ملحوظة : (كتب هذا المقال خصيصاً لمحبي المناضلة فاطمة و معجبيها و عشاقها من معشر الرجال بصفة خاصة).
فاطمة إبراهيم أخلصت وفاء للشهيد و وداد بابكر خانت الولاء للفقيد
كيف يودع السودان فاطمة إبراهيم صوت المواجهه و الصلابه في زمن الغلابة
وقفة تأمل بين الشيوعية و رائداتها و حكومة الحرامية الإخوانجية و نسائها
فاطمة إبراهيم نموذج النضال و الوفاء و العطاء النادر في زمن وداد بابكر و نظامها الفاسد
أولاً أترحم على روح فقيدة الإنسانية جمعاء فاطمة أحمد إبراهيم و أنا لن أطيل الحديث عن من هي السيدة العظيمة فاطمة إبراهيم فهل يخفي القمر فهي شخصية غنية عن التعريف على المستوى الإفريقي و العربي و العالمي سياسياً و فكريا نضالها ثورتها قوتها و عملها من أجل تحرير المرأة و الإنسان قبل كل شيء رافعة راية الحرية و الديمقراطية و العدالة و المساواة و التغيير حالمة بمستقبل أفضل لهذا الشعب المظلوم هذه السيدة العظيمة الفاضلة لا تحتاج منا النعي السوداني التقليدي المعتاد الفاقد للشفافية و المصداقية و الرجعية الفكرية حيث أعتاد السودان حكومة و شعبا إنتظار موت عظمائه و عمالقته ليذكروهم و يثنوا عليهم و يذكوا ما قدموه للوطن و الإنسانية و كالعادة الشخصية السودانية لا يهتم بها و هي على قيد الحياة و لكن ينتظرون الموت ليحتفوا بها و يزرفون دموع التسمايح الكاذبة التي تنهال بكل سهولة معبرة عن عدم مصداقية الإحساس الروحي الداخلي فهل يا تري المراسم التي يتوعد بها السودان حكومة و شعباً هي ترجمان الوفاء لأهل العطاء ؟هل نوفي فاطمة حقها بمراسيم و احتشاد كبير و بمقالات و كتابات و برامج تلفزيونية تحكي و تعيد و تكرر قصة حياتها و مسيرتها و إسهاماتها و الجوائز التي حازت عليها و المناصب التي تقلدتها و نعيد الأسطوانة المعتادة المملة التي تعد عند غياب و رحيل الشخصيات السودانية المؤثرة بهذا الأسلوب السوداني السياسي و الإعلامي المعتاد الذي سأم و مل منه الشعب السوداني لانه لم يقدمه و لو خطوة واحده إلى الأمام لماذا على سبيل لا نخطو خطوة صادقة إلى الأمام إذا أردنا حقاً أن نوفي فاطمة حقها و نتيح الفرصة لأجيال اليوم أمثالنا بتقليب صفحات ماضي فاطمة و مأساتها ؟التي هي مأساة أعرق و أضخم الأحزاب السودانية المناضلة و مأساة فئات مكافحة ذات فكر إنساني سامي دفعوا ثمنه غالياً تارة من أنظمة عسكرية ظالمة و تارة من أنظمة قهرت و ظلمت و جوعت و كبتت و ضربت و عذبت و أعتقلت و سجنت و تفننت في أساليب الظلم و العذاب بإسم الإسلام السياسي تنفيذاً لمأربها و أغراضها و مصالحها و الإسلام برئ كل البراءه منها لماذا إذن لا نرجع لصفحات الماضي حتي يعرف أبناء جيلنا و الأجيال القادمة لماذا العسكر و تجار الدين حاربوا فاطمة و أعتقلوها و سجنوها و وضعت تحت الإقامة الجبرية و حاكموها محاكمة عسكرية لماذا ؟لماذا أعدم زوجها الشفيع و رملت و حرم إبنها أحمد من أبيه و حرق قلبها على زوجها و رفيق دربها لماذا ؟لماذا كان و ما زال تتم محاربة الشيوعيين بشتي الأساليب القذرة العلنية و الخفية ؟لماذا تحارب أفكارهم و يحاولون كبتها و تضيق العيش عليهم ؟لماذا سكت السودان عن عمليات الإعدام و التصفية في حق اليسارين و لم يحاول الصمود و التصدي لمثل تلك الجرائم اللاإنسانية اللاأخلاقية ؟و إلى متي يستمر تجار الدين في محاربة و محاولة حجب و كبت كل العقول و الأفكار المستنيرة الحالمة بتغيير و بغد أفضل ؟إلى متى يظل الشعب السوداني دمية سهلة التحريك في أيدي سياسى و تجار الدين يحركونها كما يشاؤون و يغسلون مخه محرضين أبناء الشعب الواحد على بعضهم البعض حتى يسودوا و يدوموا في عرشهم الفاسد و الذائل لا محاله ؟إلى متي يستمر أصحاب الإسلام السياسي في تضليل الشعوب بإسم الإسلام و محاربة خصومهم المتفوقين عليهم فكرياً و سياسياً و ثقافياً بأساليب قذرة و وصفهم بالملحدين و الفاسدين و المنحلين أخلاقيا و غيرها من الصفات و الأساليب التي تم الصاقها بهم زورا و بهتانا حتي ينفر منهم أبناء الشعب السوداني و تخلوا لهم الساحة السياسية لمتابعة جرائمهم إلى متي يستمر هذا الحال ؟هؤلاء الذين يتحدثون عن الانحلال الأخلاقي و الفساد و هم أكبر نموذج له فعلي سبيل المثال فاطمة إبراهيم الشيوعية أمضت حياتها و هي تعيش حاله عزوف عن ملذات الحياة و متاعها و تقشف في ملبسها و مأكلها و مشربها و مسكنها و هي تلك المرأة التي لبست ثوب العفاف السوداني في أخلاقها و مبادئها و نضالها و ثورتها و مصداقية قضيتها و معاملاتها الإنسانية الكريمة و عاطفتها الدفاقة التي شملت أبناء السودان شمالاً و جنوباً شرقاً و غربا تلك المرأة التي رفضت أن تتزين بالزينة الفانية و جعلت من أخلاقها و مبادئها و فكرها و ثقافتها زينة أبدية لا تزول بزوال جسدها بل تبقي روحها الصادقة الطاهرة خالدة فاطمة المرأة التي رفضت أن يكون زواجها كغيرها من السودانيات كرنفال و مهرجان للاستعراض و جعلت من يوم زفافها يوم إنساني. شبعت فيه بطن كل جائع و روي فيه كبد كل عطشان فكانت بسمة الإنسان السوداني الغلبان و دعواته لها أجمل لحن و نغم إنساني يبارك و يصاحب مسيرتها الزوجية المليئة بالكفاح و النضال و العطاء و الوفاء و الإخلاص الذي جسدته و رسمته لنا لوحة الوفاء و الإخلاص النابعة من أعماقها الصادقه المخلصه فى كل ما تقول و تفعل فهذا هو قلب فاطمة الجوهري النادر الذي عاهد الشفيع و هو في قبره على أن تربي إبنهما خير التربية و تعلمه أحسن التعليم و على أن تواصل مسيرته النضالية حتى و إن لقت حتفها في سبيل هذا الهدف و ختمت وعدها بأعظم العهود أن لا يدخل عليها رجل زوج غير الشفيع مدى الحياة و بالطبع فاطمة هي تلك المرأة التي إذا تكلمت صدقت و إذا عاهدت أوفت و أن كلفها ذلك ثمناً غالياً و يطول الحديث عن الجانب الإنساني للإنسانه التي تحمل أجمل و أعظم معاني الإنسانية بداخل قلبها العطوف الدافئ الحنون الصادق و أمثالها قله نادرة تكاد تكون قد أنعدمت في سودان اليوم الذي تقوده أمثال وداد بابكر و حركتها الإسلامية الفاسدة هذا الوجه القبيح للمرأة السودانية التي تتباهى بأفخم و أغلى أنواع الثياب و المجوهرات و العربات الفارهة و الفلل المتعددة داخل السودان و خارجه و هي تلعب لعباً بأموال هذا الشعب المظلوم المقهور الجائع الفاقد لأقل مقومات الحياة تلك المرأة التي إرتضت لنفسها أن تسارع بدفن جثة زوجها الفقيد ضمن صفحات الماضي و أؤكد الفقيد و ليس الشهيد لأن إبراهيم شمس الدين ليس بشهيد بل قاتل أرواح ثم تتزوج بكل أريحية من قاتله البشير و تقاسمه الفراش فهذه هي أخلاق من يسمون أنفسهم بالإسلاميين يقتلون من يسمونه أصدقاء الجهاد او بالأحرى سفك الأرواح بإسم الدين ثم يأتون لمضاجعة أراملهم اللائي كانوا ينادوهن بأخواتهم في الإسلام و أتساءل كيف ترضي أختهم في الإسلام هذا العمل القبيح و تسمح لها نفسها بذلك؟ فلعلها تعتبر هذا النوع من خيانة العشره مواصلة لمسيرة زوجها الجهادية في سفك و هدر الدماء بإسم الدين حسب نظرتهم الإسلامية الفاسدة المسيسة المبنية على حب الجاه و السلطه و الفلوس التي تغير النفوس فالزوج المتوفى جاهد بسفك الدماء البريئة و هاهي تواصل مسيرة الجهاد و النضال و لكن هذه المرة ليس في الغابات لكن نضال و جهاد شديد في غرف نوم القصر الرئاسي و الثمن أموال الشعب السوداني لها و لذويها لذلك في زمن وداد بابكر و نظامها الفاسد يشعر الشعب السوداني بحجم الأسى و الألم لفقدان أمثال المناضله الصادقه الطاهرة العفيفه فاطمة أحمد إبراهيم التي أكدت على أن إستقلال السودان تسرب من بين إيدينا و أن حكومة المؤتمر الوطني أستلمت الحكم رغماً عن أنف الشعب السوداني و إرادته و لكن مهما حصل النضال سيستمر إذن الوفاء لأهل العطاء يكون بإستمرارية النضال حتي يتحقق حلم فاطمة و غيرها و ينال هذا البلد العظيم المظلوم حريته و كرامتة و ينعم بالعدالة و المساواة و العيش الكريم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة