سحبت الستار لتعرية المسكوت عنه وعن التحديات المتتالية والرؤية التي تصاحب جميع شعب الهامش منذ إندلاع (الثورة المهدية) في ثمانينات القرن (التاسع عشر) وبموجبه تم استئصال وتذييف تضحيات المهمشين الذين يقطنون شرق السودان ورهنوا بدمائهم لدحر الاستعمار الخارجي في المناطق الواقعة عليهم في (قلابات) وغيرها من البقعات الشرقية ومشاركتهم في حرب امدرمان (كرري)،ولكن هيهات يا تاريخ ان كنت صادقآ فتحدث عن المضحين الذين أكتوى جسمانهم بنيران المستعمرين الاجانب ،بل اجهض التواريخ عن تفصيل أدوار المقاتلين (المهدوين) الذين ينهدرون من إقليم كردفان بالتحديد الذين ثاروا من الجبال الشرقية (عباسية تقلي ، ام دورين وغيرها) وتجمهروا في جبل الداير لعقد معركة (شيكان) بالأبيض وقد تم طرد وتحرير كردفان من جميع الغزوات الخارجية ،فالتاريخ لم يكون صريح وأخص المؤرخين والحكومات السودانيين الذين ساهموا في تشويه وتزييف وتحريف فيما كتبوه عن تاريخ السودانيين والمقاتلين المهدويين ،أين تاريخ (رابحة الكنانية) التي نقلت معلومات هامة واسرار مبطنة عن العدوا الخارجي وهي سارت على قدميها لأمكنة جيش المهدي وبلغهم عن تحركات العدوا!.
علاوة على ذلك أين دور التاريخ لأبطال دارفور الذين تحركوا الى امدرمان وهم يسيرون ليلآ على نهار للمشاركة في دحر الاستعمار جماعات وافراد راكبين خيولهم وجمالهم والبعض على الاقدام وكانوا اكثر جيوشا تحركوا من (دارفور بزعامة السلطان علي دينار والخليفة عبدالله التعايشي) نحو كردفان وامدرمان من شيوخ وشباب ونساء حاملات الماكل والمشرب للذين يقاتلون في سبيل الوطن ،واين تاريخ الابطال الذين استشهدوا في معركة (منواشي) الشهيرة؟مع العلم ان تلك المعركة استنذفت دماء وطفى سطح الارض .
أعلموا يايها الشعب الأبي ان هذه الاندثارات ممنهجة ومخططة من قبل الانظمة المدعية (بالعروبة المركزية) التي تكتب عن نفسها (زاتها)القبلي وتتجاهل تاريخ الشرفاء القداما لتلك الدوافع العرقية والعنصرية الذي قسم الشعب السوداني الى (عبدبد ،وأسياد)،(مالكين ،مملوكين)وهذه نتائج ومخلفات المستعمرين الذين ساوموا (الاستعمار) الخارجي وتم استبداله بالاستعمار الداخلي عبر آلية المقايضة العينية بلغة الاقتصاد وهذا في غضون منتصف القرن الماضي لتنفيذ اهداف المستعمرين الاجانب وهذا عبر وسيلة القبض للسلطة والثروة بيد من حديد مع اشتراط السلطة للطبقة العربية التي يذعمها (عمر البشير واجهزته) كزعيم عربي حاكم في السودان بصرف النظر عن انه (رجل دين كان او دولة) وانما زعيم طائفي وعقائدي يعمل كما يشاء بغير حساب بل ويدعموه الدول زات التوجه (العروبي والاسلاموعروبية) لتمكين العروبة على حساب الاخرين الذين يختلفون عنهم في الدين ،اللغة ، الثقافة العرق .
يؤكد ذلك كل الممارسات التي مارستها الانظمة الاسلاموعروبية في السودان لهم توابع احادية (الثقافة ،الدين،العرق)كمعيار أوحد لحكم الاقليات العرب مع الاخذ في الاعتبار التمادي في الاقتتال والاحتراب والاغتصاب والتشريد والتنكيل والاحتراق والتدمير والنهب وهذا تم ف مناطق الهامش من (اقليم جنوب السودان قبل الانفصال ،والنيل الازرق ،وجبال النوبة ،ودارفور ،وشرق السودان) وما زالت تلك المخططات قيد التنفيذ.
لأن الانظمة الاسلاموعروبية التي حكمت وعاقبت بتوالي حزبية عشائرية طائفية عسكرية على السودان لها شعار واحد وهذا الشعار ملكية عرقية وليس حزبية (نحكم بفتح النون ولا نحكم بضم النون) والدليل على ذلك انفصال جنوب السودان في غضونها انزاك لان الحكومة اضطرت لعزل جزء اصيل وعزيز من بلادنا لتقليل الكم الهائل من الافارقة في السودان سيما بوجودهم تذداد الكتلة الافريقية وتنقلب الموازين (والعبرة لا توزن الفأس)كما هو الان يشهده البلاد ،فاختار النظام لعزل هذه البقعة بمساعيه وجرائمه ضد الانسانية في جنوب السودان مما ساعد شعب الجنوب ان يختاروا الانفصال وهذه احدى الخطوط والدوائر المرسومة لاستئصالهم من الشمال.
بنفس النمط اتجه انظار النظام العنصري لدارفور كاقليم تاريخي يتسم بالحضارات والارث التاريخي والموروث الاجتماعي والثقافي ومارست فيها القهر المعنوي والمادي والقتل والتشريد والتهجير والاغتصاب لنساء وفتيات عزل والقصد من ذلك اغتصابهن ليس الحوجة للنساء او حبآ للاغتصاب ولكن الدافع العرقي والثقافي والتوجه القبلي طغى عليهم واجبرتهم لممارسة هذه الظاهرة في دارفور ،ومازالت تستمر في ديدنته لنسف أعراق وثقافات بعينها.
ايضا نمطية الحكومة طبقت في شعب جنوب كردفان والنيل الازرق وأضرت بتلك الشعب وجعلتها تغلي بنيران الانتنوف والسخوي والابابيل تقصفهم الحكومة المدعية بالعربية وما تبطنها إخلاء المناطق زات الخصوصية التاريخية والثقافية والحضارية لجموع شعب الهامش واستبدالهم بمكونات عرقية جديدة تلعب في طاولة النظام واعوانه المقلد على سد الحكم والذي يمارس الاجرام والتشتيت والاقتتال الجماعي (إبادة جماعية) وتطهير عرقي لشعبنا الأبي.
ولكن الحلول الجزرية لهذه المشكلات تكمن في ثقافة قبول الاخر ،ووحدة الهوية للشعب السوداني لتكون( الهوية السودانية) التي اصبحت ٱس المشكلة السودانية والعمل على ارساء قييم الاخلاق والانسانية والابتعاد عن التفرقة والعنصرية والتهميش والهيمنة والجهوية الذي كرسته النظام وبسببها اشعل نيران الفتنة بين المكونات الاجتماعية ،والعمل للاطاحة بهذه الحكومة واجهزتها القمعية لاأحلال السلام ،وخلق دستور يتكامل فيه كل التعدد الديني والاثني والثقافي والعرقي ويكون دائم يسع الجميع ،والعمل جاهدا على نظام حكم فدرالي لا مركزي يتقاسم فيه السلطة وعائدات الثروة بين كل الاقاليم ،اطاحة الحريات العامة والليبرالية الفردية والجماعية بين الشعب السوداني ،ونسعي لوحدة السودان واسترداد ما اخذتها دولة الجوار من فشقة وحلايب وشلاطين ،ونعمل لتقوية المنهج التعليمي ،العمل لفصل المعتقدات عن الدولة لان الدولة للجميع والدين علاقة روحية بين العابد والمعبود ،ونعمل لصياغة هيكلة اجهزة الدولة بمعيار التعدد التي تشمل السودان بكل مكوناته لننهض بوطننا لضمان استقراره ومستقبل اجياله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة