حقيقة لم أجد أسوا من الحركة الاسلامية مثل الحزب الشيوعي ؛ الحزب الشيوعي السوداني الذي حتى اليوم لم يستطع أن ينال ثقة جماهير الشعب السوداني ؛ نتيجة للفراغ الفكري داخله ، وفوق هذا فهذا الحزب لم يختلف عن الحركة الاسلامية في استخدام العنف والذي يشرعنه بمصطلح العنف الثوري ودكتاتورية البلوريتاريا في عالم انتهت فيه هذه الوسائل الدموية ولم نجد لها بقايا الا عند هذين الحزبين. ويتفق الحزبان في كونهما كتلتان من المتعصبين عن جهل لفكرة يجهلونها ، فلا اولئك لديهم مشروع اسلامي حضاري ولا لهؤلاء طرح ماركسي يتلاءم مع المجتمع بل حتى اليوم لم يخرجوا لنا ببرنامج نموذجي لهم يمكن نقده او تحليله او الاتفاق حوله. ورغم تعامل هذين الحزبين مع سطح السوائل في الأواعي الا انهما لم يختلفا البتة في تبنيهما للتمكين الشمولي سواء عبر الدين كما الاول او عبر التهافت السلطوي عند الثاني. يمكنك ان تتابع مسيرة هذا الحزب وستجده دائما مشاتر وخارج النص ، منذ الاستقلال وعبر جميع الانظمة الدموقراطية والعسكرية ، لم يقدم هذا الحزب اطروحة قومية بقدر ما انتهج نهج شق عصا الجماعة ، والنفور عن المفاهين والاعراف العامة ، وترصد سقطات الاحزاب الأخرى وهناتها ، وتشويه وشيطنة من لا ينتمي له ، وتبخيس كل انتاج ابداعي لغيره من الأحزاب ، وفوق هذا انعدام القيم الأخلاقية مما نفر عنه جماهير الشعب السوداني. في الحقيقة لا اعرف بماذا اسمي هذين الحزبين ؛ هل هما حزبان ام تياران ام منظومتان ام ماذا ، لكن في كل الأحوال هما كيانان بائسان جدا وعقيمان جدا وعديما المرونة حد التصلب في الجهالة. وهما أكبر خطر على الدموقراطية عند حدوث اي تحول إليها. فالدكتاتورية حاضرة داخل تركيبتهما العقائدية ومبررة تبريرا عقائديا يحصنها من أي اولوية وطنية او مصلحة قومية. هذان الحزبان لم يقدما لجماهير الشعب سوى التشاكس والعنف والنرجسية المريضة والتعنت والكبر وادعاء النخبوية والصفوية ، وهذا ديدن الجفان المنتفخة بالفراغ هشة الإدام التي تثير الفزع من سرعة تهشمها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة