|
Re: التخلق التكويني الثاني عشر للحزب الاتحادي الازالة والاحلال والهندسة الادارية, بقلم الشريف (Re: saif massad ali)
|
الاحلال درج المجتمع السياسي السوداني خلال الستين عاما الماضية علي السير خلف قيادات الجيل الابوي ويتعاطي خلال ذالك شيئا من التوجيه من بعض القيادات الدينية التي تزاول العمل السياسي .ذلك مايشكل لازمة متدامجة في احزاب الوسط الكبيرة,وقد تعاصر معهما تنظيمان يشذان عن هذه القاعدة , وفد كلاهما من مصر متعاقبين , تنظيم الاخوان المسلمين , وخلية التنظيم الماركسي . وباشر كلاهما نشاطه منغرسين في جنبات الوسط الكبير .يتجاذبانه احدهما يمنه والاخره في يساره . ورغما عن تدني نسبة التعليم لقلة المدارس والمعاهد في العهد الباكر للحركة الوطنية , الا ان نسبةالوعي القومي كانت كافية لتعويق الانتشار السهل والسريع لهذين التنظيمين.وظلا في احجام متعثرة النموء قليلة العدد , الا انهما تخليا تماما من قدرة التاثير علي الساحة السياسية .كما وان استجلابهما لتكوين الخلايا والاسر , والنشاط الاستقطابي والتخطيط الحركي , اضفي عليهما لونا مشوقا للشباب , خصوصا في الجانب اليساري المبشر بالرفض والثورة,والداعي الي انشاء لون جديد من الحياة متقدما ومغايرا عن رجعية المجتمع التقليدي وتخلفه,كما كانو يقولون.مما اضفي زهوا مشبعالطموحات الشباب . ويتخمكثيرا في ملئ فراغا الاطلاع عليهم بالنشرات الدوريه والمجلات والكتب الامر الذي كان مفتقدا في صفوف حزبي الوسط الذين يرتكزان علي وعي المشافهة والاطمئنان علي ثقة القواعد الغالبة , وعمق استجابتها للارتباط التاريخي لكل حزب علي وحدة ,سرعة استنفارهما لكل داع يصدر من قيادتيهما المختلفين . وقد اوجد هذا حالةمن اليقين اليائس لدي التنظميين الوافدين , واكد لهما بدرجات متفاوته , انهما لن يصلا الي السلطة يوما بالطريقة التي تعارف عليها الشعب وارتضاها ديمقراطية التكوين التعددي الحر , ومنافسة الاقتراع. فاضمرا نويا الاطاحة والانقلاب والاستيلاءبالقوة .واخذا يتحينان الفرص بما يضيفان علي الوجود السياسي من تدافع وتحريض ,ظلا يخضخضان مواعين التسامح الديمقراطي ,حتي حلت فيها بعض التكوينات الاخري التي كانت تطفح في حقبة الستينات , منداحة من الشرق الاوسط العربية <كحزب البعث> و<القوميون العرب>و<الناصريين>و <حزب التحرير الاسلامي>وكلها تبشر بالثورات المختلفة والتغييرات المتنوعة اشكالا واساليبا. لم يثقل كل ذلك من صفحة المائدة السودانية التي لاترفض العرض , ولكنها تتخير الطلب , ولا تفسر عليه بطبيعتها التي لا ينقصها الوعي القومي العام.وقد نجح بعض هذه التنظيمات في الاستيلاء علي الحكم اثر انقلاب عسكري , الا انه دائما يسقط نتيجة الرفض الطبيعي له من المجتمع السوداني الديمقراطي طبعا وسلوكا بعد ان يمر بمراحل قاحلة من الفشل التطبيقي للنظرية التي يعتنقها .وقد تعاقب علي مسرح هذا القحط العقيم مثالان ,كان السابق منهما التنظيم الشيوعي في اخر الستينات , ثانيهما تنظيم الجبهة الحاكم الآن في الخرطوم ,والذي يعطي كل يوم برهانا ساطعا علي عدم قدرته علي التماسك والاستمرار والبقاء كسابقة تماما
|
|
|
|
|
|