قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 10:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الاديب محسن خالد(محسن خالد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-04-2006, 03:28 AM

هوارى

تاريخ التسجيل: 05-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال

    الكتابة في عالم محسن خالد..نوع من ضرب الخيال..والمجازفة..وحينما تود ان تكتب عن محسن خالد او ان تتناول احدي روائعه فلابد ان تعرف انك تحاول ان تدخل عالم اخر..عالم مثقفاتيه من نوع اخر..يحشد له محسن طاقات معرفية قد تفوق خيالك..لكنها تمتعك.. وتجعلك تحلب الذاكرة لتتفهم هذه البيانات المرصوصه بشكل هندسي في صياغ ثقافي رصين..قرات معظم اعمال محسن خالد من تاريخ بدايات محسن خالد الاولى حينما كان طالب يقف امام زملاؤه بكلية الاقتصاد بجامعة الجزيرة ومن ايام فرقة فكة ريق.. ويقرا فتافيته الشعرية الاولى التى اطلق عليها اطلس ضد التضاريس حينها ولا اعرف حتى الان هل محسن من اطلق عليها اطلس ضد التضاريس ام الاخوة الزملاء بجامعة الجزيرة..ولكني قرات كثيرا محسن يقول عنها اطلس فقط..فتلك كتابات جميلة كانت في زمن معاناة..وزمن شدة وسنوات خمس عجاف اتت من بعدن سبع سمان قضاها محسن في الترحال وحصد العشق والحسناوات والدراهم..ولعل سنوات محسن العجاف بعكس حال سنوات قوم يوسف عليه السلام..اذا سبقت عجافة سنواته السمان..فهل ارجع ما حصده محسن بالسمان الى سنابله..؟

    ثم قرات الرجل الكلورفيل..الحياة السرية للاشياء..تمويلييت..وقرات مجموعة قصصية جميلة له..اعجبتني جدا جميع كتابات محسن..رغم ما يثار ضدها من لغط..نتيجة لما تحوية من عبارات نابيه لا تليق بالحس الذوقي او قل الشارع السوداني..ولكني حينما اقراء محسن خالد اتذكر عبارتين جميلين جدا احداهما قالها الرائع الرومانسي نزار قباني حينما سئل في مقابلة صحفية بان جميع اشعاره تحرض على الجنس وتدعو الى الفساد..قال( انا فقط ارسم الطريق للقاري واقول له هذا طريق الشيطان ولا تتبعه)..بمعنى اني لا الزمه باتباعة ولكني الزمة بالمعرفة..تمام كما قال ثاني الخلفاء الراشدين الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه وارضاه)..(سوف تنقض عرى الاسلام عروة عروة من عاش في الاسلام لا يعرف الجاهلية)...

    والقول الثاني لصاحبنا الرائع عماد براكه الذي جعله في اولى صفحات روايته الجملية عطر نسائي.....(ابعدوا روايتي عن المراهقين وامثالي).

    يقول الكثيرون ان محسن خالد متمكن جدا من الرواية ولكنه لا يعرف الحدود في الرواية او لا يعرف متى يقف قلمه..بمعنى اخر وانت تشاهد فيلم منتج بطريقة الافلام العربية..تجد ان المخرج يحشد امامك كل معطيات الرزيلة وكل مقدمات التحريض الجنسي..ومن ثم لا يجعلك تعيش تفاصيل ما حدث لتتفاجا بان الانثي قد حبلت في لقطة اخرى..دون ان تعرف من اين حبلت..ترك لك المخرج ان تتخيل ما جري بطريقتك الخاصة..لتتوصل اجباريا الى اللقطة التي صور فيها الانثى وهي حبلى..لكن هل هذا يحدث بفليم فرنسي مثلا..؟..في نظر عالم به القنوات مفتوحة ولا يريد ان يتخيل شي..؟....هل محسن يكتب بفرنسية ام يكتب للفرنسيين...؟ ولماذا لا يكتب محسن بنفس طريقة من سبقوه...؟ وهل محسن حوار تخطي امكانيات شيخة...؟...ام محسن يكتب ليسلي نفسه؟ لان الجميع قالوا بان ما يكتبه محسن عبارة عن سيرة ذاتية مبكرة..او مذكرات شبيه بفليم الراقصة والسياسي؟..لكن هل نسينا ان محسن يحشد ثقافة معرفية من نوع اخر داخل اعماله..فتارة يعرفك بتضاريس دولة كانك تراها..وتارة يعرفك بكاتب لاول مره تسمع به رغم انه رقم لا ينسى بدولته..فتارة تسال نفسك من هواصغر عضو لجنة تحكيم في جائزة دولية ادبية لها وضعها وتسلط عليها الاضواء..فاذا محسن رقم ايضا لا يمكن تخطيه... ولكني ارى ان محسن يعيش باكثر من دافع في آن واحد.. وهذا ما يجعل سلوك شخصياته الرواية معقدا وقراءته محيرة وهذا امر تفننت الرواية الحديثة في انتهاجه .. ولهذا لم تعد قراءة الرواية امرا سهلا لان كتابتها لم تعد كذلك، لان الرواية الحديثة اصبحت تتخطى في حدودها التقاليد المعروفة والاسس الجاهزة التي كان يتعامل معها كل من الكاتب والقرايء، وأهمها البحث عن معنى يتلخص في مضمون واضح يمكن ان يكون تاريخيا، او سياسة، او جنس، بدلا من تتبع العلاقة الخفية التي تبعث حياة جديدة في شتات المضمون .وان منعت رواياته داخل السودان..فهل يستطيعون منع السودانين من اغتناءها بالخارج..ولان محسن مؤمن بالكتابة ومقتنع بما يكتب نجده لا يخشى من نشر اعماله مجانا على صفحات الانترنت في زمن يخشى فيه كبار الكتاب وكبار الشعراء من نشر اعمالهم المسموح لها بالنشر بدولتنا على صفحات الانترنت..فهل خشى محسن الفقر ..؟رغم ان الكاتب او الشاعر في كثير من الاحيان يعتمد على ما تدره اعماله..

    لا اريد ان اطيل ولكن اريد ان اتناول هنا اجمل عمل قراته لمحسن وان لم يكن من اجمل اعماله ولكني اخترته ليكون عملا مقبولاوهو قصة عيد المراكب


    يبدامحسن قصته بوصف النهر الحاجز بين مدينتين"النهر كان دهراً من لمع الشوق"، لياصل لفكرة الشوق الذي يحجزة النهر في صدره مستمده من صدور اهل المنطقة لاهلهم واحبابهم في المنطقة الاخرى... ليجسد خاصية الحرمان من بداية نصه ويجعلها حجر الزواية لقصته الرائعه ..ومن ثم يحدد لنا محسن في بساطة عمر ابطال القصة التى لعب دور البطولة فيها شخصين فقط محسن وحبيبته سلمي"هي في أولى وسطى، وكنت أنا في أولى ثانوي"."،وفي مقارنة فاضحة بين ظهور الفحولة بالراوي وظهور الانوثة بصبية يافعه..ادهش محسن برواية موسم الهجرة لشمال، "كماتفعل صبية يافعة بمرآتها" فقام بمصادرته منا. ثم يسرد محسن في اطار جميل جوع ثلاث جمعات لصبي يافع في طور نمو بمدرسة داخلية..وحرمان انثى في طور النضوج"هي بكت وتعلمت الحرمان باكراً، أما أنا فأخذوا مني جوع ثلاث جُمُعَات -بالمدرسة الداخلية- حصلت بثمن وجباتها على الكتاب". لكنه لم يقصر حينما اوضح بانه مؤلف من زمن قديم حين صادروا الرواية حكى لها ثلاثة روايات شبيه "وحكيتُ لها ثلاثة مواسم هجرة كاملة" ,وهنا دلالة عبقرية على تكوين شخصية محسن منذ بدايات المراهقة الاولى وتمكنه من السحر والخيال المثمر وذلك بقدرته الفائقة لتجسيد ثلاثة اعمال مثل موسم الهجرة للشمال من الذاكرة بعد ان صادروا منهم الرواية الكتاب

    - صفه لي من هنا أقول لك، "الوصف كالمحجن، يحتُّ الثمر".

    -" لم يكن يبلغ من الطول شيئاً، بل يبلغ من قِصَر الوتدالمغروس في الأرض رسوخاً كالسدرة." ,وباختيار محسن لهذا الوصف للاديب الطيب صالح حينما سالته محبوبته عن وصفه..اذا ان محسن كان لا يهمه ان يصل الى الانسان الى شاهقات السحب بقدر ما يهمه ان يلتصق بارضة وباهله.. فاختار هذا الوصف للوتد وزرعه في هذه السطور ليربطه بالوطن



    "سنوات طويلة، عبرت فوق رأسنا كالحَجَر".مقدرة الراوي في تخصيص عبارات عادية بسيطة لوصف حدث عظيم كمرور السنوات وسرعتها بالحجر الذي تحدده السرعه والجاذبية والزمن..يعيد للاذهان تعبير القروي البسيط عن سرعه السيارة او الحجز نفسه بدلا عن لمح البصر بقوله كلمة قروية صغيرة (فووووا). "لمنفترق أبداً منذ أن أخذوا لهفتها وجوعي." والثوابت التي يركز محسن عليها ويؤكد عليها وعلى التصاقه بمحبوبته ليمهد لفراق غريب وكان لابد ان يحدث نتيجة لمنهج اختطه محسن لنفسه ولمحبوبه ضد نظام حكومي..



    أمي توقظني صباح كل يوم، كي أذهب لعملي بالمدرسة في مواعيده. ما عدا يوم الخميس. يوقظني الشوق للقاء سلمى منذ الفجر. هذا يوم عطلتها. والشوق يجسده محسن في شخصية تمشي وتحس وتاكل وتشرب وتمارس كل الاشياء الجميلة التى تقود صاحبه الى ان يؤدي حياتهم المربوطة بزمن مرهون من اجل محبوب معين. فبين مدينة "الحصاحيصا" وبين "رُفاعة" مكيدة نهرمنذ الأزل. " ولا يعتبر محسن ان الذي بين الحصاحيصا ورفاعة الا مكيدة قد اوجدت من اجل ان تحدث شقة وفراق بين المدينتين

    تبدو قصة محسن في مجملها عادية وقد تتكرر كل عام بالسودان وقد تكون نتيجتها حتميه كما يحدث لكثير من الطلاب او الطالبات بالمظاهرات..ولكن حبكة محسن لها وخلطها بمشاعر رقيقة تزيد من وجع القصة وتعطي حمية رومانسية اقوى في جرعتها "، شمس عطلة سلمى تجيء أقرب لأن يستخدمها الليل والنهار، فهي بذلك لا تضع حكمتها العليا على الألوان، وسلمى أيضاً لونها شفقي، شفاف:

    والذي يشد انتباهك اكثر الحوارات الصغير التي يدخلها محسن من حين لاخر بينه وبين سلمى.. ليعطيك مؤشرات لارتفاع الغيرة عن سلمى ونفيها عن نفسها لهذه الصفة

    - لماذا لم تخبرني؟



    - بماذا؟



    - بأن زميلتك مُدرِّسة الفنون حلوة وشياكة،قالوا.



    -:- وقعتي معي يا سلمى، أنت تغارين إذن؟



    - أنا؟ يا بُعدكوبُعدها، أنا أحلى بنت، فاهم وألاّ ما فاهم؟



    نكون قد قطعنا نصف المسافة التي تغطيها الحقول، هي تعرفني في مثل هذا اليتم والوحشة. تنتبه لخلوتنا معاً، تقول كمسافة أخرى يجب أن نقطعها بالأنس وحده:



    - لو توقفتَ سأقطع رقبتك.



    أنا لا أتوقف ولا ألتفت، فقط أضطر لأن أزعل قليلاً. دائماً ترضينيكرجل كأنها تنبهني لحالة أناقة يجب أن أكون عليها. تمسك بشعري طويلاً، ثم تبصمبفمها على خدي فيما يشبه حركة همس حنونة وقائلة:



    - هذا الشَّعْر لو كانالناس لا يقصَّونه لأصبح كشعر الحملان.



    - قصصته قبل أسبوعين، هنالك مشاغل كثيرة غيره، هو ليس سلمى لأتفرغ له.



    - أمشي يا دجال، مروِّق وشبعانمسلسلات، تلاقيك ولا متذكرني.



    ثم نمشي بين الحقول قانعين بألفة الصحبةوحدها. ورائحة الغربة التي جاءت في ثياب سلمى من الضفة الأخرى للنهر تعلكنا ونعلكهاكالسيجار


    اما الحوار الذي لمح له في شكل مزاح سريع على الطريق العام حين استقبلها..يعتبر من اساسيات المبادي التى رسخها هو على ذهن سلمي من بداية نضوجها.. وما كان كتاب الطيب صالح موسم الهجرة للشمال وبداية الحرمان الا نوع من التسلية الجانبية التى لم تنسية ان يؤسس لدولة او منهج في داخل ذهن محبوبته

    - لم تعد مهموماً بحديث الأحزاب مثل زمان.



    - من سيسمعني هنا؟



    - يا سيدي قول نسيت.



    - أبداً، لا نسيت ولا تبت. بكرة نقطع هذاالنهر لبيتنا معاً، وسنرى من سيظل وفياً ومن سوف يشغله الأولاد.



    - أولاد في عينك، أنا عاوزة بنات.



    - بنات؟ ماشي يا ستي، لزوم كونك مناضلة ليبراليةوكذا. ولكنني مستعد لمراهنة كل اتحادات المرأة على أن تربية الأولاد أسهل منالبنات. أنت مجنونة وأنا واحد بتاع مسلسلات، بناتك محظوظات يا سلمى، آخر انطلاقة،لا ضابط ولا رابط.



    ولكن حينما يراها انها قد فاقته في دروسة تخوف من المناهج التى غرسها بذهنها..لكن لمحسن يدس وسطه الحديث ادناه جملة غريبة " فالحب نفسه أناني جدا"



    ولذلك أقلق عليها من الأحزاب في قلبيوكفى، فأنا أتحاشى تحذيرها من أي شيء. لقد جَرّبت ذلك كثيراً، ولن أُفسد عليها وعلى نفسي مجرد نهاية أسبوع لا تحدث إلا مرة واحدة. هذا غلطنا معاً، والذي تجسَّد فيهاهي أكثر. لأننا لكي نعوض كتابنا الذي أخذوه منا، جلبنا الكثير من الكتب، وهكذا صاررأس سلمى ناشف. لن أنافق مثلهم وأقول من أجل الوطن والأرض و..و... فالحب نفسه أناني جداً، يريد وجوده هو ولا شيء عداه."

    -

    يؤكد ذلك محسن في عدة صياغات بالنص بان التلميذة التى درست منهج المعارضة على يده وفلسفة الحرية قد فاقت مقدرات معلمها او قال ان معلمها قد وقف النهر دون عبور احلامه وافكارة الى الضفة الاخرى





    - اسمعي يا سلمى، أنا لا أريد معك، كل واحد يروح في حاله. سأخطب واحدة ثانية، سَتُغلِّبيني وحتى الجيران. هذه الإنشاء والفصاحة أكثر من مخزن بيتناالصغير. لهذا احس محسن بان سلمي بفلسفتها ومقدراتها لا يستطيع الجيران تفهمهما ولا يستطيع بيت صغير ان يضم او يحوي طموحها وهي القروية القادمة من شرق رفاعه.. والتى عبرت ضفة النهر الاخري لتؤسس لنضوجها انطلاقة من داخل منابر الطلاب بجامعة الجزيرة..



    أقول ذلك بصفتي محترف قديم، محترف تقاعد لأن نهراً يفصل بين "رفاعة" وبين "الحصاحيصا". محترف ينتظر النهر حتى يتوقف كي يبدأ هو. أنانية الحب كما قلتلك. فمن سلمى تعلمت أن ترهن المرأة وجودي كمستوطَنة أولاً، ثم كحبيبة ما أمكن. من يحبني بمثل هذه التضحية لو خسرتها؟ هي تعرف أن مثلها كمذنب هالي، لا أذكر بعد كم من عشرات السنين يزورنا مثله واحد. فلا بُد أن تسخر سلمى من خِطبتي لفتاة غيرهاهكذا:ثم ياتيك محسن بمفراقة غريبة جدا..هي وصفه لسلمى بمذنب هالي الذي لا ياتي الا من بعد سنوات او شي يندر تكرره.......ويوزان بين خسارتها وتضحياتها..وبين الخيار الاخر الذي اقترحه في السطور اعلاه..



    - بلّله بالعصير، افرحْ يا قروي، هذا عصيرمُشَكَّل، فاهم؟



    ورغم ضحكتها المعتادة على مصالحتنا، أحسُّ بها في تلك اللحظة تكره الفقر كمسألة شخصية، لا علاقة لها بتحريضهم. إذ هو مَنْ لا يسمح بشراءساندويتش آخر غير جاف لي. هي حساسة في مسائل الضيافة حتى معي. أشتري أنا بزعم قبضي لمرتب لا يزال بيني وبينه أسبوعين وألف يَدٍ للدائنين. ثم أقول لهاشامتاً:



    - قلتي مُشكَّل، ها؟ أعذاركم مُطعَّمة ولهجكم حلو. غايته، تأكِّلواالواحد الحجر.



    فتخيل الصور التي امامك من سندوتش جاف ويبلل بالعصير ومناضلة صغيرة لم يتجاوز عمرها 19 ربيعا تتحدى دولة لها شعاراتها وسياستها..فهل من الممكن ان يكون كره الفقر هنا مسالة شخصية.؟

    اما الفقرة التالية اردت ان ادرجها لكم كاملة لتحكي قوة تصوير محسن للاشياء.. وصفه لنفسة كشاهد قبر.. وربطها بفكر سلمى الذي زرعه محسن بدواخلها مما تسبب في فقدها.. فمنذ الابتدائية كانت سلمي تلعب الفات الفات.. ولها عداوة بالعرس وتميل لصف الطلاب ونهج الديمقراطية

    المراكب اقتربت أكثر. أشرعتها البيضاء والمتسخة قليلاً، وأشياءأخرى بيضاء، تَفَتَّحَت كلها فوق النهر كلوز القطن. لغط جمهرة، زعيق، أو صياحمتكاتف مع بعضه. لا، بل هتاف طلاب الجامعة أخذ يدك النهر من حدِّه لحدِّه الآخر. لافتات الدمور مفردة بين أيديهم ككفن بيد كل واحد منهم. لافتات لا حصر لها. فلوجمعوها كلها وخاطوا منها صارياً واحداً لسحب الضفة الأخرى إلى هنا، ولما احتاجوالمراكب، ولعبروا من ضفة إلى الأخرى فوق أقدامهم وهي ملطخة بحبر كتاباتهم. الآنبُعدها يسمح لي بأن أقرأ، كتبوا عليها بالأحمر: سلمى خضر شهيدة الوطن والحريةو..و... الكلمات الغامضة التي ما كنت أبداً لأراهن بسلمى كلها عليها، كتبوا عليهاما يخص شاهد قبر لي أنا إذن؟ من لَبَّد عمره بضفة النهر الأخرى. ولكن ما أسهل أن يعثر الرصاص على سلمى بوسط مظاهرة. فمنذ متى وهي لا ترأس رأيها ورأي الآخرين؟؟منذالابتدائية كانت تتقدم التلميذات وهي تصيح: الفات.. الفات؟ ويردَّن عليهاالتلميذات: في ذيله.. سبعَ لفات. تسألهن سلمى من جديد: والعسكر؟ يجبنها: واقف طابور.



    سلمى: والصول؟



    التلميذات: قاتل مأجور.


    كنت أقول لها: تريثي يا سلمى، ستكونين قطعة من الأزرق لو اندفعتِ هكذا. أُؤشِّر بيدي ناحية النيل الأزرق وأضيف: هذه الحفرة التي من هنا وحتى مصر، هم لا يرون منها إلا ما يصلح كقبر،ستصحين مع نوراس البحر الأبيض المتوسط يا سلمى لو تماديتِ.




    ورغم ما عصره محسن من اسى في هذه السطور لكن فكرة عمل بتقنية الفلاش باك مره اخري ليتذكر كيف انها كان يريدها ان تتريث وكيف هي تمانع وتحول الحوار الى نقطة اخرى تتعلق بالحب والرومانسية

    وتنحرف هي بالحوار، كي لا يلتقي حرصي بحمقها فنتشاجر، تسألني:



    - وأنت؟ ستحب بعدي؟



    وأضحك لأغيظها ثم أجيب: طبعاً، بعدك سيصبح قلبي لكوندةبالمجان.



    - لن تقدر، أتحداك...



    - من قال لك؟



    - أعرفك منعينيك.


    - ستبلغك أخباري، وستغارين حتى تكرهيني في القيامة.



    وكما هي دائماً واثقة، ترِف لي بعين مستبدة وتقول:



    - أنا؟ يا بُعدك، أنا بصمة وبصمةوبصمة، بلا عدد، وبيد كل الداخلين إليك.



    - بالله؟ صار فيها كذب كمان! كيفيعني بصمة؟



    - يعني بطاقة يا أخ لكوندة.



    الليلة يذهب بها العمر إلى حيث قصّرت بك الأيام. هاك العمر كله، أضحى مسوّساً، ومفتوحاً بالحرمان وغياب أحد كبيوت الأرامل. جاءوا بها بلا كراسات كما هي ليست طالبة الآن؟ لم تعد تهم، ككتابك الذي أخذوه إن كنت تذكر. رائحة درس لم يكتمل تكفي كذكرى من أحد. لا، بل انتظرها عندالمشرع ستعود، أو هاهنا، حيث تنام، فقد تصحو مع نوارس البحر الأبيض، إذ تعلَّقَ بهاصحابها من الملائكة كي تقضي معهم هذا الخميس، فاهم؟

    محسن خالد رجل فنان...يعرف متى يتوقف.. ويعرف من اين يبدا.. احببت فقط ان اعرفكم على كتابة لمحسن من نوع اخر اعجبتني بشدة..وانا لا استطيع ان اكتب عن رجل مثل محسن ولكن هذه مساحة مفتوحة لتتناولوا من خلالها اعمال محسن بالنقد والتحليل.....سؤال هل محسن مسؤل عن قتل سلمى بزرعه لافكار النضال؟
    http://www.mashm.com/vb/showthread.php?p=22738&styleid=4#post22738

    (عدل بواسطة هوارى on 03-04-2006, 03:39 AM)
    (عدل بواسطة هوارى on 03-04-2006, 04:19 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال هوارى03-04-06, 03:28 AM
  Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال bayan03-04-06, 03:43 AM
    Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال هوارى03-04-06, 04:32 AM
      Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال bayan03-04-06, 08:44 AM
        Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال محسن خالد03-04-06, 10:51 AM
          Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال هوارى03-04-06, 02:00 PM
        Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال هوارى03-04-06, 01:42 PM
  Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال عمر الفاروق03-04-06, 11:20 AM
    Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال عبدالكريم الامين احمد03-04-06, 01:47 PM
  Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال هوارى03-04-06, 02:27 PM
  Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال هوارى03-04-06, 02:42 PM
  Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال أبوالزفت03-05-06, 01:26 AM
    Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال munswor almophtah03-05-06, 02:15 AM
    Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال هوارى03-05-06, 05:46 AM
      Re: قراءه في عالم محسن خالد-عيد المراكب مثال هوارى03-06-06, 04:02 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de