الكل ضالع ومتواطئ ـ يا أيها الكودى المستنير ـ فلا تستثنى أحدا!

Quote: لا أعتقد أن الأمر بهذه البساطة و السطحية..فنحن لن نستطيع أن نعمم تجربتك الفردية و الخاصة على وطن بحالو و ذلك إن خلصت هذه التجربة من هذه الشوائب العنصرية التي يمارسها الإستعلائيين الشماليين تجاه بقية العرقيات في السودان.. و أنا أتشكك في أن تكون تجربتك هذه مبرأة من تلك العيوب. لا أعتقد أيضا بإنني في حاجة إلى حشد الأدلة للقول بأن قبائل الشمال -جعليين و شايقية و رباطاب و دناقلة و ألخ- مارست الإستعلاء على بقية التكوينات العرقية الأفريقية الأخرى، بل و عملت على تهميشهم طوال التأريخ بتسخير الثقافة العربية الإسلامية من أجل ذلك. إستبعاد هذه المجموعات -المجموعات المهمشة-من معادلة الحكم في السودان واضحة و ربما تكوني إنتي شخصيا ممن يبررون لها على أساس لا يجوز أن يحكم السودان الذي غالبيته من المسلمين بواسطة مسيحي جنوبي، لا أسمي هذا سوى التهميش و الإستعلاء على أساس الثقافة الإسلامية، فالدين أيا كان لا يجب أن يعطيك ميزة الإنفراد بالحكم. نحن أمام حكم شمالي منذ الإستقلال. لماذا؟ أليس من بين الجنوبيين المسيحيين رجل رشيد؟ إجتماعيا الصورة أكثر وضوحا حيث لا يزال حتى لحظة كتابة هذه السطور التمييز ضد هذه المجموعات المهمشة يمارس بصورة واضحة في قضايا مثل الزواج و المصاهرة و التقسيم الإجتماعي للعمل و حتى في توزيع الثروة غير العادل، حيث يمكننا أن نذكر المئات من رؤوس الأموال الشمالية بسهولة لكن ربما يصعب الأمر بالنسبة للمجموعات المهمشة، و يا ريت لو تدعمي حوارنا ده برأسمالي جنوبي واحد.....لا أتوقع أن تغرقي في شبر الموية بتاعت إدانتهم-الجنوبيين-و إنو المسألة تتعلق بكسبهم. تصفية الحساب مع الفنان الكبير البروفسير خالد كودي يجب ألا تعمي الأبصار عن فظائع ترتكب في دارفور و أرتكبت في الجنوب و جبال النوبة على آياد شمالية آثمة. الموقف الصحيح هو موقف خالد كودي الذي ينحاز لمثل هذه المجموعات، و الموقف الخاطئ هو موقف من ينظر إلى هذه القضية بعيون الخلاف مع خالد كودي نفسه، و لا يضير إن كان خالد كودي و أسرته في بوسطن أوفي لاس فيجاس، فنحن جميعا خارج السودان..و هل نعود إلى السودان حتى نكتسب شرعية النضال؟.. كفاكم تقزيما لأعمال الآخرين..التواضع عملة نادرة في الثقافة الإستعلائية حقا.