخطوات الإصلاحية الراديكالية وهذا شئ يدعو للتفاؤل لأنه سوف يضع الحزب في موقع سياسي يمكنه من المنافسة السياسية في الفترة القادمة، لأنه و رغم كل المآخذ التي عليه سيظل حزب هام ومؤثر في الحياة السياسية السودانية.