|
Re: عادل على أبوزيد وهذا الموت الفاجع\ أحمد محمود\ كاليفورنيا (Re: سعدية عبد الرحيم الخليفة)
|
العـزيـز أحمـد محمـود ... سـلامي لك أيهـا الرجـل الـذي أتمنى أن ألقـاه !!! ليـس بغـريـب عليـك يـا عـزيـزي أن تكـون وفيـا لعـزيـزنـا العظـيم "عـادل" .. لقـد عـرفـت خصـالك النبيـلة مـن الأعـزاء عمـار وفـاطمـة حـامـد .. ومـن شـقيقـي محمـد الأمـين يـوسـف ... لسـت بمسـتغـرب لحـزنـك هـذا ، فالـراحـل عـادل يستـحق هـذا الحـزن النبيـل .. ويستحـق هـذه الكلمـات التي جعلتنـي أبكـيه مـرة أخـرى ... والغـريب يـا عـزيـزي إنـي فـي هـذه اللحظـة كنـت أتحـدث مـع العـزيـز عمـار ، وفجـأة رأيـت البوسـت أمـامـي ... أخبـرت بـه العـزيـز عمـار .. فودعنـي مسـرعـا .. وأخـاله الآن يبكـي فـي الـم ...
لقد رحـل العـزيـز بعـد أن علمنـا أن الحياة ، ليسـت فرنا وحشيا هائلا توقد فيه الملايين منهم لاستخراج حبة من الذهب. وانما هي حقل واسع مديد تتفتح فيه الورود والازهار من كل جانب بشتى الالوان والاشكال. رحـل عـادل ، وهو مثقل بالآمال الجميـلة ، التي لم يتح له الوقـت تحقيقها في الحياة، رحـل وهـو يحمـل من كنوز الخير والحب واللطف مـا يكفـي أهـل الرض جميعـا... انه أشبه بشجرة مورقة نقطعها ونلقيها في النار فتزهر وهي تحترق ... صعـد عـادل إلـى السـماء ... فمكـانه هنـاك بين الأخيـار الأطهـار ... فجمـال الأرض لم يكـن هـدفه الوحـيد ... للراحـل ، أرضه وسماؤه .. فالأرض لديه ، كانت هي حسـن المعـاشـرة ، وطيب الكلمة ، ووضـاءة البسمـة ، الأرض لديه كـانت لذة التلاقي اليومي ، ومشاغـل الحـياة... أما السماء لديه ، فهي مطالب العقل والروح، ولذات الحياة العليا وواجباتها. وكان يـؤمـن أن هذه السماء لا تبلغ الا بالتضحية عـلى الارض ، فضحـى بـراحتـه ، ليرتـاح البشـر ، ضحـى بـدمـوعه ، كـي يرسـم التفـاؤل فـي وجـه طفـلة ، ضحـى بصحـته سهـرا ، لينـام الـوطن عـلى وسـادة الاخضـرار ... ضحـى بكـل شـئ ، كل شـئ .. حـتى حيـاته ، فكسـب السمـاء ، بعـد أن أهلته الحياة لان يبقى متحررا من شتى المؤثرات النفعية ، الانهزامية ، الجبـانة .. لان حياته المستقـيمة ، تأبى عليه كل ذلك ... رحـل العـزيـز عـادل ، بعـد أن زرع فيـنا كـل معـاني الجمـال ... وأي جمـال ، أوسع وأعظم من أن يربط الانسان نفسه بنهضة امته وثورتها..؟؟ فاليـرحمـه الله ...
تعـازينـا لك عـزيـزي محمـد ... وشـكـرا أسـتاذة سـعديـة ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|