وبعدعودتي من عيادة التأمين الصحي لاستلام (عليقة)الأدوية الشهريةK كانت الزيارة للصيدلية لاستلام الأدوية!!ويا لهول المفاجأة !! أدوية جديدة تخرج من نطاق التأمين الصحي وأسعار ترتفع وتيرتها كل يوم بنسق يقول : إن موعدكم الجنة..قبل بضعة أشهر أزيح أحد كبار مسؤولي التأمين الصحي بحجة أنه رفع أسعار الأدوية بمشورة مع نفسه ، وكذبا قال الوزير .. فما شاهده المرضى في صيدليات التأمين اgصحي يقول لا بقاء على أسعار الأدوية ، بل تصاعد مرتبط تماما مع زيادة سعر الدولار في البنوك .. بمعدل يصل إلى 250% .. هل يعقل أن يحذف فيتامين بي كمبلكس من قائمة الأدوية إلى خارج التأمين ، وهو المسؤول عن المحافظة على مستوى عنصر البوتاسيوم في الجسم والذي يتناقص مع استعمال منظم السكري؟ سيقوم مدّعو الصيدلة ليقولوا : وما بال المهندس المتقاعد يتحدث في أمور الصيدلة ؟ ناسين أن العلم الآن مبذول عبر تقنيات الأجهزة الذكية والمواقع الطبية للجميع ، وكل المطلوب هو المعرفة الجيدة باللغة الإنجليزية .. ما علينا .. هل يعقل أن ترتفع الأسعار بهذا التصاعد المريع مع تفاهة ما تقدمه الدولة للمتقاعد الذي لا يتجاوز الستمائة جنيها على أحسن الفروض ، لتذهب الأدوية المستدامة بأكثر من نصفه،ويذهب الباقي مع أنبوبة البوتاجاز ؟ طبعا ربما ينبري أحدهم قائلا: نحن غير مسؤولين عن الأدوية خارج التأمين..ولكن الواقع بقول إنكم أخرجتموه عمدا وترصدا لكي يذهب آلاف المتقاعدين إلى مقابر (...)..سمّها ما شئت ، وحتى هذه المقابر صارت مشكلة فحافرو القبور صاروا يحفرون القبر بمبلغ يتجاوز نصف الألف!! تحدثت سابقا عن العبقرية التي أوحت للتأمين الصحي بحذف أدوية الملاريا من قائمة الأدوية المندرجة تحت مظلة التأمين الصحي ،ولم يُحر أي مسؤول ببنت شفة..من باب (الصهينة) .. كأنما يقولون إن الملاريا صارت من أمراض الماضي المنقرض كالديناصور ، أو كأنما يقولون : مت غيظك ، فلن نجيبك ، ولن يقرأ المسؤولون مقالاتك ..ولكن الله سبحانه وتعالى يعرف أنني جأرت بالشكوى لأبرئ نفسي من السكوت على الباطل .. لعلهم يقولون :إن الشعب والحكومة منشغلة بمشاكل أكبر من ضآلة جُعل المتقاعدين الشهري ،كمثل مشكلة رئيس اتحاد نادي الهلال ومشكلة انتخاب رئيس الاتحاد العام لكرة القدم وتعارض ذلك مع الفيفا الدولي ، ومشكلة التشكيل الوزاري ومشكلة النواب القادمين الجدد للمجلس الوطني ومشكلة توسعة قاعة البرلمان ومشكلة البحث عن أسماء الوزارات المستجدة في الحكومة القادمة ومشكلة إيجاد مبان للوزارات المستجدة ووزراء الدولة الذين يمكن أن يتجاوز عددهم الخمسة للوزارة، كما في وزارة الشؤون الاجتماعية في يوم من الأيام !! إلهاء الشارع السوداني عموما بقضايا انصرافية لا تهمه في شيء هو بعض سبل الهروب من الإجابة على الأسئلة الصعبة ، وهل اهتمّ السوداني البسيط بذهاب أو خروج زيد من البلاد أو عودته ؟هل اهتم السوداني البسيط بعودة ذلك (القيادي) القادم في الحكومة الجديدة الذي أوحى للرئيس الأمريكي كلنتون بأن مصنع الشفاء به أسلحة كيمائية ، ولم يبال بأن يموت من يموت لكي يعود منتصرا على دخان طائرتين تدكّان مصنع الشفاء؟ والعجيب أنه جاء كما يقول لحل مشكلة السودان الاقتصادية ، كقول ( وليّ الله! ) أنه سيحل كل مشاكل السودان في مائة وواحد وثمانين يوما !! ونسي أنه بعض من مشكلة السودان ؟؟ كثر الاحديث من قمة الجهاز التنفيذي بأن الحكومة القادمة تأتي خصيصا لحل مشاكل المواطن الحياتية ، ولكن ظواهر الأشياء تقول إن الوضع سيزداد ترديا ، فكل الأسعار ترتفع تصاعديا ،وإلا فمن أين للحكومة بدفع مستحقات هذه الجيوش الجرارة من الوزراء والنواب ووزراء الدولة والولاة والمعتمدين والحكومات الولائية والمجالس التشريعية الولائية..لا يكاد ذهني يستوعب جدوى وجود هذه الشخصيات المتنامية في انقسام مستمر كالأميبا ، وبخاصة أنني عاصرت السودان بمديرياته التسع وفيه الدولار لا يتجاوز الثلاثين قرشا ،إلى عام 1973 والتذكرة بالطائرة لا تتجاوز قيمتها الثلاثين جنيها..ومن العجيب أن مستلزمات الزج بأحدهم في أي منصب من هذه المناصب لا يحتاج إلى شهادة ..المعلم في ألمانيا لا يمكنه أن يدخل الفصول إلا بعد حيازته درجة الماجستير ! ولا نتكلم عن مؤهلات هؤلاء الوزراء إلا من رحم ربي ..وأتحدى من يثبت لي أنهم كلهم حائزون على الشهادة السودانية بنسبة نجاح !! ولكنه السودان الذي يرتفع فيه كل شيء إلا الإنسان ، وبالتحديد المتقاعد ،والذي يعطى منحة في عيد الأضحي ليشتري بها خروف الأضحية..مائتين وخمسين جنيها!! هل هذه المنحة تكفي لشراء فخذ خروف ،ولو من حلايب؟ عبد السلام كامل عبد السلام يوسف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة