|
Re: فاطمة أحمد إبراهيم : فرقوا بين الاتحاد النسائي والحركة «الأنثوية» (Re: esam gabralla)
|
التحية و التقدير لكل المتداخلين و المتداخلات في هذا البوست , فقد قام الناس باثراء هذا النقاش , للمصلحة العامة كما نعتقد و هذا عمل عظيم.
اعتقد انه لا يستطيع اي شخص ان ينكر وجود الصراع الدائر بين الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم, الرئيسة التأريخية للاتحاد النسائي السوداني, و بين منظمات نسوية اخري, كان من المفترض ان يصب نشاطها في مصلحة المرأة في السودان, لولا الصراعات غير المنطقية التي حدثت بين هذه المنظمات الوليدة المتعددة و بين فاطمة احمدابراهيم كرئيسة للاتحاد النسائي السوداني, و من غرائب الامور هو انه لا يستطيع شخص ذكر اسم فاطمة دون ذكر اسم الاتحاد النسائي و العكس, فالمسألة تسمرت و تشخصنت في شخصية واحدة, الا ان هذا العمل لم يكن استثناءا في السودان, فالعديد من المنظمات الاهلية و الطوعية و الاحزاب و مكاتب المحاماة و اسواق الخضار ...الخ, كل ذلك يرتبط ارتباط لا فكاك منه بشخصيات محددة الي ان يرث الله الارض و من عليها, فالمؤسسة عندنا تتجلي في شخصية واحدة و هذا هو الداء العضال.
المتتبع لهذا الصراع الدائر بين فاطمة احمد ابراهيم و بين هذه المنظمات الوليدة, يجده انه اصبح صراعا ذو طابع شخصي اكثر منه صراعا حميدا بين الافكار و الاطروحات, اي بين مدارس فكرية متنوعة تحترم كل مدرسة الاخري, لان لكل مدرسة طريقتها الخاصة بها لتحليل و معالجة القضايا, مما يجعل هذه المنظمات تعطي بعدا فكريا اضافيا لقضايا المرأة في السودان و لكن هيهات, و لا استثني من ذلك فاطمة احمد ابراهيم و لا استثني كذلك العديد من المنظمات الجديدة, التي تتربع علي قيادتها العديد من الشابات, و هذا هو الامر المحير, فلمصلحة من تكون هذه المساجلات الشخصية؟ و لمصلحة من تنازل فاطمة كل جديد؟ و لمصلحة من ينازل كل جديد فاطمة احمد ابراهيم, نزالا شخصيا اكثر منه فكريا؟
لذا اعتقد ان هذه المساجلات الشخصية الدائرة منذ فترة بين فاطمة احمد ابراهيم و هذه المنظمات الجديدة, ستضر بفاطمة و بهذه المنظمات الجديدة علي السواء, فلن يربح احد هذا السجال, و ان المستفيد الاول و الاخير من هكذا مساجلات هو قوي الظلام في السودان, اي القوي التي من مصلحتها ان يصارع الناس بعضها البعض حتي يمحقوا قوة بعضهم البعض, بمعني اخر فخار يكسر بعضه!!
عليه من مصلحة التغيير في السودان و من مصلحة المرأة في السودان, ان يوقف الناس هذه المساجلات المضرة, و ان يركز الناس علي الافكار التي تطرحها فاطمة احمد ابراهيم و الافكار التي تطرحها هذه المنظمات, دون الوقوف الشخصي مع اي من الفرق المتصارعة بدون مبرر , فمن مصلحة المرأة في السودان وجود العديد من المنظمات النسوية التي تنادي بحقوقها,و ليس من مصلحتها ان يحتكر الاتحاد النسائي السوداني هذا النضال, فهذه المدارس الجديدة ستثري العمل العام في السودان, و لا خوف منها علي السودان, فالخوف من الواحدنية , لان الوحدانية لله, و لكن بالمقابل ليس من مصلحة الناس تكسير الاتحاد النسائي السوداني, فدعوه يعمل ان كان لديه ما يقدمه للناس و للمرأة في السودان, و اذا لم يكن لديه ما يقدمه للمرأة في السودان, فلن يحتاج الي احد ان يكسره, لانه سيكسر نفسه بنفسه, بفعل عامل الزمن و عامل التحديات الجديدة التي تواجه هذا الاتحاد اذا لم يتخل الاتحاد عن الطريقة الرادكالية التي يعمل بها الان, و اذا لم يجدد هذا الاتحاد افكاره و اليات عمله التي تناسب هذه المرحلة وهو ما نتمناه له حتي يثري ساحة العمل العام في السودان
فنعم لهذه المنظمات النسوية الجديدة في السودان, و نعم للاتحاد النسائي السوداني, فالسودان يسع كل هذا و اكثر, و لا و الف لا للمساجلات الشخصية الدائرة الان, لان ذلك سيضر بالناس جميعا الا الذين يحبون العيش في مثل هذا الجو المكهرب بلا افكار, و نتساءل لماذا يرفض الناس الجديد, فدعوا الجديد يعمل و اذا لم يقدم شيئا للناس سيموت بفعل عامل الزمن فلماذا الاستعجال؟
|
|
|
|
|
|