عادل على أبوزيد وهذا الموت الفاجع\ أحمد محمود\ كاليفورنيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2006, 04:39 PM

سعدية عبد الرحيم الخليفة

تاريخ التسجيل: 03-19-2005
مجموع المشاركات: 352

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عادل على أبوزيد وهذا الموت الفاجع\ أحمد محمود\ كاليفورنيا

    عادل على أبوزيد وهذا الموت الفاجع


    أحمد محمود\كاليفورنيا

    لا أعرف الملاحمة بين الكلمة والبياض عندما يتعلق الأمر بالموت. لأننى دوما ضد فكرة الموات ومندغما مع الحياة وفضاء الأمل. لكن عندما يقتحم الموت كيانك ويهز بعضك، تصبح الكتابة نوعا من مداراة الوجع وفضاءا للتقية من هذه الفجاءات ومرض الروح. لقد ذهبت للقاهرة فى مطلع هذا العام كنوع من الرجوع الى الذاكرة فى انفرادها الذى لا يتماثل مع ذاكرات اخر. استقبلنى عادل ابوزيد وزوجتى وهو جزء من هذه الذاكرة المشبوبة بالألق الجميل وأستطحبنا حتى محل اقامتنا. كانت المسافة من مطار القاهرة الى محل اقامتنا ليست بعيدة فكان لدى عادل الكثيرالذى يريد قوله كترميم للذاكرة التى انهكتها المسافات والمنافى. وجدت عادل كما تركته مستمسكا بالحياة وممتدا نحو شموس الامل.غادرنا عادل لمنزله بعد ان هاتفته زوجته مخبرة بمرض ابنته الصغرى. وعندما هاتفت عادل فى اليوم التالى اخبرتنى زوجته بان عادل طريح فراش المرض. كان عادل قد غادر المستشفى وتماثل للشفاء قبل قدومى وها هو ينتكس مرة أخرى فى حضورى. ذهبت لمسكنه ووجدته فى حالة لا بأس بها وتحدثنا كثيرا، ليس هنالك ما يشىء بخطورة الحالة. أتفقنا ان يذهب عادل الى عيادة دكتور متابع لعادل من فترة طويلة ، أى طبيبه الخاص. وفى اليوم التالى ذهبت والصديق عمار حامد الى عيادة الدكتور المعنى بأمل ان يأتى عادل وزوجته لملاقاتنا هناك. ولقد هاتفتنا زوجة عادل وأخبرتنا ان عادل قد نقل الى مستشفى بولاق العام بعد ان ساءت حالته فى الطريق. تحركنا والصديق عمار حامد نحو عادل وعندما وصلنا مستشفى بولاق كان قد نقل للقصر العينى وعندما وصلنا القصر العينى كان عادل قد رحل. هذا الرحيل غير أعتيادى وغير منسجم مع المنطق الذى يتبناه عادل تجاه الحياة، انه رحيل ينخر فى الروح وفى العقل معا وانه لفاجعة لكل من لامس شخصية عادل وفرادته الأنسانية. لم يكن عادل عاديا بمقاييس هذا الزمن وكل الأزمنة، كان نقيا مملوءا بروح التسامح ولا يعرف ان يعادى الاخرين. وماخوذا بأنسانيته فقد أسس لمركزيات الحب والوفاء والصدق فى نفوس كل من عرفوه. لقد اشتغل عادل على فرادة الشخصية ونبل العطاء، فكان نادر العرفان وصافى السريرة لا ينحاز نحو الشر مطلقا فهو مع الخير المطلق. عرفت عادل لزمن طويل وكل ما كنت أنفذ داخله اجد فيه ذات الصفاء والنقاء الفطرى وهذه هى معادلة الجوهر وجوهر المعادلة. كان نبيلا وشهما وكان مثقفا حقيقيا ينشبك مع الثقافة من خلال مدلولها كتجسيد فى التعامل مع الاخر، ثقافة ضد الأنا وثقافة التضحية ونكران الذات، ضحى من اجل اهله ومن أجل اصدقاءه. لقد حمل هم السودان طويلا وكان يحزن بعمق للحالة التى وصل لها السودان من خلال تدمير الشخصية السودانية والخواص المتمايزة لدى السودان. فعادل كان منشبكا مع القيم بنوع من التماهى الذى لا يحد. وهو فطريا ضد كل التشوهات،لم يحتمل قلب عادل كل هذا التشوه الذى بات يحيط بنا ولم تحتمل روحه هذا العفن السياسى الذى كرسته أنظمة التخلف، فكان يحترق داخليا عندما تسمعه يتحدث عن أمر الوطن وأمر المنطقة عموما. لم يتنكر عادل أبدا لأهله وأصدقاءه وفى كيمياء يشتغل عليها عادل وحده فقد أزال الحدود بين الصداقة والقرابة فأصبحنا نحن الأصدقاء أقارب وصار الأقرباء أصدقاء دون أن تغيب معانى القرابة. أنا أكثر الناس معرفة بعادل، لأن عادل لا تعرفه الا عندما تقترب منه ولقد أقتربت بعادل ولم أجد فيه شائبة او متعلقات انهيارات هذا الزمن الردىء فهو ذو حصانة عالية ضد اختراق السالب والتشوهى.ان عادل هو الفقد الكبير فى زمن الأنهيارات الكبيرة وانها لصادمة ان ينسحب عادل بهذه العجالة. فهذا الرحيل يستصعب فهمه للذين عرفوا عادل، فقد كان محبا للحياة بأطلاق ومتنافر مع ايدولوجية الغياب بكل أشكالها،فصعب ان تلفظه الحياة بهذه الكيفيات. أنا موجوع لحد أختلال الروح لهذا الرحيل. ولكن نعزى أنفسنا بأن القيم والمركزيات التى أشتغل عليها عادل واسس لها فى دواخل من عرفوه تبقى كجدل متصاعد مع قيم السماء والسماء وحدها هى فضاء عادل لا الأرض البوار.لأصدقاء عادل ولأهله أحر العزاء وان عادل لفقدنا جميعا، له الرحمة ولهبة وسارة ، بناته الجميلات التساند منا جميعا حتى لا يشعرن ان عادل ليس بيننا.
                  

العنوان الكاتب Date
عادل على أبوزيد وهذا الموت الفاجع\ أحمد محمود\ كاليفورنيا سعدية عبد الرحيم الخليفة02-11-06, 04:39 PM
  Re: عادل على أبوزيد وهذا الموت الفاجع\ أحمد محمود\ كاليفورنيا jini02-11-06, 05:02 PM
    Re: عادل على أبوزيد وهذا الموت الفاجع\ أحمد محمود\ كاليفورنيا مطر قادم02-11-06, 08:09 PM
  Re: عادل على أبوزيد وهذا الموت الفاجع\ أحمد محمود\ كاليفورنيا سعدية عبد الرحيم الخليفة02-12-06, 02:45 AM
  Re: عادل على أبوزيد وهذا الموت الفاجع\ أحمد محمود\ كاليفورنيا سعدية عبد الرحيم الخليفة02-12-06, 03:07 AM
    Re: عادل على أبوزيد وهذا الموت الفاجع\ أحمد محمود\ كاليفورنيا حسين يوسف احمد02-12-06, 01:31 PM
  Re: عادل على أبوزيد وهذا الموت الفاجع\ أحمد محمود\ كاليفورنيا سعدية عبد الرحيم الخليفة02-12-06, 04:00 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de