المنتدي.............. و دافوري ميدان الربيع

Quote: B]احبائى .. واهلى ياسلام الله عليكم رحم الله والدى واسكنه فسيح جنانه. الرجل لم يكن يكلف نفسه عناء التعصب لفريق ضد الاخر، رغم حبه الجم لكرة القدم. كان والدى يشجع فريقا واحد،ا تشجيعا يجعله ينام من غير عشاء اذا انهزم ذالكم الفريق. كان رحمة الله عليه يشجع الفريق الاهلى السودانى ( اصبحت تسميته فيما بعد بالفريق القومى). ونحن بعد زغب صغار، نتلمس لانفسنا دروبا وسككا فى هذه الفانية، وفى بداية ستينات القرن الماضى، تحلقنا حول المذياع، نتابع مباراة السودان ضد كينيا، ولعلها كانت ضمن تصفيات كأس افريقيا. كانت النتيجة تسير فى اتجاه تعادل سلبى، مما يعتبر نصرا للفريق الكينى. وكانت الثوانى تهرول سريعا نحو حتف المباراة. حتى ابتدأ الكابتن (امين زكى)... ( او ماوماو ... لا أذكر )... هجمة انتهت تحت اقدام وزة.والحكم ينظر فى ساعته استعدادا لاعلان نهاية المبارة( حسب وصف المرحوم طه حمدتو) ووالدى رحمة الله عليه، كان قد اغتسل تماما بالعرق، وتدثر بالاحباط،وبدت خيبة الامل ترسم دوائرها فوق وجهه الجميل. وكان اكثر مايشقينى فى هذه الدنيا، ان ارى ابى، وقد اكتسى وجهه الطيب بالاسى. او ارى ان المسافة بين شلوخه قد ضاقت بفعل الاسف. وكنت قد بدأت بالفعل فى البكاء، حزنا على فرحة ابى المهدورة. وفى لحظة مباغتة صرخ المرحوم طه حمدتو:- - وزة شات على الطاير .....قون ...قون ..قوووووووووووون وانطلقت رجل ابى لتؤكد هذا ال..( قوون) متخذة من المذياع كرة، اسكنها عليه الرحمة فى اعلى سقف الفراندا .....وانطلق الهدير فى كل انحاء قشلاق القيادة الشمالية ( حيث كنا نسكن) بل فى كل انحاء مدينة شندى ...بل فى كل مدن وقرى السودان ....تهتف باسم (وزة ). وصرخ المرحوم طه حمدتو باسم الرجل الجديد ( هداف الثوانى). وفرحت غاية الفرح ...ليس لانتصار السودان ... ولكن لفرحة ابى ... وشعرت لحظتها بعشق رهيب يجتاحنى لهذا ال..(وزة) الذى استطاع بفعل ساحر من قدمه ان يعيد الفرحة لوجه ابى الجميل . سألت ابى عن الفربق الذى يلعب له وزة. فقال والدمع قد غمر عينية الحلوتين، وهو يجهش بالبكاء ... - المريخ ياولدى ... بلعب فى المريخ. انغلقت كل شارات الاستقبال فى عقلى وقلبى. وانفتحت على نجمة حمراء، لاتزال تخيم على فى حلى وترحالى وفى صحوى ومنامى. لم يتغير هذا العشق الابدى رغم صداقاتى المتعددة لاقطاب الهلال بل ولعدد من كبار نجومه التقيتهم تباعا فى زقاقات هذه الدنيا.... جكسا .. بحكم عمله فى موبيل مع ابن خالتى .. وجيرته لابناء عمى فى ميدان الربيع. وامين زكى بحكم عمله فى التدريس ثم مزاملته لوالدى فى الجيش ( بعد ان انضم لفرع التوجيه المعنوى الذى ولد فى رحم مايو) بل وامير الكرة السودانية صديق منزول بحكم صداقته اللدودة مع صديقى المرحوم على المك. ولكن عشقى للمريخ لم يتزحزح قيد انملة . وكان لايطيب لى اذا ذهبت لحضور مباراة هلال مريخ الا رفقة اصدقائى الهلالاب والجلوس معهم وسط جماهير الهلال والتى كنت ابادلها السباب والتهكم بفعل تشجيعى الفاجر للمريخ. وقد قال صديقى (نور الهدى) مرة ليهدئ من روع الجماهير الغاضبة بفعل ( دحدوحتين ) اسكنتا شباكهم، وانا اهلل فرحا بالنصر المبين، وسط اقوام من المقهورين ... - الزول دة يا اخوانا بتاع مشاكل ساكت. دمتم منعم الجزولى