خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاماً من الغياب المتصل عنه؛ ويا للعقوق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-03-2017, 06:52 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    المسلم الذى يَتديَّن بطريقةٍ لا تُكسِبُهُ حُسنَ المعاملةِ مع الآخرين مُنحرفٌ عن الدِّين، مُتنطِّعٌ به.
                  

10-03-2017, 12:34 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    عزيزى صديق مهدى على تحياتى من ثانِ،

    الشعبُ موجود، غير أنَّه ذاهلٌ عن موجبات التغيير على أرضِ الواقع، وذلك لسببين اثنين:

    الأول، هو أنَّ سياسات التجويع والإفقار المنظمة تجعله يدور فى فلك متنفذين أخوانويين أشبه بنظام الكفيل الاستعبادى الاستبدادى فى الدول الخليجية، ولا يستطيع أن يعيش للأسف إلاَّ من خلاله.

    الثانى، هو غياب 10 مليون من الإنتلجنسيا السودانية عن البلد دون إجراء سلس لعمليات تسليم وتسلُّم مقتضيات النضال الثورى للأجيال اللاحقة، أوجد فجوة سياسية مقدرة وفجوة تغيير، جعلت الشعب السودانى "معلم الشعوب" واقعاً ضمن دائرة الحدس السلبى السائدة إقليمياً، والتى يتهندس الرأى العام فيها بالإشاعة والإعلام الموجه وفى أعلى السقف بالضربات الأمنية الباطشة.

    أما الحكومة كخدمات إجتماعية مقابل ما تأخذه من ضرائب وزكوات وأتاوات فهى غير موجودة. وربما "تبيَّنتْ" فى مبانى القوات النظامية الجميلة ومبانى المؤسسات الجبائية الفخمة (الضرائب والزكاة) وعربات النافذين الأنيقة. وذلك يعكس، فيما يعكس، تضاريس العقل الريعى/الخراجى للقائمين على أمر البلد. فالإسلاطفيليات نمط لرأسماليات تسرق وتهدم، ولا تبنى ولا تستثمر. وتستهلك ولا تنتج.

    وبالنسبة للمعارضة أخى الكريم، فتوجد فقط فى العالم الإفتراضى، وإذا تنزَّلتْ لتتعفر، تجدها "متبيِّنة" أيضاً فى صحيفةِ هنا وصحيفةٍ هناك. أمَّا المعارضة كفِعِل جماعى مادى متَّسق وملتحم على أرض الواقع، فهى غَيَبْ. ولذلك يُسَخِّر جهاز أمن الدولة أناساً متعوباً عليهم من شعبة الجهاد الالكترونى لإخصاء المعارضة حتى فى عالمها الإفتراضى، كما حدث للعديد من المنابر، وكما يحدث لسودانيز اونلاين الآن (Nowish)، واللهُ وحده المستعان.

    وحتى النيل قد مَسُّوهُ بالأذى، فصارَ ملوَّثاً. وإنِّى لأتساءل: هل من يلوِّث سليل الفراديس من الممكن أن يكون مؤتمناً فى الجنَّة.

    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-04-2017, 01:53 AM)

                  

10-03-2017, 10:22 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    عزيزى aosman تحياتى من جديد،

    فى الحقيقة الأمر لا يخلو من تكهُّف فيما يتعلَّق بمن رحل عن الفانية (أكثر من 257 شخص فى قرية تنتمى إلى رجلٍ واحد)، وفيما يتعلَّق بمن خلفوهم (وهم ما شاء الله تبارك الله كُثر). فتجدنى أسأل فى كلِّ وقتٍ وحين عيال أخوانى وأخواتى عن أسمائهم وعن علائقهم وأنسابهم؛ دعْ عنكَ أبناء بنى العمومة والخؤولة.

    أمَّا التمدد فحادثٌ ومتوقع من العقليات الخراجية والإسلاطفيليات التى غيَّبتْ كلَّ الميادين والفسحات، واستشرت شمالاً حتى أصبحت قهوة التمتام (بعد قوز ابو ضلوع وخور جبرا) جدعة حجر من عمران العاصمة المثلثة. وريا والصِّفية والصباغ فى البطانة كادت أن تكون من قرى شرق النيل. وربما نشبتْ حربٌ حدودية من الناحية الجنوبية بين د. محمد طاهر إيلا والمهندس عبد الرحيم محمد حسين لتحديد الفاصل بين الولايتين (Line of demarcation) لتمييز العاصمة القذرة من قُرى ود مدنى النظيفة. وقد رأينا كيف أنَّ طلاب دارفور المغلوب على أمرهم (نسأل اللهَ أن ينصرهم) قد خرجوا من الدويم ميممين الخرطوم مشياً على الأقدام حتى وصلوا كريم الخِصال، سيدى ياقوت العرش والفرش، الذى آوى ونصر. وما كان ليتم ذلك إلاَّ بتشابك القُرى بين الولايتين.

    هل تعلم عزيزى aosman أنَّ أكبر مالك للعقارات بالعاصمة القوميةِ كلِّها هى شركة التأمين الإسلامية (راجع ديوان الضرائب).

    يُتبع ...
                  

10-04-2017, 10:11 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    العزيز محمد الحسن حمدنا الله تحياتى ثانيةً،

    لم تختلف صورة السودان فى ذهنى عن الواقع الذى وجدت، وذلك بحكم المتابعة اللَّصيقة لما يجرى هناك.

    ففى أزمنة العقول الريعية (وتُقرأ الرعوية عند أستاذنا النور حمد) التى تجسدها مقولة الزبير محمد الحسن "أينما أمطرت سحابة فسوف يأتى للحركة الإسلامية خراجها"، المُتماهية مع عقلية الجلاَّبى سيد الحيشان التلاتة، والشركات التلاتة، والنُّسوان التلاتة، والعربات التلاتة، وفى رواية كل ذلك رُباع؛ فإنَّ التغيير حتماً سيكون لصالح فئة كليبتوقراط الإسلام السياسى وليس لصالح كل شركاء العملية الإنتاجية (عمال، رجال أعمال، رواد أعمال، موظفون، وغيرهم). ولعلَّ ذلك تُجسِّدُهُ سياسات المُغالبة المتعمَّدة (Crowding out) لإخراج أقدام رأسمالية راسخة ورواد أعمال مرموقين من حلبة السوق واستبدالها بأُخرى من هذه الفئة التى تتغذَّى على السرقات الجارية.

    وفى ظل هكذا واقع فإنَّ العديد من القطاعات التنموية الجديدة (وهذى بعضُ فروق) التى أُلحِقت بمصفوفة قطاعات الإقتصاد السودانى (كالبترول والذهب والتعدين والطاقة والصناعات التجميعية وغيرها) صارتْ تُدار خارج الموازنة العامة ولصالح ذات كليبتوقراط الإسلام السياسى كما جاء بعاليه. وهذا بالقطع سوف يُحدث تغييراً مرصوداً من جانبنا؛ غير أنَّه للأسوأ إذا كان المعنيون به هم كلَّ شركاء العملية الإنتاجية.

    والغريبة المال الذى بين أيديهم لم يلفِتْ أحداً هناك، لأنَّه ليس المال الصالح عند الرجل الصالح. وبالتالى لم ينعكسْ عليهم نعمةً، وراحةَ بالٍ وطمأنينة، بل إذا نظرتَ إلى أىٍّ منهم تجده ترهَقُهُ قترة.

    المحبة التى تعلم.

    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-04-2017, 10:24 PM)

                  

10-05-2017, 09:13 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... حينما سافرت من السودان قبل 15 سنة كان آخر ما اشتريت بطيخة روسمان ودعتُ بها السودان، وحينما غادرت بريطانيا قادماً إليه قبل شهر وعشرين يوم كان آخر ما اشتريت أيضاً بطيخة روسمان. وهذا ليس أمراً مقصوداً لذاته عند السفر، ولكن أنا و أفراد أسرتى نعشق البطيخ لدرجة أنَّنا ما مررنا بِبَطيخ إلاَّ واشتريناه، أيَّاً كانت الظروف.

    وفى أثناء الخمسة عشر يوماً التى قضيتها فى السودان، قدر ما نظرتُ وبحلقتُ وحدَّقتُ وبصرتُ لتقع عينى على البطيخ الروسمان ذى الخطوط الكفافية لم أجده. وبالمقابل يُوجد بطيخ أغبش أشبه بقرعية الحنظل، يُفقدك المتعة البصرية التى تتأتَّاك حينما تنظر إلى البطيخ الروسمان، وسرعان ما تنصرف عنه. كلُّ شئ صار ممسوخاً مع الإسلاطفيليات فى السودان يا أصدقائى، كلُّ شئ، كلُّ شئ.

    يُتبع ...
                  

10-05-2017, 09:21 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... ما سرُّ الصهاريج ذات اللون الأزرق الموجودة على أسطح معظم البنايات الشاهقة فى العاصمة القومية؟ كأنَّها فرضُ عيْن على كلِّ "أخ - مسلم".

    يُتبع ...
                  

10-05-2017, 10:14 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... سبعةُ أيامٍ من السَّاساق بين المكاتب الشرطية لفك حظر أحد أسمائنا لتطابق الأسماء، ولاستخراج شهادة من الشئون العلمية بجامعة الخرطوم؛ سلَّتْ روحنا ولم تنسلَّ بعد من تلك الجهة إلى يومِ النَّاسِ هذا، والآن يقوم على أمرها من بعدى شقيقى. وفى ظل عراقيل هذه السبعة أيام لم أذهب بعد لأُعزى أسرتى فى وفاة والدى إمام الفلاحين بحى البساتين بالجابرية الكبرى الشيخ أحمد حسين طيَّبَ اللهُ ثراه الذى توفِّىَ عام 2006م.

    عزمتُ على السفر بعد يومين. وخلالهما حاولت زوجتى أن تخرجنى من جوِّ رفعِ الفواتِح والمواجيد بالذهاب لتدشين ديوان الشاعر الشفيف محمد احمد الحِبيِّب "على شاطئ الهوى" والاستماع للفنان محمد النصرى وآخرين. لقد ذهبنا إلى هناك، وكان الحبيِّب يبكى عابرته كِنين، وزادَ طينتَنا بِلَّة. وقد أعجبنى جداً حضور الشيخ الذى يتلقى على يديه الحِبيِّبُ التربية الصوفية لحفل التدشين.



    فى إنتظار سيدا



    يُتبع ...
                  

10-05-2017, 10:58 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    جناً فيِّ ما بينطبة



    يُتبع ...
                  

10-06-2017, 00:17 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... ظنَّ الحبيِّب أنَّ تلك الجنية العاشقة التى تلبَّسته وجعلته يتغنى لمحبوبته أمانى أو العابرة أو كنين لمدة ثلاثين سنة، لن يستطيع أحد أن يُطِبَّها، خاصةً بعد موت ولى الله ود سعد. ولكن بعد أنْ سلك طريق العارفين أخرجوها منه، الأمر الذى جعله يمدح مشائخه بالأُغنية التالية. والغريب فى الأمر أنَّه لم ينسَ أمانيه؛ فدعا اللهَ أن يلتقيها من ثانِ ولكن فى سلك العارفين هذه المرَّة.

    إنَّ أمر الحبيِّب وصبابته لأمانى لعجيب:



    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-06-2017, 00:19 AM)
    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-06-2017, 00:29 AM)
    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-06-2017, 00:31 AM)

                  

10-06-2017, 09:42 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    إنْ كان يا صاحى لفى الشرقِ المُحَلَّق ... ففى شمالِ الوادى لو تدرى الحِبَيِّب
                  

10-06-2017, 10:36 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... أصبحَ الصبحُ، فذهبتُ فى بعض الفواتح حتى العاشرة مساءاً والتى من بينها العزاء فى وفاة خالتى الكبرى وخالى الوحيد - الضو، رحمهما الله. وفى طريق العودة هاتفتنى زوجتى قائلة نحن فى المستوصف مع البنات لأنَّ درجة حرارتهما عالية شوية. ومن هناك إلى المستوصف حتى الواحدة صباحاً.

    وفى المستوصف بعد أن تدفع لتقابل الطبيب، لازم تدفع لتفحص كلَّ شئ: الدم والبول والرجيع وعمل أشعة تشخيصية. وذلك لا للوصول لحقيقة المرض، ولكن لاستحلاب أكبر قدر من الفلوس؛ ومن ثمَّ تذهب للإجزخانة لتقبر ما تبقى لك من فلوسٍ هناك. أخذوا منا 1600 ألف جنيه فى تلك الليلة لنعرف ماذا تعانى البنتان. كانت نتيجة التشخيص غريبة شوية. فإنهم لا يقولون لك النتيجة نظيفة لتذهب للبيت، ولكنهم يقولون لك يوجد إرتفاع حاد فى كرويات الدم البيضاء وذلك لأن الجسم يدافع عن مرض لم يظهر لنا فى نتيجة التشخيص، وللإحتياط لازم تذهب للإجزخانة لأخذ مضاد حيوى عالى التركيز (500 إم سى جى) وحقنة فى الوريد.

    قلت للدكتور، أطفالى هؤلاء عند أهلم لم يأخذوا مضاد حيوى إلى اليوم؛ فكيف تعطيهم مضاد حيوى عالى التركيز (500 إم سى جى). ضحكَ بركنِ فمه ضحكة صغيرة مصعِّرة لخده الأيسر على عبارة "عند أهلم" وناولنى الروشتة. نقلتُ ذات الإحتجاج للصيدلانية القائمة على أمر الإجزخانة. تفهمت المرأة احتجاجى وقالت: للاحتياط خليهم ياخدو كبسولة كل 12 ساعة لحدى ما ترجعوا لبلدكم، ولكن لازم ياخدو حقنة فى الوريد. فعلنا ما قالت وغادرنا المستوصف ووصلنا البيت عند الواحدة والنصف صباحاً.

    يُتبع ...
                  

10-07-2017, 11:38 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... لقد أصبح صبحُ يوم السفر إلى الولاية الشمالية - الجابرية الكبرى - وحى البساتين، ولكن ليس قبل الإطمئنان على كبيدات الحشا. جسستُ الحمى فوجدتها خفيضة والحمد لله، ولكن لا أحد يعرف ما سببها إلى أنْ وصلنا إلى بريطانيا. كلُّ شئٍ صار غامضاً ومُبهماً فى هذا البلد؛ لا أحد يعرف كيف نُحكم، وكيف نعيش، وكيف مات جادات.

    ركبنا العربة من أمام البيت: أنا وأخواى ونسيبتى. بعد دعاء السفر والصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، نقر سائقنا استارتره. كنتُ أمنِّى النفسَ أن نذهب بمحازاة النيل؛ الموردة وبانت والمحطة الوسطى بإمدرمان، وننزل هناك ونركب لورى الخواجة لمعى لبيب أندراوس الذى يسوقه ابزيد على دارة، فيتسابق مع طوكراوى فى منطقة النقعة بعد خور جبرا، لا يفوت أحدهما الآخر، حتى تصبح مِرآتا الزدوايين كالملاَّحة. غير أنَّ السائق انتحى بنا غرباً مُشاقِقَاً بكبرى أمدرمان الجديد عبر المهندسين، حمد النيل، ود البشير، سوق ليبيا حتى استوينا على شريان الشمال.

    قلت للسائق فى غمرة غرقى فى تفاصيل أمدرمان التى زودنا بها بروفسير على المك على عهد فتوة العقل: إذا تعذر أن نمشى بمحازاة النيل فرجاءاً شغل لينا: مرة يا نُسيم السحر .. هِبْ لىَّ من شاطى البحر .. طوف الخِبا و جيب لى من .. امدر عبير ذات النحر. قلتُ ما قلت، ونسيت نسيبتى التى معنا فى العربة. وانتبهت لوجودها بعد أن عدتُ من سرحتى حين قالت: ذات النحر مو يديك الخليتا فى البيت، ولاَّ عندك ذات نحر تانى ونحن ما عارفين!

    قلتُ لها نعم: نِعْمَ ذات النحر التى بالبيت والتى لا تشبهها إمرأة فى الدنيا، ومن غيرها يحتلُّ منى القلب والخاطر. غير أنَّى يا سيدتى أستطرد بيتاً فى القصيدة يربطنى بـ "أهلْ اللهْ" آبائى الشيخ قريب الله والشيخ الطيب ود البشير رضى الله عنهم، والذى يقول: نامو الخلوق والليل حكر .. ما صِحا فيهو إلاَّ من ذكر.

    الله يجازيك يا ود الرضى؛ تفلِقْ وتداوى، وتورطنا وتفك ورطتنا.

    يُتبع ...
                  

10-07-2017, 11:43 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)


    مرَّة يا نُسيم السحر

                  

10-07-2017, 07:11 PM

جعفر محي الدين
<aجعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    أستاذنا حسين
    لله درك وما أبدع قلمك
    أبكيتنا ببكاءك
    وصدق مشاعرك وبديع نظمك

    يا رب أمنن على السودان وشعبه برئيس مثل حسين أحمد حسين
                  

10-07-2017, 11:08 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: جعفر محي الدين)

    Quote: أستاذنا حسين
    لله درك وما أبدع قلمك
    أبكيتنا ببكاءك
    وصدق مشاعرك وبديع نظمك

    يا رب أمنن على السودان وشعبه برئيس مثل حسين أحمد حسين


    أهلاً بأستاذنا الجليل جعفر محى الدين،

    مُمتن لك جداً على القراءة والتشجيع وعلى نبل مشاعرك والمشاطرة. ونسأل الله صادقين أن يممن اللهُ على أهل هذه البلد برئيس أبرك وأعدل وأقوم من البشير والعبد الفقير إلى الله حسين أحمد حسين.

    وما للحسين وللدنيا؛ "يا دنيا غرِّى غيرى قد طلقتك ثلاثاً" كما يقول الإمام على كرم الله وجهه.

    ممنون سيدى.
                  

10-07-2017, 11:46 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    جاء عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنَّها قالت: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أردتِ اللَّحوقَ بي، فليكفِكِ من الدنيا كزاد الراكب، وإيَّاكِ ومجالسةِ الأغنياء، ولا تستخلِقي ثوباً حتى ترقعيه".

    رواه التِرْمِذى.

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-07-2017, 11:47 PM)
    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-07-2017, 11:48 PM)

                  

10-08-2017, 12:00 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... كنا فى السابق حين نترك أمدرمان، أم العلما والعمال، وراءنا لا نرى أمامنا غير بيوتٍ من اللَّبِن أو الشعر متناثرة هنا وهناك، ولا تربط بينها شبكة كهرباء ولا شبكة مياه. ولكن تربط بينها ألسنةُ السموم وصفيرُ الريح، وشُجيرات السَّلم والسيَّال القابضة على الرمضاء، وشئٌ من نبتة الغريرا ونالٌ عجيف. ثمَّ تولول البدفورد (السفنجة) ويئن التّيمِس، ويزأر النسيان فى نحو خمسة فراسخ لنصل تفتيش وادى سيدنا، والذى بعده نترك كلَّ تقاليد المدينة والمدنية، ونَحُسُّ أنَّنا أحرارٌ على نحوٍ ما.

    وفجأة يقذفنى ود الرضى بالكوبليه الأخير فى الأُغنية أعلاه القائل: "يا دنيا عنوانك سدر .. معلوم سرورك ما ندر، نِعمَ العبد طوع القدر .. فراقة يا دار الكدر" إلى مقابر ود أبريش حيث يرقد والدى رحمه الله، والذى كان يقول لأخوتى عند احتضاره: "حسين ما وصل". ولكن الحسين قد أحضرته المقادير بعد أحد عشرة سنة من وفاته. ... نعم، نِعم العبد طوع القدر سيدى ود الرضى.

    كنتُ أتشغال عن هذه الحال بالبنايات والمشاريع الجديدة التى انتظمت هذا الجزء من الصحراء، وبدأت أسأل نفسى: أين سالم ومَسَّلم، والفِهيد وتمَّ - الريد فى هذه المعمعة العمرانية والرأسمالية التى أوصلتنا قهوة التمتام ولم تختفِ؟ كم من نفرٍ مات تائهاً أو ظامئاً فى هذى التيه وذاك العتمور، قبل أن يجترح السيد حسن التمتام (شفاه اللهُ من التمتمة) زراعة البرسيم فى الصحراء الكبرى! وأين السيدة أم الحسن عليها السلام؟ وأين قبر المؤيد حسن الجعلى لنترحم عليه. اللهم ارحمه بالرحمة الواسعة.

    التمتام



    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-08-2017, 12:34 PM)

                  

10-08-2017, 12:35 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    أم الحسن


                  

10-08-2017, 02:28 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    طربق أمدرمان دنقلا قبل الزلط

                  

10-09-2017, 10:55 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... بكل المعايير القديمة والحديثة فإنَّ أم الحسن هى أول سيدة أعمال سودانية بلا منازع، حيث ابتدرت قهوتها (وتُقرأ كافاتيريتها) فى أربعينات القرن الفائت. وما شجعها على فتح تلك القهوة هى مغامرة السيد الدنقلاوى على محمد ساتى الذى امتلك عربة فورد عام 1934، وقام بأول رحلة سفرية من أمدرمان إلى دنقلا فى ذلك العام بعد حصوله على إذن من المستعمر البريطانى وبتحمله المسئولية كاملة لما يمكن أن يحدث له، ثم تحصل على بوصلة وجير أبيض ليدله على طريق العودة.

    وقد قام السيد السائق سيد أحمد عبد المجيد بمغامرة أخرى عام 1947، صحبه فيها شقيقه ميرغنى عبد المجيد، ومساعد العربة عبد الله طلب، ودليل الطريق الهوارى المعروف بأب جِبَّة، ومالك العربة رجل الأعمال المعروف السيد عمر عبد السلام الكوارتى (منقول بتصرف من سراج النعيم).

    هاتان المغامرتان مهدتا الطريق وجعلتاه سالكاً لعربات أخرى، واقتدحتا فى عقل أم الحسن الطموحة فكرة القهوة/الكافاتيريا، فشيدتها بمعاونة زوجها وأولادها. وقد كانت أمرأة صاعقة الحسن، محترمة ومرهوبة الجانب، ويهابها كلُّ شئ فى تلك البقعة التى لا ترحم صحراؤها. وكلُّ السائقين يتعاونون معها، يجلبون لها السكر والشاى والبن من البندر، وأنواع مختلفة من التمور من ربوع الولاية الشمالية.


    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-09-2017, 10:57 AM)
    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-09-2017, 11:00 AM)

                  

10-09-2017, 12:02 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    Quote: أها هسع تخلى مصر بى حالة تجى راجع لى ساقة قرافى الملانى حلافى دى". فقال قولته المشهورة المحفورة فى ذاكرة
    المنحى الجماعية هناك والتى أسمعها لأول مرة من ابن خالتى: "واللهِ حلافيها دى هناك أشوفو منقة شايلى".


    هذا موضع سجدة
    يقول الأستاذ محمود محمد طه "حب السودان، من حب الله"

                  

10-09-2017, 04:13 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: عبدالله عثمان)

    سلام ي حبوب، موثولا لأهلگ الگرام.
    شگلگ مطول النجعة و هسي جاي ظابط
    الرجعة مع (الرفع) من (رگوع) العقوبات
    عمومن حالنا من بعضه؛ و إليگ
    مني (همــــسٌ حزيــــــنٌ)
    (النسيان فن تصالح مع الذات ،
    و احترام لشروط الأمر الواقع)
    ******(((((+++)))))*******
    هكذا نحن ، نظل نغدو و نراوح مكاننا ســـراً،
    كظلٍ أعوجَ فارق عوده ، فما يلبث أن يعود كهبوب ريحٍ يغشى جلمود صخرٍ. فما من شعورٍ أفتك بقلب غريبٍ عائدٍ لتوه إلى حطام كوخٍ كان يضم ذات يومٍ، حفنةً من يباب عمره. و أنا أزرع فناء الدار جيئةً و ذهاباً، إذا بالحنين يلفني من كل حدَبٍ صوبٍ.تغرورق عيناي بدموع فرحةٍ منقوصةٍ لم و سوف لن تتم أبداً, فلا حياة هنا لمن أناجي. جئت أسترق النظر من ثقوب أبواب الذكريات. ، تسلل كما اللصوص من نافذةٍ مشرعةٍ لصفيرهوج الرياح ، كما النواح . فلا أجد سوى بقاياأطيافٍ باردةٍ ، كصقيع إحساسي المتجمد.و هنا إذاببضع حُصيَّاتٍ وجدها ملقاةٍ فوق كثيب رملٍ مهيلٍ. لقد هممت بالتقاطهن لأرجم بهن مارداً وقف يذكرني بأن عقارب ساعتي سوف لن تعود القهقرى.و أن أقسىوطأة إحساسٍ على قلب عاشقٍ لوطنه ، هوأن يأتيه عائداً ليتحسسه، فلم يجد منه شيئاً ، كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه
    الظمآن ماءً، أو كباسط كفيه إلى فقاقيع رغوة يلاحقها ليبلغ
    بها فاه و ما هو ببالغه.
    ******(((((+++)))))*******
    و هذه دياري الحزينة التي كنت أرتادها في مراتع الصبا، إذ غدت مدنأشباحٍ تجوبها أسرابٌ من دواب الأرض تأكل منسأة عشق في رفاة إنسان كان يعيش هنا ثم صار أثراً بعد عينٍ و حذفت أقراص ذاكرته مرةً و إلى الأبد من كل الملفات، لعطلبذهني كان بليغاً. و في سويعاتيالسوداوية تلك، رحت أطرق الأبواببإلحاحٍ شديد ، رُغم زهدي في أن يلقي أحد بالا لوجودي فيفتح لي مصراع نافذة . فربما تملكني شعورٌ لا إراديباللاجدوى من أي شيء! ثم وقعت عيني على فحمةٍ ملقاة، فخطفتها و رحت أرسم بها خطوطا كفافية على جدار هذا الزمان هنا، تشي بأن كل ما جنيته من عناء عودتي هو أني: حضرت إلى هنا ، ربما متأخراً جداً، فلم أظفر بلقيا كائنٍ من كان من أهلي!!. لذا، أيقنت بأن نعمة الصبر و السلوان بحد ذاتها فن راق تقتضي إجادته تصالحا تاما مع الذات، مع تمرس يومي على احترام شروط الأمر الواقع.
                  

10-09-2017, 10:22 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    Quote: هذا موضع سجدة
    يقول الأستاذ محمود محمد طه "حب السودان، من حب الله"


    الأستاذ عبد الله عثمان تحياتى،

    هذا أرفع ما قرأت فى حب الوطن، ولا غروَ فإنَّه من الأستاذ محمود محمد طه.

    ممنون.
                  

10-10-2017, 01:41 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    Quote: سلام ي حبوب، موثولا لأهلگ الگرام.
    شگلگ مطول النجعة و هسي جاي ظابط
    الرجعة مع (الرفع) من (رگوع) العقوبات
    عمومن حالنا من بعضه؛ و إليگ
    مني (همــــسٌ حزيــــــنٌ)
    (النسيان فن تصالح مع الذات ،
    و احترام لشروط الأمر الواقع)
    ******(((((+++)))))*******
    هكذا نحن ، نظل نغدو و نراوح مكاننا ســـراً،
    كظلٍ أعوجَ فارق عوده ، فما يلبث أن يعود كهبوب ريحٍ يغشى جلمود صخرٍ. فما من شعورٍ أفتك بقلب غريبٍ عائدٍ لتوه إلى حطام كوخٍ كان يضم ذات يومٍ، حفنةً من يباب عمره. و أنا أزرع فناء الدار جيئةً و ذهاباً، إذا بالحنين يلفني من كل حدَبٍ صوبٍ.تغرورق عيناي بدموع فرحةٍ منقوصةٍ لم و سوف لن تتم أبداً, فلا حياة هنا لمن أناجي. جئت أسترق النظر من ثقوب أبواب الذكريات. ، تسلل كما اللصوص من نافذةٍ مشرعةٍ لصفيرهوج الرياح ، كما النواح . فلا أجد سوى بقاياأطيافٍ باردةٍ ، كصقيع إحساسي المتجمد.و هنا إذاببضع حُصيَّاتٍ وجدها ملقاةٍ فوق كثيب رملٍ مهيلٍ. لقد هممت بالتقاطهن لأرجم بهن مارداً وقف يذكرني بأن عقارب ساعتي سوف لن تعود القهقرى.و أن أقسىوطأة إحساسٍ على قلب عاشقٍ لوطنه ، هوأن يأتيه عائداً ليتحسسه، فلم يجد منه شيئاً ، كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه
    الظمآن ماءً، أو كباسط كفيه إلى فقاقيع رغوة يلاحقها ليبلغ
    بها فاه و ما هو ببالغه.
    ******(((((+++)))))*******
    و هذه دياري الحزينة التي كنت أرتادها في مراتع الصبا، إذ غدت مدنأشباحٍ تجوبها أسرابٌ من دواب الأرض تأكل منسأة عشق في رفاة إنسان كان يعيش هنا ثم صار أثراً بعد عينٍ و حذفت أقراص ذاكرته مرةً و إلى الأبد من كل الملفات، لعطلبذهني كان بليغاً. و في سويعاتيالسوداوية تلك، رحت أطرق الأبواببإلحاحٍ شديد ، رُغم زهدي في أن يلقي أحد بالا لوجودي فيفتح لي مصراع نافذة . فربما تملكني شعورٌ لا إراديباللاجدوى من أي شيء! ثم وقعت عيني على فحمةٍ ملقاة، فخطفتها و رحت أرسم بها خطوطا كفافية على جدار هذا الزمان هنا، تشي بأن كل ما جنيته من عناء عودتي هو أني: حضرت إلى هنا ، ربما متأخراً جداً، فلم أظفر بلقيا كائنٍ من كان من أهلي!!. لذا، أيقنت بأن نعمة الصبر و السلوان بحد ذاتها فن راق تقتضي إجادته تصالحا تاما مع الذات، مع تمرس يومي على احترام شروط الأمر الواقع.


    الأخ الكريم دفع الله ود الأصيل،
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    حيَّاك اللهُ وحيا أهلكَ الميامين فى هذا الوطن المغلوب على أمره. وشكراً للمشاطرة والمؤآزرة بهذه القطعة النثرية الجميلة على ما بها من تراجيديا وحزنٍ يُقطِّعان نياط الصخرة الصماء. وهى أقدارنا يا عزيزى هجعةٌ ورجعةٌ ووجعة، والزمان استدار ولا شئَ يستديرُ هنا، ولنا ولبلادِنا الله.

    ممنون لك على الإطلالة.
                  

10-10-2017, 10:58 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    # لعمري يا صاحب السجن
    و ا،ت تُفَتِّقُ جراحاً غائرةً في بطين و أذين قلبي
    حيث حللتَ أهلاًو نزلتَ ساحتي سهلاً لتجالسنا القرفصاء
    و نبوح.هذا بخلاف صديقي اللدود المشاگس/ Abdelazim ،
    حين زجرني و قال لي: مافي سبب يخليك تحـزن ياخ.
    أعمنو يعني إيدو في الموية و عايش في الطراوة.

    ® و لگنني قلت له: عارف حركاتك جيداً يا عظمة ،
    أنك ربما أعمق مني حزناً و لكنك تريد فقط استفزازي
    لأفضفض لك و أبوح بالمزيد. و لم لا؟! فما أشبه حالي
    بحالك و ما أشبه ليلة كلينا ببارحة الشاعر /
    نائل الحريري حين يرثي نفسه ويقول:
    :*****(((((+)))))*****
    إذاً ، تعالوا ، دثروني .. زملونيإنَّ
    في صوتي حريقاً يأكل الأخضر و اليابسَ حزناً
    فتعالوا أشعلوه!إن نصف الموت أن تحيا طريداً
    ونصف العقل أن نهوى الجنونْزّملوـني.. غلّقوا الأبوابَ والأستارَ..
    و أجفانَ العيونْبعدَ حينٍ سوفَ ألقي عامداً كلَّ ثيابي وسأشدو راقصاً حتَّى أقعْ .
    و ستمحو الشمس مني كبريائيو عذابي و سأبقى بعضَ روحٍ ...نصفَ قلبٍ و أشلاء...
    *****(((((+)))))*****
    زّملوني ملءَ كفَّين.. ثم صلِّوا كي أموتْ ..إنَّهمْ ...قد غلّقوا كلَّ الحكايا..
    والبيوتْ أوصدوا بالشَّمعةِ الحمراءِ بابَ فميو غاريِ غطَّاهُ الحمامْ..
    و على البابِ ..تجلَّى فوقَ عرشي العنكبوتْ...زّمليوـني...لم يعد في العمر
    ما أبكي عليهْ ليلةٌ أخرى ...و سوف يلقي قاتلي عنّي يدَيهْزّمليـوني..إنّ روحي
    ضدًّ قلبي ثائرةْ وجراحي غائراتٌ في حنايا الخاصرةْطعنوني...زرعوا في
    الظهر سكيناًوفي القلب الظلامْ تركوني نازفاَ في اللّيل موسيقا وحزناًَ لا ينامْ
    *****(((((+)))))*****
    تركوني تحتَ قاعِ البئرِ أبكي سلبوني صدرَ أمِّي
    و قميصي خبَّؤوهْ.. ألصقوا بالذئبِ و الموتِ الجريمهْ..
    أحضَروا الذئبَ أمامي ...مزَّقوهْ ثمَّ باسمِ الرَّبِّ..
    ثُم قاموا جعلوا الذئبَ وليمةْ..
    آهِ يا كلَّ المواويلِ القديمةْ..
    ألفُ آهٍ ...كلَّما مزَّقتُ من عريي ثيابي..
    ألفُ آهٍ...كلَّما فصَّلتُ أحلامي على ذاكَ الجسدْأ
    لفُ آهٍ! حينما ترفض مني كلُّ أوطانيَ أوراقَ انتسابي
    ألفُ آهٍ ...كلَّما أدركتُ أنِّي لا أحدْألفُ آهٍ .. وأنا في عتمتي
    خلفَ الزوايا وأنا المسؤولُ عن كلِّ الخطايا
    وأنا طعمُ المرارةْ..
    وأنا الأبكمُ ..إمَّا صِحتُ
    قاموا رجموني بالحجارة
    و أنا عشرونَ نصفاً، ميِّتٌ يبكي وحيٌّ لا يُفيقْ
    و أنا (روما) و(روما) ضمَّها عشرونَ نيروناً
    وأطفاها الحريقْ ..
    و يندلق الرحيق
    ****(((((+)))))*****
                  

10-11-2017, 11:15 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    Quote:
    # لعمري يا صاحب السجن
    و ا،ت تُفَتِّقُ جراحاً غائرةً في بطين و أذين قلبي
    حيث حللتَ أهلاًو نزلتَ ساحتي سهلاً لتجالسنا القرفصاء
    و نبوح.هذا بخلاف صديقي اللدود المشاگس/ Abdelazim ،
    حين زجرني و قال لي: مافي سبب يخليك تحـزن ياخ.
    أعمنو يعني إيدو في الموية و عايش في الطراوة.

    ® و لگنني قلت له: عارف حركاتك جيداً يا عظمة ،
    أنك ربما أعمق مني حزناً و لكنك تريد فقط استفزازي
    لأفضفض لك و أبوح بالمزيد. و لم لا؟! فما أشبه حالي
    بحالك و ما أشبه ليلة كلينا ببارحة الشاعر /
    نائل الحريري حين يرثي نفسه ويقول:
    :*****(((((+)))))*****
    إذاً ، تعالوا ، دثروني .. زملونيإنَّ
    في صوتي حريقاً يأكل الأخضر و اليابسَ حزناً
    فتعالوا أشعلوه!إن نصف الموت أن تحيا طريداً
    ونصف العقل أن نهوى الجنونْزّملوـني.. غلّقوا الأبوابَ والأستارَ..
    و أجفانَ العيونْبعدَ حينٍ سوفَ ألقي عامداً كلَّ ثيابي وسأشدو راقصاً حتَّى أقعْ .
    و ستمحو الشمس مني كبريائيو عذابي و سأبقى بعضَ روحٍ ...نصفَ قلبٍ و أشلاء...
    *****(((((+)))))*****
    زّملوني ملءَ كفَّين.. ثم صلِّوا كي أموتْ ..إنَّهمْ ...قد غلّقوا كلَّ الحكايا..
    والبيوتْ أوصدوا بالشَّمعةِ الحمراءِ بابَ فميو غاريِ غطَّاهُ الحمامْ..
    و على البابِ ..تجلَّى فوقَ عرشي العنكبوتْ...زّمليوـني...لم يعد في العمر
    ما أبكي عليهْ ليلةٌ أخرى ...و سوف يلقي قاتلي عنّي يدَيهْزّمليـوني..إنّ روحي
    ضدًّ قلبي ثائرةْ وجراحي غائراتٌ في حنايا الخاصرةْطعنوني...زرعوا في
    الظهر سكيناًوفي القلب الظلامْ تركوني نازفاَ في اللّيل موسيقا وحزناًَ لا ينامْ
    *****(((((+)))))*****
    تركوني تحتَ قاعِ البئرِ أبكي سلبوني صدرَ أمِّي
    و قميصي خبَّؤوهْ.. ألصقوا بالذئبِ و الموتِ الجريمهْ..
    أحضَروا الذئبَ أمامي ...مزَّقوهْ ثمَّ باسمِ الرَّبِّ..
    ثُم قاموا جعلوا الذئبَ وليمةْ..
    آهِ يا كلَّ المواويلِ القديمةْ..
    ألفُ آهٍ ...كلَّما مزَّقتُ من عريي ثيابي..
    ألفُ آهٍ...كلَّما فصَّلتُ أحلامي على ذاكَ الجسدْأ
    لفُ آهٍ! حينما ترفض مني كلُّ أوطانيَ أوراقَ انتسابي
    ألفُ آهٍ ...كلَّما أدركتُ أنِّي لا أحدْألفُ آهٍ .. وأنا في عتمتي
    خلفَ الزوايا وأنا المسؤولُ عن كلِّ الخطايا
    وأنا طعمُ المرارةْ..
    وأنا الأبكمُ ..إمَّا صِحتُ
    قاموا رجموني بالحجارة
    و أنا عشرونَ نصفاً، ميِّتٌ يبكي وحيٌّ لا يُفيقْ
    و أنا (روما) و(روما) ضمَّها عشرونَ نيروناً
    وأطفاها الحريقْ ..
    و يندلق الرحيق
    ****(((((+)))))*****


    مرحبا بالأخ الكريم دفع الله ود الأصيل،

    شكراً كثيراً على إطلالتك من ثان، وما أروع البوح للوطن وقضاياه، وللحبيبة ولوطنها، وذاك البوح الذى يغسل النوستالجيا ويسوق الواحد منَّا رغماً عن أنفه وعن أنفِ جلاَّديه إلى موطن الأيام الغضة، وأبجديات التكوين ولثغها. ... وهل إلى مردٍّ من سبيل.

    كل الود.
                  

10-12-2017, 03:18 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... كانت لأمِّ الحسن فراسة أقرب للكشف منها لقراءة لغة الجسد. وكانت خبيرةً بأثر أقدام الكائنات على الأرض: كالنَّاسِ والهوامِ والزواحف والجرابيع والطير والدواب والكواسر ونقر الغزال، وتعرف حتى أثر إطارات العربات وأبواغ السيارات وصوت الأبانص والتعاشيق. فهى إذاً، تعرفُ من مرَّ بقهوتها من درب اللَّسْتِك، وتعرفُ المقبل عليها من صوت الأبانص أو التعشيقة أو البورى. تحدثك عن ود ابزيد، وابزيد على دارة، ولَمْعى، وكمال إبراهيم وخِتُوم إبراهيم، وطوكراوى، وحاج ورقة، وعبد الله النُعمان ومحمد النُعمان، وصابر جِرا، وغيرهم؛ من أصوات سياراتهم أو أثرها على الأرض.

    وبعد اكتشاف طريق النص (قبل الزلط الحالى، ومكانه) والطريق الفوق قلَّ عدد زائريها، اللَّهُمَّ إلاَّ من تناكر المحروقات (من بنزين وغاز وجازولين) والشاحنات الثقيلة التى تحتاج إلى زمن أطول على الطريق والتى دائماً ما تقيلُ عندها وتفضل السير ليلاً سالكةً على إثر ذلك الطريق التِّحِتْ (الدبة القبولاب أم الحسن، قهوة حسن التمتام، ثمَّ أمدرمان).

    رحم اللهُ أمَّ الحسن وأحسن إليها؛ فهى جذوةٌ لا تموتُ فى المكان والزمان والذاكرة. ولا أذكرُ متى آخر مرة جئتُ بقهوتها منذ أنِ اكتشفَ كمال إبراهيم طريق النُّص بأوَّل زدواى يُرخَّص فى السودان ويعبر صحراء بيوضة، غيرَ أنَّنى لم أنسَها قط. وحسبها أنَّها تُطعِم وتَسقى فى جوف الصحراء قاسية الفصول.

    يُتبع ...
                  

10-12-2017, 06:16 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)



    متابعون يا شيخنا ود شيخنا
    اليوم تابعت في خيط منّور آخر عن قنتي وعن الشيخ مصطفى سيد أحمد بابوش فمن الأسماء عرفت
    أنكم حفيد لهذا الشيخ لذا "فالشيء من معدنه لا يستغرب"
    أنا أقول "النوار دي جاي من شقيش؟!
    حبابنا بأولاد بابوش
    أحنا في الضفة الأخرى لكم من النيل يسموننا أولاد يابو وكان أجدادنا، مثل أجدادكم، حملة قرآن
    يا رب بهم وبآلهم
    مسهلا يا مسهلا
                  

10-14-2017, 05:37 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: متابعون يا شيخنا ود شيخنا
    اليوم تابعت في خيط منّور آخر عن قنتي وعن الشيخ مصطفى سيد أحمد بابوش
    فمن الأسماء عرفتأنكم حفيد لهذا الشيخ لذا "فالشيء من معدنه لا يستغرب"
    أنا أقول "النوار دي جاي من شقيش؟
    !حبابنا بأولاد بابوشأحنا في الضفة الأخرى لكم من النيل يسموننا أولاد يابو
    وكان أجدادنا، مثل أجدادكم، حملة قرآنيا
    رب بهم وبآلهم مسهلا يا مسهلا


    مرحب بالحبيب عبد الله عثمان،

    لا أستبعد يا عزيزى أن تكون بيننا وبين هؤلاء الأماجد من المشائخ وشيجة. فأصل أهلنا الحسيناب بدأ فى منطقة تنقسى الجزيرة حيث كانوا ملوكاً هناك. ثم جاؤا إلى غرب النيل واستوطنوا قرية الحسيناب، وقنتى، والعفاض حيث أسسوا مملكة الدفَّار. وكثيرٌ من أهلنا حفظ القرآن فى خلاوى مورة على فكرة، ومنهم والدى، وإبن عمى ونسيبى. ثمَّ أنَّه توجد حسيناب أُخرى فى منطقة أبوحراز هم من هذه السلالة أيضاً.

    كما أنَّه قد أتت إلى شركتنا اليوم إمرأة جديدة: أنا وإياها الأفريقيان الوحيدان بالشركة. قلتُ لها أحسُّ أنَّكِ منِّى من دمِّى، فمن أين أنتِ؟ فقالت أنا من جنوب السودان. قلتُ لها أنا من كلِّ السودان، فتعانقنا وبكينا حد النشيج لِما فعله الأخوانويون بنا.

    ويقذفنى المشهد عنوةً إلى مدرسة الدبة الثانوية العليا والعام 1978 حيث قُبل معنا فى تلك الدفعة 18 من الأخوة الجنوبيين. وقد كانوا مشحونين (ومعهم ألف حق) بكلِّ ما ألقت به السياسة ضد أحبابنا الجنوبيين منذ استقلال السودان. وكانوا لا ينامون كلُّهم بالليل؛ فقد قسموا أنفسهم إلى ثلاثِ مجموعات: ستة ينامون، وستة مدججون بالأسلحة البيضاء يحرسون النائمين وستةٌ كانوا عيونهم بالخارج لأغراض الإنذار المبكر.

    قلتُ لصديق عمرى السيد المرضى القاسم فضل الحاج: "هذا الأمر لا يستقيم، ولابد من غسلِ أدمغة هؤلاء الأخوان مما لحق بها من خزعبلات السياسيين، فنحن أبناء بلد واحد ولابد من طمأنة الشباب بأنَّ الأمر ليس كما صُوِّرَ لهم"، فوافقنى الرأى. فذهبنا إليهم، وقد ساعدنا فى الوصول السريع إلى ذواتهم إتقاننا الحديث باللغة الأنجليزية على تلك الأيام. وقلنا لهم لن تحتاجوا إلى مطوة أو سكين فى هذا الجزء من العالم على الإطلاق، ثم من بعد ذلك تقاسمناهم خميس وجمعة بمنازلنا إلى نهاية العام الدراسى.

    وقد قمنا بمبادرة قُرب إنتهاء العام الدراسى كانت مسار حديث النَّاس لأجيال متعاقبة، والتى أشركنا فيها أعيان البلد: عيسى طه (ولده سيد عيسى صاحب المسرة للأقمشة المشهورة بالسوق الأفرنجى، وأخوهُ يحى صاحب هبى هوم بالسوق الأفرنجى أيضاً)، محى الدين مكى، إبن عمنا محمد محمد خير، شادول، لمعىى لبيب أندراوس؛ باختصار كل تجار الدبة؛ وعلى رأس هذه القائمة ناظر مدرسة الدبة الثانوية العليا أستاذنا الجليل الباشا عُكاشة، عليهم رحمة الله أجمعين.

    بيَّضَ هؤلاء الأعيان وجوهنا (وكذلك يفعلون) بجمع ما يُقارب الـ 400 شوَّال بلح، واستأجروا صندلاً كاملاً فى الباخرة كربكان حملهم وبلحهم فى رحلة مدفوعة الأجر إلى جنوب السودان فى أروع ملحمة وُدِّعَ فيها بشرٌ فى الذاكرة الحيَّة لمدينة الدبة. ... وما زلنا فى غاية الحميمية والتواصل إلى يومِ النَّاس هذا.

    "ويا حلات الريدة وِكْتين تبقى صِحصِحْ ... ويا حلات العُشْرة وِكْتين تصفا تفرِح".

    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-14-2017, 06:17 AM)

                  

10-14-2017, 10:11 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... تحركنا من القُصاد الذى يزعمُ مرافقىَّ أنَّه أم الحسن، ووصلنا ما يُعرف بالملتقى (وهو فى الحقيقة للنازل البلد مُفترق، وللمُيَمِّم العاصمة مُلتقى)، وهو موضع يقع غرب منطقة القبولاب القديمة بِبضعِ كيلومترات. وآخر مرة زُرتُ فيها القبولاب القديمة زيارةً بوجبتها وسوائلها (من شاىٍ وبُن) كان عام 1973، حيث استطعمنا فى راكوبة السيد عبد السخى وزوجته بخيتة. وقد توحَّدَ هذان الرفيقان عِشقاً يجعلك تسمع صوت عبد السخى وكأنَّه صادرٌ من فمِ محبوبته البخيتة. وفى مثل هذا التوحُّد يقول الشاعر محمد محمد خير:

    توحَّدتُ فيكِ وصرتُكِ أنتِ
    فحينَ مشيتِ مشيتُ على مقدمِكْ
    وحين أكلتُ لَمسْتُ فمكْ
    وحين مرضتُ فحصتُ دمك.

    بعد ذلك زرتُ القبولاب عابراً على تنكر جاز رفضَ أن يتوقفَ بها وكان ذلك عام 1994. ويا حزنى على بخيتة وعبد السخى اللذان علمتُ أنهما قد تُوفيا، رحمهما اللهُ بالرحمة الواسعة. ركبتُ ذلك التنكر والدنيا قبايل عيد، إذْ توقفتْ كلُّ المواصلات لمناسبة العيد، ولا أحد ذاهب من الشمالية باتجاه البندر إلاَّ هذا الولد المُشاكس العنيد الذى كَسَرَ خاطر والده ولىِّ اللهِ الشيخ أحمد حسين رحمه الله الذى أصر وألحَّ عليه ليحضر العيد فى الشمالية، وهو قد أصرَّ وألحَّ أن يُعيِّد بالخرطوم. وحلاًّ لهذا العِناد ختم مولانا حديثه معى قائلاً: ودعناك الله، لكن ساكت تتعب وتخسِّر قروشك وإنتَ معيِّد معانا.

    يقول سيدى إبن العربى: "ما عُبِدَ اللهُ بشئٍ أحسن من جبرِ الخواطر". ... القصة أدناه.

    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-14-2017, 10:17 PM)

                  

10-14-2017, 10:56 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... وصلتُ العاصمة فجر اليوم التالى، وأنا أحملُ فى أحد جنبىَّ عنادى وفى الجنب الآخر شوقى الشديد إلى ذكر العصرى بمسجد الشيخ قريب الله. ذهبتُ للبيت وغسلتُ ما علِقَ بى من غبار الطريق وأبدلتُ الملابس وعزمتُ على الذهاب إلى عصرى الشيخ قريب الله رضى الله عنه وأرضاه.

    لقد خلتْ العاصمة من معظم المواصلات، وتعذر الإنتقال إلاَّ بقليلٍ من التسوُّل (يا عم). رفعتُ يدى فوقف أحد الأكارم وأخذنى معه فى عربته البوكسى وتحركنا، وبعد أقل من إثنين كيلومتر أشَّرَ شخصان لصاحب العربة فوقف وأخذهما معى فى ضهرية البوكسى.

    وفى لحظةٍ كأنَّها خارج الزمان والمكان (وتُقرأ الزمكان) قال أحدُهما للآخر: "هُوْ الزول مَزَعِّل أبوهو، ذِكِرْ شنو كمان البيمشيلو". وحينما التفتُّ لأنظر إلى وجهيهما بإمعان، لم يكن من أحدٍ سواى بالعربة.دقَّيت لصاحب البوكسى لأنزل. فتوقف، فشكرته ويمَّمَتُ صوب السوق الشعبى أمدرمان عساىَ أجد عربة تقلنى إلى الولاية الشمالية - إلى الجابرية الكبرى - إلى حى البساتين/الحسيناب.

    وهناك وجدتُ صديقى جمال لمعى (وهو من الإقباط الذين يسكنون مدينة الدبة منذ عهودٍ سحقية) يسوق عربة بوكسى وذاهب إلى مدينة الدبة، فذهبتُ معه، والرجل مشكوراً أوصلنى إلى عند الباب. دخلت البيت، سلمتُ على والدى وقبلتُ رأسه وقدميه واستعفيتُه فعفى عنِّى رحمه الله بالرحمة الواسعة، وطيب اللهُ ثراه.

    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-14-2017, 11:02 PM)

                  

10-15-2017, 00:40 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... هذا الطريق الذى كانت تُلَكْلِكُ العربات على رمله ورمضائه يوماً ونصف أو يومين، عبرناه فى ثلاثٍ من الساعات. وعلى كلِّ شبرٍ على هذا الطريق لنا ذكرياتٌ وحنين، ووجدٌ ومواجيد.

    وفجأة انتبهت لِلافتة مكتوبٌ عليها : "كرمكول قرية الأديب الطيب صالح". وهى أيضاً قرية العمدة سعيد ميرغنى الذى له ربعٌ فى معظم سواقينا، وهى قرية صديقى العزيز محمد الفاتح أبنعوف الذى أعدتْ شقيقته لنا شاياً ذات زيارةٍ إلى كرمكول لم أشربْ مثله قط - قبل وبعد تلك اللحظة - حتى كتابة هذه السطور. ثم عبرنا على مدرسة "اللَّاوريه" - مدرسة الدبة الثانوية العليا، التى لنا بها ذكرياتٌ عظيمة وحميمة وقد كنا على وشك أن نحكيها لكم لو لا موعد الأرشفة الوشيك.

    فقط لنشرح لكم معنى كلمة اللاَّوريه. وهى المكان المعزول المسكون؛ وفيه بُنيت مدرسة الدبة الثانوية العليا، ليكون سكان داخلياتها بعيدين عن الأهالى وأُسرهم. وهى تقع فى منتصف العقبة التى تفصل بين الدبة وكرمكول؛ شرقها البحر، وغربها الصحراء. أما اليوم فمدرسة الدبة لا تستطيع أن تتبينها من على طريق شريان الشمال، وذلك لكثرة المساكن والبيوت والمشرايع الزراعية التى تُحيط بها.

    وصلنا سوق الدبة التى غاب عن ملجةِ بلحها وسوق جُملة طماطمها إمام الفلاحين والدى الشيخ أحمد حسين رحمه الله. فجاشت الشجون وأجهش القلبُ بالبكاء، وتجمَّلتِ العينُ قسراً للمحمدلين السلامة على العودةِ والشوفةِ قبل الغليل (الموت) مِمَّن وُجِد بالسوقِ من الأهلِ والعشيرة. ولم نلبثُ هناك طويلاً، فخرجنا دالفين إلى الكرد والشيخاب ودبنيه والمطراب وإلى حى البساتين - الحسيناب؛ والتى بينها وبين المطراب قبرٌ لرجل مجهول أتى بجثَّتِهِ النيل فدفن وسط نبات الحَلْفَى هناك وسُمِّىَ بِعَلِى الحَلْفِى؛ له الرحمة والمغفرة والشهادة.

    فى البدء (وكما بعدة كلِّ عودة) ذهبتُ إلى مقابر ود ابريش حيث يُسجَّى والدى منذ عام 2006 لِأزوره وأُسلِّم عليه وأضعُ عن نفسى وِزرَ أحدَ عشرَ عاماً من التأخير. ... سلامٌ عليكم دارَ قومٍ مؤمنين.

    يُتبع ...
                  

10-15-2017, 02:10 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... الآن أنا فى طريقى إلى حى البساتين - الحسيناب. وقبل أن ندلف معاً إلى بيتنا الكبير، دونكم ما سطر إبن عمى محمد عبد الباقى حسين عن قرية الحسيناب وعن أهلها كمِفتاح لما نحن مقبلين عليه، والعز أهل والعيد أهل:



    يُتبع ...

                  

10-15-2017, 03:56 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    محمد عبد الباقى حسين/الدرويش
    (بتصرف من قصيدة طويلة)

    ساعة العصارى الضل يمد فوق الجروف
    يكسى التبيسات بالطرح.

    وعين الشمس تنزل خِجيلانى
    وتكوِّع بين شديرات البلح.

    والغيم ينقط من دموعو على الصِّفيقات السبح
    وأمونة تمسح من خديداتا وتلون قوس قزح.

    يا نور عيوناً ما بتشوف غيرك سماح يا امونة،
    إنتِ سمحنا بَشَّالنا وفتح.

    يا عز وجوهاً ضاحكى فى عز الصباح
    تلقانا بالرضا والفرح.

    يا بت رجالاً من جريُدن ومن وَريدُن
    يلفوا ضيفن بالقدح.

    إنتِ المهيرة الفى ضراهم
    ويا ضراهم قِبلة الجاع والنزح.

    إنتِ عيدن وضى مسيدن وكفة ايدن
    ويا ندى اللِّيد النضح.

    أنا شان بريدن من قصيدن أقول وازيدن
    أكيل عيون الكون غُــنا.

    أمونة إنتِ وحات عيونك طلة الخير والُمنى.

    ساعة يجوا الغايبين عيون الفال تسالمنا وتشيلنا تضمنا
    ويا امونة تتفتح مشاعرنا ونقش عرق الدروب المزمنة.

    ونغنى يا فرحة عيونك تلهم الناس الفرح
    وا غُربة الماحج فى فرحة عيونك وانجرح.

    وكتين يدوب غناينا فى نقريش سلوكو يرطنة
    أمونة فى فرح البلد عقبال وفال وكلام هنا.

    رنة جبيرى وخيت حريرى ونور هلال فوق الجنا
    أمونه حق أم العريس مكمود ضريرى مخزنة.

    أمونه إنتِ وحات عيونك
    طلة الخير والمنى.
                  

10-15-2017, 06:13 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    Quote: أروع ملحمة

    هي كذلك
    tuned
                  

10-15-2017, 07:46 AM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: عبدالله عثمان)

    قبل عام واحد؛ وكان يسوقنا أبن أخي بسيارته؛ توقفنا قُبالة مدرسة الدبة الثانوية فوجدتها حزينة تبكي. كانت الدبة تمثل لي نقلة كبيرة في حياتي. فلأول مرة افارق كرمة وكنت متعلقا بثوب أمي. وهناك تعلمنا حتى اللغة الدارجية لسكان وسط السودان...

    يا ليت لنا عودة لنقرأ عن ذكريات الدبة بهذه اللغة السلسة الرائعة...
                  

10-15-2017, 11:52 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: عبدالأله زمراوي)

    Quote: قبل عام واحد؛ وكان يسوقنا أبن أخي بسيارته؛ توقفنا قُبالة مدرسة الدبة الثانوية فوجدتها حزينة تبكي. كانت الدبة تمثل لي نقلة كبيرة في حياتي. فلأول مرة افارق كرمة وكنت متعلقا بثوب أمي. وهناك تعلمنا حتى اللغة الدارجية لسكان وسط السودان...

    يا ليت لنا عودة لنقرأ عن ذكريات الدبة بهذه اللغة السلسة الرائعة...


    شاعرنا النحرير عبد الإله زمرازى تحياتى،

    كما تعلم عزيزى زمراوى أنَّ معظم المرافق الخدمية فى ولايتنا الشمالية قد قامت بالعون الذاتى، ومنها مدرسة الدبة الثانوية العليا (المبانى من الأهالى، والمعلمون من الحكومة). وفى زمنٍ قد رفعت فيه الحكومة يدها عن الخدمات الإجتماعية كالتعليم والصحة وغيرها (بل سرقتها لمآرب تخصها)، فقد كان من الطبيعى أن تجد مدرسة الدبة الثانوية العليا باكيةً حزينة.

    والدبة كما تعلم شاعرنا الكريم زمراوى، هى النقطة الفاصلة بين النوبة الأقحاح والنوبة المستعربة كما يحلو لصديقى د. محمد جلال هاشم أن يُسميها. وهنا عند هذه التخوم ضاعت منا لغتنا النوبية إلاَّ النذر اليسير الذى نجده فى أدوات الزراعة وأجزاء الساقية. غير أنَّ تلاحم أبناء النوبة الأصليين والمستعربين فى مدرسة الدبة على تلك الأيام، قد فتح أعيننا على جمال اللغة النوبية وجِرْسِها والحنين المتجذِّر فيها، وقد حفظنا من أغانيها الكثير: كرائعة الشاعر مكى على إدريس عديلة، وأُخريات كحنينة، وغيرها.

    إذاً، فالمنفعة متبادلة يا عزيزى، بل إنَّ صداقاتى الأوثق عُروىً والأكثر استدامةً الآن، هى التى طرفها الآخر من النوبة أهل الجِلِد والراس.

    مع الشكر.

    عديلة


                  

10-15-2017, 10:28 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: عبدالله عثمان)

    Quote:
    Quote: أروع ملحمة

    هي كذلك
    tuned


    تشكر أستاذنا الشفيف عبد الله عثمان على الإطراء والتشجيع.

    ممنون.
                  

10-15-2017, 07:42 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    موال أمونة - القصيدة كاملة
    (محمد عبد الباقى حسين/الدرويش)
    _____________________

    ساعة العصارى الضل يمد فوق الجروف يكسى التبيسات بالطرح
    وعين الشمس تنزل خِجيلانى وتكوِّع بين شديرات البلح
    والغيم ينقط من دموعه على الصفيقات السبح
    وأمونه تمسح من خديداتة وتلوِّن قوس قُزَح.

    عاشق أنا وغنّاى أوشوش للزمن نغمات غُناى مدونة
    حاضن حكاوى الريد سنين يا امونة عاشت فى ضلوعى ملحنة
    مقطوعة لى حُسنِك براك، والكون بلاك غُربة وفنا.

    أمونة إنتِ وحاتك عيونك طلة الخير والمُنى. ...

    أمونة فى ليل البلد ريحة الدُعاش رضَّع مشاويرنا الفرحْ
    اترشَّ فوق وش النجيمات إنتشن والقمرة ماتت بالفرحْ
    أمونة نسّام الصباح لافِح بخور العيد سَرَحْ
    أمونة فى هيبة خطيب العيد وفى شوق المَدَحْ.

    ساعة الصباح لملم خطيواتو الضلام دلق السنا
    يتفتَّح النُوار يصلِّى على خدودا ويحضُنا
    شارى القميريَّات مع الهبَّاب يرقِّص فى السنابل دندنة
    يتبع خطيواتنا ويناجيها ويدغدغ فى عويناتا الغنا.

    أمونة فى عيد البلد طعم المُباركة فى لهيجات الأهل
    القابلة عرسان، انتشت أعماقنا زغرد فى أماسينا الأمل
    أمونة ضحكات الصَغَيْرين فوق ضَرَاعات المَهَل.

    وكلُّ همسة وكلُّ لمسة امونة فيها مضمنة
    أمونة انتى وحات عيونك طلة الخير والمُنى.

    أمونة يوم دعوات أهلنا تقادِم الجنيات مسافرين فوق دريبات القدر
    تسرح عيونا على الفريق طلة ووداع، إن شا الله مو آخر سفر
    ترسم طموحاتُن وجيه أمونة زى حلماً يَلُوُح مَدَّ البصر
    ساعة يشابوا المشتهنِّك لى طريداً جايبو لى خبراً حلو، يلقوكِ فى طعم الخبر
    وانتِ تبقى حِريف زوادة يشيل يشِمُّوا الماحضر.

    أنا من عيونن ومن شجونن أشيل واشدِّق لِكْ حكاوى الريد غُـنا
    أمونة إنتِ وحات عيونك طلة الخير والمُنى.

    وكتين يدوب غناينا فى نقريش سلوكو يرطنة
    أمونة فى فرح البلد عقبال وفال وكلام هنـا
    رنة جبيرى وخيت حريرى ونور هلال فوق الجنا
    أمونة حُق أم العريس مكمود ضريرى مخزنة.

    أمونة إنتِ وحات عيونك طلة الخير والمُنى.

    ساعة يجوا الغايبين عيون الفال تسالمنا وتشيلنا تضمنا
    ويا امونة تتفتَّح مشاعرنا ونَقُشْ عرق الدروب المزمنة
    ونقرا النغيمات فى عيون أمونة ساكنى مدونة.

    ونغنى يا فرحة عيونك تلهم الناس الفرح
    وياغربة الماحجّ فى حضرة عيونك وانجرح
    يا نور عيوناً مابتشوف غير سماحك يا امونة إنتِ سمحنا بَشَّالنا وفتح
    ياعز وجوهاً ضاحكى فى عِزّ الصباح تلقانا بالرضا والمرح
    يابت رجالاً من جريدن ومن وريدن يلفوا ضيفن بالقدح
    إنتِ المهيرة الفى ضراهم، ياضراهم قِبلة الجاع والنزح
    إنتِ الزهيرة الفى نداهن شابِّى فى خيراً طـمح
    إنتِ عيدُن، وضىْ مِسيدُن، وكفة ايدُن، ياندى اللَّيد النضح.

    وأنا شان بريدُن، من قصيدن، أقول وأزيدُن، أكيل عيون الكون غُنـا
    أمونة إنتِ وحات عيونك طلة الخير والمنى.
    ___________________________
                  

10-15-2017, 02:09 PM

Mohammed Abdullah
<aMohammed Abdullah
تاريخ التسجيل: 04-18-2017
مجموع المشاركات: 129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    والله مندمج في الحكي ده لمن شعر جسمي قام
    وما كنت عاوز اقطع الحكي المن القلب وللقلب


    بدون مقاطعه وااصل وقلوبنا تهفهف
                  

10-15-2017, 05:41 PM

Mohammed Alhasan Mohammed
<aMohammed Alhasan Mohammed
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: Mohammed Abdullah)

    Quote: "هُوْ الزول مَزَعِّل أبوهو، ذِكِرْ شنو كمان البيمشيلو". 



    كنت صادقا فى محبتك لمن قصدته .......ولمن عاندته ... والزيارة هنا قد قبلت وقيد اسمك فى سجل الحاضرين للعصرى رغم عودتك .....وايضا فى الجانب الاخر هنالك رضا وعفو عظيم ....

    ..
                  

10-16-2017, 00:29 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: Mohammed Abdullah)

    Quote: والله مندمج في الحكي ده لمن شعر جسمي قام
    وما كنت عاوز اقطع الحكي المن القلب وللقلب


    بدون مقاطعه وااصل وقلوبنا تهفهف


    أهلاً بالأخ الكريم محمد عبد الله،

    ياخى مرحب بيك مقاطعاً ومتداخلاً وكاتباً للنص ذات نفسه؛ فأنت شريك أصيل فيما يُكتب يا عزيزى.

    كل الود.
                  

10-16-2017, 01:45 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    Quote:
    كنت صادقا فى محبتك لمن قصدته .......ولمن عاندته ... والزيارة هنا قد قبلت وقيد اسمك فى سجل الحاضرين للعصرى رغم عودتك .....وايضا فى الجانب الاخر هنالك رضا وعفو عظيم ....


    العزيز محمد الحسن محمد تحياتى،
    وشكراً على هذه اللَّطيفة.

    يا سلام يا أبو حميد، فى تلك اللحظة كان علىَّ أنْ ألتقط الإشارة دون الإكتراث لكونها أىَّ شئ غير أنَّها خطاب إلهى لتصحيح ما جرى. والعارفون يقولون: "إنَّ اللهَ قد يُسمعك مراده إذا غفلتَ بألسُنِ الحاضرين (نقيض الغافلين)". ووالدى الذى أُحب رحمه الله عندما قال لى "ودعناك الله" كان وقتها يضحك لقدر السفر النافذ ولقدر رجعتى للعيد معه النافذة أيضاً؛ وإلاَّ لمجرد الإشارة إلىَّ بالمكوث قد كان كافياً، فنحن نطيعه طاعة عمياء. ... كان درسَ عصرٍ حال بينى وبين العصرى على أيةِ حال.

    أمَّا ذلك العصرى الذى افتقدته كثيراً فى بلاد الشتات يا عزيزى فقد كتبتُ فيه قصيدة طويلة (دونك جزءٌ منها) باللغة الدارجة بعد ثلاثِ ساعات فقط من وصولى لبريطانيا فى مطلع هذه الألفية (اللَّهمَّ اجعلنا من خُدَّام الألفية):

    يا حليلن اخوان الطريق
    ______________

    يا خلى هاك من ظرفهم ... الديمة خافض طرفهم.
    فى الحضرة فايح عرفهم ... ومن المكارم غرفهم.

    يا حليلن اخوان الطريق

    العينة ساهرة مدمعة ... للحقِ ينصت مسمعة.
    الذكر قوتة ومرتعة ... وجافت جُنوبُن مضجعة.

    يا حليلن اخوان الطريق

    يا صحبة الخير والرضا ... يا اهل المكارم والجِدى
    ديل البِدِلوك للهُدى ... والصاحبُن ما ضاع سدى

    يا حليلن اخوان الطريق

    الشيخ مُأدِبة بالمُثول ... لى سنةِ الله والرسول
    مضبوط مسارن بالأُصول ... وراجين من الله الوصول

    يا حليلن اخوان الطريق

    الصمتِ والعزلة ام كُجَر ... رابطين على البطن الحجر
    مَحِّصْ مَسارك بالسَّهر ... فَرْق الرِّجال وِرْد السَّحَر

    يا حليلن اخوان الطريق

    يا حليلن ابيض زيَّهم ... قول لىَّ مين الزَّيهم
    فى الله ميِّت حَيَّهم ... يا ربى ارجع حَيَّهم

    يا حليلن اخوان الطريق

    يا حليلو عصريك يا الجُمَع ... والحضرة والنور اللَّمَع
    لى درسو أرهفنا السمع ... والشيخ يفنِّد فى اللُّمَع

    يا حليلن اخوان الطريق

    يا حليلن اخوان الطريق ... وين لىّ مِنَّهُم آ رفيق
    انْ شا الله فى الصف العتيق ... الكاسو مُترعة بالرحيق

    يا حليلن اخوان الطريق

    فايت حدودك احذرُن ... الشِّبلِ فى الحق أزأرُن
    ديل العدوهن شكرُن ... يا حليل حديثُن سُكَّرُن

    يا حليلن اخوان الطريق

    يا اهل الطريق أهل العِلِم ... والرحمة والسَّعَة والحِلِم
    المنفى فى بلد العِجِم ... ندمان وفيكم كم عِشِم

    يا حليلن اخوان الطريق

    أطرونا فى وقت الدُعا ... وقت الحضور والشعشعة
    نترك دروب الإدِّعا... وخير المقالات نتبعة

    يا حليلن اخوان الطريق

    للحبو جالب من كنو ... آلاف صَلات يتركّنو
    فى الدِّين عبيدك مكنو ... وتصبح مدينتك مسكنو

    يا حليلن اخوان الطريق

    يُغفر لو زنبو المزمنو ... ويعشق لِماكَ ويدمنو
    الجاك وقيعك طمنو ... وقول يا حبيبى انا بضمنو

    يا حليلن اخوان الطريق
    ــــــــــــــــــــــــــ



    ممنون.
                  

10-16-2017, 04:10 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... أنزلتُ نسيبتى عند ابنتها؛ فحفيدتها عروس رابع أيام العيد. وقد أقبلتْ علينا امرأة لم أستطع التعرُّف عليها فى قائلة النَّهار، ولعلها امرأة من الحلة جاءت لتقول "المبدى متموم" وقفلت راجعة. وإلى أنْ وصلتنى ورفعت معىَ الفاتحة لم أتعرف عليها، ولكنِّى أدركتُ سوءة الزمان والمحن التى حلَّت بهذا البلد ذات إنقاذ.

    وفيما حُكىَ لى أنَّ هذه المرأة كانت حسناءَ صاعقة الحسنِ، غنيةَ العناصر، مُترفةً فى بيتِ أبيها وفى بيتِ زوجها رحمهما الله. ويبدو لى علىَّ أن أضيف 19 سنة لعمرِ أىِّ شخصٍ من أهلى يُصادفنى غيرِ منتمٍ للإنقاذ، حتى ولو وُلِدَ اليوم. ... يا للخُلعة!

    ونسألُكَ يا الله يا رحمن الدنيا والآخرة، أن ترحمنا فقراءاً وأغنياء، وأنْ ترحم ضعفنا. فالنَّاسُ هنا هلكى، والضرعُ يبوس، والحكام فاسدون، والأرضُ سَبِخةٌ جَدِبة، وأعوادُ النَّخيل العجوز تنتظرُ حريقاً ليخلو مِلْكُنا الحر لوجهِ الشيخة موزة ورساميل عبد الرحمن الراجحى. ... من يُصدِّق أنَّ حىَّ البساتينِ يباب!

    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-16-2017, 06:14 AM)

                  

10-16-2017, 10:40 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... كان أخى الخليل عند الباب حين أوقفنا السيارة جيئةً من مقابر ود أبريش، فاضت العيون بالدموع، وعلا نشيج الصدور، وأَخَواتى السبع - ومعهنَّ نساءٌ كثر - يزغردن تارةً، ويبكين تارةً أُخرى، كأنَّ والدنا رحمه الله قد انتقل الساعة؛ ومنهنَّ من أُغمىَ عليها بين ذراعىَّ من كثرة الانتحاب (الله يجازى الكان السبب).

    كانت الزغاريدُ آذاناً وإيذاناً للناسِ ليجتمعوا عندنا فى البيت الكبير؛ فجاء كلُّ من لَّم يكن فى سوقٍ أو ساقية؛ وفى الأصل كان الخليل قد دعاهم لتناول وجبة الغداء "كرامة - وسلامة" لعودة المسافر العاق، الذى خرج من البساتين قبل 19 سنة ومن السودان قبل 15 سنة فى رحلة آحادية الإتجاه، ولم يعد إلاَّ اللحظة. والآنَ أحسُّ فى صدرى فراغاً عظيماً، يبذُّ فراغَ فؤادِ أُمِّ موسى، لعدم وجود أبى بالبيت. أبى الذى كان كلَّ شئ، قد جعلنى منه الخليفة، وأنا فى بلادِ ليزا وكنداليزا عَبِدْ راسمال.

    (الله يجازى الكان السبب).

    يُتبع ...
                  

10-17-2017, 10:47 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... وأنا فى انتظارِ أنْ تهدأ الخواطر، تُغرقنى الذاكرةُ فى تفاصيلَ ممعنةٍ فى الإلحاح. نعم أعرفُ رملَكِ وحصباءَكِ يا بساتين، شجرَكِ ومدرَكِ، جَرْفَكِ وضهراتِك، وأعرفُ نخْلاتِك الباسِقاتِ الموقوفاتِ للدَّناعِ والطيرِ والسابلة: دَقَنْ ود عُمر، كُرشة الطيب، اللَّكميدة، والمسيخة، تمُرة السبيل، كُريقة أحمد عبدو، تِبشة بت ياسين، تمرة مدينى، كُريقة حاج سيد أحمد، والكضَّابة.

    وعلى كثبانِكِ يا بساتين لَعِبنا الطُّورَ والسيجة وصفرجت، حرينا والفات - فات، وشليل وشَدَّتْ، ومَنْ - عدَّاك - يا دِوعِير، الهِيّوب، وحبينا ودبينا لفاطنى بنت نبينا، وفى النيل لعبنا عرفة النَّرَفَة، وفى البَرِّ أخذتنا جِمالُ الطينِ بِخطوِها الوئيد، براريد - براريد، من هنا للصعيد.

    كلُّ شئٍ بدأ هنا ولا أحد يعرف أين تكون النهاية؛ فقد أخذتنا شِعابُ الدروب إلى عوالمَ شَتَّى. وودتُ لو أدوفُ هذا الحزنَ بِفَرحٍ مؤقتٍ أو فرحةٍ بائتة؛ فقدت تعبَ القلبُ المُهلهلُ من الحزن. فهل يليقُ أنْ أستدعى الحبيبة فى مثل هذه الظروف؛ الفكرة تبدو نشاز. ولكن ألَمْ يذكُر جِدى عنترة بن شداد الكوشى محبوبته فى أصعب الأوقات؟ ألم يقل:

    ولَقَد ذَكَرتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ مِنّي ... وبِيضُ الهِندِ تَقطُرُ مِن دَمى.

    يُتبع ...
                  

10-17-2017, 09:51 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... ينقطع استرسال غرقى فى لُجَةِ الذاكرة تلك بصوت زوج أختى عبدو (وأنا عمُّهُ إبن عمِّ أبيه) مسلِّما: "السلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاته يا عم" بصوته الجهير الرخيم الذى يوحى لك حينما تسمعه أنَّه صادرٌ من فتىً فارعِ الطولِ فارِس، سليمِ البناءِ، مفتَّلِ العضلاتِ، وأنَّ يديه تُقاتلان وراء الحجَّاز؛ وقد كان بالفعلِ كلَّ ذلك ويزيد قبل خمسة عشر عاماً.

    وحينما التفتُّ رادَّاً للتحيةِ بأحسنِ منها، وباحثاً عن صاحب الصوت المعتاد بالهيئة التى أعرف فلم أجده. وواللهِ الذى لا إله إلاَّ هو، لو لا أنَّه قال لى: "أنا هنا يا عم، طبعاً ما عرفتنى"، والصوتُ ذات الصوت؛ لما تعرفتُ عليه لعشرٍ من المرَّات لو أوقفوه لى فى طابور تفتيش وقالوا لى إخرج عبدو من بين الحضور؛ فقد سلبه داء السكر كلَّ لحمِهِ وترك له الجلد ملتصقاً بهيكله العظمى. ... يا ألطاف الله، فحين وقعَ بصرى عليه أحسستُ أنَّ جزءاً من جذوةِ تكوينى قد إنطفأ.

    اللَّهُمَّ أشفِ عبدو شفاءاً لا يُغادر سقماً، واشفِ كلَّ سقيم يا ودود.

    يُتبع ...
                  

10-17-2017, 10:49 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... بُسِطَتِ الموائد، وتحلقنا حولها، وامتلأت القلوبُ بالمحبة والحنان قبل البطون. كم أفتقدُ جمهرتكم هذى يا أحبابى وقد ملأتنى الغربةُ بفرديةٍ ماحقة. أنا الآن لستُ وحيداً يا صاحبةَ الجلالة، لستُ تُرْساً فى عجلةِ رأسمالِكِ أيَّتُها الملكةُ الكريمة المِفضالة، أنا بين أهلى عزيزاً مُكرماً، ولم يَضُنَّ علىَّ منهم أحد، وقد ملؤونى بما افتقدتُه هناك. ... فلهم ولكِ الثناءُ والمحبةُ.

    يُتبع ...
                  

10-18-2017, 00:37 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... ذات الدفئ، ذات النكهة، ذات الدم الخفيف، وذات السخرية، وكلُّ شئٍ فى تمام الحضور إلاَّىَ أنا الذى بينهم ومستغرقاً فى التفكيرِ فيهم. كنتُ شروداً كثيرَ الصمتِ، أسمعُ فأتزوَّد وأبخلُ بالردودِ فوق "الكلمة وغُتايتها" مخافة نقصان الزاد؛ ولعمرك فاقد الشئ لا يُعطيه.

    أُذِّنَ للعصرِ فطلبنا المسجد، قالدنا هناك من لم يستطع الحضور وقالدونا. ورويداً رويداً تبددت حمَّارةُ ذلك النَّهار، فقلتُ لأخى أُريد أن أزور بعض البيوت، فركبنا العربة عند الرابعة والنصف بعد الظهر وعدنا إلى البيت بعد الحادية عشر ليلاً. ثمَّ أكملنا بقية البيوت المنتخبة للزيارة بعد صلاةِ الفجر. والسبب فى زيارة النَّاس فى غيرِ موعد الزيارة هو أنَّنى علىَّ أنْ أرجع إلى الخرطوم باكراً بسبب تدهور الحالة الصحية لإحدى بناتى. وكلُّ من زرناه فى هذه الأوقات المنهيةِ الزيارةُ فيها ظنَّ أنَّنا نحملُ له خبر موت باستثناء أهل ودِّ أمِّى. فكلُّ مِنْ أيقظناها لنُسلِّمَ عليها قالت: أهلاً بى حِبيبينى ولاد حبيبتى.

    عند شروقِ الشمس جِئ بالشاى والقهوة أمام منزل إبن عمنا الشاعر محمد عبد الباقى حسين (الدرويش) فتقهوجنا بين ظهرانيه محبةً وإعزازاً؛ فالدرويش إنسانٌ من طِرازٍ فريد قلَّ أن يُصادفَك فى مكان ما. وإذا مدَّ اللهُ فى الآجال سأكتبُ هنا عن طيِّبِ النَّشر الدرويش رغمَ أنَّ الرجل لا يُحبُّ الأضواء.

    دلفنا إلى داخل البيت مودعين لأخواننا وأخواتنا ولمن كان بيننا من الأهل والعشيرة والأصهار، ثم ختمنا زيارتنا لأرضِ البساتين بوداع الدرويش عليه السلام.

    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-18-2017, 00:41 AM)
    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-30-2017, 11:44 PM)

                  

10-18-2017, 02:05 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ... فى آخر 82 كليومتر قبل دخولنا العاصمة (وهى منطقة أبو ضلوع على وجه التحديد) هَبَّتْ علينا ريحٌ صرصرٌ عاتية، انعدمت معها الرؤيا لأكثر من نصف كيلومتر. ويبدو أنَّ السيِّد أبو ضلوع مصرٌ على أخذ حقِّهِ فى تأخير العربات رغم أنفِ شريان الشمال. وعلى العموم وصلنا بعد لأىٍ وجُهد، وتم إسعاف البنت الصغرى والحمد لله.

    جاء العيد فكانت أيامُهُ الأحلى منذ عقود؛ والعيد أهل، والعز أهل يا صاحبة الجلالة. وكلُّ شئٍ كان على ما يُرام إلاَّ من إصابة إبنى بالحمَّى يوم الوقفة حتى موعد إسعافه، وإنعدام البنزين أيام العيد، والحالة الهيستيرية التى دخلت فيها ابنتى الصغرى حينما نظرت للكيفية التى تُذبح بها الخِراف. فصرخت وتشنجت واندسَّتْ فى ركنٍ قصىٍّ من البيت، وأقسمت أنها ستُكلِّم لنا الملكة. قلتُ لها جاء ذبح الخِراف فداءاً لذبح الأبناء فما رأيك؟ فقالت: Both are not nice.

    غادرتُ العاصمة الخرطوم على متن الإثيوبية من ثانِ فى الساعات الأولى من خامس أيام العيد. وأنا فى طريقى إلى المطار تمنيتُ أنْ أجد لافتة مكتوبٌ عليها: "يُوجد تمويل لأىِّ مشروع صناعى" كما وجدتُ ذلك فى أثيوبيا من قبل. ولكن كيف يحدث ذلك وأموال السودان المسروقة تُستثمر كفنادق فى كينيا، وأثيوبيا وقطر والأمرات وماليزيا وبوينس ايرس ودلهى (هل سمعتم بحقول قمح المتعافى بالهند والسند)، وجلُّ موازنته تُصرف على الأمن. أليس المسروقون أولى بالمعروف يا أيها الأخوانويون؟

    لقد كان هناك أمرٌ لافِتٌ من المضيفات الأثيوبيات صاحبات الذوق الرفيع أن يجعلن أُغنية "عازة فى هواك" الخلفية الموسيقية عقب كلِّ الإعلانات والتنويهات طِوال الرحلة من الخرطوم إلى لندن. ولا أدرى بالطبع إن كان ذلك بمحض الصدفة أمْ أنَّه امرٌ درجت عليه الخطوط الإثيوبية حين مغادرتها الخرطوم.

    ومن الأمورِ اللافتة أيضاً أنَّنى حسبت عدد الطائرات الرابضة على مطار أديس أبابا فوجدتها أكثر من 57 طائرة، نهايك عن المتواجدة فى تلك اللحظة فى مطارات أخرى من العالم، أو تلك المُحلِّقة بين السماوات والأرض. وبالمقابل حين تنظر إلى الطائرات فى مطار الخرطوم فلا تجد من بينها طائرات الخطوط السودانية.

    يُتبع بالخُلاصة ...

                  

10-18-2017, 05:08 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    اللهم إنَّا نستودعك فقراء وطن عازة وأغنياءهم، فاجمعهم ربى على سواءِ الحرية والديمقراطية وحكم القانون والفصل بين السلطات والتداول السلمى للسلطة، واقتصَّ يا ربى للمظلومين من الظالمين فى الحياة الدنيا والآخرة، عاجلاً غير آجلاً. ... اللهمَّ آمين.

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-18-2017, 05:29 PM)

                  

10-19-2017, 10:14 AM

عمر دهب
<aعمر دهب
تاريخ التسجيل: 10-19-2014
مجموع المشاركات: 2010

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    سلام ياحسين تابعت هذا الخيط الممتع من البدايه حتى ارجعتك الى مهجرك
    دفعه واحده. كانك كنت تحكى عنى بفارق واحد اننى ماكنت اغيب مثل هذا الغياب الطويل يبدو اننا دفعنا اكثر ممايجب الله الذى يجازى الكان السبب
                  

10-22-2017, 10:24 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: عمر دهب)

    سلام ياحسين تابعت هذا الخيط الممتع من البدايه حتى ارجعتك الى مهجركدفعه واحده. كانك كنت تحكى عنى بفارق واحد اننى ماكنت اغيب مثل هذا الغياب الطويل يبدو اننا دفعنا اكثر ممايجب الله الذى يجازى الكان السبب

    وعليكم السلام والرحمة والبركات الأستاذ عمر دهب،
    شكراً كثيراً يا عزيزى على القراءة والمتابعة.

    وبالفعل قد دفعنا أكثر مما يجب، ولكن بغيابنا دفع الوطن والمواطن ضعف ما دفعنا، وحسبنا من الإثم كإنتلجنسيا أننا خلفنا أجيالاً من اليتامى فى كلِّ شئ: يتامى تنمية ونضال وتغيير وهلمجرا. كما أنَّنى آسف على التأخير؛ فقد حسبتُ أنا هذا البوست ستتم أرشفته ولا يمكن أن أضيف له أى شئ، ولذلك افترعت خاتمة له فى مكان آخر. وأخشى أن أكون قد إرتكبت خطاءاً ما لأنَّنى أبحث عن بوست آخر ولم أجده (أمريكا، كليبتوقراط الإسلام السياسى، ورفع العقوبات؛ ماذا وراء الأكمة).

    مع خالص شكرى.

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-22-2017, 10:27 AM)

                  

10-22-2017, 10:49 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    المحصلة

    فى العموميات:

    1- الأخوانوية فكرة لقيط، وفسادٌ مطلق، ورجسٌ من عمل الأخوان لا ينبتُ إلاَّ فى واقع إنعدام الحرية والديموقراطية وتداخل السلطات أفقياً ورأسياً. وبالتالى من ينتظر منها بسط الحريات والديموقراطية والفصل بين السلطات والتداول السلمى للسلطة فهو واهمٌ يتسلَّى بقبضِ الريح.

    2- الأخوانوية كفكرةٍ مرجوسةٍ منبتَّة، تتغذى وتتعبَّد بالأيديولوجيا الدينية أكثر منها بجوهر الدين. وبالتالى تموت بالتدين الصحيح الذى يعرفه أهل السودان من سحيق الأزمان (يعرفه أهل السودان حتى قبل الأديان الثلاثة المعروفة: اليهودية، المسيحية والإسلام)، وتموت بالديموقراطية إرثِ الإنسانية العظيم.

    3- إذاً، فجوهر الدين والديموقراطية الحقَّة عدوَّان لدودان بالنسبة للأخوانوية وفى حالة جدل معها. وبالتالى كل أهل السودان من أصحاب التدين الفطرى السليم، ودعاة الديموقراطية والسلوك المدنى الرفيع يمثلون أعداء الخط الأول لهذه الجماعة الشاذَّة.


    يُتبع ...
                  

10-22-2017, 12:18 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)


    آثار عامة لحكم الأخوانوية على السودان لمدة ثلاثة عقود

    4 - القفذ من أيديولوجيا إلى أُخرى (أيديولوجيا الحرب المُقدسة فى الجنوب، الأيديولوجيا الإقتصادية وإلهاء النَّاس بالمنجزات الإقتصادية من كبارى وطرق وسدود إلى أن إكتشف الشعب أنها قد أُنجِزت بالإستدانة من العالم الخارجى، وأخيراً فزَّاعة العقوبات الأمريكية على السودان) بغرض التسويف السياسى ومنع الشعب استحقاقه من الحرية والديموقراطية والتداول السلمى للسلطة والتوزيع العادل للثروة.

    5- التمييز الإقتصادى لصالح الأخوانويين فى كلِّ شئ، خاصة فيما يتعلق بتوزيع الثروة (كعائدات البترول والمعادن النفيسة التى تُدار خارج الموازنة العامة) وبفرص الاستثمار وبتوزيع الأراضى، وباحتكار التوظيف والتدريب والبعثات الخارجية، وبالأعفاءات من جميع الضرائب ورسوم الخدمات والأتاوات والزكوات وغيرها، وبمضاعفة المرتبات والبدلات، وبالعلاج والتعليم بالخارج لهم ولذويهم، وبإطلاق أياديهم فى سرقة الناس والدولة بفرض رسوم وضرائب على المواطنين من غير أورنيك 15 حتى فاقت الـ 173000 رسماً ضريبياً، وبتجنيب عائدات الوحدات الإيرادية بعيداً عن وزارة المالية والسلطات الرقابية الآخرى.

    6- استمراء السير على خط سياسات التحرير الإقتصادى الحمدوية (التى كانت فوق ما يطمع النظام الرأسمالى ومؤسساته الدولية) برفع الحكومة يدها كليةً عن إنتاج السلع والخدمات الاجتماعية كالتعليم والصحة والإسكان وإصحاح البيئة والمياه النظيفة والإمداد الكهربائى المتصل وتركها لقطاع خاص لا يرقب فى اللا - أخوانويين إلاَّ ولا ذِمَّة، خاصةً مع سكوت الشعب السودانى على أخذ 50% من مخصصات التعليم والصحة لصالح استخراج البترول فى السابق.

    والمحصلة هى إفقار وتجويع وإعلال منتظم للشعب بجلب السلع التافهة والمنتهية الصلاحية، والتحكم فيه بجعله يدور فى فلك هذا القطاع الخاص من المتنفذين الأخوانويين الذى هو أشبه بنظام الكفيل الاستعبادى الاستبدادى فى الدول الخليجية، ولا يستطيع أن يعيش للأسف إلاَّ من خلاله. وبالتالى صار الشعب فى الداخل ذاهلاً عن موجبات التغيير على أرض الواقع رُغم المعاناة الفادحة، خاصةً مع غياب 10 مليون من الإنتلجنسيا السودانية عن البلد دون إجراء سلس لعمليات تسليم وتسلُّم مقتضيات التغيير للأجيال اللاحقة. الأمر الذى أوجد فجوة سياسية مقدرة وفجوة تغيير، جعلت الشعب السودانى "معلم الشعوب" واقعاً ضمن دائرة الحدس السلبى السائدة إقليمياً، والتى يتهندس فيها الرأى العام بالإشاعة والإعلام الموجه وفى أعلى السقف بالضربات الأمنية الباطشة.

    وعليه صارت موجبات التغيير موجودة فقط فى العالم الإفتراضى، وإذا تنزَّلتْ لتتعفر، تجدها "متبيِّنة" فى صحيفةِ هنا وصحيفةٍ هناك، وفى بعض الأنشطة الطلابية المحروسة بالأمن. أمَّا موجبات التغيير كفِعِل جماعى مادى متَّسق وملتحم على أرض الواقع، فهى غير موجودة. ولذلك يُسَخِّر جهاز أمن الدولة أناساً متعوباً عليهم من شعبة الجهاد الالكترونى لإخصاء موجبات التغيير حتى على مستوى العالم الإفتراضى، واللهُ وحده المستعان.

    7- استطياب الكسب الحرام السهل عبر سرقات الإنقاذ الجارية جعلتْ من العقل الريعى مسيطراً على كليبتوقراط الإسلام السياسى فى السودان، وبالتالى غابت عن البلد الرأسمالية الخلاَّقة التى تنفق على البنيات الأساسية وتستثمر فى الصناعة مما يزيد من عُرى الترابط الأمامى والخلفى للإقتصاد القومى وفتح أفاق واسعة للتشغيل.

    ولكن على العكس من ذلك، فإنَّ كليبتوقراط الإسلام السياسى المُهجَّسين بحدوث تغيير فى أىِّ وقت رغم بقائهم الأطول فى السلطة فى السودان، فإنَّهم يفضلون تنمية بلدان أُخرى على تنمية بلدهم (المسروقون أولى بالمعروف). وبالتالى تجدهم أصحاب استثمارات واسعة فى أثيوبيا، ماليزيا، الأمارات العربية، قطر، كينيا، يوغندا، موزنبيق، موريتانيا، جزر القمر، الهند، الصين، وحتى فى أمريكا اللاتينية.

    هذا الواقع جعل من الإنقاذ دولة جباية قاصمة لظهر المواطن المغلوب على أمره، وفى أحسن الأحوال تركته تحت رحمة قطاع خاص غير مسئول وعديم الأخلاق لما عجزت عن شراء الواردات التى تلبى حاجة الشعب والدولة بسبب تآكل الإحتياطى النقدى للدولة، بل سرقته.


    يُتبع ...
                  

10-22-2017, 12:32 PM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    سرد ممتع وطويل

    جدثنا عن اجراءات تسجيل الاجانب

    الرسوم والكيفيه والخ

    ماشيين السودان ونحن اجانب اخر الزمن

    موقع وزاره الداخليه لا يعمل

    وكان البلد تقول لسائح والزائر
    لا تاتي

    منتهي التخلف

                  

10-22-2017, 12:38 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    حياة النَّاس فى السودان من وجهة نظر الإقتصاد البايوسياسى

    8- مع استمرار سرقة أهل السودان بواسطة كليبتوقراط الإسلام السياسى، وبالتالى دخول البلد فى حالة إنكشاف على كل الأصعدة (أخطرها الإنكشاف الإقتصادى)، ومع رفع الحكومة ليدها عن توفير السلع والخدمات لمواطنيها، وترك الأمر برمته للقطاع الخاص المسيطر عليه بواسطة ذات كيبتوقراط الأسلام السياسى، فإنَّ السلع المجلوبة بواسطة هؤلاء القوم محورة وراثياً ومحورة أخلاقياً (الأقل جودة فى أسواق العالم/بخسة، مغشوشة، منتهية الصلاحية، مُعاد استخدامها، ولا تصلح للاستخدام الآدمى)، وفى نفس الوقت تباع بأسعار قريبة من أسعار الإتحاد الأوروبى لمواطن منهك بالضرائب والأتاوات غير القانونية.

    ولا أُبالغ إذا قلتُ لكم أنَّ ثلاَّجات أهلنا الفقراء فى السودان هى فى الواقع عبارة عن حاويات أنيقة للقمامة موجودة بالمطابخ بدلاً عن وجودها أمام البيوت لأخذها بواسطة العربات المخصصة لذلك؛ فالكلُّ إذاً، يأكل من المذابل.

    وعليه ما يتناوله الفرد من سعرات حرارية نتيجة السلعة المغشوشة والرديئة والتالفة أقل بكثير جداً من المستويات العالمية والإقليمية. بل هىَ عبارة عن كوكتيل سموم يستخدمه أعداء الشعب السودانى من إمبرياليىِّ النيوليبرالية ونظرائهم الكيبتوقراط الكومبرادوريين فى الداخل، فى أقذر حرب بيولوجية يشهدها العالم وتبتدرها هذه الكيانات فى السودان (فأر التجارب)، لتجعل كمية الغذاء المتوفر عالمياً يتفوَّق على عدد سكان العالم فى نهاية المطاف.

    عطفة:

    (فى 2007 وصل الرقم القياسى للأسعار العالمية للغذاء أعلى نقطةٍ له منذ عام 1845، وهناك تخوف كبير من ارتفاعه من جديد الآن اكتوبر 2017) (2).


    يُتبع ...
                  

10-22-2017, 12:45 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)


    9- يجهل الممتنُّون علينا بجلب "الهوت دوغ" بواسطة نظامهم الفاسد لأول مرة فى السودان، أنَّ "ثلثى سكان العالم فى 2030 سيعانون من البدانة وأمراضها "أمراض القلب، السكرى، ضغط الدم، وغيرها" بسبب هذا النوع من الأطعمة القاتلة. والأخطر من ذلك "أن مليارى فرد من الفقراء فى العالم يعانون الآن من نقص في مجموعة من الفيتامينات والمعادن في نظامهم الغذائي ضرورية للحفاظ على صحتهم. وبالتالى يؤدى ذلك إلى "زيادة في أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرها من الأمراض ذات الصلة بالنظام الغذائي والتي تقوض الإنتاجية وتهدد بإرهاق الخدمات الصحية" (3).

    وفى السودان تنحصر البدانة فقط فى الأخوانويين. أمَّ النقص الحاد فى مجموعة الفايتمينات والمعادن الضرورية فى النظام الغذائى ليبقى الفرد صحيحاً، فهى تنحصر فى اللا - أخوانويين؛ وذلك بسبب الأغذية الفاسدة التى تكلمنا عنها أعلاه. وتأكيداً على ذلك فقد أصبحت فى السودان ما يشبه الحلقة المُفرغة من: الفقر - الجوع - نقص الغذاء - المرض/الموت - الفقر من جديد. والذين يسرقون صحة المواطن (50% من الصحة والتعليم) لا يعلمون أنَّ "إنفاق دولار واحد على الغذاء الصحيح، يعود على الخزانة العامة بـ 16 دولار" (المرجع أعلاه).

    سألت أحد الشباب وعمره 19 سنة وقد كان يكح كُحة مزعجة حد الربو، ما الذى أوصلك إلى هذا الحد؟ فقال بدأ الأمر بنزلة لم استطع علاجها، فتحولت إلى إلتهاب، لم استطع علاجه، فتحول إلى أزما. كما أنَّه فى أقل من عامين تمَّ لخمسٍ من أفراد أسرتى المقربين سبع عمليات قلب مفتوح، وأحدهم توفى رحمه الله، وآخر الآن فى القاهرة عمل عملية قلب مفتوح للمرةِ الثالثة. أمَّا عدد الأشخاص المصابين بالسكرى والذى طمس على ملامحهم، ومنهم بُتِرَتْ أعضاؤه، فلا يُحصى. ولو لا رجالٌ كُرماء من أهلنا وعشيرتنا من أمثال العصامى الدكتور الصديق عبد الباقى حسين ورصفائه من المحسنين من الأهل والعشيرة لما عُملت عملية واحدة من تلك العمليات.

    وعلى فكرة واحدة من آليات التكيُّف (coping mechanisms) مع هكذا واقع من رفع الدولة يدها عن الخدمات الإجتماعية (التعليم، الصحة، وغيرها) كانت اجتراح محفظة مالية (Fund) يضخ فيها الميسورون من أهلنا اشتراكات شهرية لمقابلة الحالات التى لا يقدر الأهل على دفع تكاليفها، ولعل الأمر يسير على قدمٍ وساق.

    يُتبع ...
                  

10-22-2017, 12:54 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)


    10- إنَّ نقصَ الغذاء الناجم من استيراد السلع المضروبة (بما فيها الأدوية) بواسطة كليبتوقراط الإسلام السياسى معطوب الأخلاق كما جاء بعاليه، وبالتالى ضعف مناعة ومقاومة الأفراد للأمراض نتيجة لذلك، ونتيجة لكون الأمراض المستوطنة نفسها أصبحت مقاومة لمعظم العقاقير الطبية نفسها لأنَّها مغشوشة ومنتهية الصلاحية، فإنَّ المواطن ليس أمامه سوى المرض والموت.

    ولما كنا قد قلنا فى مقالات سابقة أنَّ أمام الشعب السودانى خياران: "إما العصيان أو المسغبة"، فقد قالنا ما قلنا ليس من قبيل النزق السياسى، ولكنا كنا نعنى ما نقول. واليوم النذيرُ أفدح يا سادتى؛ فأمام الشعب السودانى خياران: "العصيان أو الموت؛ أو قل: الموتُ أو الموت".

    فالبلد مُكدسة بالأوساخ والنفايات النووية والكيميائية، إصابات عالية بما لايخطر على بالِ أحد من شتى صنوف الأمراض (إختلال نشاط الغدة الدرقية، الكوليرا، أمراض القلب، السكرى، أمراض الكُلى، الملاريا - صديقة الكينا، السل)، إختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى (30% من سكان العاصمة القومية مصابون بالبلهارسيا)، ولا مبالاة منقطعة النظير من قبل الحكومة بكلِّ ذلك. بل الحكومة فى حالة إنكار لكلِّ ذلك ؛ طالما لا يمسها ورساميلها منه شئ، ولا ترقبُ فيما سواها إلاَّ ولاذمة.

    ولنحمد اللهَ ونشكره يا سادتى، فإنَّ الذى يجرى على أرضِ الواقعِ هناك، وبقاءَ النَّاس أحياءاً بالرغم من ذلك، لا يكمن استيعابه إلاَّ فى ظل العناية الإلهية المطلقة.

    عطفة:

    الزائر للسودان عليه بالتطعيم الباكر، وعليه باستخدمام الـ LifeStraw هو وأسرته للتعامل مع كلِّ المشروبات. وقد يسخر منك النَّاس وأنت تستخدم هذه الأدوات فلا تكترث. وإذا شعرت بأنَّك تفعل نشازاً وتريد أن تتحقَّق بعبارة "الموت مع الجماعة عِرِس"، فحين عودتك عليك بفحوصات - ما - بعد - الرحلة لكل أفراد الأسرة حتى يطمئن قلبك.

    يُتبع ...
                  

10-22-2017, 12:55 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)


    11- هناك تواطؤ نيوليبرالى مع كليبتوقراط الإسلام السياسى ذى العقلية الريعية لتدمير مشارعينا الزراعية المعنية بإنتاج الغذاء. وفى البدء حدث ذلك بفرض ضرائب عالية على الزراعة حتى أصبحت تكاليف إنتاج محاصيلنا الزراعية أعلى مما لو استوردنا ذات المحاصيل من الخارج. ثم تمظهر ذلك فى استخدام مبيدات وبتروكيماويات أثرت على خصوبة الأرض وأضرَّت بالإنسان (والحيوان) وحيويته وصحته (سرطانات لا أول لها ولا آخر) وانتاجيته. وأخيراً بالتأثير فى علاقات الإنتاج وبالتالى التأثير فى نظم حيازة الأرض ومن ثمَّ بيعها بما فوق الأرض وما تحت الأرض للشركات الأمريكية والبريطانية والصينية والماليزية والخليجية (مقابل ديون مستحقة) التى ستنتج الغذاء الذى يوائم شعوبها، أو تدلف إلى باطن الأرض لتنتفع ببترولها وذهبها والمعادن الأخرى؛ وعلى الشعب السودانى السلام.

    والجدير بالذكر أنَّ بيع أراضى سودانية لا يمكن أن يتم إلاَّ فى ظل دخول السودان المسبق تحت نير إتفاقية التجارة الدولية ليصبح بذلك ملزماً لكل الأطراف. ويقينى أنَّ التوقيع من قبل الحكومة على الإتفاقية قد تم منذ فترة طويلة، وإلاَّ لما أقدمت أمريكا على رفع العقوبات لتتدافع شركاتها وشركات الغير للأستثمار فى السودان الذى مازال ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب. ولتغطى الحكومة على جُرم/حدث التوقيع وتمويهه، نجدها تعلن بين الفينة والفينة أنَّ السودان على وشك أن يُكمل الإجراءات للتوقيع على الإنتفاقية كما صرح بذلك وزير التعاون الدولى بالأمس القريب.

    وأُكرِّر ما قلتُ من قبل، سيستيقظ السودانى ذات يومٍ (وشيكٍ للأسف)، خاصةً بعد التوقيع على إتفاقية التجارة الدولية، ليجد نفسه واقفاً على أرضٍ لا يملكها، وهو غريب الوجه واليد واللسان فى حضرة ملاَّكِها الجدد، الذين ربما لا يقبلون به عاملاً عليها لأنَّهم سيأتون بعمالتهم من بلدانهم أو سيأتون بآلات حديثة تستغنى عن العامل نفسه. ووقتها، أى حينما تُمعن النيوليبرالية فى التجذر بِبَلدنا - اللابلدنا، يكون السودانى (إن بقىَ وقتها على قيد الحياة) قد تحول من مالك - إلى عامل - إلى قُنٍّ من الأقنانِ يبيعُ قوةَ عمله لقاء سدِّ جوعته.


    يُتبع ...
                  

10-22-2017, 12:58 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    فى الختام نقول:

    لم يكن الوطنُ (ولا المواطن) مُتَّسِخاً، ولا مريضاَ، ولا جاهلاً، ولا سارقاً، ولا راشياً مرتشياً كما قال صاحبُنا الهندى. ولكنَّ المُتَّسِخَ المريضَ الجاهلَ السارقَ الرشاىَ المرتشىَ هو الأخوانوىُّ بكلِّ المقاييس؛ والوطنُ والمواطنُ بُراء من كلِّ ذلك. ونقولُ لمن استفزونا وأجبرونا على أن نعيشَ فى الشتات ما قالَ أميرُ الشعراء أحمد شوقى:

    كلُّ دارٍ أحقُّ بالأهلِ إلاَّ ... في خبيثٍ من المذاهبِ رِجْسِ

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-22-2017, 01:56 PM)
    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 10-22-2017, 01:58 PM)

                  

10-22-2017, 12:59 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    الدكتور محمد حير المشرف تحياتى،

    يا سيدى أنا ممتن لك على تشجيعك المتصل، وعلى لفْت أنظار السادة القراء إلى ما أكتب على عِلاَّت مباشرته وبساطته وتواضعه. وأرجو أن يرتفع مستوى التجويد فى الكتابات اللاحقة إلى مستوى هذا العشم.

    لك كامل الإحترام والمحبة والتقدير يا عزيزى.
                  

10-22-2017, 01:29 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    سرد ممتع وطويل

    جدثنا عن اجراءات تسجيل الاجانب

    الرسوم والكيفيه والخ

    ماشيين السودان ونحن اجانب اخر الزمن

    موقع وزاره الداخليه لا يعمل

    وكان البلد تقول لسائح والزائر
    لا تاتي

    منتهي التخلف


    الأستاذ Muhib تحياتى،

    عليك بالذهاب ثانى يوم وصولك لاستخراج بطاقة الأجانب من مكاتبهم التى غرب مركز سمير لتخلص وتستمتع بإجازتك بين الأهل والعشيرة. فأحياناً يكون أحد الأسماء محظوراً لتطابق الأسماء أو لأىِّ سبب آخر (كما حدث لى شخصياً) وقد تحتاج لبعض الوقت والوساطات لتزيل الأسم المعين من قوائم الحظر هذه. وهناك ستُعطى أورنيك لكلِّ جواز كى تملأه، وخلى عندك صورتين لكلِّ شخص، وكن صبوراً فقد تكون هناك ثمة صفوف (وإنْ كنتُ لا أتوقعها الآن بعد إجازة الصيف).

    أما رسوم بطاقة الأجانب - ما لم يكن قد طرأ عليها أىُّ نوع من الزيادات - فقد كانت 512 جنيه للأطفال، و2120 جنيه للكبار.

    مع الشكر.
                  

10-25-2017, 10:54 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    وَيْحَ قلبي الما انفكَّ خافق *** فارَقْ أُم درمان باكي شافِق

    يا أم قبايل ما فيك منافق *** سَقَّي أرضِكْ صوب الغمام



                  

10-31-2017, 00:18 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسة عشر يوماً بالسودان بعد خمسة عشر عاما� (Re: حسين أحمد حسين)

    ملحقات

    للبساتين حكيم، إسمُهُ موسى عبيد حسين، ويُنادى اختصاراً هناك بموسى ود عبيد. كلُّ ما قال الرجل صار مثلاً بين ظهرانَىِّ النَّاس هناك. وقد كتبتُ عنه ذات حنين:

    موسِى ود عبيد؛ حكيمٌ و فيلسوفٌ وتربالْ:

    غشيفُ الطعامِ، قليلُ السَّقَمْ. يسيرُ الكلامِ، كثيرُ الحِكمْ. خفيفُ الجُرمِ، كأنَّه مخلوقٌ نباتى. يمشى على الأرض هوناً، وقيلُهُ للجاهلين السَّلَمْ.

    يُعرِّى كتفاً، ويكسو الآخر، لكَوْنِهِ المحرمَ الأبدىَّ فى عوالمِ سِلْمِهِ الداخلى. أكوانُهُ عميقةٌ ودقيقة، ونَظَرُهُ إليها أطولُ من نَّظَرِهِ إلى ما سواها، ومنها نهل. فَصَارَ الحكيمَ الحشيم، والفيلسوفَ الفهيم، والحيىَّ الذى لا يفارقُ بصرُهُ الأديم، والمتَّزنَ بالتصالحِ مع الذات، وينبوعَ أمثالٍ تسوسُ الحياةَ بالحِلمِ والفَنْجَرَة، والرجلُ بعد تربال.

    بِهِ حسرةٌ ودمعةٌ على أيام الصِّبا، تفضحان حنينَه وتوقَهُ إلى عوالمَ ذاتِ شجون، كلمَّا مرَّ على ثلةٍ من الأحداث، ثمَّ تسُدُّ حَلقَهُ العَبَرَاتُ وهو يردد: "يا حِلَيل زمن صِباك يا مُوسِى".

    ذلكم الأُمَّة مُوسَى ود عبيد، حكيمُ وفيلسوفُ المنحنى والبساتين. فجئنى بضريبٍ له فى تِلْكُمُ القِيَمِ والأخلاق؛ لعمرى أنَّ ذاك عَدَم.

    كان هذا الواقع الفريد أرضاً خِصبةً لنشوءِ فلسفةٍ ومنطقٍ تفرّدَ بها الرجل بين سائر الرجال هناك. ولا غروَ، فَسيدى بِشْر بن الحارث الحافى يقول: "الجُوعُ يُصفِّى الفؤادَ ويُورِثُ العِلْمَ الدقيق".
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de