|
فيما المفسدون يموتون من التخمة: مأساة مواطن قرر الانتحار أمام مكاتب صحيفة الوطن!
|
عندما يتحدث المواطن عادل سيد أحمد
«الوطن» اتصلت بالمباحث .. والسلطات تحاول إثنائه «مدني» يقرر الإنتحــار أمام مكاتب الصحيفة ..!
فتحت خطاباً معنوناً لشخصي الضعيف.. وكان ذلك ليلة الاحد.. من هذا الاسبوع.. فوجدت كلاماً مؤثراً جداً من مواطن يسكن بالكلاكلة.. من اهالي عطبرة.. اسمه مدني... جعلي... اهله بعطبرة... نفس حيكم ياسامية..! له من الابناء والبنات 13..! 7 اولاد و6 بنات اولاده وبناته.. متفوقون.. من اوائل طلاب الولاية... وقد تم تكريمهم، كطلاب متفوقين..! منهم من يدرس بكلية الطب.. ومنهم من يدرس الهندسة.. وقانون.. ولكنهم تركوا الدراسة.. بسبب مأساة والدهم.. حيث كان يعمل.. بعرق الجبين، وكد اليمين. ولكن، مصدر الرزق انقطع.. حيث ذكر «مدني» ان مدير ادارة الاسواق لوحدة بحري انتزع منه «الخيمة» وهي خيمة مصدق بها من قبل معتمد بحري احمد ابوسن بتوصية مستشار رئيس الجمهورية «آنذاك» د. الطيب ابراهيم محمد خير. الخيمة كانت في شارع الكنيسة، بقرب المدرسة الانجيلية.. في سوق بحري.. فقد الرجل مصدر رزقه، الذي يسد به رمق «13» نفساً بشرية.. أولاد وبنات.. فلذات كبده! بحجة ان القطعة «مميزة» وانهم سيعوضونه في مكان اخر. مدني.. لم ييأس.. حتى تم تعويضه بموقع آخر.. اسمه نزل في الكشف الاول.. ولكنه لم يجد اسمه في «الكشف الثاني» انقطع الامل..! والمعاناة تضاعفت.... وعلى لسانه ، فإن الاولاد والبنات... تركوا الجامعة.. وتدهورت علاقتهم بالتعليم..! حيث قال: «أ رسلت الاولاد إلى عطبرة... بعد أن فشلت في توفير متطلبات حياتهم».. دب اليأس داخل «مدني»... واغلقت كل الابواب في وجهه.. وفي نهار رمضان... والكلام لـ«مدني».. يوم الاحد الماضي.. نزلت بعد الكبري «جنب البحر»... وقررت «الانتحار»..! ولكن.. فجأة... قلت لنفسي: لماذا لا أحاول مع جريدة «الوطن»... وفعلاً حضرت إلى مكاتب «الوطن»، بعد شراب المويات.. بالفعل... ترك لي المواطن «مدني» خطابه... مهدداً بالانتحار، إن لم تحل مشكلته... مخاطباً عبر «الوطن» وزيرة الشؤون الاجتماعية... ووالي الخرطوم..! وقد حدد الساعة الثانية من ظهر الاثنين موعداً للانتحار... قرأت الخطاب... وأحسست بالمسؤولية القانونية فاتصلت بمدير المباحث... ومدير الجنايات بولاية الخرطوم.. ارسلوا عربة دورية تابعة للشرطة.. احضرت المواطن «مدني» من الكلاكلة في ساعة متأخرة من ليلة الأحد..! تحرى معه عقيد.. تعاملوا معه بطريقة كريمة.. ووعده بالمساهمة لحل قضيته. وحتى كتابة هذه السطور، فإن المواطن «مدني»... ينتظر ان تحل مشكلته.. وقد قال لي في اخر كلماته معي: «اليأس والاحباط... دخلا نفسي... وياناس... هل ممكن اشوف اولادي امامي: منهم من يبكي، بسبب الجوع، ومنهم من اصابه العمى بسبب فقر الدم، ومنهم من ترك الدراسة». ثم ختم كلامه قائلاً: اعيش عشان شنو؟!! http://www.alwatansudan.info/index.php?type=3&id=3863&bk=1
|
|
|
|
|
|
|
|
|