· جيَّشت مصر الجيوش .. طائرات حربية تحلق فوق سماء مثلث حلايب.. و قطع حربية تمخر عباب مياه البحر الأحمر على حدود المثلث.. و سيارات عسكرية تجوب المنطقة.. و الأمن المصري يلقي القبض على معدنين سودانيين و يصادر معداتهم.. كل ذلك في تزامن غريب..
· إرهاب مصري في شكل استعراض للقوة جواً في سماء حلايب و بحراً في واجهتها و أرضاً فوق ترابها!..
· تلك قعقعة بالشنان.. و وعيد مقصود مع سبق الاصرار و الترصد، وكأني بعبد الفتاح السيسي يوجه رسالة إلى البشير يقول فيها:- " دعوا التحكيم جانباً.. و تخلوا عن تجديد شكواكم في مجلس الأمن عاماً بعد عام لاستعادة حلايب.. و اقدموا لأخذ حلايب بالقوة، إن كنتم رجالاً!"
· و يبعث البشير بالفريق طه عثمان لتهدئة الأوضاع.. و يتحدث غندور عن أنهم يناقشون مشكلة معدات المعدنين مع الجانب المصري.. و يتحدث عن التهدئة- أي انبطاح هذا الذي يجري باستمرار من جانب النظام السوداني؟! يتحدثون عن اطلاق سراح المعدات و لا يتحدثون وجهاً لوجه مع المصريين عن اطلاق سراح حلايب..
· الحرب لعبة قد يكسب فيها السيسي عدداً من المعارك في بداياتها، و نكسب عدداً منها.. و قناعتي أن مصر سوف تخسر الحرب في النهاية متى أقدم السيسي عليها، أو أجبرنا نحن على الاقدام عليها.. و " لا بد مما ليس منه بدٌّ"!
· أحتار جداً من موقف النظام.. فبعد كل قوة هذي الاستفزازات المتتالية، لا يزال البشير يمد غصن الزيتون للسيسي، و يصرح بأنه لن يحارب مصر بسبب حلايب و أنه سوف يسعى لحلّ المشكلة بالتحاور والتفاوض مع إخوته المصريين.. و يضع الندى في موضع السيف كل مرة.. و يبعث بكاتم أسراره الفريق/ طه عثمان لتأكيد مسعاه في السلام..
· و جاء وصف خبيث للبشير من أحد سفهاء مصر : " البشير راجل طيب!".. و الرجل الطيب عند السفهاء المصريين هو الرجل ( الدلاهةِ ) و ( الدلدول).. و نقول في مثلنا المقابل له ( الطيابة خيابة)!
· قد يبدو الأمر و كأن البشير ( دلاهة) و جبان فعلاً و مرتعش من قوة (نيران) الجيوش المصرية.. كلا و ألف كلا، إن البشير لم يرفع العلم الأبيض أمام المصريين خوفاً منهم بل خوفاً منا نحن حالَ الدخول في متاهات صراع مع مصر .. إنه لا يخاف المصريين إلا من خلال خوفه من استعادة الشعب السوداني لحقوقه بعد انتهاء الصراع الذي لن يكون الشعب بمنآى عنه.. بل في عمقه ضد الغزاة المصريين..
· و لا أرى في الأفق ما يبرر خوف البشير!
· نعم، قد تفَرض مصر الحرب بتطاولها المتواصل.. و الشعب السوداني، لا يسعى إلى الحرب إلا إذا نفد صبره حيال احتلال حلايب، طال الزمن أم قصر.. فحلايب ليست ( طفلة وسط اللمَّة منسية!)!
· حاولت أن أسبر غور الطلعات الجوية للطائرات المصرية فوق حلايب.. هل هي عنجهية القوة أم رسالة تخويف لنا لنكف عن الرد على التراشقات الاعلامية الصادرة من سفهاء مصر؟ فوددت أن أعرف رأي أحد المعارف في الأمر.. فإذا به يأتي باللا متوقع جواباً لم أكن أستهدفه.. " لا نريد أن يأتي أولادنا فطائس من اليمن على نعوش.. بل نريدهم أن يأتوا شهداء من حلايب!"، قالها بمنتهى البساطة.. و واصل عمله..
· لقد أفحمني، و ذكرني بأن السودانيين ( الشرفاء) لا يقعقع لهم بالشنان.. و لم أجد أي انشغال عام بموضوع تحليق الطائرات المصرية، إذن الرسالة المصرية وصلت إلى المرسل إليه و القى بها في سلة المهملات و في ذهنه الجمعي " قول لي جدادك كر!" بينما المصريون يتباهون بأن ترتيب جيش مصر هو رقم 12 عالمياً.. و أنه الأقوى عربياً و أفريقياً..
· و قد قيمت مؤسسة Global Firepower (GFP) قوة ( نيران) الجيوش على مستوى العالم للعام 2016.. و التقييم تم على أساس القدرات المتاحة للأسلحة التقليدية براً و جواً و بحراً.. و يعتمد التقييم أساساً على الموارد المتاحة و المالية و الجغرافيا، بالاضافة إلى 50 عاملاً آخر.. و جاء السودان في المرتبة 71 و مصر في المرتبة 12..
· في اعتقادي أن تقييم الدولتين على أساس العوامل التي أوردتها المؤسسة تقييم مخِّل إذا حاولنا مقارنة قوة السودان في مواجهة قوة مصر بدقة.. فقوة السودان الذاتية ( غير مرئية) بينما قوة مصر الذاتية ( ظاهرة) للعيان.. و ضعف السودان (ظاهر) للعيان بينما ضعف مصر ( غير مرئي)... و بإمكان السودان أن يلحق الأذى بمصر في مجالات عديدة لم ترها مؤسسة (GFP) و لا داعي لذكرها.. و مصر تعلم ذلك.. و سفهاؤها قد يعلمون و يكابرون.. و قد لا يعلمون و لذلك يكابرون.
· و أقتطف أدناه ما أوردته المؤسسة عن القوى البشرية و الدبابات و الطائرات لدى كل من السودان و مصر، دون التطرق للعوامل الأخرى:-
عدد السكان 36108853 نسمة و القوى العاملة المتاحة 20850000 .. و المؤهلون للخدمة 1332000.. و يبلغ سن التأهل للخدمة سنوياً 1045000 .. و الناشطون في مناطق العمليات 111000 .. إحتياطي الناشطين 102500
الدبابات:-عدد الدبابات 330 سيارات مدرعة 415 بنادق ذاتية الدفع 16 مدفعيات مقطورة 750 .. أنظمة صواريخ متعددة الاطلاقات 25
مجموع الطائرات 178 .. طائرات اعتراضية 46.. طائرات هجومية ثابتة الجناح 84.. طائرات نقل 52.. طائرات تدريب 6 .. طائرات هليكوبتر 64.. هليكوبتر هجومية 36 ..
أما بالنسبة لمصر:-
عدد السكان 88487396.. القوة العاملة المتاحة ..42000000 .. العدد المؤهل للخدمة 35,306,000 .. عدد الذين يبلغون سن التجنيد سنوياً 1,535,000.. العمالة الناشطة في الجبهة الأمامية م 470000..
الدبابات:- عدد الدبابات 4,624 .. السيارات المدرعة 13,949.. مدافع ذاتية الدفع 889
مدافع مقطورة 2,360.. أنظمة صواريخ متعددة الاطلاق 1,481.. مجموع الطائرات 1133
طائرات اعتراضية 336.. طائرات هجومية ثابتة الجناح 427.. طائرات نقل 260.. طائرات تدريب 387 .. طائرات هليكوبتر 255 .. هيلوكوبتر هجومية 46..
· أكرر، إن قوة السودان ( غير مرئية) بينما قوة مصر ( ظاهرة) للعيان.. و ضعف السودان (ظاهر) للعيان بينما ضعف مصر ( غير مرئي)..
· و مثلما قال الجيش المصري إبان حرب الستة أيام:- ( فِسينا) في سينا.. فسوف يقول ( فسينا) في حلايب.. ( إن دعا داعٍ للفداء!)..
· و لا نقول:- ( طظ في مصر!) كما قال المرشد العام لتنظيم الإخوان المسلمين الأسبق محمد بديع عبد المجيد.. و لكن نكرر القول:- إن حلايب ليست ( طفلة وسْط اللمَّة منسية)!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة