|
Re: حق الطبيب في العمل والحياة كإنسان بقلم عم� (Re: سيد عبد القادر قنات)
|
• الحديث من القلب إلى القلب للأبناء والإخوان والأخوات من الأطباء .. ومنذ استقلال البلاد والمجتمعات السودانية تفتخر بالابن الطبيب السوداني .. والابنة الطبيبة السودانية .. وتلك ظاهرة متمكنة في المجتمعات السودانية .. فمجرد أن يكون الطبيب سودانياَ فذلك يفرح ويسعد المواطن السوداني .. ومجرد الطبيب ابن القرية يفرح أهل القرية .. ومجرد الطبيب ابن العشيرة يفرح ويسعد العشيرة .. وفي الداخل والخارج فإن الطبيب السوداني أو الطبيبة السودانية يمثل ذلك الذخر والمفخرة لكل أفراد الشعب السوداني .
• ثم هنالك الإشكالية القائمة بين النظام الحاكم والأبناء الأطباء الذين هاجروا من البلاد بكثافة لا مثيل لها .. والأسباب معروفة للشعب السوداني .. حيث تلك الهيمنة لنخبة حاقدة في نظام ( الإنقاذ ) .. تلك النخبة الخبيثة التي فرضت معيار الموالاة للنظام شرطاَ في التواجد داخل البلاد .. فالطبيب الذي يريد أن يتواجد داخل الوطن ليخدم المواطن السوداني عليه أن يركع ويسجد للنظام القائم ويميل الهامة بالسمع والطاعة لنظام ( الإنقاذ ) .. وإلا فهو ذلك المعارض المنبوذ المطرود الغير مرغوب في السودان .. وحتى لو تجرد ذلك الطبيب وكان بريئاَ من قذارة السياسة والسياسيين ولا ينتمي لأية جهة من الجهات السياسية فهو ذلك الملفوظ جملة وتفصيلاَ .. وتلك من مهازل هذا الزمن الذي فرض كلاب الساحات أن تتولى زمام الأمور .
• ومع ذلك فإن الطبيب السوداني هو أفضل من المواطنين الآخرين في السودان .. حيث يملك ذلك المؤهلات المطلوبة في الخارج .. وفرصته أعلى كثيراَ من فرص أي مواطن آخر .. ولذلك فهو محظوظ بذلك القدر .. فهو ليس بالضرورة أن يتواجد في سجن البشير ونخبته .. بل عليه أن يجتهد بكل السبل ويغادر البلاد تاركاَ باقي الشعب السوداني في جحيم البشير .
• ولكن هنالك لوم وعتاب على الطبيب السوداني وعلى الطبيبة السودانية .. فمنذ استقلال البلاد وهذا الشعب يعاني من قسوة الظروف والأوجاع ,, وبنفس المنوال يعاني من الأسقام وفوق الأسقام يعاني من تكاليف العلاج والفحوصات والأدوية .. وقد لاحظ الشعب السوداني أن الأطباء السودانيين الذين يعملون في داخل البلاد رغم أنهم أذكياء ونبهاء وأنهم ثروة تفتخر بها الأمة إلا أنهم إطلاقاَ لا يبالون كثيراَ بأحوال وظروف الناس في السودان .. ولا تهمهم كثيراَ ظروف الفقراء والمعوزين الذي يشكلون السواد الأعظم من الشعب السوداني .. حيث هو ذلك الطبيب السوداني الذي يجاري الغلاء بالغلاء وهو مثل أي تاجر من التجار .. والمعروف أن رسوم الكشف الطبي ورسوم الفحوصات وقيمة الأدوية قد تضاعفت آلاف المرات منذ استقلال السودان بنفس منوال التجار .. وعندها يسقط ذلك الطبيب الذي يفترض أن يمثل الجانب الإنساني في حياة الناس .. ومجتمع العاصمة السودانية لم ينسى إطلاقاَ وقفة ذلك الطبيب المشهور في شارع الحرية .. ذلك الطبيب الذي وضع اليافطة المشهورة ( الكشف مجاناَ للمواطنين في أيام الجمعة ) .. تلك اليافطة التي ظلت منذ خمسينات القرن الماضي .. وهو طبيب فيما نظن كان أجنبياَ وقد يكون متجنساَ وكان يتدين بالدين المسيحي .. ولقد أحبه الشعب السوداني لتلك الوقفة الكريمة النبيلة .. كما أنه أحب الشعب السوداني . ونحن هنا لا نريد أن نشهر بذلك الطبيب ولا نريد أن نذكر اسمه حتى لا يخرج الموضوع عن المسار والهدف .. فماذا يضير الأبناء من الأطباء السودانيين أن يكونوا بذلك النبل والشهامة والعرفان .. وأن يجعلوا الكشف الطبي مجاناَ للمعوزين والفقراء مرة واحدة في الأسبوع أو مرة واحدة في الشهر أو مرة واحدة في السنة ؟؟؟ .. وكذلك ماذا يضير المشافي السودانية لو أنها خصصت يوماَ بالمجان دون أي مقابل من حيث الفحوصات والأدوية والعلاجات ؟؟؟ .
• أما الطبيب السوداني الحالي فهو رغم أنه يمثل المفخرة للمواطن السوداني إلا أنه يمثل ذلك البعبع المخيف والكابوس الذي يتمثل حين تحكم الأقدار بالأسقام .. حيث أوجاع المرض مع أوجاع الرسوم المبالغ لدى الأطباء والأخصائيين ،، مع أوجاع الفحوصات العالية مع أوجاع الأدوية الغالية .
|
|
|
|
|
|