سئل حمدي عن الإجراءات الإقتصادية إبان عهده في المالية، فقال إنه كان يتدخل لحماية الضعفاء حيث أنشأ صندوق التكافل الإجتماعي و صناديق التأمينات والمعاشات ودعم الطلاب و دعم الشريعة ..لكن لم يورد لنا السيد الوزير إحصاءات أو بيانات أو معدلات مئوية تقنعنا بأن ما أعطاه لنا هو أكثر مما أخذه.. إن الضغط الذي أوقعته سياسات حمدي بالطبقات الفقيرة أو حتى بالوسطى جلي جدا و لا نعتقد أن الصناديق التي أنشأها حمدي قد أعادت الحال إلى ما قبل عهده ناهيك عن مكافحة ومحاربة الفقر.
تبدو أراء حمدي في هذا الحوار كنوع من الونسة السودانية غير المؤسسة وغير المبنية على حقائق علمية فمثلا عندما تستمع إليه يتحدث عن الهند التي اتجهت إلى صناعة برمجيات الحاسوب والهند التي أصبحت تصدر خدمات بما قيمته 57 مليار دولار فنحن نتوقع أن يتحفنا حمدي بأفكار عبقرية توازي وتعادل نجاحات الهند هذه وترفع من شأن السودان علميا وتقنيا واقتصاديا، لكنه في خاتمة المطاف يقترح علينا أن نعمل في تجارة اللحوم..!! وتجارة اللحوم هي في السودان نشاطا قديم وتقليدي و لا يحتاج لعقلية إقتصادية عظيمة تنبهنا إليها، ولا تقارن بأي حال بإبداع الهنود في مجالات الحاسوب..
يحكي حمدي أن أحدهم قد أخبره عن مصانع إنجلترا التي هاجرت إلى آسيا ، وعن ماليزيا التي تحولت عن صناعة النسيج إلى صناعات أخرى أهم..
إلى ماذا يريد حمدي أن يصل؟؟ هل انتهى سوق القطن ومضى إلى غير رجعة..؟؟ إين هي البيانات و المعلومات التي تشير إلى تناقص الطلب على القطن ؟؟ وكيف يقل الطلب على القطن ولم تستطع الألياف الصناعية أن تنافسه..؟؟
أن حديث حمدي تنقصه الأرقام والإحصاءات.. ولا يقبله المنطق.. وإلى جانب ما ذكرنا آنفا فإننا نلاحظ عموما العديد من التناقض في الحوار التي أجرته الصحيفة مع عبدالرحيم حمدي .. وهذه بعض الأمثلة:
يقول لماذا نحن نعيش في الوهم ونتحدث عن صناعة النسيج والقطن... ثم بعد بضع أسطر يعود فيقول " وإذا فكرنا واشتغلنا صاح ستقوم الصناعة التحويلية الرئيسية ويمكن أن نصدر للعالم الغزل بدلا عن القطن الخام..!! إذن ليس هو وهما أن نتحدث عن صناعة النسيج والقطن..
في تناقض آخر يقول حمدي " ما الغريب في أن أشتري زيتا من نجع حمادي، بينما يتساءل لماذا نستورد سلعا إستهلاكية من مصر مثل البوهيات والسجاير بينما يمكننا تصنيع ذلك وتصديره؟! لاحظ يطالبنا حمدي تارة بالإستيراد من مصر، وتارة أخرى يستنكر علينا الإستيراد منها، والأكثر عجبا أنه يريدنا إستيراد الزيت المتوفر والأيسر في انتاجه واستخلاصه على المنتج السوداني.. ويطالبنا بتصنيع البوهيات والسجاير والتي لا شك أن صناعتهما أكثر صعوبة من الزيت.