|
Re: هل من حل لأزمة سد النهضة الأثيوبي ؟ بقلم � (Re: د. عمر بادي)
|
الأخ الفاضل / الدكتور عمر بادي التحيات لكم وللقراء الكرام مقالك لا غبار عليه وخاصة والقارئ الكريم يدرك جيدا أن المجال يدخل ضمن اختصاصاتك المهنية والدراسية ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن المواطن العادي لا يحكم على موضوع آثار سد النهضة من منطلقات الخبرة والدراسات ،، ولكنه يحكم من منطلقات الواقع الملموس الذي يراه العين المجردة ،، وبالتالي فالمواطن العادي لا يوفقك الرأي بأن فيضان هذا العام قد فاق معدلات 1948 و1988 م ،، بل فيضان هذا العام كان فيضانا عادياَ بمقياس دون المعدل الوسط .. ولم يكن ذلك الفيضان المهيب الذي أثار الضجة الكبرى كما حدث في فيضانات 1948 و1988 .. وهنا الحديث ما زال عن قياسات العين المجردة البعيدة عن خزعبلات التفخيم الإعلامي .. والناس تعلم جيدا أن قياس فيضانات تلك الأعوام لا يمكن مقارنتها بفيضان هذا العام بأي حال من الأحوال .. وفيضان هذا العام حسب مواصفات رجل النيل العادي هو ذلك الفيضان المتواضع الذي لم يمتطي أظهر الجزر النيلية المتفرقة على النيل .. وفي الكثير من المناطق فإن فيضان هذا العام لم يشكل تلك الخطورة التي تهدد حياة سكان الشواطئ النيلية .. بل نقول أن الكثير من تلك الجزر النيلية التي كانت تغمرها مياه الفيضانات سنويا قد سلمت هذا العام من ذلك النوع من التعدي .. وبموجب الخبرة العادية لسكان الجوار للنيل فإن فيضان هذا العام مجرد فيضان عادي للغاية .. ودون مستوى تلك الفيضانات الكبيرة المعهودة التي تعرفها الناس .. ولذلك نختلف معك كلياَ في استنتاجاتك وتباشيرك .. ولكن هذا الاختلاف لا يلقي كلامك الهام المتوفر في صلب المقال عن سد النهضة الأثيوبية .. ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام لم يشهد الناس القاطنين حول النيل ذلك القدر الكافي من المياه النيلية التي كانت تتواجد في الحوض حول الجزر وخلافها .. بل المشهد الحالي للنيل هو ذلك الجفاف والندرة في المياه .. وقد أصبحت مظاهر الجفاف والتصحر في عمق حوض النيل أمرا عاديا في السنوات الأخيرة .. والإنسان العادي الذي يحكم على الأحوال من منطلقات التجربة والخبرة لا يعرف الأسباب الحقيقية لتلك الظاهرة .. البعض منا يجتهد ثم يرمي رميات الاتهام بأن سد النهضة هو السبب أولا وأخيرا .. والبعض الآخر ينفي تلك التهمة ليقول أن الظاهرة قد تدخل ضمن تغيرات البيئة التي ينادي بها علماء البيئة .. وحيث ارتفاع درجات حرارة الأرض .. ومهما كانت الأسباب الجوهرية فإن الأمور الحالية للنيل غير عادية إطلاقاَ .. وهو ما يراه رجل النيل العادي الذي يعاشر النيل منذ آلاف السنين .
|
|
|
|
|
|