بيان من إتحاد الكتاب السودانيين

Quote: في أثناء ذلك قامت الانتفاضة الشعبية في أواخر مارس 85. و أذكر عزيزي طلال أننا حين ننتهي من المظاهرات نأتي كافتيريا الدراسات العليا و في جيئةٍ من مجيئآتنا قام أحد النقابيين و كان متقدما في العمر يقول (اسمعوا يا شباب ما تجو كلكم بعد المظاهرة هنا تعالو واحد واحد ) توسم فيه أسامة كل الخير و بشلاقة سأله (ياخي ممكن نشيل في المظاهرة لافتة مكتوب عليها اتحاد الكتاب لأنو السلطة دي عذبتنا و طاردتنا كمثقفين ) . فردَّ عليه محتداً ( ياخوي إنتَ أول مرة تظاهر و لاَّ شنو ) ؛ فانفجرت كل الكافتيريا بالضحك . و كان مصدر الضحك أن كل الموجودين في القاعة هي بالفعل أول مظاهرة لهم و لهن . Quote: نجحت الانتفاضة و بدأنا في تأكيد الدعوة لقيام الاتحاد . فكتبت الدعوة بعنوان ( الدعوة لقيام اتحاد كتاب السودان ) ؛ فعرضتها لأسامة و لمحمد خلف فوافقا عليها . كان في رأيي أنَّ هذه الدعوة يجب أن تكون ممهورة باسم معروف ليس من الشباب . حتى نتمكن من توفير دار من قـِبـَـل الحكومة الانتقالية . ذهبت إلى محمد عبد الحي و عرضتُ عليه صيغة الدعوة فرفض الفكرة من أساسها . فمنه توجهتُ إلى علي المك في مكتبه و شرحتُ له الفكرة فقبلها . و قلت له هذه هي الدعوة التي كتبتها فاقرأها حتى يكون توقيعك فيها . فقال لي ( أنا ما بقراها يا عبد اللطيف الموضوع ده كويس جداً إنتَ وقــِّعْ و انشرها ) . فنشرتها في الأيام ممهورة باسم علي المك أولاً ثم اسمي . و ذهبت فيما يلي من أيام إلى كمال الجزولي في مكتبه ليصيغ الدستور فرحب بالفكرة و بعد أيام صاغ دستور الاتحاد الذي كان بعنوان ( دستور اتحاد الكتاب السودانيين ) فنوقش حتى ساعات متأخرة من الليل في إحدى قاعات جامعة الخرطوم . و تبعت بعد ذلك انتخابات اللجنة التنفيذية التي بقي فيها جمال محمد أحمد رئيساً لاتحاد الكتاب السودانيين و علي المك نائباً للرئيس . فهذا ما كنا نوده و نرومه