07:19 PM March, 08 2016 سودانيز اون لاين
عبدالرحمن إبراهيم محمد -
مكتبتى
رابط مختصر
هذه قصيدة تنشر لأول مرة كاملة. فقد نشرت منها بعض أجزائها فقط، لأننى كنت أحتفظ بها كاملة لنشرها كجزء من كتابى بنفس العنوان "إعــتـذار واجـب لــكـل إمــرأة ســــودانــيـة". ولكننى اليوم فى هذا العيد العالمى ليوم المرأة رأيت الإلحاح على نشرها وقد تكرمت بعض شاباتنا بنشر تلك الأجزاء التى نشرت منها من قبل على صفحات "الفيس بوك".
واليوم بمناسبة اليوم العالمى للنساء، ونزولا عند رغبتهن، أنشرها كاملة. وكنت قد كتبتها حينما تبارى بعض سفراء السودان فى التغزل بوزيرة خارجية دولة موريتانيا المتزوجة دون مراعاة لمتطلبات الإنصياع لأوامر الله ولا مشاعر زوجاتهم وأسرهم ولا حرمة بروتوكولات وزارة سيادية ولا إحتراما لشعب كريم يفترض فيهم أنهم يمثلوه. فـقد تباروا بالتشهير بإمراءة متزوجة أولا ومسئولة سيادية فى بلادها المحافظة ثانيا. فما راعوا حقها كإنسانة مالها فى كونها أنثى يد؛ ولكنها وقعت فى إنتباه مجموعة من المهووسين. فلم يراعوا لها أو لزوجها وكرامته، ولا أهلها وعشيرتها التى عرضوها للتجريح والإساءة الإجتماعية البالغة؛ مما يعرف عن أهل تلك الديار. وماتفكروا لحظة فى كل التداعيات الكارثية لمغامرتهم تلك التى يتحرج منها حتى المراهق الأشر. فرأيت فى ذلك مالم يره غيرى، كما يبدو. رأيت سـقوطا مـؤلما على خمسة عشر صعيدا خلفها ذلك الـفعـل الشائن.
وأنا حين أكتب ما يستتبع من سطور لا أفعل ذلك نكاية بأحد منهم أو تشفى شخصى فيهم. فأنا لا أعرف أحدا منهم، ولم تشأ الأقدار أن أعرف شيئا عن أخلاقياتهم ومثلهم. ولكنى أعالج فعلا إجتماعيا أتوه نهارا جهارا وعلى رؤوس الأشهاد. بل بالغوا فى إذاعته ونشره وبثه عبر وسائط الإعلام فى كل أرجاء الدنيا وأصقاع الأرض. وعليه فإن ما أكتبه يسعى لأن يبين فداحة الفعل وشائن التعاطى معه، حتى ولو كان ذلك خطأ غير مقصود، أو أنهم لم يتدبروا توابعه وإسقاطاته. فإن الرجل العاقل يفترض فيه أن يزن أفعاله قبل الإتيان بها. وتلك حكمة يجب أن يتحلى بها كل الرجال ناهيك عن من هم فى مقامهم من مسئولية ومناصب حساسة. لذا فأنا أعالج الأمر كظاهرة إجتماعية سيئة وخطاء أخلاقي فادح وجرم ديني بين وجرح نفسى ممض، ناهيك عن من أتى به؛ وإن كان من أتوا به أوجب للمحاسبة والمساءلة. فهؤلا يتوقع منهم الحكمة والوعى والحصافة والإتزان.
فعلى الصعيد الأول رأيت كيف تدوس مراهقة الشيوخ تلك على أوامر الله عز وعلا وتعاليم رسوله الكريم (صلى الله علية وآله وصحبه وسلم) رغما عن أنهم يمثلون نظاما يدعى رفع لواء الإسلام بضجيج غير مسبوق. فكيف لنا أن نثق فى صدق نوايا هؤلاء القوم وهم يتمشدقون بأنهم يمثلون دولة "لا إله إلا الله" و "هى لله". فالله قد حدد بوضوح حرمة التشبيب بالنساء وإفشائه وإذاعته. وقد إستشهد العلماء بقول الله عز وعلا فى سورة الأحزاب الآية 58 "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد إحتملوا بهتانا وإثما مبينا". وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إذاعة وصف الزوج لزوجتة. فكيف بهؤلاء يصفون مفاتن إمراءة متزوجة. وقد ذكر بحر علوم الشريعة موفق الدين بن قدامة: بأن "التشبيب بإمراءة معينة والأفراط فى وصفها حرام بإجماع". وقد وافقه جمع العلماء بأن التشبيب غزلا فى إمراءة غريبة محرمة على المتشبب حرام قطعا، لما يجره من إيذاء لها ولأهلها وهتك خصوصيتها والتشهير بها وجعلها موضع القيل والقال.
والصعيد الثانى الذى أجرموا فيه هـو حقها كإنسانة متميزة حققت نجاحات أهلتها لشغل موقع سيادى بكفاءة. فجردوها من كل ذلك وشـيئوها كمبتغى حسى وتجسيدا لأنوثة تثير فيهم غرائز رجال ظلوا على مراهقتهم منذ أن بلغوا الحلم. فكما رأت صحيفة "السراج" الموريتانية أن قصائد التغزل بالوزيرة الشابة كان "تصرفاً غير لائق ومهين، و... رؤية دونية للمرأة التي جاءت تمثل بلدها". بل كما قالت الصحيفة "أنه من غير اللائق وفق الاعراف الدبلوماسية والحركات النسوية العالمية أن تتحول سيدة تقوم بتمثيل بلادها إلى مجرد إمرأة مثيرة لغرائز اللوعة والوجد." ولكن الدبلوماسيون المراهقون ما رأوا أن فى فعلتهم تلك إحتقارا للمرأة وإغتصابا نفسيا ومعنويا لها. ومافكروا لحظة، من وهم شبقهم المسرف تزييفا، كيف يكون وقع ذلك على نفسها، ومدى أساها وتجريح مشاعرها وهمها فى التعامل مع زوجها وأبنائها وأهلها وزملائها ومرؤوسيها، كما سنرى فى الآتى من تحليلنا.
وفوق ذلك فقد خالفوا شرع الله فى ذلك بتجريد المرأة من أدميتها المتساوية مع الرجل التى كرمها الله بها إذ قال فى الآية الأولى من سورة النساء: "يا أيها الناس إتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا ونساءا واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا". وأضاف المولى عز وعلا إكراما للإنجاز غض النظر عن الرجل والمرأة فى الأية 97 من سورة النحل: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون". وفى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذى رواه أبو داؤود تأكيد لهذه المساواة والتقدير: "إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم". فكيف بهؤلاء لايرون فى المرأة إلا جسدها ومفاتنها التى نهى الله عن النظر إليها تلذذا بهيميا وتشيئا لها؛ وقد ساواها الرسول فى أبعاد إنسانيتها وآدميتها بالرجل وجعلها صنوا له؟
والوزيرة المظلومة مالها يد فى أوهام عشعشت فى عقولهم كنظرة دونية لكل إمرأة -- لايرون فيها غير أنوثتها الحسية، فيجردونها من عقلها المفكر وإنسانيتها المتفاعلة. وهى نظرة أجملها الفيلسوف الفرنسى فوكو فى أن مفهومى الجسد والجنس فى حقيقتهما نتاج ثقافة-حضارية، وليس ظاهرة طبيعية، وهدفها المعرفى هو سيطرة القوة على الجسد بإخضاعة فى وداعة إستكانة مذلة، وبالتالى ضمان نمو تلك القوة وتمددها إعتمادا على تلك المعرفة والتى تبسط لها القوة الفرصة للتمدد. فتظل العلاقة بين المعرفة والقوة علاقة تبادلية تنمى كل منهما الأخرى فى تمدد إضطرادى. وهى فى رأيى ممارسة لتلك الأيدولوجية المترسبة فى اللاوعى فى مسعى الرجال، الذين يتمتعون بسلطة القهر والإخضاع، لإثبات قوتهم، بما لهم من صلاحيات ثقافية-حضارية فى المجتمع، بتحديد مكان المرأة وتعريفها ودورها بما يخدم أحساسهم بالتفوق والسيطرة. فـفى حالة هؤلاء السفراء، فإنهم من صنف ذلك النوع من الرجال الذين لاتعنيهم مشاعر المرأة. يتباهون برجولتهم الزائفة على حساب كل أنثى – ماهمهم. وهم فى واقع الأمر يعانون من أعراض مرض نفسى خطير يسمى "الممارسة السرية العقلية". وهى من ضروب استبطان المراهقة ونزواتها، وإندغامها فى الكيان والشخصية والميول.
والصعيد الثالث الذى أجرموا فيه هـو حق زوجها المكلوم الذى إرتبط بها. ولاشك أنه تأذى من تشبيب الرجال بعرضه وزوجته التى صارت فى كنف رباطهما الزوجى المقدس. فلم تطرف لهم طرفة. ولم يفكروا حتى فى كيف يمكن أن يكون وقع ذلك الأمر عليه. فكيف بالله عليكم أن يستمرئ هؤلاء العصاة التغزل فى إمراة متزوجة؟ أيرضون ذلك فى نسائهم أو بناتهم؟ فإن لم يرضوه، فلم يفعلوه فى نساء الرجال؟ وإن رضوه فقد وقع فيهم حكم الإسلام ورسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه: "لا يدخل الجنة ديوث". أوكانوا يقبلون لو تغزلت زوجاتهم فى وزير خارجية المغرب أو إثيوبيا؟ إذا، كيف أتو بذلك الفعل؟ وهو مخالفة بينة للشرع لا لبس فيها؛ وهم الذين يمثلون دولة تدعى إقامة دين الله فى الأرض! فكيف تسمح لهم أنفسهم ودولتهم بإنتهاك حرمة إمرأة مسلمة محصنة؟
وقد نهى الله سبحانه وتعالى حتى عن النظر إلى النساء، خاصة المتزوجات بنصوص صريحة لا لبس فيها ولاغموض. وقد عز القائل فى الآية الثامنة والثمانين من سورة الحجر: "لاتمدن عينيك إلى مامتعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم وأخفض جناحك للمؤمنين". وأكد ذلك مرة أخرى فى سورة طه فى الآية العشرين "ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى." صدق الله العظيم.
وهـؤلا لم ينظروا فقط بل تمعنوا وتفحصوا وتغزلوا فى مفاتن تلك المرأة فى إغـتصاب معنوى؛ ضاربين بعرض الحائط قول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه؛ وقد وقع عليهم حكم الزنا بذلك، كما رواه أبو هريرة فى قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب على ابن ءادم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فالعين تزني وزناها النظر." وقد نصح خله ورفيق دربه وأبن عمه الكرار على، كرم الله وجهه، قائلا: "يَا عَلِيُّ لا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَة"ُ
ومن عجائب الأمور أن الذين يشمعلون فى جلد الفتيات وإهانة النساء بأنهن لا يرتدين الزى الشرعى صمتوا صمت القبور على هذه الفعائل الشائنة. فما سمعنا من يتنطعون بحماية الفضيلة وشرع الله يتفوهون ولو بكلمة تستنكر إشاعة ذلك الحرام من القول والنظر والتشبيب. ولم ينبس أدعياء الدين ودعاة الفضيلة والطهارة ببنت شفهة. ولو شاءت الأقدار وكانت المتغزلة إمرأة لقامت الدنيا ولم تقعد وأهدرت أطنان الأحبار فى إصدار الفتاوى والمقالات لإنعدام الحياء وإنحطاط النساء والفسق والفجور. وفى تدبيج الخطب من على المنابر تنعى لنا التراث والعفة والطهر.
والأدهى من ذلك كله أن أحد القائمين على أمر الدين فى العالم بأسره وهو مدير إدارة المنظمات الدولية بالأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة جاراهم فى فعلتهم بنظم منه. ومن المحزن حقا أنه، بحسب إفادة بعض أجهزة الإعلام التى نقلتها المواقع ألألكترونية، أنه أرسل قصيدته تلك "سرا إلى وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولى الموريتانية وأوصى أن تبقى قصيدته طى الكتمان."! فيا للأسف! فبدلا عن أن يقوم بتقريع المتشبيبين كواجب دينى ويصدهم عن فعلهم المحرم ذاك، جاراهم وفاقهم بأن بعث بقصيدته إلى المتشبب بها شخصيا. ولكن ليس مستغربا منه أن يفعل ذلك وهو واحد من بطانتهم وعصبة نفاقهم. أليس فى فعلته تلك إغواء وغزل ومراودة عاطفية يرفضها الشرع ويستهجنها الضمير وتأباها الرجولة والشهامة والنخوة؟ فقولوا لى بربكم كيف يمكن أن يؤتمن مثل هذا على أمر الإسلام على نطاق العالم كله؟
وتزامن ذلك مع موجة كانت قد إرتفعت فيها الدعوة إلى أن "زواج الموريتانيات أحلى زواج" و "زواج المغربيات أحلى زواج" و "زواج الألمانيات أحلى زواج"... وكل نساء الأرض تمجيدا لهن ماعدا السودانيات، عزنا و فخر بلادنا. فكانت تلك المقالات والقصائد سبرا لعمق دور المرأة السودانية التاريخى والإجتماعى والإقتصادى و السياسى والثقافى والفنى والأدبى، ومضاهاة ذلك بالتاريخ الإنسانى والدين الإسلامى والتحليل النفسى المجتمعى. وفى تلك المقالات والقصائد، التى أنتوى نشرها فى كتاب كما ذكرت، تحليل للتبخيس المتواصل للمرأة السودانية والإساءة إليها وتجريحها وإهانتها وتجريدها من إنسانيتها، فى الوقت الذى يتنامى فيه قدرها وهى تتقدم الصفوف فى عطاء مميز وتجرد. ولكننى اليوم أكتفى بهذه القصيدة إلى أن يأذن الله بنشر المخطوطة؛ متمنيا أن تتملك نساؤنا الثقة فى أنفسهن وعزتهن وجلال قدرهن وتقديرنا لهن فى هذا اليوم الذى يحتفى فيه العالم بيوم النساء العالمى. وما هذه إلا مجرد تعبير عن ذلك التقدير لأمهاتنا وزوجاتنا وإخواتنا وبناتنا، لهن العزة والمجد.
___________________________
إعــتـذار واجـب لــكـل إمــرأة ســــودانــيـة
----------------------------------------------
عـزيزاتى أسـوقُ أسـاىَ معذرةً ولبُ القلـبِ مُنـْفـطـرُ
أُغـالـِبُ دمْـعَـةً حـَرَّى تـؤكـدُ أن الـعـقـلَ مُـنـشَــطِــرُ
دركا تدَنـَّينا وأرْضُـنا انقسـمـتْ ونارالحَـربِ تسْـتعِـرُ
وسُــودانُنا فى كلِ المحافـلِ فاشـلٌ، وجـهٌ كالـحٌ كـدِرُ
والعـارُ يكـْسُــونا بهِ سُـفـَراءُ ســوءٍ خَـيـرُهُـم ضَـررُ
وفـودُ تـبريـرٍ لـلقـتـلِ والـتـعـذِيــبِ دورٌ خـَائِـنٌ قـذرُ
سـاقِطُ القـولِ شِـيمَتهُم وجرائِرُ الإسـفافِ غَيرَهُ كـُثـُرُ
فـُجُـورُ فـِعـالٍ لا حَـياءَ لـهـم وشِـعـرٍ شَـابـهُ الـعُـهْـرُ
مَـرضَى دواخِلـُهم بتـشْـبـِيبٍ وفـُـسـقٍ عافـهُ الشـعـرُ
يزدَرُون كِـتابَ اللهِ معـصــيةً وإنكاراً لما به أُمِـروا
حـرامٌ قـولهم شرعا نهـتْ عن فِعلِهِ الآياتُ والسـورُ
لا تـمـُدَّن عـينـيكَ إلى مامَـتعـنا به" قالـتِ الحِـجـرُ" 1
وطهَ و"ما مـتعـنا به أزواجـاً" لـدُنيا حَياتِهـمْ زَهــرُ 2
حَـدُ الفضح والتشْهيرِتعـزيرٌ وعليهمُ الجلدُ والزجـرُ
فـَخـياتِى لبـِنطـالٍ جُـلِدنَ أذىً بظـُلمٍ صَاغَـهُ القـهـرُ
فاقتْ وَضَـاعتهُمْ قاعَ حضيضٍ كُلَّ ماغاصَ ينحدرُ
يـَنـْسِون من بـَطـرٍ فى العـيشِ شـَعـباً نـاشَـهُ الفـقـرُ
فى بلـدٍ يَـمُـوتُ الناسُ جُـوعاً وكم أفـنـَاهُم العُـسْــرُ
لابـؤسٌ يُحَـرِّكـُهم قلـُوبٌ من جُـمادٍ صَـلدةٌ صَخْــرُ
أخـلاقُ رِعَاعٍ ولـفـظٌ عـنهُ ينـأى الـفـاسِـقُ الأشِــرُ
مُـرَاهَقةٌ تأذَّى من خَـطبِ وقـْعَــتِها الأبناءُ والأُسَـرُ
ياويـلَ زوْجَـاتٍ وفـَينَ لهُـمْ أهانـُوهُـنْ وماشَعـرُوا
أدْموا لهـُنَّ كرَامةَ الإحسـاسِ تجـريحاً بما نشـرُوا
قـلبى عَلـيْـهـِنَ أسـىً، كـَسْــرُ الكرامَـةِ مالهُ جَـبْـرُ
كـمْ سَـهـِرنَ طِوالَ ليالٍ ملـؤَها الإحْبَاطُ والضَجـرُ
حَـرقُ الحَـشـا ونـزفُ دُموعٍ بطـولِ اللـيل تنهـمرُ
يخـفـُونُ بالـتشْـبـِيـبِ أسـرارَ الخِـباءِ وكـُلـُّها وِزْرُ
كـحُـكـمِ العـظـمِ فى العذرىِّ: عـجـزٌ زادهُ الخَـوَرُ 3
سـفاسـفةً لاضَـمـيرَ لـَهُـم بعـِنـةِ فكـرٍ مالها عُـذرُ
خِـدجُ الحِـجَـى بلْ عُـمْىُ الـبصِـيـرَةِ مالـَهُم نـَظـرُ
نـَضـارُ البانِ فى بلـَدى وهُمْ يَسـتهْويهُـمُوا العُـشرُ
لا تحْزنَّ خَـيَّاتى فـَهُمو الهوامُ والجُرذانُ والحَشَرُ
وغباءٌ تآذت من صُمخِه البُغْلانُ والحُمْرَانُ والبقرُ
لك يا بنت مكـناس معذرة فأهلـُك العُلماءُ والخِيَـرُ
وأنتِ فى حِفظٍ يابنتَ الكرام وصَونٍ أصله الطهرُ
فـرَبْـعُ شـنـقــيـطَ دارُعـلـمٍ وهــدىً ومَـابـِه غَــدْرُ
خِزيًا تـَنطـَّع السَـفهاءُ مِنـَّا فجـئناكُـمُ للـدارِ نعتـذرُ
نـَرُومُ الـصَـفـحَ إذ قـدْ ذاعَ قِـيـحُ الـقـولِ والخـبـرُ
لـكـنْ ماهـَمَّـنى أبـَداً إن كـُنـتِ فاتـنةً أو للدُنا بـدرُ
أو نـَفــرٌ تـغـَزَّلَ فـيـكِ شـعراً مـمـن دِيـنـُه المَكـرُ
فـَنِسـاءُ قـوْمى لامَـثـيـلَ لَهُـنْ بـِهـِنَّ العِـزُ والفخـْرُ
ووطنى أحَبُ إلىَّ من روحى فَدَاه القـلبُ والبصرُ
لبنـَاتِـنا شَهـِدتْ بناتُ الحـورِ وأمَّنَ الجـنُ والبشـرُ
بهـِنَّ تـَغـَّـنتْ طيورُ الشـوقِ ألحاناً وصفـَّق النهـرُ
وكخَطوِهِنَّ ارتـَقى رقصُ الفـراشِ فأيْنـَعَ الـزهـرُ
واحتذتْ من سَـنا أرواحِهِّن بريقها الأفلاكُ والقمرُ
جــمالُ مَـفـَاتـن قِـدٍ وسـحـرُ لحـاظٍ زانـَها الحَـورُ
أجَـلُّ إناثِ الأرضِ خَيَاتِى وكـُلْ ما أنْجَـبَ الدهـرُ
قاتـَلنَ العِـدى عَـبرَ الزمانِ ودوماً حَـفـَّهُـنْ نـصـرُ
قـَاومْنَ الطُغاةَ مضاءةً ماشـابَـهُنْ خَـوْفٌ ولاذُعـرُ
حَفِظنَ تراثًا للورى مَثلاً تزهوبه الأمجادُ والعِـبرُ
بعزمٍ زَرَعْنَ بلاداً رَوتها الأنهارُ والآبارُ والمطرُ
دأباً عَـمِلنَ بليلٍ وإصباحٍ ما عاقـَهُـنْ بردٌ ولاحـرُ
وكمْ أجْيَالاً رَعَينَ بحِـنكةٍ فحارتِ الآسادُ والنـُمُرُ
نشدن مراقىٍ للمعارفِ والعُلومِ عُلاً فأذعَن القدرُ
الطبُ بالجَهدِ دانَ لهنَّ والإعِمارُ والتعدِينُ والفِكرُ
طرَقنَ بحُورَ النظمِ إبداعًا وانثالَ من إقلامِهنْ نثرُ
ياباسِقاتَ النخلِ مُثمرةً بكـُّن تـَزَّينَ الطلعُ والتـمرُ
ويانـَديَّاتَ اللـِّين سَامـقة أنـتـُنَّ حَـقا للمُنـتهى سِدرُ
فكل نساء الأرض أحجارٌ وأنتُـنَّ الياقوت والدررُ
---------------------------------------------
سورة الحجر - سورة 15 - آية 88 -1
"لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين"
2- سورة طه - سورة 20 - آية 131
"ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى"
3- إشارة إلى كتاب صادق جلال العظم الذى طرح فيه رأيه فى شعر الغزل: فى الحب والحب العذرى
--------------------------------------------
عبدالرحمن إبراهيم محمد
بوسـطن الولايات المتحدة
27 مارس 2010
أحدث المقالات
الترابي مات.. أم قتل..؟ بقلم الطيب الزين ورحل والدي في صمت !! بقلم خضرعطا المنانتفسيرات أخرى للعنف ضد.. المرأة (1) بقلم رندا عطيةالى وزير الصحة السودانى ادوية تباع من خلال شاشة التلفزيون بقلم محمد القاضيمستقبل الحشد الشعبي بعد انتهاء داعش بقلم حمد جاسم محمد/مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجيةحسن الترابي: هل أصاب الناس الإعياء منه؟ بقلم عبد الله علي إبراهيمظاهرة درمة ..!! بقلم الطاهر ساتيغياب غير مبرر..! بقلم عبد الباقى الظافرثم ماذا؟؟ بقلم أسحاق احمد فضل اللهوبقيت النبوءة !! بقلم صلاح الدين عووضةحق اللجوء واللاجئين . قوانين مثالية، وواقع مرير اعداد د. محمود ابكر دقدق/استشاري قانونيي وباحثيوم في حياة إمـرأة بقلم احمد حسن كـرار لا خير في أمة تموت بموت رجل بقلم كمال الهِديفي ذكرى يوم المرأة العالمي (8 مارس 2016) المرأة كاملة عقل... ما بين عالم الغيب والشهاده الترابى يحكم السودان ! بقلم ياسر قطيهالصورة والحقيقة بقلم حسن عباس النورفي اليوم العالمي للمرأة ... ايها الرجال أحبوا المرأة أمكم بقلم ايليا أرومي كوكوالهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية بقلم د. مصطفى يوسف اللداويألا ساء ما فعلوه: عينوه رئيساً للجامعة وهم يعلمون أنه مزور!!! بقلم الدكتور أيوب عثمانوطن من الذكريات بقلم حيدر محمد الوائلي