|
Re: دارفـــور.. قضـــــية لا تعـــــنيــنا! (Re: أنور أدم)
|
اخي محمدين
ثم لنوجد قراءة متأنية مع هذه
«الجنجويد»... والأناقة الفرنسية!....بقلم: د. جاسم الفهيد
مصطلح «الجنجويد» مصطلح يتكرر كثيرا عند الحديث عن الأزمة التي يعاني منها اقليم دارفور السوداني، ويختلف الباحثون في أصل الكلمة فمن قائل انها تعني بلغة الفوريين: قطاع الطريق، ومن قائل انها كلمة عربية مؤلفة من كلمتي (جن) و(جواد) اي: الشيطان الذي يمتطي جوادا، ويقول آخرون انها ليست جيمين بل ثلاث: جن وجواد وج 3، والـ G3 بندقية مشهورة بتلك الديار, وايا كان الصواب من ذلك، فإن جماعة «الجنجويد» تألفت من بعض شبان القبائل العربية الذين انخلعوا من قبائلهم او خلعوا منها، وامتهنوا قطع الطريق وسيلة لكسب الرزق، وهو مصطلح يعود الى القرن التاسع عشر الذي شهد بواكير ظهور هذه الجماعات, ولذا فهي تذكرنا بصعاليك العرب ايام الجاهلية من أمثال تأبط شرا والشنفرى وعروة بن الورد، فهو نموذج يتكرر في فترات كثيرة من التاريخ العربي، غير ان صعلكة الجاهليين لم تكن بذلك التدمير والخراب الذي نسمعه عن صعاليك دارفور، بل ان من صعاليك الجاهلية من كان يمارس قطع الطريق لإطعام الجوعى وغوث الفقراء كما اشتهر ذلك عن عروة بن الورد، وهو ما لا تجده بالطبع عند «الجنجويد»، كما لم يتلوث اولئك الصعاليك الشرفاء بعار الاغتصاب وانتهاك الحرمات التي يتهم بارتكابها «الجنجويد».
وقد جرى الإعلام على وصف الصراع الدائر في هذا الاقليم بأنه صراع بين «الجنجويد» وسكان الاقليم من الأفارقة، على الرغم من انه صراع قديم متجدد بين القبائل العربية من رعاة الابل (الابالة) والفلاحين (البقارة) وهو صراع ينشأ عادة بسبب شح المياه وقلة المراعي في فترات الجفاف، لكن الاحتقان السياسي الذي يشهده السودان والازمات المتوالية التي تعصف به مصحوبة بحمى التدخل الخارجي اسهمت جميعا في اشعال جذوة الصراع وتحويله الى حرب اهلية رهيبة خلفت دمارا ذهب بقرى بأكملها ومئات الآلاف من المهجرين وآلاف من القتلى الابرياء وفظائع كثيرة مرعبة، والمحزن في هذا كله ان المتصارعين يلتحفون بعباءة الإسلام وتوحد بينهم اخوة الايمان، وذاك مما يفطر القلب حزنا وكمدا. وأما الأناقة الفرنسية فإنها تتجلى في صياغة القرار الاخير الذي اصدره مجلس الامن، وقد تضمن إحالة المشتبه بارتكابهم جرائم حرب في دارفور على محكمة الجنايات الدولية، حيث تبنت فرنسا مشروع القرار وسعت الى إقناع اعضاء المجلس بالموافقة عليه، وقد واجهت الديبلوماسية الفرنسية مشكلة إقناع الولايات المتحدة بالموافقة عليه، لا لأنها تعارض معاقبة السودان، ولكن لرفضها الاعتراف بشرعية تلك المحكمة التي رفضت الانضمام الى الموقعين على انشائها من قبل خشية ان تطال مواطنين اميركيين متهمين بارتكاب فظائع، ولما كانت الاناقة الفرنسية مضرب المثل في تصميم الازياء وابتكار خطوط الموضة العالمية، فإنها لم تلق عنتا في (تفصيل) القرار حسب الموديل الاميركي، اذ نص القرار بجرأة عجيبة على استثناء المواطنين الاميركيين من ذلك القرار خشية ان يكون احد منهم متورطا فعلا في فظائع دارفور! وبناء على ذلك فقد امتنع المندوب الاميركي عن التصويت مفسحا الطريق لصدور القرار! ومع الترحيب بإحالة مجرمي الحرب ايا كان جنسهم الى تلك المحكمة غير ان صياغة القرار على هذا النحو قد كرست مفهوم المعايير المزدوجة التي تحكم الأمم المتحدة ومجلس أمنها، واعترفت بعدم المساواة بين اعضائها وهو ما يخالف ميثاقها الاساسي، ويبقى الجنجويد العرب الوحيدون خاضعين لسيف العدالة الصقيل، بينما يأمن حده الباتر الجنجويد الاكثر دموية وفسادا! المصدر http://www.ashahed.com/modules.php?name=News&file=article&sid=128
|
|
|
|
|
|
|
|
|